الورقات لابي المعالي عبدالملك ابن عبد الله الجويري الشافعي والفقه اخص من العلم والعلم معرفة المعلوم على ما هو به. والجهل تصور الشيء لا خلاف ما هو به. والعلم الضروري ما لم يقع عن نظر واستدلال كالعلم الواقع باحدى الحواس الخمس التي هي السمع والبصر والشم والذوق واللمس. وبالتواتر. والعلم المكتسب ما يقع عن واستدلال والنظر هو الفكر في حال المنظور فيه. والاستدلال طلب الدليل والدليل هو المرشد وقلوب والظن تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر. والشك تجهيز امرين لا مزية لاحدهما اعلى الآخر بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ ابو المعالي الجويني في متن الورقات في تعريف بعض المصطلحات التي يحتاج اليها طالب العلم قال والفقه اخص من العلم المراد بالفقه هنا بمعناه الشرعي الخاص وليس بمعناه اللغوي. يعني المقصود بالفقه هنا هو معرفة الاحكام الشرعية الشرعية الفرعية التفصيلية بادلتها ويقول والعلم اخص والفقه اخص من العلم. يقصد ان العلم مصطلح عام يصدق على الفقه والنحو والتفسير وغير هذه العلوم ولذلك فهو اعم من الفقه. فكل فقيه عالم وليس كل عالم فقيها ثم قال والعلم معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع قوله والعلم العلم مشتق آآ من الفعل علم وهو آآ بمعنى آآ ادرك ويطلق ايضا في لغة العرب على ظد الجهل. واما في الاصطلاح فله تعريفات كثيرة اي العلم متنوعة. فمنها الا تعريف الذي ذكره الماتن هو هنا وهو معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع. وقوله معرفة المعلوم يعني ادراك ما من شأنه ان يعلم سواء كان محوسا او معقولا موجودا او معدوما. فكل ما ادركناه ما ادركناه فهو معلوم. اه آآ وقوله على ما هو به في الواقع يعني في نفس الامر. يعني ان العلم يجب ان يوافق الواقع ومعنى يوافقه يعني يطابقه في نفس الامر. هذا التعريف الذي ذكره المؤلف وهناك تعريفات اخرى مثل تعريف الجرجاني وهو من التعريفات المشهورة. فقد عرف العلم بانه الاعتقاد الجازم المطابق للواقع وآآ ايضا من التعريفات اه تعريف الرمل فقد عرف العلم بانه حكم حكم الذهن الجازم المطابق. فهذه ثلاثة تعريفات للعلم متقاربة كما سمعتم في التعريفات الثلاث آآ ركز على مسألة ان يكون مطابق للواقع. لان ادراك المعنى ادراكا آآ غير مطابق للواقع لا يسمى في الاصطلاح آآ علما. ولما عرف المؤلف في العلم انتقل الى تعريف ما يقابله وهو الجهل. فقال والجهل تصور الشيء على خلاف ما هو به آآ في الواقع وفي نسخة على خلاف ما هو عليه في الواقع. الجهل في لغة العرب هو خلاف العلم. واما في الاصطلاح فعرفه المؤلف بما سمعتم. تصور الشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع. وقال الشيخ هنا الماتن تصور ولم يقل المعرفة لانه لا توجد هنا معرفة هنا جهة لا توجد معرفة انما يوجد تصور في الذهن وآآ المؤلف رحمه الله تعالى عرف هنا الجهل المركب ولم يعرف الجهل البسيط فالجهل المركب هو آآ معرفة الشيء على خلاف ما هو عليه. اما الجهل آآ البسيط فهو عدم معرفة الشيء فمن سئل هل تجب الزكاة مثلا في الذهب بشرطه فان قال لا ادري فهذا جهل بسيط. وان قال لا لا تجب فيه الزكاة مطلقا فهذا جهل مركب مسألة لماذا سمي مركبا؟ الجواب لانه فعلا مركب من جزئين. الجزء الاول عدم العلم والجزء الثاني اعتقاد اه غير جازم. وممكن نقول اه ان اعبر عنه جزئين بان الجزء الاول عدم العلم الجزء الثاني الظن بانه على علم. فهو جهل مركب. وان قيل لماذا اكتفى المؤلف بالجهة المركب اه فالجواب انه لعله لقبحه اقتصر عليه ثم قال رحمه الله تعالى والعلم الظروري ما لم يقع عن نظر واستدلال كالعلم الواقعي باحدى الحواس الخمس الظاهرة وهي السمع والبصر والشم الذوق والنمس او بالتواتر. العلم الظروري اه هو ما يحصل للمرء بالاظطرار بدون نظر ولا يمكن دفعه مثل لو نظر الانسان الى اللون الاخضر مثلا فانه سيعلم انه آآ ان هذا لو اللون الاخضر علما ظروريا لا يمكن دفعه. ومثل لو مس الحار فانه سيعلم انه حار علما ظروريا لا يمكن دفعه ولا يحتاج الى نظر واستدلال. ولهذا قال والعلم الضروري ما لم يقع عن نظر واستدلال. ثم مثل عليه بالعلم الواقع باحدى الحواس الخمس وتقدم التمثيل بها وانما قال باحدى الحواس الخمس مثل لان العلم الذي يكون باحدى الحواس الخمس يحصل بمجرد الاحساس بها بمجرد الاحساس بها يحصل العلم بلا نظر ولا استدلال. وها هنا لطيفة وهي ان بعض الشراح عرف السمع فقال هل هو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعر الصماخ تدرك به الاصوات ولا شك ان هذا يعني نوع من التكلف والترف العلمي فالسمع لا يحتاج الى تعريف ثم قال رحمه الله تعالى واما العلم المكتسب فهو الموقوف على النظر والاستدلال. قوله فهو الموقوف اي من حيث حصوله. يعني يتوقف حصوله على النظر والاستدلال. وقوله على النظر والاستدلال سيعرف المؤرخ كل من النظر والاستدلال الشراح مثلوا لهذا العلم مكتسب بالعلم بان ما سوى الله حادث. فان العلم بذلك يحتاج الى واستدلال ومن العلم المكتسب قولنا العينة حرام فان التوصل لهذا لا يكون الا بعد النظر والاستدلال وكذلك قول النكاح بلا ولي باطل التوصل الى هذا العلم يتوقف على النظر والاستدلال. فقال الامام رحمه الله تعالى والنظر هو شكره في حال المنظور في النظر في لغة العرب يطلق على اه عدة معاني الاول التأمل واه الاعتبار وهو المقصود هنا في هذا السياق. ويتعدى بهذا المعنى بفي. تأمل في كذا. ومن معاني النظر في اللغة رحمة ومن معاني النظر في اللغة الانتظار. لكن ليس لها علاقة بسياق الكلام هنا انما المعنى الاول والتأمل والاعتبار هو المقصود بهذا السياق هذا من جهة لغة العرب. اما من جهة الاصطلاح فقد عرفه المؤلف بقوله هو الفكر في حال الفكر قالوا هو حركة النفس في المعقولات الفكر هو حركة النفس في المعقولات. وانا اقول ان ممكن ان يعرف بانه التأمل واستعمال العقل لادراك المطلوب تأمل واستعمال العقل لادراك مطلوب. وفكر من خواص الانسان. وقوله في في حال المنظور فيه يعني ليؤدي ذلك الفكر الى المطلوب من العلم المكتسب التي الذي سبق شرحه يعني ان الغرض من الفكر في حال المنظور فيه الوصول وان يؤدي هذا الفكر الى مطلوب. وهو العلم المكتسب فوسيلة النظر هو الفكر والنتيجة النهائية من عملية النظر والتأمل الوصول الى المطلوب العلمي المكتسب. ثم قال الماتن رحمه الله تعالى والاستدلال طلب الدليل الاستدلال يعني في الاصطلاح هو طلب الدليل وقد يطلق الاستدلال على مجرد ذكر الدليل. وآآ قول المؤلف والاستدلال طلب الدليل يعني ليؤدي الى مطلوب فمؤدى النظر والاستدلال من هذه الجهة واحد فالاستدلال والنظر من هذه الجهة شيء واحد فكأنه اعاده للتأكيد. وقد يقال بل هناك فرق بين النظر والاستدلال فان النظر اعم فالنظر ينقسم الى قسمين القسم الاول التفكر للحكم بامر على امر وهذا النوع هو المرادف للاستدلال. والنوع الثاني للنظر الفكر في تصور الحقيقة يعني من غير حكم على شيء وهذا ليس هو الاستدلال فيكون بهذا النظر اعم من الاستدلال. وحقيقة الاستدلال هو اه النظر في مقدمات للوصول لنتيجة. فمثلا اذا قلنا الوضوء عبادة وكل عبادة تحتاج الى نية فالوضوء يحتاج الى نية. هذا نوع من الاستدلال بالمقدمات التي تؤدي الى نتيجة تجاه فاذا عرفنا الان ما هو الاستدلال؟ الاستدلال هو طلب الدليل والنظر فيه ليؤدي الى مطلوب خبري هذا يجرنا الى التفريق بين التصورات والتصديقات. التصورات هي ادراك معنى المفرد من غير ان يحكم عليه لا بنفي ولا باثبات واما التصديقات فهي اثبات امر لامر او نفيه عنه وقد تسمى او قد يسمى اسناد خبري او خبريات مثال ذلك اذا قال القائل البيت كبير ادراك معنى البيت وادراك معنى كبير هذا تصور واما ادراك كون البيت كبيرا فهذا تصديق. فهذا تصديق. ثم قال رحمه الله تعالى والدليل هو المرشد الى المطلوب. الدليل في اللغة هو المرشد الى المطلوب. سمي بهذا لانه علامة عليه اي على المطلوب واما التعريف في الاصطلاح فالدليل في الاصطلاح هو ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه الى العلم بمطلوب خبري هذا تعريف جماعة من الاصوليين منهم الاعمدة والسبكي وغيرهما وهو تعريف جيد فاذا اه الدليل في الاصطلاح هو كل ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه الى العلم فهذا يسمى دليل فمثلا النظر في المخلوقات نتوصل به الى وجود الخالق والنظر في الدخان مثلا نتوصل به الى وجود النار وهكذا. والدليل قد يسمى البرهان والحجة والسلطان فله عدة اسماء. ثم قال الماتن رحمه الله تعالى والظن تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر. الظن هو مصطلح يأتي معه الشك والوهم والاعتقاد. هذه اربعة مصطلحات يجب ان تفهم معا اذا تردد الناظر بين امرين فان ترجح احدهما فهو الظن ويقابله الوهم الاخر من الطرفين هو الوهم وان لم يترجح احد الطرفين فهو الشك. واذا لا لم يحتمل الامر اي احتمال فهو الاعتقاد يعني اذا لم يتردد في الامر فهو اعتقاد. قد يكون الاعتقاد صحيحا ان وافق الواقع والا ففاسد. لكن المقصود هنا آآ يعني معرفة الاعتقاد. اذا عندنا ظن واعتقاد وشك ووهم. فالظن هو تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر. كما تقدم معنا فالطرف الراجح هو الظن والطرف المرجوح هو الوهم واذا تساوى الامران فهو الشك. وقول الشيخ وظن تجويز في الحقيقة ان الظان هو الطرف الراجح وليس هو التجويس لكن التجويز لازمه فاذا المؤلف عرف الظن بلازمه وهو امر سائغ لا اشكال فيه اذا عرفنا الان معنى الظن والشك والوهم والاعتقاد وهذا التقسيم هو عند آآ الاصوليين. الفقهاء يجعلون الظن والشك شيئا واحدة. طيب فان قيل غلبت الظن ما هي؟ غلبة الظن هي درجة من درجات الظن. فغلبة الظن هي قوة فظا درجات قد يضعف وقد يقوى. فاذا قوي فهو غلبة ظن