علي ابن علي ابن محمد العز قال الامام القاضي ابو الحسن علي ابن علي ابن محمد ابن ابي العز الدمشقي الحنفي المتوفى سنة اثنين وسبع مئة المتوفى المتوفى عام اثنين وتسعين وسبع مئة اثنين وتسعين وسبع مئة. نعم سمعناه اثنين وتسعين. نعم. اثنين وتسعين وسبع مئة. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. حسبي الله ونعم الوكيل. الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانه لما كان علم اصول الدين اشرف العلوم اذ شرف العلم بشرف المعلوم وهو الفقه الاكبر بالنسبة الى فقه الفروع ولهذا سمى الامام ابو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في اوراق من اصول الدين الفقه الاكبر وحاجة العباد اليه فوق كل حاجة وضرورتهم اليه فوق كل ضرورة لانه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة الا بان تعرف ربها ومعبودها وفاطرها باسمائه وصفاته وافعاله ويكون مع ذلك احب اليها مما سواه ويكون سعيها فيما يقربها اليه دون غيره من سائر خلقه. ومن المحال ان تستقل العقول بمعرفة ذلك وادراكه على التفصيل اكبر قليل ومن المحال ان تستقل العقول بمعرفة ذلك وادراكه على التفصيل فاقتضت رحمة العزيز الرحيم ان بعث الرسل به معرفين واليه داعين ولمن اجابهم مبشرين ولمن خالفهم منذرين وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود سبحانه باسمائه وصفاته افعاله اذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من اولها الى اخرها. ثم يتبع ذلك اصلان احدهما تعريف الطريق الموصل اليه وهي شريعته المتضمنة لامره ونهيه. والثاني تعريف الثاني ما لهم بعد الوصول اليه من النعيم المقيم. فاعرف الناس بالله عز وجل اتباعهم للطريق الموصل اليه. واعرفهم حال السالكين عند القدوم عليه. ولهذا سمى الله ما انزله على رسوله روحا. لتوقف الحياة الحقيقية عليه ونور لتوقف الهداية عليه فقال تعالى يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده. نعم. يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن ان جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. فلا روح الا فيما جاء به الرسول ولا نور الا في الاستطاعة به. وهو الشفاء كما قال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء فهو وان كان هدى وشفاء مطلقا لكن لما كان المنتفع بذلك هم المؤمنين خصوا بالذكر. والله تعالى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق. فلا هدى الا فيما جاء به. ولا ريب انه يجب على كل احد ان يؤمن بما جاء به الرسول ايمانا عاما مجملا. ولا ريب ان معرفة ما جاء به الرسول على التفصيل فرض على الكفاية فان ذلك داخل في تبليغ ما بعث الله به رسوله وداخل في تدبر القرآن وعقله وفهمه وعلم الكتاب والحكمة وحفظ الذكر والدعاء الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاء الى سبيل الرب الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن ونحو ذلك مما اوجبه الله على المؤمنين فهو واجب على الكفاية منهم واما ما يجب على اعيانهم فهذا يتنوع بتنوع قدرهم وحاجتهم ومعرفتهم وما امر به اعيانهم ولا يجب على العاجز عن سماع بعض العلم او عن فهم دقيقه ما يجب على القادر على ذلك. ويجب على من سمع النصوص فهمها من علم التفصيل ما لا يجب على من لم يسمعها. ويجب على المفتي والمحدث والحاكم ما لا يجب على من ليس كذلك وينبغي ان يعرف ان عامة من ضل في هذا الباب او عجز فيه عن معرفة الحق فانما هو لتفريطه في اتباع ما جاء الرسول وترك النظر والاستدلال الموصل الى معرفته. فلما اعرضوا عن كتاب الله ظلوا كما قال تعالى فاما مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى قال ابن عباس رضي الله عنهما تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ثم قرأ هذه الاية وهذا من رحمة الله جل وعلا فان الله خلق الخلق ليعبدوه وبعث الرسل لهذا الامر العظيم وجعل دينه طريقا الى الجنة. قد يرظى عنه طريقا الى النار. فوجب على المكلف ان يتعلم من دينه ما لا يسعه جهله حتى يعبد الله على البصيرة وحتى يؤدي ما اوجب الله ويدع ما حرم الله هذا الطريق هو الموصل الى الله والى جنته واتباع شريعته اتباع القرآن الكريم والسنة المطهرة ومن اعرض عن ذلك ولم يرفع به رأسا صار الى النار. فالله بعث الرسل وانزل الكتب لبيان الحق على عباده. هو سبحانه اوجب عليه الحقوق. ومن اخذ بها هذا واجب واداه فله الجنة والكرامة. ومن حاد عن ذلك واعظم فله الهيبة والندامة فالطريق الى الله واتباع الرسل والسير على منهاجهم والتمسك بما جاءوا به تعلم ذلك والبصيرة فيه فرض كفاية لكن على الفرض ان يتعلم ما لا يسع جانب على كل فرد ان يتعلم ما اوجب الله وعليكم وما لا يسعه جهل فيتعلم كيف يتوضأ كيف يصلي كيف يصوم كيف يحج اذا استطاع كيف اذا كان يتعاطى البيع والشراء حتى يعرف احكام الله التي اوجب عليه. واما معرفة امور الدين على العموم فهذا فضل فدائها. لابد ان يكون في في العلماء من يعرف احكام والله على العموم حتى يعلمها الناس. فعلى اهل العلم ان يتبصروا في هذا الباب وان يجتهدوا حتى يبلغوا الناس الى الله. فاذا وجد في البلد او في القبيلة من العلماء من يعلمهم ويوجههم صار ذلك في حق الباقين سنة لان هذا بالواجب في تعليمهم وتوجيههم الى لكن في حق كل واحد يلزمه ان يعرف ما وجب الله عليهم وحرم الله عليه كل واحد ما اوجب الله عليه وما حرم عليه حتى يؤده على مصر لانه خلق لهذا خلق ليعبد الله ولا طريق لعبادة الله الا بالتفقه والتعلم. ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم من يريد الله به خيرا يفقهه في الدين. نعم. وكما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم انها ستكون فتن. قلت فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم والفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسن ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء. من قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم. الى غير ذلك من الايات والاحاديث. هذا وصف القرآن الكريم. مرفوعا موقوفا على علي رضي الله عنه وهذا وصف كتاب الله فيه الهدى والنور. فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا. وفي الحكم فيما بيننا. وهو الفصل ليس بالهزل يجب اتباعه والسير على منهاجه ان هذا القرآن يهدي ليكون. قل هو للذين امنوا هدى واستجابة. وهذا كتاب انزلناه اتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. نعم. الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على مثل هذا المعنى. ولا يقبل الله من الاولين والاخرين دينا يدينونه الا ان يكون موافقا لدينه الذي شرعه على السنة رسله عليهم السلام. وقد نزه الله تعالى نفسه عما ما يصفه به العباد الا ما وصفه به المرسلون وغد وقد وقد نزه الله تعالى نفسه عما يصفه العباد الا ما وصفه به المرسلون بقوله سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين يعني انه منزها ما يقول الناس الا ما وافق ما جاء به كتابه وسنة رسوله فلا منزها النصارى ان عيسى اوقات اليهود ان عزل من الله او قالوا ان الله من اجل اليهود ان الله ابرياء وما اشبه ذلك وما نسيح ما يقوله الظالمون واي الحميد لم يتخذ صاحبته ولا ولدا وهو العزيز الحكيم له الاسماء الحسنى التي اوصى بها نفسه وهو منزه عما يقوله الظالمون من الصفات التي ذمهم عليها وعابهم هو يوصف بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله. الصحيحة من اسمائهم وصفاته جل وعلا. نعم فنزه نفسه سبحانه عما يصفه به الكافرون. ثم سلم على المرسلين بسلامة ما وصفوه به من النقائص والعيوب ثم حمد نفسه على تفرده بالاوصاف التي يستحق عليها كمال الحمد. ومضى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خير وهم الصحابة والتابعون لهم باحسان يوصي به الاول الاخر ويقتدي فيه اللاحق بالسابق وهم في ذلك كله لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم مقتدون وعلى منهاجه سالكون. كما قال تعالى في كتابه العزيز قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فان كان قوله ومن اتبعني معطوفا على الضمير في ادعو فهو دليل على ان اتباعه هم الدعاة الى الله وان كان معطوفا على الضمير المنفصل فهو صريح ان اتباعه هم اهل البصيرة فيما به دون غيرهم وكلا المعنيين حقا. وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين. واوضح الحجة للمستبصرين وسلك سبيله خير القرون ثم خلف من بعدهم خلف خلف اتبعوا اهواءهم وافترقوا فاقام الله لهذه الامة ان يحفظوا عليها اصول دينها كما اخبر الصادق صلى الله عليه وسلم بقوله لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرن وهم من خذلهم وممن قام بهذا الحق من علماء المسلمين وممن قام بهذا الحق من علماء المسلمين نعم الامام ابو جعفر احمد ابن محمد ابن سلامة الازدي الطحاوي. تغمده الله برحمته بعد المائتين. فان مولده سنة تسع وثلاثين ومئتين ووفاته سنة احدى وعشرين وثلاث مئة فاخبر رحمه الله عما كان عليه السلف ونقل عن الامام ابي حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي وصاحبيه ابي يوسف يعقوب ابن ابراهيم الحميري الانصاري ومحمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنهم ما كانوا يعتقدونه من اصول الدين به رب العالمين وكلما بعد العهد ظهرت البدع وكثر التحريف الذي سماه اهله تأويلا ليقبل قل من يهتدي الى الفرق بين التحريف والتأويل اذ قد سمي صرف الكلام عن ظاهره الى معنى اخر يحتمله اللفظ في الجملة تأويلا وان لم يكن ثم قرينة توجب ذلك ومن هنا حصل الفساد فاذا سموه تأويلا قبل وراجع على من لا يهتدي الى الفرق بين انهما تحتاج المؤمنون بعد ذلك الى ايضاح الادلة ودفع الشبه الواردة عليها وكثر الكلام والشغب وسبب ذلك اصغاؤهم الى شبه المبطلين وخوضهم في الكلام المذموم الذي عابه السلف ونهوا عن النظر فيه والاشتغال نعم. وسبب ذلك اصغائهم الى شبه المبطلين. هم. وخوضهم في الكلام المذموم الذي عابه السلف. ونهوا عن فيه والاشتغال به والاصغاء اليه امتثالا لامر ربهم حيث قال واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا اعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره. فان معنى الاية يشملهم. وكل من التحريف والانحراف على مراتب. فقد يكون وقد يكون فسقا وقد يكون معصية وقد يكون خطأ. فالواجب اتباع المرسلين واتباع ما انزله الله عليهم وقد ختمهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فجعله اخر الانبياء وجعل كتابه مهيمنا على ما بين يديه من كتب وانزل عليه الكتاب والحكمة وجعل دعوته عامة لجميع الثقلين الجن والانس باقية الى يوم القيامة وانقطعت به حجة العباد على الله. وقد بين الله قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. ما كان محمد ابا هدي من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. واوحى الله اليه ان يلزم هذا الطريق. ثم جعلناك على شيء فاتبعها. ولا نتبع اخبار الذين يعلمون فعلى الامة ان تتبع هذا الطريق وما اتاكم الرسل فخذوه وما نهاكم عنه فانقهوا ان هذا وان يهدي التي هي قومي وهذا كتاب انزلناه فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون هذا هو الطريق لزوم هذا الكتاب ولزوم السنة. هذا هو الطريق الذي به النجاة. ومن حاد عنهما هلك. وقد بين الله به كل شيء واكمل له ولامته الدين خبرا وامرا. وجعل طاعته طاعة له ومعصيته معصية له. واقسم بنفسه انهم لا يؤمنون حتى يحكموه فيما شجر بينهم. الله. واخبر ان المنافقين كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك. قال جل وعلا قل يا ايها الناس اني رسول الله جميعا. الذين هم كساهم لا اله الا هو الحي المميت. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن الله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون فالزم اتباعه واوجب علينا اتباعه. قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة يعني شرك او يصيبه عذاب وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول وحده والنجم اذا وما ظل صاحبهما وما ينطق عنه ان هو الا وحي يوحى. من يطع الرسول فقد اطاع الله. نعم. الله المستعان. واخبر ان المنافقين يريدون ان حكموا الى غيره وانهم اذا دعوا الى الله والرسول وهو الدعاء الى كتاب الله وسنة رسوله صدوا سدودا وانهم يزعمون انهم انما ارادوا احسانا وتوفيقا. وكما يقوله كثير من المتكلمة والمتفلسفة وغيرهم. انما نريد ان نحس اشياء بحقيقتها اي ندركها ونعرفها ونريد التوفيق بين الدلائل التي يسمونها العقليات وهي في الحقيقة جهليات وبين الدلائل النقلية المنقولة عن الرسول او نريد التوفيق بين الشريعة والفلسفة. وكما يقوله كثير من المبتدعة من المتمسكة والمتصوفة انما نريد الاعمال بالعمل الحسن والتوفيق بين الشريعة وبين ما يدعونه من الباطل الذي يسمون حقائق وهي جهل وضلال. وكما يقوله كثير من المتملكة والمتأمرة. انما نريد الاحسان بالسياسة الحسنة توفق بينها وبين الشريعة ونحو ذلك. وكل من طلب ان يحكم في شيء من امر الدين غير ما جاء به الرسول. ويظن ان ذلك حسن وان ذلك جمع بينما جاء به الرسول وبينما يخالفه فله نصيب من ذلك. بل ما جاء به الرسول كاف كامل يدخل في يدخل فيه كل حق. وانما وقع التقصير من كثير من المنتسبين اليه. فلم يعلموا ما جاء به الرسول في كثير من الكلامية الاعتقادية ولا في كثير من الاحوال العبادية ولا في كثير من الامارة السياسية او نسبوا الى الى شريعة بظنهم وتقليدهم ما ليس منها. واخرجوا عنها كثيرا مما هو منها. كلها بسبب الجهل والاراء الضالة. ولا طريق الله والى رسوله والى جنته الا من طريق الكتاب والسنة. اما اراء الناس من المتكلمين والخائضين بغير حق. فهذه لا تصبر ولا تغني بل تضل الناس. وانما الطريق الذي يوصله من الجنة والسعادة هو طريق القرآن والسنة. كتاب الله وسنة رسوله وسلم فمن تمسكا بهما وسار عليهما وتفقه فيهما فقد اخذ بطريق الجنة. ومن تعلق باراء الرجال ومقالاتهم ومذاهبهم وما اسسوه وما اوجدوه من اراء فانه يهلك مع من هلك. نسأل الله لا حول ولا قوة الا بالله ان يتبعون الا الظن وما تهوى ولقد جاءهم من ربهم الهدى فلا طريق الى الله والى الجنة الا لا من طريق الكتاب والسنة اهدنا الصراط المستقيم وان اهدنا الصراط المستقيم فاتبعوه وانك لتهدي الى صراط مستقيم ومن يطع الله والرسول فاولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. نعم فبسبب جهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم وبسبب عدوان اولئك وجهلهم ونفاقهم كثر النفاق ودرس كثير من علم رسالة بل البحث التام والنظر القوي والاجتهاد الكامل فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلم ويعتقد يعمل به ظاهرا وباطنا فيكون قد تلي حق تلاوته والا يهمل منه شيء. وان كان العبد عاجزا عن معرفة بعض ذلك او العمل به فلا ينهى عما عجز عنه مما جاء به الرسول بل حسبه ان يسقط عنه اللوم لعجزه لكن عليه ان يفرح بقيام غيره به ويرضى بذلك ويود ان يكون قائما به. والا يؤمن ببعضه ويترك بعضه. بل يؤمن بالكتاب كله. وان يصانع عن ان يدخل فيه ما ليس منه من رواية او رأي او يتبع ما ليس من عند الله اعتقادا او عملا كما قال تعالى ولا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون. وهذه كانت طريقة السابقين الاولين وهي طريقة التابعين لهم باحسان وهذه كانت طريقة السابقين الاولين وهي طريقة التابعين لهم باحسان الى يوم القيامة. واولهم السلف القديم من التابعين الاولين ثم من بعدهم اتباع الكتاب والسنة. والسير على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم. قولا وعملا. هذا هو طريق التابعين واتباع التابعين تبع الصحابة كما قال جل وعلا ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهم رافقون جل وعلا صراط الذين انعمت عليهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم هما الرسل واتباعهم طريقهم هو طريق الكتاب والسنة وهم ينعم عليهم من اتبعهم سعد ونجا وفاز بالعاقبة الحميدة ومن حاج عن السبيل صار واما من المغضوب عليهم واما من الظالمين اما ممن عبد الله باراء الرجال وعلوم الناس منهم ولاة من جوع وقدم الضلال على الهدى وضل على علم ومن ليس عنده علم صار تبع الظالين لان النصارى واشباههم فاليهود عندهم عموم ولكنهم ولكنها عموم فاسدة. تركوا بها الحق واستكبروا وحسدوا المسلمين فلم ظلوا على علم لانهم علموا الحق وحاجوا عنه فصاروا حسدة مغظوبا عليهم اما النصارى فغلب عليهم الضلال والجهل وصاروا ضالين لان تعبدوا على جهالة واعتقدوا في عيسى انه ولد الله وانه وانه وان امه الكلمة الالهة الثلاثة والاخر من وظل اخرون فقالوا ان الله عيسى هم الثلاثة فالمقصود انهم ضلوا في التهليل والله الواحد الاحد ليس له شديد لا عيسى ولا امه ولا غيره الواحد الاحد واذا هم اله وواحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم المقصود ان السعادة والنجاة والغنيمة في اتباع الكتاب والسنة هذا هو العلم وما ادى ذلك فهو جهل وضلال وحسد وبقي ممن علم واثر الباطل او حاسد باقي مغضوب عليه ومن ضل عن الهدى عن جهل هو ما مع الظالين من النصارى واشباههم والناجي هو هو الذي على علم واتبع علمه. وهم اهل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. والصحابة سبيلا علموا واتبعوا. علموا الحق واتباعه اما اليهود علموه وحاجوا عنه حسدا وبغيا. والنصارى ظلوا وجهلوا واتبعوا الباطل نسأل الله العافية. نعم. وهي طريقة التابعين لهم باحسان الى يوم القيامة واولهم السلف القديم من التابعين الاولين ثم من بعدهم ومن هؤلاء ائمة الدين المشهود لهم عند امة الوسط بالامامة. فعن ابي يوسف رحمه الله تعالى انه قال لبشر المريسي العلم بالكلام هو الجهل والجهل بالكلام هو العلم واذا صار الرجل رأسا في الكلام قيل زنديق او رمي بالزندقة اراد بالجهل به اعتقاد عدم صحته فان ذلك علم نافع او اراد به الاعراض عنه وترك الالتفات الى اعتباره فان ذلك يصون علم الرجل وعقله فيكون علما بهذا كبار والله اعلم من جملة وفاة الاسماء والصفات وهو من رؤوس الجهمية ولهذا رد عليه ابو يوسف وبين ان السعادة والنجاة طريق العلم الكتاب والسنة وان الاراء الرجال وما احدثوا هو الجهل وهذا هو الحق. العلم قال الله وقال رسوله وقال الصحابة قد رد عليه عثمان بن سعيد الدارمي على واوظع عليه اباطيله نعم الاذان يا شيخ. الله المستعان الله اكبر. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقال الامام العلمي رحمه الله تعالى عن ابي يوسف رحمه الله تعالى انه قال لبشر المريخي العلم بالكلام والجهل والجهل بالكلام هو العلم. فاذا صار الرجل رأسا في الكلام حين زنديقه او رمي بالزندقة. اراد بالجهل به عدم صحته فان ذلك علم نافع او اراد به الاعراض عنه وترك الالتفات الى اعتباره فان ذلك يصوم علم الرجل فيكون علما بهذا الاعتبار والله اعلم. وعلم ايضا انه قال من طلب العلم بالكلام تزنجر طلب المال بالكيمياء افلت. ومن طلب غريب الحديث كذب. وقال الامام ابن الشافعي رحمه الله تعالى حكمي في الكلام ان يضربوا بالجليد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على كلام وقال ايضا رحمه الله تعالى كل العلوم سوى القرآن مشغلة الا الحديث والا الفقه في الدين. العلم كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين. وذكر الاصحاب في الفتاوى انه لو اوصى لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون ولو اوضى انسان ان يوقف من كتبه وذكر اصحابه في الفتاوى انه لو اوصى لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون ولو اوصى انسان ان يوقف من كتبه ما هو من كتب العلم. فافتى السلف ان يباع ما فيها من كتب الكلام ذكر ذلك بمعناه بالفتاوى الظهيرية فكيف يرام الوصول الى علم الاصول بغير اتباع ما جاء به الرسول فكيف يرام الوصول الى علم الاصول بغير اتباع ما جاء به الرسول الا مستحيل الرواية قال فلان الاحكام هلا هلا القرآن ولقد احسن القائل ايها المهتدي ايها المغتدي ليطلب علما كل علم عبد بعلم الرسول يطلب القرعة تصفح اطنا بك اغفلت علم اصل الوصول ونبينا صلى الله عليه وسلم قد اوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه. الحمد لله. وبعث بالعلوم الكلية والعلوم الولية والاخرية على اتم الوجوه. ولكن كلما ابتدع شخص بدعة تتسع في جوابها. فلذلك صار كلام كثيرا قليل البركة بخلاف كلام المتقدمين فانه قليل كثير البركة لا كما يقوله ظلال المتكلمين جهالتهم ان طريقة القوم اسلم وان طريقتنا احكم واعلم وكما يقوله من لم يقدرهم قدرهم من المنتقدين الى الفقه قليل البركة بخلاف كلام المتقدمين فانه قليل كثير البركة كما يقوله ظلال المتكلمين وجهالتهم ان طريقة القوم اسلم وان طريقتنا احكم واعلم كما يقوله من لم يقدره فجرهم من المنتسبين الى الفقه. هذا هو الجهل. طريقة السلف الاسلامي طريقة السلف اعلم واحكم واسلم جميعا والحكمة والسلامة لانه اتوا الامر بوجه وهم طريقتهم اسلم وطريقتهم اعلم وطريقتهم احكم واستنبطوا احكامنا فهم موفقين للعلم والعمل. طريقتهم طريقة سليمة بلا اسباب الباطلة وكما يقوله من لم يقدرهم قدرهم من المنتسبين الى الفقه. انهم لم يتفرغوا لاستنباطه وضبط واحكامه اشتغالا منهم بغيره. والمتأخرون تفرغوا لذلك فهم افقه. فكل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير سلفي وعمق علومهم وقلة تكلفهم وكمال صغيرهم. وتالله ما امتاز عنهم المتأخرون الا بالتكلف والاشتغال بالافراد التي كانت همة القوم مراعاة اصولها وضبط قواعدها وشد معاقلها وهممهم مشمرة الى المطالب العالية والموت وهممهم مشمرة الى المطالب العالية في كل شيء. فالمتأخرون في شأن والقوم في شأن اخر كل هذا صحيح السلف الصالح سئلوا بالعلم النافع وكثير من المتأخرين شغلوا بالبدع وان الكلام ردهم ذلك عليهم الشرف وصاروا يخوضون في اراء الناس واصطلاحاتهم وحرموا من العلم النافع. والعلم قال الله على رسوله الصحابة ومن بعدهم. هذا هو طريق العلم في القرآن والتفقه في السنة. ووضعه العلماء والاصول في هذا الباب قواعد الحديث واصول الفقه هذا هو طالب العلم. والتفقه فيها القرآن والسنة على طريقة اهل العلم نعم المتأخرون في شأن والقوم في شأن اخر وقد جعل الله لكل شيء قدرا. وقد شرح هذه العقيدة غير واحد من العلماء نعم وقد شرح هذه العقيدة غير واحد من العلماء ولكن رأيت بعض الصالحين قد اصغى الى اهل الكلام المذموم واستمد منهم وتكلم بعباراتهم. والسلف لم يكرهوا التكلم بالجوهر والجسم والعرض ونحو ذلك. لمجرد كونه سلاحا جديدا على معان فضيحة للاصطلاح على الفاظ لعلوم صحيحة ولكنه ايضا الدلالة على الحق والمحاجة لاهل الباطل بل كرهوه لاشتماله على امور كاذبة مخالفة للحق. ومن ذلك نعم. بل كرهوه لاشتماله على كاذبة مخالفة للحق. نعم. ومن ذلك مخالفتها للكتاب والسنة. ولهذا لا تجد عند اهلها من اليقين والمعرفة ما عند عوام المؤمنين فضلا عن علمائهم والاحتمال مقدماتهم على الحق والباطل كثر المراء والجدال انتشر القيل والقال وتولد لهم عنها من الاقوال المخالفة للشرع الصحيح والعقل الصريح ما يضيق عنه المجال سيأتي زيادة بيان عند قوله ومن رام علم ما حظر عنه علمه وقد احببت ان اشرحها سالكا طريق السلف في عباراتهم وان تجعل من والهم متطفلا عليهم لعلي ان انظم في سلكهم وادخل في عدادهم واحشر في غمرتهم مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. قد احسن رحمه الله ولما رأيت النفوس مائلة الى البساط فاثرته على التطوير والاسهاد وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه ينيب وهو حسبنا ونعم الوكيل. قوله يقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له اعلم ان التوحيد اول دعوة الرسل واول منازل الطريق واول مقام يقوم فيه السالف الى الله عز قال تعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال هود عليه السلام لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال صالح عليه السلام لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال شعيب عليه لقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت توحيد الله والاخلاص هو الذي بعث الله به الرسل توحيد الله والاخلاص له فيما سواه هذا هو الاساس لقد بعنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاصل الدين واساس توحيد الله وتخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه. لكن نبي او شجر او حجر او غير ذلك. واذا هو اهل لا اله الا الله هم قالوا لهم اعبدوا الله ما لكم الا هذا الامم وانكروا ما قالوا لانهم قد يحتاجوا بالله والتعلق على الاسلام والاوثان. ولهذا انكروا ذلك. قال قالوا اين؟ عليكم نبتوا عليه هذا هو الجهل الكبير وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ولهذا كان الصحيح ان اول واجب يجب على المكلف شهادة ان لا اله الا الله فالنظر ولا القصد الى النظر ولا الشك كما هي اقوال لارباب الكلام المذموم فالائمة السلف كلهم متفقون على ان اول ما يؤمر به العبد الشهادتان ومتفقون على ان من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقيد بلوغه بل يؤمر بالطهارة والصلاة اذا بلغ او ميز عند من يرى ذلك ولم يوجب احد منهم على وليه ان يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين. وان كان الاقرار بالشهادتين واجبا باتفاق المسلمين ووجوبه يسبق وجوب الصلاة لكنه ادى هذا الواجب قبل ذلك؟ نعم. عاش على التوحيد عسى فاول واجب واهم توحيد الله ولهذا تبدأ تبدأ الصلاة وقبل الزكاة والصوم والحج قبل طيب ندعوا لهذا التقرير بان يحثوا الله بعباداتهم وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوح لانه لا لا اله الا الله وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء فمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين فواتى بغير ذلك من خصائص الاسلام ولم يتكلم بهما ان يصير مسلما ام لا؟ والصحيح انه يصير مسلما بكل ما هو من خصائص الاسلام التوحيد اول ما يدخل به في الاسلام واخر ما يخرج به من الدنيا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. فهو اول واجب واخر واجب. فالتوحيد اول الامر واخره اعني توحيد الالهية فان التوحيد يتضمن ثلاثة انواع احدها الكلام في الثلات والثاني توحيد الربوبية ان الله وحده خالق كل شيء. والثالث التوحيد الالهيا وهو استحقاقه سبحانه وتعالى ان يعبد وحده لا شريك له الاستقامة والايمان بان الله هو الخالق والخالق توحيد العبادة لا اله الا الله وهذا معناه وما امروا الا ليعبدوا الله توحيد الله بافعالهم وصومنا ودعائنا وسمعنا القسم الثاني توحيد الله في اسمائه وسلامه بها وان لا شريك اما الحكم التوحيد بانه هو الحاكم الا شرعا اما ويظن بعض الناس اما الحكم اعبدوا الله كما انه يصلي ويصوم يأكل ويشرب شرع الله اما الاول فان مفاة القتال في ادخل وانبه صفاته في مسمى التوحيد كالجهل ابن صفوان ومن فانهم قالوا اثبات الصفات يستلزم تعددا واجبا. فهذا القول معلوم الفساد بالضرورة فان اثبات ايش اما الاول فانه التوحيد اول الامر واخره اعني توحيد الالهية فان التوحيد يتضمن ثلاثة انواع احدها الكلام في الصفات توحيد الربوبية وبيان ان الله وحده خالق كل شيء والثالث توحيد الالهية وهو استحقاقه سبحانه وتعالى ان يعبد وحده لا شريك له. اما الاول فان ادخلوا نفي الصفات في مسمى التوحيد. الجهم ابن صفوان ومن وافقه. فانهم قالوا ذات الصفات يستلزم تعدد الواجب وهذا القول معلوم الفساد بالضرورة فان اثبات ذات مجردة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج وانما الذهن قد يفرد المحال ويتخيله وهذا غاية ما يلزمنا التعجب عدم فهي في الاداب يا حياة ولا علم ولا قدوة ولا اي صفة وهنا حي قيوما سميع بصيرا لا يجب التعدد. انت بنفسك انت واحد تسمع صوتك تعبر وتنهى هناك سبحانه يسمع ويعلم ويقدر ونأوم وينهى سبحانه وتعالى وله حكمة بالغة وانما الذكر قد يفرض المحال ويتخيله وهذا غاية تعطيل وهذا القول قد افضى بقوم الى الى القول بالفنون او هذا القول وهذا القول قد اقضى بقوم من القول بالحلول او الاتحاد وهو اقبح من كفر النصارى فان النصارى اخصوه بالمسيح وهؤلاء عموا جميع مخلوقات ومن فروع هذا التوحيد ان فرعون وقومه كامل الايمان عارفون بالله على الحقيقة ومن فروعه ابن عبادة الاصنام على الحق والصواب وانهم انما عبدوا الله لا غيره. ومن فروعه انه لا فرق في التحريم والتحليل بين الام والاخت الاجنبية ولا فرق بين الماء والخمر والزنا والنكاح الكل من عين واحدة لا بل هو العين الواحدة ومن فروعه ان الانبياء ضيقوا على الناس تعالى الله عما يكونون علوا كبيرا. واما الثاني وهو توحيد الربوبية الاقرار بانه خالق كل شيء وانه ليس للعالم صانعان متكافئان في الصفات والافعال وهذا التوحيد حق لا ريب فيه وهو الغاية عند كثير من اهل النظر والكلام وطائفة من الصوفية. وهذا التوحيد لم يذهب الى نقيضه طائفة معروفة من بني ادم بل القلوب مفطورة على الاقرار به اعظم من كونها مفطورة على الاقرار بغيره من الموجودات. كما قالت الرسل عليهم السلام فيما حكى الله عنهم قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض؟ واشهر من عرف تجاهله وتظاهره بانكار فرعون وقد كان مستيقنا به في الباطن كما قال له موسى عليه السلام لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات من الارض بصائر. وقال تعالى عنه وعن قومه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. ولهذا قال وما العالمين على وجه الانكار له تجاهلا عارف قال له موسى رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين قال من حوله الا تستمعون؟ قال ربكم ورب ابائكم الاولين. قال ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون. وقد زعم طائفة ان فرعون سأل موسى مستفهم مستفهما عن الماهية. وان المسئول عن لما لم تكن له ماهية عجز موسى عن الجواب وهذا غلط وانما هذا استفهام انكار وجحد كما دل سائر ايات في القرآن على ان فرعون كان جاحدا لله نافيا له لم يكن مثبتا له طالبا للعلم بماهيته. فلهذا بين لهم موسى انه معروف وان اياته ودلائل ربوبيته اظهر واشهر من ان يسأل عنه بما هو بل هو سبحانه اعرف واظهر وابيض من ان يجهل بل معرفته مستقرة في الفطر اعظم من معرفة كل معروف. ولم يعرف عن احد من الطوائف انه قال ان العالم له صانعان متماثلان في الصفات والافعال فان الثانوية من المجوس والمعنوية عن قائلين بالاصلين والظلمة وان العالم صدر عنهما متفقون على ان النور خير من الظلمة وهو الاله المحمود. وان الظلمة شريرة مذمومة وهم متنازعون في ظلمه هل هي قديمة او محدثة؟ فلم يثبتوا ربين متماثلين. واما النصارى القائلون بالتثليخ انهم لم يثبتوا للعالم ثلاثة ارباب ينتصر بعضهم عن بعض. بل هم متفقون على ان صانع العالم واحد. ويقولون بالاب والابن وروح القدس اله واحد. وقولهم في التفريق متناقض في نفسه. وقولهم في الحلول افسدوا منه ولهذا كانوا مضطربين في فهمه وفي التعبير عنه لا يكاد واحد منهم يعبر عنه بمعنى معقول ولا يكاد اثنان يتفقان على معنى الواحد فانهم يقولون هو واحد بالذات ثلاثة بالاخلوم والاقاليم يفسرونها تارة بالخواص وتارة بالصفات وتارة من اشخاص فقد فطر الله العباد على فساد هذه الاقوال بعد التصور التام وفي الجملة فهم لا يقولون باثبات خالقين متماثلين والمقصود هنا انه ليس في الطوائف من يثبت للعالم صانعين هم المقصود نعم والمقصود هنا انه ليس في الطوائف من يثبت للعالم صانعين متماثلين مع ان كثيرا من اهل الكلام والنظر والفلسفة تعبوا في اثبات هذا المطلوب وتقريره ومنهم من اعترف بالعجز عن تقرير هذا بالعقل وزعم انه يتلقى من السمع. والمشهور وعند اهل النظر اثباته بدليل التمانع وهو انه لو كان للعالم صانعان فعند اختلافهما تريد ان يريد احدهما تحريك جسم والاخر تسكينه او يريد احدهما احياءه والاخر اماتته. فاما ان يحصل مرادهما او مراد احدهما او لا يحصل مراد واحد منهما والاول ممتنع لانه يستلزم الجمع بين الظدين والثالث ممتنع لانه يلزم خلو الجسم عن الحركة والسكون وهو ممتنع. ويستلزم ايضا عز كل منهما. والعاجز لا يكون الها. واذا حصل احدهما دون الاخر كان هذا هو الاله القادر والاخر عاجزا لا يصلح للالهية وتمام الكلام على هذا الاصل معروف كن في موضعه وكثير من اهل النظر يزعمون ان دليل التمانع هو معنى قوله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله باعتقادهم ان توحيد الربوبية الذي قرروه هو توحيد الالهية الذي بينه القرآن ودعت اليه الرسل عليهم السلام وليس الامر كذلك بل التوحيد الذي دعت اليه الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الالهية المتضمن توحيد الربوبية وهو عبادة الله وحده لا شريك له فان المشركين من العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وان خالق السماوات والارض واحد كما اخبر تعالى عنهم بقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم سيقولون لله قل افلا تذكرون الايات ومثل هذا كثير في القرآن. ولم يكونوا يعتقدون في الاصنام لانها مشاركة لله في خلق العالم هذا امر بالمعروف. فانهم يعرفون انه سبحانه هو الخالق الرازق المدبر هذا. وانما اشركوا الاله يزعمونها تقربهم وتشفع لهم الناس والعزى هؤلاء اعطاه الله جل وعلا وبين لهم ان هذه هذه الاهلاك لا للشفاعة فيجب على المسلم ان يدفع الله اجره وارفعي حاجته من يحاج الى وساطت هذه الالهة. نعم. ولم يكونوا يعتقدون في الاصنام انها مشاركة لله في خلق العالم بل كان حالهم بل كان حالهم فيها كحال امثالهم من مشرك الامم من الهند والترك والبربر وغيرهم تارة يعتقدون ان هذه تماثيل قوم صالحين من الانبياء والصالحين ويتخذونهم شفعاء ويتوسلون بهم الى الله وهذا كان اصل شرك العرب. قال تعالى حكاية عن قوم نوح وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودوا ولا ولا يغوث ويعوق ونثرا. وقد ثبت في صحيح البخاري وكتب التفسير وقصص الانبياء وغيرها. عن ابن رضي الله عنهما وغيره من السلف ان هذه اسماء قوم صالحين في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم. وان هذه الاصنام بعينها صارت الى قبائل العرب. ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما قبيلة قبيلة وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابي الهياج الاسدي قال قال لي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا ابعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ امرني الا ادع قبرا مشرفا الا سويته او الا سويته ولكن تالا الا طمسته. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في مرض موته لعن الله اليهود صار اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذروا ما فعلوا. قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لابرز قبره ولكن كره ان يتخذ مسجدا. وفي الصحيحين انه ذكر له في مرض موته كنيسة بارض الحبشة. وذكر له من حسنها فيها وقال ان اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير اولئك فرار الخلق عند الله يوم القيامة. ما في حاجة لليهود والنصارى. على قبور المساجد ويعظموا ويعبدونها من دون الله وتابعتهم العرب في هذا الشرك بها عدد الاصنام والاشجار والاحجار كل هذا تقليد لغيرهم نعم نسأل الله العافية. في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قال قبل ان يموت بخمس ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك من اسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الاصنام بحسب ما يظن انه مناسب ومن اسباب الشرك نعم ومن اسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الاصنام بحسب ما يظن انه مناسب للكواكب من طباعها وشرك قوم ابراهيم عليه السلام ومن انواع الشرك بل اسباب من انواع هذا من انواعه تعلقا لانه يتعلق الانبياء والملائكة ليتعلق الجن يتعلق بالكواكب. نعم. واعتقاده بان لها نعم. ومن اسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الاصنام بحسب ما يظن انه مناسب للكواكب من طباعها. وشرك قوم ابراهيم عليه السلام كان فيما يقال من هذا الباب وكذلك الشرك بالملائكة والجن واتخاذ الاصنام لهم. وهؤلاء كانوا مقرين للصانع وانه ليس للعالم صانع ولكن اتخذوا هذه الوسائط شفعاء كما اخبر عنهم تعالى بقوله والذين اتخذوا من من دونه اولياء ما نعبدهم الا يقربونا الى الله زلفى. وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ولا تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. وكذلك كان حال الامم المشركين الذين كذبوا الرسل كما حكى الله تعالى في قصة صالح عليه السلام عن التسعة رهط الذين تقاسموا بالله ان تحالفوا بالله لنبيتنه واهله. فهؤلاء المفسدون المشركون تحالفوا بالله على قتل نبيهم واهله. وهذا ويبين انهم كانوا مؤمنين بالله ايمانا المشركين فعلم ان التوحيد المطلوب هو توحيد الالهية الذي يتضمن توحيد الربوبية قال تعالى باقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون الى قوله اذا هم يقنطون. وقال تعالى في الله شق فاطر السماوات والارض وقال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولا يقال ان معناه يولد ساذجا لا يعرف توحيدا ولا شركا. كما قاله كما قاله بعضهم لما تلونا. ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين الحديد. وفي الحديث المتقدم ما يدل على ذلك من حيث قال يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولم يقل ويسلمانه. وفي رواية يولد الملة وفي اخرى على هذه الملة وهذا الذي اخبر به صلى الله عليه وسلم هو الذي تشهد الادلة العقلية منها ان يقال لا ريب ان هذا هو شرك المشركين الان. عباد البدوي والشيخ عبد القادر الجيلاني والحسين وعلي كلهم يدعونهم ويستغيظون بهم وينذرون لهم وينزعون اشد المشركين. وربما زادوا هؤلاء حتى عبدوهم الشدة. قال الاولون والوصول الى الشدائد كما قال تعالى فاذا دعوا الله فلما نجا من البر لهم قال تعالى واذا غشيهم هؤلاء صاروا اشر من اولئك واخبث فصار شركهم في لابد ان الحسين الى السيد البدوي قائما وقاعدا في الشدة والرخوة حتى في البحر الاموات صاروا يصلحون يا علي يا علي نسأل الله لنا نسأل الله العافية منها ان يقال لا ريب ان الانسان قد يحصل له من الاعتقادات والارادات ما يكون حقا وتارة ما يكون باطلا وهو حساس متحدث بالارادة فلا بد له من احدهما ولابد له من مرجح لاحدهما ونعلم انه اذا عرض على كل احد ان يصدق وينتفع معلومة ايش؟ ونعلم انه اذا عرض على كل احد ان يصدق وينتفع وان يكذب ويتضرر ما مال بكثرته الى ان يصدق وينتفع وحينئذ فالاعتراف بوجود الصانع والايمان به هو الحق او والثاني فاسد قطعا فتعين الاول فوجب ان يكون في الفطرة ما يقتضي معرفة الصانع والايمان به وبعد ذلك اما ان تكون محبته انفع للعبد اولى. والثاني فاسد قطعا. فوجب ان يكون في فطرته محبة ما ينفعه