بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا شرح مختصر وجيز على متن الورقات في اصول الفقه والغرض من هذا الشرح تأصيل طالب العلم وتأسيسه لا سيما المبتدئ. بحيث يعرف جملة من مهام علم اصول فقه ويتصورها تصورا صحيحا ولا يخفى ان علم اصول الفقه هو وسيلة طالب العلم لضبط تفقهه واستنباطه من نصوص الكتاب سنة فهذا العلم الذي هو اصول فقه هو الذي يضبط لطالب العلم كيفية الاستنباط والنظر في النصوص وكذلك ايضا يعينه على فهم كلام الصحابة وفهم كلام العلماء رحمهم الله تعالى وقد درج العلماء رحمهم الله تعالى على ان من شرط من يتفقه في دين الله وينظر في نصوص الكتاب وفي نصوص السنة وفي كلام العلماء من شرطه ان يكون عالما باصول الفقه ولهذا نجد الامام الشافعي رحمه الله تعالى يقول لا يحل لاحد ان يفتي في دين الله الا رجلا عارفا بكتاب الله بناسخه سوخي وبمحكمه ومتشابهه وتأويله وتنزيله الى اخر كلامه. ثم اشترط مثل ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ويكون بصيرا باللغة بصيرا بالشعر وما يحتاج اليه للسنة والقرآن. ويستعمل هذا مع الانصاف وقلة في الكلام ويكون بعد هذا مشرفا على اختلاف اهل الامصار وتكون له قريحة بعد هذا. فاذا كان هذا هكذا فله ان يتكلم ويفتي في الالي والحرام. واذا لم يكن هكذا فليس له ان يفتي فهذا نص من الامام الشافعي رحمه الله تعالى على انه يشترط في من اراد ان ينظر في نصوص الكتاب ونصوص السنة ان يكون عالما بعلم اصول الفقه وباليات النظر في النصوص واستنباط الاحكام منها. ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لابد ان يكون مع الانسان اصول كلية ترد اليها الجزئيات يتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت والا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكلية فيتولد فساد عظيم. فهذا الفساد العظيم الذي اشار اليه ابن تيمية انما جاء من اناس ينظرون في نصوص الكتاب سنة من غير ان يكون معهم الة النظر في نصوص الكتاب والسنة وهي آآ هذه الظوابط والقواعد المذكورة في علم اصول الفقه وقد يظن بعض الناس ان هذا العلم الذي هو علم اصول الفقه من علوم المتأخرين وانه لم يكن موجودا في عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا ظن خاطئ فان هذا العلم بقواعده الصحيحة. قد كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد اصحابه رضي الله عنهم. اما في عهد النبي فالنبي صلى الله عليه وسلم قوله في نفسه حجة فلا يحتاج الى آآ قواعد لاستنباط الاحكام لان كلامه نفسه صلى الله عليه وسلم حجة في نفسه. اما الصحابة وآآ وما يتعلق بالتابعين فكذلك رضي الله عنهم اجمعين كانوا يعملون او يعملون اه قواعد سولفق في استنباط الاحكام ولهذا يقول اه القرافي رادا على من ظن ان هذا العلم هو من علوم المتأخرين يقول غاية ما في الباب ان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم لم يكونوا يتخاطبون بهذه الاصطلاحات. اما المعاني فكانت عندهم قطعا. يعني ان اصول ثق بحقيقته ومعانيه موجود في عهد الصحابة والتابعين غاية ما هنالك انهم لم يكونوا يتعاطون هذه المصطلحات المتأخرة فالذي اختلف هو المصطلح فقط اما الحقيقة فهي موجودة. ولشيخ الاسلام ابن تيمية كلام اصرح من هذا في هذا الموضوع فيقول الشيخ الاسلام رحمه الله. الكلام في اصول الفقه وتقسيمها الى الكتاب والسنة والاجماع واجتهاد الرأي والكلام في وجه دلالة الادلة الشرعية على الاحكام امر معروف من زمن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. والتابعين لهم باحسان ومن بعدهم من ائمة المسلمين. وهم كانوا عدا بهذا الفن وغيره من فنون العلم الدينية من من بعدهم. وهذا نص صريح في ان هذا العلم كان موجودا في زمن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانها مستعملوه استعمالا صحيحا في استنباط الاحكام من نصوص الكتاب والسنة. وبناء على هذا كله فان ان طالب العلم لا يكون فقيها الا بعد ان يلم بعلم اصول الفقه الماما صحيحا ويحسن استعماله في النظر في الفقه والاستنباط الاحكام وبالنسبة لهذا الشرح الذي انا بصدده ان شاء الله تعالى ساحرص على شرح المصطلحات الاصولية باسلوب ميسر مفهوم. كذلك فاحرصوا على بيان القول الراجح في مسائل الخلافة الاصولية بشكل موجز مختصر وساجعل ان شاء الله من منهجي التركيز على المهم من قضايا اصول الفقه والتي يحتاج اليها طالب العلم في تفقهه. وفي المقابل التخفف في بعض المسائل الاصولية التي لا تكون فائدتها كبيرة. فمن المعلوم ان مسائل الفقه تنقسم الى قسمين. القسم الاول مساء المهمة يحسن بالانسان ان يعتني بها وان يفهمها وان يحسن تطبيقها في التفقه في نصوص الكتاب والسنة القسم الثاني مسائل اقل اهمية لها فوائد لكنها اقل اهمية من المسائل اه السابقة فنحن سنركز اثناء الشرح ان شاء ان شاء الله على اعطاء المسائل المهمة حقها وعلى التخفف حتى لا نطيل فيما آآ ليس له فائدة كثيرة التخفف في القسم الثاني من المسائل فمسائله في اصول الفقه ليست يعني على درجة واحدة. فمثلا اقسام الحكم الشرعي الواجب المندوب والمباح والمحظور والمكروه والصحيح والباطل امور مهمة يحتاج اليها كثيرا طالب العلم فلابد ان يفهمها وان يحسن اه اه تطبيقها اثناء التعامل مع الاحكام الشرعية وهي اصل اه من اصول اصول الباب اصول الفقه اقصد وهي اصل مهم في مسائل اصول الفقه وكذلك ما يتعلق مثلا بمسألة الاجماع السكوت وقول الصحابة والعام والخاص والمطلق والمقيد. كذلك مسائل الامر وغير ذلك من المسائل المهمة التي هي اصول آآ في آآ علم باصول الفقه. بينما نجد بعض المسائل اقل اهمية مثل صيغ اداء الحديث. متى يقول حدثنا؟ متى يقول اخبارنا الحديث المعنعن هذه امور فائدتها اقل كذلك اه تقديم المستثنى واستثناء الاكثر كل هذه يعني فيها فوائد اهي دي مهمة لكنها ليست في الاهمية كالمسائل التي تندرج في القسم الاول. فنحن في هذا الشرح ان شاء الله سنعطي كل ذي مسألة الذي يناسب فلا نطيل فيما لا يحتاج الى اطالة. ونعطي المسائل المهمة حقها ان شاء الله بعد عون الله وتوفيقه ومتن الورقات في اصول الفقه لقي عناية فائقة جدا من العلماء متن الورقات لقي عناية فائقة جدا من العلماء. منهم من شرحه ومنهم من حش عليه ومنهم من اختصره ومنهم من نظمه وهذه العناية الكبيرة من العلماء لهذا المتن تعطي دلالة على اهمية المتن وعلى فائدته لطالب العلم لعل مضمون هذا المتن يؤهله لهذه المنزلة وهذه الاهمية. فهو مسبوق بعبارة سلسة واضحة محكمة في كثير من واظح وفيه انتقاء حسن جميل المسائل المهمة من مسائل اصول الفقه ولهذا متن الورقات هو من احسن المتون التي يناسب ان يبدأ بها طالب العلم الذي يريد ان يتعلم علم اصول الفقه اما المؤلف فهو امام الحرمين ابو المعالي عبدالملك بن عبدالله بن يوسف الجويني كما قلنا وهو شيخ للشافعية امام مشهور كبير له عدة مصنفات آآ في الفقه وفي اصوله وفي العقيدة فمن المتون التي صنفها في العقل في اصول الفقه التلخيص والبرهان والتحفة والورقات وهي المتن الذي نحن بصدد شرحه ان شاء الله والشيخ آآ ابو المعالي الجويني امام مشهور معروف اهله حسنات كثيرة وعليه مؤاخذات كثيرة من اهم ما يؤخذ على هذا العالم الكبير اه في اصول الفقه انه من اوائل من ادخل مسائل المنطق وعلم الكلام في اصول الفقه. والاشكال انه تأثر به من بعده ممن كتب في اصول الفقه. وابو المعالي اما ان يكون اول من ادخل او يكون من اوائل من ادخل لكن بكل حال هو آآ ساهم مساهمة كبيرة في انتشار مسائل المنطق وعلم الكلام في مباحث اصول الفقه اه لان متونه في اصول فقه اشتهرت وانتشرت ولخصت اه يعني اخذ منها كثير ممن صنف في اصول فقه بعد امام الحرمين ومن عجائب هذا الامام انه يعني مع تمكنه في العلم وقوة ذهنه الا انه لا يعرف اه الحديث المعرفة التي تليق بمثله ولهذا ذكر الامام الذهبي عبارة عن الجويني قال فيها كان هذا الامام مع فرط ذكائه وامامته في وعي واصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به. لا متنا ولا اسنادا وهذا يدلك على ان الله سبحانه وتعالى يوفق من شاء من عباده الى انواع العلم النافع فهذا الامام العارف بالشريعة الذي كتب كتبا تشهد له آآ بالتمكن والمعرفة في اصول الفقه وفي الفقه اه مقصر جدا في علم الحديث. ولهذا كتب له اه آآ البيهقي الرسالة المشهورة التي هي رسالة البيهقي الى الجويني وفيها الارشاد الى اهمية الاهتمام بعلم الحديث. المهم انه يعني هذا يدلك على ان الانسان ينبغي عليه ان يسأل الله عز وجل التوفيق في العلم وان يرزقه الاهتمام والعناية بالنافع من العلم. ومن المؤاخذات على هذا الامام انه اه اه من الاشاعرة الذين يأولون الصفات وان كان آآ جماعة من اهل العلم يرون انه رجع في اخر حياته الى اثبات الصفات على مذهب السلف وعبارات آآ الجويني المنتشرة تدل على شيء من هذا فهو يقول لو استقبلت من امري ما استدبرت ما اشتغلت بعلم الكلام. بل ان الذهبي نفسه آآ ذكر ان آآ الجويني في اخر حياته رجح مذهب السلف في الصفات واقره. والذي يظهر انه رجع عن آآ اما رجوعا عن علم الكلام فلا اشكال له فيها عبارات كثيرة جدا في هذا واما الرجوع عن باقي آآ اه المسائل العقدية التي لم يوفق فيها فالظاهر انه اه يعني رجع عن بعض المسائل وبقي على بعض المسائل اه لم يرجع عنها لكن هذه العبارة من الجويني وهي قول لو استقبلت من امري ما استدبرت ما اشتغلت بعلم كلام دليلك على ان الانسان ينبغي ان اسأل الله سبحانه وتعالى في كل وقت وقت في كل حين ان يوفقه للعقيدة الصحيحة ويوفقه ان يشتغل بالنافع من العلوم فهذا الامام لم يدرك ان اشتغاله بعلم الكلام لا فائدة له وانه ظره الا في اخر عمره مع ما رزقه الله من الذكاء والفطنة. هذا ما يتعلق بالمؤلف والمؤلف له كتب نافعة جدا وهو عمدة عند الشافعية ما عليه من المؤاخذات الا ان اهل العلم تقبلوا كتبه وانتفعوا بها تداولوها ونقلوا منها لما فيها من اه العلم اه النافع في الجملة هذا ما اردت الاشارة اليه في بداية هذه الدروس واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وان يعيننا ان يتقبل منا جميعا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين