ايها لقد سمعتم عنوان الكلمة التي اريد ان اتكلم بها بينكم الان ان شاء الله عنوانها وجوب الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والتحذير مما يخالفهما لما كان الناس اليوم وفي كل زمان شد الحاجة بل في اشد الضرورة الى الاعتصام بالقرآن العظيم والسنة المطهرة والاستقامة على ما دل عليه. والدعوة الى ذلك. والتحذير من خلاف ذلك. رأيت ان تكون كلمتي بهذا العنوان لقد رواه نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام بالهدى ودين الحق. قال الله عز وجل في سورة البراءة والصف هو الذي ارسل رسوله وبالهدى دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وقال في سورة الفتح هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. قال علماء التفسير رحمة الله عليهم الهدى الذي بعث الله به نبيه عليه الصلاة والسلام هو ما بعثه به من العلوم النافعة والاخبار الصادقة. ودين الحق وما بعثه به انا من الاعمال الصالحة والاحكام العادلة والشرائع المستقيمة ومن الهدى ما بعثه جل وعلا به من الايمان الصادق من توحيد الله اخلاصنا والايمان باسمائه وصفاته والايمان بملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره ومن الاخبار الصادقة كل ما اخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام مما كان وما يكون بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام ببيان ذلك بين ما جرى فيما مضى من الزمان على ايدي الرسل عليهم الصلاة والسلام بين اسباب نصرهم واسباب هلاك اعدائهم. وبين اخبار الجنة والنار واعمال اهلهما كما بين انواع النعيم لاهل الجنة وانواع العذاب لاهل النار الى غير ذلك. فقد بين سبحانه وتعالى على يد رسوله وخليله محمد عليه الصلاة والسلام انواعا عظيمة واصنافا كثيرة من العلوم النافعة والاخبار الصادقة. لان فيها عظة ودعوة الخير لان فيها بيان ما يجب لله من الاسماء والصفات ولان ذلك يوجب على المكلفين تصديق الرب عز وجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم بما اخبروا به. وبعثه بالدين الحق بما شرع له من الفرائض والاحكام بصلوات وصيام وزكوات وحج وجهاد وغير ذلك بعثه باعمال صالحة واتبع عليها سبحانه انواع الجزاء والثواب فاثار شرائع مستقيمة واحكام بين العباد من استقام عليها وصل الى شاطئ النجاة وفاز بالسلامة والكرامة ومن حاد عنها ابو الخيمة والصبغة الخاسرة وباء بالندامة والخزي في الدنيا والاخرة وبين جل وعلا ان هذا الهدى وهذا الدين الذي بعثه وسلم هو الصراط المستقيم. ما بعثه الله من علوم. نافعة. للعباد ومن اخبار صادقة ومن شرائع مستقيمة واحكام عادلة واعمال صالحة بين جل وعلا في مواضع من كتابه وعلى لسان رسوله عليه الصلاة والسلام ان هذا هو الصراط المستقيم. الذي امر الله العباد بالاستقامة عليه واتباعه. وبين انه اليه وان من استقام على الصراط وصل الى النجاة وصل الى ساحر ساحر السلامة والسعادة وصل الى جنة وكرامة ومن حاد عن هذا الصراط انتهى به ما حاد اليه الى دار الهوان الى الجحيم والسر والعذاب. قال جل وعلا في كتابه العظيم نبيه عليه الصلاة والسلام ان يتلو على الناس ما بعثه به من الاوامر والنواهي. فقال عز بل قل تعالوا قل يا محمد او قل يا ايها الرسول الناس تعالوا واقبلوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم عليكم عن علم وعن يقين وعن رحيم من الله لا عن ظن ولا عن تخرص ولا عن وحي من الله عز وجل الا تشركوا به شيئا. وبالوالدين احسانا. ولا اقتلوا اولادكم من املاغ نحن نرزقكم واياهم. ولا تقرأوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون. ولا تقرأوا ما اليتيم الا بالتي هي احسن. حتى لا نكلف نفسا الا وسعها. واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوف ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. ثم قال عز وجل بعد هذه الاوامر والنواهي وان هذا صراطي المستقيم فاتبعوه. المعنى ان هذه الاوامر وهذه النواهي امتثالها والاستقامة عليها وتنفيذها هو صراط الله المستقيم. فوجب على جميع المكلفين من الجن والانس والذكور والاناث والعرب والعجم والحكام والمحكومين وجب عليهم جميعا ان يلتزموا بهذه الاوامر هذه النواهي وان يسلكوا رزق الله المستقيم الذي هو مقتضى هذه الاوامر والنواهي فبدأها بالنهي عن الشرك وتعالوا اتوا ما حرموا الا يشركوا به شيئا بدأها بالشرك لانه اعظم الذنوب لانه اشد الجرائم لانه عدل بالله جل وعلا وسوء ظن به وصرف لغيره. وضد ذلك هو توحيد الله والاخلاص له. وهو اعظم فرائض واهم الواجبات فبدأ بالاصل الاصيل والقاعدة العظيمة هو توحيد الله والاخلاص له. وترك الاشراك به وهذه ستره سبحانه في غير هذا من كتابه. قال عز وجل واعبدوا الله ولا تهدوا به شيئا. وبالوالدين الاحسان الى اخره. بعباده وحده وترك الاشراك به سبحانه. ثم ذكر مسائل عديدة بعد ذلك. هكذا قوله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الايات فبدأها الدعوة به سبحانه والاخلاص له. وقضى ربك ان امر واوصى الا تعبدوا الا اياه. وبالوالدين احسانا ثم ذكر مسائل عديدة وهكذا في ايات كثيرات يأمر بتوحيده والاخلاص له. قبل كل شيء كما قال عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فالواجب على جميع العباد ان يعنوا بهذا الامر قبل كل شيء وان يخص الله بالعبادة بالدعاء الصلاة الصوم الحج الصدقات هو المعبود وحده سبحانه وتعالى. فلا يجوز صرف العبادة لغيره. كائنا من كان. لا لصنم ولا للولي ولا للجن ولا لانس ولا لكوكب ولا لغير ذلك. بل تجب العبادة كلها لله وحده وتعالى كما قال سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اياك نعبد واياك نستعين فاعبد الله له الدين الا لله الدين الخالص الى امثال هذه الايات. وهكذا بعث نبيه بذلك من جهة السنة. حيث قال عليه الصلاة والسلام في احاديث من حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ثم ذكر بقية فبدأ بهذا الاصل الاصيل هو توحيد الله والاخلاص له والايمان برسوله محمد عليه الصلاة والسلام. وهكذا في حديث جبرائيل لما سأل الرسول عن الاسلام والايمان والاحسان قال له الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الاسلام ان تعبد الله اه ولا اشكى به شيئا وتقيم الصلاة له. فاصل الاسلام وقاعدته واصل الدين وقاعدته هو توحيد الله والاخلاص له. قبل كل وترك الاشراك به سبحانه وتعالى. هذا هو قاعدة الاسلام واصله واساس الملة ان تكون العبادة كلها لله وحده. وان يبتعد عن الاشراك به سبحانه وتعالى. وهذا هو الذي بعث الله به جميع الرسل وانزل به جميع الكتب. كما قال عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وحدوا الله واجتنبوا الطاغوت ان اتركوا عبادة الطاغوت والطاغوت كل ما عبد من دون الله. قال سبحانه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. هكذا الرسل جميعا بدأوا بهذا الاصل توحيد الله والاخلاص له والايمان بالرسول الذي بعث اليه. فنوح بدأ قومه بذلك على ان يعبدوا الله وحده ويصدقوا نوحا عليه الصلاة والسلام. هكذا قوم هود بدأه نبي هود بذلك بان يعبدوا الله ويصدقوا نبيهم موسى عليه السلام وهكذا بدأه نبيه صالح بالدعوة الى توحيد الله وتصديق من ارسل اليهم وهو صالح عليه الصلاة والسلام وهكذا ابراهيم لوط بعدهم موسى هارون داود وسليمان وغيرهم. كلهم بدأوا الامم بدعوة الى توحيد الله. والاخلاص له والايمان المبعوث اليهم ثم بعث الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام الذي هو افضل الرسل وامامهم وهو خاتمهم عليه والسلام بعثه الله بهذا الامر. الذي بعث به اخوانه قبله. هو توحيد الله والاخلاص له. فامره بهذا قبل كل شيء بان اعبدوا الله وحده ويصدقوا نبيهم محمدا عليه الصلاة والسلام. وقد بدأهم بالتوحيد فقال يا قوم قولوا لا اله الا الله تفلحوا. فاستنكروا ذلك. لانهم لم يعتادوا هذا التوحيد. لان ثقة ابائهم دعوة الانبياء والاولياء وعبادهم من نور الله. فلهذا فلهذا استنكروا هذا الامر. وقالوا اجعل اله واحدا فشيء عجاب. ذكر الله عنه ايضا في سورة الصافات قولهم ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون هذا الامر واستغربوه وابوا وعاندوا مع انه الحق مع انه الذي فطر الله عليه العبادة مع انه اللي بعث الله به الرسل جميعا وانزل به الكتب ولكن القوم عاشوا على غيره حاشهم واباؤهم على غيره ولهذا استنكروا من دعاهم اليه. وهكذا العادات في كل زمان ومكان. تحارب بها دعوات الرسل ويحارب بها الحق فمن اجل ما ذكرنا بدأ الله سبحانه دعوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى توحيد الله وترك الاشراك به سبحانه وتعالى وهذا هو معنى لا اله الا الله. فان معناها لا معبود حق الا الله. هي تنفي العبادة بجميع انواعها لغير الله لمن كانوا او غيرهم العبادة لله من دعاء وخوف ورجاء وتوكل وصلاة وصوم وغير ذلك. قال فعل ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل. ثم امر بالاحسان الوالدين وبالوالدين احسانا وهذا في مواضع كثيرة لان حقهما عظيم وهكذا حقوقهما من اعظم المنكرات وقد قرنه الله بالشرك في ما جاءت جاءت به السنة. كما في الصحيحين من حديث ابي بكر رضي الله عنه الثقب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثة كررها بلى يا رسول قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين. وكان متكئا فجلس قال الا وقول له شهادة الزور. فجعل العقوق كما جعل درا من التوحيد فعلم بهذا عظم حق الوالدين وعظم خطر عقوقهما وجريمة عقوقهما. ثم ذكر بعد ذلك النهي عن قتل ولاد من اجل الفقر. ولا تقتلوا اولادكم بالاملاق والقبر. ونرزقهم واياهم. كان من عادة بعض الجاهلين واولادهم خوف الفقر وربما قتلوا بعض البنات خوف العار وادوها كما ذكر الله ذلك عنهم في قوله سبحانه واذا المأمون سئلت باي ذنب قتلت. فانكر الله عليهم ذلك. ونهاهم عن عن هذا الشيء. ثم ذكر النهي عن الفواحش اجي ظاهرها وباطنها ثم ذكر ما هو من افحش الفواحش ومن اعظم الجرائم بعد الشرك بل واعظائه قتل الناس بغير حق فقال ولا تقتلوا الناس التي حرم الله الا بالحق. هذه خمس مسائل ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون. اللي تعقلون لعل للتعليم وبها وصايا لتعقلوها وتفهموها. وتعملوا بها ثم قال ولا تقربوا الا بالتي هي احسن حتى يبلغها جدا واليتيم من ذهب والده قبل بلوغه يقال له يتيم وانثى يتيم حتى يبلغ اشده يعني حتى يبلغ الحلم وحتى يزول السفه يكون رشيدا. الا بالتي هي احسن الا بما ينفع اليتيم من التجارة في ماله ودعوه. ثم قال جل وعلا واوفوا كذا ميزان وللسادسة والسأوى السابعة والثامنة للقسط بالعدل من اعظم الظلم لا نكلف نفسا الا وسعها المعنى الواجب على كل مؤمن ان يبذل وسعه في سحر العدل ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. ثم اتى بالتاسعة واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذاك او جبل عدل في القول كما اوجبه في الفعل. فالعدل واجب في الافعال والاقوال. مع القريب مع الحبيب البغيض مع الرئيس والمرؤوس مع كل احد. ولا يجرمنكم على الا تعدلوا فاعدلوه واقربوا للتقوى. واقسطوا ان الله يحب المقسطين ثم قال بعد ذلك وهي العاشرة وبعهد الله اوفوا ان اوفوا بما عهد الله اليكم الاوامر والنواهي والاخبار العظيمة النافعة وبعهد الله اوف يعني اوفوا بما عهد الله اليكم من فعل اوامره وترك نواهيه والاخلاص له والاستقامة على دينه. وهذه تعم جميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وبعهد الله بما عهد اليكم من هذه الامور وغيرها. من الصلوات والزكوات والصيام والحج والجهاد والمعاملات بالعدل لغير هذا. امرهم بان يوفوا بعهد الله الذي عهد اليهم. وهذا واجب على جميع المكلفين ان يوفوا بعهد الله الذي عهده اليهم في اداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند الحدود التي حدها سبحانه وتعالى ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. قال بعض ائمة التفسير قال تعقلون ثم من العباد يتدبروا ونظروا عقلوا ما اوحي اليهم وتذكروا ما يجب عليهم وتذكروا فوائد التي تحصل بهذا الشيء فعند ذلك يتقون وينتقلون من الذكرى والتعقل الى العمل ولهذا قال بعد ما وصاكم به لعلكم تتقون. فالانسان المكلف وتتعقل الامور وتذكرها وفهمها جيدا فان العقل الذي اعطاه الله اياه مع ما وعده به على الخير من من الخير توعده على الشر يتقيه يتقي الله جل وعلا عقله الذي اعطاه الله اياه مع فهمه من الاوامر والنواهي كل ذلك يلزمه بان يتقي الله فيما يأتي ويذهب ويخاف الله ويراقبه فلا يدع مفروضا ولا يرتجل محظورا وبعدها من النواهي قال وانها لا صراط وانها لا صلة بهذه الاوامر هذه الامور التي مرت ان هذا يعني هذا الذي ذكرته لكم لهذا الذي ذكره نبيي لكم يقول تعالى واتلوا بهذا الذي ذكره الرسول اليكم من الاوامر والنواهي هو صراط الله المستقيم. وان هذا صراطي يتبعون. فامر باتباع الصراط. والالتزام به والسير عليه والصفات هو الطريق الواضح. وقال مستقيما ليس فيه اعوجاج بل هو طريق واضح لاحق مستقيم لست في عوظ كل من استقام عليه الى دار السلام الى شاطئ السلامة ومن حاد عنه فانه ينتهي به من سلكه الى النار. والى سوء المصير والى غضب الله وعقابه ثم قال بعد هذا ولا تتبعوا السبل وهي البدع والشبهات والشهوات المحرمة. والمذاهب المنحرفة الباطلة والمحن. المخالفة وسائل الاديان الباطلة كلها سبل يجبه منها ولا تتبعوا السبل كل ما خالف امر الله داخل في السبل من مذهب باطل من نحلة باطلة من دين باطل كاليهودية والنصرانية والبوذية وغير ذلك. كل ما على الصراط الواضح الذي امر الله بسلوكه ودل رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك وارشده اليه وهكذا رسوله دل الناس هذا والواجب الالتزام. هو الواجب الاتباع. هو الذي يجب ان يسار عليه. على جميع اهل الارض وما خالف ذلك فهو من السبل. امه التي نهينا عنها. فكل دين يخالف شرع الله وكل مذهب يخالف شرع الله. وكل شبهة تقف في الطريق. وكل شهوة محرمة. كل ذلك يجب ان يبتعد عنه ولا تتبعوا السبل وتفرقوا سبيلا. وهذا الصراط لان الحق واحد. كما قال جل وعلا الله هو الذي امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. النور هو الحق وهو واحد والظلمات لا حد لها. فالصلاة لي واحد هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه في توحيد الله والاخلاص له وفي فعل الاوامر وترك النواهي والوقوف عند الحدود التي حدها الله ورسوله وما عدا ذلك وخالف ذلك وهو السبل التي يجب الحذر منها والابتعاد عنها. لانها تصد عن سبيله وتفرق الناس عن سبيله وتجرهم الى دار الهوان. وهذا الصراط ذكره الله في واضح. من ذلك ما في سورة الفاتحة. شرع الله لعباده يسأل الهداية اليه. لانه في اشد الصراط العظيم فقال سبحانه الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين ثم قال اهدنا الصراط المستقيم. المعنى قاله قولوا هذا. المعنى انه امرهم بهذا بان يحمدوه. وان يقولوا اياك نعبد واياك نستعين ثم يقول اهدنا الصراط المستقيم هذا الصراط المستقيم هو صراط الله. الذي امر بالتزامه واتباعه والسير عليه. وعلم وعمل علم هم بيلحقوا عملوا به. وهو طريق المنعم عليهم. صراط الذين انعمت عليهم. فسره بانه طريق منعم عليهم وهم اهل العلم والعمل الذين عرفوا الحق واستقاموا عليه هم الرسل واتباعهم وهم يذكرون في قوله جل وعلا ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. خولهم المنعم عليهم. خولة هم اصحاب المستقيم. بخلاف المغضوب عليهم والضالين فانهم اصحاب الجحيم. طريقهم طريق الغضب والضلال. يجب الحذر منه. هو داخل اليهود والمغضوب عليهم لانهم عرفوا ولم يعملوا فاستحقوا الغضب من الله. والنصارى ضلوا عن السبيل فعليهم نصيبهم من غضب الله وعليهم الضلالة. لانه يجب عليهم الجهل وان كان عند بعضهم علم. فلهم نصيبهم من غضب الله الذي الله اليهود وانزله باليهود ولهم مع ذلك نصيبهم من الضلالة وهي الغالبة عليهم نسأل الله العافية. فمن غضب فمن عن علم وعمل فهو المنعم عليه. وهو من اصحاب الصراط المستقيم. ومن حاد عن ذلك في اتباع الهوى فهو من الجحيم ومن اتباع اليهود واشباههم. ومن حاد عنه عن ظلالة وعن اعراظ وعن غفلة وعن قلة مبالاة هو من اصحاب النصارى ومن اشباه النصارى فهما مغضوب عليه وهو الى طريق الجحيم نسأل الله العافية وقد قال الله جل وعلا في وصف نبيه عليه الصلاة والسلام في سورة الشورى وانك تهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات والارض الى الله يقصر الامور. هذا النبي العظيم بعثه الله يهديه الى هذا الصراط ويدعوه اليه وارشدوا اليه قولا وعملا وعقيدة. فقوله يدعو اليه. وعمله يدعو اليه. وما وضحه للامة من عقيدة هي اصل الصراط المستقيم. الصراط المستقيم. فوجب على جميع المكلفين الالتزام بها الصراط وانما يتم هذا بالعصام لكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام. هذا الموصي بهذا الصراط والتمسك بكتاب الله والالتزام به قولا وعملا واعتقادا وهكذا بالسنة المطهرة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من تمسك بهما واستقام عليهما فقد سلك الصراط المستقيم الله عز وجل في كتابه العظيم ان سلك هذا الصراط هو الحياة وهو النور وهو الهدى ومن حاد عن ذلك الى الظلمة والهلاك والشقاء. والموت الاستقامة على صراط الله والعمل به والسير عليه عن علم وعمل وعقيدة هذه هي الحياة الطيبة السعيدة قال عز وجل يا ايها الذين استجيبوا لله للرسول اذا دعاكم تبين ان ما دعا اليه الرسول هو الحياة. كما ان ما دعا اليه الرب في كتابه العظيم هو الحياة. وما دعا اليه الرسول هو ما دعا الله اليه فانه يبلغ عن الله. فدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم دعوة من الله عز وجل لانه امره ان يبلغنا ذلك. فما دعا اليه الله ورسوله هو الحياة والاستيانة له هي طريق الحياة. الحياة السعيدة الحياة الكريمة في الدنيا والاخرة قال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به الناس كان بيغض وهو ليس بخارج منها فبين سبحانه لو شاف ميت وانه في الظلمات ليس بخارج منها. لعدم الالتزام بهذا الصراط. وعدم اخذه به فهو في موت وجهالة وفي عمى وضلال. فطريق الحياة وطريق السعادة والنور في الالتزام بطريق الله وصراطه والسيد علي فمن استقام على دين الله وثبت عليه عن علم وبصيرة فقد رزقه الله السعيدة والنور العظيم الذي يخرجه من الظلمات. وقال عز وجل من عمل صالح ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولننزل وزرهم باحسن ما كانوا يعملون تبين سبحانه ان من عمل الصالحات عن ايمان والتزم بالحق فان الله يحيي حياة طيبة وهذا هو الصراط المستقيم العمل الصالح على الايمان وعلى الاخلاص وعن توحيد وعن تصديق هو الصراط المستقيم. فمن سلك هذا الصراط في علمه وعمله عن ايمان وعن اخلاص وعن صدق احياه الله الحياة الطيبة. التي فيها راحة الضمير. نعيم الروح ثم ليلة القلب شعوره بالسعادة شعوره باسباب النجاة الى ان يموت على ذلك ثم الى الحياة الاكبر ولهذا بعده ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. حياة عادلة طيبة. لانها عن ايمان وعن اخلاص وعن صدق وعن بصيرة وبعد ذلك حياة اكمل في دار النعيم يجزيه الله في داره باحسن ما كان يعمل. فضلا منه واحسانه سبحانه وتعالى وقال في سورة الشورى سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا نورا روحا من امرنا ما كنت تديم كتابنا الايمان ولكن جعلنا به من نشاء من عبادنا فجعل وحيه صلى الله عليه وسلم روحا تحصو به الحياة السعيدة وجعله نورا تحصو به الهداية والبصيرة وكذلك اوحينا اليك الي يا محمد روحا من امرنا وهذا الوحي كتاب العدل والسنة المطهرة. هذا الوحي وهو الصراط المستقيم والروح. هذا الصراط المستقيم. الذي والتزام والالتزام والاعتصام بكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام هذا هو الروح. من فقده فقد الروح. فهو مع الاموات وان مشى مع الاحياء وسار مع الاحياء كما تشير البهائم. لكنه فاقد الروح فاقد الحياة. في ايمانه وتقواه وعدم هذا الصراط المستقيم. فهو ميت مع الاموات كما سبق في قوله سبحانه ارى من كان ميتا فاحييناه. ومن اعطاه الله امور الوحي نور الكتاب والسنة. حصلت له الهداية. يا اله هذا الصراط. والبصيرة بكل ما امر الله به ورسوله وكذلك اوحينا روحا من امرنا ان من وحينا ما ما كنت تدري ما الكتاب اولى الايمان قبل نزوله ولكن جعل نفرا عن هذا الوحي جعله الله نورا الذي ينادي به من يشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فهو الهادي عليه الصراط المستقيم. الدال عليه المرشد المعلم الموجه. وهذي هداية البلاء والبيان كما في قوله جل وعلا واما ثمود فهجناه فاستحبوا العمى الهدى هذي هداية البلاء والبيان الهداية التي هي بمعنى التوفيق والرضا بالحق والايثار له هذه بيد الله جل وعلا لا يملكها احد وهي مذكورة في قوله سبحانه ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. وفي قوله سبحانه انك لا تهدي من احببت ولكن الله هل يقال لها هداية التوفيق؟ هداية ايثار الحق على غيره والرضا بهذه بيد الله جل وعلا. اما البلاء والبيان والدلالة والارشاد هذه بيت الرسل عليهم الصلاة والسلام. اتباعهم من العلماء والدعاة الى الخير. هم هداة من هناك بلاغ ولاة بيان. اما الهداة الذين اما الهدى الذي يترتب عليه الحاج والقلب الحق والطمأنينة اليه والرضا به وايثاره على ما سواه هذه بيد الله عز وجل ليست بيد المخلوقين فعلى المؤمن وعلى يسأل ربه الهداية دائما وينبغي في ان يهدي قلبه لقبول الحق وان يعينه على ايثاره على ما سواه والرضا به وان يهديه سواء وان يعيذه من طاعة الهوى والشيطان. وقد امر الله بكتابه العظيم بكتابه في ايات وامر الانسان بطاعة وطاعات رسوله في ايات. ان يستقيم عليها المؤمن وليتذكرها كما في قوله سبحانه وتعالى اتبعوا ما ربكم ولا تتبعوا من دونها قليلا ما تذكرون سبحانه وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. قال سبحانه ان ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. قال عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب. في ايات كثيرات بين فيها ما دل عليه كتابه وما يهدي اليه وامر العباد بالالتزام به واتباعه والسير عليه بطاعته وطاعة رسوله في ايات كثيرات كما في قوله سبحانه في سورة النساء لما ذكر الفرائض والمواريث قال هي حدود الله ومن يطع الله ورسوله ادخلوا جنات تجري من تحتها خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعصي الله ويتعدى حدوده ويدخل نارا فاردا فيها وله عذاب مهين. وقال ايضا في سورة النساء يا ايها الذين اطيعوا الله واطيعوا الرسول والامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. فامر طاعته سبحانه وطاعة كتابه العظيم وطاعة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام وقال في سورة النساء ايضا من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولد ما فطاعة الرسول طاعة لله عز وجل وطاعة الله ورسوله هي هي الصراط المستقيم هي الهدى ودين الحق. هي العلم النافع والعمل الصالح. ثم بين جل وعلا ان الواجب على الناس عند التنازع ان يردوا ما تنازعوا فيه الله والرسول الى الكتاب العظيم والى الرسول في حياته والى سنته بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. وهذا كلهم واحسن عاقبة. اخبر وان هذا خير له في الدنيا والاخرة وانه احسن تأويلا لن يعاقب في الدنيا والاخرة. وقال عز وجل في سورة الانفال يا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله واطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنهم وانتم تسمعون. فامرهم بطاعته ورسوله ونهى للتولي عنه هذا هو واجب الجميع اينما كانوا يطيعوا الله ورسوله اينما كانوا فيما احبوا وكرهوا في الشدة والرخاء وفي جميع الاحوال وقال في سورة النور قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فان مع الامام حمل واما حملتم وان تطيعوه اهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام. فجعل الهداية في اتباعه وطاعة هذه الصلاة والسلام. وقال في سورة الاعراف فالذي امنوا به وعذروه ونصروه واتبعوا اولئك المفلحون. فجعل انصارهم واتباعهم اهل الفلاح. دون غيرهم اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم صاروا هم المفلحون هم السعداء. ثم قال بعد قل يا ايها الناس اني رسولكم جميعا. الذين هم لا اله الله يحييهم فامنوا بالله ورسوله النبي الامي بالله واتبعوه لعلكم تهتدون. فجعل الهداية في اتباعه وفي طاعة والسلام فوجب على جميع المكلفين ان يطيعوه ويتبعوه وهذا في الحقيقة طاعة واتباع الكتاب فان من اتبع الرسول فقد اتبع كتابه ونطق عن الرسول فقد اطاع الله. فوجب الالتزام بذلك. وهذا هو الصراط المستقيم. وقال في في اخر سورة نور فليحذر الذين يخالفوا امره ان تصيب وتره او يصيبهم عذاب اليم. فحذرهم من مخالفة امر الرسول صلى الله عليه وسلم وبين ان من يحيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم على خطر ان تصيبه فتنة في دينه فيشرك او يصيبه عذاب نبيه نسأل الله العافية. فدل ذلك على اتباعه فرض وان طاعته فرض وان الحيث عن ذلك باسباب الهلاك والزيف. وقال في سورة الحشر وما اتاكم الرسول خذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله ستر العقاب والاية في هذا معنى كثيرة كلها تدل على وجوب طاعة الله ورسوله وعلى وجوه التمسك بكتاب الله وهذا هو الصراط المستقيم الذي يجب السير عليه والاستقامة عليه. والحذر مما خالفه. فمن اراد السعادة والسلامة والنجاة في الدنيا والاخرة فعليه بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته طاعتهما والسير على ضوئهما وهدايتهما ووجب عليه ايضا تحكيمهما في كل شيء. والحذر مما خالفهما. ويجب عليهم مع هذا ان يحذر الناس من ذلك. هذه الدعوة ان يحذر الناس من كتاب كتاب الرب جل وعلا وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. هذا هو طريق السعادة وهو طريق النجاة في الدنيا والاخرة. واسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. وان يهدينا جميعا صراطه المستقيم وان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يوفق حكام المسلمين وعلمائهم بكل ما فيه رضاه ولم كل ما فيه صلاح العباد والبلاد وان وفق جميع المسلمين في كل مكان باتباع شريعته وتعظيمها والسير عليها والحذر من ما يخالفه. كما نسأله عز وجل ان يصلح قادته وان يولي عليهم خيارهم وان يوفق حكام المسلمين في كل مكان الالتزام بشريعة الله وتحكيمها والتحاكم اليها والحذر مما خالفها انه سبحانه وتعالى جواد كريم والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اتباعه باحسان