الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور والحمد لله الذي له ما في السماوات والارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخليله وامينه على وحيه الذي بعثه الله بالحق بعثه الله بالهدى ودين الحق فهو البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى واعلموا ان الله وحده له الخلق وان الله وحده له الامر والحكم قال الله عز وجل الا له الخلق والامر؟ تبارك الله رب العالمين وقال جل وعلا كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون فلا خالق الا الله ولا مدبر لشؤون العالم العلوي والسفلي الا الله ولا حاكم على الخلق ولا حاكم بين الخلق عند الاختلاف الا الله اسمعوا الله يقول وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله فالله وحده هو الذي يوجب الاشياء ويحرمها وهو الذي ينجب اليها ويحللها اما في كتابه او على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عن نفسه حين اكل الصحابة رضي الله عنهم من الثوم عام خيبر وكانوا جياعا ثم راحوا الى المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم من اكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت حرمت لان النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بانها خبيثة والخبيث محرم لقول الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ويحرم عليهم الخبائث. ففهم الصحابة رضي الله عنهم من وصف النبي صلى الله عليه وسلم لشجرة بانها خبيثة فهموا من ذلك انها حرمت فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس انه ليس بي تحريم ما احل الله لي ولكنها شجرة اكره ريحها. فبين النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث انه لا يملك ان يحرم ما احل الله وانه انما وصف الثوم بالخبث لخبث رائحته فقط لا لانه محرم ولقد انكر الله عز وجل على من يحللون ويحرمون باهوائهم فقال قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل االله اذن لكم ام على الله تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة وقال جل وعلا ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم وقال الله تعالى ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب ليضل الناس بغير علم. ان الله لا يهدي القوم الظالمين وانكر الله عز وجل على قوم اتخذوا من دون الله شركاء في التشريع. فقال ام لهم شركاء من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم ايها الناس ان من اكبر الجنايات ان يقول الشخص عن شيء انه حلال وهو لا يدري عن حكمه الله فيه او يقول عن الشيء انه حرام وهو لا يدري ان الله حرمه او يقول عن الشيء انه واجب وهو لا يدري ان الله اوجبه او يقول عن الشيء انه ليس بواجب وهو لا يدري عن حكم الله فيه. ان هذا لجناية كبيرة في حق الله. وسوء ادب مع الله عز وجل كيف يعلم ان الامر لله والحكم اليه ثم يقدم بين يديه فيقول في دينه وشريعته ما لا ما لا يعلم انه من دينه وشريعته ولقد قرن الله تعالى القول عليه بلا علم بالشرك به فقال قل انما حرم ربي الفواحش كما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق. وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فحرم فحرم الرب عز وجل ان يقول الانسان على الله ما لا يعلم سواء كان ذلك في اسمائه او صفاته او افعاله او احكامه وانه مع كونه سوء ادب مع الله وجناية على وجناية على شريعة الله هو ايضا كناية على عباد الله لانه اذا اوجب على عباد الله ما لم ما لم يوجبه الله فان ذلك يقتضي ان يأثموا بتركه واذا حرم ما لم يحرمه الله فان ذلك يقتضي ان يأثموا بفعله فيلحق بالامة حرجا بدون علم ايها الناس انه من الاسف ان بعض العامة يفتي نفسه او يفتي غيره بما لا يعلم انه من شريعة الله يقول هذا حلال او هذا حرام او هذا واجب او هذا مستحب او هذا مكروه وهو لا يدري عن ذلك في في في حكم الله عز وجل افلا يعلم هذا ان الله تعالى سائله يوم القيامة افلا يعلم هذا ان الله سائله يوم القيامة عما قال افلا يعلم انه اذا اضل شخصا فقد باء باثمه واثم من تبعه الى يوم القيامة افلا يقرأ قول الله عز وجل ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وان بعض العامة اذا اذا رأى شخصا يريد ان يفعل شيئا من معاملة او عبادة او يريد ان يستفتي عالما يخبره بحكم الله في ذلك يقول له هذا العامي لا تستفتي هذا لا تستفتي هذا واضح هذا حرام مع انه في الشرع حلال فيحرمه مما احل الله له او يقول هذا واجب مع انه في الشرع ليس بواجب فيلزمه بما لم يلزمه الله به. او يقول هذا حلال مع انه في الشرع حرام فيوقعه فيما حرم الله عليه او يقول هذا غير واجب مع انه في الشرع واجب فيحرمه من فعل ما اوجب الله عليه وهذا والله جناية على شريعة الله. وظلم لنفسه وخيانة لاخيه. حيث غره بغير علم ارأيتم لو ان شخصا سأل عن طريق بلد عن طريق بلد من البلدان؟ فقال له فقال له مسؤول الطريق من ها هنا وهو لا يعلم افلا تعدون ذلك خيانة وتغييرا هذا مع ان واضع الطريق بشر والبلد من متاع الدنيا فكيف بمن تكلم بما لا يعلم في شريعة الله التي شرعها لعباده لتوصلهم الى رضوانه ودار كرامته وان من الجناية العظيمة ان بعض الناس ينقلون عن اهل العلم كلاما او فتوى يعلم من سمع ذلك انه لا يمكن لهذا العالم ان يقول به ولا يمكن ان يفتي به ولكن هؤلاء الذين ولكن هؤلاء الذين نقلوا ما ينقلون عن اهل العلم وهموا في النقل اما لكونهم فهموا كلام العالم على غير مراده او انهم اساءوا التعبير في السؤال قال فاجابهم العالم بحسب ما فهم من السؤال فحصل الخطأ او لان بعضهم يكون له قصد سيء فيما نقل يريد بذلك ان يشوه ان يشوه سمعته طلبة العلم او ينفر منهم لانه افتى بفتوى لا توافق هواه او قال قولا لم يعرفه من قبل وهذا من اعظم الجنايات على الخلق لان التنفير عن عن اهل العلم ليس تنفيرا عن اشخاص ولكنه تنفير يتضمن التنفير عما يقولون من الحق فليحذر الانسان من التقول على اهل العلم وليتحرى الدقة والصحة فيما ينقله عنهم ومن المعلوم ان من الاشياء التي تنقل عن بعض العلماء الذين نعلم انهم لا يقولون بذلك من المعلوم انها لا تخلو من احد هذه الامور الثلاثة. ان الخطأ في صيغة السؤال واما الخطأ في الجواب واما سوء القصد. ولكن على من سمع عن عالم من العلماء شيئا يستنكره هو يستغربه ان يسأل العالم الذي نسب اليه هذا القول حتى يتحقق اقاله هو ام لم يقله وحين اذ تبرأ بذلك الذمة وان من المتعلمين من المتعلمين الذين لم يبلغوا لم يبلغوا من العلم ما يمكنهم ان يفتوا منهم من يقع فيما يقع فيه بعض العامة من الجرأة على شريعة الله في التحليل والتحريم فيتكلم فيما يجهل ويجمل في الشريعة ويفصل وليس معه من العلم الا كفقيه بيده دريهمات اذا سمعت اذا سمعت الواحد منهم يتكلم فكأنما ينزل عليه الوحي لجزمه فيما يقول ومجادلته فيما يخالف المنقول والمعقول ولقد نقلني شخص ثقة عن طالب علم كان يجادله في امام صلى الظهر خمسا والمأموم يعلم انه قد زاد في فقال هذا الطالب للعلم المجادل انه يجب على المأموم ان يتابع الامام في الزيادة ولو كان تقل انها خطأ ثم استدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الامام ليؤتم به فتأمل تأمل خطأ هذا المجادل تأمل خطأ هذا المجادل في الحكم والفهم. وتأمل ان طرد قاعدته ان الامام لو صلى الظهر عشر ركعات لوجب على المأموم ان يتابعه ولا شك ان هذا هو الجهل المركب بل مركب المركب هو جهل في الحكم وجهل في الفهم وجهل بادلة الشريعة الاخرى. افلا يعلم هذا الجاهل المركب؟ المجادل المعاند ان النبي صلى الله عليه وسلم بين معنى اتمام المأموم بامامه بقوله صلى الله عليه وسلم فاذا كبر فكبروا واذا ركع فاركعوا واذا سجد فاسجدوا الى ان قال واذا صلى قاعدا فصلوا قعودا اجمعون والفاء في قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاذا كبر الى اخره هي للتفريع ابعدها مفرع على ما قبلها وافصاح للمراد به تبين المعنى المقصود بالائتمام. ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى الامام خمسا فصلوا خمسا افلا يعلم هذا الجاهل المجادل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فهل صلاة الضهر خمسا عليها امر الله ورسوله واذا لم يكن عليها امر الله ورسوله فهي باطلة مردودة بمقتضى هذا الحديث. واذا كانت باطلة فهل يجوز اتباع الغير فيما هو باطل ان الامثلة على مثل هذا كثيرة ولكن هذا من اغرب ما مر علينا في افتاء اولئك الذين ليس عندهم من العلم ما يؤهلهم للافتاء ومع ذلك فهم يقولون ما لا نسأل الله لنا ولهم الهداية فاتقوا الله عباد الله وتحروا القول الصواب فيما تقولون على الله. واحذروا ان تقولوا على الله ما لا تعلمون. فان ان الله تعالى يقول في نبيه محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو اتقى الامة لله واعلم بشريعة الله يقول ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين واعلموا ايها الاخوة اعلموا انه من العقل والدين والرزانة والخلق ان يقول الانسان اذا سئل عن شيء لا يعلمه ان يقول انا لا ادري فان ذلك والله هو العقل وهو دين وهو العلم ولا ينقصه ذلك شيئا بل يزيده ايمانا وثوابا عند الله ويزيده ثقة عند اذا علموا انه اذا سئل عما لا يعلم قال لا اعلم فان الناس يزدادون ثقة بقوله اللهم انا نسألك ان توفقنا لما فيه الخير والصلاح اللهم انا نعوذ بك ان نقول عليك ما لا نعلم ونسألك اللهم ان ترزقنا معرفة انفسنا وقصورنا اللهم اجعلنا هداة مهتدين وقادة مصلحين. اللهم اعذنا من مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن انك صاحب الفضل والمنن والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة تنجي قائلها من العذاب يوم يلاقي ربه واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فانه يحسن من العالم اذا سئل عن مسألة ان يفهمها السائل تفهيما بينا حتى لا ان ينصرف منه الا وقد فهم الجواب فهما جيدا. ويحسن ايضا ان يكون الجواب مفصلا مبينا اذا احتاج الى تفصيل وبيان لانه لان اكثر ما يكون فيه الخطأ ان يكون الجواب مجملا يحتاج الى تفصيل وذلك ان المفتي انما يفتي بالاجمال لانه يفهم التفصيل في نفسه فيظن ان سامعه يفهمه وكذلك ولكن الامر خلافه لذلك ينبغي للانسان اذا شعر بان السائل لم يفهم الجواب ان يكرره عليه وان يقول له افهمت فاذا شك في قوله نعم فليقل ماذا فهمت حتى ينصرف منه وهو واع لما ولا وبذلك يكون الخطأ الذي ينقل عن بعض العلماء يكون يسيرا ويقل ويخف واعلم ايها الاخ ولا سيما المتعلم اعلم انك لن تستعجل شيئا قبل اوانه الا عوقبت بحرمان فانتظر قليلا حتى تكون اهلا للافتاء وحتى تكون صدرا في المجالس وحتى تكون اماما للعامة انتظر قليلا حتى اذا نضجت حتى اذا نضجت واخذت من العلم حظا وافرا فحينئذ تكون اهلا للافتاء والله سبحانه وتعالى لا لا يكلف نفسا الا وسعها ان بعض الناس يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو اية. والنبي صلى الله عليه وسلم قال قال بلغوا عني وما يدريك انما تكون ان ما تقوله هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم. ونحن لا لا على احد سمع حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهمه حق فهمه ان ان يبلغه الى الناس ولكن ان كلامنا في قوم في قوم يفتون ويفهمون النصوص على غير ما اراد الله ورسوله ولهذا لو سمعت كلمة من عالم يقولها في مجلس او يقولها في درس او يقولها في محاضرة او يقولها في موعظة وتيقنت معناها فلا حرج عليك ان تنقلها عنه. وحينئذ ينبغي ان تقول سمعت من فلان كذا وكذا حتى يتبين الامر لمن تحدثه واذا كان فيما نقلته واذا كان فيما نقلته عن هذا العالم ان يستغرب فبامكانه ان يسأل العالم ولكن اذا تيقنت ان ما قاله العالم هو ما هو ما فهمته فلا حرج ان تقول به دون ان تنسبه العالم الذي نقلته عنه اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا واسعا تغنينا به عن غيرك ولا يغنينا به عنك يا رب العالمين واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله وشر الامور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فاجتمعوا على على دين الله ولا تتفرقوا فيه ائتلفوا في قلوبكم واجتمعوا في كلمتكم كونوا امة واحدة كما اراد الله تعالى ذلك منكم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فان من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اكثروا من الصلاة علي امتثالا لامر الله وابتغاء لثواب الله. قال الله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فسمعا لك اللهم وطاعة. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته. اللهم اسقنا من اللهم ادخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي افضل اتباع المرسلين اللهم ارضى عن الصحابة اجمعين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اللهم ارضى عنا معهم واصلح احوالنا كما اصلحت احوالهم يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا ظلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. اللهم تقبل دعائنا ولا تخيب رجائنا واغفر لنا ذنوبنا اسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين