السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العزيز القهار القوي الجبار. بيده ملكوت السماوات والارض وتصريف الليل والنهار واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والاقتدار واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان اناء الليل والنهار وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيا ايها الناس اتقوا الله تعالى واعبدوه واعترفوا له بالفضل بقلوبكم والسنتكم لتشكروه فبالشكر تزيد النعم وتندفع النقم كما قال الله عز وجل واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ايها الناس ان الغمة التي بدأت تنجلي والحرب التي بدأت تنطفي في هذه المنطقة لمن اكبر الابتلاء الذي ابتلى الله به عباده في بدئه وانتهائه لينظر كيف يقابلون هذا الابتلاء هل يصبرون على الظراء وينتظرون الفرج من الله ويصلحون احوالهم لينكشف ما بهم هل يشكرون عند الرخاء فيعرفوا نعمة الله عليهم ويعترفوا بها ويظهر اثر ذلك في عبادة ومعاملاتهم كما قال الله عز وجل ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ايها الناس ان هذه الفتنة بل هذه الكارثة الكبرى حصل بها من الشرور والاضرار العظيمة والاثار السيئة ما هو ظاهر للبصير العاقل ان هذه الكارثة اثرت على سير الصحوة الاسلامية حيث اشغلت الناس عن كثير من امور دينهم حتى اصبح بعض الناس يفكر فيها في جميع احواله في ليله ونهاره في سره وجهره حتى في حال الصلاة انه يصلي وقلبه مشغول في هذه الكارثة الكبرى ان هذه الكارثة انست الامة الاسلامية امورا كبيرة لها شأنها واهميتها فقد نسي الكثير من الناس او اكثر الناس مسألة فلسطين وافغانستان وغيرهما من ذات الشأن الكبير في الامة الاسلامية ان هذه الكارثة اكسبت الامة الاسلامية خسارة كبرى واكسبت الامة اليهودية ارباحا عظيمة ربما لا تحلم الدولة اليهودية بها من العسكرية والاقتصادية والمعنوية الاعتبارية لقد انهالت لقد انهالت المساعدات على الدولة اليهودية عسكريا وماليا. ولقد ارتفعت قيمته المعنوية بين الامم لما حصل منها من ظبط النفس بعد الاعتداء عليها وانها لجديرة ان يعتدى عليها لانها دولة ظالمة طاغية كافرة بالله ولكن هذه الكارثة بما حصل فيها من ملابسات ومغالطات اكسبتها قوة معنوية بين الامم ان هذه الكارثة اثرت تأثيرا بالغا على الوحدة الاسلامية على المستوى الحكومي والمستوى الشعبي ولا سيما الدول العربية منها ان هذه الكارثة اطاحت بهيبة الامة الاسلامية ولا سيما العربية منها فان تمزق الصفوف وانفصام الوحدة مما يهدر كرامة الامة ويقضي على هيبتها كما قال الله عز وجل ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ان هذه الكارثة اودت بحياة كثير من الابرياء من الصغار والكبار والنساء والرجال ان هذه الكارثة اهلكت كثيرا من الاموال فظعظعت اقتصاد كثير من البلدان ولا سيما البلدان الموارد ان هذه الكارثة ادت الى هروب كثير من الناس من اوطانهم وديارهم. فحصل لهم بذلك من الازعاج ما لا يعلمه الا الله عز وجل ان هذه الكارثة ادت الى انهيار ذمم وانتهاك امانات حيث كانت سببا للنزاع والجدل حيث كانت سببا للنزاع والجدل بالباطل. والقول بغير الصدق والحكم بغير العدل. فباع الناس ذممهم في الخوض بغير تعقل ولا تثبت. ولكن بالهوى والعاطفة العاصفة التي لم تكبح بما تقتضيه الاسلامية فصار بعض الناس يقولون بما لا يعلمون ويحكمون بالجور وهم لا يشكرون. كأن لم يسمعوا او يقرأوا الله عز وجل ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا كانهم لم يسمعوا او يقرأوا قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اعدلوه هو اقرب للتقوى. واتقوا الله ان الله بما تعملون ان هذه الكارثة ارجعت الامة الاسلامية الى الورى ارجعتها الى فوضى الجاهلية الذين لا ايعرفون الا منطق القوة وعدوان القوي على الضعيف حتى يأكل بعضهم بعضا ولا يأمن احد من احد ايها المسلمون ان هذه عشرة من الاثار المنظورة التي حصلت بهذه الكارثة المؤلمة ولكننا اذا نظرنا الى هذه الاثار السيئة التي نكرهها ويكرهها كل ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. ونظرنا في قول الله تعالى فعسى ان تكرهوا شيئا جعل الله فيه خيرا كثيرا وفي قوله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. اذا نظرنا في ذلك انفتح لنا باب امل كبير في ان يجعل الله فيما قدره خيرا للمسلمين وعاقبة حميدة. اننا نأمل ان تكون هذه الكارثة سببا للتوبة والرجوع الى الله في حيث يصلح المسلمون من احوالهم العامة والخاصة على المستوى الشعبي وعلى المستوى الحكومي على المستوى المحكوم والمستوى الحاكم. لان الله يقول في كتابه ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون اننا نأمل ان تكون هذه الكارثة سببا لمعرفة الانسان قدر نعمة الله عليه بالامن والرخاء فان الانسان لا يتبين له قدر النعمة حتى يصاب بفقدها ويحل به ضدها كما قال الله عز وجل قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة؟ من اله غير الله ياتيكم افلا تسمعون؟ قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة. من اله غير الله بليل تسكنون فيه افلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه. ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. ومن الحكم المأثورة بضدها تتبين الاشياء اننا نأمل ان تكون هذه الكارثة سببا لتعويد النفوس وترويضها على الصبر والتحمل ومعاناة وانتظار الفرج من الله لتكون صامدة باذن الله امام هذه الكوارث فان الانسان لا يعرف مقدار تحمله للشدائد والصبر عليها فان الانسان لا يعرف مقدار تحمله للشدائد والصبر عليها الا اذا نزلت به. وكم من شخص يعتقد ان انه من ذوي الصبر والجلد ومعاناة الشدائد فاذا نزلت به تعس وانتكس وعجز عن تحملها وصار في قلبه شيء من كراهة تقدير الله والاعتراف عليه كما قال الله عز وجل ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين اننا نأمل ان ينال الصابرون في هذه الكارثة اجرهم وثوابهم من الله من الله الذي وعد الصابرين اجرهم بغير حساب. وقال في كتابه ولنبلونكم بشيء من الخوف ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون اننا نأمل ان تكون هذه الكارثة سببا لمعرفة الانسان قدر نفسه. وقدر عظمة الله وسلطانه وقدرته وسرعة تغييره للاحوال فمن كان يظن ايها الناس من كان يظن ان بعظ الناس في هذه البلاد التي التي هي مضرب المثل في الامن يفرون عن بلادهم وجورهم خوفا على انفسهم وذرياتهم وفي مدة يسيرة ينقلب الامن خوفا والطمأنينة قلقا. فسبحان القادر على كل شيء بيده ملكوت السماوات والارض ايها الناس ان هذه الكارثة والحروب التي بقيت ستة اسابيع من بعد المعركة الجوية منها اربعة ايام واربع ساعات من المعركة البرية التي ابتدأت من ليلة الخميس الموافق للثاني من اهل رجب عام احد عشر واربع مئة والف قد انتهى القتال فيها رسميا حين اعلن صباح امس الخميس الموافق للرابع عشر من شهر شعبان عام احد عشر واربع مئة والف عن وقف الهجوم من الساعة صباحا بالتوقيت المحل بالتوقيت المحلي الخامسة بالتوقيت العالمي. فنسأل الله تعالى ان يجعل في ذلك خيرا للمسلمين حيث تحقن دماؤهم وتأمن اوطانهم وتسلم اموالهم وتصلح احوالهم. ونسأل الله تعالى ان ارزقنا شكر نعمته على هذه المنة العظيمة. ايها الناس ان علينا ازاء هذه النعمة ان نشكر الله الله تعالى وان نستقيم على امره وان لا يحملنا الفرح بذلك على الاثر والبطر كما يجري من بعض الناس فان العقل والشرع يقتضي ان يزداد المؤمن بنعم الله تعالى ذلا لله وخضوعا له وقياما طاعته وابتعادا عن معصيته فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاءه امر يسر به خر ساجدا لله ولما فتح مكة ذلك الفتح الاعظم دخل بيت ام هانئ فاغتسل وصلى ثماني ركعات قال ابن القيم رحمه الله هذه صلاة الفتح قال وكان امراء الاسلام اذا فتحوا حصنا او بلدا صلوا عقيد الفتح هذه الصلاة اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فنسأل الله تعالى ان يرزقنا شكر نعمته وحسن عبادته وان يحفظ علينا ديننا وان يحفظنا به وان لا يعيد علينا مكروها انه انه سميع قريب. والحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فيا ايها الناس اتقوا الله قال واشكروا نعمته عليكم حيث وضعت الحرب اوزارها وامن الناس في بلادهم واعلموا ايها المسلمون ان لله على بلادنا نعمة عظيمة اعظمها نعمة الاسلام التي نسأل الله تعالى ان يثبتنا عليها جميعا. وان يرزقنا التمسك به ظاهرا وباطنا ايها المسلمون وان من نعمة الله تعالى ان هذه البلاد لم تتأثر داخليا بهذه الحرب العظيمة ان الامور كانت ولله الحمد ساكنة مطمئنة سوى البلاد التي كانت قريبة من من مواضع القتال كل شيء ولله الحمد على ما يرام. وهذا من نعمة الله علينا وعلى حكومتنا. فنسأل الله تعالى ان يريها فضله حتى تقوم بامر الله على الوجه الذي يرضي الله عز وجل ايها المسلمون وان من نعمة الله علينا في هذه الحرب التي كان كثير من الناس يتوقعون في يتوقعون ان تهلك فيها نفوس كثيرة وان تدمر فيها بلاد وان وان تدمر فيها مصالح عظيمة وان تدوم مدتها ولا سيما بعد ابتداء الحرب البرية ولكن الله في واحسانه قدر ان يكون الامر اهون مما نتوقعه كثيرا. فلله الحمد والمنة. انتهت الحرب البرية التي يظن كثير من الناس الا الا تنقضي الا بعد شهور او سنين. انتهت في خلال اربعة ايام ولله الحمد وهذا من نعمة المولى علينا. فنسأل الله تعالى ان يجعلنا شاكرين لنعمه مثنين به بها عليه ايها المسلمون ماذا تكون حالنا بعد هذه النعمة العظيمة؟ ان بعض الناس يقابل هذه النعمة بالاشر والبطل والفرح المذموم الذي قال الله عنه ان الله لا يحب الفرحين. فيقابل هذه النعمة بانواع محرمة في الشرع لا تحل ولكن هذا بلا شك سفه في العقل وضلال في الدين. ان الواجب علينا ان نقابل هذه نعم بالشكر لله عز وجل كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل كان اذا اتاه امر يسر به خر ساجدا. ولما فتح مكة صلى فيها ثماني ركعات كما سمعتم. وكان صلى الله عليه وسلم اذا قدم البلد اول ما يبدأ ان يدخل المسجد فيصلي فيه ركعتين. ولعل هذا من شكر الله تعالى على سلامته بالوصول اذا فالنعم يجب ان تقابل بالشكر لا بالفرح والبطر والاشر فانها اذا قوبلت بذلك كان ذلك من ممن بدلوا نعمة الله كفرا ويوشك ان تنقلب النعمة نقمة. فنسأل الله ان يهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه واعلموا ايها الاخوة ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثات وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا ان الله امركم بامر بدأه بنفسه. فقال جل من قائل علي ما ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا اللهم احشرنا في زمرته. اللهم ادخلنا في شفاعته. اللهم اسقنا من حوضه. اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين اللهم اللهم ارضى عنا معهم واصلح احوالنا كما اصلحت احوالهم يا رب العالمين. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان. اللهم دمر اعداء المسلمين. اللهم فمن اراد بالمسلمين سوءا فاجعل كيده في نحره وشتت شمله وفرق جمعه واهزم جنده واذقه الذل الضعف والهوان يا رب العالمين ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان ايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم لا تنقض الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل لاذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون