قال الله تعالى ولا يلحقون به علما. قال في الصحاح توهمت الشيء ظننته وفهمت الشيء علمته الشيخ رحمه الله انه لا ينتهي اليه وهم ولا يحيط به علم. قيل الوهم ما يرجى كونه. اي يظن انه على كذا والفهم وما يحصله العقل ويحيط به. والله تعالى لا لا يعلم كيف لا يعلم قوله قوله لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام قال الله تعالى ولا يحيطون به علما قال في الصحاح توهمت الشيء ونمته وفهمت الشيء علمته. فمراد الشيخ رحمه الله انه لا ينتهي لديه وهم ولا يحيط به علم قيل الوهم ما يرجى كونه اي يظن انه على قصة كذا والفهم هو ما يفصله العقل ويحيط به. والله تعالى لا يعلم كيف هو الا هو سبحانه وتعالى. وانما نعرفه سبحانه وهو انه احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. نعم. اهل العباد اعجز واضعف من ان يفعلوه ويفهموهن بما اخبر عن نفسه لانه اجل واعظم من ان يدركه اخطاء عباده واوهام عباده. ولكنهم يعرفونهم باسباب جل وعلا. نعم. الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. له في السماوات وما في الارض هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس. سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون والله الخالق البارئ المطور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العليم العزيز الحكيم قوله ولا يشبه الانام هذا رد قوله ولا يشبه نعم. هذا رد لقول المشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوق. سبحانه وتعالى قال عز وجل ليس لمثله شيء وهو السميع البصير. وليس المراد نفي الصفات كما يقول اهل البدع. فمن كلام ابي حنيفة رحمه الله في الفقه اكبر لا يشبه شيئا من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه ثم قال بعد ذلك وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين يعلم لا في علمنا ويقدر ذاك قدرتنا ويرى ذاك رؤيتنا انتهى. وقال نعيم ابن حماد نبه الله بشيء من خلقه فقد كفر. ومن انكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر. فليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله هذا هو الحق. لا. لا يشبه بالحق ولا تنكروا في ذلك. من شبه ربه الواحد فقد كفر ومن انكر صفاته لانه فلا بد من اثبات الصفات مع التنزيه والمشبه كافر ومعطل وانما الحق مع اهل السنة الذين عزدوا صفات الله واسماءه على وجه ذلك هو سبحانه المالك لكل شيء والخالق لكل شيء والقادر على كل شيء والكامل في كل شيء ولهذا قال فلا تظلموا لله امثالكم فلا تجعلوا لله اندادا امامكم. وقال قال اسحاق ابن راهويه من وصف الله تشبه صفاته احد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم وقال علامة جهم واصحابه دعواهم على اهل السنة والجماعة واولعوا به من الكذب انهم يشبهه بل هم المعطلة كذلك قال خلق كثير من ائمة السلف علامة الجهمية تسميتهم اهل السنة مشبهة فانه ما من احد من مفاة شيء من الاسماء والصفات الا يثني المثبت لها مشبها ومن انكر اسماء الله بالكلية من غالية الزنادقة القرامطة والفلاسفة وقال ان الله لا يقال له عالم ولا قادر يزعم ان من سماه بذلك فهو مشبه لان الاشتراك في الاسم يوجب في معناه ومن اثبت الاسم وقال هو مجاز كغالية الجهمية يزعم ان من قال ان الله عالم حقيقة قادر حقيقة فهو مشبه ومن انكر الصفات وقال ان الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام ولا محبة ولا قال لمن اثبت الصفات انه مشبه وانه مجسم. ولهذا كتب نفات الصفات من الجهمية والمعتزلة والرافضة ونحوهم كلها مشحونة بتسمية مثبتة الصفات مشبهة ومجسمة. ويقول هذا وهذا من جهلهم وتلبيسهم وتنزيلهم وداء الحق اهل السنة والجماعة هم والطائفة المنصورة وهم اهل الحق الذين اثبتوا صفات الله على ولا يشبهه بالخلق. فصدقوه بما قال واثبتوا له صفات الجمال والعين قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ان الله كان سميعا الله خالق كل شيء وهو على كل شيء الرحمن على العرش استوى ان تريد العرب الدنيا والله يريد الاخرة ان ربك حكيم عليم ان الله بعباده اثبتوا صفات الكمال ونزهوه من صفات النقد والعلم فقالوا ليس كمثله شيء كما قال سبحانه فلا تجعلوا لله اندادا فلا تظلموا لله الامثال ولم يكن له كفوا احد هذا هو الحق الذي هدى الله له اهل السنة ومن انكر صفات الله كالجهمية فهو مبتدع معطل ومن اثبتها وشبهها الله بخلقه فهو شبد ممثل وكلاهما من العقيدة احكام العقيدة يتعلق باسماء الله لا يسمى ويقولون في كتبهم ان من جملة المجرمة قوما يقال لهم المالكية ينسبون الى رجل يقال له مالك بن انس وقوما يقال لهم الشافعية ينسبون الى رجل يقال له محمد بن جبريل حتى الذين يفسرون القرآن ومنهم العبد الجبار المقدري وغيرهما يسمون كل من اثبت شيئا من الصفات وقال بالرؤية يشبهها هذا الاستعمال قد الغلبة عند المتأخرين من غالب الطوائف. ولكن المشهور من استعمال هذا اللفظ عند علماء السنة المشهورين انهم لا يريدون بنفي التكبير فيه نفي الصفات ولا يصفون به كل من اثبت الصفات بل مرادهم انه لا يشبه المخلوق في اسمائه وصفاته وافعاله ما تقدم من كلام ابي خليفة انه تعالى يعلم لا في علمنا ويقدر لا في قدرتنا ويرى ذاك رؤيتنا وهذا معنى قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فنفى المثل واثبت الوصف. وسيأتي كلام الشيخ اثبات الفاتح تنبيها نعم. وسيأتي في كلام الشيخ اثبات الصفات. وسيأتي في كلام الشيخ نعم تنبيها على انه ليس نفي التشبيه مستلزما لنفي الثبات. نعم. ومما يوضح هذا ان العلم الالهي لا يجوز ان يستدل فيه بقياس تمثيل يستوي فيه الاصل ولا بقياس شمولي يستوي افراده. فان الله سبحانه ليس كمثله شيء فلا يجوز ان يمثل بغيره. ولا يجوز ان يدخل هو وغيره تحت قضية كلية يستوي افرادها. ولهذا فلما سلك الطوائف من المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الاطيفة في المطالب الالهية لم يصلوا بها الى اليقين بل تناقضت غلب عليهم بعد التناهي الحيرة والاضطراب لما يرونه من فساد ادلتهم او تكافؤها. ولكن يستعمل في ذلك القياس الاولى سواء كان تمثيلا او شمولا كما قال تعالى ولله المثل الاعلى يعلم ان كل كمال ثبت ممكن او للمحدث الاعلى في كل شيء. له الجمال في كل شيء سبحانه وتعالى. ما من علم كمال الهجمة كمال الحب فهم المشيئة الى غير ذلك المثل الاعلى في كل شيء سبحانه نعم مثل ان يعلم ان كل كمال ثبت او للمحدث لا نقص فيه بوجه من الوجوه وهو ما كان كمالا للوجود غير مستلزم من عدم بوجه فالواجب القديم اولى به. وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه. ثبت نوعه للمخلوق. ثبت نوع مخلوق مربوب المدبر المدبر فانما استفاده من خالقه وربه ومدبره فهو احق به منه وان كل نقص وعيب في وهو ما تضمن سلب هذا الكمال اذا وجب نفيه عن شيء من انواع المخلوقات والممكنات والمحدثات فانه يجب نفيه عن الرب تعالى بطريق الاولى ومن اعجب العجب ان من غلاف نفات الصفات الذين يستدلون بهذه الاية الكريمة على نفي او الاسماء ويقولون واجب الوجود لا يكون كذا ولا يكون كذا ثم يقولون اصل الفلسفة هي التشبه على مقادر الطاقة ويجعلون هذا غاية الحكمة ونهاية الكمال الانساني. ويوافقهم على ذلك بعض من يطلق هذه العبارة ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تخلقوا باخلاق الله فاذا كانوا ينفون الصفات فبأي شيء العبد على زعمهم وكما انه لا يشبهون هلا لا يعرف له اصل في شيء من كتب السنة الماضي قال لا يعرف له اصل في شيء من كتب السنة وذكر الشيوطي بتأييد الحقيقة العلية ورقة وذكره وذكره السيوطي في تأييد الحقيقة العادية ورقة تسعة ثمانون تقسيم واحد ولم يعزوا لاحد. ثم المعنى صحيح تعلق باخلاق الله التي جاءت. من الحلم و الرحمة والاحسان يعني الشيء الذي احبه سبحانه وتعالى منا ومن خلقك عن رحمته وجوده والاحسان واجعلها خير بمعنى هذه المعنى الذي احبه الله يعني التي يحبها الله سبحانه وتعالى رحمة من الله وجوده وكرم واحسان وكما انه لا يشبه شيئا من مخلوقاته تعالى لا يشبهه شيء من مخلوقاته لكن المخالف في هذا النصارى والحدودية والاتحادية لعنهما لعنهم الله احسنوا ان الله ونفي مشابهة شيء من مخلوقاته له يستلزم لنفي مشابهته لشيء من مخلوقاته فلذلك اكتفى الشيخ رحمه الله بقوله ولا يشبه الانام والانام الناس وقيل الخلق كلهم وقيل كل ذي رح وقيل ثقلان. وظاهر قوله تعالى والارض وضعها للانام. يشهد للاول اكثر ان الباقي ايه وظاهر وظاهر قوله تعالى والارض ومعها للانام يشهد للاول اكثر من الباقي والله اعلم بعده قوله حي لا يموت قيوم لا ينام تسعة وثمانين. قال المالك رحمه الله تعالى قوله حي لا يموت قيوم لا ينام. قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا والنوم دليل على كمال حياته وقيوميته. فقال تعالى الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق. وقال تعالى وعنت الوجوه للحي القيوم. وقال تعالى وتوكل على الحي الذي الى يموت وتبت بحمده. وقال تعالى وهذا وجهه العظيم الحي القيوم. ما ينام ولا ينبغي له ان ينام سبحانه وتعالى جوابها جل وعلا ولهذا الله لا اله الا هو الحي القدير لا تأخذه سيكون دائم الحياة لا نور ولا معاش ولا لغوب ولا تعب هو الحي القيوم الذي لا يتعب ولا ينام ولا يأخذه المعاش فالحياة دائمة وخير من اله دائمة يفعل ما يشاء ويحكم ما يشاء سبحانه وتعالى. نعم. الله اكبر. وقال تعالى هو الحي لا اله الا هو. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. الحديث لما نفى الشيخ رحمه الله التشبيه اشار الى ما تقع به التفرقة بينه وبين خلقه بما يتصف به تعالى دون خلقه. فمن ذلك انه حي لا يموت لان صفة الحياة في الباقية مختصة به تعالى دون خلقه. فانهم يموتون ومنه انه قيوم لا ينام. اذ هو مختص بعدم النوم والسنة دون خلفه فانهم ينامون. وفي ذلك اشارة الى ان نفي التشبيه ليس المراد به نفي الصفات هو سبحانه موقوف بصفات الكمال بكمال ذاته. الحي بحياة باقية لا يشبه الحي بحياة زائلة ولهذا كانت الحياة الدنيا متاعا ولهوا ولعبا. وان الدار الاخرة لهي الحيوان. فالحياة الدنيا كالمنام. والحياة الاخرة اليقظة ولا يقال فهذه الحياة الاخرة كاملة وهي للمخلوق لانا نقول الحي الذي الحياة من صفات اللازمة لها اللازمة لها والذي وهب المخلوق تلك الحياة الدائمة فهي دائمة فهي دائمة لادانة الله لها لان الدوام وقت لازم لها لذاتها بخلاف حياة الرب بعد اما في الجنة واما في النار هو الذي اعطاها لعباده اعطاهم الحياة الدائمة بعد الفأس والنشور بعد ما مر عليهم النور اما حياته سبحانه لا يمرها نقص لا يمرها نوم ولا نعاس ولا موت بل حياة دائمة ابدا الاباء بلاقي حياة الرب تعالى وكذلك سائر فتاته وصفات الخالق كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به. واعلم ان بين الاثنين كان الحي القيوم اذكران في القرآن معا في ثلاث سور كما تقدم. وهما من اعظم اسماء الله الحسنى حتى انهما الاثم الاعظم حتى قيل انهما الاسم الاعظم. نعم. فانهما في المنام اثبات صفات الكمال اكمل تضمن واصدقه. ويدل القيوم على معنى الازلية والابدية ما لا يدل عليه لفظ قديم ويدل ايضا على كونه موجودا بنفسه وهو معنى كونه واجب الوجود. والقيوم ابلغ من الخيام. لان الواو اقوى من ويفيد قيامه لنفسه باتفاق المفسرين واهل اللغة وهو معلوم للضرورة. وان تفيدوا اقامته لغيره وقيامه عليه فيه قولان اصحهما انه يفيد ذلك وهو يفيد دوام قيامه وكمال قيامه بما فيه من المبالغة فهو سبحانه لا يزول ولا يأكل فان الاخر قد زال قطع اي لا يغيب ولا ينقص ولا يفنى ولا يعدم بل هو الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال سبحان الله. واقترانه بالحي يستلزم سائر صفات الكمال. ويدل على بقائها ودوامها وانتفاع النقص والعدم عنها ازلا وابدا. ولهذا كان قوله الله لا اله الا هو الحي القيوم اعظم اية في القرآن كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى هذين الاثنين مدار اسماء الحسنى كلها واليه ما يرجع معانيها. فان الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال. فلا يتخلف عنها صفة منها الا لضعف الحياة فاذا كانت حياته تعالى اكمل حياة واتمها تلزم اثباتها اثبات كل كمال يضاد نفيه الحياة واما القيوم فهو متظمن كمال غناه وكمال قدرته فانه القائم بنفسه فلا يحتاج الى غيره بوجه من الوجوه المقيم لغيره فلا قياما لغيره الا باقامته فانتظم هذان الاثنان صفات الكمال اتم انتظام قوله خالق بلا حاجة رازق بلا مأونة. قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعموني ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد والله الغنيم وانتم الفقراء. قل غير الله يتخذ وليا فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم. وقال صلى الله عليه عليه وسلم من حديث ابي ذر رضي الله عنه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل رجل واحد منكم لزاد ذلك في موسمه شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اخجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر جل وعلا هو الرزاق لعبادك والخالق لهم وهو الغني عنهم جل وعلا. قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ان الله رزاق ذو القوة المتين. الخالق له الاسماء الحسنى. هو جل وعلا خالق العباد وهو رافقه. في شؤونهم. وهو الذي بيده بيوتهم الى غير ذلك. ثم قال جل وعلا ان ربكم الله في تلك الايام الا له الخلق والامر الحديث رواه مسلم وقوله بلا مؤونة بلا ثقل ولا كلفة. عمره قوم وقوله بلا مؤونة بلا ثقل ولا كلفة. نعم. قوله مميت بلا مخافة باعث بلا نور. قوله مميت بلا بساطة باعث بلا مشقة قول. نعم سبحانه الموت صفة وجودية خلاف من فلاسفة ومن وافقهم. قال تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم عمل والعدم لا ينفق بكونه مخلوقا. وفي الحديث انه يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبح املح يذبح بين الجنة والنار وهو وان كان عرضا فالله تعالى يقلبه عينا كما ورد في العمل الصالح انه يأتي صاحبه في صورة الشاب الحسن والعمل القبيح على اقبح صورة. وورد في القرآن انه يأتي على صورة الشاب الشاخ باللون الحديث اي قراءة القارئ ووردت من اعمال انها توضع في الميزان والاعيان هي التي تقبل الوزن دون الاعراض ووردت في سورة البقرة وال عمران انهما يوم القيامة يظلان صاحبهما كانهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير الخواطر وفي الصحيح ان اعمال العباد اقرؤا هذا القرآن فانه يأتيه شفيعا لاصحابه يوم القيامة ويقول ايضا عليه الصلاة والسلام يدعى بالقرآن يوم القيامة. وباهله الذي كانوا يعملون به تخدمه سورة البقرة حجة عليه الله فيه الهدى والنور. والحجة لاولياء الله. بعملهم وقيامهم بحقه وحجة على من ضيعه لا حول ولا قوة الا بالله يموت بها العباد ثوابه او ان يجعل الله شيئا للقرآن كلام الله من اعمال من كلام السمع والانسان يقوم به او ينهى عنه سبحانه وتعالى لاولياءه وانتقام منه باعدائه لما يهمنا الكلام والغرض نجد نعم وفي الصحيح ان اعمال العباد تصعد الى السماء وسيأتي الكلام على البعث والنشور ان شاء الله تعالى. قوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه على مبني؟ نعم ما زال انام قوله ما زال الالتفات قديما قبل خمسة لم يزدد بكونه شيئا لم يكن قبلهم من صفته. وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا اي ان الله سبحانه وتعالى لم يزل من فات الكمال صفات الذات وصفات الفعل ولا يجوز ان اعتقد ان الله وصف بصفة بعد ان لم يكن متوصفا بها. لان صفاته سبحانه صفات كمال وفقدها وصفة نقص ولا يجوز ان يكون قد حصل له الكمال بعد ان كان متظبطا للردة يعني انه لم تزل كذلك لم يزل حليما متكلما رؤوفا رحيما سميعا بصيرا بصفاته قديما وازليا له بالغة وله الصفات من سمع وبصر وعياد كلها موجودة نعم سبحانه وتعالى ولا على هذا صفات الفعل والصفات الاختيارية ونحوها ولا يرد على هذا صفات الفعل وصفات ونكتبها للخلق والتصوير والاحياء والاماتة والقبض والبث والطي والاستواء والاتيان والمجيد والنزول والغضب والرضا ونحو ذلك مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وان كنا لا ندرك كرهه وحقيقته التي هي تأويله ولا ندخل في ذلك متهونين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا. ولكن اصل معناه معلوم لنا كما قال الامام رضي الله عنه لما سئل عن قوله تعالى ثم استوى على العرش كيف استوى؟ فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول وان كانت هذه الاحوال تحدث في وقت هذا هو الوهاب هكذا الرضا معلوم معلوم معلوم واهل البيت اولياء الله ويغضب ويتكلم اذا شاء. لا يعلم له سواه ولا يشابه المخلوقين. نعم وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد سقانا ابن ابي العز رحمه الله تعالى وان كانت هذه الاحوال تحدث في وقت دون وقت كما في حديث الشفاعة ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله لان هذا الحدوث بهذا الاعتبار غير ممتنع. ولا يطلق عليه انه حدث بعد ان لم يكن الا ترى ان من تكلم اليوم وكان متكلما بالامس لا يقال انه حدث له الكلام ولو كان غير متكلم لهفة في الصغر والخرس ثم تكلم يقال حدث له الكلام فالساكت لغير افة يسمى متكلما بالقوة بمعنى انه يتكلم اذا شاء في حال تكلمه يسمى متكلما بالفعل. وكذلك الكاتب في حال الكتابة هو كاتب بالفعل. ولا يخرج عن كونه كاتبا في حال عدم بمباشرته للكتابة والمعنى ان الله جل وعلا يغضب اذا شاء اذا شاء. صفات له سبحانه وتعالى ولا تسمى مخلوقة وان حدثت باسبابها لكنها ليس هذا يتكلم اذا شاء ويغضب اذا شاء ويرضى اذا شاء وهكذا حتى ما يقال حدث هالكلام هذا لم يكن لانه كان يتكلم امس اتكلمت هذا رسوله سبحانه من باب اولى جل وعلا ان يكون موصوفا والغضب والكلام وصفاته اصلها قديم البلية. لكن افرادها تجدد. هذه من باب اولى وصفاته اصلها قديم ازلية لكن افرادها تجدد ولهذا يقال في الكلام قديم النوع يهدف يحدث عند اسبابه فان وجود ما يوجب الغضب على الكفر والمعاصي وعند وجود الرضا من الطاعات الصالحات وهكذا كلامه هكذا الخلق والرمز والعطاء والمنع من وحلول الحوادث من الرب تعالى المنفي في علم الكلام المذموم لم يرد نفيه ولا اثباته في كتاب ولا سنة وفيه اجمال بل نريد انه سبحانه لا يحل في ذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة او لا يحدث له وصف متجدد لم يكن فهذا صحيح ونريد به نفي الصفات الاختيارية من انه لا يفعل ما يريد ولا يتكلم بما شاء اذا شاء ولانه يغضب ويرضى لا كاحد من الورى ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والاتيان كما يليق بجلاله وعظمته فهذا نفي باطل واهل الكلام المذموم يطلقون نفي حلول الحوادث ويسلموا السني للمتكلم ذلك على ظن انه عفى عنه سبحانه ما لا يليق بجلاله فاذا سلم له هذا النفي الزمه نفي الصفات الاختيارية وصفات الفعل وهو لازم له وانما اتي السني من تسليم هذا النفي المجمل والا فلو استفسر واستفصل لم ينقطع معه. وكذا مسألة هل هي زائدة على الذات ام لا؟ لفظها مجمل كذلك لفظ الغير فيه اجمال. وقد يراد به ما ليس هو وقد يراد به ما جاز مفارقته له. ولهذا كان ائمة السنة رحمهم الله تعالى لا يطلقون على صفات الله كلامه انه غيره ولا انه ليس غيره. لان اطلاق الاثبات قد يشعر ان ذلك مباين له. واطلاق النفي قد يشعر وبانه هو هو اذ كان لفظ الغير فيه اجمال فلا يخلق الا مع البيان والتفصيل. لنريد به ان هناك ذاتا مجردة قائمة بنفسها انفصلة عن الصفات الزائدة عليها فهذا غير صحيح. وان اريد به ان الصفات زائدة على الذات التي يفهم من معناها غير ما يفهم من معنى الصفة فهذا حق ولكن ليس في الخارج ذات مجردة عن الصفات بل الذات لصفات الكمال الثابتة لها لا تنفصل عنها. وانما يفرض الدين. وهذا هو الرد على جميع واشبالهم فان وجود ذات من الصفات مستحيل الذات لابد من الصفات فاقل شيء صفة الوجود ثم كونها صفات خلال هذا ينبغي اثبات فان صفاتكم السامية اصيل يغضب ويرضى ويغضب وينهى؟ اكمل منكم الاحزاب تسمع ولا تبصر وهكذا تكون الامور لم يكن يخلق نرجو كل هذه كمالات ويجب اثباتها لله عز وجل وهكذا المخلوق ولله المثل الاعلى المخلوق الذي ليس له سمع ولا بصر لا بأس المخلوق يشفع ويبصر اكمل فاذا كان هذا في المخلوق فكيف بالخالق؟ هذا له صفة الكمال سبحانه على وجهه على وجه الاطلاق والكمال الا يجوز انها موجودة في المخلوقين فان صفات المخلوقين تليق بهم وصفة الخالق تليق باسمه الخالق كاملة لازمة ثابتة المخلوقين ناقصة موجودة بادات وكانت معدومة فليست على حد سواء وانما يقبض الذهن ذاتا وصفة كلا وحدة ولكن ليس في الخارج ذات غير موصوفة فان هذا محال ولو لم يكن الا صفة الوجود فانها لا تنفك عن الموجود. وان كان الذهن يفرض ذاتا ووجودا يتصوروا هذا وحده وهذا وحده. لكن لا يحك احدهما عن الاخر في الخارج. وقد يكون بعضهم صفة لا الموصوف ولا غيره وهذا له معنى صحيح وهو ان الصفة ليست عين ذات الموصوف التي يفرضها الذهن مجردة بل هي غيرها وليست غير الموصوف بل الموصوف بصفاته شيء واحد غير متعدد والتحقيق ان يفرق بين قول القائل غير الذات بين قوله صفات الله غير الله. فان الثاني باطل لان مسمى الله يدخل فيه صفاته بخلاف مسمى فانه لا يدخل فيه الصفات. فانه اذا قيل الله جل وعلا جل وعلا الله لا اله الا هو الحي القيوم. الله ربنا المراد بصلاتكم الله رب صفات المسلمين بصير حي قيوم يتكلم اذا شاء. اذا قيل انه مات بين الصفات ردا على الجهمية. الصفات شيء ذات شيء فيجب اثبات هذا وهذا. نعم. نعم. لان المراد ان الصفات زائدة على ما اثبته المثبتون من الذات. والله تعالى هو الذات الموصوفة بصفاته اللازمة. ولهذا قال الشيخ رحمه الله لا زال صفاته ولم يقل لا زال وصفاته لان العطف يؤذن بالمغايرة وكذلك قال الامام احمد رضي الله عنه بمناظرته الجهمية لا نقول الله وعلمه الله وقدرته الله هو نوره ولكن نقول الله بعلمه وقدرته ونوره هو اله واحد سبحانه وتعالى. فاذا قلت اعوذ بالله فقد عدت بالذات المقدسة الموصوفة بصفات الكمال المقدس الثابتة التي لا تقبل الانفصال بوجه من الوجوه. واذا قلت اعود بعزة الله فقد عدت بصفة من صفات الله تعالى ولم اعد بغير الله وهذا المعنى يفهم من لفظ الذات فان ذاك في اصل معناها لا تستعمل الا مضافة اي ذات ذات قدرة ذات عز ذات علم ذات كرم الى غير ذلك من الصفات. فذات كذا بمعنى صاحبة كذا هذا اصل معنى الكلمة. وعلم ان الذات لا يتصور انفصال الصفات عنها بوجه من الوجوه. وان كان الذهن قد يفرض ذات مجردة عن الصفات كما يفرض المحال. وقد قال صلى الله عليه وسلم اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد احاذر وقال صلى الله عليه وسلم اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. ولا يعود صلى الله عليه وسلم بغير الله وكذا قال صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك من وقال صلى الله عليه وسلم ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا. وقال صلى الله عليه وسلم اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت ظلمات وكذلك قولهم الاسم عين المسمى او غيره. وطالما غلط كثير من الناس في ذلك وجهلوا الصواب فيها فالاسم يراد به المسمى تارة ويراد به اللفظ الدال عليه اخرى. فاذا قلت قال الله كذا او سمع الله لمن حمده ونحو ذلك فهذا المراد به المسمى نفسه. واذا قلت يعني باسمائه ورسله سمع الله قال الله يعني. لانه سبحانه الله جل وعلا فاذا الله ربنا يعني بصفاته قال الله كذا يعني بصفاته جل وعلا الله يحييهم ندعو الله سبحانه وتعالى هذا واذا قلت الله اسم عربي والرحمن اسم عربي والرحمن من اسماء الله تعالى ونحو ذلك بل اسمها هنا للمسمى ولا يقال غيره بما في لفظ الغير من الادمان لنريد بالمغايرة ان اللفظ غير المعنى تحقق. وان اريد ان الله سبحانه كان ولا اسم له. حتى خلق لنفسه اسماء او حتى سماه خلقه اسماء من صنعهم فهذا من اعظم الضلال والالحاد في اسماء الله تعالى. والشيخ رحمه الله اشار بقوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه الى اخر كلامه الى الرد على المعتزلة والجهمية ومن وافقهم من الشيعة فانهم قالوا انه تعالى صار قادرا على الفعل والكلام بعد ان لم يكن قادرا عليه لكونه صار الفعل والكلام ممكنا بعد ان كان ممتنعا. وانه انقلب من امتناع الذاتي الى الامكان الذاتي. وعلى ابن كلاب والاشعري ومن وافقهما فانهم قالوا ان الفعل صار ممكنا له بعد ان كان ممتنعا منه واما الكلام عندهم فلا يدخل تحت المشيئة والقدرة بل هو شيء واحد لازم لذاته. واصل هذا الكلام من الجهمية فانهم قالوا ان دوام الحوادث ممتنع وانه يجب ان يكون للحوادث مبدأ لامتناع حوادث لا لها فيمتنع ان يكون الباري عز وجل لم يزل فاعلا متكلما بمشيئته بل يمتنع ان يكون قادرا على ذلك لان القدرة على الممتنع ممتنعة وهذا فاسد فانه يدل على امتناع حدوث العالم وهو حادث. والحادث اذا حدث بعد ان لم يكن فلابد ان يكون ممكنا. والامكان ليس له وقت محدود. وما من وقت يقدر الا والامكان ثابتا فيه. فليس بامكان الفعل وجوازه وصحته مبدأ ينتهي اليه. فيجب انه لم يزل الفعل ممكنا جائزا صحيحا. فيلزم انه لم يزل قادرا عليه فيلزم جواز حوادث لا نهاية لاولها. قالت الجهمية من وافقهم نحن لا نسلم ان الحوادث لا بداية له لكن نقول ان كانوا الحوادث بشرط كونها مسبوقة بالعدم لا بداية له. وذلك لان الحوادث عند تمتنع ان تكون قديمة النوع بل يجب حدوث نوعها ويمتنع قدم نوعها لكن لا يجب الحدوث في وقت بعينه فان كان الحوادث بشرط كونها مسبوقة من عدم لا اول له. بخلاف جنس الحوادث. ويقال لهم ام انكم تقولون ذلك لكن يقال ان كان جنس الحوادث عندكم له بداية فانه صار جنس الحدوث عندكم ممكنا بعد ان لم يكن ممكنا وليس هذا الامكان وقت معين بل ما من وقت يفرض الا والامكان ثابت قبله. فيلزم دوام الانسان والا لزم انقلاب الجنس من الامتناع الى الامكان من غير حدوث شيء. ومعلوم ان انقلاب حقيقة جنس الحدوث او جنس الحوادث او جنس الفعل او جنس احداث او ما اشبه هذا من العبارات من الامتناع الى الامكان هو يصير ذلك ممكنا جائزا بعد ان كان ممتنعا من غير سبب تجدد وهذا ممتنع في صريح العقل. وهو ايضا انقلاب الجنس من الامتناع الذاتي الى الامكان الذاتي. فان ذات جنس الحوادث عندهم تصير ممكنة بعد ان كانت ممتنعة. وهذا الانقلاب لا يختص بوقت معين. فانه ما من وقت يقدر الا ثابت قبله فيلزم انه لم يزل هذا الانقلاب ممكنا ويلزم انه لم يزل الممتنع ممكنا وهذا ابلغ من وهذا في الامتناع من قولنا لم يزل الحادث ممكنا. فقد لزمهم فيما فروا اليه ابلغ مما لزمهم فيما فروا منه فانه يعقل كون الحادث ممكنا ويعقل ان هذا الامكان لم يزل واما كون الممتنع ممكنا فهو ممتنع في نفسه فكيف اذا قيل لم يزل ان كان هذا الممتنع وهذا مقصوص في موضعه. فالحاصل ان نوع الحوادث هل يمكن دوامها في والماظي ام لا؟ او في المستقبل فقط او الماظي فقط. فيه ثلاثة اقوال معروفة لاهل النظر من المسلمين وغيرهم اضعفها قول من يقول لا يمكن دوامها لا في الماضي ولا في المستقبل. كقول جهم بن صفوان وابي الهذيل العلاف قول من يقول يمكن دوامها في المستقبل دون الماضي لقول كثير من اهل الكلام ومن وافقهم من الفقهاء وغيرهم ثالث قول من يقول يمكن دوامها في الماضي والمستقبل كما يقوله ائمة الحديث وهي من المسائل الكبار ولم يقل احد يمكن دوامها في الماضي دون المستقبل. ولا شك ان جمهور العالم كله هذا من اسبابه. خوض المتكلمين والكلام من الجهمية والمبتدئة كثر وصومي هذا. اما اهل السنة والجماعة فالحمد لله. كلمتهم واحدة. الله جل وعلا ثابت فبسم الله الاسماء والصفات على وجه لا سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى يعلم ما بين ايديهم وما قبلهم ولا يحيطهم والله سبحانه وتعالى العزيز الحكيم الرؤوف الرحيم السميع البصير صفات الله كاملة لم تزل ولم يزل بها موصوفا بها جل وعلا ولم ينفك عنها ساعة من السبب لم يزهب بهذه الصفة لم يزل عليما سميعا بصيرا قادرا خلاقا رزاقا الى غير ذلك تهون كما لا تاب وما المتكلمون يجب طرحه. نعم. ولا شك ان جمهور العالم من جميع الطوائف يقولون ان كل ما سوى الله تعالى مخلوق بعد ان لم يكن وهذا قول الرسل واتباعهم من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم. ومن المعلوم بالفطرة ان كون المفعول مقارنا لفاعله لم يزل ولا يزال معه ممتنع من حال. ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لا يمنع ان يكون الربح هو الاخر الذي ليس بعده شيء. فكذا تسلسل الحوادث في الماضي لا يمنع ان يكون سبحانه وتعالى هو الاول الذي ليس قبله شيء فان الرب سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال يفعل ما يشاء ويتكلم اذا يشاء. قال تعالى قال كذلك الله يفعل ما يشاء. وقال تعالى ولكن الله يفعل ما يريد. وقال تعالى ذو العرش المجيد تعال لما يريد وقال تعالى فلو اننا في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله. وقال تعالى ولو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. سبحانه لا اله الا لا اله الا الله نعم. والمثبت انما هو والمثبت انما هو الكمال الممكن للوجود. وحينئذ الله سبحانه وتعالى. الكلام السكوت. وعدم الكلام وهو البكم وهذا والله ينزه عن هذا. وهكذا المخلوق الابكم ناقص والمتكلم خير منه وهكذا الاصم والسميع البصير كلها صلة فلان وصفاتك مع ثابت بالله جل وعلا وتعالى. نعم. فالمثبت انما هو الكمال الممكن الوجود. وحينئذ فاذا كان النوع دائما فالممكن والاكمل هو التقدم على كل فرد من الافراد بحيث لا يكون في اجزاء العالم شيء يقارنه بوجه من الوجوه. واما دوام الفعل فهو ايضا من الكمال فان الفعل اذا كان صفة كمال فدوامه دوام الكمال قالوا والتسلسل لفظ مجمل لم يرد بنفيه ولا اثباته كتاب ولا سنة ليجب مراعاة لفظه وهو ينقسم الى واجب وممتنع وممكن وقد في المؤثرين محال ممتنعا لذاته وهو ان يكون مؤثرون كل واحد منهم استفاد تأثيره ممن قبله لا الى غاية والتسلسل الواجب فدل عليه العقل والشرع من دوام افعال الرب تعالى في الابد وانه كلما انقضى لاهل الجنة نعيم احدث لهم نعيما اخر لا نفاد له. وكذلك التسلسل في افعاله سبحانه من طرف الازل. وان كل فعل مسبوق بفعل فهذا واجب في كلامه فانه لم يزل متكلما اذا شاء ولم تحدث له صفة الكلام في وقت وهكذا افعاله التي هي من لوازم حياته فان كل حي فعال والفرق بين الحي والميت بالفعل ولهذا قال والفرق بين الحي والميت بالفعل ولهذا قال غير واحد من السلف الحي الفعال قال عثمان بن سعيد كل حي فعال فلم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الاوقات معطلا عن كماله من الكلام والارادة والفعل. واما التسلسل الممكن فالتسلسل في مفعولات من هذا الطرف كما تتسلسل في طرف الابد فانه اذا لم يزل حيا قادرا يريد ان يتكلم وذلك من لوازم ذاته الفعل ممكن له بوجوب هذه الصفات له. وان يفعل اكمل من ان من ان لا يفعل. وان يفعل اكمل من ان لا يفعل. ولا من هذا انه لم يزل الخلق معه فانه سبحانه متقدم على كل فرد فرد من مخلوقاته تقدما لا اول له في مخلوق اول والخالق سبحانه لا اول له فهو وحده الخالق وكل ما سواه المخلوق كائن بعد ان لم يكن قالوا وكل قول سوى هذا طريق العقل يرده كل من اعتب تعالى لم يزل فيه لزمه احد امرين لابد له منهما اما ان بان الفعل لم يزل ممكنا. واما ان يقول واقعا والا تناقض تناقض تناقضا بينا. حيث زعم ان الرب تعالى لم قادرا والفعل محال الممتنع لذاته لو اراده لم يمكن وجوده فالفرض اراثه عنده محال نور له هذا قولي دل عليه الشرع والعقل فيها ان كل ما سوى الله كان محدث كان بعد ان لم يكن اما برب تعالى لم يزل معطلا عن الفعل ثم فعل وليس في الشرع ولا لما يثبته بل كلاهما على نقيضه. وقد اورد ابو المعالي في ارشاده وغيره من النوا على التسلسل في الماضي فقالوا لانك لو كنت لاعطيك درهما لا اعطيك بعده كما كان هذا ممكنا. ولو قلت لاعطيك درهما حتى اعطيك درهما. هذا من والموازنة غير صحيحة بل الموازنة صحيحة ان تقول ما اعطيتك درهما الا اعطيتك قبله ان تجعل ماضيا قبل ماض كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل واما قول القائل لاعطيك حتى اعطيك قبله وهو نفي للمستقبل حتى يحصل في المستقبل ويكون قبله. وقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل. وهذا ممتنع. لم ينفي حتى يكون قبله ماض فان هذا ممكن والعطاء المستقبل ابتداؤه من المعطي والمستقبل الذي له ابتداء وانتهاء لا يكون قبله ما لا نهاية له فان ما لا نهاية له فيما يتناهى من قوله ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم ولا باحداثه البرية استفاد اسم الباري من ظاهر كلام الشيخ رحمه الله تعالى انه يمنع تسلسل الحوادث في الماضي سيأتي في كلامه ما يدل على انه لا يمنعه في المستقبل وهو قوله والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ابدا ولا تبيدان وهذا مذهب الجمهور كما تقدم ولا شك في فساد قول من منع من ذلك في الماضي والمستقبل كما ذهب اليه الجهم واتباعه وقال بفناء والنار لما يأتي من الادلة ان شاء الله تعالى. واما قول من قال بجواز حوادث لا اول لها من القائلين بحوادث لا اخر لها فاظهر في الصحة من قول من فرق بينهما فانه سبحانه لم يزل حيا والفعل من لوازم الحياة فلم يزل لما يريد كما وصف بذلك نفسه حيث يقول ذو العرش المجيد فعال لما يريد والاية تدل على امور انه تعالى يفعل بارادته ومشيئته. الثاني انه لم يزل كذلك لانه ساق ذلك في معرض المدح والثناء على وان ذلك من كماله سبحانه ولا يجوز ان يكون عازما لهذا الكمال في وقت من الاوقات. وقد قال تعالى افمن يخلق من لا يخلق افلا تذكرون. فلما كان من اوصاف كماله ونعوت جلاله لم يكن حادثا بعد ان لم يكن الثالث انه واذا اراد شيئا فعله فانما موصولة عامة ان يفعل كل ما يريد ان يفعله وهذا في ارادته المتعلقة بفعله واما ارادته المتعلقة بفعل العبد فتلك لها شأن اخر فان اراد فعل العبد ولم يرد من نفسه ان يعينه عليه ويجعله لم يوجد الفعل وان اراده حتى يريد من نفسه ان يجعله فاعلا. وهذه هي النكتة التي خفيت على القدرية والجبرية وخبطوا في مسألة القدر في غفلتهم عنها. وفرق بين ارادته ان يفعل العبد. وارادة ان يجعله فاعلا. وسيأتي على مسألة القدر في موضعه ان شاء الله تعالى الرابع ان فعله وارادته متلازمان فما اراد ان نفعله ان ان فعله وارادته متلازمان. نعم. فما اراد ان يفعله فعله. وما فعله فقد اراده. قال تعالى فانما امره الى ربه سبحانه وتعالى بخلاف المخلوق فانه يريد ما لا يفعل وقد يفعل ما لا يريد وما ثم فعال لما يريد الا الله وحده. الخامس اثبات ايرادات متعددة بحسب الافعال وان كل فعل له ارادة تخصه هذا هو المعقول في الفطر وشأنه سبحانه انه يريد على الدوام ويفعل ما يريد مئة واحدى عشر السلام عليكم محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقال ايماننا بالعز رحمه الله تعالى السادس ان كل ما صح تمام؟ على ابو العرش المجيد فعال لما يريد قال لا تدل على امور خمسة اشياء ذكر منها خمسة اشياء واوقفنا عند السابق. ايه. نعيد الجمهور. نعم. كما وصف بذلك نفسه. كما وصف بذلك يتنفسه حيث يقول ذو العرش المجيد فعال لما يريد. والاية تدل على امور احدها انه تعالى يفعل بارادته ومشيئته الثاني انه لم يزل كذلك لانه ساق ذلك في معرض المدح والثناء على نفسه وان ذلك من كماله سبحانه مستمر لله سبحانه وانه يفعل ما يريد لا احد يمنعه منه سبحانه وتعالى نعم ولا يجوز ان يكون عالما لهذا الكمال في وقت من الاوقات. وقد قال تعالى افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون. ولما كان من اوصاف كماله ونعومة جلاله لم يكن حادثا بعد ان لم يكن الثالث انه اذا اراد شيئا فعله فانما موصولة عامة اي يفعل كل ما يريد ان يفعله. وهذا في ارادته المتعلقة بفعله. واما ارادته المتعلقة بفعل العبد. فتلك لها شأن اخر فان اراد فعل العبد ولم يرد من نفسه ان يعينه عليه ويجعله فاعلا لم يوجد الفعل. وان اراده حتى من نفسه ان يجعله فاعلا. وهذه هي النكتة التي خفيت على القدرية والجبرية. وخبطوا في مسألة القدر لغفلتهم عنها وفرق بين ارادته ان يفعل العبد وارادة ان يجعله فاعلا. وسيأتي الكلام على مسألة القدر في موضعه ان شاء الله تعالى الرابع من فعل والعدل لا يفعل الا اذا شاء الله بيده. لان الله قال جل وعلا لمن شاء ذكره وما يذكرون الا يشاء الله الذي شاء منهم يستقيم ما تشاؤون الا ان يشاء الله. فعامل ما يريد والعبد ليس كذلك. قد يريد ولا يفعل فيقدر له ذلك وقد يهيب في الحج كل العوائق ويريد ان يشتري شيء وكله عوائق قد يريد الزواج الا يتيسر الزواج او يتأخر لوقت اخر لانه ليس قادرا مطلقا قدرة الله فانها مطلقة ان ربك فعال لما يريد ومن يرد الله ان الله يفعل ما يشاء. نعم. الرابع ان فعله وارادته متلازمان. فما اراد ان يفعله فعله. وما فعله فقد اراده بخلاف المخلوق فانه يريد ما لا يفعل وقد يفعل ما لا يريد. فما ثم فعال لما يريد الا الله وحده. الخامس اثبات ايرادات متعددة بحسب الافعال. خمسة اثبات ايرادات متعددة بحسب الافعال. نعم. وان كل فعل له ارادة تخصه هذا هو المعقول في الفطر فشأنه سبحانه انه يريد على الدوام ويفعل ما يريد. السادس انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كفر سبحانه وتعالى. نعم. السادس ان كل ما صح ان تتعلق به ارادته جاز فعله فاذا اراد ان ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا وان يجيء يوم القيامة بفصل القضاء وان يري عباده نفسه وان يتجلى لهم كيف شاء ويخاطبهم ويضحك اليهم وغير ذلك مما يريد سبحانه لم يمتنع عليه فعله لانه تعالى فعال لما يريد وانما تتوقف صحة ذلك على اخبار الصادق له. وانما وانما تتوقف صحة ذلك على الصادقية على على اخبار الصادق به. فاذا اخبر وجب التصديق وكذلك تتوقف صحة ذلك على اثبات الصادق به. فاذا اخبر وجب التصديق هو النبي صلى الله عليه وسلم او نزول القرآن وكذلك محو ما يشاء واثبات ما يشاء كل يوم هو في شأنه سبحانه وتعالى كما قال تعالى ومن يهن الله فما له المخرج ان الله يفعل ما يشاء. نعم. الله اكبر. نعم الله اكبر. والقول بان الحوادث لها اول يلزم منه التعطيل قبل ذلك ماشي