الوجه السابع عند بني اسرائيل كانوا اكلوا الربا واموال الناس بالباطل كما قصه الله تعالى في كتابه وذلك اعظم من هناك نص عين الحرام في يوم بعينه. ولذلك كان الربا والظلم حراما في شريعتنا والصيد يوم السبت غير محرم فيها ثمان اكلة الربا واموال الناس بالباطل لم يعاقبوا بالمسخ كما عوقب به مستحل الحاكم عوقب به مستحل بالحيلة وان كانوا بجنس اخر كعقوبات امثالهم من العصاة فيشبه والله اعلم انها لما كانوا اعظم جرما اذ هم بمنزلة المنافقين. ولا يعترفون بالذنب من قد فسدت عقيدتهم واعمالهم كانت عقوبتهم اغلظ من عقوبة غيره فان من اكل الربا والصيد الحرام عالما بانه حرام فقد اقترن بمعصية اعترافه بالتحريم وهو ايمان بالله تعالى واياته ويترتب على ذلك من خشية الله تعالى ورجاء مغفرته وان كانت توبة ما قد يفضي به الى خير ورحمة ومن اكله مستحلا له بنوع اغتيال تأول فيه فهو مصر على الحرام وقد اقترن به اعتقاده الفاسدة في حلم الحرام وذلك قد يفضي بهما شرا طويل. وقد ذكر المسخ في عدة احاديث قد تقدم بعضها في هذا الكتاب كقوله في حديث ابي مالك الاشعري الذي رواه في صحيحه ويؤنسخ اخره ويمسخ اخرين في قردة وخنازير الى يوم القيامة. وقوله في حديث انس لا يميتن رجال على اكل وشرب وعزف فيصبحون على ارائكم ممسوخين قردة وخنازير. نعم في حديث ابي امامة ايضا يبيت قوم من هذه الامة على طعم وشرب ولهو فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير وفي حديث عمران بن حسين يكون في امتي قدف وخسف. وكذلك في حديث سهل ابن سعد وكذلك في حديث عن ابن ابي طالب وقوله فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء. وخسفا ومسخا وفي حديث اخر ينسى وطائفة من امتي قردة وطائفة خنازير. وفي حديث ابي وفي حديث انس رضي الله عنه لا يكونن فيها هذه الامة خسف وقذف وبس. وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ينسخ قوم من هذه الامة في اخر الزمان تعالوا يا رسول الله يا ليس يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. قال بلى ويصومون ويصلون ويحجون قالوا فما بالهم؟ قال اتخذوا المعازف والقوا الدفوف والقينات. فباتوا على شرب ثم له يده فاصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير. وفي الحديث جبير يعني تساهلوا بالمعاصي. تساهلوا بالمعاصي وهم يعرفون انها معاصي سهلوا حملهم الله في الايمان والهوى لا التساهل حتى نزلت بهم العقوبة العاجلة ان شاء الله وفي حديث وقد يملى لهم كما ان الله ليملي الظالم حتى اذا اخذ منه فلا ينبغي للاخر ان يغتر يجب الحذر الوقوف في القلب اعظم من المسخ يعاقب بقلبه بالقسوة والاعراض او الزيغ هذا فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مسلم ان يحذر نبوة الله بالتساهل بالمعاصي والاصرار عليها والاقامة عليها وقد تكون عقوبته انحراف قلبه عن الهدى عن الهدى. وهذا اشد واعظم قد تكون العقوبة للقسوة العظيمة حتى لا يبالي بالمعاصي ولا الكسافة بامر الله فالواجب الحذر الحذر دائما كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم الرحلة للذين يخالفون عن انفسنا او يصيبهم عذاب اليم. فيقول يجوز الركوع الى هواه والشيطان والتساهل والاغتصاب بعفوك رحمته هو سبحانه غفور رحيم شديد العقاب. قال تعالى نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي هو العذاب الاليم قال تعالى غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب. فالعاقل يحذر ولا يغره حلم الله واملاؤه. بل يحذر ابدا اينما كان يبتعد عن معاصي الله اينما كان الى ما اوجب الله الى ما كان يرجو ثوابه سبحانه وتعالى