بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا بكم في فيديو جديد على قناة الدعوة الاسلامية على اليوتيوب. والنهارده هتكلم عن حرية الارادة. وقد ايه هي كبيرة جدا بالنسبة للفكر المادي الالحادي في البداية لو انت مهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وبمواضيع الايمان والالحاد يبقى انت لازم تشترك في هذه القناة. اضغط على زر الاشتراك الاحمر واضغط على علامة الجرس علشان كل الاشعارات بكل الحلقات الجديدة. الدحيح بقى له كم حلقة بيتكلم عن المخ وامكانية السيطرة والتحكم في المخ. والفيديو اللي فات كان بعنوان مخير ام مخير بيتكلم فيه عن حرية الارادة؟ وهل الانسان مخير ام مسير؟ وفكرة الارادة الحرة وهل احنا فعلا عندنا ارادة حرة ولا الارادة الحرة مجرد وهم بينتجوا عقلنا واحنا حاسين ان احنا عندنا ارادة حرة. لكن احنا بالفعل ما عندناش ارادة حرة وما عندناش حرية الاختيار في الافعال اللي احنا بنعملها والقرارات اللي احنا بنتخذها في هزه الدنيا. مشكلة الفكر المادي الالحادي بطبيعة الحال هي انها تختزل كل مظاهر الوجود في المادة. واصل المادة هي الذرة والذرة محكومة بقوانين صارمة وشديدة. لا تستطيع الذرة الا انها تنصاع لهذه القوانين وتطيعها ولا تستطيع ان تعصاها ابدا. من خلال هذه المقدمة ان الكون كله مادة وان المادة قومة بقوانين صارمة لا تستطيع المادة الا ان تطيعها وتنصاع لها بتظهر معضلة حرية الارادة. ازاي احنا بنشعر بشكل بغريزي ان احنا بنملك حرية ارادة وان احنا عندنا مسئولية اخلاقية وان احنا مسئولين عن قراراتنا واختياراتنا وافعالنا في حين ان احنا اصلا مكونين من زرات وان زراتنا محكومة بقوانين صارمة لا تستطيع ان تنفك عنها. معنى كده ان التصور المادي الالحادي بيفترض مسبقا الحتمية الفيزيائية. الحتمية الفيزيائية معناها ان ما فيش حرية ارادة. وان كل الاحداث المستقبلية نية على اسباب مادية وان هذه الاسباب المادية تحطم حدوث هذه الاحداث المستقبلية وما فيش اختيارات خطف الموضوع. مشكلة التصور المادي الالحادي بيكمن في شعورنا الغريزي بحرية الارادة. ولو كانت بالفعل حرية الارادة مجرد وهم ما هو تبرير هذا الشعور الغريز القوي بحرية الارادة والذي لا نستطيع دفعه وانكاره. كريستيفر هيتشينز الملحد البريطاني الشرس المشهور لما جم يسألوه عن حرية الارادة قال عندما يسألني احد عن وجود حرية الارادة كنت اقول نعم اعتقد بوجود حرية الارادة. لدينا حرية ارادة. نحن لا نملك الاختيار. طبعا كريستيفر هيتشينز بيحاول يوضح ان في تناقض في موضوع وعاوز يقول ان بما اننا لا نملك اختيار ان احنا يكون عندنا حرية ارادة ام لا يبقى ده معناه ان احنا ما عندناش حرية ارادة وفي الحقيقة كريستيفر هيتشينز بيخلط ما بين امرين. الامر الاول هو ان الانسان لا يستطيع ان يختار طبيعته. وكيف كن هو والامر التاني ان الانسان يستطيع ان يختار ما بين افعاله وتصرفاته وهكزا. يبقى الانسان ما بيقدرش يختار خلقته وطبيعته. ربنا هو اللي خلقنا وربنا هو اللي وضع فينا هذه الصفات وهذه الخصائص ووضع فينا حرية الارادة المسئولية الاخلاقية علشان تكون اساس ربنا يحاسبنا عليه. يبقى احنا بالفعل لا نملك اختيار ان يكون لدينا حرية ارادة امنية ليه؟ لان ده امر راجع للي خلقنا واللي وضع فينا هذه الصفات والخصائص. لكن بما ان ربنا وضع فينا حرية الارادة وده امر احنا بنشعر به بشكل غريزي وبشكل فطري اصبحنا مسئولين اخلاقيا عن قراراتنا واختياراتنا وافعالنا طب ايه هو تعريف حرية الارادة اللي ربنا وضعه في الانسان واللي الفلاسفة والمتدينين بيدافعوا عنه. الفيلسوف الامريكي المشهور جدا جي بي ايمورلند او جيمس مورلاند بيقول حين نستعمل مصطلح الارادة الحرة نعني ما يسمى الحرية بدون قيود ففي وجود خيارات الف وبه يمكن للشخص بالفعل ان يختار ان يفعل اي منهما فلا توجد ظروف كافية تحتم عليه اختيار احدهم. فيرجع اختيار الشخص اليه فيه واذا ما فعل واحدا منهما فقد كان بمقدوره فعل خلاف ذلك او على الاقل كان بمقدوره الامتنان عن فعل اي شيء على الاطلاق. يبقى مفهوم حرية الارادة اللي احنا بندافع عنه هو ان لما يكون عندك اختيارين الف وباء لا توجد ظروف كافية تحتم عليك اختيار واحد منهم. ومهما كانت الظروف ومهما كانت الضغوط انت ما زال امامك حرية اختيار اي واحد فيهم او على الاقل ان انت تمتنع عن اختيار اي واحد فيهم مهما كانت الظروف ومهما كانت الضغوط. النقطة دي في غاية الاهمية لان الناس بتستسلم لفكرة ان الضغوط بتكون شديدة جدا علي وان هذه الضغوط بترجح ان انا اختار اختيار معين. لكن احنا بنقدر نشعر بشكل غريزي ان مهما فكانت الظروف وان مهما كانت الضغوط الانسان ما زال يملك حرية الاختيار. اي نعم بيبقى فيه خيار اصعب من التاني لكن ما زال الانسان بيملك حرية الاختيار. الفيلسوف البريطاني المشهور انتوني فلو اللي كان ملحد واصبح مؤمن بيقول عبارة في غاية الاهمية في كتابه فيريز اجاد هناك اله بيقول الرغبات والاحتياجات بالتأكيد ليست نتائج لا تقبل المقاومة في حد ذاتها فمعظمنا ملتزمون بشكل كاف احيانا بالامتناع عن فعل اشياء نريد فعلها بشدة يبقى الاحتياجات والظروف والشهوة والميول وكذا دي مش ظروف بتخلي افعالك حتمية وان مهما كانت الضغوط ومهما كانت الظروف ومهما كان الميل النفسي والشهوة وكذا نحن ندرك بشكل فطري وغريزي ان احنا بنقدر نقاوم كل ده ونختار افعال ضد اللي بترجحه كل هذه الضغوط والميول والشهوات. الفيلسوف هاري فرانكفورت بيوضح نقطة في غاية الاهمية. بيقول يبدو انه لا يوجد حيوان سوى الانسان قادر على التأمل من اجل التقييم الذاتي والذي يظهر في تكون مستوى ثاني من الرغبات غير الغريزية يعني الانسان ممكن ينشأ في ظروف وممكن ينشأ في بيئة ده بيؤدي الى انه يتصف بصفات ذاتية معينة. لكن الانسان بيقدر يقيم ذاته. وبيقدر يقرر ان هو يغير نفسه ولا لأ؟ والامر ده احنا بنقدر ندركه واقعيا من خلال القصص الكثيرة لناس بدايتهم كانت جدا وفي ظروف سيئة جدا ومع ذلك هم قاوموا كل الظروف واصبحوا من انجح الناس واغنى الناس وهكذا. نقطة في غاية باهمية احنا ما بننكرش ان الظروف والبيئة والعيلة والتربية والكلام ده كله بيأثر على اختيارات الانسان. لكن زي ما قلنا قبل كده ان كل هذه الزروف مجرد بترجح اختيار على التاني وبتخلي اختيار منهم اسهل من التاني. لكن ما زال عند الانسان القدرة انه يختار الاختيار الاصعب. الفن تلانتينجا بيقول كلام في غاية الاهمية. بيقول نؤمن جميعا ما عدا من الفلسفة المادية بان في كثير من الاحداث كان بامكاننا فعل شيء مختلف عما فعلناه بالفعل. وهذا ايبدو لي جزءا مما يؤمن به المرء بشكل غريزي فنحن نؤمن غريزيا بوجود اناس اخرين وبوجود عالم خارجي وهلم جرة ونؤمن ايضا بنفس الطريقة غريزية واوليا بانه في العديد من الاحداث كان بوسعنا فعل شيء مختلف عما فعلناه بالفعل. نحن لا نؤمن بهذا غريزيا فحسب بل نؤمن غريزيا بامور اخرى تتضمنه. على سبيل المثال ان بعض الافعال خاطئة اه وتستحق اللوم او حتى العقاب لو لم يكن ممكنا لشخص ما الا يفعل ما فعل في حدث ما حينها فان فكرة اللوم كلها وفكر التحميل الشخصي مسئولية فعلته لن تبدو منطقية فينجة الفيلسوف الامريكي الشهير جدا بيقول ان شعورنا الغريزي بعد ما موقف يعدي ان احنا كان ممكن نعمل حاجة غير احنا عملناه في الموقف ده دليل غريزي فطري على اننا نملك حرية الارادة. وعلى اننا مسئولين اخلاقيا بمعنى ان احنا بنلوم نفسنا وبنحاسب نفسنا على افعالنا. وده امر غير منطقي وغير وارد لو احنا كنا مجبورين اصلا على كل افعالنا وتصرفاتنا. والفين بلانتينجا بيقول برضه ان فكرة ان احنا نلوم حد او حد تنعاقب حد على افعاله ده ما لوش اي تبرير منطقي غير ان فعلا الشخص يملك حرية ارادة وانه مسئول اخلاقيا عن افعاله وتصرفاته والا فاللوم والعقاب يبقى التصرف مش منطقي. في مقابل فكرة حرية الارادة فكرة الفيزيائية. الفيلسوف الامريكي جيبي مورلاند بيعرف الحتمية الفيزيائية وبيقول يمكننا ان نعرف الحتمية على انها الرأي القائل بان لكل حدث معين ظروف معينة. بحيث اذا وجدت تلك الظروف فانه قيل حدوث شيء اخر غير هذا الحدث المعين. حيث ان لكل حدث يحدث فان حدوثه كان سبب عوامل سابقة بحيث اذا وجدت هذه العوامل فان الحدث لابد ان يحدس. يبقى هو بيقول ببساطة ان في حدث معين دايما بيبقى قبليه ظروف معينة. وبما ان الظروف المعينة دي وجدت يبقى حتما ولابد الحدث اللي حصل بعده ده كان لازم يحصل. مستحيل ما كانش يحصل. الفيلسوف الامريكي جيبي مورلاند او جيمس مورلاند ان في تناقض شديد ما بين شعورنا الغريزي الفطري بحرية الارادة والمسؤولية الاخلاقية وما بين المذهب المادي الالحادي وبيقول الاتي. الان حين يتعلق الامر بالاخلاق فلو ان مذهب الحتمية صحيح سيقول البعض بانه من الصعب ان بر المنطقيا الالتزامات والمسؤوليات الاخلاقية. يبدو انهما يفترضان مسبقا حرية ارادة غير مقيدة فلو ان على احدهم فعل شيء ما يبدو ضروريا الافتراض انه يستطيع فعله بالمعنى التحرري يبقى بالتالي فكرة المسئولية الاخلاقية وان احنا مسئولين عن افعالنا. وان احنا ممكن نتحاسب على افعالنا سواء في الدنيا دي في مجتمعاتنا او في الاخرة الامر ده بيفترض مسبقا ضرورة وجود حرية ارادة وان احنا بالفعل نملك حرية ان احنا نختار اعمل كده او ما نعملش كده علشان على اساس حرية اختيارنا نقدر نتحاسب على افعالنا. جيبي مورلاند بيكمل وبيبين ان التناقض اكتر ما بين الشعور الغريز لحرية الارادة والحتمية الفيزيائية اللي بتفترضها التصور المادي الالحادي وبيقول لو ان المذهب الفيزيائي المادي صحيح فليس للمرء قدرة حقيقية على اختيار افعاله. فليس من المغالاة قول بان المذهب المادي يتطلب تعديلا جذريا للعديد من افكار الناس في البديهية عن الحرية والالتزام والمسؤولية الاخلاقية والعقاب وعلى الجانب الاخر لو ان هذه الافكار البديهية حقيقية فان المذهب الفيزيائي باطل. يعني لو المذهب المادي الالحادي صحيح يبقى الناس بالفعل عايشة في وهم. ودي مشكلة الالحاد المادي. تيجي تتكلم عن وجود الله يقول لك وهم. تيجي تتكلم عن الوعي والانا الشعور بالذات يقول لك وهم. تيجي تتكلم عن المسئولية الاخلاقية يقول لك وهم. تيجي تتكلم عن حرية الارادة يقول اكوهم كل المبادئ الاولية والمشاعر الغريزية الفطرية. اللي الانسان بيعيش على اساسها وبيعيش بشكل اليم وفطري وصحيح التصور المادي الالحادي بيقول لك ده كل ده وهم انت عايش وهم كبير. لو انت بالفعل بتؤمن بصحة التصور المادي الالحادي. وبتؤمن بصحة فكرة الحتمية الفيزيائية فده معناه ان انت لازم تنكر كل مشاعرك الفطرية والغير كارزية فيما يخص حرية الارادة. تعالوا نقرا بعض الاقتباسات في غاية الاهمية. نبدأ باقتباس لعالم الرياضيات الشهير ديفيد برلينس في كتابه بيقول في النهاية فان نظرية تطورية ناجحة لعالم العقل البشري تبطل اي ادعاءات قد ندعيها فيما يخص حرية البشر. لو هتقول ان المذهب المادي لالحادي صحيح يبقى الحتمية الصحيحة يبقى ما فيش حاجة اسمها حرية البشر. نحن لا نملك حرية ارادة ويبقى ده مجرد وهم. بيكمل وبيقول علوم الفيزيائية لا تقلل من شأن الحتمية. بل ان الحتمية تعتبر قلب منهجها وقالبه. ستيفن هوكينج عالم الفيزيائي الفلكية الملحد المشهور جدا بيقول من الصعب رؤية كيف يمكن للارادة الحرة ان تعمل لو ان سلوكنا محكوم بقانون فيزيائي. لذا يبدو اننا لسنا اكثر من الات بيولوجية وان الارادة الحرة محض وهم. فكرة ان احنا مش اكتر من مجرد الات بيولوجية فكرة كررها الدحيح اكتر من مرة في حلقاته وقالها في الحلقة الاخيرة بتاعة مخير او مخير وهو ده التصور المادي الالحادي ان احنا ما عندناش حرية الارادة وان حرية الارادة مجرد وهم وان احنا في الحقيقة الات بيولوجية موهومة ان عندها حرية ارادة ووعي وذات وكذا. مؤرخ العلوم ويليام بروفايل بيقول عبارة في غاية الاهمية. بيقول ان الارادة الحرة وبتصورها التقليدي وهو حرية الاختيار بدون اكراه ولا بشكل متوقع بين مسارات بديلة للافعال هي ببساطة غير موجودة فليس هناك ثمة طريقة يمكن للعملية التطورية بتصورها الحالي ان تنتج كائنا حر الاختيار فعلا. يعني هو بيقول بما اننا بنقبل التصور الدرويني المادي داروينيان ايفولوشن يبقى ما فيش اي مساحة لحرية الارادة. وان لا يمكن لها ان تنتج كائنات بالفعل الفيلسوف جون سيرل بيقول نعتقد انه كان يمكننا فعل شيء اخر. وان حرية البشر هي محض واقع كتجربة ومع ذلك فان المنهج التجريبي فيما يخص الواقع يقضي على فكرة الذات التي يمكنها ان تتدخل في النظام السببي للطبيعة فهو بيتبنى مسبقا فكرة المادية الالحادية. فهو بيقول بما ان كل شيء مادة وان بتحكمها قوانين فبالتالي لا توجد مساحة لفكرة الذات الانا الشخص الحر اللي بيقدر ادخل في السببية الطبيعية. الفيلسوف توماس نيجل بيقول ليس هناك مجال للتأثير الارادي في عالم من النبضات العصبية والتفاعلات الكيميائية والحركات نظمية والعضلية وبالتسليم لرؤية المذهب الطبيعي. فمن الصعب الا نستنتج اننا عاجزون. لا نملك ارادة وغير مسئولين عنها افعالنا. يبقى احنا امام تصورين التصور المادي الطبيعي الالحادي والتصور المذهب الالوهي احنا بنقول ان يا اما تسلم لفطرتك ولغريزتك ان انت بتشعر بشكل فطري وغريزي انك تملك حرية الارادة وانك قادر على الاختيار الحر ما بين اختيارات مختلفة. وان انت بتشعر بشكل فطري وغريزي ان انت بعد ما عملت فعل معين كان ممكن تختار ان انت تعمل حاجة تانية وممكن تلوم نفسك على فعل لان انت مدرك ان انت كان ممكن تعمل حاجة غيرها. وان الناس لما بتلومك او بتعاقبك على فعل. ده اقرار منهم ان انت تملك حرية الارادة وان انت بالفعل قادر على الاختيار الحر ما بين اختيارات مختلفة يا اما تسلم بما يوافق فطرتك وغريزتك ويبقى ده بيقول ضمنيا ان تصور المذهب المادي الالحادي باطن او ان انت تسلم بان التصور المادي الالحادي حقيقي وتقول انا عايش وهم كبير وهم بان انا اصلا موجود وان انا عندي ذات ووعي وممكن نخصص حلقة قادمة في بيان معضلة الوعي بالنسبة التصور المادي الالحادي تقول انا عايش وهم ان انا اصلا موجود وعندي وعي وان انا عندي حرية ارادة وان كل مشاعري الغارزية الفطرية دي محض وهم ليس لها اي مكان في الواقع المادي الالحادي. انا هاكتفي بهذا القدر في هذا الفيديو لو كان الفيديو عجبك لايك وشير وسابسكرايب ولو تقدر تدعم وترعى محتوى القناة زور صفحتنا على بترون. هتجد الرابط اسفل الفيديو. لو الفيديو ما عجبكش اعمله مش مشكلة الى ان نلتقي في فيديو اخر قريبا جدا باذن الله عز وجل. لا تنسوني من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته