ثم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر هو ماءه الحل ميتته. هذا الحديث صححه الامام البخاري وصححه مع البخاري البيهقي. وصححه مع البيهقي ابن منده. وصححه جمع من اهل العلم هذا الحديث يرويه الامام مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن المغيرة ابن ابي بردة عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. واذا نظرت الى هذا الحديث الى هذا الاسناد تجد انه اسناد صحيح في ظاهره صحيح. ولهذا صححه البخاري. لكن مع ذلك نجد ان الامام ابن حزم وكذلك مال اليه الامام بن دقيق العيد وكذلك هو مفهوم عبارة ابن عبدالبار هؤلاء جميعا يرون ان الحديث من جهة الاسناد ضعيف. وعلل هؤلاء هذا الاسناد بامور. الامر الاول ان الحافظ الكبير يحيى بن سعيد القطان روى هذا الحديث عن المغيرة ابن ابي بردة مرسلا. ومعنى انه مرسل يعني انه لم يذكر ابا هريرة ويحيى بن سعيد وقد خالف سعيد ابن سلمة المذكور في الاسناد. وبين سعيد ويحيى بن سعيد القطان مثل ما بين السماء والارض في الحفظ والاتقان تجويد الاحاديث. فيحيى امام بل انه وصف بانه امير المؤمنين في الحديث. هكذا عللوا هذا الحديث. ما الجواب؟ ما الجواب على هذه لله وانت تلاحظ ان الحديث صححه الامام البخاري الواقع انه لا يوجد جواب ولم اجد جوابا على هذه العلة الا انهم اجابوا بان هذا الحديث من الاحاديث التي تلقتها الامة بالقبول فكأنهم ايدوا الاسناد بهذا المعنى. وبهذا اجاب الاشبيلي وبهذا اجاب الحافظ ابن عبد البر الحافظ ابن عبد البار يرى ان هذا الاسناد من حيث الصنعة الحديثية لا يصح لكنه يصحح الحديث لان الامة لقته بالقبول. العلة الثانية التي ذكروها للحديث عنا صفوان بن سليم وسعيد بن سلمة مجهولان والجواب عن هذه العلة سهل. وهو من وجهين الوجه الاول ان النسائي وهو امام نثبت وثقها هذين الرجلين. وايضا وثقهما ابن حبان. وثقهما ابن حبان رحمه الله اضف الى هذا ان الائمة صححوا حديثهما وتصحيح الائمة لحديث الرجل فيه تقوية له فهذه العلة لا اشكال فيها. العلة الاخيرة وهي الثالثة علوا بالاضطراب فقالوا ان هذا الحديث مضطرب جدا. اسانيده مضطربة والفاظه مضطربة. والاضطراب من اسباب القادة والجواب على هذا التعليل ان هذا نخلص منه باسناد الامام ما لك فان الامام ما لك بن انس جود هذا الحديث واتى به على وجهه المطلوب. فنترك الاضطرابات الاخرى ونأخذ اسناد الامام الحافظ مالك ابن انس رحمه الله والراجح ان الحديث صحيح. واذا صحح البخاري حديثا فمن الصعوبة بمكان ان يجرؤ الانسان على تضعيفه ما لم يكن هناك بينة واضحة وليس هنا بينة واضحة لا سيما وان الحديث تلقته الامة بالقبول. انتهى من الكلام عن اسناد الحديث وتبين انه ان شاء الله صحيح