بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا بكم في فيديو جديد على قناة الدعوة الاسلامية على اليوتيوب. اتكلمنا قبل كده عن ظاهرة الوعي وشعورك الذاتي بوجودك المستقر غير المتغير وتكلمنا عن الارادة الحرة وشعورك الفطري الغريزي بانك قادر على الاختيار الحر ما بين خيارات مختلفة. وتكلمنا ايضا عن التفكير المنطقي. وان احنا قادرين على التعامل مع هذا الواقع من خلال اسس وقواعد ومبادئ. النهاردة هنتكلم عن ظاهرة انسانية اخرى في غاية الاهمية. غير متسقة تماما مع التصور المادي قاضي الا وهو الاخلاق في البداية لو انت مهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة ومواضيع الايمان والالحاد يبقى انت لازم تشترك في هذه القناة. اضغط على زر الاشتراك الاحمر واضغط على علامة الجرس علشان تجيلك كل الاشعارات بكل الحلقات الجديدة. لما الفلاسفة بيتكلموا عن الاخلاق بيتكلموا عن تلات حاجات القيم والمبادئ الاخلاقية وفكرة المسئولية الاخلاقية وحاجة اسمها النزعة الاخلاقية. لما بنتكلم عن الاخلاق عام بنتكلم عن تقييم تصرفاتنا. ولما بنتكلم عن تقييم تصرفاتنا بنتكلم عن القيم والمبادئ الاخلاقية. والقيم مبادئ الاخلاقية معناها ان في قواعد وقوانين معينة بنقيس تصرفاتنا عليها. وكل ما كانت تصرفاتنا منطبقة افقى ومتسقة لهذه القواعد والقوانين كانت تصرفاتنا صحيحة اخلاقيا. المسؤولية الاخلاقية متعلقة حرية الارادة وحرية الارادة معناها قدرتنا على الاختيار الحر ما بين الافعال والتصرفات المختلفة. ووفق اختيار للافعال والتصرفات المختلفة يمكن ان نحاسب على افعالنا وتصرفاتنا. فبالتالي لو كانت افعالنا وتصرفاتنا متفقة ومتسقة مع القواعد والقوانين الاخلاقية يبقى لا ينبغي ان نلام على افعالنا وتصرفاتنا بل بالعكس يمكن ان نجازى بالثواب عليها. لكن لو افعالنا وتصرفاتنا كانت مضادة وغير متفقة مع القواعد والقوانين الاخلاقية يبقى احنا مسئولين عن افعالنا وتصرفاتنا ويمكن ان نلام عليها بل ويمكن ان نعاقب عليها. النزعة الاخلاقية معناها الشعور الفطري الغريزي بان افعال الانسان ينبغي ان تكون متفقة ومتسقة وموافقة للقيم والمبادئ والقواعد والقوانين الاخلاقية. يبقى بالتالي بسبب النزعة الاخلاقية الموجودة في الانسان لو كانت تصرفات وافعال الانسان غير متسقة وغير متفقة ومضادة للقيم والقواعد والمبادئ الاخلاقية انسان بيشعر في ذاته بشكل غريزي بانه مستحق للوم وربما مستحق للعقاب ايضا. يبقى بالتالي احنا القيم والمبادئ الاخلاقية اللي هي مجموعة القوانين. وفي عندنا فكرة المسئولية الاخلاقية المتعلقة بالارادة الحرة ان احنا قادرين نختار افعالنا وتصرفاتنا وافعالنا وتصرفاتنا دي بتتقاس وفق المبادئ والقيم الاخلاقية. والنزعة الاخلاقية معناها شعورنا الغريزي بان افعالنا المفروض تكون متسقة ومتفقة مع القيم والمبادئ الاخلاقية ولو احنا خالفناها بنشعر بشكل فطري وغريزي ان احنا عملنا حاجة غلط وان احنا مستحقين للوم وربما العقاب على افعالنا. بعد ما فهمنا الفرق ما بين القيم والمبادئ الاخلاقية. والمسؤولية الاخلاقية والناس الاخلاقية بنقول ان كل هذه المنزومة ميتافيزيقية وليس لها اي تبرير انطولو يعني المنظومة دي كلها القيم والمبادئ الاخلاقية. والمسؤولية الاخلاقية المرتبطة بالارادة الحرة. والنزعة الاخلاقية لشعور الغريب بان احنا المفروض تكون تصرفاتنا وافعالنا وفق مبادئ وقيم اخلاقية معينة. المنظومة دي كلها لا يمكن ان يكون لها وجود الا بوجود الله. وان التصور المادي الالحادي لا يبرر وجود هذه المنظومة مع شعور كل انسان بشكل فطري وغريزي بان المنظومة دي بالفعل موجودة اقتباس في غاية الاهمية يمين الروائي الروسي المشهور جدا صاحب كتاب الاخوة الكرامزوف. بيقول افترض جدلا انه لا يوجد اله ولا رح ازلية الان اخبرني لماذا ينبغي علي ان اكون شخصا صالحا وان اعمل اعمالا صالحة. لو اني ساموت في النهاية على الارض ولو انه كذلك لماذا لا ينبغي علي ما دام اني ساعتمد على ذكائي ورشاقتي لاجتناب المحاكمة القانونية ان اطيح برقبة انسان واغتصب واسرق. الكلمة المفتاحية هنا هي ينبغي. وكلمة ينبغي متعلقة بالنزعة الاخلاقية. بمعنى ان افعالي وتصرفاتي يجب ان تكون وفق قواعد وقوانين اخلاقية معينة لكن ليه يجب ان تكون تصرفاتي كذلك؟ ايه السلطان اللي بيشعرنا ان احنا ينبغي ان اجتنب الافعال والتصرفات الخاطئة الخاطئة اللي هي غير متفقة وغير متسقة مع القواعد والقوانين الاخلاقية. ايه السلطان اللي بتخلينا نشعر ان احنا المفروض افعالنا تكون متسقة ومتفقة مع القواعد والقوانين الاخلاقية وان احنا المفروض نجتنب اي تصرفات وافعال مضادة وغير متفقة. مع هذه القواعد والقوانين. السؤال وهري هنا هو ما الذي يجعل الخطأ خطأ وما الذي يجعل الصواب صوابا؟ علشان كده ينبغي ان اجتنب الخطأ وافعل الصواب. يجب الان ان نسأل سؤال في غاية الاهمية فيما يخص القيم والمبادئ اخلاقيا هل هذه القيم والمبادئ الاخلاقية موضوعية ام شخصية؟ لما نقول ان شيء معين صحيح بشكل موضوعي ده معناه ان ان هذا الشيء في ذاته صحيح بشكل مطلق. لكن فكرة الموضوعية بتطرح اشكالية اكبر. من اين الموضوعية ومن اين تأتي الصحة بشكل مطلق بدون وجود الله. على سبيل المثال لو احنا اتكلمنا عن قيم اخلاقية هي زي العدل والزلم. وفي عندنا شخص عادل وفي عندنا شخص ظالم. سنجد ان كل الناس هتتفق ان الشخص العادل ده بيمارس قيمة اخلاقية حسنة بشكل موضوعي بمعنى ان كل الناس هتتفق ان العادل ده بيعمل حاجة خير وبيعمل حاجة صح وبيمارس الصواب والمفروض ما فيش عاقل هيختلف على ده. لو جينا نتكلم عن شخص ظالم هنجد ان كل الناس بشكل موضوعي هيتفقوا ان الظلم قيمة اخلاقية قبيحة او قيمة اخلاقية وان الشخص الظالم ده بيمارس شر بيمارس شيء خاطئ ما هواش على صواب هو مستحق للوم وربما مستحق للعقاب. السؤال هنا منين العدل والظلم بيكسبوا قيمتهم الاخلاقية بشكل موضوعي شكل موضوعي يعني ان انا مش بقول ان العدل قيمة حلوة علشان انا بشكل شخصي شايف كده. لأ انا بقول ان العدل قيمة حلوة لان كاني شايف ان العدل كقيمة له وجود حقيقي انطولوجي موضوعي وانا قادر على ادراك ان العدل كقيمة اخلاقية لها وجود حقيقي هي حسنة في ذاتها. وان الظلم كقيمة اخلاقية لها وجود انطولوجي حقيقي. انا قادر تشف ان الظلم في ذاته سيء وقبيح وشر وقادر اكتشف ان العدل في ذاته قيمة حسنة وخيرة وصواب. كذلك الحب كذلك الكرم وهكذا الكثير من العلماء لما بييجوا يتكلموا على موضوع القيم والقواعد الاخلاقية ان هي كأن لها وجود حقيقي واحنا قادرين ان احنا نكتشف ماهية هذه القيم والقواعد الاخلاقية بمعنى ان احنا قادرين نميز ان العدل خير وان الظلم شر. العلماء بيقولوا ان هذا الموضوع اشبه بالقواعد والقوانين الكونية الفيزيائية والكيميائية. عالم الرياضيات الشهير ديفيد برلينسكي بيقول توحي القضايا التي يثيرها وجود قوانين اخلاقية اتصالا مذهلا بين قوانين الفيزياء وقوانين الاخلاق بطرق مختلفة في كلتا الحالتين تثار الاسئلة بسرعة فيما يخص مصدر تلك القوانين وسبب اعتقاد حقيقتها نحن لا نعلم لماذا قوانين الطبيعة حقيقية؟ بالرغم من اننا نشعر بان هذا السؤال يخفي نوعا من الغموض الدفين اني على سبيل المسال لما نيجي نتكلم عن قانون طبيعي زي قانون الجاذبية هل قانون الجاذبية له وجود انطلوجي حقيقي في الواقع؟ ايوة طبعا لوجود انطولوجي حقيقي في الواقع. احنا قادرين نحن ندرك ونكتشف ده. احنا ما اخترعناش الجاذبية بحيث ان الجاذبية وجهة نظر شخصية انها موجودة انها بتشتغل في الكون بالطريقة الفلانية. لأ هي موجودة بالفعل لها وجود انطولوجي حقيقي في الواقع احنا فقط قدرنا نكتشفها. كذلك الامر فيما يخص القيم الاخلاقية. كانها قوانين بتحكم تصرفات فاطمة زي ما في قوانين بتحكم المادة. القوانين دي اللي بتقول ان العدل صح وان الظلم غلط هذه قوانين لها وجود انطولوجي حقيقي في الواقع. ولها قيم موضوعية حقيقية في الواقع احنا كبني ادمين قدرنا نكتشفها او هي مغروسة فينا فبنقدر نتعامل معها زي القواعد والقوانين والمبادئ المنطقية الفيلسوف بيقول كلام في غاية الاهمية بيقول السؤال المركزي حول المبادئ الاخلاقية والقيم يخص اساسها الانطلوجي فاذا لم تكن ناشئة عن الاله ولا ترتكز على ارضية خارقة للطبيعة. فهل هي سريعة الزوال تماما؟ الكلام ده معناه ايه؟ الكلام ده معناه باختصار ان علشان القيم الاخلاقية يكون لها قيمة بمعنى ان احنا المفروض تصرفاتنا تكون وفقها لازم الاخلاق دي يكون لها قيم موضوعية قيم موضوعية يعني هي صحيحة في ذاتها. وفي سلطان وراء هذه القيم الاخلاقية هي هي اللي بتعطي القيمة في القيم الاخلاقية. والفلاسفة بيقولوا ان القيم الاخلاقية مش هيكون لها قيمة في حقيقتها او مش هيبقى فيه سلطان يخلينا ينبغي علينا ان تصرفاتنا تكون وفق هذه القيم الا لو القيم دي من الله. لو احنا قلنا ان القيم الاخلاقية لها مصدر اخر طبيعي زي ما الضروينيين والماديين بيقولوا ان القيم الاخلاقية نشأت بسبب التطور الدرويني. فيبقى بالتالي القيم الاخلاقية ليس لها مصدر الهي يبقى بالتالي القيم الاخلاقية ما لهاش قيمة موضوعية. بمعنى ان هذه القيم الاخلاقية ليست حقا في ذاتها لو راجعنا الحلقة اللي فاتت الداروينية ما لهاش علاقة بالحق والباطل. الضروينية لها علاقة بان احنا نبقى على قيد الحياة فبالتالي لو القيم الاخلاقية دي نشأت بشكل درويني يبقى هي قيم ليست لها علاقة بالضرورة بالحق قوي الواقع. انما لها علاقة فقط بانها تبقينا على قيد الحياة. يبقى بالتالي لو القيم الاخلاقية نشأت عن طريق يبقى هي ما لهاش قيم موضوعية. والقيم الاخلاقية لن تكتسب موضوعيتها الا لو كانت من عند الله. ولو القيم الاخلاقية مش من عند الله يبقى هي فقدت قيمتها ولا ينبغي ان تصرفاتنا تكون وفقها القيم الاخلاقية بتفقد قيمتها لو هي من اي مصدر اخر غير الاله نفسه شاب بيقول كلام في غاية الاهمية وفي ردرت نيتشا كان شخص ملحد. هو بيقول وفق الحاده لا توجد ابدا حقائق اخلاقية يعني ايه لا توجد حقائق اخلاقية؟ يعني ما ينفعش بشكل مادي الحادي تقول ان الشيء ده صح في ذاته والشيء ده خطأ في ذاته. ما ينفعش تقول ان العدل قيمة اخلاقية حسنة بشكل موضوعي. او الظلم قيمة اخلاقية السيئة بشكل موضوعي لان ما فيش ارضية للموضوعية في التصور المادي الالحادي. الموضوعية ما لهاش وجود الا بوجود الله. بيكمل وبيقول في الواقع الاخلاق يمكن ان تكون حقيقة فقط اذا كان وجود الاله حقيقة فهي تصمد او تنهار اعتمادا على الايمان بالله. لذلك ويليام كريج لما بيجي يتكلم على القيم الاخلاقية الموضوعية يوضح عبارة في غاية الاهمية بيطرح سؤال بيقول كان يو بي جود وي ذاوت جود فكرة ان في حاجة لها قيمة اخلاقية حسنة بشكل موضوعي انت لا تستطيع ان انت تجد ارضية انطولوجية لهذه القيمة الحسنة بشكل موضوعي الا بوجود الله. لذلك هو بيقول انت مش مش لازم تؤمن بوجود الله علشان افعالك تكون حسنة. لكن تبرير حسن الفعل نفسه. وان الفعل ده حسن فعلا بشكل لن تستطيع تبرير هذا الا بوجود الله نفسه. الفيلسوف الملحد الشهير جدا جون ماكري بيقول تشكل الخصائص الاخلاقية عنقودا غريبا جدا من الخصائص والعلاقات التي من غير المحتمل جدا ان تكون قد نشأت في مسار الاحداث المعتاد دون ان يخلقها اله قدير. هو بيشوف المنظومة اللي احنا قلنا عليها القيم والمبادئ الاخلاقية والمسئولية الاخلاقية والنزعة الاخلاقية هذه المنظومة ليس لها تبرير انطولوجي زي ما قلت احنا بنعترف ان الحاجات دي لها وجود انطولوجي حقيقي في الواقع ايه تبرير وجودها؟ المادة لا تبرر وجود هذه المنظومة. التبرير الوحيد لوجود هذه المنظومة فعلا هو ان لاله قدير خلقها. من اكتر الاقتباسات اللي بيتم الاشارة اليها كلام ريتشارد دوكينز اللي بيبين ان التصور المادي الالحادي لا يبرر لوجود هذه المنزومة الاخلاقية. ريتشارد دوكنز بيقول ان الكون الذي نشاهده لديه نفس الخصائص متوقعة اذا كان الاصل انه لا يوجد تصميم ولا غاية ولا شر ولا خير لا شيء الا مجرد لا مبالاة عمياء قصير. الفيلسوف الالماني روض الفلاتس بيشير الى نفس النقطة وبيقول ان البداية الحقيقية للميتافيزيقا تكمن في الاخلاق. يقصد ان فكرة ما وراء الطبيعة بمعنى ان الوجود الطبيعي ليس هو الوجود الوحيد. وان في شيء وراء هذا الوجود الطبيعي. هو بيقول ان فكرة الاخلاق هو البداية الحقيقية لفكرة ان في شيء اخر وراء وجودنا المادي الطبيعي. يبقى في النهاية احنا ونتكلم عن المنظومة الاخلاقية من ناحية القيم والمبادئ الاخلاقية والمسؤولية الاخلاقية والنزعة الاخلاقية. وبنسأل سؤال ما هو التبرير الانطلوجي لوجود هذه المنزومة بنقول ان القيم والمبادئ الاخلاقية لا يمكن لها ان تكتسب اي قيم موضوعية الا بوجود الله تالي لو ما فيش اله يبقى ما فيش حاجة اسمها قيم اخلاقية موضوعية. وما دام ما فيش قيم اخلاقية موضوعية يبقى الاخلاق ما لهاش قيمة يبقى لا يوجد سلطان يجعلني بشكل داخلي وفطري وغريزي اشعر بان فعلا لن ينبغي علي ان اضبط افعالي وتصرفاتي وفق هذه القواعد والقيم. هذه القواعد والقيم زي فبيقول فرادريك نيتشا بتسقط بسقوط الاله او بعدم وجوده وبتصمد فقط وبيكون لها وجود حقيقي فقط بوجود الاله. انا هكتفي بهذا القدر في هذا الفيديو. لو كان الفيديو عجبكم لايك وشير وسابسكرايب. ولو تقدر تدعم وترعى محتوى اه زور صفحتنا على بترون هتجد الرابط اسفل الفيديو. ولو الفيديو ما عجبكش اعمل له مش مشكلة. الى ان نلتقي في فيديو اخر قريبا جدا باذن الله عز وجل لا تنسوني من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته