بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. معكم محمد شاهين التاعب من قناة الدعوة الاسلامية على اليوتيوب. واهلا ومرحبا بكم مرة اخرى اخواني الافاضل واخواتي دارسي برنامج صناعة محاور النصارى واليوم سنتكلم عن المجامع المسكونية في البداية لو كنت مهتما بالحوار الاسلامي المسيحي ومقارنة الاديان والنقض الكتابي فلابد ان تشترك في هذه القناة اضغط على زر الاشتراك الاحمر واضغط على علامة الجرس حتى تأتيك كل الاشعارات بكل الحلقات الجديدة. في البداية يجب ان انبه على ان هذا الفيديو سيحتوي فقط على المعلومات المختصرة المفيدة فاننا لن نستطيع ان نحيط بكل التفاصيل المتعلقة بعصر المجامع او بالمجامع المسكونية. والمعلومات التي سنقوم بعرضها في هذا الفيديو ستكون مأخوذة من ملزمة العقائد المسيحية الارثوذكسية. الملزمة الثانية الموجودة على مدونة كذلك من عصير كتاب عصر المجامع قمص كريلوس الانطوني. نبدأ اولا بمقدمة قصيرة عن المجامع وانواع المجامع المختلفة. مجمع يعني اجتماع فان قادة الكنيسة والمسئولين عنها يجتمعون سويا لمناقشة اشكالية معينة في محاولة للوصول لحل لهذه الاشكالية. القمص كيرولوس يذكر خمس اسباب لانعقاد المجامع. السبب الاول هو فحص المسائل المتعلقة بالايمان والسبب الثاني وضع النظم والقوانين اللازمة لسياسة الكنيسة والسالس هو حل المشاكل العامة التي تعترض الكنيسة والرابع هو فض النزاعات والخصومات التي تنشأ بين الاكليروس والخامس هو محاكمة رجال الاكليروس. ولمن لا يعلم فان كلمة الاكليروس تعني رجال الكنيسة من شمامسة وقساوسة اساقفة. هناك نوعان من المجامع. اما مجامع محلية مكانية او مجامع مسكونية عالمية. في المجمع المسكوني العالمي يجتمع كل قادة الكنيسة من كل انحاء العالم. والقرارات والاحكام التي تخرج من هذه المجامع المسكونية العالمية تم تطبيقها على كل المسيحيين في كل انحاء العالم. اما بالنسبة للمجامع المكانية المحلية فان الاجتماع يكون بين قادة كنيسة معينة لها سلطة كنسية على منطقة جغرافية محدودة. فان القرارات والاحكام التي تخرج من هذه المجامع المكانية المحلية لا يتم تطبيقها الا على هذه المساحة الجغرافية المحددة والتي للكنيسة سلطة كنسية عليها. يجب بالتأكيد على نقطة في غاية الاهمية الا وهي ان المسيحية لم تكتسب صفة المسكونية الا بعد ان قام الامبراطور قسطنطين الامبراطور الوثني برفع الاضطهاد عن الديانة المسيحية والاعتراف بها كديانة ضمن ديانات الامبراطورية الرومانية. وقد قام الامبراطور قسطنطين بزلك في عام ثلاثمائة واثنا عشر ميلادية تقريبا. القمص كيريلوس الانطوني يقول ولهذا نرى انه ان تتوفر في المجامع العامة المسكونية بضع شروط نوجزها فيما يلي. رقم واحد ان تنعقد بسبب بدعة او انشقاق يعني القضية او الاشكالية التي من اجلها يتم انعقاد هزا المجمع تكون اشكالية كبيرة جدا اذ تسبب بلبلة في الدولة الرومانية. ان تنعقد بدعوة من الامبراطور المسيحي. طبعا الامبراطور قسطنطين لم يكن مسيحيا في زمن مجمع نيقيا عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين ميلادية. ولكن المجمع لا يمكن ان يكون مسكونيا ولن يسمح للمسيحيين ان يقوموا بعقد مجمع مسكوني الا برعاية ودعوة الامبراطور. فالامبراطور هو الذي يسمح بامكانية اقامة مجمع مسكوني وهو الذي يقوم باستضافة المجمع وهو الذي يقوم برعاية عاية المجمع من الناحية الاقتصادية او المالية. الشرط الثالث ان يحضرها غالبية اساقفة الكنيسة شرقا وغربا لتتمثل فيها المسكونية. والشرط الرابع وهو شرط هام جدا تقرر شيئا جديدا لم يكن مقررا من قبل المجمع المسكوني يقرر شيئا جديدا لم يكن مقررا من قبل هذه نقطة في غاية الاهمية. نحن نقول ان العقائد التي تم اقرارها في المجامع المسكونية في القرنين الرابع والخامس كان لها وجود قبل انعقاد هذه المجامع. لكن هذا الوجود لم يكن قديما جدا بمعنى ان مجمع نيقيا في عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين ميلادية كان يناقش قضية لاهوت المسيح والمساواة بين الابن والاب ووحدة الجوهر بين الابن والاب. هذه العقيدة كانت موجودة بالتأكيد عند بعض الاباء قبل انعقاد مجمع نيقيا عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين ميلاديا ولكن نحن نقول ان هذه العقيدة لن تكن قديمة بالقدر الكافي. بمعنى اننا لا نجد في كتابات الاباء الرسوليين وفي كتابات اباء ما قبل نيقيا تحديدا في القرنين الثاني والثالث هذه العقيدة بشكل واضح وصريح ولكن في اواخر القرن الثالث الميلادي. وبدايات القرن الرابع الميلادي ظهر لنا بعض الاباء الذين صاغوا وهذه العقيدة بشكل واضح وصريح. فبالتالي نحن لا نقول بان مجمع نيقيا الذي كان في عام ثلاثمائة خمسة وعشرين ميلادية قام باختراع عقيدة لاهوت المسيح او عقيدة وحدة الجوهر بين الابن والاب. هذه العقيدة كانت عند البابا الكسندروس قبل انعقاد المجمع وكانت موجودة عند الشماس اثناسيوس الرسولي قبل انعقاد المجمع وكان هناك اخرون يعرفون هذه العقيدة وكانوا ينكرونها وكانوا يردون عليها ويقومون لتفنيدها. ومعنى عبارة القمص كرلوس الانطوني بان المجمع يقرر شيئا جديدا لم يكن مقررا من قبل. بمعنى ان هذه العقيدة التي نقوم بمناقشتها في هذا المجمع المسكوني لم يكن محل اتفاق قبل انعقاد مجمع وان هذه القضية كانت قضية خلافية لدرجة انها تسببت في انشقاق ما بين شعب المسيحي او ما بين كل المسيحيين المنتسبين للمسيح عليه السلام. هكذا نستطيع ان نقول ان كل العقائد التي تم مناقشتها في المجامع المسكونية كانت محل خلاف بين المسيحيين. ولم يكن عليها اتفاق او هذه نقطة في غاية الاهمية. وهكذا نكرر ان هذه العقائد لم يتم اختراعها في المجامع المسكونية ولكن يجب على المسيحيين اثبات ان هذه العقائد التي كانت واضحة عند البابا الكساندروس وعند الشماس اثناسيوس كانت واضحة ايضا عند الاباء الذين جاءوا قبلهم. عند اباء ما قبل نيقيا. فان وضوح هذه العقائد عند البابا الكسندروس والشماس اسانسيوس لا تعني ان هذه العقائد اصيلة وعلم بها المسيح عليه السلام وتلاميذ تيح عليه السلام لابد من اثبات رسولية هذه العقائد بمعنى ان اثناسيوس واليكساندروس استلم هذه العقار من الاباء الذين جاءوا قبلهم وهذا لا يمكن اثباته لانه كما رأينا كتابات الاباء الرسوليين خالية تماما من عقيدة الثالوث. ولا تحتوي على عقيدة التجسد ولاهوت المسيح بشكل واضح كما تم نص عليه في عصر المجامع. هناك نقطة اخرى في غاية الاهمية. يجب الاشارة اليها قبل الدخول في تفاصيل المجامع التي سنقوم بمناقشتها اليوم. القوموس كيريلوس الانطوني في كتابه عصر المجامع يضع عنوان يقول فيه الاحكام الباطلة لبعض المجامع هذه نقطة يجب تسليط الضوء عليها. المسيحيون يؤمنون بعقيدة حلول الروح القدس على الاباء والكهنة والاساقفة والمسيحيون يعتقدون ان هذا الحلول امر اكتسبته الكنيسة بالوراثة من الاباء الرسل. تلاميز المسيح عليه السلام المسيحيون يعتقدون ان الروح القدس حل على تلاميذ المسيح عليه السلام في يوم الخمسين. اي بعد مرور خمسين يوما من رفع تيح عليه السلام للسماء والمسيحيون يؤمنون ايضا ان اول مجمع تم في تاريخ المسيحية هو مجمع اورشليم المسكون في سفر اعمال الرسل والمسيحيون يؤمنون ان قرارات واحكام مجمع اورشليم كانت بموافقة الروح القدس وهذا اما ينص عليه سفر اعمال الرسل؟ هذا يعني باختصار ان المسيحيين يؤمنون ان هذه القرارات التي يتم اصدارها في جامع لا تكون قرارات فردية. وانما تكون بموافقة الروح القدس. الذي يحل عليهم اثناء الاجتماع او يكون حال فيهم اصلا من قبل. اذا كان الامر كذلك. لماذا حدث الانشقاق بين الكنائس الغربية والكنائس الشرقية في مجمع خلق دنيا عام ربعمائة وواحد وخمسين ميلادية ولماذا تم انعقاد بعض المجامع التي ترفضها الكنيسة القبطية الارثوذكسية وتعتقد ان هذه المجامع مزورة. هذه النقطة اشير اليها دائما في اثبات بطلان الديانة المسيحية لان الديانة المسيحية تؤمن وتعتقد بتقديس الانسان وان الانسان هو هيكل الله وروح الله تنفيه ومع ذلك نجد ان هذا الهيكل الالهي المقدس الذي يحل فيه الاله نفسه يفعل الكثير من الموبقات وكذلك نجد ان كبار الاساقفة والقساوسة انحرفوا عن الايمان السليم رغم انهم من طرد من هياكل الله التي تحل فيها الروح القدس الى اخره من النقد الذي يمكن تقديمه على هذا اساس ان الروح القدس يحل على قادة الكنيسة ويقدسهم ويتخذهم كهيكل. القمص كريلوس الانطوني اقول الاحكام الباطلة لبعض المجامع تعترف كنيستنا القبطية بما للمجامع من سلطان في اصدار الاحكام على المبتدعين او المخالفين لقوانين بين الكنيسة وقراراتها من اين تكتسب هذه المجامع السلطان؟ الفكرة ليست بمجرد اجتماع قادة الكنيسة وانما فكرة حلول الروح القدس على قادة الكنيسة وان الروح القدس يرشد قادة الكنيسة للحكم صحيح والقرار الصحيح كما يعتقدون في مجمع اورشليم المجمع الاول المحكي عنه في سفر اعمال الرسل. على انها اتعود فترفض الاحكام الخاطئة التي اصدرتها بعض المجامع المغرضة بدافع غير شريف كالغيرة او الحسد ولو تسترت في فعلتها هذه بستار الدين. يعني رجال كهنوت قادة كنيسة لكن بسبب او بدافع الغيرة والحسد او بسبب انهم منحرفين اصلا عن الايمان السليم يعقدون المجامع ويصدرون احكام والكنيسة القبطية لا تعترف بهذه الاحكام. وتقول ان هذه المجامع باطلة ولا نعترف بسلطانها ونذهب الى كنيستنا ومذهبها الحق الى ان كل الاحكام والقرارات التي تصدرها المجامع ينبغي الا تتعارض مع الكتاب المقدس او احكام العقيدة الصحيحة او قوانين الكنيسة والا اعتبرت باطلة من اساسها. فكرة ان تكون قرارات المجامع متفقة مع الكتاب المقدس ولا تتعارض معها هذه فكرة مطاطة جدا من الذي يقوم بتحديد ان هذه الفكرة متفقة مع الكتاب المقدس؟ الكتاب المقدس نص يمكن تفسيره باكثر من وجه. ونحن اعلم ان الاريوسيين كانوا يفسرون الكتاب المقدس بما يوافق عقائدهم وكذلك الارثوذكس. فبالتالي هذه الفكرة قصة معيارا حقيقيا للفصل بين الحق والباطل. سم يقول او احكام العقيدة الصحيحة من الذي يقرر ان هذه العقيدة صحيحة ام لا؟ او قوانين الكنيسة اذا كانت المجامع هي التي تصدر القوانين الكنسية. على كل حال يقوم القمص كيريلوس الانطوني بسرد بعض الامثلة على المجامع الباطلة فيقول فلقد اصدر مجمع سور المزور حكما على اثناسيوس الرسولي حامي الايمان يقضي عليه بالعزل من وظيفته الكهنوتية وبالنفي ايضا. ذلك لان اعضاء هذا المجمع باطل كانوا من الاريوسيين المنحرفي العقيدة ورغم تنفيذ هذا الحكم الباطل بامر الامبراطور الا ان الكنيسة رفضته واعتبرته بطلا ولم تعيره اي التفات. ايضا يشير الى القديس اسكريلس الكبير عمود الدين الذي اشتهر بعلمه وكذا والذي ترأس المجمع المسكون الثالث. مجمع افاسس حكم عليه في مجمع نفاق عقده يوحنا بطريرك انطقيا مع اساقفته النساترة بالعزل والنفي ايضا ويقول والبابا ديسكورس الاسكندري الذي اعتبره التاريخ بطل الارثوذكسية العزيم قد حكم عليه بالنفي في مجمع كدونيا لانه بقي متمسكا بالايمان السليم. ورغم قيام الملك ماركيان بتنفيذ الحكم ونفي القديس الى الى جزيرة غرة الا ان الكنيسة قد شهدت بصحة عقيدته كما رفضت مجمع خلق دنيا وعدته باطلا ايضا ويستكمل بعض الامثلة الاخرى. انا ارى ان هذه المجامع المزورة والنفاقية والتي اصدرت احكام باطلة دليل على ان فكرة سلطان الاباء او قادة الكنيسة الذين يجتمعون فيقررون وقراراتهم صحيحة لان الروح القدس يحل عليهم او حل فيهم ويرشدهم للقرار الصحيح. هذه الفكرة المجامعة والاحكام الباطلة تبطل هذه الفكرة تماما. وانا اعتقد انه لم يكن ليحدث انشقاق لو كان بالفعل مسيحيون يجتمعون والروح القدس يرشدهم للقرار الصحيح. والان ننتقل الى المجمع المسكون الاول. مجمع نيقيا الذي تم انعقاده في عام ثلاثمائة خمسة وعشرين ميلادية نتكلم عن بعض تفاصيل هذا المجمع وبعض الشخصيات الهامة في هذا المجمع المسيحيون متفقون على ان مجمع نيقيا تم انعقاده بسبب ظهور بدعة اريوس. وهذه الصياغة تعطي انطباع ان العقيدة الارثوذكسية كانت مستقرة ومضطردة. طوال التاريخ المسيحي ثم ظهرت بدعة الاريوسية فاحدثت انشقاق في الصف المسيحي. وهذا في تصوري ليس صحيحا انا اعتقد ان التصور الاريوسي للعقيدة المسيحية تصور اقدم بكثير جدا من التصور الارثوذكسي الحالي الذي تم اقراره في المجامع المسكونية. وهذا بدليل ما اطلعنا عليه من كتابات الاباء الرسوليين وكتابات اباء ما قبل نقية. لكن كننا نستطيع ان نقول بحيادية ان مجمع نيقيا تم انعقاده بسبب انشقاق ظهر في الصف المسيحي او الدولة الرومانية بسبب خلاف لاهوتي او عقائدي حول لاهوت المسيح او المسيح وحقيقة علاقته بالاب. هناك طائفة من المسيحيين كانوا ينكرون لاهوت المسيح. بمعنى انهم كانوا يعتقدون ان المسيح عليه السلام ليس من جوهر اللاهوت. وليس مساويا للاب. وليس من نفس جنس او جوهره. وهناك طائفة مسيحية اخرى كانت تعتقد ان المسيح عليه السلام له نفس جنس وجوهر الاب لانه مولود من الاب ولادة ليست في الزمن. كما تم التعبير عنه في مجمع نيقيا ولادة الابن الابن مولود من الاب قبل كل الدهور كانها ولادة ازلية ليست لها علاقة بالزمن. وانه بسبب بهذه الولادة اصبح الابن من جنس وجوهر ابيه فهو اله حق من اله حق. مولود غير مخلوق. واحد مع الاب في الجوهر. وهذه هي العبارات تم صياغتها في مجمع نيقيا والتي عرفت بقانون الايمان المسيحي بسبب هذا الخلاف العقائدي ظهر انشقاق في الصف المسيحي والدولة الرومانية. هذا الانشقاق وصل الى درجة تهدد امن وسلام قامت واستقرار الامبراطورية الرومانية. لذلك قرر الامبراطور عقد مجمع مسكوني لازالة هذا الخلاف حتى يعود الامن والاستقرار للبلاد. انا اعتقد بحسب تصوري للتاريخ المسيحي ان قرار الامبراطور لعقد المجمع كان قرارا سياسيا في الاصل. هو لم يكن مهتما بما هي العقيدة الصحيحة في المسيح. لكنه كان مهتما بازالة الخلاف حتى يعود الاستقرار والامن للامبراطورية. لكل مجمع مسكوني شخصيات رئيسية كانت تحمل لواء الافكار التي كان يتم مناقشتها في هذه المجامع اريوس كان حامي اللواء العقيدة التي تنكر لاهوت المسيح وتقول ان المسيح مخلوق وليس مساويا للاب وليس من نفس جنسه او جوهره. في المقابل نجد البابا الكسندروس بابا الاسكندرية في ذلك الوقت ومعه الشماس ساعد الخاص به اثناسيوس والذي كان يدافع دفاعا مستميتا عن عقيدة لاهوت المسيح وان ابن من نفس جوهر وجنس الاب وان هذه الولادة ولادة الابن من الاب لا تعني ان الابن مخلوق وان هذه الولادة ليست لها علاقة بالزمن وهذه الولادة هي التي جعلت الابن من نفس جنس وجوهر ابيه فهو اله حق من اله حق. مولود غير مخلوق. واحد مع الاب في الجوهر. القمص كيريلوس الانطوني يتكلم عن اريوس يقول انه ولد في قرين بشرق ليبيا عام مئتين وسبعين ميلادية. ودرس الكثير من العلوم والمعارف ثم نزح الى الاسكندرية حيث التحق بمدرستها اللاهوتية المرقسية. بطريرك الاسكندرية في ذلك الوقت كان البابا بطرس خاتم الشهداء والذي قام بتعيين اريوس كشماس ثم قام بترقيته الى رتبة قسيس. هناك نقطة في في غاية الاهمية يجب الاشارة اليها. الا وهي ان اريوس كان شديد الذكاء جدا. وكان قادرا على نشر عقائده بين امة الناس بسهولة شديدة جدا. ويقال ان اريوس كان له كتابا شعريا اسمه فاليا. فكان يقوم ساد عقائده بين عامة الناس وعامة الناس كانوا يسمعون هذه القصائد التي تحتوي على العقائد الاريوسية وكانوا يحفظونها بمنتهى السهولة بسبب اسلوبها الشعري. ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد لانتشار الاريوسية. بالعكس نحن بمنتهى الثقة ان التصور الاريوسي للمسيحية اسهل بكثير جدا واكثر اتفاقا مع العقل والمنطق من التصور المسيحي والذي تم اقراره في عصر المجامع. على كل حال للاسف الشديد لم يعد بين ايدينا اي كتاب من كتب اريوس. نحن ونعرف ان اريوس كان له كتاب شعري اسمه ثاليا من خلال كتابات اثناسيوس الرسولي والتي فيها كان يرد على الاريوسيين كتاب ضد الاريوسيين المشهور جدا لاثناسيوس الرسولي. كتابات اريوس كلها لم تعد بين ايدينا الان بسبب حكم مجمع نيقيا عام ثلاثمائة خمسة وعشرين ميلادية على اريوس. بالحرم والنفي وعلى كتاباته بالمصادرة والحرق وهكذا نجد ان الحكومة الرومانية قامت بتنفيذ هذه الاحكام وقامت بجمع كل كتابات اريوس وقامت بحرقها واتلافها. يجب الاشارة الى ان الحكومة الرومانية كانت تفعل نفس الشيء مع المسيحيين اثناء اضطهاد الدولة الرومانية للمسيحية. ويوسوس القيصري نفسه يذكر في كتابه تاريخ الكنيسة ان الكتب المقدسة المسيحية كانت تجمع وتصادر ويتم احراقها. يجب الاشارة الى نقطة في غاية الاهمية. الا وهي ان مجمع كان يناقش الخلاف العقائدي بين تصور اثناسيوس وتصور اريوس. وفي النهاية حكمت المجمع بان تصور اثناء هو التصور الصحيح وان تصور اريوس تصور باطل وقاموا بحرم اريوس ونفيه ومصادرة كل كتبه واتلاف هذه الكتب وحرقها. العجيب انه بعد انعقاد مجمع نيقيا وبعد تنفيذ هذه الاحكام ارتدت الدولة الرومانية على قرارات مجمع نيقيا وكأنها نصرت الاريوسية بعد ان قامت بحرم اريوس ونفيو. وكأن الدولة الرومانية كانت تريد ان اريوس يرجع مرة اخرى لرتبته الكنسية في الكنيسة الارثوذكسية. وفجأة نجد موت اريوس وموت اريوس حوله خلاف تاريخي كبير جدا المسيحيون الارثوذكس يعتقدون ان اريوس مات بمعجزة من الله وان الله لم يرد ان يرجع اريوس لمكانته الكهنوتية في الكنيسة لذلك امات اريوس قبل ان يرجع ويستلم رتبته في الكنيسة البعض الاخر يقول ان اريوس تم اغتياله بسم حتى لا يرجع لرتبته الكهنوتية في الكنيسة. لكن في النهاية نخرج بهذه النقطة الهامة جدا الا وهي ان المجامع المسكونية بسلطة الامبراطور قد تقرر امور ثم فيما بعد يقرر الامبراطور امور اخرى مخالفة للامور الاولى التي قررها في المجمع الاول. مما يعني ان السلطة السياسية وسلطة الامبراطور كانت قوة هامة جدا في تقرير ما الذي سنقوم بتطبيقه من قرارات وهل سنلتزم بما قاله المجمع ام لا؟ اذا تكلمنا قليلا عن اثناسيوس نستطيع ان نقول ان سوس يعتبر اهم شخصية في التاريخ المسيحي بعد المسيح نفسه وبعد بولس. والمسيحيون يعتقدون ان اثناسيوس انا الحارس الامين للعقيدة المسيحية والى اليوم نستطيع ان نقول ان اثناسيوس هو رمانة ميزان الارثوذكسية فاذا وجدنا ان اقوال احد الاباء متفقة ومتسقة مع اقوال اثناسيوس فان المسيحيين يحكمون على هذه اقوال بانها ارثوذكسية وانها عقيدة صحيحة وسليمة. واذا وجدنا ان احد الاباء كلامه غير متصل وغير متفق مع كلام اثناسيوس فانه يتم الحكم على اقوال هذا الاب بانها هرطقة. القمص كرولوس الانطوني يتكلم عن اثناسيوس قليلا ويقول ولد القديس اثناسيوس الرسولي عام مئتين وستة وثمانين ميلادية بمدينة من ابوين وثنيين. فقامت امه بتربيته. ولما بلغ سن الرشد حبت والدة ان تزوجه غير انه رفض. واخيرا ذهبت مع ابنها الى البابا الكسندروس وقصت الامر امامه فسر كثيرا باثناسيوس وبعد ما قام بتعميدهما استبقى الفتى لديه تحت رعايته في الدار والتحق اثناسيوس بالمدرسة المرقسية اللاهوتية بالاسكندرية. وفاق كافة اترابه في العلوم اللاهوتية والفلسفية ولما اتم دراسته اللاهوتية ذهب الى البرية الشرقية ليدرس التقوى العملية وهناك تتلمذ للقديس انطونيوس اب الرهبان وكوكب البرية فتعلم منه مبادئ الحياة النسكية. اهم معلومة عن اثناسيوس الرسولي هو انه من ابوين وثنيين وان امه هي التي قامت بتربيته وهي وثنية قامت بتربيته على الوثنية لذلك استطيع ان اقول ان هذه الخلفية الوثنية لاثناسيوس بالتأكيد كانت عاملا هاما جدا في تصوره او في عملية تكوين اثناسيوس للعقائد المسيحية. او لقبول اثناسيوس للعقائد المسيحية التي كان عليها البابا البطريرك الخاص بالاسكندرية انذاك. هناك نقطة عجيبة في قصة اثناسيوس اسناسيوس وثني من ابوين وثنيين. وام وثنية. لماذا جاءت به الى البابا الكسندروس؟ وكأن البابا والعقيدة التي كان عليها كانت قريبة من التصورات الوثنية لهذه الام الوثنية وكيف قام البابا الكساندروس بتعميد اثناسيوس وبتعميد امه. كيف تم التحول من الوثنية الى المسيحية بهذه السرعة وبهذه البساطة. هناك نقطة اخرى في غاية الاهمية الا وهي ان من ضمن القاب اثناسيوس لقب ضد العالم. باللاتيني. القمص كيرلوس الانطوني يقول كان اثناسيوس الرسولي بمثابة الحارس الامين تحية في العالم اذ بينما بدأ الكثيرون ينحرفون نحو الاريوسية البغيضة نراه يقف وحيدا في ميدان الجهاد. مكرس وقته وماله ومواهبه ومضحيا بمركزه وكرامته ودمائه لا لشيء الا ليعيد العالم دفعة ثانية الى الحياة المسيحية القويمة. وهذا لم يحدث. وما اعظم ذلك المثل الذي قيل عنه كل العالم ضد واثناسيوس ضد العالم. هذا يعطينا انطباع ان العقيدة الاريوسية كانت هي العقيدة الشائعة بين العظمى من المسيحيين في العالم. وان عقيدة اثناسيوس كانت تمثل عقيدة الاقلية. ولا يمكن تصور ان اريوس كان بالمهارة التي جعلته قادرا على نشر تصوره الاريوسي في العالم كله ولم تكن هذه العقيدة الشائعة اصلا من قبل مجيء اريوس لا يعقل ان اريوس كان قادرا وحده او هو واتباعه ان يقوموا بنشر الاريوسية في العالم كله الى ان العالم الغالبية العظمى من المسيحيين في العالم صاروا على عقيدته. من الواضح جدا ان الغالبية العظمى من المسيحيين في العالم كانوا على عقيدة قريبة جدا ومتسقة ومتفقة مع عقيدة اريوس. لذلك نقول ان العقيدة الاريوسية مظلة كبيرة يستظل تحتها كل الذين ينكرون لاهوت المسيح وكل الذين يرفضون الثالوث بالتصور الذي وضعه اثناسيوس في مجمع نيقيا. للاسف الشديد لا نعرف الكثير من التفاصيل عن جلسات مجمع نيقيا عام تلتمية خمسة وعشرين ميلادية. وهناك اختلافات كثيرة حول هذه التفاصيل. فعلى سبيل المثال ما هو عدد الاساقفة الذين اجتمعوا في هذا المجمع هناك خلاف. البعض يقول اعداد قليلة مثل مائتين اسقف او ثلاثمئة اسقف. وهناك ان يقول باعداد كبيرة مثل الف والفان. اما تفاصيل النقاشات والحوارات والمناظرات التي دارت في هذا المجمع فلا نعرف عن هذه الحوارات والمناظرات الكثير. القمص كيرلس الانطوني يصف العقيدة التي شرحها اريوس في المجمع قائلا وقدم اريوس ابتدع صورة اعتقاده التي قال فيها ان الابن ليس مساويا للاب في الازلية. وليس من جوهره. وان الاب كان في الاصل وحيدا فاخرج الابن من العدم بارادته. وان الابن اله لحصوله على لاهوت مكتسب. يعني السلطان القدرة والقوة التي كان يتمتع بها المسيح عليه السلام كانت عطية من الله الاب وليس لان الابن من نفس جوهر الاب القمص كرينوس الانطوني يشير الى نقطة في غاية الاهمية قائلا وعندما بدأ الاباء في تحديد العقيدة السليمة كان يوافقون على ظاهر اقوالهم ثم يأولونها بما يكون لصالح عقيدتهم الفاسدة. بمعنى على سبيل المثال الارثوذكس او اثناسيوس كان يقول الابن مولود من الاب والاريوسيون كانوا يقولون نحن نتفق معك الابن مولود من الاب لكن هذه الولادة هي الطريقة التي بها خلق الاب الابن وان هذه الولادة حدث في الزمن وهذا يعني ان الوالد قبل المولود وهذا يعني ان الابن ليس مساويا للاب في الازلية. وهكذا اضطر اثناسيوس لوضع عبارات دقيقة جدا لم تكن معروفة قبل ما اجمع نقية من اجل الفصل الواضح والصريح بين عقائد الاريوسيين وبين عقائد الارثوذكس. وهكذا تم صياغة قانون الايمان بالحقيقة نؤمن باله واحد. الاب خالق الكل. ضابط الكل. ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد طوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الاب قبل كل الدهور عبارة مركزية قبل كل الدهور نور النور اله حق من اله حق. مولود غير مخلوق كلمة جوهرية. واحد مع الاب في الجوهر قيمة اخرى جوهرية. واحد مع الاب في الجوهر هوم واوسيوس انتو باتري. هناك خلافات تاريخية كثيرة حول مصدر هذه العبارة هم اسيوس والتي تعني ان الابن من ذات جوهر الاب او ان الابن من نفس جوهر الاب واوسوس عبارة مكونة من شقين هومو بمعنى واحد واوسوس من كلمة اوسيا بمعنى جوهر. فبالتالي هم اسيوس جوهر واحد فهذه العبارة تعني ان الجوهر الموجود في الابن هو نفس الجوهر الواحد الموجود في الان بمعنى ان الاب والابن لهما نفس الجوهر الواحد. هذه العبارة اعترض عليها الاريوسيون بشدة لانها عبارة فاصلة وواضحة تفصل بين عقيدة اثناسيوس وبين عقيدة الاريوسين. والاريوسيون اقترحوا عبارة اخرى قالوا همي اوسيوس وليس هومو اوسيوس. والفرق بين العبارتين حرف واحد. هوم حرف اوميكرون همي حرف يوتا. هومي اسيوس معناه مشابه للاب في الجوهر. بمعنى ان هناك بعض الصفات المشتركة بين الابن والاب لكن لا يوجد مساواة. ولا توجد وحدة جوهر. واذا تأملنا قليلا في عبارة هومي اوسيوس فاننا نستطيع ان نقول اننا نحن المخلوقات البشرية شبيهة لله في جوهر. نحن مع الله. بمعنى ان الله عز وجل متصف بالرحمة ونحن نتصف بالرحمة مع الفارق. هناك شبه ولكن ليست هناك مساواة. وهكذا في نهاية مجمع نيقيا. تم اقرار نص قانون الايمان المسيحي وتم اقرار حكم انه كل من لا يؤمن بهذا القانون لا يعتبر مسيحيا. يجب الاشارة الى نقطة اخرى في غاية الاهمية. الا وهي ان هناك قوانين اخرى تم اصدارها في هذا وهناك خلاف تاريخي حول هذه القوانين وهذه الاحكام. هل هي احكام صحيحة واصيلة؟ ام انها احكام مزورة خمس كرلوس الانطوني في كتابه يقول ان هناك بعض الوثائق التاريخية تنسب بعض الاحكام المزورة لمجمع نيقيا نحن لا نقبل هذه الاحكام. لكن نحب ان نقول في النهاية ان مجمع نيقيا عام ثلاثمائة خمسة وعشرين ميلادية لم يناقش فقط هذا الخلاف في العقائد بين تصور اثناسيوس وتصور اريوس. وانما ناقش مسائل اخرى ليست هنا موضع اهتمامنا. وهكذا نجد لان المجمع قام باصدار قرارات واحكام وقوانين كثيرة متعلقة بامور اخرى مختلفة. لكننا الان مهتمون فقط السبب الرئيسي لاقامة هذا المجمع وهو الخلاف العقائدي بين تصور اثناسيوس وتصور اريوس. انا ساكتفي بهذا في هذا الفيديو منعا للاطالة باذن الله عز وجل في الفيديو القادم نستكمل الكلام عن باقي المجامع المسكونية بدءا بمجمع القسطنطينية عام ثلاثمائة واحد وثمانين ميلادية. لو حاز هذا الفيديو على اعجابك فلا تنسى ان تضغط على زر اعجبني. ولا تنسى مشاركة هذا الفيديو مع اصدقائك المهتمين بهزا الموضوع ولو كنت قادرا على دعم ورعاية محتوى القناة فقم بزيارة حسابنا على بترون ستجد الرابط اسفل الفيديو الى ان ننتقل في فيديو اخر قريبا جدا باذن الله عز وجل. لا تنسوني من صالح دعائكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته