الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فنكمل في هذا اللقاء واللقاءات التي تليه الكلام عن الرسائل التي الفها الحافظ آآ بين رجب رحمه الله تعالى وهي تدور في غالبها على اعمال القلوب قبل ان نكمل الموضع الذي اه بدأنا اه الذي وقفنا عنده بعظ اه الاخوة الكرام كان تسائل ما السبب انه اه اخترنا رسائلي بالرجب لتكون موظوع لدرس والعادة جرت اه ان المتون العلمية الصرفة هي التي تدرس وتشرح ويعلق عليها فاقول في الجواب عن هذا التساؤل وهو تساؤل في محله. انه نحن نقرأ هذه الرسائل لاننا في احوج ما نكون الى مثل هذه الرسائل. نحن في حاجة ماسة الى اصلاح قلوبنا اليوم الشهوات والشبهات والفتن تحاصر المسلم محاصرة ايا كان هذا المسلم اصبحت قلوبنا مهددة اصبحنا نقرأ القرآن ولا نستمتع به. ولا تلين قلوبنا عند قراءته. اصبحنا لا نتأثر بالمواعظ اصبحنا مع الاسف الشديد اذا عرظ الانسان نفسه على المعايير التي وضعها السلف كما سيأتينا الان يجد انه يأخذ بجدارة صفر لا ان يستحق اي شيء من هذه المعايير آآ لهذه الامور كلها نحن بحاجة ماسة لقراءة مثل هذه الامور. نحن بحاجة الى اصلاح قلوبنا حاجة حقيقية انا لا اقول هذا من باب فضول الكلام او التقديم لدرس. نحن يعني يشعر الانسان في قلبه قسوة وبعد وكما قلت لكم يتألم اذا قرأ بعظ ظوابط السلف للقلب الحي آآ يا ترى ما هو نصيبنا من قول شيخ اسلام اه الحياة الحقيقية حياة القلوب والموت الحقيقي موت القلوب. اين يضع الانسان نفسه من هذه العبارة آآ سيأتينا في كلام ابن رجب رحمه الله في هذه الرسالة اه الصفات التي يفرق الانسان بها بين العالم الرباني وعلماء السوء وسيأتينا ان من ابرز هذه الصفات الانكباب على الدنيا وقسوة القلب وقد يكون الانسان واقع في مأزق شرعي كبير وهو لا يدري لكن اذا سمع العلم النافع استطاع من خلال هذه الضوابط التي يسمعها عن السلف ان يقيم نفسه لو ما يخرج الانسان من هذه الدروس الا بمثله هذه الفوائد وهي تقييم نفسه وعرض نفسه على النصوص من الكتاب سنة واقوال السلف لكان في هذا خير عظيم جدا اذا هذا هو السبب انا نقرأ اه هذه الرسائل العظيمة موظوع الرسالة التي قرأنا شطرا منها وسنكمل اليوم فيه موظوعه هو فظل طلب العلم صفات العالم الرباني وصفات علماء السوء وما يتعلق بهذه الموضوعات المهمة كما سيأتينا اه اه سيتحدث عنها الشيخ بتوسع ويذكر ست صفات للعالم الرباني وست صفات لعلماء السوء. واه اسباب قسوة القلب والتفريق بين العلم الظاهر والعلم الباطن وكلها اشياء يعني نحن جميعا بامس الحاجة الى سماعها وفهمها. فالحافظ ابن رجب هو خير من يحسن التطرق لمثل هذه الامور. فهو يتطرق لها بشكل اه اه رائع جدا. اه سيمر علينا مهارة ابن رجب في استنباط الظوابط من النصوص. مهارة ابن رجب في التعامل مع القرآن والسنة في استخراج الضوابط. سيأتينا ان شاء الله التعليق عليه آآ عند آآ المرور على هذه المهارات ده ابن رجب فانا امل من اخواني جميعا انه يكون هناك تركيز فاذا قرأ عبد الرحمن وكل واحد منا يتابع معه بصره وبصيرته في الكتاب ويفهم ما سيقال وربما نسأل بعضكم عن بعض الاشياء نريد ان نخرج بفائدة مدة الدرس نصف ساعة وباجماع اهل التربية ان التركيز لمدة نص لا يظر ولا يؤثر وانه بالامكان ان يركز الانسان في مثل هذا الوقت القصير. فنبدأ من قول المؤلف حيث توقفنا وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل العلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اورد المؤلف رحمه الله لشرح حديث ابي الدرداء وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل العلم الذي جاء مثل من حمل العلم الذي جاء به للنجوم التي التي يهتدي بها في الظلمات كما في المسند عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فاذا غمزت النجوم اوشك ان تضل الهدى اوشك ان تضل الهداة وهذا وهذا مثل في غاية المطابقة. لان طريق التوحيد والعلم بالله تعالى واحكامه وثوابه وعقابه لا يدرك بالحس انما يعرف بالدليل وقد بين ذلك كله وقد بين ذلك كله في وقد بين ذلك كله في كتابه على لسان رسوله. فالعلماء بما انزل الله على رسوله هم الاذلاء الذين الذين يهتدي بهم الذين يهتدى في ظلمات جهل والشبه والضلال. فاذا فقدوا ظل السالك. نعم. اذا المؤلف بين من خلال هذا الحديث عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم مثل العلماء النجوم. ثم بين ان التمثيل الموجود في الحديث يقول وهو مطابق غاية المطابقة مطابق لاي شيء مطابق للواقع ما ذكر في الحديث مطابق للواقع. لماذا؟ لان نصوص الكتاب والسنة والحق هذه امور معنوية وليست امورا حسية. والامور المعنوية لا يمكن ان تعرف حدودها وتعرف الحق فيها من الباطل والظلال والغي من الرشد والهداية الا بنصوص الكتاب والسنة ونصوص الكتاب والسنة لا يبينها للناس الا اهل العلم الان اه لعلك تلاحظ انه شرح الشيخ ابن رجب لهذا الحديث حديث انس فيه غاية اه تطبيق ما في الحديث على يبين لك ما معنى ان العلماء نجوم؟ يبينه بقوله انما يعرف بالدليل ولا يدرك بالحس. يعرف بالدليل ولا يدرك بالحس ثم سيزيد المؤلف بيان هذا عند بيان اه الغاية من النجوم. نعم. وقد شبه العلماء وقد شبه العلماء وقد شبه العلماء بالنجوم والنجوم في السماء فيها ثلاث فوائد. يهتدى بها في الظلمات وهي زينة للسماء ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع منها والعلماء في الارض تجتمع فيهم هذه الاوصاف الثلاثة بهم يهتدى في الظلمات وهم زينة للارض وهم رجوم للشياطين الذين يخلطون الحق بالباطل ويدخلون في الدين ما ليس منه من اهل الاهواء. وما دام العلم وما دام العلم باقيا. وما دام العلم باقية في الارض فالناس في هدى. يعني جيد كلام رائع جدا. اذا لما مثل النبي صلى الله عليه وسلم العلما بالنجوم هو يقول لك النجوم الواقع يستفاد منها بثلاثة اشياء. الاول انه يهتدى بها في الظلمات والثاني النهازين او الثالث انها رجوم للشياطين اخذنا من هذا ان كل انسان يحاول ان يهتدي ويكون على حق وبصيرة في الحياة الدنيا بدون ان يهتدي بالعلماء الربانيين فقد ظيع واخطأ السبيل خذها قاعدة الذين يريدون ان يأخذوا هم بانفسهم من غير طلب للعلم والذين يحكمون عقولهم في الشرع كل هؤلاء على ظلالة نص تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس ثم يقول هم رجوم للشياطين هذا الحديث في الواقع يبين ايضا واجبات اهل العلم. فمن واجبات اهل العلم بيان من كان على ظلالة من الناس والتحذير من ظلاله وغيره من هنا يقول الشيخ وهم رجوم للشياطين الذين يخلطون الحق الباطل ولاحظ ان المؤلف لم يقل الذين يشيعون الباطل بل قال الذين يخلطون الحق بالباطل لان هذا الصنف من آآ اهل السوء او من علماء السوء هم اخطر انواع آآ للناس لانه لا يقدم الباطل صافيا فانه سيرد. وانما يخلط الباطل بالحق ليقدمه للناس كانه حق. وهنا تكمن والذي يجب عليه ان يبين للناس ان هذا يخلط الحق بالباطل هم هؤلاء العلماء الذين هم كالنجوم في السماء بالنسبة للذين يسيرون في الصحراء. نعم وبقاء العلم بقاء حملته. فاذا ذهب حملته ومن ومن يقوم به وقع الناس في الضلال. كما في الحديث الصحيح عن صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال. ولكن يذهب العلم بذهاب العلماء فاذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا. وخرجوا وخرج الترمذي من حديث جبير بن نهيل عن ابي الدرداء قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا اوان هذا يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء. فقال زياد ابن فقال زياد ابن لبيد كيف نبدأ كيف يختلس العلم كيف يختلس من كيف يختلس منا العلم. وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نسائنا وابناءنا فقال ثكلتك امك يا زياد ان كنت ان كنت لا اعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى. فماذا تغني عنهم؟ قال جبير بن نهيل فلقيت عبادة ابن فلقيت عبادة ابن فقلت الا تسمع ما يقول ابو الدرداء؟ فاخبرته بالذي قال فقال صدق ابو الدرداء لو شئت باول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك وان الخشوع يوشك ان ان تدخل ان تدخل مسجد جامع فلا ترى فيه فيه خاشعة وخرجه النسائي من حديث جبير بن نخيل عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. وفي حديثه فذكر صلى الله عليه وسلم ضلالة اليهود والنصارى على ما في ايديهم من كتاب الله. قال جبير فلقيت شداد ابن اوس فحدثته بحديث عوف فقال صدق الا اخبرك باول دارك يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا. وخرج الامام احمد من حديث زياد ابن ابن لبي من حديث زياد ابن لبي عن النبي الله عليه وسلم انه ذكر شيئا فقال ذاك ذاك عند اوان ذهاب العلم. فذكر الحديث وقال فيه اوليس اوليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل لا يعلمون بشيء مما فيها. ولم يذكروا بعدها. نعم لاحظ ان المؤلف يكرر الكلام ويدور حول قضية. وهي ان العلماء الجهال هم اخطر الاصناف على الناس ولهذا يقول هو فاتخذ اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا. وطريقة المؤلف انه يذكر النص من الكتاب ثم يذكر النص من السنة ثم يذكر اثرا عن الصحابة ثم يذكر اثرا عن التابعين غالبا يدعم مذهبه بمثل هذه الان الشيخ رحمه الله يكرر هذه القضية وهي ان ذهاب العلم ليس برفع الكتاب او مسحه من المصاحف وانما بذهاب العلم الصحيح من قلوب الرجال هذا هو الذهاب الحقيقي للعلم. وانتم تعرفون اننا اليوم نقول المساجد ملآنة بالمصاحف و كل الناس في متناول القرآن لكن هذا شيء والانتفاع من القرآن واصلاح القلب شيء اخر يختلف تماما عن هذا الامر. اذا يؤكد على هذه القضية وهي ان بقاء العلم او ذهاب العلم يقصد به بقاءه وذهابه في قلوب الرجال الذين يحملون او حملا صحيحا وان معنى ذهاب العلم تصدر الذين لا يصلح ان يتصدروا. هذا هو ذهاب العلم اذا تصدر من لا يحسن به ان يتصدر صار يوجه الناس توجيهات لا لا تتناسب مع حقيقة الشرع ولا مع روحه ولا مع نصوص الكتاب والسنة وهذا هو ذهاب العلم الحقيقي. ولهذا اشار آآ عبادة بن الصامت تأكيدا لكلام آآ ابي الدرداء انه اول شيء يرفع من العلم النافع كما سيكرر المؤلف عليه بعد قليل هو الخشوع هذا اول شيء يرفع نسأل الله العافية والسلامة. تجد انسان قصده صالح ويعرف الحق من الباطل من جهة الادلة. لكن لا يوجد خشوع في قلبه نوع من ذهاب العلم وقد لا يوفق للحق بسبب ذهاب الخشوع. الامر ليس امرا سهلا نحن لا نهتم بامور الصحابة والنصوص تهتم بها غاية الاهتمام اضرب لكم مثال واظح الان اهتمام طلاب العلم بقراءة العلوم الظاهرة سيسميها المؤلف العلوم الظاهرة ايهم اشد اهتمامهم بالعلوم الظاهرة او اهتمامهم بالعلوم الباطنة لا شك ان اهتمامهم بالعلوم الظاهرة اكثر يحضرون دروس الفقه والحديث والتفسير ويحفظون ويجتهدون وهذا خير عظيم لكن اذا قارنت هذا باهتمامهم بالعلوم الباطنة واصلاح القلوب ستجد انه اقل. سيأتينا الان ان الصحابة عكس تماما يهتمون اول شيء بقلوبهم. اذا صلح القلب ابشر بالخير. بالعلم والخير وانفتاح الفهم وادراك مقصود الله ومقصود طوله ولكن اذا اهتم الانسان بالعلوم الظاهرة وقلل اهتمامه بالعلوم الباطنة هنا تقع الاشكالية ويقع خلط الحق بالباطل ثم اه لاحظ معي فيما سيأتي الان عند قولك في هذه الاحاديث لاحظ كيف لخص المؤلف ما في هذه الاحاديث اثم العلم وخير ففي هذه الاحاديث ففي هذه الاحاديث ان ذهاب العلم لذهاب العمل وان الصحابة فسروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب وهو الخشوع. الحمد لله ان الصحابة فسروا ذهاب العلم بكم؟ بامرين. الاول ذهاب العمل الثاني ذهاب الخشوع. هذا هو ذهاب العلم. وليس ذهاب المعلومات ليس الا يعرف الانسان حكم القضية هذه او تلك لا وانما ذهاب العلم بذهاب العمل وذهاب الخشوع. وهذا في القرون المتأخرة موجود بكثرة موجود بكثرة تجد بعظ يعني كثير من الناس لا تعوزه المعلومة المعلومة موجودة لكن الاشكال عنده في التطبيق والخشوع الخضوع والاخبات لله قليل او ضعيف والعمل بالعلم قليل جدا جدا العمل بالعلم كل واحد منا يا اخواني لا نذهب للناس كل واحد منا يلاحظ نفسه ما مقدار عمله بعلمه هل كل ما يعلم يعمل به او يخل ببعض الامور. يعلم ان بر الوالدين واجب. هل هو قائم؟ يعلم ان قيام الليل عظيم جدا. هل يقوم به؟ يعلم ان التبكير للصلاة يعلم ان الربا محرم. يعلم ان الحسد والغيبة يعلم ان كل هذه الامور يعلمها. لكن العمل والتطبيق ستجد انه اقل كل واحد يحاسب نفسه وستكون المعايير التي ذكرها الصحابة خير ما يبين للانسان نفسه. نعم وكذا روى عن حذيفة ان اول ما يرفع ان ان اول ما يرفع من العلم الخشوع فان العلم علمان كما قال الحسن علم اللسان فذاك حجة الله على على ابن ادم وعلم في القلب فذاك العلم النافع وروى عن الحسن وروي عنه وروي عن الحسن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم علي ابليس عن ابن مسعود قال ان اقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراخيهم ولكن اذا وضع في القلب فرسخ فيه نعم يعني فهذا هو النافع اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. اما القراءة في الحلق واللسان فهذا لا يجاوز التراقي كما قال المؤلف ولاحظ المؤلف لم يعجزه النصوص الكثيرة التي تؤكد على ان اول ما يرفع الخشوع. هذا حذيفة وقبله اثنين من الصحابة وقبله احاديث احاديث زياد بن لبيد كلهم يقولون ان اول ما يرفع من العلم هو الخشوع هذا اول فاستفدنا انه سمى الخشوع علم حنا ما نسمي اليوم الخشوع علم. واستفدنا انه اول ما يرفع من قلوب الرجال هو هذا ثم في الحسنة الرائعة يسمي العلوم الظاهرة علم اللسان. لان هذا فقط في اللسان ولا يطابق القلب. فهذا علم اللسان حجة على ابن ادم فقط. اما علم القلب فهذا هو العلم النافع هذا هو العلم النافع. نعم فالعلم النافع هو ما باشر القلب. نعم. فالعلم النافع هو ما باشر القلب فاوقر فيه معرفة الله تعالى وعظمته واجلاله وتعظيمه ومحبته ومتى سكنت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح كلها تبعا لخشوع واحد وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اني اعوذ بالله من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع هذا حديث عظيم. هذا الحديث يتوافق تماما مع فقه الصحابة. لانه يقول اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع. العلم الذي لا ينفع هو الذي لا يعمل به ثم قال ومن قلب لا يخشع ستجد ان هذا الحديث يتوافق تماما مع قول المؤلف السابق ان الصحابة يرون ان ذهاب العلم يكون بذهاب العمل وذهاب الخشوع توافق تام لانهم يأخذون هم علومهم من الكتاب والسنة. وهذا يدل على ان العلم الذي وهذا يدل على ان العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب فهو علم غير نافع. مهما كثر مهما كثر اذا لم يكن هذا العلم يسبب خشوع القلب اذا لم تكن الايات تقرع القلب قرعا اذا لم تكن تخشع اذا قرأت القرآن فاعلم ان العلم الذي تطلبه ناقص النفع حقيقة العلم الذي نقرأه ناقص النفع اذا لم يكن الانسان آآ يوجب له هذا العلم رقة القلب فهو على خطر ينبغي انه يسأل الله في كل سجود انه يصلح قلبه. نعم وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يسأل الله انه كان يسأل الله علما نافعا وفي حديث اخر وفي حديث اخر قال سلوا الله علما نافعة وتعوذوا بالله من علم لا ينفع. واما العلم الذي واما الذي على اللسان فهو حجة الله على ابن ادم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة لك او عليك اين ذهب من الناس العلم الباطن ذاق الظاهر على الالسنة حجة ثم يذهب هذا العلم ثم يذهب هذا العلم الذي هو حجة بذهاب حملته. ولا يبقى من الدين الا الا اسمه. فيبقى فيبقى القرآن في المصاحف ثم ثم يسرى في اخر الزمان فلا يبقى منه في المصاحف ولا في القلوب شيء. اذا العلم سيمر في الشرع الى قيام الساعة بثلاث مراحل. المرحلة الاولى علم ينتفع به القلب ويتوافق فيه علم الظاهر والباطن وهو علم السلف والصحابة والقرون الثلاثة المفظلة ثم ينتقل الى المرحلة التي يهتم بها بالعلم الظاهر الذي يسميه المؤلف علم اللسان ويقل الاهتمام بالعلم الباطن وهذا يختلف فيه الناس وهو المرحلة التي نمر بها نحن ويختلف من شخص لاخر منهم من اكمل الله له امره ومنهم من نقص نقص كان يسيرا ومنهم من نقص نقصا شديدا. ثم المرحلة الاخيرة ذهاب العلم الظاهر والباطن. بان يرفع الخشوع القلب ثم يمسح القرآن كله ولا يبقى بين ايدي الناس وهذا يكون في اخر الزمان نعم. ومن هنا قسم من قسم من العلماء العلم العلم الى ومنهم العلم الى باطن وظاهر. فالباطل ما باشا قلوبها اثمر لها الخشية والخشوع والتعظيم والاجلال والمحبة والانس والشوق. والظاهر ما كان على اللسان فبه تقوم حجة الله على عباده وكتب وهم ابن منبه الى مكحول انك امرؤ قد اصبت بما ظهر لك من علم الاسلام شرفا فضل بما بطن من علم الاسلام محبة وزلفا. وفي رواية اخرى انه كتب اليه انك قد بلغت بظاهر علما علمك عند الناس منزلة وشرفا فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفا واعلم واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى فاشار وهم بعلم فاشار وهم بعلم الظاهر الى علم الفتاوى والاحكام والحلال والحرام والقيصر والوعظ وهو ما يظهر على الانسان. لا الان لاحظ انه ما كتبه وهب ابن منبه رحمه الله الى مكحول يتوافق تماما مع ما ذكر في النصوص السابقة فهو يقول له العلم الظاهر العلم بالحلال والحرام هذا اه بلغت به منزلة عند الناس اطلب لنفسك منزلة عند الله وهذه المنزلة لا تكون عند الله الا بعلم الايش الا بعلم الباطن الشيء الملفت للانتباه انه الانسان لا يكتب للعالم لا يكتب لعالم اخر الا بشيء مهم عنده اليس كذلك؟ يهتم بهذا الامر اهتمام شديد ثم يكتب واحد مثل وهبي بن منبه الى واحد مثل مكحول كل واحد امام في بلده يكتب له له هذه القضية وهذا يعني انه اهتم بها غاية الاهتمام. وانا ارجع واقول كما قلت مرارا ان الصحابة والتابعين والسلف يهتمون بامور لا نهتم بها نحن. يهتمون تقلقهم امور معينة. لم يكتب هذه الرسالة حتى يعني عالجها في نفسه واشغلته حتى الحت عليه نفسه بالكتابة الى مكحول انه انتبه لا يغطي علم الظاهر بالنسبة لك وما وجدته من على علم الباطن الذي هو المنزلة الحقيقية عند الله. وهذا العلم يوجب لصاحبه وهذا العلم يجيب لصاحبه محبة الناس له وتقدمه عندهم فحذره من الوقوف عند ذلك والركون اليه والالتفات الى تعظيم الناس ومحبتهم فان من وقف مع ذلك فقد انقطع عن الله وانحجب بنظره الى الخلق عن الحق. واشار بعلم الباطل الى العلم الذي يباشر القلوب فيحدث لها الخشية والاجلال والتعظيم. وامره ان يطلب بهذا المحبة المحبة من الله والقربة منه والزلبة لديه. ايه ولذلك نحن يجب ان نسأل انفسنا جميعا هل ان حجبت ابصارنا بالنظر الى الخلق عن الخالق هل انحجبت ابصارنا بالنظر الى الخلق عن الخالق بمعنى هل منعك النظر الى الخالق من آآ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل امرك النظر الى الخلق عفوا هل منعك النظر الى الخلق من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل جاملت الخلق في شيء لا يحبه الله؟ اشياء كثيرة حول هذا. وعبارة المؤلف رائقة جدا فهو يقول اه فان من وقف مع ذلك فقد انقطع عن الله وانحجب بنظره الى الخلق عن الحق وكثير من الناس محجوب بهذا يستحي من فعل الطاعات او لا يقبل عليها كله بسبب النظر الى الخلق ثم سيقسم المؤلف العلماء تقسيم رائع جدا وكان كثير من السلف وكان كثير من السلف كسفيان الثوري وغيره يقسمون العلماء ثلاثة اقسام. عالم بالله وعالم بامر الله بذلك الى من جمع بين هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم الممدوحون لقوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وقوله ان الذين اوتوا العلم من قبله لا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا الى قوله ويزيدهم خشوعا. وقال كثير من السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية. وقال بعضهم بخشية الله علما وكذا بالاضطرار بالله جهلا. هذا هو القسم الاول سيبدأ المؤلف بالقسم الثاني. القسم الاول عالم بالله وعالم بامر الله. وفي هذه النظرة من سفيان الثوري وغيره توازن عظيم جدا. فهو يرى ان الاهتمام بعلم علم بالله لا يمنع من الاهتمام بامر الله. وقول كثير من السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية هذا لا يعني ان لا يطلب الانسان كثرة الرواية ولا يعني الا يتوسع بالعلوم اللسانية او الظاهرة. لكن يعني انه يجب ان يخلط العالم بين علم القلب وعلم الرواية والفهم والدراية. نعم وهذا هو القسم الاول وهم العلماء الذي اثنى عليهم القرآن والسنة وهم ربانيون نعم ويقول ايضا ويقولون ايضا عالم بالله ليس ليس بعالم بامر الله وهم اصحاب العلم الباطل الذين يخشون الله وليس لهم اتساع في العلم الظاهر. هذا القسم الثاني وهو يعني يقصد تقريبا العباد الذين يعني فيهم خير وعبادة وصلاح واتصال بالله لكنهم مقلون من اه العلم الشرعي. ولاحظ انه جعلهم في المرتبة الثانية. المرتبة الاولى هم الذين جمعوا بين الامرين. فاذا الشاة المؤلف لا يثني على الذين يهتمون بالعبادة باكثر من العلم ولا على العكس وانما يثني على الذين يجمعون بين العبادة والعلم ثم بدأ بالقسم الثالث اسوأ الاقسام ويقولون عالم بامر الله ليس بعالم بالله. وهم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطل. وليس لهم خشية ولا موجود وهؤلاء مذمومون عند السلف. لاحظ جعلهم اسوأ الاسناف هؤلاء اسوأ الاصناف الذين يهتمون بالعلم الظاهر وليس لهم اهتمام بعلم الباطن المؤلف يرى انهم اخطر من الذين يهتمون بالعبادة وليس لهم اهتمام بالعلم لماذا؟ لان هؤلاء يظلون الناس فاذا على مقياس سفيان الثوري العامي صاحب العبادة والخضوع والاخبات والذي علاقته مع ربه حسنة قوية خير من عالم المتوسع في العلم الذي ليس له خشوع الذي ليس له خشوع هذا الاول افضل. بخلاف نظرة الناس اليوم فاذا جعل هؤلاء في مرتبة آآ في النصف فهم خير من الذين يتوسعون في العلوم من غير نظر للخشوع. نعم ولذلك يقول لاحظ ماذا يسميه. نعم وكان بعضهم يقول هذا هو العالم الفاجر. نسأل الله العافية فاجر يسميه فاجر ما هو ما هي الاشكالية عند هذا؟ توسع في العلوم الظاهرة وعلوم اللسان الحلال والحرام ولكن ليس له نصيب من العبادة القلبية بي وهذا الكلام لا ينصرف الى العلماء هو ينصرف لكل مشتغل بالعلم. من بداية طلب العلم الى نهاية التمكن. هذا التقسيم يشمل الجميع. نعم وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل ولم يصل ولم يصل العلم النافع الى ولم يصل العلم النافع الى ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والاعراض عن الاخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها التقدم بين اهلها وقد منعوا وقد وقد منعوا احسان الظن وقد منعوا احسان الظن بمن وصل العلم النافع الى بمن وصله لمن وصل العلم النافع الى قلبه فلا يحبونهم ولا يجالسونهم وربما دمروهم ذموهم وقالوا ليسوا بعلماء وهذا من خداع ايطالي وغروره ليحرمهم الوصول الى العلم النافع الذي مدحه الله ورسوله وسلفوا الامة وائمتها. نعم هذا المقطع مهم لان المؤلف ذكر خمس صفات لعلماء السوء خمس صفات يعني تظبط لك الامر. الصفة الاولى انهم اهل غفلة وقسوة اهل غفلة وقسوة يغفلون عن امر الله وعن ذكره وايضا قلوبهم قاسية لا تتأثر بمواعظ الكتاب ولا بمواعظ السنة ولا بمواعظ الواقع الصفة الثانية الاعراض عن الاخرة ليس لهم هم بالنظر للاخرة لا يراقبون الله ولا يتصرفون تصرف الذي سيفضي الى الاخرة الثالث التنافس في الدنيا بالتنافس في الدنيا. لاحظ لم يقول للشيخ طلب الدنيا هذا المقدار لا يكون في حرج من الصحابة من طلب الدنيا لكن التنافس منافسة الناس على الدنيا هذه علامة على قسوة القلب الصفة الرابعة محبة العلو والتقدم اكثر ما يحبون التقدم سواء كان هذا التقدم بمنصب بحظوة باقبال الناس هم يحبون هذا الامر غاية المحبة الخامس وهو اخر الصفات محاولة منع احسان الظن بالعلماء الربانيين محاولة منع احسان الظن بالعلماء الربانيين. وهذا معنى قول المؤلف وقد منعوا احسان الظن بمن وصل العلم النافع العلم النافع الى قلبه يحاولون ان لا يحسن الظن بمن وصل العلم النافع الى قلبه. هذه خمس صفات ينبغي ان نحذر جميعا منها لانها انما توجد في قلوب علماء السوء الذين قست قلوبهم. ولهذا كان علماء الدنيا. ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الاخرة ويسعون في في اذاهم جهدهم كما سعوا في اذى سعيد في اذى سعيد ابن المسيب والحسن وسفيان ومالك واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. وذلك لان علماء الاخرة خلفاء الرسل وعلماء السوء فيهم شبه من اليهود وهم اعداء الرسل وقتلوا وقتلة الانبياء. ومن يأمر بالقسط من الناس وهم اشد الناس عداوة وحسدا وحسدا وللمؤمنين ولشدتنا ولشدة محبتهم للدنيا لا يعظمون علما ولا دينا وانما يعظمون المال والجاه والتقدم عند الملوك ما زال المؤلف في سياق صفات هؤلاء وانهم آآ من شأنهم بغض علماء الاخرة ولكن هذا التشبيه الظريف الذي ذكره والمؤلف يقول ان علماء الاخرة خلفاء الرسل وكأن علماء السوء خلفاء اليهود والنصارى فخلفاء فاليهود والنصارى اعداء للرسل وخلفاء اليهود والنصارى اعداء لخلفاء الايش؟ الرسل. طبعا هذا على سبيل التمثيل. يعني لا يقصد المؤلف ان يقول انهم من اليهود والنصارى ولكن من طريقة الحافظ ابن رجب والظاهر انه اخذها عن ابن القيم الذي اخذها عن شيخ الاسلام انه دائما يأخذ بعض الصفات الموجودة في اليهود والنصارى الصفات المذمومة ويحذر منها على سبيل التشبيه فلا يلزم من وجود هذه الصفة انه يأخذ حكم اليهود والنصارى هذا معلوم. ولكن فيه صفة من اليهود والنصارى او فيه صفة من المنافقين. وهذا تمثيل لطيف وقد بين لك الشيخ بالمثال الواقعي ان اعداء سعيد بن المسيب واعداء الحسن البصري وسفيان الثوري ومالك واحمد الذين ذكروا في هم هؤلاء يمثلون علماء السوء. نعم كما قال بعض الوزراء للحجاج بن ارضاه ان لك ان لك دينا وان لك فقها. فقال الحجاج افلا افلا تقولوا ان لك شرفا وان لك قدرا. فقال الوزير والله انك لتصغر ما عظم الله وتعظم ما سخر الله كثير مما ممن يدعي الباطن ويتكلم ويتكلم فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر. الذي هو الشراب يذم العلم الظاهر الذي هو الشرائع والاحكام والحلال والحرام ويطعن في اهله ويقولون هم محجوبون اصحاب قشور وهذا يوجب قدح الشريعة وهذا يوجب قدح في الشريعة والاعمال والاعمال الصالحة التي جاءت الرسل عليها والاعتناء بها. احسنت. لما المؤلف بين بيانا شافيا ذم الذين يعتنون بعلم الظاهر والدنيا ويتكلمون عليها وينسون حظهم من علم الاخرة هو آآ الخشوع والاخبات اراد ان ينبه الى ان بعظ الذين يعتنون بعلم الباطن قد يتجاوزون الحق فيذمون العلوم الظاهرة. ويسمونها كما قال المؤلف هنا قشورا. وسيبين المؤلف في ما جاءت من الصفحات ان هذا الفهم فهم خاطئ. وانه لا افراط ولا تفريط سيبين بعبارات رائقة مصادر التلقي حقيقية لعلم الباطن وعلم الظاهر. اه هنا نكون اه انهينا النصف ساعة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بما سمعنا. وان يرزقنا القلوب وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين