بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. معكم محمد شاهين التاعب من قناة الدعوة الاسلامية على اليوتيوب. واليوم سنستكمل قراءة بعض الاقتباسات عن اهم الهرطقات واشهر الهراطقة في فترة ما قبل نيقيا معتمدين على كتاب تاريخ الفكر المسيحي للدكتور القس حنا جرجس الخضري في البداية لو كنت مهتما بالحوار الاسلامي المسيحي ومقارنة الاديان والنقد الكتابي فلابد ان تشترك في هذه القناة. اضغط على زر الاشتراك الاحمر واضغط على علامة حتى تأتيك كل الاشعارات بكل حلقاتنا الجديدة. اليوم سنتكلم عن بعض اشهر الهراطقة في فترة ما قبل نيقيا هرطقتهم ادت الى الى ظهور الهرطقة الاريوسية والتي ادت الى المجمع المسكون الاول في نيقيا عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين ميلاديا. واذا تكلمت عن اشهر الهراطقة في فترة ما قبل نيقيا لابد ان نذكر بولس السميساتي اسقف مدينة انطاكيا. في الصفحة رقم ثلاثمئة وسبعة واربعين نجد الاتي كانت التعاليم الوحدانية مونو ارخيانزم او الانتحارية موداليزم منتشرة في غرب والشرق ولقد وجدت تربة خصبة في الاوساط اليهودية المسيحية. هذه نقطة في غاية الاهمية. التعاليم التي علم بوحدانية الله اي التعليم المخالفة لعقيدة الثلوث كانت هي المنتشرة في الغرب والشرق. اذ ان سنين من اليهود المتنصرين وجدوا في هذه التعاليم توافقا وانسجاما مع معتقداتهم فيما يختص بوحدة الله وعدم تقسيمه الى اقاليم فان نوتيوس نادى بوحدانية الله في نهاية القرن الثاني وفي بداية القرن الثالث ظهرت جماعة الانتحاليين وعلى رأسهم الكاهن الليبي سابيليوس كما سبق ان اشرنا الى ذلك في الفصل السابق. ويستكمل اقول ولقد لاقت هذه التعاليم نجاحا عظيما وملحوظا في الاوساط اليهودية المسيحية لدرجة انها انتشرت ليس بين بعض العلمانيين والكهنة فقط بل سيطرت ايضا على بعض الاساقفة في الغرب والشرق وهنا نرى الاسقف بولس السميساتي واحدا من ضحاياها. لابد من التنبيه اولا على ان النظرة المسيحية التقليدية ترى مثل هذه الافكار توحيدية كهرطقات بمعنى ان الثالوث هو الاصل. ثم ظهرت هذه الافكار التوحيدية. ونحن نقول بان العكس صحيح. الاصل هو التوحيد وتطور الفكر من التوحيد الى الثالوث بسبب عوامل وثنية. في الصفحة رقم ثلاثمائة وثمانية واربعين نبدأ الكلام عن عقائد بولس السميساتي. احد اشهر الهراطقة الذين نادوا بافكار توحيد بمعنى انها ضد السالوس. ولا ينبغي ان نخلط بين مفهوم التوحيد حسب العقيدة الاسلامية ومفهوم او استخدام كلمة التوحيد بشكل عام عند الكلام عن العقائد المسيحية. فاذا قلنا ان بولس السمصاتي كان فمن الموحدين فان هذا يعني انه فقط يقول بان الله واحد ويرفض الثلوث او يرفض فكرة الاقاليم يوم الثلاثة الواحدة في الجوهر. وهذا القول بان بولس السميصاتي من الموحدين لا يعني انه ملتزم بتوحيد الالوهية وهي وتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات كما في التصور الاسلامي. في الصفحة رقم ثلاثمائة وثمانية واربعين نجد الاتي فيحتمل ان اسقف انطاكيا كان يعلم بان الله واحد اي اقنوم واحد وفي هذا الاقنوم يمكننا ان نميز اللوجوس والحكمة وهما عبارة عن صفتين وليس اقنمين. ولقد خرج اللوجس من الله او انبثق منه منذ الان اذل ويمكن تسمية هذا اللوجوس والحكمة. وهما عبارة عن صفتين وليس اقنمين او قوة غير شخصية وليس اقنوما مميزا عن الله. ثم يستكمل ويقول فيسوع انسان مثلنا تماما. ولقد حل اللوجوس في هذا الانسان يسوع ولذلك فمن الضروري التمييز بين اللوجوس وبين يسوع نفس عقيدة نستور فان الاول اعظم من الساني اذ ان يسوع بشري مثلنا في طبيعته ومريم لم تحمل في بطنها اللوجوس. بل حملت يسوع البشري هكذا ظل هذا الانسان يسوع انسانا مثلنا لا فرق بينه وبين اي انسان اخر الى يوم عماده. الذي في اثناءه وعن طريقه اوحي له بطريقة خاصة بانه المسيح الذي حل فيه اللوجوس. وارتبط بيسوع ناصري برباط المحبة القوية نفس عقيدة مسطول. وهكذا استطاع المسيح بفضل رباط المحبة القوية ان ينتصر ليس فقط على الخطية بل ايضا على خطية اجداده. ثم يقول ولان يسوع قد سلك بامانة وتدقيق امام الله لان اللوجوس قد اتحد به فقد رفعه الله كمكافأة له واعطاه اسما فوق كل اسم عقيدة الاريوسيين سم يقول من المحتمل ان بولس كان يعلم تعاليما انتحالية نفس عقيدة سابيليوس لا تقبل عقيدة الثلوث اي وجود ثلاثة اقاليم في الله والاقتباس الذي اقتبسه لينوس يظهر ان بولس اكتفى بان يسمي الاب بالله الذي خلق كل الاشياء. والابن الذي صار انسانا وان يسوع كان افضل اعظم من موسى والانبياء ولكنه لم يكن الكلمة او اللوجوس. سم يقول فمن هذه الاختباسات واقتباسات اخرى يتضح ان التهمة التي وجهت الى الاسقف الانطاكي تهمة مزدوجة. التهمة الاولى هي بعقيدة الانتحاليين عقيدة سبليوس. فهو لا يؤمن بوجود الاقاليم الثلاثة. بل وجود اله واحد وحيد له الاف صفات وليس ثلاثة اقاليم. والتهمة الثانية التي اتهم بها هذا اللاهوت السوري اصلا من سوريا هي عقيدة او التبنيين عقيدة اي ان يسوع لم يصبح ابن الله الا بعد العماد وبعد ان اعلن الاب انه تبنى هذا الانسان يسوع لكي يكون ابنا له. ففي النهاية نجد ان بولس السميساتي لم يؤمن بعقيدة الثالوث ولم يؤمن بعقيدة التجسد والوهية المسيح كما تم صياغتها في عصر المجامع. ننتقل الى الصفحة رقم ثلاثمائة وثلاثة وخمسين الكلام عن لقيانوس تلميذ بولس السميساتي. يقول يعتقد البعض بان لوقيانوس من سميسات اي بلد بولس السميساتي. فعندما اصبح هذا الاخير اسقفا اي بولس السميساتي استدعى لقيانوس الرجل العالم مسقف ورسمه كاهنا واوكل اليه مهمة التعليم في مدينة انطاكيا. في الصفحة رقم ثلاثمائة واربعة وخمسين نجد الاتي ان طقيانه اذ كان صاحب ثقافة واسعة وكان يجيد اللغة العبرية. بل ايضا كان يحيى حياة لا تشوبها شائبة يعني كأنه من وجهة نظر النصارى كان قديسا. بعد ذلك يقول وختم حياته بالاستشهاد في يوم سبعة يناير ثلاثمائة واثنا عشر على يد الامبراطور ماكسيموس دايوس بعد ان قاس عذابات بوق الوصف ويوسادوس المؤرخ الكنسي يقدم لنا صورة منيرة رائعة عن مقدرته العلمية وحياة التقشفية ثم عن دفاعه واستشهاده. هذا كان مهرطقا لكن هذا المهرطق في نظر الامبراطورية الرومانية كان مسيحيا والامبراطورية كانت تضطهد كل المسيحيين بكل طوائفها وبكل اشكالها والوانها. فبالتالي تم رغم انه من وجهة نظر المسيحيين اخرين هو كافر. رغم انه احتمل كل هذه العذابات وكل هذه المشقات الا انه في النهاية مات كافرا. وهذه النقطة نسلط عليها الضوء لان الكثير من المسيحيين يعتقدون بان النصارى الذين تحملوا المشقات والعذابات والاضطهادات كانوا نصارى ارثوذكس من الذين كانوا يؤمنون والتجسد. هذا غير صحيح. الغالبية العظمى من المسيحيين في الشرق والغرب كانوا اصحاب نظرة توحيدية امثال بولس السميساتي ولقيانوس السميصاتي وهؤلاء اصحاب الرؤية او النظرة التوحيدية تحملوا العذابات طاقات والاضطهادات واستشهدوا في سبيل عقيدتهم ولم يتخلوا عنها ابدا. نجد ايضا الاتي فعلى ما اعتقد ان الاسقف بولس ترك بتعاليمه اثرا عميقا جدا على الشاب لقيانوس السيميصات. وان هذا خير لن يقبل فقط هذه التعليم بل نادى بها وعلمها في مدرسة انطاكيا. سم يقول وفساد عقيدته لم تكن خطرا على هذا الشخص لقيانوس وحده بل كان سما مميتا لمدرسة كاملة مدرسة انطاكيا. بل ان هذا الداء القاتل امتد فعله الى اجيال عديدة وبلاد مختلفة متنوعة. سم يقول فان الوثائق التاريخية تعرفنا بأن لقيانوس كان خلفا للاسقف بولس السيميساتي في تعليمه لعقيدته وابا ومصدرا وينبوعا لتعليم اريوس. لان اريوس كان تلميذ لوقيانوس. اذا امامنا ثلاثة من اشهر الهراطقة. بولس السميصاتي الذي علم لقيانوس السيميصاتي الذي علم اريوس الليبي. فان هذا الاخير اريوس كان فخورا بانه تلميذ لوقيانوس لدرجة انه كان يصف نفسه بالقول اريوس تقيا نوسي سم يقول والخطاب الذي ارسله اسقف الاسكندرية بعد عشر سنوات من وفاة لوقيانوس الى كل اساقفة مصر وسوريا واسيا وكابدوكيا يعرفنا بان لقيانوس كان خليفة لبوليس السميساتي وابا لاريوس. اذ ان اريوس اعتنقوا كافكار المعلم الانطاكي ونادى بها كما ان لقيانوس اعتنق هرطقة الاسقف بولس وعلم بها. وهكذا النهاية يقول لم تولد في مصر هذه الهرطقة. الهرطقة الاريوسية بل قد حبل بها وولدت في انطاكيا سم ظهرت في الاسكندرية عندما نادى بها اريوس الليبي تلميذ لقيانوس الانطاكي. في الصفحة رقم ثلاثمائة وخمسة وخمسين نجد الاتي. ولقد علم لقيانوس بنفس التعاليم التي علم بها استاذ بولس من قبل. بعد ان اضاف اليها بعض الاضافات الطفيفة فهو يؤمن بان الله واحد وحيد لا مساوي له ولم يكن له كفوا احد وهو الخالق لكل الاشياء بما فيها اللوجوس او الروح القدس. كل الاشياء وكل ما هو خارج عنه فهو مخلوق. الكلمة الروح القدس فهو الذي خلق الحكمة او اللوجوس. ثم يقول ان الخطورة كامنة في المناداة بان يسوع كان سانا وابنا بالتبني فقط. وليس ابن الله بالجوهر. سم يقول والمسيح هو الشخص الذي عرفنا بالله والذي ارتفع الى المجد بعد ان اظهر طاعة كاملة ومحبة عارمة. نفس كلام بولس في رسالته الى اهل اللي فيليبي ويحتمل ان نعلم ايضا نفس العقيدة التي نادى بها استاذ واسقفه اللي هو بولس السميصاتي المختصة بالتمييز از بين يسوع وبين اللوجوس عقيدة مستور. والخطأ في هذه العقيدة هو التفريق بين ابن الله وابن الانسان بين اللاهوت والناسوت كان انه يوجد ادمان لله لا ابن واحد وبهذا فقد مهد لقيانوس الطريق لاريوس وللهرطقة الاريوسية. في الصفحة رقم ثلاثمائة وسبعة وخمسين نجد الاتي كان لقيانس المعلم الانطاكي غيورا على الدين. ويدافع عنه بكل قوته ولا يخاف من وعيد ولا يغوى بوعود. سم يقول في النهاية للاسف الشديد ان معظم هذه التعاليم تعليم لقيانوس الانطاكي كانت تصطبغ بالصبغة الهرطوقية فقد تمسك بها هذه العقائد الهرطقية تمسك بها تمسكا وثيقا وقت الاضطهاد الذي شنوا ماكسني ضد المسيحيين في سوريا فالقي القبض على هذا المعلم لانه مسيحي رغم انه في نظر المسيحيين مهرطق لكنه في نظر الامبراطورية مسيحي سجن في نيكوميديا وقاسى في سجنه انواعا من العذاب تقشعر لها الابدان ويعجز صاحب السيال عن وصفها على حقيقتها. فقد ضرب وجلد ووضع على صاجات ساخنة وحرم من الاكل الاكل والشرب وبالرغم من هذه العذابات الشنيعة كان جوابه لمعذبيه انه مسيحي. وهكذا نؤكد ان الهراطقة في نظر الامبراطورية الرومانية كانوا واحتملوا هم ايضا العذابات وظلوا على عقائدهم والتي هي بالنسبة للمسيحيين الاخرين هرطوقية في صفحة رقم ثلاثمائة وثمانية وخمسين ننتقل للكلام عن اريوس. نجد الاتي. اريوس الليبي ولد ونشأ في عائلة مسيحية وثنية لا نعلم عن ذلك شيئا. طب هل ستفرق هذه المعلومة في شيء هل ستنتقد اريوس الليبي اذا كان قد نشأ في عائلة وثنية كبار اباء المسيحية نشأوا في عائلة وثنية ثم قل كل ما نعرفه هو انه ليبي الجنسية درس اللاهوت في مدرسة انطاكيا على يد المعلم لقيانوس. ثم يقول ولقد اجمع الكتاب على ان اريوس كان عالما مثقفا وواعظا مفوها وزاهدا تقشفا وعالما في التفسير. اغلب الهراطقة كانوا علماء زهاد. سم يقول ولكنه بدأ يهاجم ايضا عقيدة ازلية الابن وانبثاق جوهره من الاب. اذ انه اعتقد ان هذه العقيدة تقود الى قابل لينية ولذلك فقد علم بان الله اله واحد غير مولود. ازلي. اما الابن فهو ليس ازليا. اذ انه او وجد وقت ما لم يكن الابن موجودا فيه. صحيح ان وجود الابن سبق خلق العالم ومع فهو ليس ازليا. يعني هو يريد ان يقول رغم ان الابن ولد قبل كل الخليقة الا ان الولادة حدث حدث في وقت معين من الزمن. هذا يعني ان قبل حدث الولادة لم يكن الابن موجودا الولادة حدث بمعنى ان الولادة هي الطريقة التي خلق الله الاب بها الابن. ان هذا الابن غير الازلي وغير المولود من جوهر الاب خرج من العدم مثل كل الخلائق الاخرى بحسب قصد الله ومشيئته. بمعنى انه ليس مولود من الاب لكنه ولد بمعنى انه خرج من العدم كباقي المخلوقات. ان المسيح الذي يعبده المسيحيون ليس الها ولا يملك الصفات الالهية المطلقة. وقال ايضا ان معرفة الابن محدودة وليست مطلقة نص الكتاب ويقول ايضا ان الله خلق الكلمة الابن لاجلنا فالابن مخلوق مثل كل الخلائق متغير غير ازلي ليس كلي العلم. على ان الله قد سبق اقرر بان يسلك الابن في طريق الصلاح. ولهذا فقد منحه مجدا الاهيا. وهذا المجد الالهي ما هو والا هبة من الله. وعن طريق هذا المجد الممنوح ارتفع الابن فوق كل الخلائق. نفس كلام بولس في رسالته والى اهل فيليبي. لذلك رفعه الله واعطاه اسما فوق كل اسم. في الصفحة رقم ثلاثمائة وستين نجد الاتي. وعلى ما يظهر فان نجم اريوس بدأ يلمع من جديد. ليس فقط في مصر ومواني الاسكندرية. حيس كان يتغنى البعض على الاخص الملاحون الذين كانوا يحملون ويفرغون السفن بالترانيم العقائدية التي كتبها اريوس والتي كان يصف فيها علاقة الاب بالابن. بل ان شهرته امتدت الى بلاد كثيرة في الشرق واصبح اتباعه واضضادوا كثيرين. وهذه نقطة في غاية الاهمية. اريوس كان يصيغ عقائده على هيئة بعض قصائد او الابيات الشعرية فكانت هذه الطريقة تسهل على الناس حفظ هذه العقيدة وتداولها. بل انهم كانوا يتغنون بها ويقول ايضا ان اريوس حاول ان يكذب اليه العدد الاكبر وخصوصا من الاساقفة ذوي النفوذ والتأثير على المستويين السياسي والديني. وهذا كان له تأثير في التاريخ فيما بعد. ثم يقول في النهاية عن الصراع الذي دار بين الاريسين والارسوزوكس ان كلا من الطرفين رجع الى الكتاب المقدس واقتبس اياته التي تؤكد وجهة نزره وهذه كانت اشكالية ازلية في الصراعات المسيحية الخرستولوجية. الكل يجد في الكتاب ما يؤيد عقيدته. في نفس الصفحة نجد الاتي بسبب الصراع الاريوسي الارثوذوكسي تولدت الاحزاب الاضطرابات بل ان هذا الانقسام بسبب هذا الصراع اللاهوتي قد انتشر ايضا في كنائس كثيرة في الشرق كله ليس في مصر فقط. بين الاساقفة وبين الشعب. لقد هذه الاضطرابات والانقسامات في الكنيسة الشرقية في نفس الوقت الذي بدأ فيه الامبراطور قسطنطين يشعر اطمئنان الجزئي والسلام على وحدة الامبراطورية. هذه نقطة في غاية الاهمية هي التي ادت الى مجمع نقية المسكوني في عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين ميلادية. كما قلت قسطنطين لم يكن مهتما بالبحث عن كده الصحيحة. انما كان مهتما بامن وامان وسلام واستقرار الامبراطورية. فعندما وجد ان الصراع الارثوذكسي ولا ده اضطرابات وانقسامات وانشقاقات دعا الى قيام مجمع نقل المسكوني وقام برعاية المجمع حتى يسوي هذه الخلافات وتعود الامن والامان الى الامبراطورية الرومانية. ثم يقول وهنا يظهر خطر جديد لتمزيق هذه الامبراطورية. ومع انه ظن في بداية الامر بان هذه الانقسامات والاضطرابات ما هي الا نزاعات ومعارك كلامية لكنه ادرك حالا ان هذه النزاعات والانقسامات تهدد سلامة الامبراطورية تهديدا جديا وخطيرا. سم يقول ان هذه الانقسامات والاضطرابات ظهرت في الكنيسة بصورة بشعة فاصبحت كنضال بين حزبين سياسيين بل كحرب بين جيشين يقاتل احدهما الاخر على مسمع ومرأى من الوثنيين. الذين كانت الكنيسة تريد ان تكتسبهم وتضمهم الى ديانة بتوع المسيح ديانة الحب والسلام واي حب واي سلام. سم يقول عبارة في غاية الاهمية لم يقبل الامبراطور قسطنطين هذه الصورة البشعة التي ظهرت بها المسيحية. ثم يقول وفي حقيقة الامر لم يكن رفضه لهذه الصورة غير المشرفة للمسيح نابعا من غيرته للمسيح والمسيحية فقط. هو يدعي انه كان غيورا على مسيحية. رغم ان الامبراطور قسطنطين لم يعلن انه كان مسيحيا بشكل رسمي. وتم تعميده الا وهو على فراش الموت. هو اي نعم اعلن انه كان مسيحيا او اصبح مسيحيا وهذا كان سببا في دخول مئات الالاف من الوثنيين لديانة المسيحية وهذا كان مؤثرا كبيرا على المسيحية لكنه لم يعتمد عندما اعلن انه اصبح مسيحيا. فهو هنا يدعي ان قسطنطين كان غيورا على المسيحية وصورة المسيح. لكنه يقول ان اذا لم يكن نابعا من غيرته للمسيح والمسيحية فقط. بل كان يرى في هذه الانقسامات والمعارك اللاهوتية عمل خطيرا وهداما لوحدة الامبراطورية الرومانية. وهكذا تم اقامة مجمع نيقيا في عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين وسوف نخصص الفيديو القادم في الكلام عن بعض التفاصيل المتعلقة بهذا المجمع والصراع الذي دار بين والطرف الاخر الكسندروس واثناسيوس السكندريين. وقبل ان نختم هذا الفيديو سنقرأ بعض الاقتباسات قيل عن احد اهم الهراطقة والذي كان معاصرا لاثناسيوس. والذي كان زميلا لاثناسيوس ولكنه اصبح قهرتقا عظيما ابو ليناريوس في الصفحة رقم ثلاثمائة وخمسة وتمانين نجد الاتي كان مفهوم ابوليناريوس للانسان يشبه الى حد كبير مفهوم يوستينوس الذي تأثر تأثرا كبيرا بالافلاطونية التي كانت تعلم بان الانسان مكون من ثلاثة عناصر جسد والنفس والروح. هو هنا يقول بان هذا تصور افلاطوني وثني. على كل حال كما قلت اكثر من مرة هذا التصور عليه خلاف بين المسيحيين وحتى بين المسلمين. بعض المسلمين يقولون بان الانسان مكون من جسد وروح وعند التقاء الجسد والروح يتكون النفس وبعض المسلمين يقولون بان الانسان مكون من روح ونفس وجسد. وليس معنى ان افلاطون سبق بالقول بهذا المذهب ان هذا المذهب وثني الصرف وان الديانات تعلمت هذا المذهب من الوثنية. فان المسلمين يعتقدون ان الاصل في تاني التوحيد والاصل في الانسان معرفة الحق. وقد يكون افلاطون قد تعلم هذا المذهب الحق من الذين كانوا قبله. على كل حال نجد في نفس الصفحة الاتي. فان ابوليناريوس علم بان المسيح يتكون من ثلاثة عناصر. الجسد والنفس اللوجوس فهو استبدل الروح العاقلة باللوجوس. وبعض المراجع تقول انه استبدل النفس العاقلة باللوم اختصارا نقول بان ابوليناريوس استبدل الجزء الانساني المسؤول عن الشخص الانساني الشخص الالهي اللوجوس. فالذي كان يحرك الجسد هو طاقة حيوية عاقلة فيه. واللوجوس الكلمة حل في المسيح محل الروح في الصفحة رقم ثلاثمائة وستة وثمانين نجد الاتي. وفي تعليم ابوليناريوس نرى ان اللوجوس حل محل الروح العاقلة ولكي يؤيد بدعته هذه فقد رجع الى الكتاب المقدس كما رجع اليه كل الارثوذكسيين والهراطقة على السوائر وهذه نقطة في غاية الاهمية. فهو يقتبس قول الرسول يوحنا والكلمة صار جسدا. معلقا على عبارة صار جسدا بالقول بان الرسول لا يقول ان الكلمة صار روحا بل صار جسدا. بمعنى انه لا يوجد روح انسانية في المسيح. فان توجس ابن الله الازلي اتخذ لنفسه جسدا وفي اتخاذ هذا الجسد فقد حل محل الروح. فالمسيح اذا بلا رح عاقلة لان الكلمة او اللوجوس او ابن الله الذي اخذ جسدا حل محل هذه الروح العاقلة. ثم يقول وهو يعتقد بانه كان من من الضروري بل من اللازم ان يجرد المسيح من رح بشرية عاقلة والا وقع في الخطية. يقول لو كان المسيح روح بشرية مثل كل البشر لما كان ممكنا له ان يصل الى درجة القداسة الكاملة. لان الخطية مرتبطة وعالقة بالروح البشرية فحيس يوجد انسان مكون تكوينا كاملا من جسد ونفس وروح فهناك تسكن وتكون الخطية وهذا يعني ان بوليناريس كان يريد ان تكون عقيدته معقولة ومنطقية. وهذه هي مشكلة الهراطقة. ارادوا ان يجعلوا العقيدة المسيحية عقيدة معقولة ومنطقية فانحرفوا عن الثالوث والتجسد او لم يستطيعوا استيعاب الثالوث والتجسد ويجب التنبيه على ان ابو ليناريوس كان معاصرا لاثناسيوس اهم اب من اباء عصر المجامع. فبالتالي ابوليناريوس كان يعرف عقيدة السالوس وعقيدة التجسد كما صاغها اثناسيوس. ولكنها لم تكن عقيدة منطقية ومعقولة. فقام بصياغة عقيدة اخرى اكثر منطقية واكثر قبولا للعقل. ثم يقول في النهاية ان قبول فكرة وجود روح في المسيح لنا مشاكل لا تحل ومنها ان وجود رح بشرية في المسيح يفترض ان هذه الروح تتمتع بالحرية والارادة والتصرف والسلوك وهذه الامتيازات التي تتمتع بها كل الارواح البشرية وهذه الاشياء عينها لا تتفق وارادة اللوجوس في احيان كثيرة عند وهذه نقطة في غاية الاهمية. هناك تناقض بين الطبيعة الانسانية والطبيعة الالهية. لابد ان نزيل شيئا من الطبيعة الانسانية حتى لا تتناقض وتتعارض مع الطبيعة الالهية. وهذا يعني مرة اخرى ان ابو ليناريوس كان يريد صياغة عقيدته بشكل عقلاني ومنطقي مقبول. سم يقول ولحل هذه المشكلة اقترح ابوليناريوس عدم وجود روح بشرية في المسيح ويقدم اسقف اللاذقية حجة اخرى فيقول ان قبول فكرة وجود روح في المسيح تقودنا بطريقة لا تقبل الرفض الى الاعتراف بوجود مسيحين اللوجوس الكلمة ابن الله من ناحية ثم الانسان المكون تكوينا بيولوجيا نفسيا وروحيا من ناحية اخرى. هذا يعني انك اذا قلت بان المسيح انسان كامل بروحه نفسه جسد اذا هذا شخص انساني كامل واللوجوس شخص الهي. اذا انت تقول بوجود شخصين لابد ان تزيل عنصر شخص الانساني من المعادلة حتى تستقيم الامور. هكذا تصور ابوليناريوس. في الصفحة رقم ثلاثمائة ثمانية تمانين نجد الاتي رفضت الكنيسة بدعة ابوليناريوس منز بداية زهورها. لانها تؤمن بان المسيح جاء لا لكي يخلص الجسد فقط بل يخلص الانسان كله روحا وجسدا. ومن اوائل الذين قالوا ذلك في الشرق كما قرأنا سابقا اوريجيانوس مع كل هرطقاته. فلو لم يكن للمسيح روح كبقية البشر لاصبح المستحيل ان يخلص ارواح البشر. ثم يقول ولقد صدرت احكام بهرتقة تعليم ابوليناريوس في المجمع الروماني الذي عقده البابا داماسيوس سنة تلتمية سبعة وسبعين. وفي المصري الذي اجتمع في الاسكندرية سنة ثلاثمائة وثمانية وسبعين. وفي المجمع الانطاكي سنة ثلاثمائة تسعة وسبعين وفي المجمع المسكون الثاني في القسطنطينية سنة ثلاثمائة واحد وثمانين. مع كل ذلك يقول وبالرغم من ذلك فقد ظلت هذه التعاليم منتشرة حتى الى ما بعد سنة ربعمية وعشرين. وهكذا ظهرتها ارتقى جديدة في الكنيسة ولم تكن الاخيرة للاسف الشديد. في الفيديو القادم سنقرأ بعض الاقتباسات الهامة عن الصراع الاريوسي الارثوذكسي تم في مجمع نيقيا المسكوني سنة ثلاثمائة وخمسة وعشرين ميلادية انا ساكتفي بهذا القدر في هذا الفيديو لو حاز هذا الفيديو على اعجابك فلا تنسى ان تضغط على زر اعجبني ولا تنسى ان تقم بمشاركة الفيديو مع اصدقائك المهتمين بنفس الموضوع ولو كنت قادرا على دعم ورعاية اية محتوى القناة فقم بزيارة صفحتنا على بترون ستجد الرابط اسفل الفيديو الى ان نلتقي في فيديو اخر قريبا جدا باذن الله عز وجل. لا تنسوني لصالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته