بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زلنا بنتكلم في موضوع الايمان بوجود الله عز وجل بين ادلة المؤمنين وانكار الملحدين. وللاسف الشديد هذه هي الحلقة الاخيرة في السلسلة وانا حزين جدا لان الموضوع ده كان ممكن نتكلم فيه مش بس تلاتين حلقة كان ممكن نتكلم فيه ستين ومئات عشرات المئات من الحلقات لان بالفعل البراهين الدالة على وجود الله عز وجل كثيرة جدا جدا. لا تعد ولا تحصى اخر حاجة حابب اتكلم عنها فكرة ضرورة الوجود الالهي وان حياة الانسان ليس لها معنى ولا قيمة ولا غاية الا بالايمان بالله واليوم الاخر الايمان بالله واليوم من الاخر لو انت مؤمن بديانة بتقول ان فيه اله لكن ما فيش حسابه ثوابه عقاب يبقى في النهاية افعالك واعمالك في الدنيا ليس لها قيمة ولا معنى ولا غاية لانها في النهاية لا تؤسر على المصير علشان كده قلنا في البداية خالص التصور الاسلامي تصور جدير بانه يؤخذ بعين الاعتبار. ليه؟ لانه بيقول بالايمان بالله واليوم الاخر. وان الله عز وجل خلق الانسان في هذه الدنيا من اجل حكمة وهدف وغاية وانزل عليه الدين هيحاسبه على اساس هذا الدين. ففي الاخر افعال الانسان في هذه الدنيا بتؤثر على مصيره بعد الموت يا اما جنة يا اما نار لو ما فيش ايمان بالله واليوم الاخر يبقى اي حد يعمل في هذه الدنيا اللي هو عايزه لان ده مش هيأسر على نصيبه كل شيء سينتهي بالموت وخلاص وكل الناس ستتساوى الصالح هيتساوى مع الشرير. الشرير حبة صغيرين هيتساوى مع الشرير حبة كتار. الصالح حبة صغيرين هيتساوى مع الصالح حبة وخلاص كل شيء سينتهي بالموت اخر حاجة حابب اعرضها تصور تقريبا اتفق عليه عدد ضخم جدا من الفلاسفة وطبعا المؤمنين بالله عز وجل بيتفقوا على هذا التصور بشكل قطعي ضرورة وجود الله عز وجل بما ان احنا عايشين في هذا الوجود زي ما قلنا من خلال هذا الوجود اللي احنا عايشين فيه بنقدر نصل بما لا يدع مجالا للشك الى ضرورة الوجود الالهي كل هذا الوجود الذي نحن نعيش فيه دراسته وتأمله والبحث فيه بكل طريقة بتفكير عقلاني ومنطقي مبني على الفطرة والبديهة والغريزة وبكل الدراسات العلمية الممكنة لابد وفي النهاية انها ستؤدي الى الوصول لنتيجة ضرورة الوجود الالهي وهذا الوجود لم يكن ليوجد الا بوجود الله عز وجل وان التبرير الوحيد لكل ما نستطيع رصده في هذا الوجود هو وجود الله عز وجل. وان الله عز وجل هو الذي بدأ هذا الوجود. وحافظ على وجوده. وجعل هذا الوجود بالكيفية هي عليها فيلسوف البريطاني الكبير كيس ورد له ردود كثيرة جدا على ريتشارد دوكنز وادعاءاته الالحادية بيقول فقرة هي دي اللي هختم بها هزه السلسلة التي اسأل الله عز وجل ان يتقبلها مني خالصة لوجهه الكريم بيقول كون بدون اله قد يكون بالفعل كونا بدون اي قوانين. هو هنا بيعمل تصور نظري لو افترضنا ان الله موجود. هل اللي احنا بنرصده في الواقع بيتفق مع افتراض وجود الله طيب لو الله مش موجود هل اللي احنا بنرصده في الواقع بيتفق مع هذا التصور النظري كون افترض كده فرض جدلي كون بدون اله هيبقى شكله ايه؟ هل هيبقى شكله نفس الكون اللي احنا عايشين فيه ده هل اصلا كان هيبقى فيه كون لو ما فيش اله بيقول كون بدون اله قد يكون بالفعل كونا بدون اي قوانين. عامة للطبيعة. نستطيع ان نثق بها موضوع القوانين والنزام اللي قلنا عليه لن يكون لها اي هدف ولا اخلاق موضوعية ولا اهداف اخلاقية قد يكون بدون اي حياوة واعية ولا اشخاص مسؤولين اخلاقيا ولا كائنات يمكنها ان تفهم وتقدر جمال ووضوح الطبيعة في عالم كهذا لن يكون هناك كائنات ذكية ولا معجزات ولا وحي الهي ولا عناية الهية تقوم بتوجيه التاريخ لن يكون هناك خلود ولا تصورات فنية عن الاله ولا اخلاق ولا طبيعة ولا صلوات تأملية هو هنا كانه بيعمل رصد لخصائص كثيرة جدا مختلفة سواء متعلقة بالكون او متعلقة بالتاريخ البشري كلها متفقة ومتسقة مع حقيقة وجود الله. ولو بالفعل ما كانش فيه اله ما كناش هنلاقي كل ده فهنا بيقول ومن شأن المؤمن بالمذهب الالوهي ان يضيف بطبيعة الحال انه بدون الاله لن يكون هناك كون على الاطلاق بسبب التصور الفلسفي والعلمي والعقلاني والمنطقي اللي احنا قلناه. ان الكون اللي احنا عايشين فيه ده مليء بالحوادث يعني اشياء حادثة تبدأ في الوجود فبالتالي باي تفكير عقلاني ومنطقي يبقى اكيد الكون ده له بداية. وما دام الكون ده له بداية يبقى دور الخالق واضح وبعدين لما نيجي نتأمل في الكون بنلاقي انه مليء بالقوانين والنظام. وانه مضبوط بشكل دقيق جدا. من البداية خالص من اجل السماح بنشأة الحياة على الارض. وبعدين بنلاقي ان كوكب الارض في زروف فلكية معينة داخل المجموعة الشمسية تسمح بنشأة الحياة. والمجموعة الشمسية في ظروف معينة في المجرة تسمح بنشأة الحياة. والمجرة ما بين المجرات الاخرى تسمح بنشأة الحياة وان الضبط الدقيق للكون هو اللي بيؤدي الى تكوين مستويات التعقيد المختلفة الزرة والنجم والمجموعات وهكذا وان كوكب الارض حتى لو كل الظروف مهيأة لنشأة الحياة الا ان نشأة الحياة في حد ذاتها معجزة ولابد ان تكون نتاج تدخل الهي. بعد كده لما نيجي نشوف الانسان ونشوف ان هو متصف بالوعي والارادة والنزع الغائية والنزعة الاخلاقية ووجود الاخلاق الموضوعية وكل هذا اجمالا على بعضه ادلة الا فوق بعض متراكمة تؤدي بما لا يدع مجالا للشك الى استنتاج منطقي وعقلاني وفكري باريزي وبديهي وعلمي وكل حاجة ضرورة وجود الله عز وجل وان وجود الله عز وجل هو التبرير الوحيد لكل ما نرصده في هذا الكون اسأل الله عز وجل ان يثبتنا على الايمان وعلى الاسلام. واسأل الله عز وجل ان يهدي الضالين المتشككين الى الايمان بالله عز وجل وان يذوقوا حلاوة الايمان وان يسبتوا عليه. واسأل الله عز وجل ان يريح قلوب المتشككين اللي عندهم شبهات والشبهات دي عاملة لهم مشاكل الدنيا دي بتتحل بمنتهى البساطة بحاجتين اتنين العلم واللجوء لله عز وجل والعمل بالعبادة والعمل الصالح لازم الانسان يتذكر بانه عبد فيلجأ الى الله عز وجل باخلاص وبضعف وبفقر وحاجة وعوز يا رب اهديني الى الخير واصلح حالي وثبت قلبي على الايمان في بعض المسائل لما تقرأ فيها من الناحية العلمية بيتضح لك بما لا يدع مجالا للشك زي ما فلان هويل قال الاسباب مش علمية. الاسباب نفسية يبقى تلجأ لله عز وجل انه يصلح نفسك ويصلح حالك حتى تثبت على الايمان وتثبت على الاسلام وتموت عليه شاكر جدا على حسن الاستماع وشاكر جدا لهزه الاستضافة الكريمة من قناة الندى لا تنسوني من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته