ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بالهدى ودين الحق. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وجاهد في الله حق جهاده حتى توفاه الله وقد ترك امته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فيا ايها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها. وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. ايها الناس ان الزواج نعمة عظيمة من الله بها على عباده واناثهم. احله لهم بل امرهم به ورغبهم فيه فقال تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم. وقال الله تعالى وانكحوا الايامى منكم الصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. والله واسع عليم وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج. يا معشر الشباب هكذا يناديكم النبي صلى الله عليه وسلم بوصف الشباب يقول من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض البصر احسن الفرج وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الرد على قوم قال احدهم انا اصلي الليلة ابدا. وقال الثاني انا اصوم الدهر ولا افطر. وقال الثالث انا اعتزل النساء فلا اتزوج قال النبي صلى الله عليه وسلم رادا على هؤلاء القوم انتم الذين قلتم كذا وكذا اما والله اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له. لكني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني. هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لاولئك القوم الذين ارادوا ان يشددوا على انفسهم وان يحرموها نعمة الله قال صلى الله عليه وسلم لكني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج النساء فمن وغب عن سنتي فليس مني. ويل الله ان من رغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس من فليس من ايها الناس وكما ان النكاح سنة خاتم النبيين فهو كذلك وسنة المرسلين من قبله اسمعوا الى قول الله تعالى ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ففي النكاح ايها الناس في النكاح امتثال امر الله ورسوله وبامتثال امر لله ورسوله حصول الرحمة والفلاح في الدنيا والاخرة. وفي النكاح اتباع سنن المرسلين. ومن تبع في هديهم في الدنيا حشر معهم في الاخرة. وفي النكاح قضاء الوتر وفرح النفس وسرور القلب وفي النكاح تحصين الفرج وحماية العرض وغض البصر والبعد عن الفتنة. وفي النكاح تكفير الاسلامية وبالكثرة تقوى الامة وتهاب بين الامم. وتكتفي بذاتها عن غيرها اذا استعملت طاقاتها فيما وجهها اليه الشرف. وفي النكاح تحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بامته بامته يوم القيامة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تزوجوا الودود الولود فاني مكاسر بكم يوم القيامة وفي النكاح تكوين الاسر وتقريب الناس بعضهم من بعض فان الصهر شقيق النسب قال الله تعالى وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا. وكان ربك قديرا وكم من اناس متباعدون؟ وكم من اناس متباعدين لا يعرف بعضهم بعضا. فاذا تصاهروا وتزودوا وج بعضهم من بعض صاروا كأنهم اقرباء نسب. صاروا كأنهم اقرباء نسب. وفي النكاح اصول الاجر والثواب في القيام بحقوق الزوجة والاولاد والانفاق عليهم. وفي النكاح ايضا وفي نكاح حصون الغنى وكثرة الرزق وليس كما يتوهمه الماديون الضعفاء وليس كما يتوهمه ما تجون الضعفاء في التوكل بل النكاح سبب للغنى وكثرة الرزق. واسمعوا قول الله عز وجل ما تلوناه عليكم انفا وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم. ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال حق على الله عونهم وذكر منهم وذكر منهم الناكح يريد العفاف. وقال ابو بكر اكرم وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه اطيعوا الله فيما امركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى وقال ابن عباس رضي الله عنهما الله تعالى في التزويج ووعدهم عليه الغنى فقال ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. والواقع شاهد بذلك فقد حدثني من اثق به ان انه كان له دخل محدود ولما تزوج رأى بعد زواجه ان ذلك الدخل يزداد ثم لما ولد رأى انه ازداد ايضا وهذا مصداق قول الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ايها المسلمون ان النكاح صلاح للفرد وصلاح للمجتمع صلاح لهم في الدين والاخلاق والحاضر والمستقبل وهو كذلك درء للمفاسد الناتجة عن ترك الزواج وعدم المبالاة لقد كان ينبغي لنا ايها المسلمون ان نهتم بدراسة العقبات التي تحول دون الزواج لنتلافى لنتلافى النتائج السيئة التي تترتب على فقده وان اهم هذه العقبات وهي لكن اهمها ثلاث احداها عزوف كثير من الشباب ذكور واناث عن الزواج اي ان كثيرا من الشباب بل ان بعض الشباب من الذكور والاناث لا يرغبون في الزواج بحجة ان الزواج يحول بينهم وبين دراستهم. وهذه حجة زاحضة باطلة. فان النكاح لا يمنع من المضي في دراسة او النجاح فيها والتحصيل. بل ربما يكون الزواج عونا على ذلك. فان الرجل الصالح اذا وفق صالحة وسادت بينهما رح المودة صار كل واحد منهما عونا للاخر على دراسته وعلى حياته واكثر الناس تتكلل زواجاتهم ولله الحمد بالتوفيق. وكم من شباب ذكور واناث من الله عليهم بالزواج فرأوا من الراحة وتفرغ الفكر والنفس وتفرغ الفكر والنفس للدراسة ما كان عونا لهم عليها. فعلى الشباب الذين اغتروا بهذه الحجة. على الشباب ان يعيدوا النظرة مرة بعد اخرى حتى يصححوا من خطأهم وليسألوا زملاء لهم تزوجوا فرأوا الخير والطمأنينة من من وراء ازدواج وبهذا تتذلل هذه العقبة وماذا ينفع المرأة اذا كملت دراسة ليست بحاجة اليها غالبا وفاتتها سعادة النكاح وعقمت من الاولاد واصبحت عالة على اهلها ليس لها اولاد يذكرونها في حياتها ولا بعد موتها. اما العقبة الثانية وما ادراك ما العقبة الثانية العقبة العظيمة النفدى وهي احتكار بعض الاولياء الظلمة احتكارهم لبناتهم لهم ولاية تزويجهن اولئك الاولياء الذين لا يخافون الله ولا يرعون امانتهم ولا من تحت ايديهم اولئك الاولياء الذين اتخذوا من ولايتهم على تلك المرأة الضعيفة موردا الكسب المحرم واكل المال بالباطل. اولئك الاولياء الذين ظلموا او ظلموا بناتهم وظلموا انفسهم واكلوا المال بالباطل تجد الخاطب الكفء في دينه وخلقه يخطب منهم فيفكرون يقدرون وينظرون ويعبسون ثم يقولون الكلمة الاخيرة البنت فائتة لغيرك البنت صغيرة شاورتها فابت. يقول هذا وهو كاذب فيما يقول. يفتري الكذب ليرد ذلك الخاطب اما لعقد نفسية تثقل عليهم الاجابة واما لطلب مال يحصلونه من وراء ولايتهم واما لعداوة شخصية بينهم وبين الخاطب. والولاية ايها المسلمون الولاية دين وامانة. يجب النظر فيها الى مصلحة المولى عليه. لا الى اغراض الولي. ايها الناس ايها الاولياء ان دفع الخاطب الكفر ان دفع الخاطب الكفء في دينه وخلقه بمثل هذه الاقوال الكاذبة والعلل انما هو معصية لله ورسوله. وخيانة للامانة واضاعة لعمر المرأة التي تحت ولايته وسوف يحاسبون على ذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم افلا يكون عند هؤلاء دين ورحمة؟ افلا يفكرون؟ لو ان احدهم منعهم الزواج مع رغبتهم فيه اماذا يكون رد الفعل منهم؟ افلا يعتبرون بذلك في من تحت ايديهم من النساء الراغبات في الزواج؟ وهم يمنعونهن الاكفاء خلقا ودينا. سبحان الله ماذا جنى هؤلاء الاولياء على انفسهم؟ وماذا على من تحت ولايتهم ايها المسلمون ان لهذه العقبة تذليلا ذكره اهل العلم حيث قالوا ان الولي اذا امتنع من تزويج موليته كفؤا ترضاه فان ولايته تنتقل الى من بعده فاذا امتنع ابو المرأة من تزويجها في دينه وخلقه. وقد رضيته المرأة ورغبت فيه فانه يزوجها اولى الناس بها بعده. فيزوجها اولى الناس بها ممن يصلح للولاية. من اخوتها او اعمامها او حسب الترتيب الشرعي. لان الانسان اذا لان الانسان اذا منع الكفر اذا منع الكفء في دينه وخلقه مع رغبة المرأة له فانه يزوجها من بعده من الاولياء حسب الترتيب الشرعي. بل العلماء انه اذا اذا ردها مرة بعد اخرى فانه فانه يكون فاسقا والفاسق خلاف العدل وقد وقد علم الكثير منا ماذا يترتب على الفسق من سقوط ولاية الفاسق وشهادته واعتباره فيما يشترط فيه العدالة من من الوظائف الشرعية. نعم لو كان الخاطب غير وكفء في دينه او خلقه لو كان الخاطب غير كفء في دينه او خلقه او عفته المرأة وابى وليها فله الحق في ذلك. ولا اثم عليه. فلو ان المرأة رضيت احسن غير كفء في دينه وخلقه وعفته. ولكن وليها نظرا لمصلحتها يمنعها من ذلك. فلا اثم ولا حرج حتى لو بقيت لم تتزوج الى الموت فانه لا اثم عليه. لانه انما ابى لمصلحتها وابى بمقتضى امانته. ايها الناس وان من الاولياء من يكون على العكس من ذلك تجده يزوج ابنته من ليس بكفء وهي وهي غير راضية بذلك ولكنه يكثر وله المال فيزوجه من اجل المال وهي تقول بلسانها وبقلبها انني لا اريد وهذا الزوج ولكنه يزوجها كرها عليها. واني اقول من هذا المكان امانة بيني وبين الله عز وجل وامانة تضعون وامانة تلقى على اكتافكم. ان من زوج ابنته بغير رضاها فان فاسد ولا تحل به البنت لمن تزوجها. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تنكح وحتى تستأذن بل قال البكر يستأذنها ابوها وهذا نص صريح في ان الاب لا يمكنه ان مزوج ابنته الا بعد استئذانها. واما واما اذا كرهت الزوج وابت ان تتزوجه فانه اذا عقد عليها لا يصح العقد هذا مقتضى ما تقتضيه السنة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم واما اقوال العلماء فان العلماء مختلفون في ذلك ولكن العلماء اذا اختلفوا في شيء فان الله يقول وما اختلفتم في شيء فحكمه الى الله ويقول عز وجل فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. ونحن اذا رددنا ذلك الى الى ما قاله الله ورسوله علمنا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان تنكح امرأة الا برضاها ولو كانت بكرا ولو كان المزوج اباها. فاتقوا الله عباد الله وادوا الامانة كما حملتموها واعلموا انكم سوف تغادرون الدنيا وسوف تقفون بين يدي الله عز وجل وسوف تحاسبون وسوف ينجمون على ما فرطتم في امانتكم. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدي شبابنا وشيوخنا وكهولنا لدين الله عز وجل ولما فيه الخير والسعادة في الدنيا والاخرة. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله على احسانه واشكره على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فيا ايها الناس ان العقبة الثالثة التي تحول بين الناس وبين الزواج هي المغالاة في المهور والمزايدة فيها حتى تبلغ المهور الى اذن لا يستطيعه الانسان الا بان يقترض او يستدين وهذا خلاف ما ما يحث عليه الشرع فان الشرع احث على تقليل المهور ما امكن. وكلما كان المهر اقل كان النكاح ابرك. وايسر واهون ولهذا هذا نجد الناس الذين من الله عليهم فعرفوا قدر النكاح وعرفوا ان المهم هو ان هو ان تلتقي المرأة برجل صالح يحفظ لها حقوقها تجدهم لا يهمهم ان يكثر المال المدفوع او يقل انما المهم ان يضع المرأة التي ولاهم الله عليها في حرز امين يخاف الله فيها ويرحمها. ايها ان كثرة المهور امر يحول بين الناس وبين ما امرهم الله ورسوله به من النكاح الذي هو من الذي هو من افضل العبادات بل قال كثير من العلماء انه واجب وقال اخرون انه افضل من نوافل العبادات لهذا ينبغي لنا ايها المسلمون جميعا ان نحاول بقدر الاستطاعة التقليل من هذه من هذه المهور وان نرظى باليسير ولا حرج اذا رأى اذا رأى المرء اذا رأى اهل المرأة ان ما تيسر الباقي في ذمة الزوج ولكن يكون بقدر معقول لا بهذه المهور التي تبلغ احيانا الى سبعين الفا او الى مئة الف. ان هذا امر يحول بين الناس وبين تنفيذ هذه السنة فاتقوا الله ايها المسلمون ويسروا ييسر الله لكم وكونوا عونا على وكونوا عونا لاخوانكم هم على تنفيذ ما امرهم الله به فان الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. اللهم يسر امور المسلمين وسهلها لهم يا رب العالمين واجعلهم متعاونين على البر والتقوى. متباعدين عن الاثم والعدوان يا رب العالمين ايها المسلمون لقد امركم الله عز وجل ان تصلوا وتسلموا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم ادخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين اللهم ارضى عن خلفائه الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي افضل اتباع المرسلين. اللهم ارضى عن الصحابة اجمعين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين واجعلنا منهم بمنك وكرمك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام بالمسلمين ثم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان. اللهم اصلح للمسلمين ولاة امورهم. اللهم اصلح للمسلمين ولاة امورهم اللهم اصلح للمسلمين ولاة امورهم صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين. اللهم اصلح بطانة امور المسلمين اللهم من كان من بطانتهم غير مستقيم على شرعك ولا ناصح لعبادك فابدله ابدله وبخير منه يا رب العالمين انك على كل شيء قدير. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان ايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقض الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون