باب ما اعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة. قال الله تعالى ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين. ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرد متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين. وقال تعالى يا عبادي لا خوف اليوم ولا انتم تحزنون. الذين امنوا باياتنا وكانوا مسلمين. ادخلوا الجنة انتم وازواجكم تحبرون. يطاف عليهم بصحاف من ذهب واكواب وفيها ما تشتهيه الا النفوس سوى تلذ الاعين وانتم فيها خالدون. وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون. وقال تعالى ان المتقين في مقام امين في جنة وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين. كذلك وزودناهم بحور يدعون فيها بكل فاكهة لا يذوقون في الموت الا الموتة الاولى. ووقاهم عذاب والجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم. وقال تعالى ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون. تعرف في وجوههم نظرة النعيم. يسقون من رحيق مكتوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاده من تسنيم عيني يشربن وبها المقربون. والايات في الباب كثيرة معلومة. وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم يأكل اهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا ايبنون ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك. يلهمون التسبيح والتكبير. كما يلهمون النفس رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرأوا ان شئتم فلا تعلموا نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر. ثم الذين يلونهم على اشد كوكب دري في السماء اضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يدفنون ولا يمتخطون. امشاطهم الذهب ورشحهم المسك واما جه امرهم الالوة. عود الطيب ازواجهم الحور العين. على خلق رجل واحد. على صورة ابيهم ما دام ذراعا في السماء. متفق عليه. وفي رواية للبخاري ومسلم انيتهم فيها الذهب. ورشح المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرامخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن. لا اختلاف بينهم ولا تباغ قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا وبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى. اما بعد هذه الايات الكريمات والاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها تعلق في بيان نعيم اهل الجنة وما اعد الله لهم من الخير وهم المتقون وهم المؤمنون الجنة اعدها الله للمتقين المؤمنين والنار اعدها الله للكافرين الله جل وعلا بين لعباده هذه وهذه وبين حال هؤلاء وحال هؤلاء حتى يبادر المؤمن والموفق الى اعمال الصالحات والا المجاهدة لنفسه بلزوم الحق والثبات عليه رجاء ان يكون مع هؤلاء الذين وعدهم الله بالجنة والكرامة ان المتقين في جنات وعيون تقول في سورة الحجر ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين اذ يقال لهم ذلك واذكروها بسلام امنين امنين من الموت والامراظ والجوع والعطش والخوف وغير هذا من كل ما يسوؤهم امنين هذه حالهم ونزعنا ما في صدورهم غل اخواننا على اصول متقابلين لا تباغوا بينهم ولا اختلاف لا يمسهم فيها نصب يعني تعب وما هم منها بمخرجين بل في نعيم دائم الاخرة في الاية الاخرى انا متقين في جنات ونعيم اخذين ما اتاهم ربهم انه كانوا قبل ذلك ان المتقين في جنات وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انه كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من ما يهجعون بالاسرار هم يستغفرون من اية اخرى ان المتقين في مقام امين في جنات وعيون يلبسون من سندس وعي صبرغ متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة امنين. لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى ووقاهم عذاب الجحيم. فضلا من ربك ذلك هو الفرس العظيم. والايات كثيرة في بيان حال المتقين ومصيرهم وانها جنة قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها انهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه ويقول حديث جابر اهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتباخطون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يدخلون بل ذلك الطعام يشاع يخرج منهم من غير حاجة الى بول ولا غائط يتبخر رشحه مسك وانيتهما الذهب لا اختلاف بينهم ولا تباغض على قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشية هذه حالهم في دار النعيم لا نوم ولا موت ولا بصاق ولا بول ولا غائض ولكن نعيم دائم ليكن عما يشتهون ويشربون مما يشتهون ولا يحتاجون الى بوله ولا غالب. كله يذهب جشاء يتبخر بغير حاجة الى بول ولا غائض من خفته وطيبه فلا ينبغي للمؤمن ان يسعى لهذا الخير العظيم وان يستقيم على طاعة الله ورسوله وان يحذر التساهل في هذا الامر واستبطاء المصير الى الله فليس بينك وبين هذا الا خروج هذه الروح وانت ما تدري متى تخرج هذه الروح والقبر اول منزلة من اجل الجنة او النار اما ان تنعم فيه واما ان تعذب العاقل والحازم هو الذي يعد العدة ويحذر اسباب الخزي والندامة. نسأل الله للجميع التوفيق والسلامة