الحوادث ليس لها اول يخلق ما يشاء يفعل فاذا حدثنا اول بقي ما قبل الاول معطل ولم يفعل شيئا ان ربك هو الخلاق العليم. من الذي عطله؟ ولم يزل يخلق ولم يزل يفعل اذا شاء الله هو اول واخر ووهن وباطن البداية بل لم يزل موجودا خناقا سبحانه وتعالى والقول بان الحوادث لها اول منه التعطيل قبل ذلك وان الله سبحانه وتعالى لم يزل غير فاعل ثم صار فاعلا. ولا يلزم من ذلك قدم العالم لان كل ما سوى الله تعالى محدث ممكن الوجوب لا ينسى كل كل حاج قد له حاجة. فاذا قلنا سبحانه وتعالى لم يزل من عالم من الكتاب وانه لا الحوادث كل حال مسبوق بحادث قوله سبحانه وتعالى كل فرد مسبوق بالعالم لان كل ما سوى الله تعالى محدث ممكن الوجود موجود بايجاد الله تعالى له. ليس له من نفسه الا العدم. والفقر والاحتياج وقف ذاتي لازم لكل ما سوى الله تعالى. والله تعالى واجب الوجود لذاته. غني لذاته. والغنى وقف ذاتي لازم لهو سبحانه وتعالى وللناس وهو الولي الحميد وهو الولي جل وعلا وهو الحكيم لبث حميدا فيمن سميعا بصيرا حلاقا لما يريد. صفاته كلها من بكماله سبحانه وتعالى المخلوق فانه بعد ان لم يكن وصفاته يعتريها الادب قد يوجد ويرى زميل قد يوجد غير بصير قد يوجد غير يعمل خلقة مفقود وكمان مفقود الحركة الى غير ذلك. اما بعد يطالب امامنا بالعز رحمه الله الله تعالى وللناس قولان في هذا العالم وللناس قولان في هذا العالم هل هو مخلوق من مادة ام لا؟ واختلفوا في اول هذا العالم ما هو؟ وقد قال تعالى وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء وروى البخاري وغيره عن عمران بن فطيم رضي الله عنه قال قال اهل اليمن لرسول الله صلى الله عليه جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن اول هذا الامر فقال كان الله ولم يكن شيء قبله وفي رواية ولم يكن شيء معه. وفي رواية غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء. وخلق السماوات والارض وفي لفظ ثم خلق السماوات والارض فقوله كتب في الذكر يعني اللوح المكفوف كما قال تعالى ولقد ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر اما ما يكتب في الذكر ذكرا كما يسمى ما يكتب في الكتاب كتابا. والناس في في هذا الحديث على قولين منهم من قال ان المقصود اخباره بان الله كان موجودا وحده ولم يزل كذلك دائما ثم ابتدأ احداث جميع الحوادث فجنسها واعيانها مسلوقة بالعدم وان جنس الزمان حادث لا في زمان وان ان الله صار فاعلا بعد ان لم يكن يفعل شيئا من الازل الى حين ابتداء الفعل. ولا كان الفعل ممكنا. والقول الثاني المراد اثباته عن مبدأ خلق هذا العالم المشهود الذي خلقه الله في ستة ايام ثم استوى على العرش كما اخبر القرآن ذلك في غير موضع وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قدر الله تعالى مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وكان عرشه على الماء. فاخبر صلى الله عليه وسلم ان تقدير هذا العالم المخلوق في ستة ايام كان قبل خلقه بخمسين الف سنة. وان عرش الرب ما كان حينئذ على الماء دليل صحة هذا القول الثاني من وجوه احدها ان قول اهل اليمن جئناك لنسألك عن ولهذا الامر وهو اشارة الى حاضر مشهود موجود به. والامر هنا بمعنى المأمور اي الذي كونه الله بامره اجابهم النبي صلى الله عليه وسلم عن بدء هذا العالم الموجود لا عن جنس المخلوقات لانهم لم يسألوه عنه وقد اخبرهم عن خلق السماوات والارض حال كون عرشه على الماء. لم يخبرهم عن خلق العرش وهو مخلوق قبل خلق السماوات والارض وايضا فانه قال كان الله ولم يكن شيء قبله وقد روي معه وروي غيره. والمجلس كان واحدا وعلم انه قال احد الالفاظ والاخران رويا بالمعنى ولفظ القبل ثبت عنه في غير هذا الحديث وفي صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في دعائه اللهم انت الاول فليت قبلك شيء الحديث ولفظان الاخران لم يثبت واحد منهما في موضع اخر ولهذا كان كثير من اهل الحديث انما يرويه كالحميدي والبغوي وابن الاسير. فاذا كان كذلك لم يكن في هذا اللفظ في هذا اللفظ تعرض لابتداء ولا لاول مخلوق. وايضا فانه قال كان الله ولم يكن شيء قبله او معه او غيره. وكان على الماء وكتب في الذكر كل شيء. فاخبر عن هذه الثلاثة بالواو وخلق السماوات والارض. روي بالواو وبثم فظهر ان مقصوده اخبار اياهم اخباره اياهم ببدء خلق السماوات والارض وما بينهما وهي المخلوقات التي خلقت في ايام لابتداء خلقنا خلقه الله قبل ذلك. وذكر السماوات والارض بما يدل على خلقهما. وذكر ما قبلهما ما يدل على كونه ووجوده ولم يتعرض لارتداء خلقه له. وايضا فانه اذا كان الحديث قد ورد بهذا وهذا فلا يجزم باحدهما الا بدليل فاذا رجح احدهما فمن جزم بان الرسول اراد المعنى الاخر فهو مخطئ قطعا يأتي بالكتاب ولا في السنة ما يدل على المعنى الاخر فلا يجوز اثباته بما يظن انه معنى الحديث ولم يرد كان والله ولا شيء معه مجردا وانما ورد عن السياق المذكور فلا يظن ان معناه الاخبار بتعطيل الرب تعالى دائما عن الفعل حتى خلق السماوات والارض وايضا فقوله صلى الله عليه وسلم كان الله ولم يكن شيء قبله او معه او غيره وكان عرشه على الماء لا يصح ان يكون المعنى انه تعالى موجود وحده لا مخلوق معه اصلا لان قوله وكان عرشه على الماء يرد ذلك فان هذه الجملة وهي وكان عرشه على الماء اما حالية او معطوفة وعلى تقديرين فهو مخلوق موجود في ذلك الوقت. فعلم ان المراد ولم يكن شيء من هذا العالم المشهود به. قوله له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالة والحق ان الله جل وعلا موجود قائم بنفسه يخلق ما يشاء ويفعل ما وليس هذا العالم موجودا انما هذا محدث هذا مجاهد من سماء وارض وبحر ونعوذه الله خلقه الله انما امره اذا اراد بشيء يقول له كن فيكون. في حوادث متكاسلة. على حسب علمه وارادته سبحانه وتعالى. هو جل على الاول بيوت قبله شيء. والاول والاخر والظاهر والباطن وبكل شيء عليم. كان الله له في شيء قبله. الواجب على الايمان بانه سبحانه هو الخلاق العليم الخالق من كل شيء القادر على كل شيء وعن جميع العالم من اوله لاخره كله مكروه اوله واحد كل مخلوق الله خالق بشيء وهو على كل سوء قال جل وعلا هو الخلاق العليم فما خالق سواه ولا رب سواه جل وعلا وهو المستحق ان يعبد ويعظم ويطاع لك والمال في كل شيء سبحانه وتعالى. نعم. قوله له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق. يعني ان الله تعالى موثوق بانه الرب قبل ان يوجد مغضوب وموصوف بانه خالق قبل ان يوجد مخلوق. قال بعض المشايخ الشارخين وانما قال له معنى الربوبية ومعنى الخالصة دون الخالقية. لان الخالق هو المخرج للشيء من العدم الى الوجود لا غير. والرب يقتضي معاني كثيرة وهي الملك والحفظ والتدبير والتربية وهي تبليغ الشيء كماله بالتدريج فلا جرى ما اتى بلفظ يشمل هذه المعاني وهو الربوبية انتهى وفيه نظر لان الخلق يكون بمعنى التقدير ايضا. قوله وكما انه مسلم الموت الذي قاله المؤلف لان هذا بناء ان انه بقي وقتا ما ليس هناك مخلوقات الخالق الربوبية ولا مربوب لم يزل الموجود المرغوب ولم يزل موجود لان الله سبحانه لم يزل موجودا فلم تبذل المخلوقات فيها بعد الشر. فانها لا لا من الاول ولا من الاخر. كل مخلوق مخلوق بمخلوق. ثم تنتهي العالم الى اهل الجنة والنار. فاهل الجنة دائمون واهل النار دائمون. قوله وكما انه محي الموتى بعد ما احيا استحق هذا الاسم قبل اتيانهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم يعني انه سبحانه وتعالى موصوف بانه محي الموتى قبل احياء فكذلك يوصف بانه خالق قبل خلقهم الزاما بالمعتزلة ومن قال بقولهم كما حكينا عنهم فيما تقدم وتقدم التقرير انه تعالى لم يزل يفعل ما يشاء. قوله ذلك بانه على كل شيء قدير. وكل شيء اليه فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ذلك اشارة الى صفاته في الازل قبل خلقه والكلام والكلام على كل كل وشمولها وشمول كل في كل في كل مقام بحسب ما يحتف به من القرائن ياتي في مسألة الكلام ان شاء الله تعالى. وقد حرفت المعتزلة المعنى المفهوم من قوله تعالى والله على كل شيء قدير فقالوا انه قادر على كل ما هو مقدور له. واما نفس افعال العباد فلا يقدر عليها عندهم وتنازعوا ان يقدروا على مثلها ام لا. ولو كان المعنى على ما قالوا لكان هذا بمنزلة ان يقال هو عالم بكل ما يعلمه وخالق لكل ما يخلقه ونحو ذلك من العبارات التي لا فائدة فيها. فسلبوا صفة كمال قدرته على كل شيء مظلوم مخلوق والله هو الخلاق بكل شيء وهو الخلاق العليم وهو الخالق لكل شيء سبحانه الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكين يدعو في ذلك المغلبون وغيرهم. نعم. والخالق لهم سبحانه وخالق افعالهم. كما قال المؤلف ابن عباس والله صادق اصحابه. نعم. واما اهل السنة فعندهم ان الله على كل شيء قدير. وكل ممكن فهو مندرج في هذا واما المحال لذاته مثل كون الشيء الواحد موجودا معدوما في حال واحدة فهذا لا حقيقة له ولا يتصور وجوده ولا يسمى شيئا باتفاق العقلاء. ومن هذا الباب خلق مثل نفسه واعدام نفسه وامثال من المحال وهذا الاصل هو الايمان بربوبيته العامة التامة فانه لا يؤمن فانه لا يؤمن بانه رب كل شيء الا من امن انه قادر على تلك الاشياء. فلا يؤمن بتمام ربوبيته وكمالها الى من امن بانه على كل شيء قدير الدعوة في المعلوم الممكن هل هو شيء ام لا؟ والتحقيق ان المعدوم ليس بشيء في الخارج. ولكن الله يعلم ما قولوا قبل ان يكون ويكتبه وقد يذكره ويخبر به. كقوله تعالى ان زلزلة الساعة شيء عظيم. فيكون شيئا بالعلم والذكر والكتاب لا في الخارج كما قال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وقال تعالى وقد خلقتك من قبل ولم تكن شيئا. اي لم تكن شيئا في الخارج. وان كان شيئا في علمه تعالى. وقال تعالى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. وقوله ليس كمثله شيء. رد على المشبهة. وقوله تعالى وهو السميع البصير رد على المعطلة فهو سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال وليس له فيها شبيه بالمخلوق وان كان يوصف بانه سميع بصير فليس سمعه وبصره في سمع الرب وبصره. ولا يلزم من اثبات الصفة تشبيه التفات التفات المخلوق كما يليق به. والتفات الخالق كما يليق به. ولا تنفي عن الله ما وصف به نفسه وما وصف به اعرف الخلق بربه وما يجب له وما يمتنع عليه وانصحهم لامته وافصحهم وانصحهم لامته وافصحهم واقدرهم على البيان فانك ان نفيت شيئا من ذلك كنت كافرا بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فاذا بما وصف به نفسه فلا تشبهه بخلقه فليس كمثله شيء. فاذا شبهته بخلقه كنت كافرا به. قال نعين محمد الخزاعي الشيخ البخاري من شبه الله بخلقه فقد كفر. ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر. وليس وليس كما وصف الله به نفسه ولا ما وصفه به رسوله وسيأتي في كلام الشيخ الطحاوي رحمه الله ومن لم يتوفى والتشبيه دل ولم نصب التنبيه. وقد وصف الله تعالى نفسه بان له المثل الاعلى المثل الاعلى. فقال تعالى للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى. وقال تعالى وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم وجعل سبحانه مثل السوء المتضمن للعيوب والنقائص وقلب الكمال لاعدائه المشركين واوثانهم واخبر ان المثل الاعلى المتضمنا لاثبات الكمال كله لله وحده لله وحده. ومن سلب صفات الكمال عن الله تعالى فقد جعل له مثل الثور فمن سلل صفات الكمال عن الله تعالى فقد جعل له مثل السوء ونفى عنه ما وصف به نفسه عن المثل الاعلى وهو الكمال المطلق. هو الكمال المطلق من جميع الوجوه كما قال ابني شيء وهو السميع البصير. المثل الاعلى من جميع الوجوه له جل وعلا في علمه وقدرته وجميع صفاته. سبحانه وتعالى. نعم. فمن وصفات الكمال عن الله تعالى وقد جعل له مثل الثور ونفى عنه ما وصف به نفسه من المثل الاعلى وهو الكمال المطلق متضمن للامور الوجودية والمعاني السبوكية التي كلما كانت اكثر في الموصوف واكمل كان بها اكمل واعلى من غيره فلما كانت صفات الرب تعالى اكثر واكمل كان له المثل الاعلى وكان احق به من كل ما سواه فليستحيل ان يشترك في المثل الاعلى الاسلام بانهما ان تكافئا من كل وجه لم يكن احدهما اعلى من الاخر وان لم يتكافئا فالموصوف به احدهما وحدة يستحيل ان يكون لمن له المثل الاعلى مثل او نظير. واختلفت عبارات المفكرين في المثل الاعلى ووفق وبين اقوالهم بعض من وفقه الله وحده فقال المثل الاعلى يتضمن الصفة العليا وعلم العالمين بها ووجودها علميا والخبر عنها وذكرها عبادة الرب تعالى بواسطة العلم والمعرفة القائمة بقلوب عابدين وذاكرين فها هنا امور اربعة. الاول ثبوت الصفات العليا لله سبحانه. سواء علمها العباد او لا. وهذا معنى من فسرها بالصفة الثاني وجودها في العلم والشعور وهذا معنى قول من قال من السلف والخلف انه ما في قلوب عابدين وذاكريه من معرفته وذكره ومحبته واجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه والتوكل والانابة اليه وهذا الذي في قلوبهم من المثل الاعلى ليشركه فيه غيره اصلا بل يختص بهم في قلوبهم لما اختص به في ذاته وهذا معنى قول من قال من المفكرين ان معناه اهل السماوات يعظمونه ويحبونه ويعبدونه اهل الارض كذلك وان اشرك به من اشرك اعطاه من عصاه وجهل صفاته من جحدها فاهل الارض معظمون له مجلون خاضعون لعظمته مستثيرون لعزته وجبروته. نعم. قال تعالى وله من في السماوات والارض كل له قانتون يعني يعني خاضعون مطيعون. الله اكبر. نعم. الثالث ذكر صفاته والخبر عنها من العيوب والنقائص والتمثيل. الرابع محبة الموصوف بها وتوحيده والاخلاص له. والتوكل عليه والانابة اليه وكلما كان الايمان بالصفات اكمل كان هذا الحب والاخلاص اقوى. فعبارات السلف كلها تدور على هذه المعاني الاربعة فمن اضل ممن يعارض بين قوله تعالى وله المثل الاعلى وبين قوله ليس كمثله شيء استدلوا بقوله ليس كمثله شيء على نحو الحساب. ويعمى عن تمام الاية وهو قوله وهو السميع البصير. حتى افضى هذا الضلال ببعضهم وهو احمد ابن ابي دواد القاضي الى ان اشار على الخليفة المأمون ان يكتب على سحر الكعبة ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم حرف كلام الله لينفي وصفه تعالى بانه السميع البصير. كما قال الضال الاخر جهم بن صفوان وددت اني احك من المصحف قوله تعالى ثم استوى على العرش فنسأل الله العظيم السميع البصير ان يثبتنا بالقول في الحياة الدنيا وفي الاخرة بمنه وكرمه؟ هذا مثل ما قال المؤنث من حاز عنه الكتاب والسنة هو طلب رأيه. وانما يستقيم ما ثبت على الكتاب والسنة. وما اهل السنة والجماعة. هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين يتلقوا علمه من كتاب الله وسنة رسوله. وقالوا ما قاله الله ورسوله ليس منه شيء وهو شيء بسيط. ولم يكن له كفوا احد. هل تعلم له شيء سبحانه وتعالى وما سواه مخلوق سبحانه نعم وفي اعرابي كمثله وجوه. نعم. احدها ان الكافر صلة زيدت للتأكيد. قال اوص بن حجر ليس كمثل الفتى جهير خلق يوازيه في الفضائل. وقال الاخر ما ان كمثلهم في الناس من بشري. وقال اخر وقتلى ويكون مثله ليس واثمها شيء. وهذا وجه قوي حسن يعرف العرب معناه في لغتها ولا يخفى عنها اذا خصبت به. وقد جاء عن العرب ايضا زيادة كافر التأكيد. في قول بعضهم وقال يا وطانيات فكما يؤتتين وقول الاخر فاصبحت مثل كعطف مأكول. الوجه الثاني ان الزائد مثل اي ليس فهو شيء وهذا القول بعيد لان مثل اسم والقول بزيادة الحرث للتأكيد اولى من القول بزيادة الاسم الوجه الثالث انه ليس ثم زيادة عقلى بل هذا من باب قولهم مثلك لا يفعل كذا اي انت لا تفعل واتى بمثلي للمبالغة وقالوا في معنى المبالغة هنا اي ليس لمثله مثل لو فرض المثل. فكيف ولا مثل وقيل غير ذلك والاول اظهر قوله خلق الخلق بعلمه خلق اي اوجد وانشأ وابدع ويأتي خلف علما بمعنى قدر والخلق محضر وهو هنا بمعنى المخلوق. وقوله بعلمه في محل نصب على الحال اي خلقهم عالما بهم. قال تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ وقال تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس في كتاب مبين من هذا وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. وفي ذلك رد على المعتزلة قال الامام عبدالعزيز بن مكي صاحب الامام الشافعي رحمه الله وجليسه في كتاب الحمزة الذي حكى فيه مناظرته ذكرا المجلسي عند المأمون عن علمه تعالى فقال بشر اقول لا يجهل وجعل يكرر الصحبات العلم لها وقد الله تعالى الانبياء والملائكة والمؤمنين بالعلم لا بنفي الجهل. ومن اثبت العلم فقد نفى الجهل. ومن ومن نفى الجهل لم نسبة العلم وعلى الخلق ان يثبتوا ما اثبته الله تعالى لنفسه. وينفوا ما نفاه ويمسكوا عما امسك عنه. ودليل على علمه تعالى انه يستحيل ايجاده الاشياء مع الجهل. ولان ايجاده الاشياء بارادته. والارادة تستلزم تصورا المراد وتفوض المراد هو العلم بالمراد. فكان الايجاد مستلزما للارادة والارادة مستلزمة للعلم فالايجاد مستلزم للعلم ولان المخلوقات فيها من الاحكام والاتقان ما يستلزم علم الفاعل لها لان الفعل المحكم المتقن يمتنع وحضوره عن غير عالم ولهذا قال جل وعلا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما قال تعالى انه لكل شيء عليم. فلا يهزم عن علمه شيء. قال سبحانه وما تكن من شأنه. وما تكن منهم القرآن. وما تنامون الا كنا عليكم شهودا في الارض ولا في السماء ولا ابصر من ذلك ولا اشبه الا مع العلم فيها البعد عن الحق وبها عدم الانقلاب باقدار الله وصبر بنفسه فقال في كل شيء ما علينا الرد على الامة وعلى كل مسلم. ان يقول ما قاله الله. وان يعتني به الله. ويقول ان الله والعالم كله والقادر على كل شيء. ولان من المخلوقات ما هو عالم والعلم ويمتنع الا يكون الخالق عالما. وهذا له طريقان احدهما ان يقال نحن نعلم بالضرورة بالضرورة ان الخالق احمد من المخلوق. وان الواجب اكمل من الممكن. ونعلم ضرورة انها لو فرضنا شيئين احدهما عالم والاخر غير عالم كان العالم اكمل. فلو لم يكن الخالق عالما لزم ان يكون الممكن اكمل منه وهو ممتنع الثاني ان يقال كل علم في الامكانات التي هي المخلوقات فهو منه ومن الممتنع ان يكون فاعل الكمال ومبدعه عاليا بل هو احق به والله تعالى له مثل اعلى لا يستوي هو والمخلوقات لا في قياس تمثيل ولا في قياس شمول فكل ما ثبت من مخلوق من كمال فالخالق به احق وكل نفس تنزه عنه مخلوق ما فتنزيه الخالص عنه اولى قوله وقدر لهم اقدارا. قال تعالى وخلق كل شيء فقدرهم تقديرا. وقال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى وكان امر الله قدرا محظورا وقال تعالى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى في صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قدر الله مقادير قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الناس. قوله وضرب لهم اجالا يعني ان الله سبحانه وتعالى قدر اجال الخلائق بحيث اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال تعالى اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وقال تعالى وما كان لنفس ان تموت الا باذن كتابا مؤهلا وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قالت ام حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اللهم امتعني بزوج رسول الله وبابي ابي سفيان وباخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد جعلت الله لاجال مضروبة وايام معدودة وارزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله ولن يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله ان يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا واقبل. فالمقتول ميت باجله. يعلم الله تعالى وقدر وقضى ان هذا يموت بسبب المرض وهذا بسبب القتل وهذا بسبب الهدم وهذا بالحرث وهذا بالغرق الى غير ذلك من الاسباب قال تعالى في صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قالت امي حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اللهم امتعني بزوج رسول الله وبابي ابي سفيان وباخذ معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد جعلت الله لاجال مضروبة وايام معدودة وارزاق لن يعدل شيئا قبل حله ولن يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله ان يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا وافضل. المقتول ميت لاجله. يعلم الله تعالى وقدر وقضى. ان هذا يموت بسبب المرض وهذا بسبب القتل وهذا بسبب الهدم وهذا بالحرق وهذا بالغرق الى غير ذلك من الاسباب. فالله سبحانه خلق الموتى والحياة وخلق سبب الموت والحياة. وعند المعتزلة المقتول مقطوع عليه اجله. ولو لم يقتل لعاش الى اجله وكان له اجل ان وهذا باطل لانه لا يليق ان ينسب الى الله تعالى انه جعل له اجلا يعلم انه لا يعيش اليه البسه او يجعل اجله احد الامرين بفعل الجاهل بالعواقب ووجود القصاص والضمان على القاتل لارتكابه المنهي عنه مباشرته السبب المحظور على هذا يخرج قوله صلى الله عليه وسلم صلة الرحم تزيد في العمر اي هي سبب طول عمر وقد قدر الله ان هذا يصل رحمه فيعيش بهذا السبب الى هذه الغاية ولولا ذلك السبب لم يصل الى هذه الغاية ولكن قدر هذا السبب وقضاه وكذلك قدر ان هذا يقطع رحمه فيعيش الى كذا كما قلنا في القتل وعدمه فان هل يلزم من تأثير صلة الرحم في زيادة العمر ونقصانه تأثير الدعاء؟ ما يجوز ما يجوز. فان قيل هل يلزم من تأثير صلة الرحم في زيادة العمر ونقصانه تأثير الدعاء في ذلك ام لا؟ الجواب ان ذلك غير لازم لقوله صلى الله عليه وسلم لام حبيبة رضي الله عنها قد سألت الله تعالى لاجال مضروبة الحديث كما تقدم ايش؟ الله اعلم وهو لكن حين خلقك مما في القرآن الكريم ثم استوى العرش العرش الله اعلم. نعم احمد ابراهيم الحمد لله رب العالمين. ما بالك هل يلزم من تأثير صلة الرحم في زيادة العمر ونقصانه تأثير الدعاء في ذلك فان قيل هل يلزم من تأثير صلة الرحم في زيادة العمر ونقصانه؟ تأثير الدعاء في ذلك ام لا؟ الجواب ان ذلك غير لازم لقوله صلى الله عليه وسلم لام حبيبة رضي الله عنها لقد سألت الله تعالى لاجال مضروبة الحديث كما فعلم ان الاعمار مقدرة لم يشرع الدعاء بتغييرها بخلاف النجاة من عذاب الاخرة فان الدعاء مشروع له نافع الا ترى ان الدعاء بتغيير العمر لما تضمن النفع الاخروي شرع كما في الدعاء الذي رواه النسائي من حديث عمار ابن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي الى اخر الدعاء. ويؤيد هذا ما رواه الحاكم في صحيحه من حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ليرد القدر الا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر وان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. وفي الحديث رد على من يظن ان النذر سبب في دفع البلاء وحصول النعماء. وفي الحديث رد على ومن يظن ان النذر سبب في دفع البلاء في حصون النعماء منا على من يظن ان النذر سبب في لدفع البلاء وحصون النعماء. وقد ثبت ان البر نذر ان النذر سبب في دفع البلاء وحصون النعماء يقول صلى الله عليه وسلم ان النذر لا يرد من قدر الله شيئا. والاذان والاقدار منها معلق على الاسباب ومنها غير معلق البر وصلة الرحم يزيدا في العمر حسب ما مضى به القدر ومن احب ان وان ينسأ له باجله فليصل رحمه. حديث ثوبان الاجيال المطلوبة محدودة. ولن يؤخر الله نفسه اذا قال يا ادم اجاب عن العلماء بان هذا يتعلق بالاقدار المعلقة او من جهة البركة والفضل والخير. ولكن لا مانع ان ان الله جل وعلا قد يجعل صلة الرحم من البر سببا طول عمره كما مضى به القدر من هذا كذا بسبب صلة الرحم في بره لوالديه وهذا من كذا بسبب كذا. وفي اجال مطلوبة محدودة. ولن يؤخر الله نفسه الا جاء اجله. اذا جاء نعم. وقد ثبت في الصحيحين عن النبي عمار ابن الياس اللهم بعلمك الغيب. وقدرتك رواه النسائي باسناد صحيح اللهم بعلمك الغيب وتوفني اللهم اني اسألك لكن وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن هذا جيد العظيم اللهم اني اللهم ونعيما لا ينفذ زملاء الموت واخروا فلذة النظر الى وجه الخير والشوق ايها الاخاء اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا اللهم بعلمك الغيب هم يعلمون لا قدر الله سبحانه يعلم ما هل الحياة خير له؟ خير له. هم يسأل ربه ما ما قدر خيرا له اياها وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل. واعلم ان الدعاء يكون مشروعا نافعا في بعض الاشياء بعض الناس يطول في عمره او يرد عن كذا او يرد كذا ولا يأتي بالخير وانما يفتح لك كذا كذا وان بقيت الى كذا كذا ولهذا نهى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنظروا فان النذر لا يرد من قبل الله شيئا وانما جعله الله سارة ولهذا نهي عنه والاقرب نعم واعلم ان الدعاء يكون مشروعا نافعا في بعض الاشياء دون بعض وكذلك هو ولهذا لا يحب الله المعتدين في الدعاء. وكان الامام احمد رحمه الله يكره ان يدعى له بطول العمر ويقول هذا امر قد فرض منه واما قوله تعالى وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب. فقد قيل الضمير المذكور في قوله تعالى من عمره انه بمنزلة قولهم عندي درهم ونصفه اي ونصف درهم اخر المعنى ولا ينقص من عمر معمر اخر. وقيل الزيادة والزيادة والنقصان في الصحف التي في ايدي الملائكة الى وقيل الزيادة والنقصان في الصحف التي في ايدي الملائكة وحمل قوله تعالى لكل اجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب على ان المحو والاثبات من الصحف التي في ايدي الملائكة وان قوله ام الكتاب اللوح المحفوظ ويشعر بها وانها معمر ابن عمر بان حسبنا بعلم الله هذا امر يعمر مئتان وهذا يعمر بالشهيد عامر وهذا يعمر ثمانين عاما كلها مقدرة لا احد يموت قبل اجله. كلها قد سبق في علم الله امره. الذي قتل او غرق او اكله السبع مات في اجله. كل كل له اجله. هذا يموت بمرض وهذا يموت بسكتة وهذا بغرض هذا يموت بحرام كلهم مات باجل. ولن يؤخر الله نفسه الا اذا ادم. اذا جاء اجله فلا يستخر ثلاثة ولا يستقدمون نعم. ويدل على هذا الوجه سياق الاية وهو قوله لكل اجل كتاب ثم قال ينسى الله ما يشاء ويثبت اي من ذلك الكتاب وعنده ام الكتاب اي اصله وهو اللوح المحفوظ. وقيل يمتى الله ما يشاء من الشرائع وينفخها ويثبت ما يشاء فلا ينفخه. وسياق ادل على هذا الوجه من الوجه الاول. وهو قوله تعالى وما كان لرسول ان تأتي باية الا باذن الله لكل اجل كتاب. واخبر تعالى ان الرسول لا يأتي بالايات من قبل نفسه بل من عند الله ثم قال لكل اجل كتاب ينسى الله ما يشاء ويثبت. اي ان الشرائع لها اجل وغاية تنتهي اليها. ثم تنسخ وبالشريعة الاخرى فينسح الله ما يشاء من الشرائع عند انقضاء الاجل ويثبت ما يشاء. وفي الاية اقوال اخرى والله اعلم بالصواب قوله لم يخفى عليه شيء وهذا هو الاقرب الاقرب من رسول الله. في الشرع يعني هو الله لا ينصحه الله سبحانه وتعالى مثل ما في حديث ابن مسعود فرزقه واجله واعظمه ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء لكن هذا معلق اجله بالغرق هذا معلق اجله بالحرق هل هو معلق بمرض كذا؟ هذا معلق على مرض كذا هذا معلق على الجبل جلطة هذا بشاشة قلبية وين هذا؟ سبحانه وتعالى. بالمعروف بارك الله لهم في ماله وماله وولده على طاعة الله يعني على حسب ما كتب الله لي سابقا يعني اطالة العمر حسب ما جاء في القدر السابق. لان الاعجال محددة. وبعضها معلق. هذا يطول عمره وهذا انه عاق وقاطع اجله اقل وهكذا حسبنا الله في علم الله من تعجيل وتعجيل ورغبة اي نعم لكن بالزيادة الافضل في طاعة الله في في الخير بارك الله فيكم. مم. نعم قوله لم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم. نعم. قوله لم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم. وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم نعم باعمالهم وارزاقهم قبل ان يخلقهم وكتب ذلك سبحانه وتعالى. امين ولهم كل ارزاقهم واعمالهم واجالهم وكل ميسر مأمور مأمور ان يعمله اعملوا فكل ميسر لما خلق له. يعلم سبحانه ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون كما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. وان كان يعلم انهم لا يردون. ولكن اخبر انهم لو معاد كما قال تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون. وفي ذلك على الراطمة والقدرية الذين قالوا انه لا يعلم الشيء قبل ان يخلقه ويوجده. وهي من فروع مسألة القدر فسيأتي لها زيادة بيان ان شاء الله تعالى ابطله الله ايات ايران هو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير لا قليل ولا كثير وسبق علمه بكل شيء. والحديث الصحيح ان الله قدر المقابر والخلائق قبل ان يخلق قبل ان بخمسين الف سنة وارجو ان الله وقال جل وعلا الم تعلموا ان الله يعلم ان ذلك في كتاب انما على الله قال لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما قوله وامرهم بطاعته ونهاهم عن ناصيته. ذكر الشيخ رحمه الله الامر والنهي بعد ذكره الخلق والقدر اشارة الى ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. قوله وهذا العبادة هي تحية الاسلام وبعضهم بذلك ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الاسلام وهي الايمان والهدى ولقد جاءهم من ربهم الهدى خلقهم ليعبدوه لطاعته توحيده والاخلاص له واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والى غير هذا المشروع وترك ما نهى الله عنه وهذه العبادة التي خلقوا لها واسأل الله بها الرسل فمنهم من هداه الله ومنهم من وكل قوله وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا من شاء لهم فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن. قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان واهدنا وقال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وقال تعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة كلمهم الموتى وحسبنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. وقال تعالى ولو شاء ربك ما ما فعلوه وقال تعالى ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا. وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره الاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا فرجا كانما يطعن في السماء. وقال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام اذ قال لقومه ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغريكم. وقال تعالى من يشأ الله منه ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم. الى غير ذلك الى غير ذلك من الادلة على انه ما شاء الله كان وما لم لم يكن وكيف يكون في ملكه ما لا يشاؤه؟ ومن اضل سبيلا واكثر ممن يزعم ان الله شاء الايمان من الكافر والكافر الكفر فغلبت مشيئة الكافر مشيئة الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. سبحانه لو قيل يشكل على له مشيئته وله الحكمة البالغة جل وعلا فما شاء فعل. ولو شاء الله لجمعهم انهم ابتلاهم جهلهم في الشهوات والارادات فمنهم من طاعة ربه ولا يقبلوا الحق ويهديه الله لذلك ومنهم من تغلب عليه الشقاوة وهم الاكثرون. كما قال الله جل وعلا وما اكثر مما اسرر الخلق بالمؤمنين ولقد صدق علي وان تتأثر فان قيل الى نحكم على هذا قوله تعالى فيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا ابانا الاية وقوله تعالى وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عددنا من دونه من شيء. الاية وقوله تعالى وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم من ذلك من علم منهم الا يحرصون. وقد ذمهم الله تعالى حيث جعلوا الشبك كائنا منهم بمشيئة الله. وكذلك ذم ابليس الاغواء الى الله تعالى اذ قال رب بما اغويتني لازينن لهم في الارض. قيل قد اجيب على هذا انه انكر عليهم ذلك. لانهم احتجوا بمشيئته على رضاه ومحبته. وقالوا لو كره ذلك وسخطه لما شاءه فجعلوا مشيئته دليل رضاه. رد الله عليهم ذلك او انه انكر اعتقادهم ان مشيئة الله دليل على امره جهد او انه انكر عليهم معارضة شرعه وامره الذي ارسل به رسله وانزل به كتبه في قضائه وقدره يجعل المشيئة العامة دافعة للامر فلم يذكروا المشيئة على جهة التوحيد وانما معاذبين بها لامره دافعين بها لشرعه لفعل الزنادقة والجهال اذ امروا اذا امروا او نهوا احتجوا بالقدر وقد احتج سارق على عمر رضي الله عنه بالقدر وقال وانا اقطع يدك بقضاء الله وقدره بسبب ذلك قوله تعالى الاية كذلك كذب الذين من قبلهم وعلم ان مرادهم التكذيب فهو من قبل الفعل نعمه اعطاهم اعطاه والشر. واقام عليهم الحجة فكما انه يأكل يا رب يقوم باختياره ينام باختياره ويساهم باختياره بعلمه. هكذا يصلي وكفارا ويدع سواء مستارا مختارا ويدعوا مختارا يحج مكتارا فهو يثاب على ما فعل من الخير ويستحقه العقاب على ما فعل من الشر لانهم كلهم اعلم اختيار بارادة وقدرة الله سبق في علمي هذا ما ما يمنع نعم فعلم ان مرادهم التكذيب فهو من قبل الفعل من اين له ان الله لم يقدره اطلع الغيب فان قيل اما تقولون في احتجاج ادم على موسى عليهما السلام بالقدر اذ قال اتلومني على امر قد كتبه الله علي قبل ان اخلق باربعين عاما. وشهد النبي صلى الله عليه وسلم ان ادم حج اي غلبه بالحجة قيل لتلقاه بالقبول والسمع والطاعة لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نتلقاه بالرد والتكذيب لراويه كما فعلت القدرية ولا بالتأمينات الباردة بل الصحيح ان ادم لم يحتج بالقضاء والقدر عن الذنب وهو كان اعلم بربه وذنبه من احاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر فانه باطل. وموسى عليه السلام كان اعلم بابيه وبذنبه من ان يلوم ادم عليه السلام على ذنب قد تاب منه وتاب الله عليه واجتباه وهداه كما وقع اللوم على المصيبة التي اخرجت اولاده من الجنة فاحتج ادم عليه السلام بالقدر على المصيبة لا على الخطيئة فان قدر يحتج بهم عند المصائب لا عند المعايب ولهذا يقول انا لله وانا اليه راجعون قدر الله ورسوله يقول انا بناء على الذنب اخرج من الجنة بعون الله انه تاب فتاب الله عليه وعصى ادم ربه فغوى ثم اتبعه ربه فتاب عليه وعده. الحمد لله انزل الى الارض هذا مصيبة من المصائب كما يصاب الانسان بماله يصاب بولده فيقول انا لله وانا اليه راجعون هذا لله. قدروا الله ما شاء فعل ولهذا حج ادم موسى يعني غلبه ادم على كنوزه في الارض هنا في الجنة هذا الذي ليس من اهله لله جل وعلا. نعم. وهذا المعنى احسن ما قيل في الحديث فما قدر من المصائب وما لقوم اخرون حده لان بعد التوبة يلام التوبة فاذا تاب لم يجلس الله عليه وتركه وهذا المعنى احسن ما قيل في الحديث كما قدر من المصائب يجب الاستسلام له فانهم من تمام الرضا بالله ربا. واما الذنوب فليس للعبد ان يذنب. واذا اذنب فعليه ان يستغفر ويتوب. فيتوب من المعايب ويصبر على المصائب. قال تعالى اصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك. وقال تعالى وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئان واما قول ابليس ربي بما اغويتني انما دم على احتجاجه بالقدر لا على اعترافه بالقدر واثباته له الم تسمع قول نوح عليه السلام ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم واليه ترجعون ولقد احسن القائل فما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن وعن وهب بن منبه انه قال في القدر فتخيرت وعن وهب ابن منبه انه قال نظرت في القدر فتحيرت ثم نظرت فيه فتحيرت ووجدت اعلم الناس بالقدر تكفهم عنه واجهل الناس بالقدر انفقهم فيه. هو نفسه ووجدت اعلم الناس بالقدر اكفهم عنه واجهل الناس بالقدر انطقهم فيه. الجنة ابدا واجهل الناس انطقهم انطقهم الله العافية وترك الباطل. وان الله ماضي فليس له خوف في ذلك وانما عليهم جد هذي الهداية والبراءة الى الله وان يوفقهم للحق ويعينه عليه ويعينه من الباطل. الله المستعان. قوله يهدي من من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويضل من يشاء ويخذل ويبتني عدلا هذا رد على المعتزلة قولهم بوجوب فعل الاصلح للعبد على الله وهي مسألة الهدى والضلال. قال ثم اعتزل الهدى من الله بيان طريق الصواب. والاضلال تسمية العبد ضالا او حكمه تعالى على العبد بالضلال عند خلق العبد الضلالة في نفسه وهذا مبني على اصلهم الفاسد ان افعال مخلوقة لهم والدليل على ما قلناه قوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. ولو كان بيان الطريق لمن صح هذا النفي عن نبيه بانه صلى الله عليه وسلم بين الطريق لمن احب وابغى الضر. وقوله تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء. ولو كان الهدى من الله البيان هو عام في كل نفس لما صح التقييد بالمشيئة. وكذا قوله تعالى ولولا نعمة ربي لكنت من المحظرين. وقوله من يشأ الله يهمله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم هذه الهداية هي هداية التوفيق واتباعها الامور بذلك ويوجهوا الى ذلك. كما قال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الذين الرسل واتباعهم هداة للبيان والايظاع والامر والنهي اما التوفيق لقول الحق ولسانه هذه انك لا تهدينا ولكن الله يهدي من يشاء. قال عز وجل ليس عليك هداهم ولا الله يقول انما عليك البلاغ وامن الحساب نعم قوله وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله فانهم كما قال تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن. فمن هداه الى الايمان فبفظله وله الحمد ومن اضله فبعدله وله الحمد وسيأتي بهذا المعنى زيادة ايضاح ان شاء الله تعالى فان الشيخ رحمه الله يجمع الكلام في القدر في مكان واحد بل فرقه فاتيت به على ترتيبه. الله المستعان. يعلمه يعلمه بينه الله وارشد اليه في كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام يعني الجهاد نعم ان الله بكل ذنب. يكذب لله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء