قال ابن جرير رحمه الله تعالى ولئن كان لا دلالة في قول القائل هو عالم قال ابن جرينا رحمه الله تعالى ولئن كان لا دلالة في قول القائل هو عالم على اثبات على اثبات عالم له علم انه لا دلالة من قول قائل انه على اثباته اذ كان المعلوم في النشوء والعادة ان كل شيء مسمى بعالم فانما هو مسمى به من اجل ان له علما فان يك واجبا ان يكون المعلوم في النشوء والعادة في المنطق الجاري بينهم والمتعارف فيه في بارئ الاشياء خلافا لما جرت به العادة والتعارف بينهم انه لواجب ان يكون قول القائل انه دليل على النفي لا على الاثبات فيكون المقر بوجود الصانع مقرا بانه غير عدم. لا مقرا بوجوده. كما كان المقر بانه عالم مقرا عند قائل هذه المقالة بانه ليس بجاهل لا مقرا بان له علم وهذا من ابطال البعض اذا قال عالم معناه انه عنده علم واذا غاصان عنده الصنعة واذا غا زراع عنده زراعة واذا خياط عنده خياطة واذا قال انه مثلا حكيم عنده حكمة قال نحو عنده علم من نحو لغوي عنده فهكذا ما انزل الله من قوله سبحانه وتعالى على العرش استوى حكيم عليم رؤوف رحيم قدير سميع بصير كله يدل على ان هناك معاني في هذه الاسباب لها معاني لكنها تليق بالله لا تشابه صفات المخلوقين. والله خاطب الناس بما يعقلون ويفهمون. هكذا العرب تحمي. اذا قالوا فلان سميع من السميع اذا قال اصم معناها اصم واذا قالوا فلان تاجر معنى تاجر واذا قالوا فقير انا فقيه واذا قالوا فلان من ال فلان معناه صحيح واذا كل ذلك معناها واذا قالوا انه بخيل فهو بخيل او سخيف فهو سخيف لكن تختلف المعاني قد يكون السخاء سخاء تاب وقد يكون بخل بخل تام قد يكون والسمع قوي وقد يكون السمع ضعيف لكن لابد من وجود الصفات. فالله حين سمى نفسه السميع وعليم بصير وقدير. هو على لغة لغة انه موصوف بهذه الاسباب. فهو سميع وهو بصير وهو حكيم وهو عليم وهو قدير وهو رؤوف ورحيم بمعانيها لكن لا تخشى بمعاني المخلوقين هو اجل واعظم من ان يشابه خلقه سبحانه فان كان المقر عندهم بانه مقر باثباته ووجوده لا نافيا عدمه. فكذلك المقر لانه عالم مقر باثبات علم له لا ينفي الجهل عنه وكذلك القول في القدرة والكلام والارادة والعزة والعظمة والكبرياء والجمال وسائر صفات التي هي صفات ذاته فان قال لنا قائل فهل من معاني المعرفة شيء سوى ما ذكرت؟ قيل لا فان قال فهل يكون وعارفا به من زعم انه يفعل العبد ما لا يريده ربه ولا يشاء. قيل لا وقد دللنا فيما وصفناه بالعزة التي لا تشبهها عزة على ذلك. وذلك انه من لم يعلم انه لا يكون في سلطان الله عز ذكره شيء الا بمشيئته. ولا يوجد موجود الا بارادته لم يعلمه عزيزا وذلك ان من اراد شيئا فلم يكن وكان ما لم يرد فانما هو مقهور ذليل. ومن ان كان مقهورا ذليلا فغير جائز ان يكون موصوفا بالربوبية. وهذا واضح لانه سبحانه هو المالك لكل شيء والعزة بيده فما لم يرده ولم يشأ لا لا يوجد ابدا. هو القادر على كل شيء وهو المالك لكل شيء. ولو كان يوجد بغير علم وبغير ما كان عزيزا ولا كان قادرا هذا من فطرة يعلمه المؤمن بالفطرة وان الله فطر العباد على ان الله له قدرته كاملة مع ما جاءت به النصوص من كماله سبحانه وانه ما شاء كان الم يشأ من يقول سبحانه وتعالى وانه سبحانه بيده كل شيء تصف الامور بيده جل وعلا فهو الفعال للمريد. ان الله يفعل ما يشاء على كل شيء قدير. فمن زعم خلاف ذلك فقد نسب الله الى النقص والقصور والضعف. فيكون كاهرا بذلك. نسأل الله العافية احسن الله اليك فان قال فان من يقول هذا القول يزعم ان ارادة الله ومشيئته امره ونهيه وليس ففي خلاف العبد الامر والنهي قهر له قيل له لو كان الامر كما زعمت لكان الله تعالى ذكره لم يعم عباده بامره ونهيه لانه يقول ولو شاء الله لجمعهم على الهدى. فان تكن مشيئة منه امرا فقد يجب ان ان يكون من لم يهتدي لدين الاسلام لم يدخله الله عز وجل في امره ونهيه الذي عم به خلقه وفي عمومه بامره ونهيه جميعهم مع ترك اكثرهم قبوله الدليل الواضح على ان قوله تعالى ولو شاء الله لجمعهم على الهدى انما معناه لو شاء الله لجمعهم على الاسلام واذ كان ذلك كذلك كان بينا فساد قول من قال مشيئة الله تعالى امره ونهيه. وهذا من افضل البعض. الامر والنهي غير المشيئة. هو يأمر وينهى ولو ولو شاء الرب فلا امن كلهم جميعا وهو سبحانه المضطر في عباده هدى من هدى وظلم الاضل فاكثر الناس على الضلالة يقبلوا الهدى الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. ومن شاء الله هدايته هداه جل وعلا. ولو شئنا لاتينا كل نفس هدى ولكن حق القول قبل ان جهنم الجنة والناس اجمعين ومن شاء ربك لا امن كلهم جميعا. افانت تخلف الناس حتى يكونوا مؤمنين. نعم الله المستعان. احسن الله اليك. القول في ما ادرك علمه من صفات الصانع خبرا لا استدلالا. قال ابو جعفر اما ما لا يصح عند لنا عقد الايمان لاحد ولا يزول حكم الكفر عنه الا معرفته. فهو ما قدمنا ذكره ذلك ان الذي ذكرنا قبل من صفاته لا يعذر بالجهل به احد بلغ حد التكليف بلغ حد التكليف كان ممن اتاه من الله تعالى ذكره كان ممن اتاه من الله تعالى ذكره رسول او لم يأته رسول عاين من الخلق غيره او لم يعاين احدا سوى نفسه ولله تعالى ذكره اسماء وصفات جاء بها كتابه واخبر بها نبيه صلى الله عليه واله وسلم امته لا يسع احدا من خلق الله قامت عليه الحجة بان القرآن نزل نزل به وصح عنده قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما روي عنه به الخبر منه خلافه فان خالف ذلك من بلغه القرآن والسنة فمت عليه الحجة. اما من كان في معزل لم يبلغه قرآن ولا سنة فهو من اهل الفطرة يوم القيامة فان خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه به من جهة الخبر على ما بينت فيما لا سبيل الى حقيقة علمه الا حسا. فمعذور بالجهل به الجاهل. لان علم ذلك لا يدرك وبالعقل ولا بالروية والفكرة. وذلك نحو اخبار الله تعالى ذكره ايانا انه وان له يدين. لقوله تعالى بل يداه مبسوطتان. وان له امينا لقوله والسماوات مطويات بيمينه. وان له وجها لقوله كل شيء كل شيء هالك الا وجهه. وقوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ان له قدما لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى يضع الرب قدمه فيها يعني جهنم نعم وانه يضحك الى عبده المؤمن لقول النبي صلى الله عليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم للذي قتل في سبيل الله. انه لقي الله عز وجل وهو ويضحك اليه وانه يهبط كل ليلة وينزل الى السماء الدنيا لخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانه ليس باعور لقول النبي صلى الله عليه وسلم اذ ذكر الدجال فقال انه اعور وان ربكم ليس باعور. وان المؤمنين يرون ربهم يوم ما القيامة بابصارهم كما يرون الشمس ليس دونها غياية. وكما يرون القمر ليلة البدر قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان له اصابع لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع الرحمن فان هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله عز وجل بها نفسه او وصفه او وصفه بها رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مما لا تدرك حقيقة علمه الفكر والروية ولا نكفر بالجهل بها احدا الا بعد انتهاءها اليه. فان كان الخبر الوارد بذلك خبرا ممن بلغته وجحدها كفر بذلك. لان هذه ما ان تدرك بالعقل فلابد من بلوغ والحجة بها والذي عاش في بلاد او منطقة ما بلغت الحجة فيها ولا بلغه القران والسنة فحكمه حكمها اهل الفترة نعم ولا نكفر بالجهل بها احدا الا بعد انتهائها اليه. فان كان الخبر الوارد بذلك خبر تقوم به الحجة خبرا تقوم به الحجة مقام المشاهدة والسماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته في الشهادة عليه بان ذلك جاء به الخبر نحو شهادته على احقيقة ما عاين وسمع؟ الا وجه لا يقبل الله كما يشهد بما عاين من ارض وسماء يشهد بما النصوص على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل عفا الله عنك وان كان الخبر الوارد خبرا لا يقطع مجيئه العذر ولا يزيل الشك غير ان ناقله من اهل الصدق والعدالة وجب على سامعه تصديقه في خبره في الشهادة عليه. بانما اخبره به كما اخبره؟ كقولنا في اخبار الاحاد العدول. وقد بينا ذلك في في غير هذا الموضع بما اغنى عن اعادته. المقصود متى صح الخبر عن رسول الله؟ من طريق التواتر او الاحاد وجب الايمان والتصديق على وجه لا يقي بالله جل وعلا عفا الله عنك فان قال لنا قائل فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت. وجاء ببعضها احسن الله قال الامام ابن جرير رحمه الله تعالى فان قال لنا قائل فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي اذا كررت وجاء ببعضها كتاب الله عز وجل ووحيه وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قيل الصواب من قيل الصواب من هذا القول عندنا ان نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الاثبات ونفي التشبيه. كما نفى ذلك عن نفسه جل ثناؤه فقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فيقال الله سميع بصير له سمع وبصر اذ لا يعقل مسمى سميعا بصيرا في لغة ولا عقل في النشوء والعادة المتعارف الا من له سبق اذ لا يعقل اذ لا يعقل مسمى سميعا بصيرا في لغة ولا عقل في النشوء والعادة والمتعارف الا من له سمع وبصر كما قلنا انفا انه لا يعرف مقول فيه انه الا مثبت موجود. فقلنا ومخالفون فيه انه معناه الاثبات على ما يعقل من معنى الاثبات لا على النفي. وكذلك سائر الاسماء معاني التي ذكرنا هذا هو الواجب اثباتها لله لوجه الله كما اخبر اثبت نفسه هو سميع بسمع وبصير بصر جل وعلا عليم بعلم قدير بقدرة لا يشبه عبادة في ذلك ليس كان به شيء وهو السميع البصير فمن قال انها سمبلة حقيقة او بصر بلا حقيقة كما تقول معتزلة هذا باطل من سمى بحقه يسمع دعاء الناس فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. هو سمع الدعاء سبحانه وتعالى. هو سميع بسمع وبصير بصر جل وعلا لا يخفى عليه خافية ولا يخفى عليه صوت جل وعلا هذا قول اهل السنة والجماعة وعليهم بعلم رحيم برحمة قدرهم بقدرة فله الاسماء الحسنى بمعانيها فالقدير يشمل معنيين الزات والمعنى قدرة الرحمن يسمع عن امرين الرحمة والذات الله الالوهية والذات السميع السمع والذات وهكذا بقية من الاسماء والصفات كلها تدل على الزات على الصفة ليس قبله شيء وهو السميع البصير فهي اسماء وهي نعوت اسماؤه اسماء اعلام عليه وهي نعوت ايضا وصفات له جل وعلا. هو الرحمن وهو الرحيم وهو القدوس وهو السميع وهو البصير وهو الملك هو الرحمن وهو الغفور وهو قد تواب الى غير هذا فهي اسماء دالة على ذاته سبحانه وعلى المعاني التي اشتقت منها سميع بسبع تواب بتوبة وبصير بصر رحيم برحمة فهو سبحانه وتعالى قائم بذاته مستوي على عرشه له الاسباب الحسنى وله الصفات العلى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم وبعد فان سميعا اسم مبني من سمع وبصير من ابصر فان يك جائزا ان يقال سمع وابصر من لا سمع له ولا بصر. انه لجائز ان يقال تكلم من لا كلام له. ورحم من لا رحمة له وعاقب من لا عقاب له. هذا خلاف اللغة العربية الى ما يعقله الناس ما يعقله الناس لا في العربية ولا في غيرها عاقل بلا عقل سميع بلا سمع بصير بلا بصر رحيم بلا رحمة يكون كذب يكون كلام كذب فلازم يقول المعتزلة والجهمية ان ان كلام الله كذب لانهم قالوا لا سمع ولا بصر الكلام معناه الكذب نسأل الله العافية. ولهذا كفرهم اهل السنة. نعم وفي احالة جميع الموافقين والمخالفين ان يقال يتكلم من لا كلام له او يرحم من لا رحمة له او ويعاقب من لا عقاب له. يعني مستحيل هذا. ما يقوله عاقل يعني المعنى ان هذا لا يقوله عاقل لا من العرب ولا من العجم فيعلم بهذا ان الجهمية والمعتزلة خالفوا العقول كما خالفوا النصوص. خالفوا النصوص وخالفوا العقول ايضا. نعم وفي احالة جميع الموافقين والمخالفين ان يقال يتكلم من لا كلام له او يرحم من لا رحمة له او من لا عقاب له ادل دليل على خطأ قول القائل يسمع من لا سمع له ويبصر من لا بصر له فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا انها جاءت بها الاخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من حقيقة الاثبات وننفي عنه التشبيه فنقول يسمع جل ثناؤه الاصوات لا بخرق في اذن ولا جارحة كجوارح بني ادم وكذلك يبصر الاشخاص ببصر لا يشبه ابصار بني ادم التي هي جوارح لهم وله يدان ويمين واصابع ليست وليست جارحة ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق لا مقبوضتان عن الخير ووجه لنا بهذا الاجمال انه سبحانه له اليد وله السمع وله البصر وله الاصبع ليس كمثله شيء ليست من جنس صفات بني ادم لا ايديهم ولا اصابعهم ولا اسمائهم ولا ابصارهم ولا غير ذلك فلا حاجة الى ذكر الشق او الاذن او غير ذلك. بل نقول انه سبحانه يسمع ولا شبيه له. وينصر ولا شبيه له. ليس كمثل شيء وهو السبب البصير وما سكت الله عنه نسكت عنه لا نزيد ولا ننقص هكذا هكذا اهل السنة والجماعة لا يزيدون ولا ينقصون. يروون ما جاءت به النصوص ويقولون ليس كمثله شيء وهو السميع المصير. نعم عفا الله عنك وله يدان ويمين واصابع وليست جارحة ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على ماذا يدان وصف يكفي نعم نعم عفا الله عنك تبي تجي حاشي عليها؟ نعم ووجه لا كوازة هو وجه لا كجوارح الخلق التي من لحم ودم. نعم. ونقول يضحك الى من شاء من خلقه ولا نقول ان ذلك عن اسنان اشية. نعم. اراد المؤلف رحمه الله نفي مشابهة المخلوقين في جوارحهم كما يدل عليه سياق كلامه وتمثيله والا فنفي الجارحة عن الله من النفي المجمل الذي لم ترد لم ترد النصوص به. وبابه عند السلف طالح السكوت عنه طردا للقاعدة الكلية في الاسماء والصفات الا نسمي الله الا بما سمى به نفسه او وسماه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا نصفه الا بما وصفه الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اثباتا ونفيا. والواجب في الالفاظ المجملة في باب النفي والاثبات السكوت عنها. ثم الاستفصال عنها لينفى باطلها ويثبت حقها ومثاله على ما اجراه ابن جرير رحمه الله نفي الجارحة لله ثم ثم الاستفسار ايش والواجب في الالفاظ المجملة في باب النفي والاثبات السكوت عنها ثم الاستفصال عنها ثم نزول والاستفصال وامرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكليف ولا ما احتاج استفسار يقال كما قال الله ليس كمثله شيء هو السميع البصير فلا يستأصل هل لكذا؟ هل كذا؟ هل هناك سن؟ هل هناك شفاهة؟ ما لها؟ ما لها حاجة. لم النصوص ساكتة. نعم الاستفصال ليتمايز الحق من الباطل. ما يحتاج بل يقال ليس كمثله شيء وهو السبب البصير. نعم. عفا الله عنك ومثاله على ما اجراه ابن جرير النفي الجارحة لله في اليدين واليمين والاصابع. فان قصد نفي مشابهة للمخلوقين بنفيه الجارحة فهو حق وهو ما قصده ابن جرير في فحوى كلامه وسياقه وان قصد نفي تلك الصفات لكونها جوارح تشبه جوارح الخلق فهذا باطل الاستفصال في المجمل والمتشابه يزيل الاشكال واللبس. ويحقق الحق والمقصود. نعم انتهى الوقت. نعم ويهبط كل ليلة الى السماء الدنيا. فمن انكر شيئا مما قلنا من ذلك قلنا له ان الله تعالى ذكره في كتابه وجاء ربك والملك صفا صفا. وقال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من ومام وقال هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض آيات ربك فهل انت مصدق بهذه الاخبار ام انت مكذب بها؟ فان زعم انه بها مكذب سقطت المناظرة وبيننا وبينه من هذا الوجه. وان زعم انه به. هذا ظهر كفره وضلاله وهم اهل البحث ظهر كفره وضلاله. وان صدق يقال ليس كمثله شيء فهو السميع البصير. والحمد لله. نعم وان زعم انه بها مصدق قيل له فما انكرت من الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله اله وسلم انه يهبط الى السماء الدنيا فينزل اليها مم هكذا ساقه عفا الله عنك. مم. وفي حاشية هذا قطعة من الحديث المشهور بحديث النزول الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم انه قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. متفق على صحته. فاخرجه الامام البخاري في ثلاثة مواضع في صحيحه اولها من كتاب التهجد باب الدعاء في والصلاة في اخر الليل واخرجه الامام مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين باب الترغيب في الدعاء والذكر في اخر الليل. وقد شرح الحديث على نفاة حقيقته الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتابه النفيس شرح حديث النزول نعم انت فان قال انكرت ذلك ان الهبوط نقلة وانه لا يجوز عليه الانتقال من مكان الى مكان لان ذلك من صفات الاجسام المخلوقة. قيل له فقد قال جل ثناؤه وجاء ربك والملك صفا صفا فهل يجوز عليه المجيء؟ فان قال لا يجوز ذلك عليه وانما معنى هذا القول وجاء امر ربك قيل له قد اخبرنا تبارك وتعالى انه يجيئه والملك فزعمت انه يجيء امره لا هو وكذلك تقول ان الملك لا يجيء انما يجيء امر الملك للملك فما كان معنى مجيء الرب تعالى مجيء امره فان قال لا اقول ذلك في الملك ولكن اقول في الرب. قيل له فان الخبر عن مجيء الرب تبارك وتعالى والملك خبر واحد. فزعمت في الخبر عن الرب تعالى ذكره انه يجيء امره لا هو. فزعمت في انه يجيء بنفسه لا امره فما الفرق بينك وبين من خالفك في ذلك؟ فقال بل الرب هو الذي الذي يجيء فاما الملك فانما يجيء امره لا هو بنفسه فان زعم ان الفرق بينه وبينه ان الملك خلق لله جائز عليه الزوال والانتقال. وليس ذلك على الله اجا ازا قيل له وما برهانك على ان معنى المجيء والهبوط والنزول هو النقلة والزوال ولا لا سيما على قول من يزعم منكم ان الله تقدست اسماؤه لا يخلو منه مكان وكيف لم يدز عندكم ان يكون معنى المجيء والهبوط والنزول بخلاف ما عقلتم من النقلة والزوال من القديم وقد جاز عندكم ان يكون معنى العالم والقادر منه بخلاف ما عقلتم ممن سواه بانه عالم لا علم له وقادر لا قدرة له وان كنتم لم تعقلوا عالما الا له علم وقادرا الا له قدرة فما تنكرون ان يكون صائبا لا مجيئا له فما تنكرون ان يكون جائيا لا مجيء له وهابطا لا هبوط له وهابطا لا هبوط له ولا نزول له. ويكون معنى ذلك وجوده هناك مع زعمكم انه لا يخلو منه قال فان قال لنا منهم قائل فما انت قائل في معنى ذلك؟ قيل له معنى ذلك ما دل عليه ظاهر وليس عندنا للخبر الا التسليم والايمان به. فنقول يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفا صفا ويهبط الى السماء الدنيا وينزل اليها في كل ليلة ولا نقول معنى ذلك امره بل نقول امره نازل اليها كل لحظة وساعة والى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة ولا تخلو ساعة من امره فلا وجه لخصوص نزول امره اليها وقتا دون وقت ما دامت موجودة باقية. وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول. الصواب من القيل في كل ما ورد به الخبر في صفات الله عز وجل واسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرنا ان يقوم بجلاله لا شبيه له ولا نكيفه من ليس في النزول ولا في الاستواء ولا في غير ذلك ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ونسكت عن عما سوى ذلك. نعم فاما الرؤية فان جوازها عليه مما يدرك عقلا والجهل بذلك كالجهل بانه عالم وقادر ذلك ان كل موصوف فغير مستحيل الرؤية عليه. فاذا كان القديم موصوفا فاللازم لكل من بلغ حده تكليف ان يكون عالما بان صانعه اذا كان عالما قادرا له من الصفات ما ذكرنا انه لا زائلا عنه احكام الكفار الا باعتقاده ان ذلك له جائز رؤيته اذ كان موصوفا كما يلزمه اعتقاده انه حي قديم. اذ كان لا مدبر فعل الا حي ولا محدث كن الا مصنوع فاما ايجاب القول فانه لا محالة يرى. وفي اي وقت يرى وفي اي وقت لا يرى فذلك مما لا يدرك علمه الا خبرا وسماعا وبالقاء وبالخبر قلنا انه في الاخرة يرى. وبالخبر قلنا انه في الاخرة يرى وانه ومخصوص برؤية اهل الجنة دون غيرهم فسبيل الجهل بذلك سبيل الجهل بما لا يدرك علمه احس حتى تقوم عليه حجة السمع به كمسافر متقدمين ايسر من هذا رحمه الله كلام مختصر مفيد نؤمن باعياد وصفات واحاديثها على وجه لا يقين بالله ونكره علم الكيفية اليه سبحانه وتعالى فلقوا في احاديث الصفات واياتها كلها نمرها كما جاءت بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكريم ولا تمثيل ولا يحتاج الى ما ذكره المؤلف من بل كلمة واحدة نمرها كما جاءت ونؤمن بها لوجه الله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكره ولا تمثيل رحمه الله وفقنا الله واياكم ورحم الله ورحمنا الله واياه من مثل هؤلاء ما ليسوا اكفأ ان يتنزل معهم ولا حاجة الى التنزل معهم بل يكفي الرد المجمل يكفي ان نقول هذه الايات والنصوص من الكتاب والسنة يجب الايمان بها وابرارها كما قال السلف من الصحابة ومن بعدهم فكلام مختصر مفيد يمرها كما جاءت من غير تحريف ولا تعقيب ولا تكريم ولا تنفيذ هذا هو الواجب. نعم عفا الله عنك ليش اقرأها يعني ما لها اصل هذا لا اصل له لا لا القول في الفروع التي تحدث عن الاصول التي ذكرنا احسن الله اليك. جزاك الله خير قال ابن جرير رحمه الله تعالى القول في الفروع التي تحدث عن الاصول التي ذكرنا انه لا يسع احدا الجهل بها من معرفة توحيد الله واسمائه وصفاته. قال ابو جعفر قد دللنا فيما مضى قبل من كتاب الى هذا انه لا يسع احدا بلغ حد التكليف الجهل بان الله جل ذكره عالم له علم. وقادر له قدرة ومتكلم له كلام وعزيز له عزة وانه خالق وانه لا محدثا لا محدث الا مصنوع مخلوق وقلنا من جهل ذلك فهو بالله كافر فاذا كان ذلك صحيحا بالذي به استشهدنا. فلا شك ان من زعم ان الله محدث وانه قد كان لا عالما وان كلامه مخلوق. وانه قد كان ولا كلام له فانه اولى بالكفر وبزوال اسم الايمان عنه وكذلك من زعم ان فعله محدث وانه غير مخلوق فمثله لا شك انه اولى باسم الكفر من انه لم يزل عالما لا علم له. اذ كان قائل ذلك اوجب ان يكون في سلطان الله ما لا يقدر وعليه ولا يريده. وان يكون مريدا امرا فيكون غيره. ولا يكون الذي يريده. ذلك لا شك كصفة العجزة لا صفة اهل القدرة. فاذا كان ذلك كذلك فلا شك ان من يزعم ان كلام الله اه يتحول بتلاوته اذا تلاه وبحفظه اذا حفظه او بكتابه اذا كتبه محدثا مخلوقا فهو بالله تعالى ذكره كافر. والمقصود من هذا ان الواجب الايمان باسماء الله وصفاته ومن ذلك كلام الله وان من انكر اسماءه او صفاته فقد كفر. لانه مكذب لله عز وجل. وانما هذا في حق مكلف اما الصغير حتى يبلغ لكن ما قال هذا وقد بغلها حد التكليف فانه يكفر بذلك. الا اذا كان من اهل الفترة فتقدم ان هذه الفترة لهم حكم اخر هالفترة مؤجل امره الى يوم القيامة لا ليس لهم حكم الاسلام ولا حكم الكفر لانهم لم تبلغهم الدعوة. والله يقول جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث فامرهم مؤجل اليه جل وعلا مفوض اليه سبحانه وتعالى. من لم يبلغه الرسالة الى نبينا محمد ولا غيره. هؤلاء حكمهم حكم الفترات يمتحنون يوم القيامة فمن صدق واجاب واطاع دخل الجنة ومن ابى دخل النار اما من بغته الدعوة الرسل فان عليه ان يصدق بذلك وان ينقاد لذلك فمن انكر كلام الله او علمه او قدرته او رحمته او رضاه او غضبه كالمتزلة كفر بذلك. لانه مكذب لله قد وصف والله بالنفس فان من لا يتكلم ولا يرضى ولا يغضب ولا يعلم ولا يسمع ناقص كالادب نسأل الله العافية الميثاق الاول ما يتعلق بالتكبير. التكليف بالميثاق الذي جاءت بالرسل. نعم. عفا الله عنك وكذلك القول فيه ان شك انه غير مخلوق مقروءا كان او محفوظا او مكتوبا كما لو قال قائل ان بارئ الاشياء يتحول بذكره او بمعرفته او بكتابه مصنوعا لا صانعا. كان لا شك في كفره نعم. وكذلك القول فيه لو شك في انه يتحول عما هو به من صفاته بذكر ذاكر له او علم عالم له او كتابة كاتب واسمه كان كافرا وكذلك القول ان صفة من صفاته تتحول عما هي به بذكر ذاكر او معرفة عارف بها او كتابة كاتب او شك في انه لا يجوز تحولها او تبديلها انه جل وعلا لم يزل باثباته كامل وان هذه الصفات لا تنتقل ولا تحول عنه بل هو هو لا يزال عالما ومتكلما وسميعا وبصيرا وقادرا وخالقا لا صفاته مستمرة هو سبحانه بصفاته ازلي ابدي. فمن زعم ان ان قد يتحوى من عالم من جاهل ومن قدير الى عاجز. ومن كان من غير المتكلم الى اخرس كفر بذلك نسأل الله العافية. نعم. عفا الله عنك وكذلك القول ان صفة من صفاته تتحول عما هي به بذكر ذاكر او معرفة عارف بها او كتابة كاتب او شك في انه لا يجوز تحولها او تبديلها او تغيرها عما لم يزل الله تعالى اكرهوا بها موصوفا كما كان غير جائز ان يتحول كلام الله عز وجل مخلوقا بقراءة قارئ او كتابة كاتب او حفظ يحافظ او يتحول الصانع مصنوعا او القديم محدثا بذكر محدث مصنوع اياه فكذلك غير جائز ان تتحول قراءة قارئ او تلاوته او حفظه القرآن قرآنا او كلام الله الله تعالى ذكره بل القرآن هو الذي يقرأ ويكتب ويحفظ كما الرب جل جلاله والجماعة فالقرآن كلام الله محفوظا ومقروءا ومكتوبا ومسموعا هو كلام الله اما صوت صوت الانسان مخلوق الكتابة كتبت مخلوقة الصحيفة الورقة مخلوقة لكن المخلو المقروء والمتلو والمسبوع هو كلام الله عز وجل نعم بل القرآن هو الذي يقرأ ويكتب ويحفظ. كم الرب جل جلاله هو الذي يعبد ويذكر. وشكر العبد ربه عبادته اياه وذكره له غيره والشاك في ذلك لا شك في كفره وكما كان ذلك كذلك فكذلك القول في الزاعم ان شيئا من افعال العباد او غير ذلك من المحدثات غير ومخلوق او غير كائن بتكوين الله جل ثناؤه اياه. وانشاءه عينه فهو بالله كافر هكذا من انكر ان بعض المخلوقات مخلوق لله الذي يقول ان علمه من المخلوق لله او ذاته او ذات فلان او الملائكة او الجن او غير ذلك يكون كافرا بالله لان الله قال قول الله خالق كل شيء هو الخالق للاشياء كلها هل من خادع غير الله؟ فمن زعم ان شيئا من الموجودات مخلوق لغير الله من انسان او جند او سماء او ارض او بحر او وكذب الله ويقول الله خالق كل شيء. هل من خالق غير الله؟ نعم نعم. وخلق كل شيء فقدره تقديرا سبحانه وتعالى. نعم عفا الله عنك وسواء كان ذلك ذكر العبد ربه او ذكره الشيطان الا ان بعضهم يقصد بزعمه ان ذكره ربه مخلوق الى ان ربه مخلوق فيكون بذلك كافرا حلال الدم والمال. وكذلك القول في قائل لو قال قراءة القرآن مخلوقة. وزعم انه يريد بذلك القرآن مخلوق. فكافر لا شك فيه عندنا ولا احسب احدا اعطي شيئا من الفهم والعقل يزعم ذلك او يقوله. فاما ان قال اعني بقول قراءتي فعل الذي يأجرني الله عليه والذي حدث مني بعد ان لم يكن موجودا لا القرآن الذي هو كلام الله تعالى ذكره الذي لم يزل صفة قبل كون الخلق جميعا. ولا يزال بعد فنائهم الذي هو غير مخلوق. فان القول فيه نظير القول في الزاعم ان ذكره الله جل ثناءه لسانه مخلوق يعني بذلك فعله لا ربه الذي خلقه وخلق فعله الحق اذا اراد الصوت واللفظا فهو مخلوق اما المقروء متلوف فهو كلام الله عز وجل. نعم قال ابو جعفر قد قلنا في تبصير المستهدي الى صواب القول فيما تنازعت فيه امة محمد صلى الله عليه عليه وعلى اله وسلم بعد فراقه اياهم من توحيد الله تعالى ذكره واسمائه وصفاته وعدله وفيما يسع الجهل به من ذلك ولا يسع ذلك فيه. وفي حكم من جهل منه ما يضيق الجهل ما يضيق الجهل به وفي فروع ذلك وحكم من جهل من فروعه ما وقع التشاجر فيه الى يومنا هذا او في فيما عسى ان يحدث بعد بما فيه الكفاية لمن وفق لفهمه واعين عليه فهدي لرشده القول في الاختلاف الاول قال ابو جعفر نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا نصفه الا بما وصفه بي الا بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اثباتا ونفيا. والواجب في الالفاظ في باب النفي والاثبات السكوت عنها ثم الاستفصال عنها لينفى باطلها ويثبت حقها ومثاله على ما اجراه ابن جرير رحمه الله نفي الجارحة لله ثم والواجب في الالفاظ المجملة في باب النفي والاثبات السكوت عنها ثم الاستفصال عنها ثم ونزول والاستفصال ما زال اهبش وامرارها كما جاءت لا تحذف ولا تعطيه ولا تكفيف ولا الغزال هل هناك شن هل هناك شفاعة ما لها؟ ما في حاجة لم النصوص ساخطة الاستفسار ليه ليتمايز الحق من الباطل بل يقال به شيء وهو السبب البسيط اه ثم عنك ومثاله على ما اجراه ابن جرير نفي الجارحة لله في اليدين واليمين والاصابع رابع فان قصد نفي مشابهة المخلوقين بنفيه الجارحة فهو حق وهو ما قصده ابن جرير في فحوى كلامه وسياقه وان قصد نفي تلك الصفات لكونها جوارح تشبه جوارح الخلق. فهذا باطل الاستفصال في المجمل والمتشابه يزيل الاشكال واللبس. ويحقق الحق والمقصود من انتهاء الوضع ويهبط كل ليلة الى السماء الدنيا. فمن انكر شيئا مما قلنا من ذلك قلنا له ان الله تعالى ذكره يقول في كتابه وجاء ربك والملك صفا صفا يقال هل ينظرون الا ان الله في ظلل من الغمام. وقال هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك فهل انت مصدق بهذه الاخبار ام انت مكذب بها فان زعم انه بها مكذب سقطت المناظرة بيننا وبينه من هذا الوجه وان زعم انه بالله هذا ظهره وضلاله هو البحث ويفضل وان زعم انه بها مصدق قيل له فما انكرت من الخبر الذي روي عن رسوله الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه يهبط الى السماء الدنيا وينزل اليها مم هكذا ساقها الله. مم. وفي حاشية هذا قطعة من الحديث المشهور بحديث النزول الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر يقول من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له متفق على صحته فاخرجه الامام البخاري في ثلاثة مواضع في صحيحه اولها من كتاب التهجد باب الدعاء في والصلاة في اخر الليل واخرجه الامام مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين. باب الترغيب في الدعاء والذكر في اخر الليل وقد شرح الحديث ورد على لفات حقيقته الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتابه به النفيس شرح حديث النزول مم انت فان قال انكرت ذلك ان الهبوط نقلة وانه لا يجوز عليه الانتقال من من مكان الى مكان لان ذلك من صفات الاجسام المخلوقة قيل له فقد قال جل ثناؤه وجاء ربك والملك صفا صفا. فهل يجوز عليه المجيء فان قال لا يجوز ذلك عليه وانما معنى هذا القول وجاء امر ربك. قيل له قد اخبرنا تبارك وتعالى انه يجيئه والملك فزعمت انه يجيء امره لا هو فكذلك تقول ان الملك لا انما يجيء امر الملك الى الملك كما كان معنى مجيء الرب تعالى مجيء امره فان قال لا اقول ذلك في الملك ولكن اقول في الرب قيل له فان الخبر عن مجيء الرب تبارك وتعالى والملك خبر واحد وزعمت في الخبر عن الرب تعالى ذكره انه يجيء امره لا هو فزعمت في الملكي انه يجيء بنفسه لا امره. فما الفرق بينك وبين من خالفك في ذا بين من خالفك في ذلك فقال بل الرب هو الذي يجيء فاما الملك فان انما يجيء امره لا هو بنفسه فان زعم ان الفرق بينه وبينه ان الملك خلق لله جائز عليه الزوال انتقال وليس ذلك على الله جائزا. قيل له وما برهانك على ان ما معنى المجيء والهبوط والنزول هو النقلة والزوال. ولا سيما على قول من يزعم منكم ان الله تقدست اسماؤه لا يخلو منه مكان وكيف لم يجز عندكم ان يكون معنى المجيء والهبوط والنزول بخلاف ما عقلتم من لقلة والزوال من القديم الصانع وقد جاز عندكم ان يكون معنى العالم والقادر منه بخلاف ما عقلتم ممن سواه بانه عالم لا علم له وقادر لا قدرة له وان كنتم لم تعقلوا عالما الا له علم وقادرا الا له قدرة فما تنكره ان يكون صائبا لا مجيء له فالثبات تنكرون ان يكون جائيا لا مجيء له. وهابطا لا هبوط لها هبوط له ولا لا نزول له ويكون معنى ذلك وجوده هناك مع زعمكم انه لا يخلو منه هوما كان فيقال لنا منهم قائل فما انت قائل في معنى ذلك؟ قيل له لا ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر وليس عندنا للخبر الا التسليم والايمان قالوا به فنقول يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفا صفا ويهبط الى السماء الدنيا وينزل اليها في كل ليلة ولا نقول معنى ذلك ينزل امره بل نقول امره نازل اليها كل لحظة وساعة الى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة ولا تخلو ساعة من امره فلا وجه لخصوص نزول امره اليها وقتا دون وقت ما دامت موجودة باقية وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول الصواب من القيل في كل ما ورد ايه الخبر في صفات الله عز وجل واسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرنا لا شبيهة له ولا نخيفه بلشنا فيه شيء في النزول ولا في السواك ولا في غير ذلك عما سوى ذلك نعم فاما الرؤية فان جوازها عليه مما يدرك عقلا. والجهل بذلك كالجهل بانه عالم وقادر. وذلك ان كل موصوف فغير مستحيل للرؤية فاذا كان القديم موصوفا فاللازم لكل من بلغ حد التكليف ان يكون عالما بان صانعه اذا كان عالما قادرا له من الصفات ما ذكرنا انه لا يكون زائلا عنه احكام الكفار الا باعتقاده ان ذلك له جائز رؤيته اذ كان موصوفا كما يلزمه اعتقاده انه حي قدير. اذ كان لا بفعل الا حي ولا محدث الا مصنوع تأمل ايجاب القول فانه لا محالة يرى. وفي اي وقت يرى وفي اي وقت لا يرى فذلك مما لا يدرك علمه الا خبرا وسماعا وبالقاء وبالخبر قلنا انه في الاخرة يرى وبالخبر قل لا انه في الاخرة يرى وانه مخصوص برؤية اهل دون غيرهم فسبيل الجهل بذلك سبيل الجهل بما لا يدرك علمه الا حسا حتى تقوم عليه حجة السمع به متقدمين ايسر من هذا رحمه الله. كلام مختصر مفيد يؤمنوا بايات الصفات واحاديثها هذا هو الجهد والعياذ بالله ونفلوا علم الكيفية اليه سبحانه وتعالى في هذه الصفات واياتها كلها نمرها كما جاءت ما لتحذيث ولا تعطيل ولا تغيب ولا تنفي ولا يحتاج الى عبادك والكلمة واحدة كما جاءت ونؤمن بها لوجه الله يرضي الله من غير تحريف ولا تعطيه ولا تغيب ولا تنفيه وفقنا الله واياكم ورحمنا الله واياه ولا هذه الا تنزلي معهم الرد المجمل يسلم نقول هذه الايات والنصوص من توصون يجب الايمان بها وابرارها كما قال السلف ماشي هابوهم بعدهم نمرها كما جاءتنا للتحذيب ولا ولا تغييب ولا تنفيذ هذا هو الواجب نون وثم عنك مم القول في الفروع التي تحدث عن الاصول التي ذكرنا. احسن الله اليك قال ابن جرير رحمه الله تعالى القول في الفروع التي تحدث عن الاصول التي ذكرنا انه لا يسع احدا الجهل بها من معرفة توحيد الله واسمائه وصفاته قال ابو جعفر قد دللنا فيما مضى قبل من كتابنا هذا انه لا يسع احدا بلغ حد لي في الجهل بان الله جل ذكره عالم له علم وقادر له قدرة ومتكلم له كلام وعزيز له عزة وانه الخالق وانه لا محدثا الا محدث الا مصنوع مخلوق وقلنا من جهل ذلك فهو بالله كافر فاذا كان ذلك صحيحا بالذي به اشهدنا فلا شك ان من زعم ان الله محدث وانه قد كان لا عالما وان كلامه مخلوق وانه قد كان ولا كلام له. فانه اولى الكفر وبزوال اسم الايمان عنه وكذلك من زعم ان فعله محدث وانه غير مخلوق فمثله لا شك ان انه اولى باسم الكفر من الزاعم انه لم يزل عالما لا علم له. اذ كان قائل ذلك اوجب ان يكون في سلطان الله ما لا يقدر عليه ولا يريد وان يكون مريدا امرا فيكون غيره ولا يكون الذي يريده ذلك لا شك صفة العجزة لا صفة اهل القدرة. فاذا كان ذلك كذلك فلا شك ان من يزعم ان كلام الله يتحول بتلاوته اذا تلاه وبحفظه اذا حفظه او بكتابه اذا كتبه محدثا مخلوقا هو بالله تعالى ذكره كافر والناس من هذا انه معجب الايمان باسماء الله وصفاته من ذلك كلام الله وان ننكر اسمائه او صفاته فقد كفر لانه مكذب لله عز وجل وانما هذا في حق مكلف انه الصعيد حتى يبلغ لكن ما قال هذا وقد بغل حد التكليف فانه يكفر بذلك الا اذا كان من اهل الفترة وتقدم ان هالفترة لهم حكم اخر هالفتوى مؤجل ابوه الى يوم القيامة لا ليس لهم حكم الاسلام لانهم لم تبلغهم الدعوة والله يقول جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وابوهم مؤجر الى جل وابوه سبحانه وتعالى باللي بيبنوه الرجالة لا نبينا محمد ولا غيره. هؤلاء العصابات الامتحان يوم القيامة ابن شدق واجاب واطاع دخل الجنة ومن ابى دخل النار اننا الناس دعوة ليصدق بذلك وان ينقاد بذلك ومن انكر كلام الله او علمه او قدرته وبهدته كفر بذلك لانه مخذب لله بالنقص. فان من لا يتكلم ولا يرضى ولا يغضب ولا يعلم ولا يشبع اجر والله العظيم ما شاء الله عفا الله عنك وكذلك القول فيه ان شك انه غير مخلوق مقروءا كان او محفوظا او مكتوبا كما لو قال قائل ان بارئ الاشياء يتحول بذكره او او بمعرفته او بكتابه مصنوعا لا صانعا كان لا شك في كفره وكذلك القول فيه لو شك في انه يتحول عما هو به من صفات بذكر ذاكر له او علم عالم له او كتابة كاتب واسمه كان وكذلك القول ان صفة من صفاته تتحول عما هي به بذكر ذاكر او معرفتي عارف بها او كتابة كاتب او شك في انه لا يجوز تحولها رأوا تبديلها لانه جل وعلا نزل ونهز الشبكات تنتقل ولا تحول عنه تجهيزها لا يزال عالما ومتغلبا وسميعا وبصيرا وقادرا وخالقا مستمرة اجل عاجز ومن الفرق بين اريد ان ادخل الى احرص كفر بذلك نسأل الله العافية وكذلك القول ان صفة من صفاته تتحول عن ما هي به بذكر ذاكر او ومعرفتي عارف بها او كتابة كاتب او شك في انه لا يجوز تحول او تبديلها او تغيرها عما لم يزل الله تعالى ذكره بها موصوفا كما كان غير جائز ان يتحول كلام الله عز وجل مخلوقا بقراءة قارئ او كتابة كاتب او حفظ حافظ او يتحول الصانع مصنوعا او القديم احدثا بذكر محدث مصنوع اياه وكذلك غير جائز ان تتحول قراءة قارئ او تلاوته او حفظه القرآن قال قرآنا او كلام الله تعالى ذكره. بل القرآن هو الذي يقرأ ويكتب ويحفظ فمن الرب جل جلاله والعزة والجماعة وقال كلام الله ومبرورا ومغشوبا ومشروعا هو كلام الله ان الشرك شنو تيعيش نحن الكتابة كتبت المخلوقة والصعيد الورقة مخلوقة لكن المخلوق المقروء والنسل والمسبوع هو كلام الله عز وجل ليه بل القرآن هو الذي يقرأ ويكتب ويحفظ. كما الرب جل جلاله هو الذي يعبد ويذكر وشكر العبد ربه عبادته اياه. وذكره له والشك في ذلك لا شك في كفره وكما كان ذلك كذلك فكذلك القول في الزاعم ان شيئا من افعال العباد او غير ذلك من المحدثات غير مخلوق. او غير كائن بتكوين الله جل ثناؤه اياه وانشاءه عينه فهو بالله كافر. هكذا ان بعض نحن نقول لله ليقول ان العلم هو المخلوق لله او ذاته او في ذات فلان او الملائكة او الجن لان الله يقول الله خالق كل شيء من خارج الاشياء كلها هل من هذه لله شيئا من الموجودات مخلوق لغير الله من انسان او جدة او سماء او ارض او بحر او جبل نوض سافر المحاضر والله وخلق كل شيء فقدره تقديرا سبحانه وتعالى. نعم مفهوم مراكش وسواء كان ذلك ذكر العبد ربه او ذكره الشيطان الا ان بعضهم يقصد بزعمه ان ذكره ربه مخلوق الى ان ربه مخلوق فيكون بذلك كافرا حلال الدم والمال. وكذلك القول في ان لو قال قراءة القرآن مخلوقة. وزعم انه يريد بذلك القرآن انا مخلوق فكافر لا شك فيه عندنا. ولا احسب احدا اعطي شيئا من الفهم والعقل يزعم ذلك او يقوله فاما ان قال اعني بقولي قراءتي فعل الذي يأجرني الله عليه والذي حدث مني بعد ان لم يكن موجودا القرآن الذي هو كلام الله تعالى ذكره الذي لم يزل صفة قبل كون الخلق جميعا ولا يزال بعد فنائهم الذي هو غير مخلوق. فان القول فيه نظير القول في الزاعم ان ذكره الله جل ثناءه بلسانه مخلوق. يعني بذلك فعله لا ربه الذي خلقه وخلق فعله تنهك الصوت واللهو اما المقروء مثله فهو كلام الله عز وجل قال ابو جعفر قد قلنا في تبصير المستهدي الى صواب القول فيما تنازعت امة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد فراقه اياهم من توحيد الله تعالى ذكره واسمائه وصفاته وعدله. وفيما يسع الجهل به من ذلك ولا يسع ذلك فيه. وفي حكم من جهل منه ما يضيق الجهل ايضيق الجهل به وفي فروع ذلك وحكم من جهل من فروعه ما وقعت فيه الى يومنا هذا او فيما عسى ان يحدث بعد بما فيه الكفاية لمن وفق لفهمه واعين على عليه فهدي لرشده القول في الاختلاف الاول قال ابو جعفر