بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اه نبدأ بهذا الدرس وسيكون ان شاء الله اه الدرس الاخير في هذا الفصل باعتبار ان ليلة السبت فالقادم ليلة اه اختبارات بالنسبة لطلبة الجامعة واحب ان اشير انه في هذه اللقاءات نأخذ كمية آآ قليلة والغرض من هذا جودة التصور والاستفادة الكاملة من كلام الحافظ ابن رجب ان شاء الله في هذه الليلة يتحفنا الحافظ آآ المحدث الفقيه المفسر آآ بن رجب رحمه الله بكلام غاية في الاهمية حول ثلاثة امور آآ تقريبا الكلام يدور حول ثلاثة امور الامر الاول تفسير معنى قول النبي ان الملائكة تضع اجنحتها رضا لطالب العلم الموضوع الثاني الحديث حول لماذا تجد محبة اهل العلم الموظوع الثالث يدور حول ما السبب؟ ان اه اهل الشر والسوء والنفاق لا يحبون العلماء ويسعون في آآ تقليل منهم آآ والتقليل منهم سيتحدث المؤلف بكلام آآ آآ محرر حول هذه الثلاثة موضوعات ان شاء الله ابدأ يا عزام من قوله قوله صلى الله عليه وسلم وان الملائكة بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله تعالى وشيخنا والسامعين قوله صلى الله عليه وسلم وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. وخرج ابن ماجة من حديث زر ابن حبيش قال اتيت صفوان ابن عسال فقال ما جاء بك؟ قلت اطلب العلم قال فاني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ما من خارج يخرج من بيته في طلب العلم الا وضعت الا وضعت له الملائكة اجنحتها رضا بما يصنع. وخرجه الترمذي وغيره موقوفا على صفوان. وقد هذا الحديث اه حديث اه صفوان ابن رضي الله عنه وارضاه اختلفوا في رفعه ووقفه فاكثر آآ المتأخرين يرونه صحيحا مرفوعا وآآ عدد من المتقدمين لمن يرونه موقوفا ورجح الموقوف آآ الحافظ عبد الحق والخلاف في هذا الحديث لا يظر كثيرا لان هذا هذا الكلام من صفوان لا يمكن ان يقال بالرأي. فان كان مرفوعا فداك وان كان موقوفا فله حكم الرفع لانه لا يقال من قبل الرأي. وآآ الى هذا ذهب ايضا الحافظ بن عبد البر فانه قال مثله لا يقال بالرأي. بهذا ثبت في الحديث الصحيح ان الملائكة تظع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع فهذا المعنى ثابت عن النبي صلى الله وعليه وسلم آآ بعد ان ثبته المؤلف سينتقل الى معنى وضع الملائكة آآ اجنحتها لطالب العلم سيذكر ثلاثة اقوال. نعم وقد اختلف الناس في تأويل وضع الملائكة اجنحتها فمنهم من حمله على ظاهره وان المراد فرش الاجنحة وبسطها لطلاب العلم لتحملهم عليها الى مقاصدهم من الارض التي يطلبون فيها العلم اعانة لهم على الطلب وتيسيره عليهم قد سمعها وقد سمع هذا الحديث وقد سمع هذا الحديث بعض الملحدين فقال لطلبة العلم ارفعوا ارجلكم عن اجنحة ملائكة لا تكثروها يستهزؤون بذلك فما زال من فما زال من موضعه حتى جفت رجلاه وسقط وروي عن اخر قال لاكسرن اجنحة الملائكة فصنع له نعلا طرقها بمسامير كثيرة فمشى بها الى مجلس العلم فجفت رجلاه ووقعت فيهما الاكلة ومنهم من فسر وضع اولا يحمل الحديث على على ظاهر معناه وهي ان الملائكة تظع اجنحتها وظعا حقيقيا اللي يمشي عليها طلاب العلم وهذا القول هو آآ اظعف الاقوال كما سيأتينا ولكن ظعفه ليس من قبل ما رآه اهل الالحاد كما يسميهم المؤلف وانما ظعفه من قبل ان آآ المعنى هذا جاء مفسرا في احاديث صحيحة اخرى كما سيأتي اشارة المؤلف اليها والمؤلف يقول وقد سمع هذا الحديث بعض الملحدين فقال لطلبة العلم الى اخره. كأن المؤلف يشير رحمه الله الى مسألة ان الذين يردون كلام النبي صلى الله عليه وسلم بارائهم ان فيهم شيئا من الالحاد في آآ رأيهم وفي نظرتهم للنصوص الشرعية الحاد لانهم ردوا الاحاديث باستهزاء بمجرد الرأي نسأل الله العافية والسلامة. نعم. القول الثاني ومنهم من فسر وضع الملائكة اجنحتها بالتواضع لهم والخضوع لطلاب العلم كما في قوله تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وفي هذا نظر لان الملائكة لان للملائكة اجنحة حقيقية بخلاف البشر. هذا اذا القول الثاني وقد ضعفه والمؤلف كما ترى لان الملائكة لها اجنحة حقيقية. وانما يقال او يؤول وظع الجناح بالتواظع لمن ليس له جناح مثل انسان وهذا ايضا القول الثاني قول ايضا ضعيف نعم ومنهم ومنهم من فسر ذلك بان الملائكة تحف باجنحتها مجالس الذكر الى السماء كما جاء ذلك صريحا في حديث ابي هريرة عن للنبي صلى الله عليه وسلم وورد مثله في بعض الالفاظ حديث عفوان ابن عسال مرفوعا ان طالب العلم لتحفه الملائكة وتضله باجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا الى سماء الدنيا من حبهم لما يطلب. ولعل هذا القول والله اعلم. اذا هذا هو القول الثالث وهو ارجح الاقوال ان المؤلف يقول وهذا قول اشبه فعرفنا ان المؤلف في هذه المسألة ترقى من القول الظعيف الى القول القوي آآ فبدأ باضعف الاقوال ثم انتهى الى اقوى الاقوال وعلى هذا كثير من المتقدمين يبدأون باظعف الاقوال وينتهون الى اقواها بخلاف ما عليه العرف في وقتنا هذا كثير من الباحثين يبدأ باقوى الاقوال ثم ينتهي باظعفها والامر اصطلاحي يسير. يقول المؤلف كما جاء ذلك صريحا في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديث ابي هريرة اخرجه الامام البخاري رحمه الله وهو ان لله ملائكة يطوفون يبتغون حلق الذكر فاذا وجدوها قالوا هلموا الى حاجتكم فيحفونها الى السماء الدنيا وهذا في البخاري يعني تسمية السماء بانها الى السماء الدنيا فقط هذا الحديث كما ترون حديث اذا صحيح وهو مفسر لهذه الاحاديث الاخرى. لكن تقدم معنا انه المؤلف يرى ان حلق الذكر تشمل الحلق التي يذكر فيها يسبح الله فيها ويحمد ويكبر وايضا تشمل ايش اه الحلق التي اه يعلم فيها الفقه والتفسير ومعاني الحديث الى اخره. وهذا صحيح بلا شك. لكن في حديث البخاري هذا في اخره انه قال ان الله سبحانه وتعالى سأل الملائكة فقال ماذا يقولون فقال الملائكة انهم يكبرونك ويسبحونك ويحمدونك فسروا الذكر في هذا الحديث بالتسبيح والتحميد والتكبير لكن هذا الحديث لا يقتضي قصر الذكر على آآ تسبيح الله وتحميده وتكبيره وانما هذا جاء على سبيل التمثيل والا كما قال المؤلف واستدل عليه بعدة اه اه احاديث تدل على ان مفهوم الذكر في الشرع اقوى مما ذكره اه مما اكثر او اوسع مما ذكر في حديث ابي هريرة هذه ثلاثة اقوال. القول الرابع ان معنى تبسط آآ تضع اجنحتها انها تبسط الاجنحة بالدعاء للمؤمنين فان الملائكة ليس لها ايدي وانما لها اجنحة فتدعو باجنحتها بدل ما تدعو آآ هذا بيديها. القول الخامس ان معنى ان الملائكة تبسط اه اجنحتها ان الملائكة تكون سببا في عدم وصول الطالب الى التعب والارهاق بسبب الانتقال والسفر في طاعة الله وهذا الحقيقة انه مجرب مجرب عند كثير من الناس اذا خرج في رحلة عبادة مثل حج او طلب علم فان النصب والتعب الذي يطوله يكون اقل بكثير مما لو خرج في رحلة اخرى من اغراض الدنيا هذا مجرب اذا هذه المسألة وهي تفسير الحديث فيها خمسة اقوال ومن هنا علمنا ان اهل العلم لهم عناية واهتمام بتفسير معنى وضع الملائكة اجنحتها لطالب العلم. الراجح هو ما رجحه الحافظ ابن رجب رحمه الله وهو ان معنى هذا الحديث ان الملائكة تحف باجنحتها مجالس الذكر الى السماء الدنيا. ثم رجع المؤلف الى الفاظ صلى الله عليه وسلم. نعم قوله صلى الله عليه وسلم وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء. قد اخبر الله في كتابه باستغفار ملائكة السماء للمؤمنين عموما بقوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا وقوله تعالى والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض. فهذا للمؤمنين عموما فاما العلماء فيستغفر لهم اهل السماء واهل الارض حتى الحيتان في البحر. وخرج الترمذي من حديث ابي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله وملائكته واهل السماوات واهل الارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير وصححه الترمذي وخرج الطبراني من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال معلم الناس الخير تغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر ويروى من حديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء يحبهم اهل السماء وتستغفر لهم الحيتان في البحر اذا ماتوا الى يوم القيامة. نعم احسنت. آآ هذا الحديث هو عبارة عن ذكر مناقب للعلماء. يعني المنقبة التي انتهينا منها وضع الاجنحة. وهذه المنقبة اعظم منها واهم وهي ان الم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء وحتى النمل في جحورها من في السماوات ومن في الارض اي منقبة اعظم من هذه المنقبة ان يستغفر للانسان من قبل هذه الكائنات كلها لا شك ان هذا سيكون آآ يعني رفعة اه العالم عظيمة بسبب كثرة الاستغفار له اه هذه الاحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله حديث ابي امامة وحديث جابر وحديث البراء في بعظها ظعف لكن لا شك انه بمجموعها يثبت في الحديث ويؤيد ثبوت الحديث الاية الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا. اذا كانوا يستغفرون الذين امنوا فانه من باب اولى من في السماوات والارض يستغفر للعالم آآ عموما هذا المعنى ان شاء الله ثابت وهو ان من في السماوات ومن في الارض يستغفرون للعالم وهذه منقبة لو ان الانسان لم يطلب العلم الا لهذه نتفت لو لم يطلب الانسان العلم الا ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض لكانت كافية وفيها خير عظيم يبلغ الانسان بها مرتبة ومنزلة رفيعة جدا. لما قرر ان ان كل من في السماوات والارض تغفر للعلماء اراد ان يبين ان طالب العلم وهو في منزلة آآ سيترقى منها الى ان يكون من اهل من العلماء ايضا يستغفر له. ولهذا يقول وورد الاستغفار ايضا لطالب العلم ففي مسند الامام احمد عن قبيصة ابن المخارق قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما جاء بك؟ قلت كبر سني ورق عظمي واتيتك لتعلمني ما ينفعني الله به. قال يا قبيص ما مررت بحجر ولا شجر ولا الا استغفر لك. وقد دل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا والذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. على ان الله وملائكته يصلون على اهل الذكر. والعلم من ولأنواع الذكر كما سبق تقريره. وخرج الحاكم من حديث سليم ابن عامر قال جاء رجل الى ابي امامة. فقال يا ابا امامة اني رأيت في منامي كأن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست فقال ابو امامة اللهم دعونا عنكم وانتم لو شئتم لصلت عليكم الملائكة ثم قرأ يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. وقد هذا اذا ما يدل على استغفار الملائكة ايضا لطالب العلم من حديث اه قبيصة رضي الله عنه وارضاه وايضا استنباط المؤلف من عموم الاية لان الاية دلت على استغفار والملائكة لاهل الذكر للذكر هم الذين اه يذكرون الله وكذلك الذين يتدارسون العلم بينهم وهذا واظح يعني اه استدلاله واظح على ان هذا الفضل يطول طلاب العلم ايظا فينتقل المؤلف الى مسألة اخرى وهي محاولة المؤلف الوصول للسبب الذي من اجله صارت الملائكة وكل من في السماوات والارض يستغفرون للعالم ولطالب العلم وهو منزع واستنباط رائع جدا من الحافظ ابن رجب يقول وقد ذكر بعضهم وقد ذكر بعضهم السر في استغفار دواب الارض للعلماء وهو ان العلماء يأمرون الناس بالاحسان الى المخلوقات كلها وباحسان قتل ما يجوز قتله او ذبحه من الحيوانات. فيتعدى نفعه من الحيوانات كلها. فلذلك يستغفرون لهم فيه معنى اخر وهو ان سائر المخلوقات مطيعة لله قانتة له. مسبحة له غير غير عصاة الثقلين الجن والانس فكل الخلق المطيعين لله يحبون اهل طاعته فكيف به وهو يعرف الله ويعرف حقوقه وطاعته فمن كانت هذه صفته فان الله يحبه ويزكيه ويثني عليه ويأمر عباده من اهل السماء والارض وسائر خلقه بمحبته وعائلة وذلك هو صلاتهم عليه ويجعل له المودة في قلوب عباده المؤمنين. كما قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. ولا تختص محبته بالحيوانات بل تحبه الجمادات ايضا. كما جاء في تفسير تعالى فما بكت عليهم السماء والارض ان السماء والارض تبكي على المؤمن اذا مات اربعين صباحا. وفي الحديث ان ارض تقول للمؤمن اذا دفن ان كنت ان كنت لا حب من يمشي على ظهري فسترى اذا صرت الى بطني صنيعي وانما وانما ايوة. الان ذكر المؤلف رحمه الله سببين. السبب الاول ان الملائكة يدعون الى الى المخلوقات جميعا ومن ومن هذا المنطلق كافأتهم المخلوقات بالاستغفار لهم ولما كان هذا المعنى يقتضي الاحسان الى التي لها احساس كالحيوانات قال في اخر البحث ولا تختص محبته بالحيوانات بل تحبه الجمادات ايضا. المعنى الثاني ان كل جمادات وكل مخلوقات هي مطيعة لله ومنقاده له فهي لي هذا تحب من كان مثلها مطيع ومنقاد لله. وهذا معنى موجود ولهذا تجد الناس على اشكالهم يجتمعون فتجد اهل الصلاح يجتمعون مع بعض واهل الفساد يجتمعون مع بعض المخلوقات مطيعة لله فهي تجتمع مع من اطاع الله من بني ادم واجتماعها هنا اجتماع معنوي وهو بالاستغفار وطلب الرفعة اهل المؤمنين. اذا هذان معنيان من اجلهما استغفرت جميع المخلوقات للعالم آآ وايضا استدلال المؤلف بقوله فما بكت عليهم السماء والارض ومعنى هذا مفهومه انها بكت على غيرهم اذا لم تبكي على الكفار والفساق وهي تبكي على غيرهم وهم المؤمنون وانما تبكي عليهم من اجل ما تقدم تقريره وهذه الاية فما بكت عليهم السماء والارض ايضا تدل على صحة الاحاديث السابقة التي فيها استغفار اهل السماء والارض للعلماء. فهي تدل ايضا على انه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المعنى العام ثم انتقل المؤلف الى بيان الذين يبغضون العلماء وسبب ذلك نعم. وانما يبغض المؤمن والعالم عن صلاة الثقلين. لان معصيتهم لله اقتضت تقديم اهواء نفوسهم على محبة الله وطاعته فكرهوا طاعة الله واهل طاعته. ومن احب الله واحب طاعته واحب اهل طاعته. وخصوصا من دعا الى طاعته وامر الناس بها. اذا ان الذين يكرهون اهل الخير والعلما اه بيذكر المؤسسة يذكر المؤلف سببين. السبب الاول انهم باعتبار انهم من اهل المعاصي واشربت قلوبهم آآ الفسق فهم لاجل هذا لا يحبون اهل الله واهل طاعة الله لانهم يرون انهم على شيء واولئك على شيء اخر. كل واحد منهم قد اتجه اتجاها يخالف الاخر. ولهذا كرهوا ما هم عليه كرهوا ما هم عليه. ومن هنا يقول المؤلف اقتضى تقديم اهواء نفوسهم على محبة الله وطاعته فكرهوا طاعة الله واهل طاعته اذا المعنى الدقيق انهم لما كرهوا طاعة الله كرهوا كرهوا اهل طاعته وهذا معنى ترى يعني دقيق يعني اذا رأيت احدا يكره يكره اهل الخير فالسبب الاساسي بكراهيته اهل الخير هو انه يكره الخير يكره الطاعة لو كان يحب الطاعة لاحب اهل الطاعة. وهذا المعنى قد لا يتفطن له كثير من الناس وهو من حيث هو يحتاج الى توبة بغض النظر عن معاصيه الاخرى من كره المؤمنين لهذا السبب هو يحتاج توبة من هذه الحيثية بغض النظر عن معاصيه الاخرى نسأل الله العافية والسلامة وهذا ملحظ دقيق من الحافظ ابن رجب ثم انتقل الى السبب الاخر وايضا فان العلم اذا ظهر في الارض وعمل به درة البركات ونزلت الارزاق فيعيش اهل الارض كلهم حتى النملة وغيرها من الحيوانات ببركتك ويستبشر اهل السماء بما يرتفع لاهل الارض من الطاعات والاعمال الصالحات. فيستغفرون لمن كان السبب في ذلك. وعكس وهذا ان من كتم العلم الذي امر الله باظهاره لعنه الله وملائكته واهل السماء والارض. حيث سعى في اطفاء نور الله في الارض الذي بسبب اخفائه تظهر المعاصي والظلم والعداوة والبغي. قال الله تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا ومن البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب. اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وقد قيل انها نزلت في اهل بكتاب الذين كتموا ما عندهم في كتابهم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم. طيب. اذا السبب الثاني ان اهل الخير عندهم من النور والبرهان ما يكشف ظلمات اهل الباطل. ولهذا هم يكرهون العلماء لان وجود العالم يقتضي اظهار نور الله. وآآ آآ دحظ شبهات اهل الظلال فلاجل هذا هم يكرهونهم. هنا المؤلف ايظا رجع الى اسباب يعني اغفارنا في السماوات والارض للعلماء فذكر ان وجود العالم انما هو سبب من اسباب نزول البركات لان الخير والبركة يأتي مع الطاعة والطاعة يدعو اليها اهل العلم ولهذا صارت المخلوقات تستغفر للعلماء نعم هو في الحقيقة من قوله وعكس هذا ان من كتم العلم الذي امر الله باظهاره سيتحدث المؤلف بكلام مهم جدا عن حكم كتم العلم حكم كتم العلم نعم وقد قيل انها نزلت في اهل الكتاب الذين كتموا ما عندهم من من كتابهم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ابو هريرة يقول لولا اية من كتاب الله ما حدثتكم شيئا ابدا. ويتلو هذه الاية. وفي سنن ابن ماجة عن البراء ابن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. قال دواب الارض وقد روي هذا موقوفا عن البراء الان المؤلف يرى ان كتم العلم محرم بل ظاهر سياق الكلام وهو كذلك انه يرى انه من الكبائر واستدل على هذا بامرين الاول ان من كتم العلم فقد سعى في اطفاء نور الله والسعي في اطفاء نور الله من اعظم الاثام الثاني قوله تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات الاية وهذه الاية يقول ان بعض اهل العلم يرى انها نزلت في اهل الكتاب وسياق لام المؤلف يدل على انه لا يرى ان هذا صحيحا وانه يرى انها تشمل اهل الكتاب وتشمل المسلمين ويستدل على هذا بان ابا هريرة رضي الله عنه والبراءة معازب استدلوا بهذه الاية على كتمان العلم عند المسلمين. اذا بالدليل والتعليل. الدليل الاية بعد ان اثبت انها تشمل المسلمين والثاني آآ التعليل السابق وهو ان من كتم العلم فقد سعى في اطفاء نور الله. طيب اذا آآ كتم العلم من اعظم المحرمات وهو من الكبائر واعظم ما فيه من الخطورة انه يتعرض للدخول تحت قوله تعالى ويلعنهم اللاعنون نسأل الله العافية والسلامة. وروي عن طائفة من السلف. وروي عن طائفة من السلف قالوا تلعنهم دواب الارض. ويقولون منعنا القطر بخطايا بني ادم فان كتمان العلم النافع سبب لظهور الجهل والمعاصي. وذلك يوجب محو المطر ونزول البلاء. فيعم دواب الارض فتهلك بخطايا بني ادم فتلعن الدواب من كان سببا لذلك وقد ظهر هنا انتهى الكلام حول كتم العلم والسبب في وهو مظمن للسبب في محبة المخلوقات للعالم واستغفارها له. وطلب الرفعة له هم هنا سيتحدث المؤلف آآ عن قضية لماذا تعتبر محبة العلماء من الدين؟ يعني بعض الناس الان اذا قلنا له تجب محبة العلماء يظن اننا نتحدث عن اشخاص العلماء او نقدس اشخاص العلماء نحن لا يعنينا شخص العالم وانما يعنينا ما يحمله العالم من علم ونور وهدى وتزكية للنفوس لاجل هذا نحن نحب بالعلماء. كما الان بينه المؤلف العالم اذا قام بوظيفته وبمهمته التي كلفها الله بها فنحن محبته من الدين كما سيعبر الان المؤلف محبته من الدين من صميم الدين لان لا نحب لشخصه وانما نحبه لما يظهر عليه من البركة ولنشره العلم ولنشره ما جاء عن الله وعن رسوله. حول هذا المعنى المؤلف وقد ظهر بهذا وقد ظهر بهذا ان محبة العلماء من الدين كما قال علي رضي الله عنه لكميل ابن زياد ومحبة العالم دين يدان بها. انظر كيف الصحابة عندهم فهم للقضايا عميقة جدا لو قرأت هذه العبارة لعلي رضي الله عنه وارضاه من غير هذا السياق لم تفهمها هذا الفهم لكن لما جاءت في هذا السياق عرفنا الان دقة الصحابة وعمق علومهم وانا قلت لكم ان آآ الامام احمد يقول ان الصحابة هم اخبه الناس بمقاصد الشرع وشيخ الاسلام يقول الصحابة هم افقه الناس من مقاصد الشرع انما عرفوا هذا من مثل هذه المباحثة فاذا هذه الكلمة دقيقة من اه علي رضي الله عنه وهي في ضوء النصوص السابقة وفي الاثر المعروف وفي الاثر المعروف كن عالما او متعلما او مستمعا او محبا لهم ولا تكن الخامس فتهلك. لا يخرج احد عن هذا التقسيم كل من على وجه الارض هم يندرجون تحت هذا التقسيم. كل واحد يختار لنفسه القسم الذي يرى ان نجاته فيه. لاحظ كيف سيشرح المؤلف هذا التقسيم؟ قال بعض الثلاثة قال بعض السلف عند هذا سبحان الله لقد جعل الله لهم مخرجا يعني انه لا يخرج عن هذه الاربعة الممدوحة الا الخامسة الهالك وهو من ليس بعالم ولا متعلم ولا مستمع ولا محب لاهل العلم وهو كيف جعل الله لهم مخرجا ما الذي يعني ما ما السبب انه فهم هذا الاثر على هذا المعنى؟ جعل الله لهم مخرجا بان جعل احد المراتب محبة اهل العلم هذه المرتبة لا يعجز عنها احد هذه المرتبة لا يعجز عنها احد فلما وضع لهم هذه المرتبة قال هذا العالم سبحان الله لقد جعل الله لهم مخرجا بان يحبوا اهل العلم اذا احب اهل العلم خرج من الخامسة التي فيها الهلاك فان من ابغض اهل العلم فان من ابغض اهل العلم احب هلاكهم ومن احب هلاكهم فقد احب ان يطفأ نور الله في الارض ويظهر ترى فيها المعاصي والفساد فيخشى ان لا يرفع له مع ذلك عمل كما قال سفيان الثوري وغيره من السلف وكان بعض خدم خلفاء يبغضوا ابا جيد جدا. غاية في الروعة ومعرفة ما معنى ان يبغض الانسان اهل العلم فان من ابغض اهل العلم احب هلاكهم ومن احب هلاكا فقد احب ان يطفأ نور الله في الارض ويظهر فيها المعاصي والفساد. اذا فاهية اهل العلم تعني في المحصلة النهائية محبة ظهور الشرك والظلام وكراهية النور الذي وكراهية انتشار النور الذي انزله الله على رسوله به صلى الله عليه وسلم اذا يجب ان نفهم ما معنى ان نقول يجب ان تحب اهل العلم وما معنى ان نقول يحرم عليك ان تبغض اهل العلم لانه بهذا التدرج الذي بينه المؤلف عرفنا لان ابغاض اهل العلم يبدأ ببغض اهل العلم وينتهي بكراهية ما انزل الله على رسوله. نعم وكان بعض خادم الخلفاء يبغض ابا الفرج ابن الجوزي ويسعى في اذاه بجهده فرآه بعضهم في منامه وهو يذهب به الى النار فسأل عن سبب ذلك فقيل له كان يبغض ابن الجوزي. قال ابن الجوزي لما زاد تعصبه واذاه لجأت الى الله في كشف ستري فقسمه الله تعالى قريبا. نعم. ولما قتل الحجاج سعيد بن جبير كان الناس كلهم محتاجين الى علمه فمنعهم الانتفاع بعلمه. فروي في المنام ان الحجاج قتل بكل قتيل قتلة في الدنيا بكل قتيل قتله في الدنيا قتلة وقتل بسعيد بن جبير سبعين قتلة. نعم. اذا من يسعى في العلماء بالاذى اه وآآ الظرر فان عاقبته غالبا وخيمة لا سيما ان دعا عليه العالم لا سيما ان دعا عليه العالم فانه اذا دعا عليه العالم فانه سيقسمه الله عن قرب ومن هنا نجد ان الذين اذوا الامام احمد رحمه الله في الغالب لم يصابوا بشيء لان الامام احمد صرح انه عفا عنهم باعتبار انه يرى انهم من المكرهين. لكن بالنسبة لابن الجوزي وسعيد اه ابن جبير هؤلاء دعوا الله على من اذاهم فقسم عن قريب ولاحظ انه انهم يركزون عن قضية عن قريب بل سعيد اخر واحد قتله الحجاج سعيد بعده لم يسلط على احد بسبب هذا الدعاء من التابعي رحمه الله وغفر له وجزاه عن الاسلام والمسلمين خيرا نعم ثم قال ولهذا المعنى كان اشد الناس عذابا من قتل نبيا لانه سعى في الارض في الفساد ومن قتل عالما فقد قتل خليفة فتى نبي فهو ساع في الارض بالفساد ايضا. ولهذا قارن الله بين قتل الانبياء وقتل العلماء الامرين بالمعروف في قوله تعالى ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم. نعم لهذا المعنى السابق وهو ان كراهية او اذى العالم يؤدي الى ذهاب النور وقلة الشرع. فمن هنا صار اشد الناس عذابا من قتل نبيا لان النبي اعظم من العالم في تبليغ الشرع ونشره ونشر الخير والنور نعم. وقال عكرمة وغيره من السلف في قوله تعالى من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. من قتل نبيا او اماما او امام عدل قال فكانما الناس جميعا ومن شد على عضد نبي او امام عدل فكأنما احيا الناس جميعا. اذا قتل عالم واحد كان له قتل للناس جميعا لان العالم ينشر خيره على الناس جميعا. كما ان من قتل امام عدل فكانما قتل الناس جميعا لان امام العدل ينشر عدله على الناس جميعا وهذا كله تأكيد لما تقدم تقريره من اننا نحب العالم ونعظم العالم لاجل ما انشره من خير وما يكون على يديه من بيان للشرع وحث عليه. هنا انتهت الوقت المقدر ونقف على قوله صلى الله عليه وسلم وفضل العالم على العابد هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين