بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. معكم محمد شاهين التاعب من قناة الدعوة الاسلامية على اليوتيوب. هذا الفيديو محاضرة خاصة لطلاب معهد افاق للبناء العقدي والمحاضرة بعنوان مدخل لدراسة الاديان الوضعية. سنتكلم باذن الله عز وجل عن العناصر التالية. المقصود بالاديان الوضعية المناهج المختلفة في تصنيف الاديان نشأة الدين وفق المنظور الاسلامي ثم الغربي الخصائص المشتركة بين الاديان الوضعية والسماوية الخصائص التي تنفرد بها الاديان الوضعية اصول العقائد الوثنية والاديان الوضعية والاديان الوضعية التي سنقوم بدراستها في البداية لو انت مهتم بالحوار الاسلامي المسيحي ومقارنة الاديان والنقد الكتابي او لو مهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة ومواضيع الايمان والالحاد او لو مهتم بالاسلام بشكل بشكل عام يبقى انت لازم تشترك في هذه القناة اضغط على زر الاشتراك الاحمر واضغط على علامة الجرس علشان تيجي لك كل الاشعارات بكل حلقاتنا الجديدة. ولا تنسى الاطلاع على وصف الفيديو من اجل معرفة فهرس مواضيع الفيديو والاطلاع على المصادر والمراجع. ويجب التنبيه على ان كتاب الدكتور عبدالله سمك بعنوان المنهجية في دراسة الاديان والوضعية وكذلك كتاب الدكتور محمد خليفة حسن بعنوان تاريخ الاديان دراسة وصفية مقارنة وكذلك كتاب الدكتور محمد عبدالله بعنوان الدين بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الاديان من المراجع الرئيسية التي اعتمدت عليها في تحضير هذه المحاضرة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ثم اما بعد. رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من انسان يفقهه قوي. ما المقصود بالاديان الوضعية؟ المقصود بالاديان الوضعية الاديان التي من وضع او تأليف البشر. بمعنى ان هذه الاديان لا تدعي في الغالب انها وحي من الاله. بل ان هذه الاديان في الغالب لا تؤمن بعقيدة الاله ولا تؤمن بعقيدة النبوة والانبياء والرسل والرسالات. وانما تؤمن ان هذه الاديان عبارة عن فلسفة وحكمة بشرية. مسمى الاديان الوضعية مبني على تصنيف الاديان على اساس مصدر الدين نفسه. وهكذا يمكن تقسيم الاديان الى قسمين. القسم الاول هو الاديان الوضعية او او الارضية والقسم الثاني هو الاديان السماوية او الالهية. طبعا هذه ليست الطريقة الوحيدة لتصنيف الاديان. فهناك من يصنف في الاديان الى حية وميتة او الى طبيعية وغير طبيعية او الى حقيقية وباطلة. وهناك من يصنف الاديان على اساس اخصائي او جغرافي او تاريخي. وهناك من يصنف الاديان حسب موضوع ديني معين. والان سنقوم بتعريف هذه الطرق المختلفة تصنيف الاديان. تصنيف الاديان الى حية وميتة المقصود بها تصنيف الاديان حسب وجودها او عدم وجودها على مسرح الحياة الدينية للانسان الحديث المعاصر فالاديان الحية هي التي لها وجود حالي ولها اتباع يؤمنون بها. اما الاديان الميتة فهي التي زالت من الوجود وانتهت في التاريخ ولم يعد لها اتباع في الوقت الحالي. هذا التصنيف في غاية الاهمية وكما قلنا في المحاضرة السابقة على باحس معرفة الاديان الحية الموجودة في العالم حاليا. وطبعا تصنيف الاديان الى حية وميتة يعتبر تصنيف احصائي في لانه مبني على احصاء عدد المؤمنين بهذا الدين فاذا لم يكن لهذا الدين اي اتباع او مؤمنين تم بوضع هذا الدين مع الاديان الميتة اما اذا تم العثور على اتباع او مؤمنين لهذا الدين تم وضع هذا الدين مع الاديان الحية. اذا التصنيف الاحصائي للاديان هو تصنيف الاديان حسب اعداد المؤمنين بها والتابعين لها. وهكذا يتم ترتيب الاديان ابتداء بالدين الذي له اكبر عدد من المؤمنين ويتدرج الى ان يصل الى اقلها عددا في التبعية. بعض العلماء نبهوا على ان اهمية الدين لا علاقة له بعدد الاتباع ولكن ما المقصود بعبارة اهمية الدين؟ وكيف نستطيع الحكم على دين بانه مهم او غير مهم؟ اعتقد ان العبارة الافضل هي تأثير الدين وبالتأكيد هناك علاقة بين عدد اتباع الدين وتأثير الدين. وعلى كل حال يجب على الباحث ان يعطي اديان العالم كبرى الكثير من الاهتمام. وفي الوقت نفسه يجب ادراك ان بعض الديانات التي لها عدد صغير نسبيا من الاتباع قد تكون هي الاخرى مؤثرة جدا خصوصا في مناطق جغرافية معينة. هذا سيجعلنا ننتقل الى التصنيف الجغرافي للاديان. فنقوم بتصنيف الاديان كالاتي الاديان الهندية الهندوسية الجينية السيخية البوذية والاديان الصينية الكونفشوسية والقوية والبوذية والاديان اليابانية الشنتوية والبوذية اليابانية والاديان الفارسية الزرادشتية والمثرائية. وهكذا يقوم العلماء بدراسة التوزيع الجغرافي للاديان والفرق ودراسة انتشار الاديان في العالم وحركة انتقالها من اقليم الى اخر ورصد العوامل المؤثرة في انتشار ودور البيئة الجغرافية في حركة الاديان وهكذا. طبعا هناك بعض الاديان التي عدت حدود الجغرافيا مثل الاسلام والمسيحية الموجودة ادين في كل مكان في العالم تقريبا. لكن على كل حال التصنيف الجغرافي للاديان مفيد جدا. وكما قلت في المحاضرة السابقة على الباحث ان يعرف الاديان ان الموجودة في بلده من الناحية الجغرافية ومن الناحية الاحصائية ثم محاولة معرفة مدى تأثير هذه الاديان على الساحة الفكرية في في بلده سم محاولة معرفة الاديان التي لها التأثير الاكبر على الساحة الفكرية في العالم. وهكذا يستطيع الباحث معرفة الاديان التي يجب عليه الاهتمام بدراستها. هناك نقطة في غاية الاهمية يجب الانتباه لها وهي ان الاديان لا تموت موتا كاملا. وانما تنتقل فهمها من دين الى دين وبخاصة داخل المجموعة الدينية التي تنتمي الى اصل واحد. وفي الغالب تبقى الافكار الدينية رغم انتهاء الدين الذي تنتمي اليه اصلا في التاريخ. فنهاية الدين في التاريخ لا تعني موت فكرها الديني تماما على سبيل المسال الديانة المصرية القديمة او الفرعونية تعتبر ضمن الديانات القديمة البائدة او الميتة. وكذلك الديانات البابلية اليونانية والرومانية ولكن هذه الديانات القديمة البائدة الميتة اثرت بشكل كبير جدا على اديان العالم الكبرى. فالديانة اليهود بودية والمسيحية تأثرتا بهذه الديانات بشدة. وبالتالي يجب ان تحظى هذه الديانات القديمة البائدة بالكثير من الدراسة سوى الاهتمام. هناك نقطة اخرى يجب ملاحظتها وهي ان كل الديانات الميتة عبارة عن اديان العالم القديم. وهناك ايضا عدد كبير من الاديان القديمة التي ظلت باقية الى اليوم وهذا سيجعلنا ننتقل للكلام عن التصنيف التاريخي للاديان. التصنيف التاريخي للاديان عبارة عن ترتيب اديان العالم تاريخيا حسب ظهورها في التاريخ. وعادة يتم اتباع التقسيمات الخاصة بالعصور التاريخية. مثل قديمة ووسيقة وحديثة وهكذا يتم تقسيم الاديان الى ديانات بدائية وقديمة ووسيطة وحديثة او الى ديانات بدائية وحضارية وحديثة. وقد اكدنا في المحاضرة السابقة على اهمية دراسة الاديان وفق المنهج التاريخي النقدي. والكثير من العلماء يعتقدون ان دراسة الجانب التاريخي للاديان في غاية الاهمية. بحيث يقوم الباحث برصد تاريخ الدين بشكل عام من بداية زمن النشأة او الظهور والكثير من المصادر القديمة تجمع بين التاريخ السياسي والتاريخ الديني للشعوب لان الدين في الغالب من اهم العوامل مؤثرة في الشعوب والمجتمعات. هناك نقطة اخرى يجب ملاحظتها فيما يخص الكلام عن الدراسة التاريخية للاديان. هناك فرق كبير جدا بين النظرية والادلة التاريخية. فالاديان تتكلم كثيرا عن التاريخ ولها كلام نظري عن التاريخ. ولكن الادلة قد يكون لها موقف اخر. على سبيل المثال المسيحية تقول بان المسيح عليه السلام صلب ومات وقام من بين الاموات والمسيحية تدعي ان هذا حدث بشكل تاريخي حقيقي. لكن هناك فرق كبير بين الاخبار عن هذا في الكتب المقدسة المسيحية الادلة التاريخية المستقلة التي لها علاقة بالموضوع. ايضا على سبيل المثال دين الاسلام يعلم نظرية تاريخية متعلقة توحيد والشرك فالاسلام يعلم ان الدين في الاصل منذ نشأة الانسان كان يعلم التوحيد وليس فيه اي صورة من صور الشرك او الوثنية وان الوثنية قارئة عن الدين البشري. هذه التعاليم الاسلامية عبارة عن نظرية تاريخية. وعلينا ان نبحث من خلال علم التاريخ عن الادلة التاريخية المتعلقة بهذا الموضوع حتى نعرف موقف الادلة التاريخية من هذه النظرية. طبعا الموضوع فيه تفصيل كبير ومتعلق كذلك بطرق اكتساب المعرفة الصحيحة. وكذلك بادلة وحي القرآن الكريم وصدق نبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. لكن في النهاية يجب التأكيد على الاتي التصنيف التاريخي للاديان يهتم بتحديد ظهور هذه الاديان في التاريخ ولكنه لا يهتم بالنظرية دينية والتي تعتبر التوحيد دينا قديما يعود الى بداية التاريخ الانساني. وفي حالة الاسلام مثلا تعتبر النظرية الدين الاسلامي دين البشرية منذ البداية. هذه الاعتبارات التاريخية النظرية لا يعتمد عليها عادة في التصنيف ايه خير الاديان الذي يهتم فقط برصد الواقع التاريخي للاديان ولا يؤرخ لنظريات في الدين. يعني باختصار حسب التصنيف في تاريخ الاديان في الغالب هنلاقي ان الاديان الوثنية هي اللي سبقت اديان التوحيد او حتى سبق الاسلام. واحنا بنلاقي ان الاسلام بيتم تعريفه على انه الدين الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم مؤسس الاسلام. وما بياخدوش في اعتبارهم ان المسيح عليه السلام كان سليمان وان موسى عليه السلام كان مسلما وهكذا. من ضمن التصنيفات الموجودة الاديان تصنيف الاديان الى طبيعية وغير طبيعية. فالاديان هي التي تستمد فكرها الديني من الطبيعة. اما الاديان غير الطبيعية فهي الاديان التي تركز على الفكر ما وراء طبيعي. الفكر الميتا فيزيقي. وهذا النوع من التصنيف لا يتم استخدامه كثيرا. هناك ايضا من يقوم بتصنيف الاديان الى حقيقية وباطلة. وهذا غالبا ما يكون ذاتيا او شخصيا يخضع لرؤية دينية او مذهبية معينة. وهو عادة ما يكون تصنيفا الى دين واحد حقيقي ومجموعة ديانات باطلة. والمتبني لهذا التصنيف يرى ان دينه هو الحق. بينما بقية الاديان باطلة وزائفة وغير حقيقية وهذا التصنيف يقوم على اساس الرؤية النقدية او التقييمية للاديان والحكم عليها بالصحة والخطأ وبالحق والضلال المشكلة في هذا التصنيف يكمن في عدم اتفاق الاديان على تصور واحد للحق. طبعا مساحة هذا الخلاف يقل بين الاديان المتقاربة او متشابهة او التي تتفق على مبادئ واصول معينة مثل الاسلام والمسيحية واليهودية. على سبيل المثال المسلم يستطيع ان اتفق مع المسيحي واليهودي على الاتي. الدين الحقيقي يجب ان يكون من عند الله. لكن الهندوسية على سبيل المثال لا تؤمن بوجود الله وفق تصور اتباع المذهب الالوهي. وبالتالي يجب الاتفاق اولا على حقيقة وجود الله. قبل الاتفاق على ان الله بعث الانبياء والرسل وانزل دينا وبما اننا تكلمنا عن مفهوم الالوهية سننتقل للكلام عن التصنيف الديني الموضوعي للاديان. التصنيف اديني الموضوعي عبارة عن تصنيف الاديان على اساس عامل او مفهوم ديني معين. وهذا التصنيف يعتبر محبوب جدا من قبل المتخصصين في علم الاديان لانه تصنيف لا يحتاج لعلم خارج عن الاديان نفسها. فمن خلال دراسة الاديان بشكل عام يمكننا جمع الاديان المتشابهة في دينية واحدة باسم موضوع ديني معين. على سبيل المسال من اول المفاهيم الدينية التي تميز بعض الاديان عن بعضها مفهوم الالوهية فهو الاساس في بعض الاديان بينما هو غير موجود في بعض الاديان الاخرى. وهذا هو التصنيف الذي اخترته شخصيا في المحاضرة السابقة فلا شك ولا ريب ان سؤال الوجود الالهي يعتبر اهم سؤال على الاطلاق لتأثيره الواضح على اجابات كل الاسئلة وجودية الاخرى وهكذا قمنا بجمع الاديان المتشابهة في مجموعة دينية واحدة بناء على تصور هذه الديانات للاله هذه المجموعات الدينية هي الالوهية في يزن الالحاد الربوبية. الوثنية بوليسيزم وحدة الوجود بانفيازم الشيءية ات يزم اللا ادريستي سيزيم اللا اكتراثية هكذا نستطيع ان نفهم ان تصنيف الاديان الى وضعية واخرى سماوية عبارة عن تصنيف ديني موضوعي وهو موضوع الوحي النبوة والرسالة والاله. فالاديان السماوية هي الاديان التي تعلم بوجود الاله. وان الاله انزل الدين عن طريق الوحي والنبوة والرسالة اما الاديان الوضعية فلا تعلم عن الوحي الالهي فيما يخص مصدر الدين نفسه. وهكذا يتم تصنيف الاديان الى الهية ووضعية اي الى ديانات الهية المصدر واخرى انسانية المصدر. واحيانا تسمى بالديانات السماوية في مقابل الديانات الارضية التي الانسان على الارض. يجب ملاحزة ان التصنيف الديني الموضوعي هدفه في الاساس هو جمع الاديان المتشابهة في مجموعة دينية واحدة هذه المجموعات قد لا تكون مقابلة او متناقضة بالضرورة. على سبيل المثال تصنيف الاديان الى وضعية وسماوية تصنيف موضوعي والتصنيف على اساس هذا المفهوم يجعل المجموعتين متقابلتين ومتناقضتين في المفهوم. ايضا على سبيل المثال بعض العلماء يقومون بجمع بعض الاديان المتشابهة تحت مسمى اديان التصوف او الاديان الاخلاقية للدلالة على ان الاخلاق هو الاصل والاساس في هذه الاديان. ونجد هذا في اديان الشرق الاقصى خصوصا في اديان الهند والصين واليابان. ولكن هذا تصنيف لا يعني ان اديان المذهب الالوهي لا تهتم بالاخلاق. ولكن في هذه الاديان وخصوصا في الاسلام نجد ان الاخلاق مرتبطة بالعقل وهي نتيجة من نتائجه او تطبيق عملي له. فالعقيدة هي الاصل والاخلاق عمل وتطبيق لمعطيات العقيدة. ولعل هذه نقطة هامة يجب الانتباه لها. وهي ان معظم اديان الشرق تعرف على انها نظم اخلاقية هدفها تنظيم علاقات الافراد داخل المجتمع من خلال مجموعة من المبادئ والقيم الاخلاقية. فهذه الاديان تضع الاخلاق اولا قبل العقيدة والايمان وهذا الفكر للاسف الشديد تسرب للكثير من المسلمين. وهكذا نجد ان هذه الاديان الاخلاقية تقدم فلسفات والحياة تمخضت عن نظم اخلاقية يتم الوصول اليها وتحقيقها من خلال الطريق الصوفي. ولذلك فهي ديانات فلسفية اخلاقية صوفية. وسوف نتكلم عن هذه النقطة باستفاضة اكثر فيما بعد. في المقابل اتصفت الاديان سماوية بانها اديان تشريعية. بمعنى انها تعتمد على الشرائع الواردة ضمن الوحي الالهي لكي تنظم على اساسها الحياة عيال انسانية ومن طبيعة الشريعة التكليف. فالانسان مكلف باتباع الاحكام والتشريعات الالهية واداء والفروض الدينية والشرعية. بمعنى ان الاديان الاخلاقية الفلسفية تقدم في الغالب ارشادات عامة وبعض القيم والمبادئ الاديان السماوية التشريعية فانها تحتوي على احكام معينة ووصايا وشرائع محددة واوامر ونواهي وحلال ويجب على الاتباع الالتزام بكل هذا. من ضمن التصنيفات الدينية الموضوعية جمع بعض الاديان المتشابهة تحت مسمى الخلاص لاننا نجد ان بعض ديانات الشرق الاقصى ومعها المسيحية حددت هدفها في تحقيق الخلاص الانساني. ومن هنا يأتي اسم زيان الخلاص. طبعا هذا المسمى لا ينطبق على الاسلام. لان الاسلام لم يحدد مشكلة معينة للانسان ليتم الخلاص منها باسلوب ديني معين. وسوف نتكلم عن مفهوم الخلاص في الاديان الوضعية باستفاضة اكثر فيما بعد. بما ان المحاضرة عن الاديان الوضعية وقمنا بتعريف الاديان الوضعية على انها الاديان التي يعترف اتباعها انها من وضع البشر وانها نتاج فلسفة وحكمة بشرية ليست من وحي الاله او منزلة على الانسان من السماء يجب علينا ان نطرح سؤالا في غاية الاهمية. هل هذه الاديان وضعية بالفعل بمعنى ان هذه الاديان ليس لها اي علاقة بالوحي الالهي وحتى نستطيع الاجابة بشكل جيد وحتى نفهم واضح المنهج الاسلامي في التعامل مع الديانات الاخرى بما فيها الوضعية يجب علينا ان نتكلم قليلا عن نشأة الدين في التصور الاسلامي اولا ثم في التصور الغربي ثانيا. نشأة الدين في التصور الاسلامي. حسب النصوص الشرعية المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية الرؤية الشريفة نستطيع ان نصل بشكل واضح لهذا التصور. ادم عليه السلام هو اول البشر. خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه وعلمه الاسماء كلها واسجد له ملائكته وجعله خليفة في الارض وجعل ذريته من بعده خلفاء الاصل في دين ادم عليه السلام وذريته هو التوحيد. ومع مرور الوقت انحرف الناس عن التوحيد الى الشرك والوثنية. ومع ظهور الشرك والوثنية بعث الله عز وجل الانبياء والرسل لكل امة في الارض. لتصحيح مسارهم ودعوتهم مرة اخرى للتوحيد الاسلامي السابق يؤكد على الحقائق التالية. اولا ان ادم عليه السلام خلق خلق خلقا مستقلا وليس متطورا من غيره كذلك ذريته من بعده. ثانيا ان التوحيد هو الاصل. وان الوثنية طارئة وليس العكس. ثالثا فطرية في الايمان وان الانسان متدين بفطرته. رابعا الدين منحة ربانية وليس صناعة بشرية. والانحراف عن توحيد انتكاسة للفطرة. من النصوص الشرعية الدالة على ما سبق قوله تعالى في سورة البقرة واذ قال ربك للملائكة اني جاعل من في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال اني اعلم ما لا تعلمون وعلم ادم الاسماء كلها سم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين. وقوله تعالى في سورة الروم الاية رقم تلاتين اقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم. ولكن اكثر الناس لا يعلمون وقوله تعالى في سورة البقرة الاية رقم مية تمانية وتلاتين صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون. والحديث قدس الذي اخرجه الامام مسلم في صحيحه واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم اتتهم الشياطين فاجتلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا. وقوله تعالى في سورة النحل الاية رقم ستة وتلاتين ولقد قد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقوله تعالى في سورة الرعد الاية رقم سبعة انما انت منذر ولكل قوم ومن هاد هذه النصوص الشرعية توضح ان التوحيد سابق على الشرك والوثنية. وان الله عز وجل ارسل الانبياء والرسل لكل امة قعد في الشرك والوثنية وهكذا نستطيع ان نقول انه لا توجد امة على وجه الارض الا وعرفت التوحيد. وهذه المعرفة لابد وان كن مؤثرة بشكل او باخر في نشأة الاديان الوضعية. وهكذا لا نستبعد بناء على هذه النصوص الشرعية ان الامم التي نشأت فيها هذه الوضعية عرفوا الوحي الصحيح ولكنهم مع تقادم الزمن وطول العهد لم يستطيعوا المحافظة عليه وغلبة الصناعة البشرية والتدخل العقلي على الوحي الالهي. ومن المستحيل عقلا ونقلا عدم ارسال رسل مثلا الى بلاد الهند او الصين وهي امم قديمة ذات تاريخ عريق وحضارة عظيمة. الشيخ الدكتور محمد عبدالله دراس في كتابه الدين بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الاديان يؤكد اكد على ان الاسلام يقرر الاتي. ان الله سبحانه لما خلق ابا البشر كرمه وعلمه حقائق الاشياء. وكان فيما علمه انه وهو خالق السماوات والارض وما فيهما وانه هو خالق الناس ورازقهم وانه هو مولاهم الذي تجب طاعته وعبادته وانه يعيدهم اليه ويحاسبهم على ما قدموا. ثم امره ان يورث علم هذه الحقيقة لذريته ففعل. وكانت هذه عقيدة ميراث الانسانية عن الانسان الاول. نعم ان الناس لم يكونوا كلهم اوفياء بهذه الوصية المقدسة. بل ان اكثرهم وقع في الشرك والضلال قال ولكن هذا التعليم الاعلى لم يمحى اثره محوا تاما من البشرية. ولذلك ظلت فكرة الالوهية والعبادة بوجه اه مستمرة في جميع الشعوب على ان العناية السماوية بهذا التعليم الروحي لم تقف به عند الانسان الاول بل ما زالت تتعهد به الامم في فترات تقصر او تطول. وجعلت تذكرهم به على لسان سفراء الوحي من الانبياء والمرسلين. الفرق بين الدين والنزعة الدينية. يجب التنبيه على فارق دقيق جدا بين الكلام عن نشأة الدين والكلام عن النزعة الدينية في الانسان. فالنزعة الدينية يقصد بها سعي الانسان الدائم للتدين اما نشأة الدين فيقصد بها ظهور الدين نفسه والذي تدين به الانسان حسب التصور الاسلامي الله عز وجل هو الذي خلق في الانسان النزعة الدينية. هذه النزعة الدينية هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها. والكلام عن فطرة حسب التصور الاسلامي ليس مجاله الان. لكن باختصار نستطيع ان نقول ان الله عز وجل غرس النزعة الدينية في الانسان والتي تجعله يطرح الاسئلة الوجودية الكبرى على مر تاريخه. والتي تجعله في سعي دائم للوصول للاجابات الصحيحة الاسئلة الوجودية وان الله عز وجل وضع في الانسان كل الادوات التي يحتاج اليها للوصول الى الدين الحق والايمان الصحيح وللمزيد من التفصيل حول التصور الاسلامي للفطرة يرجى الاطلاع على كتاب الاستاذ علي عبدالله القرني بعنوان الفطرة حقيقتها مذاهب الناس فيها. ننتقل للكلام عن نشأة الدين في التصور الغربي. تعددت اراء الغربيين حول نشأة الدين. فمنهم من يرى ان دين وحي الهي ومنهم من يرى انه صناعة بشرية. ولكن عدد كبير من العلماء الغربيين يؤكدون على ان نزعة التدين قيل في الانسان وهذا يصدق اعتقاد المسلمين فيما يخص فطرية الدين. يؤكد عدد كبير من علماء الغرب على ان نزعة التدين اصيلة في الانسان وان فكرة التدين فكرة مشاعة لم تخلو منها امة من الامم في القديم والحديث. مما يعبر عن نزعة اصيلة مشتركة بين الناس وهكذا لا نجد دليلا واحدا على ان الدين ظهر متأخرا عن نشأة الانسان. الشيخ الدكتور محمد عبدالله دراس في كتابه الدين بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الاديان بيذكر عدد من الاقتباسات المنقولة عن بعض المراجع باللغة الفرنسية. هذه اختباسات تؤكد على ان نزعة التدين اصيلة في الانسان. ينقل الاتي عن معجم لاغسوس للقرن العشرين. ان الغريزة الدينية هي مشتركة بين كل الاجناس البشرية حتى اشدها همجية واقربها الى الحياة الحيوانية. ومذكور ايضا وان الاهتمام معنى الالهي وبما فوق الطبيعة هو احدى النزعات العالمية الخالدة للانسانية. ومذكور ايضا ان هذه الغريزة الدينية لا لا تختفي بل لا تضعف ولا تذبل الا في فترات الاسراف في الحضارة وعند عدد قليل من الافراد. طبعا الاقتباس خصوصا في عباراتها الاخيرة متفق تماما مع التصور الاسلامي للدين. الفيلسوف الفرنسي جون باركلي مي سانت هيليه من كتابه بعنوان محمد والقرآن يقول الاتي. هذا اللغز العظيم الذي يستحث عقولنا. ما العالم ما الانسان من اين جاء من صنعهما من يدبرهما ما هدفهما؟ كيف بدأ؟ كيف ينتهيان ما الحياة؟ ما الموت؟ ما القانون الذي يجب ان يقود عقولنا في اثناء عبورنا في هزه الدنيا. اي مستقبل ينتظرنا بعد هذه الحياة. هل يوجد شيء بعد هذه الحياة العابرة؟ وما علاقتنا بهذا الخلود؟ هذه الاسئلة لا توجد امة ولا شعب ولا مجتمع الا وضع لها حلولا جيدة او رديئة مقبولة او سخيفة ثابتة او متحركة. الفيلسوف الفرنسي لويس شاشوان في كتابه تطور الافكار الدينية يقول الاتي. مهما يكن تقدمنا العجيب في العصر الحاضر علميا وصناعيا واقتصاديا واجتماعيا ومهما يكن اندفاعنا في هذه الحركة العظيمة للحياة العملية وللجهاد والتنافس في سبيل معيشتنا عيشة ذوينا فان عقلنا في اوقات السكون والهدوء عظاما كنا او متواضعين خيارا كنا او اشرارا يعود الى التأمل في هذه المسائل الازلية. لما وكيف كان وجودنا ووجود هذا العالم؟ والى التفكير في العلل الاولى او الثانية وفي حقوقنا وواجباتنا. الفيلسوف الفرنسي هنري لويس بيرجسون في كتابه مصدري الاخلاق والدين يقول الاتي. لقد وجدت وتوجد فالجماعات انسانية من غير علوم وفنون وفلسفات. ولكنه لم توجد قط. جماعة بغير ديانة. كل الالتباسات السابقة تؤكد على ان النزعة الدينية اصيلة في الانسان. وان الدين موجود منذ نشأة الانسان ولم تكن متأخرة عنه ابدا او غائبة عنه في عصر من العصور. وهكذا نستطيع ان نقول ان الدين والانسان متلازمان. فالذي انشأ الانسان هو الذي اوجد الدين. لكن الانسان الغربي مشوش بنظرية التطور الضروينية. والتي تقول ان الانسان وجد نتيجة العشوائية والصدفة وانه نتيجة للطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي وانه ليس الا مجرد قرد ذكي. نشأ عن اسلافه من القروض القدامى وهكذا تنفي نظرية التطور الضروينية وجود اي علاقة ما بين الله والانسان. وبما ان الدين لصيق الانسان والله ليس له علاقة بالانسان فان الله ايضا ليس له اي علاقة بالدين. وهكذا نجد ان كل من يؤمن بنظرية التطور الضرورية يجب عليه ان يؤمن بان الدين اختراع بشري وليس من وحي الاله. وهكذا نجد ان العلماء الغربيين الذين امنوا بصحة نظرية التطور الضروينية قاموا بوضع مذاهب كثيرة مختلفة حول العوامل التي ادت من وجهة نظرهم الى نشأة العقيدة الدينية. ما بين عوامل الطبيعية وروحية ونفسية واخلاقية واجتماعية. وهناك نقطة في غاية الاهمية يجب التنبيه عليها. وهي ان العلماء في الغرب اعتبروا ان عوامل التي تؤدي لايقاظ نزعة التدين في الانسان هي نفسها العوامل التي ادت لظهور الدين في الاصل هذه مغالطة كبيرة جدا. لابد لهم اولا من تبرير وجود هذه النزعة الدينية في الانسان. ثم اثبات ان التاريخي للدين متأخر عن نشأة الانسان. لكن الادلة تفيد بان ظهور الدين ملازم لوجود الانسان. ولا يوجد تبرير الافضل لوجود النزعة الدينية في الانسان الا ان الله عز وجل الذي خلق الانسان هو الذي وضع فيه هذه النزعة الدينية. وهذا طبعا ده ضمن الكلام عن ادلة وجود الله والادلة على ان الانسان مخلوق باحكام وتصميم واتقان. وليس كما تقول نظرية التطور الضرويني تاني في النهاية نصل الى نتيجة ان الله هو الذي اوجد الانسان وهو الذي وضع فيه النزعة الدينية وهو الذي انزل الدين على انسان وهو الذي اوجد العوامل التي تؤدي لايقاظ هذه النزعة الدينية حتى اذا انحرف الانسان عن التدين والايمان قامت هذه العوامل بايقاظ النزعة الدينية بداخله مما يؤدي لسعي الانسان من جديد للبحث عن الدين الحق ولن يصل الانسان للدين الحق باستخدام الادوات التي وضعها الله في الانسان وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها. اذا القول بانسانية الدين عند بعض علماء الغرب كان نتيجة اعتقادهم بصحة نظرية التطور الدروينية. وادعوا ان العوامل التي تؤدي لايقاظ نزعة التدين في الانسان هي نفسها العوامل التي ادت لظهور الدين في الاصل. وهكذا تشترك هذه المذاهب في القول بان الانسان هو الذي وصل لهذه العقائد والاديان بغض النظر عن صحة هذه العقائد. ولابد لنا من التأكيد على ان نظرية التطور الدولية اهدم مصداقية العقل البشري. وهذه المسألة تكلمنا عنها في اكثر من فيديو سابق وساضع روابط هذه الفيديوهات في الوصف بالاسفل. لكن الخلاصة هي ان نظرية التطور الضروينية تهدم كل شيء. فهي اولا تؤكد على ان الدين من صناعة العقل البشري. وفي الوقت نفسه تهدم مصداقية العقل البشري وقدرته على الوصول للحقائق الوجودية. الفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير في كتابه مقال عن الاخلاق يقول الاتي ان الانسانية لابد ان تكون قد عاشت قرونا متطاولة في حياة مادية خالصة قوامها الحرث تحت والبناء والحدادة والنجارة قبل ان تفكر في مسائل الديانات والروحانيات. ما المقصود بعبارة لابد ان ان تكون قد عاشت. المقصود هو انه لا يوجد اي دليل على ذلك. ولكن وفق نظرية التطور الضروينية لابد ان يكون هذا هو الذي حدث فعلا. اذا نستطيع ان نقول ان علماء الغرب منقسمين لقسمين. القسم الاول الذي يؤمن بصحة نظرية التطور الضروينية قل ايضا بان الاديان من صناعة الانسان. ولكن في المقابل نجد القسم الثاني والذي يعرف بالمذهب التعليمي والتي ان الانسان لم يصل للدين بمجهوده. وانما وصل الدين للانسان. وانه لم يصعد اليها بل نزلت اليه وان الناس ابتداء عرفوا ربهم بنور الوحي. اذا النزعة الدينية اصيلة في الانسان. ولكن علماء حرب مختلفين حول نشأة الدين وهذه بعض المراجع التي تؤكد على ان التوحيد هو الاصل. الشيخ الدكتور عبدالله الشهري في كتابه ثلاث رسائل في الالحاد والعلم والايمان والطبعة الثانية اسمها ثلاث رسائل في الالحاد والعقل والايمان يذكر تصريحا لجماعة من الباحثين في دورية الانسان البدائي عام الف تسعمية تسعة وعشرين. التصريح بيقول يظهر ان تاريخ الاديان عبارة عن تحلل او انحراف من صورة مبكرة خالصة ونقية من التوحيد. ثم ينقل لنا الشيخ عبدالله الشهري مصداق هذا الكلام في تصريح للست وجماعة من الباحثين صرحوا بان التوحيد متقدم على كل صور الشرك التي ظهرت لاحقا. فالديانة الهندية مثلا بدأت بحسب نصوص في الفيفا بالتوحيد ثم تحللت الى صور متعددة للشرك. هذا الكلام مذكور في كتاب للباحث الانجليزي يوسف المكابي بعنوان نمو الدين دراسة اصوله وتطوره. الشيخ الدكتور محمد عبدالله دراز في كتابه الدين بحوثه ممهدة لدراسة تاريخ الاديان ينقل الاتي عن موسوعة التاريخ العام للديانات. تدل بعض اوراق البردي المحفوظة الان في في برلين وفيليدين على ان المصريين منذ القدم كانوا يعرفون الاله الاحد الغيبي الازلي الذي لا تصوره الرسوم ولا تحصره الحدود. غير ان تلك العقيدة الروحية كانت مشوبة عند العامة بفكرة ان هذا الاله يتمثل او يتجسد او يحل في بعض الكائنات الممتازة من انسان او حيوان او جماد. والان يجب علينا ان نسأل سؤالا في غاية الاهمية. لماذا يوجد خلاف بين المؤرخين حول اقدمية التوحيد على الشرك والوثنية. والاجابة ببساطة لان الادلة التاريخية ليست حاسمة بما يكفي الاجابة بمنتهى الانصاف نقلها الشيخ محمد عبدالله دراز عن الفيلسوف واللاهوت الدنماركي هارالد هافدن. في كتاب له بعنوان فلسفة الدين انه يبعد كل البعد ان ينجح تاريخ الاديان في حل مشكلة بزوغ الدين في النوع الانساني. فان التاريخ لا يصور لنا هذه البداية الاولى في موضع ما. وكل ما نجده انما هو سلسلة من صور مختلفة للديانات متقدمة قليلا او كثيرا حتى ان احط القبائل الهمجية التي نعرفها قد مرت بادوار شتى وتطورت تطورا بعيدا. يعني باختصار ليس لدينا ان ادلة تاريخية متعلقة بالانسان الاول. وكل الادلة التاريخية الباقية بين ايدينا اليوم متأخرة عن نشرة الانسان الاول. وهي عبارة عن اشكال مختلفة كثيرة من الاديان ومن خلال دراسة هذه الاديان نحاول الوصول لنتيجة هل كان التوحيد سابقا على الشرك والوثنية ام العكس؟ في ختام هذا الجزء انقل لكم كلام الشيخ الدكتور عبدالله سمك عن تاريخ الاديان الوضعية. الاديان الوضعية بحر لا ساحل له تيار لا ينقطع تمتد جذورها قبل نوح عليه السلام حيث ظهر الشرك وانحرف الناس عن الحق. فارسل الله رسوله نوحا عليه السلام الناس الى التوحيد والدين الخالص. ويقول ايضا في موضع اخر ان النتيجة التي انتهينا اليها ولا نجد من ينقضها حقا هي ان انسان بدأ موحدا وان الاديان الوضعية في جملتها انحراف عن هذا التوحيد الخالص الذي بقيت اثاره رغم انحراف الدين ولا نبالغ اذا قلنا ان هناك نصوصا باقية لا تزال تنطق بهذا التوحيد رغم تقادم الزمن وعوامل التحرير واقول ان التصور الاسلامي لنشأة الدين والذي يؤكد على اسبقية التوحيد على الشرك والوثنية هو الذي يفسر وجود الادلة التي قادة بعض العلماء لترجيح القول باسبقية التوحيد على الشرك والوثنية وكذلك يفسر وجود المشترك الديني الذي لنجده في كل اديان العالم وهذا ما سنفصل فيه الان. عند مقارنة الاديان الوضعية بالاديان السماوية سنجد خصائص ترك بين الاثنين وكذلك سنجد خصائص تنفرد بها الاديان الوضعية. وسنبدأ الكلام بالخصائص المشتركة بين الاديان الوضعية السماوية. اولا الاسفار او الكتب المقدسة. اغلب الاديان الوضعية لها كتب مقدسة ولكن مفهوم الكتاب المقدس عند الاديان الوضعية يختلف كثيرا عن التصور الاسلامي للقرآن الكريم او عن الكتب المقدسة عند اتباع المذهب الالوهي بشكل عام. الكتب المقدسة عند اتباع مذهب الالوهي غالبا ما تكون مكتوبة بوحي من الله عز وجل. وبالتالي تحتوي هذه الكتب المقدسة على العقائد والتعاليم الالهية ولكن الاديان الوضعية لا تؤمن بالاله حسب مفهوم المذهب الالوهي. وبالتالي لا تؤمن ايضا بالوحي الالهي او انزال الكتب المقدسة. وهكذا ان الكتاب المقدس عند الاديان الوضعية عبارة عن الاسفار او الكتب التي الفها ائمة هذا الدين من الفلاسفة والحكماء وبالتالي يتم تقديس هذه الكتابات بمعنى ان لها قيمة كبيرة جدا عند المؤمنين بهذا الدين. وان هذه الكتابات عبارة عن دستور ومقياس ومعيار للمؤمنين يجب على المؤمنين ان يتعلموا منها وان يقتدوا بما فيها. يجب التنبيه مرة اخرى على ان الاديان وضعية مختلفة عن الاديان السماوية فيما يخص التشريع والتكليف. وبالتالي نجد ان محتوى هذه الكتب المقدسة في الغالب عبارة عن وصايا عامة وقيم اخلاقية وبعض المبادئ وهكذا. فهي تحتوي في الغالب على خلاصة فلسفة وحكمة مؤلف الكتاب. يجب تنبيه ايضا على ان الاديان الوضعية تقبل قداسة هذه الاسفار بالايمان بدون دليل او برهان. وهذا هو الحال عند كل اتباع الاديان الباطلة. لا يقدمون الادلة والبراهين من اجل اثبات صحة الدين ومصادره. وبالتالي لا يقدمون ادلة او براهين من اجل اثبات قداسة هذه الاسفار وفي الغالب نجد ان هذه الاسفار المقدسة الخاصة بالاديان الوضعية حولها الكثير من الاشكاليات التاريخية وكذلك يمكن نقد محتوياتها بمنتهى السهولة. اتباع الاديان الوضعية يؤمنون بقداسة اسفارهم لانهم يؤمنون ان كتبة هذه الاسفار لهم سلطان ديني. على سبيل المسال المسلم يؤمن ان محمدا رسول الله. وعندنا البراهين الدالة على صدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والقرآن الكريم هو الكتاب الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وعندنا البراهين الدالة على ان القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل. والقرآن الكريم هو الكتاب المقدس الخاص بالمسلمين. ويؤمن المسلم بوجوب اتباع كل ما هو مذكور في القرآن الكريم. لان النص بس القرآني له سلطان ديني بسبب ان القرآن الكريم موحى به من الله عز وجل. ويؤمن المسلم بضرورة اتباع تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لان النبي محمد صلى الله عليه وسلم له سلطان ديني. لانه نبي ورسول من عند الله عز وجل يعلمنا عن طريق الوحي. اذا هناك شيء اسمه السلطان الديني. ومفهوم السلطان الديني يختلف من دين لاخر. خصوصا في الاديان الوضعية. في اديان السماوية السلطان الديني متعلق بالله عز وجل والوحي والنبوة والرسالة. ولكن هذه المفاهيم غير موجودة في الاديان الوضعية فمن اين يأتي السلطان الديني في الاديان الوضعية؟ سنجيب عن هذا السؤال في محاضرات قادمة باذن الله لكن المهم الان هو ادراك ان مفهوم الديني في الاديان الوضعية ليس مفهوما صلبا كما في الاديان السماوية. وبالتالي عندما نسأل المؤمنين بدين وضع معين سنجد فهم يقولون ان شخصا معينا له سلطان ديني كتب كتابا وبالتالي نؤمن ان هذا الكتاب كتاب مقدس. فاذا حاولنا ان نسأل عن البرهان الذي يثبت ان هذا الشخص بالفعل له سلطان ديني او انه كتب هذا الكتاب فعلا في الغالب لن نجد اجابة. وسنجد انهم يقبلون كل هذا بالايمان فقط بدون دليل او برهان. طبعا المسلمون لا يقبلون الكتابات البشرية على انها كتب مقدسة. ويؤمنون ان الكتاب المقدس الحقيقي يجب ان يكون موحى به من الله ويضعون الشروط التي يجب ان تتحقق في الكتاب حتى نتأكد من ان هذا الكتاب اب موحى به من الله من هذه الشروط الاتي ان يكون الشخص المنسوب له هذا الكتاب صاحب سلطان ديني. طبعا المقصود هو ان يكون الشخص نبيا من عند الله عز وجل. والمسلمون كذلك يضعون شروط كثيرة يجب ان تتحقق في الشخص حتى نتأكد من انه نبي صادق من عند الله عز وجل. من ضمن الشروط التي يجب ان تتحقق في الكتاب الا يكون الكتاب متناقضا مضطربا يهدم بعضه بعضا. وان يصل الينا هذا الكتاب بالطريق القطعي جيلا بعد جيل متصلا اي بطريق التواتر. والا يصطدم هذا الكتاب مع حقائق علم وان يوافق صحيح المنقول صريح المعقول. عند دراسة الكتب المقدسة الخاصة بالاديان الوضعية نجد في الغالب ان مؤلف كتاب مجهول ولا يمكن اثبات شخصية المؤلف على وجه اليقين. وكذلك نجد ان هذه الكتابات تحتوي على الكثير من التناقضات والاخطاء وكذلك نجد ان هذه الكتابات ليس لها اي موسوقية وقد تم تحريفها اثناء انتقال نصها تاريخيا. ويظهر ذلك من خلال دراسة مخطوطات ونسخ هذه الكتب المقدسة. ثانيا الاخلاق والقيم والفضائل. ذكرنا سابقا ان الاديان في الغالب اديان اخلاقية في المقام الاول. تهتم كثيرا باخلاق الفرد في الاسرة من اجل ضبط المجتمع. ومن المعلوم ان الاخلاق جزء اصيل من الاديان السماوية ولكنها ليست الاصل. وانما العقيدة والايمان. وفي المقابل نجد ان الاخلاق تعتبر كل شيء في الاديان الوضعية وفي الوقت نفسه لا نجد الكمال الذي نجده في الاسلام. فالوصايا والمبادئ الاخلاقية في الاديان الوضعية لا توضح للانسان التصرف الصحيح في كل معاملاته المختلفة وفي كل ظروفه الحياتية. واحيانا نجد ان بعض الوصايا الاخلاقية في الاديان الوضعية قد تكون مخالفة للفطرة البشرية السوية الصحيحة. مثل التقشف والزهد الزائد الموجود في بعض التعاليم الصوفية لهذه الاديان الوضعية. وهذا امر طبيعي جدا. فالانسان يستحيل عليه صناعة دين يلبي فطرته. لانه قاصر ومخلوق ناقص تسيطر عليه الاهواء وتغلب عليه المصالح ولا يحيط بكل شيء علما. الاديان الوضعية نابعة من العقلية البشرية احيط بها كل الصفات واضعها من النقص والقصور. وفي المقابل نجد ان الدين الاسلامي مصدره رباني. ويتميز الاسلام بكل بما ينفرد به الله عز وجل من كمال وجلال وجمال. فان دين الاسلام ينفرد بخصائص متعددة. ولعل ابرزها الدعوة الى توحيد الله وحده لا شريك له. ثالثا العبادات والصلوات والطقوس والنسور. كل الاديان الوضعية تحتوي على العبادات وصلوات وطقوس ونسك. ونجد في اغلب الاديان الوضعية ان هناك عبادات خاصة بالعامة وعبادات اخرى خاصة بالكهنة ورجال الدين من الرهبان. ولا يستطيع العامي ان يقوم بعبادات الكهنة والرهبان. وسوف نتكلم عن الكهنوت بتفصيل اكبر فيما بعد والاديان الوضعية تتميز بان عبادتها غالبا ما تكون اجتهادية. من وضع الكهنة والرهبان ورجال الدين بخلاف الاديان السماوية وخصوصا الاسلام الذي يعتبر ان العبادة يجب ان تكون وفق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وهذا حال الاديان الباطلة بشكل لعام لانها ليست اديان كاملة في اي شيء ولا حتى في العبادات. لذلك نجد التطور المستمر في الديانة خصوصا في العبادات ونستطيع ان نقول ان العبادات في الاديان الوضعية تمتاز بالمرونة الشديدة. وهذه المرونة غالبا ما تكون محكومة من قبل بل الكهنة والرهبان ورجال الدين. رابعا اماكن العبادة. فكرة وجود اماكن خاصة للعبادة او اماكن مقدسة فكرة قديمة جدا بقدم الانسان. ولا شك ولا ريب ان الدين الالهي هو الذي حدد في البداية ما هي الاماكن المقدسة او اماكن العبادة. ومعلوم ان من خصائص دين الاسلام ان المسلم يستطيع ان يصلي في اي مكان طاهر. اما بالنسبة لاغلب الاديان الوضعية ان العبادات لا يمكن ان تقدم الا في اماكن خاصة بالعبادة. وهكذا نجد ان اغلب الاديان الوضعية لها معابد. والعبادات لا تتم الا في المعابد. وكذلك قد لا تتم هذه العبادات الا عن طريق كاهن. وبالتالي نستطيع ان نقول ان العبادات في الاديان الوضعية اصعب قليلا او على الاقل مختلفة كثيرا عن العبادة التي نعرفها حسب الدين الاسلامي. خامسا عقائد وايمان كل الاديان الوضعية تعلم عقيدة ايمانية معينة. وتقدم اجابات مختلفة للاسئلة الوجودية الكبرى. لكن الفارق الرئيسي كما قلنا سابقا هو ان العقيدة في اغلب الاديان الوضعية تأتي في المرتبة الثانية بعد الاخلاق والمعاملات. وبالتالي يتم اعتبار هذه الاديان على انها اديان اخلاقية في المقام الاول. فلا تهتم هذه الاديان بالعقيدة بقدر ما تهتم بالاخلاق والمعاملات. هناك نقطة اخيرة في غاية الاهمية عند وجود تشابه بين الاديان السماوية والاديان الوضعية يدعي الملاحدة ان هذا التشابه بسبب تأثر الاديان بالاديان الوضعية التي سبقتها. ومجرد الاسبقية الزمنية ليس دليلا على حدوس هزا التأثير بالفعل. ولكن العبرة بالدليل الذي يبين ان هذا التأثير وقع فعلا. ويجب ان نتذكر التصور الاسلامي الذي يقول باسبقية التوحيد على الكفر والوثنية فاذا وجدنا على سبيل المثال ان الاديان الوضعية السابقة تعلم الصوم وكذلك الاسلام العظيم يعلم الصوم فان هذا لا يعني بالضرورة ان الاسلام تأثر بالاديان الوضعية السابقة. وانما يعني ان الصوم من العبادات التي شرعها الله عز وجل من القدم. ولابد ان نتذكر ان الفارق الرئيسي بين الاسلام العظيم وكل الاديان الاخرى هو اننا نملك الادلة والبراهين على صحة دين الاسلام تالي ما وجدناه في الاسلام العظيم كان هو الحق من الله عز وجل. وان وجدنا مثله في الاديان الوضعية السابقة لبعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهكذا نستطيع ان نعرف الوثنية على انها كل شيء ديني. عقائد او عبادات او اخلاق او معاملات مخالفة لما تعلمناه في الوحي الاسلامي. الان سنتكلم عن الخصائص التي تنفرد بها الاديان الوضعية وهي البعد عن الاقناع بالادلة والبراهين العقلية اشتغالها بالسحر قيامها على الاساطير اعتمادها على الاسرار والقوى الخفية وسلطة كهنة وقداسة رجال الدين. هذه الاصول الوثنية لا صلة لها بدين التوحيد. واي دين توحيدي تسللت فيه تلك الاصول وثنية دليل على انحرافه عن الوحي الالهي. اولا البعد عن الاقناع بالادلة والبراهين العقلية. وقد اشرت الى هذه النقطة سابقا ولكن احببت التأكيد عليها مرة اخرى. فاغلب الاديان الوضعية تقبل كل ما فيها بالايمان فقط. والمقصود انهم صدقون بصحة هذه الاشياء بدون وجود اي دليل او برهان يثبت صحة الدين. ولعل وجود هذه الاديان الوضعية وسلوكها هذا المسلك هو سبب في اتهام كل الاديان بشكل عام بانها لا تقدم اي ادلة وبراهين ولا تقوم على اقناع العقل. وانما هي قائمة فعلى الايمان القلبي البحت. وقد نجد ان بعض الاديان الوضعية او الاديان الباطلة بشكل عام تدعي ان العقائد التي تقوم بتعليمها الا من مستوى وادراك العقل البشري. وبالتالي فان هذه العقائد لا يمكن الوصول لها عقلا اصلا. وانما يجب قبولها بالروح والايمان فقط. ثانيا الاشتغال بالسحر. كل الاديان الوضعية تقريبا والاديان الباطلة عموما مشهور عنها الاشتغال سحر. ولعل هذه هي الطريقة الرئيسية بالنسبة لهم لاثبات صحة دينهم. فانهم يقومون ببعض الامور المبهرة عن طريق السحر من لاجل اقناع الناس بصحة دينهم وطبعا لا ينطلي هذه الممارسات الا على السذج من الناس. السحر لغة هو الخدع او وما يشابهه. قال قوم هو اخراج الباطل في صورة الحق. الكلمة الانجليزية ماجيك من الاصل اليوناني ولا تيدي وهي صناعة المجوس الذين كانوا يعبدون النار او الكواكب ويعتقدون ان لها تأثيرا في العالم عنها تصدر الخيرات والسعادة والشقاء. السحر اصطلاحا عبارة عن حيل صناعية حاصلة باعمال واسباب عن طريق الاكتساب والمقصود باعمال يعني فعل معين يفعله الساحر. جمهور العلماء من المسلمين على ان السحر امر حقيقي ويدل على ذلك ظاهر الكتاب والاحاديث الصحيحة. ولكنهم مختلفون على حقيقة تأثير السحر. هل يقوم بتغيير المزاج فقط؟ فهو اذا نوع من المرض او ان اثره يصل الى حد التحول. يعني انقلاب حقيقة الشيء الى شيء اخر. واغلب العلماء على الرأي الاول. السحر في بعض صوره من خوارق العادات. او قد يظن الانسان انها من خوارق العادات. وقد تكون شبيهة بمعجزات الانبياء. لكن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر فروقا كثيرة بين المعجزة الالهية والسحر. ونستطيع تقسيم هذه الفروق لقسمين اثنين. قسم اصبح للشخص وقسم اخر بطبيعة الفعل. اولا فيما يخص حال الشخص الفرق بين النبي والساحر النبي الصادق فيما يخبر به ولا يكذب قط. ومن خالفهم من السحرة والكهان لابد ان يكذب. من جهة ما يأمر به هذا ويفعله. ومن جهة ما يأمر به هذا ويفعله. الانبياء لا يأمرون الا بالعدل وطلب الاخرة وعبادة الله وحده هو اعمالهم البر والتقوى ومخالفوهم يأمرون بالشرك والظلم ويعظمون الدنيا وفي اعمالهم الاثم والعدوان ثانيا فيما يخص طبيعة الفعل. الفرق بين المعجزة الالهية والسحر. السحر والكهانة ونحوهما امور معتادة معروفة لاصحابها ليس خارقة لعادتهم. وايات الانبياء لا تكون الا لهم ولمن اتبعهم. السحر والكهانة يناله الانسان بتعلمه وسعيه واكتسابه. وهذا مجرب عند الناس بخلاف النبوة فانه لا ينالها احد باكتساب ولو قدر للنبوة ان تنال بالكسب فانما تنال بالاعمال الصالحة والصدق والعدل والتوحيد. ولا تحصل مع الكذب على امن دون الله فضلا عن ان تحصل مع الكذب على الله. فالطريق الذي تحصل به لو حصلت بالكسب مستلزم للصدق على الله فيما يخبر به ما يأتي به السحرة والكهان لا يخرج عن كونه مقدورا للجن والانس. وهم مأمورون بطاعة الرسل وايات الرسل لا يقدر عليها لا جن ولا انس بل هي خارقة لاعادة كل من ارسل النبي اليه. اعمال السحر والكهان يمكن ان تعارض بمثلها. وايات الانبياء لا يمكن لاحد ان يعارضها بمثلها. طبعا من خلال هذه النقاط قد نستطيع ابطال دعوة الاديان الوضعية والباطلة والتي تستخدم السحر لفعل بعض الامور التي تبدو في ظاهرها من خوارق العادات من اجل محاولة اقناع الناس بصحة دينهم الباطل. ثالثا قيامها على الاساطير. نسمع كثيرا بان الاديان الوضعية والاديان الباطلة مليئة بالخرافات والاساطير. فما المقصود بالاساطير؟ معنى الاساطير لغة سترى السين والطاء اصل مطرد يدل على اصطفاف الشيء. فاما الاساطير فكانها اشياء كتبت من الباطل. فصار ذلك اسما لها خصوصا بها. فالاسطورة تعني في اللغة الشيء الذي لا اصل له. ويراد به الكذب والباطل والخرافة وما لا حقيقة قتله. معنى الاساطير اصطلاحا. الكتاب المقدس المسيحي مليء بما يسمونه هم الاساطير. وبالتالي بالنسبة لاتباع الاديان الوضعية يا اول اديان الباطلة عموما الاسطورة لا تعني الكذب او الباطل المحض او الخرافة او ما لا حقيقة له. وانما تعني بالنسبة شكل من اشكال الادب او نوع من انواع السرد القصصي. فالاسطورة عندهم يعني قصة تقوم في الاصل على حقيقة معينة لكن الحقيقة اختلطت بالخيال البشري او بعض المبالغات. عندما يقال عن قصة معينة انها قصة اسطورة فهذا يعني ان الكثير من تفاصيل القصة مبالغ فيها وليست حقيقية او واقعية. وان القصة من المفترض انها في اصل مبنية على احداث واقعية ولكن الاحداث الواقعية اختلطت بالخيال والمبالغات والاكاذيب وهكذا لم يعد بامكانا فصل ما هو تاريخي حقيقي عن الخرافات والمبالغات والاكاذيب وهكذا. الاديان الوضعية تحتوي على اشكال مختلفة من الاساطير وهكذا يقصد بالاسطورة القصة الدينية القديمة التي يختلط فيها الحق بالباطل. وبالتالي قد تحتوي وهذه الاساطير القديمة على بعض المعلومات الحقيقية واحيانا قد تختفي الحقيقة تماما من هذه الاساطير فلا تحتوي الا على الكذب والباطل والخرافة. من اشكال وانواع الاساطير المختلفة التي نجدها في الاديان الوضعية اساطير الخلق والتكوين تحكي عن نشأة الكون نشأة الهيها وانسابها ونشأة الانسان وفي اساطير الطبيعة تحكي عن الكواكب والنجوم وعن الحيوانات والجبال والانهار والنباتات وعن الظواهر الطبيعية وهناك ايضا اساطير الفردوس والجحيم واساطير المخلصين والقديسين والابطال. من الجدير بالذكر ان هناك علم اسمه الميثولوجيا ميثولوجي وهو علم دراسة الاساطير او العلم الذي يعني بدراسة منشأ الاسطورة طورها. وطبعا هذا العلم ظهر بسبب ضرورة دراسة الاساطير المذكورة في الكتاب المقدس المسيحي. وهناك بحث رائع جدا للشيخ عرب ربنا يحفظه ويبارك في بعنوان علم الميثولوجيا يثبت تحريف الكتاب المقدس. ولي بحث بعنوان الاساطير الخرافية في الكتب المقدسة المسيحية وساضع روابط هذه الابحاث تحت في وصف الفيديو. هناك رواية هامة جدا في صحيح البخاري تضع لنا منهجا ممتازا في التعامل مع اخبار عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا. الاية اللي في سورة البقرة مية ستة وتلاتين. اي رواية او اسطورة او قصة او خبر لها مع الروايات الاسلامية حال من ثلاث. اما الموافقة او مخالفة او عدم المقابلة. الموافقة تعني التطابق. والمخالفة تعني التناقض وعدم المقابلة تعني انه لا وجود هذه المعلومة في مصادرنا الشرعية. عند الموافقة نقول ان هذا من الحق الباقي في كتبهم. وعند المخالفة نقول ان هذا من الباطل الذي اصاب دينهم وعند عدم المقابلة لا نصدقهم لئلا تكون روايتهم كاذبة ولا نكذبهم لان لا تكون روايتهم تقوم صادق. طبعا الاسلام هو مقياس الحق ليه؟ لان لدينا الادلة والبراهين على صحة دين الاسلام. رابعا اعتمادها اعلى الاسرار لا يوجد في الدين الالهي الصحيح اسرار. فاذا دخلت الاسرار اي دين فهذا دليل على انحرافه او بالاحرى انحراف اتباعه ويزداد الامر انحرافا اذا دخل هذا في نصوص الدين واصبح جزءا من عقيدته او شعائره وطقوسه الدينية. وطبعا اول ما يخطر ببالي عند ذكر الاسرار هو اسرار الكنيسة السبعة في الديانة المسيحية. فما المقصود بالسر في الاديان الوضعية اول اديان الباطلة عموما. السر لغة هو امر خفي. ضد العلانية. السر اصطلاحا قد يكون عبارة عن الطقوس وشعائر او عقائد ولكنها مكتومة عن عامة الناس لا يكاشفون بحقيقتها الا بعد ارتقائهم درجة معينة وهي درجة الكهنوت اللي هنتكلم عنها بعد قليل. الاسرار الدينية غالبا ما تكون متعلقة بامور يدعي الكهنة ان العقل لا يستطيع ادراك حقيقتها. والسر قد يقصد به ما يدل عليه الرمز من معنى حقيقي. بمعنى ان النصوص دينية لها معاني سرية يرمز لها بالكلام الظاهر المقروء. هناك مصطلحات ذات صلة بالاسرار مثل الغنوصية او العرفان او الباطنية والكشف ونحو ذلك. وكلها مصطلحات متعلقة بنفس المعنى والمفهوم. الغنوصية من كلمة اليونانية وتعني المعرفة. وهناك طائفة مسيحية معروفة اسمها الطائفة الغنوسية. ويمكننا ان نصف بعض الاديان على انها اديان غلوصية الغنوصية فكرة قائمة على وجود معارف دينية روحية سرية اذا عرفها الانسان تحقق له الخلاص وهي معرفة ارقى من العلم الذي يحصل لعامة المؤمنين او لاهل الظاهر من رجال الدين. واهل الظاهر يقصد بهم الذين يلتزمون بالمعنى الظاهر من النصوص الدينية. اما الغنوصية فتدعي وجود معاني باطنة خفية سرية خلف النصوص الدينية ولا يستطيع الانسان ان يصل لهذه المعاني الخفية الباطنة الا بطريقة سرية معينة غالبا تكون متعلقة بشيء روحي. نجد ايضا في الاديان الوضعية ممارسة الاسرار. والاسرار هنا يقصد بها طقوس معينة لا الا الكهنة. وغالبا ما تكون هذه الممارسات متعلقة بشيء روحي خفي. ممارسة الاسرار في الاديان الوضعية متعلقة بفكرة الخلاص والنجاة والانطلاق والسعادة. وكذلك الدعوة الى الرهبانية والزهد والتقشف. وقد تصل الى حد التخلص من الجسد والدعوة الى حار كما في بعض الاديان الوضعية. وبالاسرار يتميز الصفوة من الكهنة ورجال الدين عن غيرهم من اتباعه. خامسا سلطة الكهنة وقداسة رجال الدين. من اصول الاديان الوضعية وجود الكهنة او طبقة رجال الدين. اما الاسلام دين الله الحق فليس فيه طبقة تختص بمعرفة الاسرار الدينية او تختص وحدها بممارسة الطقوس وشعائر دينية معينة. فلكن يا هنود في الاسلام اما التخصص والاشتغال بمعرفة العلوم الدينية والوقوف على الاحكام الشرعية فليس حكرا على طبقة ولا تختص به طائفة بل الامر متاح للجميع. ولا بأس ان يتخصص من الجميع طائفة تتفقه في دين الله دون امتياز لها بالقدر هذه الطائفة تعرف بالشيوخ او العلماء او الاحبار ونحو ذلك. وشتان بين هؤلاء وبين الكهنة ورجال الدين في الاديان وضعية ولا قداسة للعلماء المتخصصين في الامور الدينية في الاسلام. بل لهم الاحترام الكامل والاجلال الذي يليق بهم كل تجاوز في هذا المجال يبلغ حد الاطراء الموصل الى القداسة او معرفة الغيب او اي وصف من الاوصاف الالهية انما هو نهار وثني ارتبط بالاديان الوضعية. الكهانة اصطلاحا تعني الاداة المقدسة المختارة للوساطة بين عامة الناس الدينية الروحية والكاهن غالبا تنطبق عليه محزورات او قواعد معينة يجب عليه الالتزام بها دونا عن باقي الناس. والكهانة لا يقوم بها طبقة خاصة تختص بالسلطة الدينية واحيانا تجمع معها السلطة المدنية. والكهنة هم خدام الطقوس التقاليد المقدسة ولسان حال الالهة. باختصار الكهنوت منصب يعطي الانسان سلطان ديني عظيم يجعله متسلطا على العباد بدرجة قد لا يتصورها البعض قد تصل احيانا الى العبادة. كما اخبرنا الله عز وجل في سورة التوبة. الاية رقم واحد وتلاتين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. يجب التنبيه على ان الكهنوت في الاديان الوضعية غالبا ما يكون بالوراثة. ويعتبر حامل هذا اللقب سليل الكهنة بشكل او باخر. بمعنى ان الانسان لا يستطيع ان يكون كاهنا الا اذا تم ذلك عن طريق كاهن سابق له في الكهنوت ففي الغالب تكون عملية الحصول على الكهنوت من الاسرار الدينية التي يمارسها الكهنة فقط. والكهنوت في الاديان الوضعية يوم الاديان الباطلة عموما غالبا ما تكون عبارة عن علاقة وسيطة بين عامة الناس والامور الدينية الروحية. بمعنى ان الانسان العامي لا الحصول على البركات الدينية والروحية الا من خلال الكاهن وذلك عن طريق ممارسة الاسرار. الان سنتكلم عن اصول العقائد الوثنية والاديان الوضعية وهي تعدد الالهة وحدة الوجود الحلول والاتحاد الخلاص والفداء. وكلها اشكال مختلفة من الانحراف عن التوحيد والوقوع في الشرك والكفر. اولا تعدد الالهة. الاسلام يعلم التوحيد في الاسماء والصفات والتوحيد في الافعال والتوحيد في العبادة. مما يعني ان الاسماء والصفات الالهية لا تكون الا لواحد وهو الله والافعال الالهية من خلق وملك ورزق وتدبير لا تكون الا لواحد وهو الله. والعبادات التي يقوم بها الانسان لا تكون الا لواحد وهو الله. تعدد الالهة ضد كل هذا. هذا يعني ان الدين الوضعي يعلم عبادة اكثر من واحد او ان الدين الوضعي يعلم بان الصفات الالهية والاسماء والالقاب الالهية. وكذلك الافعال الالهية منسوبة لاكثر اكتر من واحد. تعدد الالهة يعني ببساطة وجود اكثر من واحد عددا منسوبين لجنس الالوهية. او وجود اكثر من الاله معبود. اتنين او اكتر. بعض الاديان الوضعية فيها ما يعرف بالثانوية. ومعناه وجود الهين. وغالبا ما يكونا متقابلان مثل اله الخير ولاله الشر او اله النور واله الظلمة. بعض الاديان الوضعية فيها ما يعرف بالثالوث او التثليث. ومعناه وجود ثلاثة منسوبين لجنس الالوهية. وطبعا هناك اديان وضعية فيها عدد ضخم جدا من الالهة. مع تعدد الالهة نجد غالبا تعدد في نوع او جنس الالوهية. بمعنى وجود عدد كبير من الالهة ولكن صفات وقدرات هذه الالهة متفاوتة فيما يعرف بهرم الالهيات والتي غالبا ما تبدأ بالاله الاعلى او الاعظم ثم الالهة العظيمة ثم الالهة المحلية ثم الالهة لها الشخصية ثم الكائنات الروحية ثم انصاف الالهة. بالاضافة للاختلاف في خصائص الالوهية بين الالهة المعبودة نجد ايضا تنوع الالهة بين ذكران واناث كبار وصغار بشر وحجر فوق الارض وتحت الارض احياء واموات وهكذا. ومن ضمن خصائص الالهة في الاديان الوضعية التجسيم. وهو ابراز الالهة المعبودة في صورة مادية او جسدية ملموسة مثل ظهور الالهة في هيئة بشرية او اتصاف الالهة بصفات النقص البشري. ثانيا وحدة الوجود هو اعتقاد ان الاله والعالم شيء واحد. وموجود واحد وان كل شيء هو الاله. وان هو الحقيقة لي ونفس العالم. وان جميع الاشياء ليست سوى اعراض او مظاهر لهذه الحقيقة. وان العالم لا ينفصل عن الاله وان العالم يفيض عن الاله كفيضان النور من الشمس. فالاله هو الموجود المطلق اما الم فهو مظهر من مظاهر الذات الالهية. يجب الاشارة الى ان الاديان الوضعية التي تؤمن بوحدة الوجود لا تؤمن بوجود الاله حسب التصور اتباع المذهب الالوهي. ولا تؤمن هذه الاديان بالاله الشخصي او حسب مصطلح الفلاسفة. المقصود بالاله الشخصي ان الاله كائن حقيقي متصف بالقدرة والعلم والحكمة والمشيئة والارادة. وان الاله يفعل ما يريد ولا ليس مجرد طاقة فعالة وبالتالي يستطيع المخلوق ان يدعو الاله والاله يستجيب لمن دعاه. وبهذا يمكن وجود علاقة خصابين اتنين. الاله والمخلوق. في الاديان التي تؤمن بوحدة الوجود لا يوجد اله وانما توجد الوهية وهي هي الكون نفسه. فكأن الكون نفسه عبارة عن مادة الهية. لو صح التعبير. المقصود بالمادة الالهية ان مادة الكون نفسها متصفة بصفات الهية او روحية معينة. والانسان مكون من هذه المادة الكونية وبطريقة سرية معينة يستطيع الانسان ان يفعل الخصائص الالهية في هذه المادة الكونية. وسوف نتكلم عن هذه العقائد بتفصيل اكبر في محاضرات قادمة باذن الله. ثالثا الحلول والاتحاد. الاتحاد يعني صيرورة الذواتين او الذوات الى ذات واحدة ولا يكون الاتحاد الا في العدد من اثنين فصاعدا. وحلول الشيء في الشيء عبارة عن نزوله فيه وللتفرقة بين الحلول والاتحاد نستطيع ان نقول الاتي. يلزم من الاتحاد الحلول ولا يلزم من الحلول الاتحاد فكل اتحاد حلول وليس كل حلول اتحاد. ونستطيع ان نقول ان الاتحاد عملية لا يمكن عكسها. فاذا اتحد الاله بالانسان صار لاثنين واحدا. ولا يمكن ان ينفك هذا الاتحاد فيما بعد. اما الحلول فانها عملية يمكن عكسها انتهى فاذا حل الاله في الانسان يمكن للاله ان يزول ويفارق هذا الانسان فيما بعد. يجب التنبيه على ان الاديان التي تؤمن بالحلول والاتحاد غالبا ما تؤمن بالاله او الالهة الذاتية الشخصية. كما شرحنا منذ قليل مصطلح الفلاسفة. رابعا الخلاص والفداء. فكرة الخلاص منتشرة بشدة في الاديان الوضعية وهي فكرة مخالفة تماما للتصور الاسلامي عن كيفية دخول ان او كيفية الحصول على رضا الله عز وجل. الخلاص معناه باختصار ان الانسان واقع في اشكالية معينة. وهذه الاشكالية جعلت الانسان مستحقا للغضب والعقاب الالهي. ولكن الانسان نفسه لا يملك القدرة على التخلص او الخلاص من هذه الاشكالية وبالتالي يقوم الاله نفسه او اله من ضمن الالهة بفعل معين غالبا ما يكون الموت بطريقة معينة كفدية او كفارة وبالتالي يحصل الانسان على الخلاص بسبب هذا الفعل الالهي. نستطيع ان نقول ببساطة ان الحصول على رضا الله عز وجل في الاسلام يكون كن عن طريق اتباع الوحي الالهي. اما في الاديان الوضعية التي تؤمن بالخلاص في الحصول على رضا الله غالبا لا يكون عن طريق شيء بيد الانسان تفسو. وانما يكون عن طريق شيء اخر خارج مقدور الانسان. وعلى الانسان ان يؤمن بحدوث هذا الشيء وبهذا الايمان القلبي قرد يحصل الانسان على الخلاص ورضا الله. على سبيل المثال الكثير من الاديان الوضعية تؤمن بعقيدة موت الاله من اجل التضحية والفداء والكفارة والخلاص ولا سيما عن طريق الصلب. وعلى الانسان الذي يريد الحصول على الخلاص ان يؤمن فقط بقلبه بان الاله اه مات فداء له ومن اجل خلاصه. في النهاية يجب التنبيه على ان كل اصول العقائد الوثنية والاديان الوضعية باطلة عقلا ونقلا. وقد نخصص محاضرة مستقلة في بيان بطلان اصول العقائد الوثنية والاديان الوضعية عقلا ونقلا الاديان التي سنقوم بدراستها. هنقسم الاديان لاديان قديمة بائدة واديان قديمة باقية. الاديان القديمة فاذا هي المصرية والبابلية واليونانية والرومانية. والاديان القديمة الباقية هنقسمها بشكل جغرافي. الاديان الهندية الهندوسية الجينية السيخية البوذية الصينية الكونفسوسية القوية والبوذية الصينية واليابان الشنتوية والبوذية اليابانية والفارسية الزرادشتية والمثرائية. غالبا باذن الله عز وجل هنبدأ بدراسة الاديان الهندية لانها اكثر تأثيرا على الديانات الاخرى خصوصا اليابانية والصينية. انا ساكتفي بهذا القدر في هذا فيديو لو حاز الفيديو على اعجابك فلا تنسى ان تضغط على زر اعجبني. ولا تنسى ان تقوم بمشاركة الفيديو مع اصدقائك المهتمين بنفس الموضوع ولو كنت قادرا على دعمه رعاية محتوى القناة لو انت شايف ان هزا المحتوى يستحق الدعم والرعاية فقم بزيارة صفحتنا على بترون ستجد الرابط اسفل الفيديو الى ان نلتقي في فيديو اخر قريبا جدا ان الله عز وجل لا تنسوني من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته