ونعلم انه اذا عرض على كل احد ان يصدق وينتفع وان يكذب ويتضرر ما ما لبس فقرته الى ان يصدق وينتفع وحينئذ الاعتراف بوجود الصانع والايمان به هو الحق او نقيضه. والثاني فاسد انقطع وتعين فوجب ان يكون في السفرة ما يقتضي معرفة الصانع والايمان به. الله! وبعد ذلك اما ان تكون محبته انفع للعبد اولا والثاني فاسد انقطع فوجب ان يكون في فطرته محبة ما ينفعه. ومنها انه مقصور على جلب المنافع ودفع بحسبه وحينئذ وان لم تكن له وان لم تكن فطرة كل واحد مستقلة بتحصيل ذلك بل يحتاج الى سبب معين تطرح كالتعليم ونحوه فاذا وجد الشرط وانتفى المانع استجابت لما فيها من المقتضى لذلك ايه نعم فاذا فوجد الشرط وانتفى المانع استجابت لما فيها من المقتضى من المقتضي لذلك. نعم. ومنها ان يقال من المعلوم ان كل نفس قابلة للعلم وارادة الحق. ومجرد التعليم والتحضير لا يوجب العلم والارادة. لولا ان في النفس قوة تقبل لولا لولا ان في النفس قوة تقبل ذلك. نعم. والا سنعلم الجماد والبهائم وحفظ لم بلى ومعلوم ان حقول اقرارها بالصانع ممكن من غير سبب منفصل من خارجه. وتكون الذات كافية في ذلك. فاذا المقتضي قائما في النفس وقدر عدم المعارض والمقتضي السالم عن المعارض يوجب مقتضاه. فعلم ان الفطرة السليمة اذا لم يحصل لها من يفسدها كانت مقرة للصانع عابدة له. الله اكبر. ومنها ان يقال انه اذا لم يحصل المفسد ولا المصلح الخارجي كانت الفطرة مقتضية للصلاة. لان المقتضي فيها جل وعلا خلقهم عن الفتنة وودع في قولهم ايمان الله انه ربهم وخالقهم كما في الحديث الصحيح الا على هذه النعمة حديث الاخر يقول الله جل اني خلقت عبادي حنفا الشاة عن دينهم وامرتهم بالله ما لم ينزل به سلطانا واحدث لهم ما حرم الله عليهم. لان الله ربك وخالق الرويلات ربه خالق ولكن دعاة الباطل ونؤكد يهولنا الصعيد شيئا فشيئا حتى يستوى الى ما هم عليه نعم ومنها ان يقال انه اذا لم يحصل المفسد الخارج ولا في الخارج كانت الفطرة مقتضية للصلاح. لان المقتضي ومنها ان يقال ومن منها ان يقال انه اذا لم يحصل المفسد الخارج ولا المصلح الخارج كانت الفطرة مقتضية للصلاح لان المقتضي فيها العلم والارادة قائم والمانع من دفن. ويحكى عن ابي حنيفة رحمه الله ان قوما من اهل الكلام ارادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية فقال لهم اخبروني قبل ان نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة تذهب فتمتلئ من الطعام والمسائل وغيره بنفسها وتعود بنفسها فترسي بنفسها وتتفرغ وترجع. كل ذلك من غير ان يدبرها احد فقالوا هذا مثال لا يمكن ابدا. فقال لهم اذا كان هذا محالا في السفينة فكيف في هذا العالم كله علوه وتفت هذه الحكاية عن غير ابي حنيفة ايضا. فلو اقر رجل بتوحيد الربوبية الذي مقبولا من الله جل وعلا اقام الحجج والبينات مما خلق من هذه المخلوقات من تدبرها بالمخلوقات عرف ان لها خالقة ومجدرا سبحانه وتعالى هذه المخلوقات المتعددة من بني ادم وغيرهم من واحجاد ومعازب لا تفرق الاحسان لابد لها من خالق مدبر وهو الله عز وجل هل من خال؟ الله خالق لشيء سبحانه وتعالى. ولهذا ابو حنيفة السفينة التي تحمل الطعام تذهب للبلدان وتفرق عام وترجع وليس لها من يدبرها مثلها سائق ولا فيها احد قالوا هذا مستحيل. قال هذا العالم الذي ترونه من يدبره بغير مدبر مستحيل لابد له من خالق قد قامت الادلة على انه الله سبحانه خالق لشيء الذي فوق السما فوق العرش جل وعلا. ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد الى شكره ولئن سعدهما خلقهم ليقولون الله وهو خالق المسلمين. نعم اللهم نسألك فلو اقر رجل بتوحيد الربوبية الذي يقر به هؤلاء النظار ويفنى فيه كثير من اهل التصوف ويجعلونه وغاية السالفين كما ذكره صاحب منازل الساهرين وغيره. وهو مع ذلك ان لم يعبد الله وحده ويتبرأ من عبادة ما سواه فانا ممكن امثاله من المشركين. والقرآن مملوء من تقرير هذا التوحيد وبيانه. وضرب المثال له. ومن انه يقرر توحيد الربوبية ويبين انه لا خالق الا الله وان ذلك مستلزم ان لا يعبد الا الله فيجعل الاول دليلا على الثاني لكانوا يسلمون الاول وينازعون في الثاني لان الذي خلق هذا الكون هو مستحق ان يعبد ويعظم ويطاع ولهذا اقر به المشركون واحتج الله عليهم مما عاقبوا به على ما انكروه من تقصير الله او العبادة. قل من يغدر من الاستغفار الله تائبون انه رازقكم ومدبر الامور هو الذي يستحق ان يقول جل وعلا ولئن خلقهم ليقولن الله ولئن سادهم خلقهم ليقولن الله فاذا كان هو الخالق لاقرارهم لهم الواجب ان يعبد وحده بطاعة اوامره وترك نواهيه وتصديق رسله انه لا خالق الا الله. اه فيبين لهم سبحانه انكم اذا كنتم تعلمون انه لا خالق الا الله. وانه هو الذي يأتي العلم العبادة بما ينفعهم ويدفع عنهم ما يضرهم لا شريك لهم في ذلك. فلم تعبدون غيره؟ وتجعلون معه الهة اخرى قوله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير عما يشركون. امن خلق السماوات والارض من السماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها االه مع الله؟ بل هم قوم يعدلون الايات يقول الله تعالى في اخر كل اية االه مع الله اي االه مع الله فعل هذا؟ وهذا اتهام انكار يتضمن نفي ذلك وهم كانوا معتبرين بانه لم يفعل ذلك غير الله فاحتج عليهم بذلك. وليس المعنى هل مع الله اله كما ظنه بعضهم؟ لان هذا المعنى لا يناسب سياق الكلام. والقوم كانوا يجعلون مع الله الهة اخرى كما قال تعالى فانكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد. وكانوا يقولون فجعل الالهة الها ان هذا لخير اعجاب لكنهم ما كانوا يقولون ان معهم اله على الارض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل لها مواسيا وجعل بين البحرين بين البحرين حاجزات. بل هم مقرون بان الله وحده فعل هذا. وهكذا سائر ايات وكذلك قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. وكذلك ذلك قوله في سورة الانعام قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من اله غير الله يأتيكم به وامثال ذلك نعم. واذا كان توحيد الربوبية الذي يجعله هؤلاء النضال ومن وافقهم من الصوفية والغاية في التوحيد في التوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم السلام ونزلت به الكتب فليعلم ان دلائله متعددة كدلائل اثبات ودلائل صدق الرسول فان العلم كلما كان الناس لديه احوج كانت ادلته واظهر رحمة من الله لخلقه. والقرآن قد الله للناس فيه من كل مثل وهي المقاييس العقلية المفيدة للمطالب الدينية. لكن القرآن يبين الحق في الحكم والدليل فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وما كان من المقدمات معلومة ضرورية متفقا عليها استدل بها ولم يحتج الى الاستدلال عليها وبطريقة فصيحة في البيان ان تحدث وهي طريقة القرآن بخلاف ما يدعيه الجهال الذين يظنون ان القرآن ليس طريقة برهانيه بخلاف ما قد يشتبه ويقع فيه نزاع فانه يبينه ويدل عليه. ولما كان الشرك في الربوبية معلوم الامتناع عند الناس كلهم باعتبار اثبات خالقين متماثلين بالصفات والافعال وانما ذهب بعض المشركين الى ان ثم خالقا خلق بعض العالم كما يقوله السنوية في الظلمة كما يقول في القدرية في افعال الحيوان وكما يقول في حركة الاسلاك حركات النفوس او الاجسام الطبيعية فان هؤلاء يثبتون امورا محدثة بدون احداث اياها فهم مشركون في بعض الربوبية وكثير من مشرك عربي وغيرهم قد يظن في الهته شيئا من نفع او ضر بدون ان يخلق الله ذلك فلما كان هذا الشرك في الربوبية موجودا في الناس بين القرآن بطلانه كما في قوله تعالى ما اتخذ الله ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. فتأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز الظاهر فان الاله الحق لابد ان يكون خالقا فاعلا يوصل الى عاجزه النفسى ويدفع عنهم ضر فلو كان معهم سبحانه اله اخر يتركه في ملكه لكان له خلف وكان وحينئذ فلا يرضى تلك الشركة فان قدر على قهر ذلك الشريك وتفرده للملك والالهية دونه فعل وان لم يقدر على ذلك انفرد بخلقه وذهب بذلك الخلق كما ينفرد ملوك الدنيا بعضهم عن بعض بممالكه اذا لم يقدر المنفرد منهم على قهر اخر والعنو عليه فلابد من احد ثلاثة امور اما ان يذهب كل اله لخلقه وسلطانه واما ان يعلو بعضهم على بعض واما ان يكونوا تحت ملك واحد يتصرف فيهم كيف كيف يشاء ولا يتصرفون فيه بل يكون وحده هو الاله وهم العبيد المربوبون المقهورون من كل وجه وانتظام امر العالم كله واحكام امره من اذل دليل على ان مدبره اله واحد وملك واحد ورب واحد لا اله للخلق غيره ولا رب لهم سواه. كما قد دل دليل التمامة على ان خالق العالم واحد لا رب غيره فلا اله سواه فداك تمانع في الفهن والايجاب وهذا تمانع في العبادة والالهية. وكما يستفيد ان يكون من عالم رباني خالقان متكافئان كذلك يستحيل ان يكون لهم الهان معدودان. العلم بان وجود العالم عن صانعين اليه ممتنعا لذاته مستقر في الفطر معلوم لطريق العقد بطلانه فكذا تدخل الهية اثنين. الاية الكريمة موافقة لما ثبت واستقر في الفطر من توحيد الربوبية دالة مثبتة ملزمة لتوحيد الالهية ولهذا احتجوا جميعا على الكفار بذلك. لان الكفار اقروا بتوحيد الربوبية واشركوا مع الله الملائكة والانبياء والرسل والاسلام لما اقروا به واقام الحج عليهم وحكم بكفرهم ايمانهم بالخالق والرازق والمدبر يوجب ايمانهم بانه لا يقبل. فلما ناقضوا وثابوا عفوا حق القتال والجهاد حتى يؤمنوا بالله وحده لكن الخالق نعم وقريب من معنى هذه الاية قوله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا وقد ظن طوائف ان هذا التمانع الذي تقدم ذكره وهو انه لو كان للعالم قانعان الى اخره وغفلوا عن مضمون الاية فانه سبحانه اخبر انه لو كان فيهما الهة غيره ولم يقل ارباب. وايضا فان هذا انما هو بعد وجودهما. وانه لو كان في هناك وهما موجودتان الهة سواه لفسدتا. وايضا فانه قال لفسدتا وهذا فساد بعد الوجود. ولم يقل لم يوجدا بدلة نهاية على انه لا يجوز ان يكون فيهما الهة متعددة بل لا يكون الاله الا واكدا وعلى انه لا يجوز ان يكون هذا الاله الواحد الا الله سبحانه وتعالى وان فساد السماوات والارض يلزم من كون الالهة فيهما متعددة ومن كون الاله الواحد غير الله وانه لا صلاح لهما الا بان يكون الاله الا بان يكون الاله فيهما هو الله وحده لا غير هو الله وحده لا غيره فلو كان من عالم الاهان معبودان لفسد نظامه كله. فان قيامه انما هو بالعدل وبه قامت السماوات والارض بعضهم الظلم على الاطلاق الشرك. وعدم العدل التوحيد وتوحيد الالهية متضمن لتوحيد الربوبية دون ومن لا يقدر على ان على ان يخلق وصوله الى الجميع يتضمن كماله. وكمال عدله وكمال حكمته وانه سبحانه اخي ان يعبد ولهذا جنت الادلة النقلية والعقلية وتعالى وان الاشراك به مخالف للعقول السليمة كما انه مخالف للنصوص والاجهزة الكتاب والسنة المفسدين قد تناغموا فيما مروا به من وما خالفوا وما ابوا فيهم اخراجه من التزامه بتوحيد العبادة فان التزامه بشرك بالله وانكاره والى العبادة تناقضوا منه كيف يكون خالقا ورازقا ومدبرا ويكون له شركاء في العبادة الله المستعان فمن لا يقدر على ان يخلق يكون عاجزا. والعاجز لا يخلق ان يكون الها. قال تعالى ايشركون ما لا شيئا وهم يخلقون وقال تعالى افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون؟ وكذا قوله تعالى قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى بن عرش سبيلا. وفيها للمتأخرين قولان احدهما لاتخذوا سبيلا الى مغالبته الثاني وهو الصحيح المنقول عن السلف لقد سادت وغيره وهو الذي ذكره ابن جرير لم يذكر غيره لاتخذوا سبيلا اليه كقوله تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وذلك انه قال لو كان معه الهة كما يقولون وهم لم يقولوا ان العالم له صانعان بل جعلوا معه الهة اتخذوهم شفعاء وقالوا ما نعبدهم الا يقدمون الى الله زلفى بخلاف الاية الاولى. ثم التوحيد الذي دعت اليه رسول الله ونزلت به كتبه نوعان. وكيد في الاسلام لكن المعرفة توحيد في الطلب والقصد. الاول هو اثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وافعاله واسمائه ليس بمثله شيء في ذلك كله. كما اخبر به عن نفسه وكما اخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وقد افضح القرآن عن هذا النوع كله كما في اول الحديث وطه واخر الحفظ واول الف لام ميم تنزيم سجدة واول ال عمران سورة الاخلاص وما لها وغير ذلك. والثاني وهو توحيد الطلب رحمه الله هذا كلام طيب شيخ الاسلام ابن تيمية وواضع في تقرير التوحيد. والتاني وهو توحيد الطلب والقصد مثل ما تضمن وسورة قل يا ايها الكافرون وقل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم واول سورة تنزيل الكتاب هذا وهو لسورة يونس واوسطها واخرها وهو لسورة الاعراف واخرها وجملة سورة الانعام وغالب سور القرآن متضمنة لنوع التوحيد تكون سورة في القرآن فان القرآن اما خبرا عن الله واسمائه وصفاته وافعاله فهو التوحيد العلمي الخبري واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الارادي الطلبي واما امر ونهي والزام بطاعته. وذلك من حقوق التوحيد ومكملاته. واما خبر عن اكرامه لاهل توحيده. وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة فهو جزاؤ توحيده واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النتان وما يحل بهم عن عقبة من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد. فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه في شأن الشرك واهله وجزائهم فالحمد لله رب العالمين التوحيد الرحمن الرحيم توحيد مالك يوم الدين التوحيد اياك نعبد اياك نستعين توحيدك رب العالمين توحيد الروحية الرحمن الرحيم القزاز مالك يوم الدين كذلك الصفات اياك نعبد واياك احنا نستعين توحيد العبادة جمعها في هذه الاية. فان دل رب العالمين والرحمن الرحيم مالك يوم الدين والمستعان. هو مستحق ان يعبد بمثله في ظهره ورحمته واحسانه وكونه رب العالمين. نعم. اهدنا الصراط المستقيم بالتوحيد متضمن طلبوا منه التوحيد طلبوا دعاء استغاثة امه وطلبا للهداية منه لانه سبحانه مالك توحيد متضمن لسؤال الهداية الى طريق اهل التوحيد الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم عليهم ولا الضالين الذين فارقوا التوحيد وكذلك شهد الله لنفسه بهذا التوحيد وشهدت له به ملائكته وانبياؤه قال تعالى اشهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم وان الدين عند الله الاسلام. اتضمنت هذه الاية الكريمة اثبات حقيقة التوحيد والرد على جميع طوائف الضلال. فتضمنت اجل شهادة واعظمها واعدلها واصدقها من اجل شاهد باجل مشهود به. وعبارات السلف الشاهد الله والملائكة واولو العلم والعلم على رأسهم الرسل والانبياء. واعظم مسؤول به هو توحيد الله جل وعلا. واعظم شاهد هو الله وحده ثم الملائكة والرسل. واعظم مسؤولية هو توحيد الله والاخلاص له. الله اكبر نعم. وادارات السلف في شهر اذا تدوم على الحكم والقضاء والاعدام والبيان والاحباط وهذه الاقوال كلها حق لا تنافي بينها فان الشهادة تتضمن الشاهد وخبره وتتضمن اعلامه واخباره وبيانه فلها اربع مراتب. واول مراتبها علم ومعرفة واثقة لصحة المشهود به وثبوته وثانيها تتكلمه بذلك وان لم يعلن به غيره بل يتكلم بها مع نفسه يذكرها وينطق بها او يكتبها. وثالثها ان يعلم غيره بها بما يشهد به. ويخبره به ويبينه له ان يلزمه بمضمونها ويأمره به. فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية والقيام بالقصة. تضمنت هذه المراحل الاربع انه سبحانه بذلك وتكلمه به واعلامه واخباره لخلقه به وامرهم والزامهم به الله اكبر مرتبة العلم فان الشهادة تضمنتها ضرورة والا كان الشاهد شاهدا بما لا علم له به. قال تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون وقال صلى الله عليه وسلم على مثلها فاشهد واشار الى الشمس. واما مرتبة التكلم والخبر فقال تعالى وجعل الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا فشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون. فجعل ذلك منهم شهادة وان لم يتلفظوا بلفظ الشهادة ولم يؤدوها عند غيرهم. واما مرتبة الاعلام والاخبار فنوعان اعلام بالقول واعلام بالفعل وهذا كان كل معلم لغيره لامر درس يعلمه به بقوله وتارة لفعله ولهذا كان من جعل داره مسجدا فتح باب واخرجها بطريقها واذن للناس بالدخول والصلاة فيها معلنا انها وقف وان لم يتلفظ به. وكذلك من متقربا الى غيره بانواع المسار يكون معلما له ولغيره انه يحبه وان لم يتلفظ بقوله وكذلك للعبد وكذلك شهادة الرب عز وجل وبيانه واعلامه يقول بقوله تارة وبفعله اخرى فالقول ما ارسل به رسله وانزل به كتبه واما بيانه واعلامه وبفعله فكما قال ابن خيثان شهد الله بتدبيره العزيز واموره المحكمة عند انه لا اله الا هو. وقال اخر وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد. ومما يدل على ان الشهادة يكون بالفعل قوله تعالى ومما يدل على هذا المسجد سبحان الله ومما يجعل ان الشهادة تكون بالفعل قوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر. فهذه شهادة منهم على انفسهم بما يفعلونه انه سبحانه يشهد بما جعل اياته المخلوقة دالة عليه ودلالتها انما هي بخلقه وجهله. واما مرتبة الامر بذلك والالزام به. وان مجرد الشهادة لا يستلزمه. لكن الشهادة في هذا الموضع تدل عليه وتتضمنه فانه سبحانه شهد به شهادة من حكم به وقضى وامر والزم عباده به. كما قال تعالى وقضى ربك الا عملوا الا اياه. وقال تعالى وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا وقال تعالى لا تجعل مع الله الها اخر وقال ولا تدعو مع الله الها اخر والقرآن كله انه شاهد بذلك ووجه استلزام شهادته سبحانه لذلك انه اذا شهد انه لا اله الا هو فقد اخبر وبين وحكم وقضى ان ما سواه ليس بهذه اله وان الهية ما سواه باطلة فلا يستحق العبادة سواه كما لا تخلف الالهية لغيره وذلك يستلزم الامر باتخاذه وحده الها. والنهي عن اتخاذه غيره معه الها. وهذا يفهمه من هذا النفي والاثبات. كما اذا رأيت رجلا يستفتي رجلا او يستشهده او يستطبه كما هو. كما اذا رأيت رجلا يستفتي رجلا او يستشهده او يستطبه وهو ليس اهلا لذلك. ويدع من هو اهل له. فتقول هذا ليس بمحسن ولا شاهد ولا طبيب المفتي فلان والشاهد فلان والطبيب فلان. فان هذا امر منه ونهي. وايضا في الاية دلت على انه وحده المستحق للعبادة. فاذا اخبر انه هو وحده المستحق للعبادة. فضمن هذا الاكبار امر العباد والزامهم باداء ما يستحقه الرب تعالى عليهم. وان القيام بذلك هو خالص حقه عليهم. وايضا تلفظ الحكم والقضاء تعمل في الجملة القدرية ويقال للجملة القدرية قضية وحكم وقد حكم فيها بكذا وقال تعالى الا انهم من افكهم ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون. خاصة البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون؟ فجعل هذا صار المجرد منهم حكما وقال تعالى افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون؟ لكن هذا حكم لا الزام معه والحكم والقضاء بانه لا اله الا هو متضمن للالزام. ولو كان المراد مجرد شهادة لم يتمكنوا من العلم بها ولم ينتفعوا بها ولم تقم عليهم بها الحجة بل قد تضمنت البيان للعباد ودلالتهم وتعريفهم بما شهد به. كما ان الشاهد من العبادة اذا كانت عنده شهادة ولم يبينها بل كتمها لم ينتفع بها احد ولم تقم بها حجة. واذا كان لا ينتفع بها الا ببيانها. فهو سبحانه قد بينها غاية البيان بطرق ثلاثة. السمع والبصر والعقل. ايه واذا كان لا ينتفع بها الا ببيانها فهو سبحانه قد بينها غاية البيان بطرق ثلاثة السمع والبصر العقل ان السمع وبسمع اياته المتلوة المبينة لما عرفنا اياه من صفات كماله كلها البينة عرفنا اياه من صفات كماله كلها الوحدانية وغيرها غاية البيان. وكما يزعم كما يزعمها الجهمية من وافقهم من المعتزلة ومع صلة بعض الصفات من دعوة احتمالات توقع في الحيرة هنا في البيان الذي وصف الله به كتابه العزيز ورسوله الكريم كما قال تعالى امين والكتاب المبين الف لام راء مثل ايات الكتاب المبين الف لام راء الدعوات الكتاب وقرآن مبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين. فاعلموا اننا على رسولنا البلاء المبين اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. او مكررة لما دل عليه القرآن لم اخرجنا ربنا سبحانه وتعالى الى رأي فلان ولا الى ذوق فلان ووجهه في اصول ديننا. ولهذا نجد من خالف الكتاب والسنة مختلفين مقتربين بل بل قد قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فلا يحتاج في تكميله الى امر خارج عن الكتاب والسنة. والى هذا المعنى اثار الشيخ وابو جهل الطحاوي رحمه الله بما يأتي كلامه لقوله لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا فانهما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. واما اياته الايامية فان جل وعلا اوضح الامور بعبادة كتابه العظيم وفيما خلق وفي انفسهم. واعطاهم الاسماء والابصار والعقول حتى يفهموا. وبينات كما قال تعالى والله خلق المؤمنون والمؤمنون لا تعلمون فيها ادارة السمع والابصار والافئدة افئدة القلوب العقول فبين بكلامه اياته ودلائل وحدانيته وانه رب العالمين وانه اله الحق او الناس في ابصارهم ما يشاهدون من ايات من زمائل وارض وبحار وانهار ونجوم ومخلوقات كلها تدل على وجود الوحدانية. يميزون فيها بين الشر والخير. واجب نافع الصحيح بعض الحق بل بالعقول حجة عليه ايضا لان الله اعطاه اياه ان يفهموا ويعقلوا لعلكم تعقلون ايات لقوم يعقلون العقول لعلكم تذكرون هل اقول حجة عليه. اعطاهم الله اعطاهم الله جميع قلوبها ما يشاهدونه وما يشبعون اقام الحج وقضاء الله عز وجل. الجن والانس ان يعبدوه وحده وان يطلعوا امره وان ينتهوا عن نهيه لانه خلقهم واقام الحجة وقطع المعذرة وارسل الرسل وانذرهم. واما اياته العيالية الخلفية النظر فيها والاستدلال بها يدل على ما تدل عليه اياته القولية السمعية والعقل يجمع بين هذه وهذه بصحة ما جاءت به الرجل. فتتفق شهادة السمع والبصر والعقل والخبرة. فهو سبحانه لكمال عدله ورحمته واحسانه وحكمته ومحبته للعذر واقامة الحجة من يبعث نبيا الا ومعه اية تدوم على صدقه فيما اخبر به. قال تعالى لقد ارسلنا ورد لنا من بينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقصة. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر. قال تعالى ولقد جاءكم رجل من قبلي بالبينات وبالذي قلت وقال تعالى فان كسبوك فقد كذب وسر من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير. وقال تعالى الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان حتى ان من اخفى ايات الرسل ايات هود حتى قال له قومه يا هود ما جئتنا ببينة ومع وبينته من اوضح البينات لمن وفقه الله لتدبرها. وقد اشار اليها بقوله اني اشهد الله واشهد اني بريء مما من دونه ففي دوني جميعا ثم لا تنظرون. اللهم اني اني توكلت على الله ربي وربكم فمن دابة الا هو اخذ بماضيتها ان ربي على صراط مستقيم. فهذا من اعظم الايات ان رجلا واحدا يخاطب امة عظيمة بهذا الكتاب غير جزع ولا فزع ولا خوار بل هو واثق بما قاله جاز به فاشهد الله اولا على برائته من دينهم وما عليه هذا واثق به معتمد عليه. معلن لقومه انه وليه وناصره. وغير مسلط لهم عليه. ثم اشهدهم هذا مجاهر لهم بالمخالفة انه بريء من دينهم والهتهم التي يوالون عليها ويعاجون عليها ويبذلون دماءهم اموالهم في نصرتهم لها وما قد ذلك عليهم بالاستهانة بهم واحتقارهم وازدرائهم. ولو يجتمعون كلهم على دينه وشفاء ولو يجتمعون كلهم على كيده وشفاء غيظهم منه ثم يعازلونه ولا ينجدونه ثم قرروا دعوتهم احسن تقدير وبين ان ربه تعالى وربهم الذي نواصيهم بيده ووليه ووكيله القائم بنصره وتأييده وانه على صراط مستقيم فلا يخذل من توكل عليه واقر به ولا يشمت به اعداءه. فاي اية وبرهان احسن من ايات الانبياء عليهم السلام وبراهينهم وادلتهم وهي شهادة من الله سبحانه لهم بينها لعباده غاية البيان. ومن تعالى المؤمن وهو في احد ومن اسمائه تعالى المؤمن وهو في احد التكفيرين المصدق الذي يصدق الصادقين فيما يقيم لهم من شواهد صدقهم فانه لا بد ان يري العباد من الايات الافقية والنفسية خطيتي والنفسية ويبين لهم ان الوحي الذي بلغته رسله حقه قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي حتى يتبين لهم انه الحق على المؤمن. اقامها واثره المؤمن مهيمن وهو يصدق الصادقين. ويبين برائتهم وسلامتهم في اقوالهم واعمالهم لاقامة الحجج والبينات والدلائل والثناء عليهم. نعم. حتى يتبين لهم انه الحق اي القرآن فانه هو المتقدم في قوله ولارأيت من كان من عند الله؟ ثم قال اولم يكفي لربك انهما على كلهما حين الله جل وعلا هذا يوم ينبغي الصادقين حفظهم لهم من الناس. ولما ذكر البر قال ولكن الله الملائكة النبيين قال بعد ان اولئك من صدقوا واولئك هم المتقون. نعم. فشهد سبحانه لرسوله بقوله ان ما جاء به حقه ووعد ان يري العباد من اياته الفعلية الخلقية ويشهد بذلك ايضا. ثم ذكر ما هو من ذلك كله واجل وهو شهادته سبحانه على كل شيء. فان من اسمائه الشهيد الذي لا يغيب عنه شيء. ولا يعزم عنه بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له عليم بتفاصيله. وهذا استدلال باسمائه وصفاته. والاول الاستدلال لقوله ادلال بالايات الافقية والنفسية استدلال بافعاله ومخلوقاته. فان قلت كيف يستدل باسمائه وصفاته فان الاستدلال لا يعهد بالاصطلاح ان الاستدلال بذلك لا يعهد في الاصطلاح. الجواب ان الله تعالى قد اودع في سطر التي لم تتنجس في الجحود والتعطيل ولا بتشبيه والتمثيل انه سبحانه الكامل في اسمائه وصفاته وانه الموصوف بما وصف وصفه به رسله وما خفي عن الخلق من كماله اعظم واعظم مما عرفوه منه. ومن كماله المقدس قادته على كل شيء واطلاعه عليه بحيث لا يغيب عنه ذرة في السماوات ولا في الارض باطنا وظاهرا ومن هذا شأنه يليق بالعباد ان يشركوا به وان يعبدوا غيره ويجعلوا معه الها اخر وكيف يليق بكماله ان يقر من يكذب عليه اعظم الكذب ويخبر عنه بخلاف ما الامر عليه ثم ينصرهم على ذلك ويؤيده ويعلي شأنه ويجيب دعوته ويهلك عدوهم ويظهر على لديه من الايات والبراهين ما يعجز عن مثله قوى البشر. وهو مع ذلك كاذب عليه محتلم. ومعلوم ان شهادته سبحانه على كل شيء وقدرته وحكمته وعزته وكماله المقدس يأبى ذلك. ومن جوز ذلك فهو من ابعد الناس عن والقرآن مملوء من هذه الطريقة وهي طريق الخواطر وهي طريق الخواص وهي طريق الخواطر. طريق الخواطر ها؟ نعم. يستدلون بالله على افعاله وما يليق ان يفعله ولا يفعله. قال تعالى ولو تطول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوكيل فما منكم من احد عنهم حاجزين وسيأتي بذلك زيادة بيان ان شاء الله تعالى ويستدل ايضا باسمائه وصفاته على وحده نيته وعلى بطلان الشرك كما في قوله تعالى والله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهين عزيز المتكبر سبحان الله عما يشركون واضعاف ذلك في القرآن. وهذه الطريق قليل سالكها لا يهتدي اليها الا طريقة الجمهور الاستدلال بالايات المشاهدة لانها اسهل تناولا واوسع. والله سبحانه يفضل بعض خلقه على بعض كل هذا وافعاله المشاهدة جل وعلا في انفسهم وفي غيرهم وهو شاهد بنفسه شهد الله انه لا اله الا هو لا اله الا هو اعلم انه لا اله الا الله والله الذي لا اله الا ثم ما بينه العبادة ثم اوضحه لهم في رواية خلقه كل ذلك ان ربكم الله القمر ثم ذكر من الايات والمخلوقات النبات شرور الثمار والحيوانات والى السماء كيف المخلوقات والمجاهدة والمخلوقات التي اخبر عنها بما مضى وما يزداد عيسى لنفسه وما بينه الله للعبادة واوضحه لهم وانما يجاهدونه وحدانيته وانا القادر على كل القرآن العظيم قد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره فانه الدليل والمدلول عليه والشاهد والمشهود له قال تعالى فمن طلب اية تدل على صدق رسوله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون الايات. واذا عرف ان توحيد الالهية والتوحيد الذي اهلت به الرسل وانزلت به الكتب كما تقدمت اليه الاشارة فلا يلتفت الى قول من قسم التوحيد الى ثلاثة انواع وجعل هذا النوع توحيد العامة فما وعدناهم في هذا الميدان وما تقدمت اليه الاشارة العبادة كتاب الا تعبدوا الا الله. الله اكبر. نعم. كما تقدمت اليه البشارة قال انتبهوا الى قول من قسم التوحيد فلا بلى. فلا ينتسب الى قول من قسم التوحيد الى ثلاثة انواع. وجعل هذا نوع العامة والنوع الثاني التوحيد الخاصة هو الذي يثبت بالحقائق اولا وهو الذي يثبت بالحقائق. مم. والنوع الثالث توحيد قانون للقدم. التوحيد. توحيد. قائم الخدمة وهو توحيد خاصة فان اكمل الناس توحيدا الانبياء جاءهم صلوات الله عليهم المرسلون منهم اكمل في ذلك. واولو العزم من الرسل اكملهم توحيدا وهم نوح وابراهيم موسى وعيسى ومحمد صلى الله وسلم عليهم اجمعين. واكملهم هذا هو الحق. لان التوحيد الذي بخاصة الذين هداهم الله وتوحيد العبادة. اما توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات هذا توحيد وما جعلهم توحيد العامة توحيد الالهية توحيد الخاصة نعم توحيده المشاهدة لله جل وعلا والقدر والخدم والخدم وتوحيد خاصة خاصة الايمان بالربوبية وانه لا ليس هناك احد الا الله هذا افضى بهم الى وحدة الوجود او هذا كلام الله لاعب بل التوحيد هو اذا قسم اهل السنة توحيد الالهية توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات العبادة هو الايمان بان الله هو العبادة. وهو الاله الحق والعباد الخالق. توحيد الربوبية الاقرار لان الله خلق الرزاق والمدبر هذا قام به مسلم وتوحيد الاسباب والصفات والايمان باسماء الله وصفاته وانها حق وان رواه منزه عن متابعة القول وله الاسماء الحسنى والانام. واكملهم توحيدا الايمان. نعم. واكملهم توحيد القليلان نعم محمد وابراهيم صلوات الله عليهما وسلامه فانهما قاما من التوحيد بما لم يقم به غيرهما علما ومعرفة وحال ودعوة للخلق وجهاد ولا توحيد اكمل من الذي قامت به الرسل ودعوا اليه وجاهدوا عليه ولهذا وهذا الرسل هو توحيد العبادة. وامر الناس بان يخلصوا الله من عباده. اما اكثر الناس حبهم خالقهم خالقهم ولئن سألتهم خلقهم ليقولن الله ولكن توحيدهم جاءت من الرسل للكتب الا يعبد الا الله وحده المقصود في قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله واكمل الناس بهذا التوحيد اكملهم الرسل. ثم اولو العزم الخمسة والنوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد منصور بقوله تعالى جل وعلا وان اخذ ربك ومنك ومن نور وابراهيم وموسى وعيسى واكملهم في ذلك ابراهيم محمد عليه الصلاة والسلام. ثم بقية المؤمنين بعد الرسل. خواص المؤمنين. نعم ولهذا امر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقتدي بهم فيه كما قال تعالى بعد ذكر مناظرة ابراهيم قومه في بطلان الشرك وصحة التوحيد وذكر الانبياء من ذريتهم من ذريته اولئك الذين هدى الله فبهداهم واهتدى فلا من توحيد من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتدي بهم. وكان صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه اذا اصبحوا ان يقولوا اصبحنا على فطرة الاسلام وكلمة الاخلاص ودين نبينا محمد وملة ابينا ابراهيم حنيف مسلما وما كان من المشركين ومن اسم ابراهيم التوحيد ودين محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا وكلمة الاخلاص هي شهادة ان لا اله الا الله. وفطرة الاسلام هي ما فطر عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له والاستسلام له عبودية وذلا وانقيادا وانابة فهذا هو توحيد خاصة خاصة الذي عنه فهو من افه السفهاء. قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا انه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين وكل من له حس سليم وعقل مميز لا يحتاج في الاستدلال الى اوضاع اهل الكلام والجدل واصطلاحهم وطرقهم البتة بل ربما يقع بسببها في شكوك وشبه يحصل له بها الحيرة والضلال والريبة. فان التوحيد انما ينفع اذا سلم قلب صاحبه من ذلك هذا هو القلب السليم الذي لا يفلحه الا من اتى الله به. ولا شك ان النوع الثاني والثالث من التوحيد الذي سعوا انه توحيد خاصة وخاصة خاصة ينتهي الى الفناء الذي يشمر اليه غالب الصوفية وهو درب خطر يقضي الى الاتحاد. انظر الى ما انشده شيخ الاسلام ابو اسماعيل الانصاري رحمه الله تعالى حيث يقول ما وحد الواحد من واحد اذ كل من وحده وبياخدوا توحيد من ينطق عن نعته عارية ابطلها الواحد توحيده اياه توحيده ونعت من ينعته لا حدود وان كان قائله رحمه الله لم يرد به الاتحاد لكن ذكر لفظا مجملا محتملا جذبه به الاتحادي اليه اقسم بالله جهد ايمانه انه معه. ولو سلك الالفاظ الشرعية التي لا ادمان فيها كان عن حقه. مع ان المعنى الذي حام حوله لو كان مطلوبا منا لنبه الشارع عليه ودعوا الناس اليه وبينه. فان على الرسول البلاغ المبين. فان قال الرسول صلى الله عليه عليه وسلم هذا توحيد العامة وهذا توحيد الخاصة وهذا توحيد خاصة خاصة او ما يقرب من هذا المعنى او اشار اليه هذه النقول والعقول حاضرة فهذا كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه سنة الرسول هذا كلام خير القرون بعد الرسول وسادات العارفين من الائمة. هل جاء ذكر الفناء فيها؟ وهذا التقسيم عن احد الخاصة بالمؤمنين توحيد الرسل والايمان بان الله ليس بكذا جل وعلا ولا اخوك ولا ولا ند له. هذا هو توحيد العاصي توحيد الرسل واتباعهم. الى يوم القيامة. هو التوحيد الذي شرعه الله وامر امه واجل عمره وهو الذي قال فيه جابر اهلنا بالتوحيد يعني لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك والتوحيد الذي بينه سبحانه في قوله فاعلم انه لا اله الا هو استغفر بذنبك فاعبد الله ويسر له الدين اياك نعبد واياك نستعين. وتنزيهه عن وجود معبود معه كان ملك مقرب ولا نبي موسى ولا غيره. ليس هناك معبود بحق سواه. ذلك بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دونه من دعا نبيا او ملكا او رجلا صالحا او شمسا او قمرا او غير ذلك وتمسك الاكبر. وصار من ابعد الناس عن الله. وانما التوحيد بالعبادة مع طاعة الاوامر وترك النواهي. نعم. الجائزة ذكر الفنان فيها وهذا التقسيم عن احد منهم وانما حصل هذا من زيادة الغلو في الدين المشبه لغلو الخوارج بل لغلو في دينهم وقد دل الله تعالى الغلو في الدين ونهى عنه. فقال تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تكونوا على الله الحق قل يا اهل الكتاب لا تغنوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن قال صلى الله عليه وسلم لا تشددوا فيشدد الله عليكم فان من كان قبلكم شددوا فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات وهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم. رواه ابو داوود. قوله ولا شيء مثله اتفق اهل السنة على ان الله قال في الادب في واخرجه كذلك ابو يعلى من حديث سعيد ابن عبد الرحمن ابن ابي العمياء ان سهل ابن ابي امامة حدثه انه دخل هو وابوه على انس ابن مالك المدينة وذكر صفة صلاة عمر ابن عمر ابن عبد العزيز فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا تشددوا وسنده مقابل للتحسين وذكره السيوطي في الجامع الكبير وزاد نسبته الى الضياء ورواه من حديث سهل ابن حنيف البخاري في تاريخ الطبراني في الكبير والاوسط مجمع البحرين في سنده عبدالله بن صالح كاتب الليل وهو ضعيف وباقي لا بأس والشواهد كثيرة. يقول الرسول حنذر من البدع. التشديد. فلا ينبغي للعاقل ان يرضى بما ارضى الله عنه. فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حبلا موقف بين الشوارع معلقة ما هذا؟ قالوا كان الله لا يمل حتى قال جماعة من الصحابة قال احدهم لما سألوا عن امر النبي صلى الله عليه وسلم كانهم تقالوا عمل النبي فقال احدهم معنى واصلي ولا انام. وقال الاخر اما انا فاصوم ولا افطر. وقال الاخر اما عنا فلا اتزوج بالنساء. فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك خطب الناس. وقال ما بال الاخوان قالوا كذا وكذا؟ لكني اصلي وانام واصوم وافطر وتزوج النساء فمن ريب عن سنتي فليس مني. تشديد ومبالغات وبدع والتكلف. نعم قوله ولا شيء مثله. اتفق اهل قولهم. ولا شيء مثله. نعم. اتفق اهل السنة على ان الله ليس شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله. ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام الناس لفظا مجملا. يراد به المعنى الصحيح وهو ما نفاه القرآن ودل عليه العقل لان خصائص الرب تعالى لا يوصف بها شيء من المخلوقات ولا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته وهذا فرح في قوله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قوله جل وعلا فلا ترسبوا لله ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ولم يكن له كفوا احد. فلا تجعل لله ان نادى. هو سبحانه كامل ذاته بذاته وافعاله لا شبيه له. وهو السمع الكامل والبصر كامل. وقوة كاملة كلام كامل والرحمة الكاملة والعز الكامل الى غير هذا ليس بهذا. كل مال محض لا لا نقتضيه ولهذا لا شيء كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هل تعلم انه سميا نعم. ليس كمثله شيء رد على الممثلة المشبهة. وهو السميع البصير رد على النفاثات المعطلة. ومن جعل الخالق مثل صفات مخلوقة فهو المشبه المبطل المذموم. من جعل صفات المخلوق مثل صفات الخالقة. فهو نظير النصارى في كفرهم ويراد به انه لا يثبت لله شيء من الصفات. فلا يقال له قدرة ولا علم ولا حياة. لان العبد موصوف بهذه الصفات ولازم هذا القول انه لا يقال له حي عليم قدير. لان العبد يسمى بهذه الاسماء. وكذا كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك هذا قول معناه التعطيل. لا يقال له رحيم ولا سميع ولا بصير ولا اهل عدل ولكن لفو الحياء وله السمع وله البصر وله الكلام وله الرضا وله الغضب لكن لا مثل ذلك ليس كمثله شيء يغضب ذاك ويرضى لك بظالم ويسمع لك تنفينا ويبصر بل له الشر كامل يسمع دليل النبات السوداء لا يشبه شيء لان له الكمال المطلق في جميع صفاته اما المخلوق صفاته ضعيفة سمعه ضعيف بصره ضعيف حياته ضعيفة القدس يؤثر عليه اذا وقفت حادث من الحاجات ثوب صفير اذا صك الباب ما درت اليه في البيت كل شيء محدود وعقله محدود محدود كلامه محدود يسمعه من حوله الى غير ذلك نعم وهم يوافقون اهل السنة على انه موجود عليم قدير حي. والمخلوق يقال له موجود حي عليم قدير ولا يقال هذا تشبيه يجب نفيه وهذا مما دل عليه الكتاب والسنة وطريق العقل. فلا يخالف فيه عاقل فان الله سمى نفسه ما يسمى بعض عباده بها وكذلك سمى صفاته باسماء يسمى ببعضها صفات خلقه وليس المسمى فالمسمى فسمى نفسه حيا عليما قديرا رؤوفا رحيما عزيزا. حكيما سميعا بصيرا. ملكا مؤمنا جبارا متكبرا وقد سمى بعض عباده بهذه الاسماء وقال يخرج الحي من الميت وبشروه بغلام عليم بغلام حليم بالمؤمنين رؤوف رحيم فجعلناه سميعا بصيرا. قالت امرأة عزيز وكان ورائهم ملك افمن كان مؤمنا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار. ومعلوم انه لا يماثل الحي الحي ولا العليم العليم وللعزيز العزيز وكذلك فاهم الاسماء. وقال تعالى ولا يطيقون بشيء من علمه انزله بعلمه وما تحمل من انسى ولا تضع الا بعلمه فان الله هو الرزاق ذو القوة المسكين. اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة عن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن قل اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم. فانك تقدر ولا اقدر. وتعلم ولا اعلم. وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم انها هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري وعاجله افرجه عني واصرفني عنه