ثم قال اذ الهمم قد قصرت. هذا تعليل لامرين. الاول انه مختصر انه اكتفى بقول واحد لان من الحنابلة من الف كتابا مختصرا ولم يكتفي بقول واحد كالمقنع المقنع يعتبر مختصر وهو مع ذلك يذكر قولين. اذا قوله اذ الهمم قد قصرت تعليم لكون الكتاب مختصرا ولكونه على قول واحد ثم قال والاسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت. قصور الهمم وكثرة الاسباب المثبتة لم توجد في عصر من الاعصار قطعا بلا تردد اكثر مما وجدت في عصرنا هذا. لكثرة الملهيات وانفتاح الدنيا واشتغال الناس وبالملذات وظعف همة كثير من الناس. وهذا يوجب للانسان ان يحفز همته وان يستعد وان يبادر ويسأل الله ان يوفقه لاتمام ما بدأ به من طلب العلم. واذا كان الشيخ في وقته يقول مثل هذا الكلام فكيف به لو رأى واقتنا الى وقت قريب كانت همم اهل العلم رفيعة جدا فلنذكر مرحلة قريبة جدا ومثال واحد كان من علماء هذا البلد الشيخ ابا الطين مفتي الديار. يقول احد تلاميذه قرأت عليه شرح منتهى الايرادات مرارا. مرارا مع التحرير والبحث والمدارسة. والمراجعة اثناء الدرس تصور من من طلاب العلم التزم اثناء طلبه للعلم بقراءة كتاب كبير مثل شرح منتهى الايرادات هذا في وقت الشيخ باب طين ففي وقت المؤلف كانت الهمم اعلى نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا همة واخلاصا