بسم الله الرحمن الرحيم الم نشرح لك صدرك وارضى عنك وزرك الذي انقض ظهرك. ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا فاذا فرغت فانصب والى ربك فرا. قال سبحانه وتعالى الم اشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك. الم نشرح لك صدرك المقصود بشرح الصدر هنا اي توسيع الصدر لقبول الحق وفهمه والعمل به هذا معنى شرح الصدر اي توسيع الصدر ليقبل الحق ويعمل به ويفرح به فالانسان اذا قبل الحق وعمل به وقبله قلبه فهذا الذي شرح قلبه للحق فهذا هو المقصود بقوله سبحانه وتعالى الم نشرح لك صدرك وقصة شق صدر النبي واستخراج قلبه وغسله وملئه بالحكمة والعلم والايمان هو شيء من هذا هو شيء من هذا لانه لما ملئ حكمة وايمان انشرح انصار يأخذ الحكمة والايمان. فهذا نوع من شرح الصدر وليس هو كل شرح الصدر النبي صلى الله عليه وسلم شرح صدره لقبول الحق. ولهذا ابن القيم رحمه الله يقول ينشرح صدر الانسان بقدر ما يتابع النبي صلى الله عليه وسلم اذا كانت متابعتك للنبي صلى الله عليه وسلم تامة انشرح صدرك انشراحا تاما وانشراح الصدر الذي يفهمه الناس وهو الراحة هذا من اثار انشراح الصدر اما معنى انشراح الصدر فهو قبول الحق والعمل به. واذا قبل القلب الحق وعمل به استاسع وانبسط وانشرح وارتاح وهذه المعاني التي لا يفهم الناس من انشراح الصدر الا هي. وهي من ثمرات انشراح الصدر الحقيقي الم نشرح لك صدرك قوله الم نشرح لك صدرك ايضا من الموضوعات التي في الحقيقة جديرة بالبحث في القرآن الاستفهامات الاستفهامات كثيرة ومتنوعة وفيها اعجاز قرآني في الحقيقة هنا الاستفهام الم نشرح لك صدرك هذا الاستفهام للتقرير الذي ينبني عليه الشكر والاذعان هذا الاستفهام للتقرير وينبني على التقرير ان الانسان يقر بهذه النعمة انه يشكر الله ويعمل بمقتضاها ووضعنا عنك وزرك الوزر في لغة العرب هو الحمل الثقيل وهنا استعمل في الذنوب. فمعنى ووضعنا عنك وزرك يعني حططنا عنك ذنوبك وهذا نعمة من نعم الله على رسوله صلى الله عليه وسلم انه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا وهذه الاية واشباه هذه الاية. من الادلة على ان كل حديث فيه انه يغفر لصاحب العمل ما تقدم وما تأخر من عمله فهو ضعيف لان هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى يمتن على نبيه هنا انه وضع عنه كل الذنوب صلى الله عليه وسلم التي كانت في ايام الجاهلية كل ذنب ممكن ان يكون من النبي مثل صغائر الامور اليسيرة فان الله يغفر له في الاحاديث مثلا من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وما تأخر ضعيفة لا تصح. بدون بحث في الاسناد هذا من خصائص النبي المغفرة التامة الشاملة العاملة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم. اذا معنا ووظعنا عنك وزرك يعني حططنا عنك آآ ذنوبك. قوله تعالى آآ الذي انقض ظهرك معنى انقض ظهرك يعني اثقله واجهده. وهذا تمثيل لان الحمل يتعب الظهر النقيض هذا انقذ ظهرك. النقيض هذا الصوت الذي يخرج من الظهر اثناء الحمل او من بعير اثناء الحمل هذا الصوت يسمى نقيظ فالله سبحانه وتعالى يقول انقض ظهرك يعني رفع عنك الثقل الذي اتعبك وهو الذنوب والذنوب فعلا ثقيلة لكن مشكلة ابن ادم انه لا يشعر بها ثقيلة جدا كما لو حمل على ظهر الانسان الحجارة الثقيلة الذنوب على ظهر العبد كالحجارة الثقيلة جدا على ظهره هذا معنوي وهذا حسي والقرآن اراد ان يقرب الصورة وان يجعل المسلم يتصور ان هذه الذنوب ثقيلة وانها ستؤدي به الى الهلاك الذي انقض ظهرك اذا معناه اي اه اثقله واجهده. ورفعنا لك ذكرك الله عز وجل رفع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة ولا يوجد مخلوق رفع ذكره كالنبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم ينادى باسمه مع اسم الله في الاذان وفي التشهد وفي كل مكان صلى الله عليه وسلم وفي يوم القيامة سينتدب الناس الى الانبياء مرون عليهم جميعا ثم يعلي الله سبحانه وتعالى ذكر نبيه وينتدب الشفاعة قلق كلهم واي شيء اعلى من هذه المكانة والنبي صلى الله عليه وسلم اعلى الناس مكانة في الجنة. الله سبحانه وتعالى اعلى ذكره في الدنيا والاخرة صلى الله عليه وسلم. ثم قال سبحانه وتعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. يعني ان الله سبحانه وتعالى يخبر ان العسر دائما معه يسر. وان من لطف الله بالعباد انه يجعل دائما مع العسر يسرا والعسر هنا واليسر كلاهما من الله سبحانه وتعالى بحكمته وتقديره لكن اليسر اكبر واعظم منا في هذه الاية. لانه قال فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. العسر هنا هو واحد. يسرى هذا اليسرى الاول. ثم قال ان مع العسر يعني نفس الاول لانه اتى بالالف واللام يعني نفس العسر الاول يسرا اخر ففي الاية يوجد يسران وعسر واحد اليس كذلك؟ ولهذا لن يغلب اه عسر واحد اه يسراين. فهذه الاية فيها بشارة عظيمة في ان كل ما اصاب من العسر فانه سيكون باذن الله معه آآ ما يجعل الله من اليسر في هذه الحادثة المعينة. ثم قال سبحانه وتعالى فاذا فرغت فانصب معنى فاذا فرغت فانصب. يعني فاذا فرغت من امور الدنيا ومعاشك وما يتعلق بهذه الامور التي لا بد منها فاشتغل بطاعة الله فاشتغل بطاعة الله. هذا معنى قوله فاذا فرغت فانصب يعني اذا فرغت من اعمالك الدنيوية التي لا بد منها فاشتغل بطاعة الله. وفي هذه الاية دليل على ان المسلم ينبغي ان يستفيد من اوقات الفراغ بزيادة الطاعات بخلاف ما يفهمه كثير من الناس ان اوقات الفراغ هي فرصة للترويح عن النفس. الترويح عن النفس جاء في الشرع ولا بأس به لكن الاصل في المسلم انه يستفيد من اوقات الفراغ في طاعة الله فاذا فرغت فانصب كما قلنا اذا انتهت الاعمال فاشتغل بطاعة الله. واللي الاية معنى اخر وهو اذا فرغت من الصلاة فانصب ايضا في طاعة الله واستغفره بعد الطاعات والاية تشمل على المعنيين اذا خرجت من اعمال الدنيا فاشتغل بالطاعة واذا فرغت من العبادة فاشتغل ايضا بطاعة الله والاستغفار ابتهال ولا تنقطع من العبادات. فاذا فرغت فانصب آآ على المعنى الثاني اذا انتهيت من الصلاة فاستمر في العبادة في في القرآن اشارة الى امرين الامر الاول انه لا للمسلم ان يمن على الله بطاعته يجب انه تتبع الطاعة الطاعة وتفرح ان الله ارشدك لهذه الطاعة حتى تعمل بطاعة اخرى الامر الثاني ان الانسان يجب ان يعلم انه بعد الطاعة هو محتاج لطاعة اخرى يستغفر بها عن تقصيره في الطاعة الاولى وبهذا فهو من عبادة الى عبادة من عبادة الى عبادة. اه ثم قال تعالى والى ربك فارغب يعني اجعل كل رغبتك ودعائك وحاجتك لله وهذه من القضايا التي يحبها الله سبحانه وتعالى. ان يجعل الانسان قلبه متعلقا بالله سبحانه وتعالى. ويوجه رغبات نفسه وحاجاته وما يطلبه لله وحده سبحانه وتعالى هذه العبادة من العبادات التي يحبها الله سبحانه وتعالى. اخلاص الرغبة لله التوجه لله وحده هذه عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى هي في نفسها يحبها الله. ولذلك اذا كانت لك حاجة في في حياتك اي حاجة دينية او دنيوية فاحرص على ان تتوجه لله وحده حصلت او لم تحصل انت في خير. انت في عبادة يحبها الله سبحانه وتعالى. والى ربك فارغب يعني قلنا اجعل رغبتك لله سبحانه وتعالى يعني دون سواه من العباد. وهذا المعنى الذي انا اكرره معنى عظيم مكرر في القرآن والله سبحانه وتعالى يحب هذه العبادة وهي الاخلاص في الدعاء الاخلاص في الدعاوى. لهذا الله سبحانه وتعالى يحب الابتهال والتكرار والتوجه له وحده. يحب الخضوع. هذه المعاني معاني محبوبة لله والمسلم يوفقه اذا وفقه الله لهذه المعاني فهو على خير عظيم. والغالب ان دعاءه يستجاب وهذا مجرب اذا اخلص وابتهن ووحد الرغبة وكرر غالبا يستجاب دعاءه اذا لم يكن هناك مانع