ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما اما بعد ففي الجمعة الماضية ندبناكم الى دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبينا لكم ما في ذلك من المصالح وما في ذلك من المنافع وما في ذلك من قوة الايمان وما في ذلك من محبة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى غير ذلك مما سبق ذكره. ونحن الان نكرر ذلك نكرر عليكم ايها الاخوة المسلمون ان تدرسوا سيرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى تطلعوا على حكمة الله في تقديره وعلى حكمة الله في تشريعه. فلقد بعث الله رسوله محمد بن عبدالله قاتم النبيين وامامهم وافظلهم في اشرف بقاع الارض في القرى ونزل عليه القرآن في شهر رمضان الذي صيامه احد اركان الاسلام نزل عليه الوحي في اشرف بقاع الارض في ام القرى ومقصد العالمين. فدعا الى توحيد الله عز وجل. ثلاث عشرة سنة كلها في مكة وحدث له في تلك المدة تلك الاية الكبرى ان اسرى به الله عز وجل ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم عرج به في تلك الليلة من الارض الى السماوات العلا بصحبة جبريل الروح الامين. فارتقى به اما ان الى سماء سماء حتى بلغ سدرة المنتهى ووصل الى مستوى سمع فيه صريف اقلام القضاء والتدبير وفي هذه الليلة فرض الله عليه الصلوات الخمس فصلاهن فريضة على ركعتين ركعتين الا المغرب ركعات لتوتر صلاة النهار وبقي على ذلك ثلاث سنوات قبل الهجرة ولما هاجر الى المدينة زيد في الظهر والعصر والعشاء فصارت هذه الصلوات الثلاث اربعا اربعا. اربعا اربعا للمقيمين وبقيت ركعتين للمسافرين وفي السنة الاولى من الهجرة شرع الله للمسلمين الاذان والاقامة. الاذان الذي فيه تكبير الله عز والشهادة له بالوحدانية ولنبيه بالرسالة والدعوة الى الصلاة والدعوة الى الفلاح والختام بالتوحيد وفي السنة الثانية فرضت مقادير الزكاة وبينت الانصباء وبينت الانصباء وكانت الزكاة مفروضة في مكة لكن على سبيل الاطلاق. وفي وفي الثانية ايضا فرض الله صيام رمضان فكان اول ما فرظ يخير الناس بين الصيام والاطعام ثم بعد ذلك تعين الصيام وفي السنة التاسعة فرض الله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وهكذا تمت اركان الاسلام الخمسة وقد اذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالكتال بعد الهجرة حين كان للاسلام دولة وللمسلمين قوة ففي رمضان من السنة الثانية كانت غزوة بادر الكبرى حين خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بثلاثمائة وبضعة عشر رجل من اصحابه لاخذ عير قريش الذي توجه به ابو سفيان من الشام الى مكة فبعث ابو سفيان الى اهل مكة يستصرخهم لانقاذ عيدهم فخرجوا بصناديدهم وكبرائهم ما بين تسل مئة والف رجل فجمع الله بين رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبين هؤلاء الكبراء على غير ميعاد في بدر. فنصره الله عليهم وقتل منهم سبعين رجلا من الكبراء والرؤساء والزعماء واسر سبعين وكان في ذلك عز للمسلمين وكسرة لشوكة وفي شوال من السنة الثالثة كانت غزوة احد حين تجهز مشركوا قريش بنحو ثلاثة الاف رجل ليأخذوا بالثأر من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين قتل زعماءهم في بدر فلما علم بهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خرج اليهم فقاتلهم بنحو سبعمائة من اصحابه. وكان النصر للمسلمين حتى ولى المشركون الادبار الا ان الرماة الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ثنية الجبل يحمون ظهور المسلمين ولا يبرحون عن مكانهم تركوه عفا الله عنهم حين ظنوا ان المعركة انتهت بظهور هزيمة وحينئذ كر الفرسان من المشركين على المسلمين حين رأوا الحين رأوا الثنية خالية فانتكس الامر كان وكان كما قال الله عز وجل ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم. والله ذو فضل على المؤمنين وفي ربيع الاول من السنة الرابعة كانت غزوة بني النظير وهم احدى قبائل اليهود الثلاث الذين كانوا في المدينة الذين عاهدوا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين قدمها مهاجرا. فنقضوا العهد فخرج اليهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فتحصنوا بحصونهم وظنوا انهم مانعتهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين وخرجوا من بيوتهم خرجوا منها اذلة. فنزل بعضهم في خيبر ونزل بعضهم في الشام وفي شوال من السنة الخامسة كانت غزوة الاحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من مشركي قريش وغيرهم بتحريظ من اليهود بني النظير الذين ارادوا ان يأخذوا بالثأر من النبي صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم حين اجلاهم من المدينة فاسكر الاحزاب حول المدينة بنحو عشرة الاف مقاتل فضرب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الخندق على المدينة من الناحية الشمالية فحماها الله من الاعداء وارسل الله عليهم ريحا شرقية عظيمة باردة. ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا كفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا وفي ذي القعدة من هذه السنة حاصر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بني قريظة اخر قبائل اليهود في المدينة فقتل رجالهم وسبى ذريتهم ونسائهم لنقضهم العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه على اله وسلم فاورث الله نبيه والمؤمنين ارضهم وديارهم واموالهم وفي ذي القعدة من السنة السادسة كانت غزوة الحديبية التي كان فيها بيعة الرضوان حين خرج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بنحو الف وثلاث مئة رجل من اصحابه يريد العمرة فصده المشركون عن ذلك مع ان مع ان عادة المشركين ان لا يصدوا احدا عن البيت تأملوا ايها الاخوة تأملوا حمية الجاهلية تأملوا التعصب قريش لا تمنع احدا ان يقدم مكة فيعتمر او يحج ولكنها لحميتها الجاهلية منعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يعتمر. وهو والله احق بالبيت واولاهم به ولكن هؤلاء المشركون الظالمون منعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اي ان يعتمر فارسل اليهم عثمان بن عفان ليفاوضهم. فاشيع انه قد قتل فبايع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اصحابه لقتال قريش. وفي هذا انزل الله عز وجل لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما وفي محرم من السنة السابعة كانت غزوة خيبر وهي حصون اليهود ومزارعهم في الحجاز وهي وتبعد عن مدينة نحو مئة ميل من الناحية الغربية الشمالية فغزاهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فغزاهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في خيبر لنقضهم العهد وتحريضهم كفار قريش وغيرهم وتحريرهم كفار قريش وغيرهم على قتال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فحاصرهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى فتح الله عليه فغنم ارضهم وقسمها بين المسلمين وفي رمظان من السنة الثامنة كانت غزوة فتح مكة حين نقلت حين نقظت قريش العهد الذي كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحديبية فخرج اليهم صلوات الله وسلامه عليه في نحو عشرة الاف من اصحابه ففتح الله عليهم وطهر ام القرى من الشرك واهله ودخل الناس به في لدين الله افواجا غير ان هوازن وثقيف ظنوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد فرغ من قتال قريش لا ناهية له فاجتمعوا له في حنين فخرج اليهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم في شوال من السنة الثامنة لقتالهم في نحو اثني عشر الفا عشر عشرة الاف كانوا معه من المدينة والفان كانوا ممن فتح فتح عليه مكة واعجب بعض الناس بكثرتهم وقالوا لن نغلب اليوم من قلة فاراهم الله تعالى ان النصر من عنده بسبب الكثرة وانزل في ذلك لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وكانت ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين وفي السنة التاسعة من شهر رجب كانت غزوة تبوك حين بلغ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان قد جمعوا له ان ان الروم قد جمعوا له يريدون غزوه فخرج اليهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم في نحو ثلاثين الف مقاتل. وهذا اكبر جيش غزى به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خرج اليهم خرج اليهم في زمن عسرة وفي ايام شدة الحر وفي ايام شدة الحر وطيب الثمار. وقت الرطب والمسافة بعيدة. فنزل في تبوك نحو عشرين يوما ولم يكن قتال وكان هذه وكانت هذه اخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبها تمت الغزوات التي غزاها بنفسه سبعا وعشرين غزوة صلوات الله وسلامه عليه ثم انه رجع الى المدينة واقام فيها وكاتب من حوله من زعماء الكفار يدعوهم الى الاسلام وصارت الوفود تأتي اليه من كل وجه يعلنون اسلامهم ويتعلمون منه دينهم وهكذا كانت حياة النبي صلى الله عليه عليه وعلى اله وسلم حياة جهاد وعمل ودعوة الى الله ودفاع عن الحق حتى توفاه الله عز بعد ان اكمل به الدين واتم به النعمة على المؤمنين وكانت وفاته يوم الاثنين في الثانية عشر او الثالث عشر من شهر ربيع الاول في السنة الحادية عشرة من الهجرة وخلفه في امته خليفته الاول ابو بكر رضي الله عنه. فصلوات الله وسلامه على نبينا محمد. وعلى ال واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى وجاهدوا انفسكم على فعل الطاعات وترك المحرمات. فان النفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي. ان الانسان اذا لم يربي نفسه على طاعة ربه بامتثال امره واجتناب بنهيه فانه تكتسح ظلمات الجهل والشبهات حتى يكون كالبهائم بل البهيمة بل البهيمة خير منه ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا. ايها الاخوة المؤمنون امنوا بالله ورسوله. اعملوا عملا صالحا اعلموا ما ما شرع الله لكم على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى تقوموا به على الوجه الاكمل جاهدوا انفسكم جاهدوا اعداء الله جاهدوا المنافقين جاهدوا الكفار جاهدوا باموالكم والسنتكم ايها المسلمون اتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا بالاسلام فهو العروة واعلموا انكم لان اجسامكم على النار لا تقوى. واحذروا البغي فان البغي عاقبته وخيمة ان البغي على الناس في اموالهم والبغي على الناس في اعراضهم والبغي على والبغي على الناس في حقوقهم ان انه من الظلم الذي لا يغتفر فاتقوا الله عباد الله وانني اقول كما قلت اولا ان من الناس الذين يقولون هؤلاء العمال من يظلمهم ظلما واضحا بينا اما ان ينقص من من اجورهم التي اتفقوا عليها واما ان يماطلهم بذلك واما ان يلزمهم بعمل لا يلزمهم العقد الى غير ذلك من انواع الظلم. واني اقول لهؤلاء كما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق المظلوم فانه ليس بينه وبين ليس بينها وبين الله حجاب وان بعض الناس ليظن انهم اذا كانوا كفارا فلا حرج علينا من ظلمهم ولكن هذا خطأ فاحش فمن فمن انعقد مع احد عقدا فانه يجب عليه ان يفي به سواء كان ذلك المعقود معه مسلما او كافرا ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ ابن جبل اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب وهذا يشمل المظلوم المسلم والمظلوم الكافر لان اجابة لان اجابة المظلوم لان اجابة المظلوم من تمام عدل الله عز وجل فان الله تعالى حكم عدل اذا ظلم احد من الناس فان الله تعالى ينتقم من الظالم. قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه ولم يفلته وتلا قوله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد ولقد كان بعض الكفلاء كانوا يماطلون بحقوق العمال عندهم. يقولون اننا لسنا اننا لسنا ليس بايدينا شيء. ولكن انهم لو اتقوا الله لو اتقوا الله واعطوا هؤلاء حقوقهم لرزقهم الله من حيث لا يحتسبون. ولكنهم والعياذ بالله ظلموا فعاقبهم الله تعالى بالحرمان والخسران واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم كما امركم الله بها في قوله ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته اللهم ادخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضى عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين يا رب العالمين. اللهم انا نسألك ان تنصر المسلمين في كل مكان. اللهم انصر من قام بكلمة الحق في كل مكان. اللهم انصر من قاتله في في كل مكان اللهم انصر اخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك. اللهم دمر الصرب. اللهم اذلهم اللهم ثم اورث المسلمين ديارهم واموالهم ونساءهم وذرياتهم يا رب العالمين. اللهم انزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم اللهم القي في قلوبهم الرعب على كل شيء قدير عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا وبعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون