الحمد لله الحمد لله الذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم من هدى ودين الحق رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على من ارسله اليهم اجمعين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين هو الاول فليس قبله شيء. وهو الاخر فليس بعده شيء. وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطل فليس دونه شيء وهو بكل شيء عليم واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيا ايها الناس انكم تستقبلون في هذه الايام السفر الى حج بيت الله الحرام ترجون من الله مغفرة الذنوب والاثام وتؤمنون الفوز بالنعيم المقيم في دار السلام وتؤمنون بالخلف العاجل من ذي الجلال والاكرام انكم تتوجهون انكم تتوجهون في اشهر الحرم الى امكنة حرم الى اماكن فاضلة ومشاعر معظمة تؤدون عبادة من اجل العبادات لا يريد بها المؤمن لا يريد بها المؤمن فخرا ولا رياء ولا نزهة ولا طربا وانما يريد بها وجه الله عز وجل والدار الاخرة تأجوا هذه العبادة ادوها كما امرتم مخلصين لله متبعين لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من غير غلو ولا تقسيم. فان دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه قوموا في سفركم واقامتكم بما اوجب الله عليكم من الطهارة والصلاة وغيرهما من شعائر الدين اذا وجدتم الماء فتطهروا به للصلاة. فان لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ادوا الصلاة جماعة ولا تشتغلوا عنها بشيء فان صلاة الجماعة تفوت والشغل يمكن قضاؤه فيما بعد الشغل يمكن قضاؤه فيما بعد قل الرباعية ركعتين من حين مغادرة بلدكم الى ان ترجعوا اليه سواء طالت المدة ام قصرت فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اقام في مكة عشرة ايام يقصر الصلاة وذلك في حجة الوداع سئل انس بن مالك رضي الله عنه كم اقمتم في مكة عام حجة الوداع؟ فقال اقمنا بها عشرا اما في اما في غزوة الفتح فانه اقام في مكة تسعة عشر يوما يقصر الصلاة ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم لامته اياما معينة من تجاوزها وجب عليه الاتمام بل ان الله تعالى اطلق في كتابه واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ولم مدة معينة والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قدم مكة في اليوم الرابع من ذي الحجة في حجة ولم يقل للناس من قدم الى مكة قبل اليوم الرابع فعليه الاتمام وما كان الله تعالى نسيا بل هو عز وجل يعلم يعلم ما يشرعه لعباده وهو سبحانه اذا اذا جاء في كتابه الامر مطلقا وجب اخذه على اطلاقه. ومن قيده فانما يضيق على عباد الله الا ان يكون هناك دليل يدل على التقييد فعلى العين والرأس المهم انكم تصلون قصرا من حين ان من حين ان ان تغادروا بلادكم الى ان ترجعوا الى اليها فصلوا الظهر والعصر والعشاء على ركعتين ركعتين. الا ان تصلوا خلف امام يتم فأتموا اربعا سواء ادركتم الصلاة تامة ام ادركتم بعضها اجمعوا بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم او جمع تأخير. فالافضل هو المتيسر لكم اذا ان كنتم سائرين اما ان كنتم نازلين فالافضل الا تجمعوا صلوا من النوافل ما شئتم الا سنة الظهر والمغرب والعشاء هل افضل الا تصلوها تخلقوا بالاخلاق الفاضلة من الصدق والسماحة وبشاشة الوجه وخفة النفس والكرم بالمال والبدن والجاه واحسنوا ان الله يحب المحسنين. واصبروا على المشقة والاذى. فان الله مع الصابرين. وقد قيل انما سمي السفر سفرا لانه يسفر عن اخلاق الرجال اي يبينها ويوضحها فكم من انسان لا تعرف عنه الا اذا سافرت معه. ولهذا اذا زكى احد شخصا عند امير المؤمنين عمر رضي الله عنه قال له هل سافرت معه؟ فان قال نعم قبل تزكيته فاذا وصلتم الميقات فاغتسلوا وطيبوا ابدانكم الرؤوس واللحى والبسوا ثياب الاحرام غير طيبة ازارا ورداء ابيظين للذكور. واما النساء فيلبسن ما شئن من الثياب غير متبرجات احرموا من اول ميقات تمرون به سواء كان ميقاتكم سواء كان ميقات ميقاتكم الاصلي ام غيره لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقت المواقيت وقالهن لهن ولمن اتاهن لهن ولمن من اتى عليهن من غير اهلهن ممن يريد الحج او العمرة. وعلى هذا فاهل نجد ان ذهبوا من طريق من طريق الطائف هميقاتهم السيل وان ذهبوا من طريق المدينة فميقاتهم ذو الحليفة ومن كان في الطائرة فليتأهب للاحرام قبل محاذاة الميقات ثم اذا حاذ الميقات احرم بدون تأخير ومن المعلوم ان الطائرة سريعة. ولذلك تسير في الدقيقة الواحدة اميالا. ومن احتاط واحرم قبل ان يصل الى الميقات فلا حرج هذا اذا كان في الطائرة اما السيجارة فمن المعلوم ان الناس ينزلون في الميقات ويحرمون منه بدون احتياط احرموا بالنسك من غير تردد ولا شرط اي لا تقولوا ان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني الا ان تخافوا من عائق يمنعكم من اتمام النسك من مرض او غيره فكونوا عند عقد الاحرام ان حبسني حابس فمحلي حبستني لان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يشترط عند احرامه وانما وانما رخص وفي الاشتراط لذباعة بنت الزبير لانها كانت مريضة فقال لها حجي واشترطي ان محلي حيث حبستني احرموا بالعمرة قائلين لبيك اللهم عمرة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وارفعوا اصواتكم بالتلبية فان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصرخون بها صراخا الا النساء فلا يرفعن اصواتهن لان المطلوب من النساء خفض اصواتهن عند الرجال. ولهذا اذا غلط الامام في الصلاة ومعه نساء فانهن لا سبحنا وانما نصفقن فاذا وصلتم المسجد الحرام فطوفوا بالبيت طواف العمرة سبعة اشواط ابتداء من الحجر الاسود وانتهاء طوفوا بجميع البيت ولا تدخلوا من بين من بين الحجر والكعبة فمن فعل ذلك لم يصح شوطه ولا تشقوا على انفسكم بمحاولة الوصول الى الحجر الاسود لاستلامه او تقبيله. واشيروا اليه عند المشقة فان ذلك هو السنة ولا تكلفوا انفسكم بمحاولة الدنو من الكعبة فان الخشوع في الطواف افضل من القرب الى الكعبة وجميع المسجد مكان للطواف حتى السطح الاعلى والاوسط اما المسعى فانه ليس من المسجد فلا يصح الطواف به لكن لو فرض انه كان هناك زحام شديد لمن طال لمن طاف في السطح وتعذر عليه الا ان ينزل الى الى سطح المسعى فارجو الا يكون في ذلك بأس فاذا اتممت فاذا اتممت الطواف فصلوا ركعتين خلف مقام ابراهيم ان تيسر. والا ففي اي مكان من المسجد ثم اسعوا بين الصفا والمروة سعي العمرة سبعة اشواط تبتدئون بالصفا وتنتهون بالمروة. ذهابكم من الصفا الى المروة شوط ورجوعكم من المروة الى الصفاء شوط اخر. فاذا اتممتم السعي فقصروا رؤوسكم من جميع الجوانب حتى لا يظهر اثر التقصير على على الشعر. اما المرأة فتقصر من اطرافه بقدر انملة اي بقدر فصلة الاصبع وبذلك تمت العمرة فتحنون الحل كله فاذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة فاحرموا بالحج من مكانكم الذي انتم فيه. واصنعوا عند الاحرام بالحج كما صنعتم عند الاحرام بالعمرة قولا وفعلا الا انكم تقولون لبيك حجا بدلا قولكم لبيك عمرة ثم صلوا من هنا ثم صلوا بمنى ظهر اليوم الثامن والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا بلا جمع تصلون الرباعية ركعتين وتصلون كل صلاة في وقتها اقتداء بامامكم محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله فاذا طلعت الشمس من اليوم التاسع فسيروا الى عرفة وصلوا بها الظهر والعصر قصرا وجمعا بالتقديم. ثم اشتغلوا الله ودعائه والتضرع اليه وارفعوا ايديكم حين الدعاء متضرعين الى الله تعالى مستقبلين القبلة وكل عرفة موقف الا بطن الوادي عرنة. وانتبهوا ايها الاخوة. انتبهوا لحدود عرفة. فان بعض الناس ينزل قبل ان يصل اليها ثم ينصرف من مكانه بدون وقوف فيها. ومن لم يقف بعرفة في وقت الوقوف فلا حج له فاذا غربت الشمس من اليوم التاسع فسيروا الى مزدلفة ملبين. وصلوا بها المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين متى وصلتم اليها الا ان ينتصف الليل قبل وصولكم فصلوا قبل منتصف الليل ولو في الطريق. فاذا صليتم الفجر تقفوا عند الحرام او في اي مكان من مزدلفة واذكروا الله تعالى وادعوه حتى تسهروا جدا ثم سيروا الى منى ملبين وابدأوا بجمرة العقبة وهي الاخيرة التي تلي مكة. واقطعوا التلبية عندها ثم ارموها بسبع حصيات متعاقبات. تكبرون مع كل حصاة. كل حصاة اكبر من الحمص قليلا. تلتقطونها من حيثما شئتم من منى او مزدلفة او غيرهما من اي مكان. واعلموا ايها الاخوة ان الحكمة من رمي هذه الجمرات تمام التعبد لله تعالى واقامة ذكره واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وارموا جمرات معظمين لله بقلوبكم والسنتكم. فاذا رميتم جمرة العقبة فاذبحوا هديكم رؤوسكم والمرأة تقصره واعلموا ايها الاخوة ان الحلق افضل من التقصير. فقد دعا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم محلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين؟ قال اللهم ارحم المحلقين. قالوا والمقصرين. قال اللهم ارحم المحلق قالوا والمقصرين؟ قال والمقصرين في الثالثة او الرابعة فلم يدعو النبي صلى الله عليه وسلم للمقصرين الا بعد الحاح من الصحابة في المرتبة الرابعة. ولهذا قدم الله الحلق على على التقصير في قوله لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تشكوا على انفسكم بشعرات الرؤوس. ان شعرات الرؤوس تنبت عن قريب. فاحلقوا حتى تنالوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لكم ثلاث مرات فاذا رميتم وحلقتم او قصرتم حل لكم كل شيء من محظورات الاحرام سوى النساء تلبسوا الثياب وتطيروا ثم انزلوا الى مكة وطوفوا بالبيت واسعوا بين الصفا والمروة وذلك للحج وبفعل هذه الاربعة الرمي والحلق او التقصير والطواف والسعي تحلون من محظورات الاحرام كلها حتى النساء ايها الاخوة تبين لنا ان الانسان اذا وصل الى منى بدأ بالرمي ثم النحر ثم الحلق او ثم الحلق او التقصير ثم الطواف ثم السعي مرتبة هكذا فان قدم بعضها فان قدمتم بعضها على بعض فلا حرج لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل يوم العيد عن التقديم والتأخير. فما سئل عن شيء قدم يومئذ ولا افسد الا قال افعل ولا حرج. وعلى هذا فمن دفع من مزدلفة الى مكة رأسا وطاف وسعى ثم عاد الى ورمى واكمل نسكه فلا حرج عليه الامر ولله الحمد واسع ثم بيتوا بمنى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر والمجمرات الثلاثة في اليومين بعد الزوال ابدأوا برمي الجمرة الصغرى وهي الاولى الشرقية رموها بسبع حصيات متعاقبات تكبرون مع كل حصاة ثم تقدموا عن الزحام واستقبلوا القبلة وارفعوا ايديكم وادعوا الله تعالى دعاء طويلا. ثم ارموا ثم ارموا الجمرة الوسطى ذلك وقفوا بعدها للدعاء كما فعلتم بعد الاولى ثم ارمي الجمرة الكبرى جمرة العقبة ولا تقف بعدها للدعاء اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقف لم يقف بعد رمي جمرة العقبة لا في يوم العيد ولا فيما بعده ولا ترموا في هذين اليومين الحادي عشر والثاني عشر قبل الزوال. لان النبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال وقال خذوا عني مناسككم ولكم تأخير الرمي الى الليل مع الزحام والمشقة في النهار لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقت او ولا الرمي دون اخره واذن للضعفة ان يدفعوا من مزدلفة قبل الفجر ليرموا الجمرة قبل الجمرة قبل زحمة الناس وارموا بانفسكم ولا توكلوا احدا في الرمي عنكم. لان الرمي من الحج وقد قال الله تعالى واتموا الحج والعمرة ولان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص للضعفة من اهله ان يوكلوا بل اذن لهم ان يدفعوا من مزدلفة قبل الناس ولانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يرخص للرعاة الذين يغيبون عن منى مع ابلهم ان يوكل من يرمي عنهم بل اذن لهم ان يرموا يوما ويدعوا يوما الى اليوم الثالث لكن لو كان الحاج لا يستطيع الرمي بنفسه كالمريض والكبير العاجز والمرأة الحاملة التي تخشى على نفسها او حملها او كان الزحام شديدا كما يكون في اليوم الثاني عشر في التعجيل فحينئذ يجوز ان يوكل الانسان من النساء او ضعفاء لاننا شاهدنا في اليوم الثاني عشر انه يحصل ضرر كبير على النساء لمن تعجل وعلى هذا فالذي ارى انهن انهن يوكلن في هذه الحال لان الله تعالى لا يكلف نفسا الا ولقول الله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج والذي يشاهد الناس في اليوم الثاني عشر عند التعجيل يشاهد امرا لا تطيب نفسه ان يلزم النساء بالرمي بانفسهن لانه لا شك مشقة عظيمة ربما تتكشف تكن المرأة وربما يحصل لها ضرر عظيم وربما تسقط فتموت ومن سقطت منه حصاة وهو يرمي فله ان يأخذ حصاة من مكانه ويرمي بها حتى لو ظن انه قد رمي بها فلا بأس. لان الحصاة حصاة سواء رمي بها ام لم يرمى بها فاذا رميتم الجمرات الثلاث يوم الثاني عشر فان شئتم فانزلوا الى مكة وان شئتم فتأخروا لليوم الثالث عشر لترموا الجمرات الثلاثة كما رميتموها في اليومين السابقين. وهذا افضل لقوله تعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه من تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى ولان هذا فعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولانه اكثر عملا حيث يحصل له المبيت والرمي في الثالث عشر فاذا اتممتم افعال الحج كلها واردتم السفر الى بلادكم فلا تخرجوا من مكة حتى تطوفوا للوداع الا الحائض النفساء فلا وداع عليهما. لقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما امر الناس ان يكون اخر عهدهم بالبيت يعني الطواف قال الا انه خفف عن الحائض واحذروا مما يفعله بعض الناس الذين يقدمون طواف الوداع على رمي الجمرات في اخر يوم فينزلون في في ضحى اليوم الثاني عشر ويطوفون للوداع ثم يرجعون الى منى فيرمون جمرات ثم يغادرون فمن فعل هكذا فان طوافه غير صحيح لانه كان قبل تمام الحج فلم يكن في وقته ايها الاخوة اسمحوا لنا في هذا التطوير لانني احببت ان اسوق صفة الحج والعمرة على صفة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حسب ان كان اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم في عباداتنا مخلصين لله. متبعين لرسول الله حتى ننال محبة الله ومغفرته قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر اسأل الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تنجو بها قائلها من عذاب الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فيا عباد الله انكم تستقبلون في الايام ايام العشر المباركة التي اقسم الله بها في قوله والفجر وليال عشر فان المراد الليالي العشر عند كثير من المفسرين هي عشر ذي الحجة. وقال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام العشر. قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء. اي انه خرج فاستشهد وعقر جواده لم يرجع من ذلك بشيء فاكثروا فيها ايها الاخوة اكثروا فيها من الاعمال الصالحة من الصلاة وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل والصدقة والصيام فان فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا القول الا حثا لامته ان يبتدروها بصالح الاعمال اكثروا من التكبير مجاهرين به اكثروا من قول لا الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر لله الحمد لتوافقوا الحجاج الذين تعج بهم الافاق بالتلبية فلتعج الافاق بتكبيركم وتحميدكم لله عز وجل فان فان الله تعالى حكيم رحيم لما شرع للحجاج ان يهلوا بالتلبية ويرفعوا بها وشرع لهم الهدي شرع لاهل الاقطار ان يعجوا بالتكبير والتهليل والتحميد وان يضحوا فان هذه اضاحي نسك من الانساك التي يتقرب بها الانسان الى الله عز وجل فظحوا عن انفسكم وعن عن انفسكم وعن اهليكم والاظحية الواحدة تغني عن الرجل واهل بيته ولا ان يضحي كل واحد لنفسه حتى ولو كان عندهم مال. لان النبي صلى الله عليه وسلم اكرم الخلق. ومع ذلك لم يضحي عنه وعن اهل بيته الا باضحية واحدة. وكان اهل بيته تسع نسوة وكان اهل بيته تسع نسوة ومع ذلك لم يضحي الا باضحية واحدة صلوات الله وسلامه عليه. اما الاضحية الثانية فضحى بها عن امته. جزاه الله عن افضل الجزاء ومن اراد ان يضحي فانه اذا دخل العشر لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئا لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك. ولهذا من اراد ان يفعل السنة بقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظفار وحلق العانة فليبادر قبل ان تدخل عشر لانه اذا دخلت العشر فانه لا لا يأخذ من هذه شيئا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن ذلك بل اني اقول بهذه المناسبة لا يؤخر الانسان الاخذ من هذه الاربع اكثر من اربعين يوما. لان النبي صلى الله عليه وسلم وقت لاخذها اربعين يوما الشارب والابط والعانة والاظفار لا تترك فوق اربعين يوما هكذا وقت النبي صلى الله عليه وعلى وسلم والمراد والمراد بمن يضحي هو هو صاحب البيت. اي رب البيت. اما اهل البيت فلا حرج عليهم ان من ذلك لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال واراد احدكم ان يضحي ولم ينقل عنه انه نهى اهله ان يأخذوا شيئا من اظفارهم واشعارهم مع انه كان يظحي عنهم وعلى هذا فاهل البيت في حل ورب البيت الذي يتولى الاضحية هو الذي لا يأخذ من ذلك. وقد ظن بعض العوام ان الانسان اذا اراد ان يضحي ووكل غيره في الاضحية جاز له الاخذ من هذه الاربع ولكن هذا خطأ الابرة بالموكل لا بالوكيل. الوكيل كالجزار تماما. فكما ان الجزارين لا يحرم عليهم فكما ان الجزارين لا ينهون عن الاخذ من ذلك فكذلك الوكلاء لان الاجر انما هو للموكل وليس للوكيل. فان قال قائل ما هي الحكمة في ان ينهى من اراد الاضحية ان يأخذ من شعره وبشرته واظفاره الجواب ان ذلك من اجل ان يكون للاضحية حرمة وان يشارك من لم يحج حجاج بيت الله في عدم الترفه الكثير فان كانت هذه هي الحكمة فهذا من فضل الله ونعمته وان لم تكن هي الحكمة فالحكمة هي امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم حيث نهى ان يأكل الانسان من شعره واظفاره وبشرته ايها الاخوة ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله وشر الامور محدثاتها وكل محدثة في دين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. الا وان من البدع ما يفعله بعض الناس اذا مات لهم ميت ضحوا عنه اول سنة وقالوا هذه اضحية الحفرة فان هذا لا اصل له في دين الله وهو بدعة لا يزيد الانسان الا ضلال وقد لا ينتفع بها لا هو ولا الميت لانها لم تكن على شريعة الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وان افضل ما نفعله لامواتنا ما ارشدنا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. فلم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في نفع الولد لميته في هذا الحديث الا الدعاء لذلك لا ينبغي للانسان ان يحرص الحرص الشديد على ان يهدي على ان يهدي ثواب العبادات لامواته بل الدعاء لهم افضل اتباعا لهذا الحديث النبوي الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم في سياق نفع الاعمال اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارضى عن خلفائه الراشدين اللهم ارضى عن الصحابة اجمعين اللهم ارضى عن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اللهم ارضى عنا معهم واصلح احوالنا كما اصلحت احوالهم يا رب العالمين اللهم اصلح ولي ولاة امورنا اللهم اصلح ولاة امورنا صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدعوهم الى الحق وتحثهم عليه وابعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين. اللهم خذ بايديهم الى الصلاح والفلاح انك على كل شيء قدير ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا ظلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا في عهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون