ان الحمد لله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وامينه على وخليله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيا ايها الناس يا ايها الناس اتقوا الله تعالى فما هي التقوى التي تؤمرون بها في كتاب الله؟ وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي اقوال اهل الموعظة ان التقوى هي اجتناب محارم الله وفعل اوامر الله عز وجل على علم وبصيرة ايها الناس اتقوا الله عز وجل وتيقنوا ان لله الحكمة البالغة فيما يصطفي من خلقه فان الله تعالى يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ويفضل من الاوقات اوقاتا ومن الامكنة اماكن ففظل الله تعالى مكة على سائر البقاع ثم من بعدها المدينة ثم من بعدها المدينة مهاجرة خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم من بعدهما بيت المقدس مكان غالب الانبياء الذين قص الله علينا نبأهم وجعل لمكة والمدينة حرما دون بيت المقدس وجعل حرم مكة اقوى حرمة من حرم المدينة وفظل الله تعالى بعظ الشهور والايام والليالي على بعظ فعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلاثة متوالية وشهر رجب الفرد بين جمادى وشعبان وخير يوم طلعت فيه الشمس يوم يوم الجمعة وليلة القدر خير من الف شهر. فالله عز وجل يعظم ما شاء من الازمنة وما شاء من الامكنة وما شاء من البشر وما شاء من الملائكة وما شاء من العمل واحب واحب الاعمال الى الله ما افترضه على عباده. فعظموا رحمكم الله رحمكم الله تعالى ما عظمه الله عز وجل فلقد فلقد ذكر اهل العلم ان ثواب الحسنات يضاعف في كل زمان ومكان فاضل وان عقوبة السيئات تعظم في كل زمان ومكان فاضل وشاهدوا هذا في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتالا فيه قل قتال فيه كبير وقال تعالى في المسجد الحرام ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ايها الاخوة انكم اليوم تستقبلون انكم اليوم في اول الاشهر الحرم الثلاثة فلا تظلموا فيهن انفسكم فان الله تبارك وتعالى يقول ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم فلا تظلموا فيهن انفسكم تلتزموا حدود الله. اقيموا فرائض الله. اجتنبوا محارم الله. ادوا الحقوق فيما بينكم وبين الله وفيما ما بينكم وبين عباد الله واعلموا ان الشيطان قد قعد لابن ادم كل مرصد واقسم لله عز وجل ليأتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا يجد اكثرهم شاكرين واقسم بعزة واقسم لله بعزة الله ليغوينهم اجمعين الا عباد الله المخلصين فيا ايها المسلمون يا ايها المسلمون ان الشيطان لحريص كل الحرص على اغواء بني ادم واضلالهم يصدهم عن دين الله يأمرهم بالفحشاء والمنكر يحبب اليهم المعاصي ويكره اليهم الطاعات يأتيهم من من كل جانب يقذفهم بسهامه من كل جبهة ان رأى من العبد رغبة في الخير ثبته عنه واقعده. فان عجز عنه من هذا الجانب وصار في الانسان وصار في رغبة في الطاعة جاءه من جانب اخر وهو جانب الغلو والوسواس والشكوك وتعدي الحدود في الطاعة فافسدها عليه فان عجز عنه من جانب الطاعات جاءه من جانب المعاصي فينظر اقوى المعاصي هدما لدين اليه فيوقعه فيها فان عجز عنه من هذا الجانب حاوله من جانب اسهل فاوقعه فيما دونها من المعاصي فاذا وقع الانسان في شرك المعاصي فقد نال الشيطان منه بغيته فان المرء كسر حاجز المعصية اصبحت المعصية هينة عليه صغيرة في عينه يقللها الشيطان في نفسه ويفتح عليه باب التسويف تارة. يقول له هذه هينة افعلها هذه المرة وتب الى الله. فباب التوبة مفتوح فيمنيه بما لا بما ليس فيه امنيته فلا يزال به فلا يزال الشيطان بابن ادم يعده ويمنيه وما يعده الشيطان الا غرورا. فاذا وقع في هذه المعصية التي كان يراها من قبل صعبة كبيرة. وهانت علي تدرج به الشيطان الى ما هو اكبر منها وهكذا ابدا حتى يخرجه من دينه كله. ولقد اشار النبي صلى الله عليه وعلى اله قلم الى هذا التدرج فيما رواه الامام احمد عن سهل ابن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومحقرات الذنوب اي احذركم منها اياكم ومحقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا وبطن واد فجاء هذا بعود وهذا بعود حتى انضجوا خبزهم وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه؟ هكذا جاء النبي هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال اهل العلم قال اهل العلم ان المعاصي بريد الكفر اي ينزلها الانسان مرحلة مرحلة حتى تصل به في النهاية الى مرحلة الكفر اعاذنا الله واياكم من ذلك عباد الله احذروا احذروا مكائد الشيطان ومكره فان الشيطان يتنوع في ذلك ويتلون فهذا يأتيه من قبل الايمان والتوحيد فيوقعه في الشك احيانا وفي الشرك احيانا وهذا يأتيه من قبل الصلاة فيوقعه في التهاون بها والاخلال وهذا يأتيه من قبل الزكاة فيوقعه في البخل بها او صرفها في غير مستحقها. وهذا يأتيه من قبل الصيام فيوقعه فيما ينقصه من سيء الاقوال والافعال. وهذا يأتيه من قبل الحج فيوقعه في التسويف به حتى يأتيه الموت وما حج مع قدرته واستطاعته وهذا يأتيه الشيطان من قبل حقوق الوالدين والاقارب فيوقعه في العقوق والقطيعة. وهذا يأتيه من قبل الامانة فيوقعه في الغش والخيانة وهذا يأتيه من قبل المال فيوقعه في اكتسابه من غير مبالاة عن طريق الحرام بالربا تارة وبالغرر والجهالة تارة وبالظلم تارة وباخذ الرشوة احيانا وباهمال عمله ووظيفته تارة الى غير ذلك من انواع المعاصي واجناسها التي يغر بها الشيطان بني ادم ثم يتخلى عنهم احوج ما يكونون الى المساعد والمعين اسمعوا ايها الاخوة اسمعوا قول الله عز وجل في غرور الشيطان لابوينا ادم وحواء حين اسكنهما الله الجنة واذن لهما ان ولا رغدا من حيث شاء من اشجارها وثمارها سوى شجرة واحدة عينها لهما فقال ولا تقربا هذه الشجرة ولكن الشيطان وسوس لهما وقال وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين. وقاسمهما اي اقسم لهما اقساما عظيما اني لك ما لمن الناصحين. فدلاهما اي انزلهما من مرتبة الطاعة وعلو المنزلة فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما واسمعوا قول واسمعوا خداعه لقريش في الخروج الى بدر وتخليه عنهم حيث يقول الله في ذلك واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار فلما تراءت الفئتان نقص على عقبيه وقال اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اني اخاف الله والله شديد العقاب واسمعوا قول الله تعالى في خداع الشيطان لكل انسان وتخليه عنه حيث يقول الله تعالى كمثل الشيطان اذ قال الانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين. فكان عاقبتهما اي اي الانسان الذي كفر والشيطان انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين وقال الله تعالى عنه وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا انفسكم. ما انا بمصرخكم وما ها انتم بمسلخي اي ما انا بمنقذكم وما انتم بمنقذي. يقول اني كفرت بما اشركتموني من قبل ان ظالمين لهم عذاب اليم عباد الله ان كل ما تجدون في نفوسكم من تكاسل عن الطاعات وتهاون بالمعاصي. فانه من وساوس الشيطان ونزغ فاذا وجدتم ذلك فاستعيذوا بالله منه واستعينوا بالله فان في ذلك الشفاء والخلاص قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم. ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. فاذا هممت بطاعة فستجد في نفسك من ان يهبطك عنها ويثبطك فيها فاستعن بالله وافعلها وستجد لذة هذا ستجد لذة الانتصار على نفسك وعلى عدوك اللهم اعذنا من الشيطان الرجيم اللهم اعذنا من الشيطان الرجيم. اللهم اعذنا من الشيطان الرجيم. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين. الذين ليس له سلطان عليهم وعلى ربهم يتوكلون. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبتنا اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله حمد الشاكرين واستعينه على طاعته فهو خير معين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. خاتم النبيين وامام المتقين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان من وساوس الشيطان وخداعه ان يلقي في قلب الانسان الشك في جميع اموره يلقي في قلبه الشك ففي الوضوء اذا توظأ والشك في الصلاة اذا صلى والشك في اهله اذا رأى شيئا وان كان بعيدا اما اما يشك فيه ودواء ذلك ان يستعيذ الانسان بالله من الشيطان الرجيم. وان يستعين بالله تعالى على دحره وخذلانه. فانه الوسواس الخناس اذا احسستم بشيء من ذلك فاستعيذوا بالله وكونوا على ما انتم عليه. فاذا احس الانسان مثلا في وضوءه انه لم انه لم يتم وضوءه فليستمر ولا يلتفت الى هذا الشك لان هذا من الشيطان ولا سيما من كثر معه ذلك اذا شك احدكم هل خرج منه بول او ريح فليعرض عن هذا ولا يلتفت اليه لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين شكي اليه ذلك قال لا ينصرف حتى يسمع صوتا او يجد ريحا وهذا اشارة من النبي صلى الله عليه وسلم ان الانسان لا يلتفت الى هذا الشك وليبني على ما استيقن وهو الطهارة فان هذه الطهارة المتيقنة لا تزول الا بيقين الحدث. واعلم انك كلما استسلمت للوساوس فانها لن تنتهي ابد تمحها من خاطرك ولا تلتفت اليها كذلك في الصلاة بعض الناس اذا صلى اتاه الشيطان وقال له انك لم تكبر تكبيرة الاحرام يقول له ذلك وهو قد تمادى في القراءة وربما ركع سبحان الله اتقرأ بدون تكبيرة احرام؟ اتركع بدون قراءة؟ ان هذا امر لا يمكن. لان الناس ولله الحمد اعتادوا اعتيادا يكاد يكون كالغريزة انهم لا يقرأون القرآن في الصلاة الا بعد تكبيرة الاحرام وانهم لا يركعون الا بعد ان يتم الفاتحة تماما وهذا الذي يقع في قلب الانسان انما هو وهم عارض من وساوس الشيطان فلا تلتفت الى هذا. ولهذا قال العلماء رحمهم الله لا يلتفت الانسان الى الشك اذا كان وهما كالوسواس. ولا يلتفت الى الشكوك اذا كثرت فانها تؤدي الى الوسواس وكل هذا من الشيطان لينكد عليكم عبادتكم ويدخل الشيطان ايضا في الوساوس فيما بين الانسان وبين اهله يلقي في اتهام اهله بما لا ينبغي ان يكون ويلقي في نفسه انه طلق زوجته وما اشبه ذلك من الوساوس على الانسان ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند حدوث هذا ولا يلتفت الى ذلك اطلاقا وان من العلماء ان من العلماء رحمهم الله من قال ان ان من قال انه لا يقع طلاق طلاق يوسوس لانه يطلق بغير اختياره وصدقوا في ذلك لان الموسوس اذا قلق من الوسواس الذي حل في قلبه تجده يقول فرارا من هذا القلق امرأته طالق فيصرحوا بهذا الطلاق ولكن هذا خطأ عظيم اذا كان مجرد وسواس فانه لا يقع الطلاق فانه لا طلاق عليه وان من الناس من ابتلي بامر عظيم من هذه الناحية حتى انه حتى انه يتجنب الكلام فيما فيه كلمة الطاء او كلمة او كلمة اللام او كلمة القاف يخاف يخاف على زعمه ان يقع منه الطلاق وهو لا يدري. ولكن هذا كله من نزغات الشيطان. اعاذنا الله واياكم منه واعلموا عباد الله ان خير الحديث كتاب الله هذا القرآن الذي بين ايديكم هو كلام الله عز وجل تكلم به على جبريل ثم نزل به جبريل الامين على قلب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. انه كلام الله تدبروه تفكروا في معانيه صدقوا باخباره اعملوا باحكامه امتثالا للاوامر واجتنابا للنواهي فان خير الحديث كتاب الله كما قال ذلك اصدق البشر محمد صلى الله عليه وسلم وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فلا هدي اكمل من هديه لا في العبادات ولا في الاخلاق ولا في المعاملات وشر الامور محدثاتها والمراد بالمحدثات هنا المحدثات في دين الله ان يتعبد الانسان لله تعالى بما ما لم يشرعه الله ورسوله فان كل عبادة تتعبد بها لله وليس لها اصل في شريعة الله فانما هو وبال عليك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة واكثروا ايها الاخوة اكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فان له حقا كبيرا عليكم حقه اكبر من حق الوالدين والنفس. ولهذا يجب ان يقدم الانسان محبته على محبة النفس والولد والناس اجمعين اكثروا من الصلاة والسلام عليه فانكم لستم على خير الا بدلالة النبي صلى الله عليه وسلم. وما اجتنبتم من شر الا الا بدلالة النبي صلى الله عليه وسلم. واحمدوا الله تعالى. احمدوا الله تعالى ان جعلكم من اتباع هذا النبي الكريم فان لله الفضل الاكمل في هدايتكم للاسلام اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته ظاهرا وباطنا. اللهم ارزقنا اتباعه على ما ترضاه عنا يا رب العالمين اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم ادخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يا رب العالمين اللهم ارضى عن خلفائه الراشدين وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي افضل اتباع المرسلين اللهم ارضى عن اجمعين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اللهم ارضى عنا معهم واصلح احوالنا كما احوالهم يا رب العالمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين من اليهود والنصارى والمشركين والملحدين والمفسدين يا رب العالمين اللهم ولي على المسلمين خيارهم واكفهم شر اشرارهم يا ارحم الراحمين. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم اللهم انزل لنا البركة فيما انزلت علينا من الغيث يا رب العالمين. وارزقنا شكر هذه النعمة انك ولي ذلك والقادر عليه اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم