بسم الله الرحمن الرحيم. يسر اخوانكم في مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم قراءة لكتاب الجامع لفوائد وتقريرات الشيخ ابن باز رحمه الله على منسكه. التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة. قال الشيخ ابن باز رحمه الله اولا بيان اركان وواجبات الحج. الحج له اركان وله واجبات. وله اشياء مشروعة موضحة في المناسك التي كتبها اهل العلم وقد كتبنا منسكا مختصرا سميناه التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة وفيه بيان اركان الحج وواجباته وما شرع الله في ذلك وهو كتاب بحمد الله مختصر. وفيه الفائدة المطلوبة. واركان الحج اربعة اولا الاحرام بالحج في القلب. كونه ينوي الحج. والواجب ان يكون من الميقات الذي يمر عليه ثانيا والوقوف بعرفة ثالثا وطواف الزيارة يعني طواف الافاضة رابعا والسعي هذه اربعة اركان للحج. وله واجبات سبعة بينها العلماء وهي مذكورة في المنسك وهي المناسك اولها الاحرام من الميقات الذي يمر عليه الانسان. فالذي جاء من مصر يحرم من ميقات مصر من الجحفة يعني رابغ والذي من المدينة يحرم من ميقات المدينة والذي من نجد يحرم من ميقات اهل نجد والذي ياتي من اليمن يحرم من ميقات اليمن كل انسان يحرم من ميقات بلده يجب عليه اذا مر عليه بنية الحج ان يحرم من الميقات او بنية العمرة كذلك الثاني كونه يقف بمزدلفة بعد انصرافه من عرفات يبيت فيها والثالث المبيت بمنى ليلة احدى عشرة واثنى عشرة لمن تعجل والليلة الثالثة لمن لم يتعجل ليلة احدى عشرة واثنى عشرة وثلاث عشرة والرابع رمي الجمار. هذا من واجبات الحج والخامس الحلق او التقصير للرجل او التقصير للمرأة الحلق للرجل او التقصير مخير والمرأة ليس لها الا التقصير والسادس طواف الوداع. لا بد من كون الانسان اذا فرغ من حجه يطوف للوداع عند سفره الى بلاده والسابع الوقوف بعرفة الى الغروب وانه اذا وقف بعرفة نهارا يكمل الى الغروب. هذا السابع اما ان وقف في الليل كفاه الوقوف بالليل والحمدلله. لكن اذا وقف نهارا يلزمه ان يكمل الى الغروب فهي سبعة واجبات من ترك شيئا منها وجب عليه دم الا ان يكون له عذر شرعي وهذا مبسوط في كتب المناسك وموضح. وهناك اشياء مشروعة للحاج من تلبية من حين يحرم يلبي والاكثار من ذكر الله عز وجل. والاكثار من الطواف اذا تيسر ذلك وكل ما يتعلق بالمسائل الشرعية التي ينتهزها الحاج او المعتمر مثل الصدقات على الفقراء والمساكين مثل الاكثار من قراءة القرآن الى غير هذا من وجوه الخير. التي يفعلها في الحرم الشريف في مكة المكرمة او في المدينة اذا زار المدينة هذه مكملات وفيها فضل لكن الواجبات مثلما بينا لك والاركان كذلك ومتى تيسر لك المنسك الذي ذكرنا في التحقيق والايضاح وجدت فيه ان شاء الله المطلوب. ثانيا بيان صفة الحج باختصار. صفة الحج باختصار ان يلبي المسلم بالحج اذا وصل الميقات يلبي بالحج مفردا اذا كان الوقت ضيقا فاذا قدم مكة طاف وسعى وبقي على احرامه حتى يتوجه الى عرفات يوم عرفة. يوم التاسع ويبقى فيها الى غروب الشمس ثم ينصرف منها ملبيا الى مزدلفة فيقيم بها حتى يصلي الفجر ثم يبقى بها يذكر الله ويلبي ويدعو حتى يسفر فاذا اسفر انصرف الى منى قبل طلوع الشمس فيرمي الجمرة جمرة العقبة بسبع حصيات ثم يحلق او يقصر والحلق افضل ثم يطوف طواف الافاضة ويكفيه السعي الاول. وبذلك تم حجه. وحصل له التحلل كاملا ويبقى عليه رمي الجمار في اليوم الحادي عشر والثاني عشر. رمي الجمار الثلاث كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة يبدأ بالاولى التي تلي مكة جمرة العقبة يبدأ بها يبدأ بالصغرى التي تلي مسجد الخيف ثم الوسطى ثم جمرة العقبة هي الاخيرة في يوم الحادي عشر والثاني عشر كل جمرة يرميها بسبع حصيات ويقف عند الاولى ويجعلها عن يمينه. ويدعو ويلح في الدعاء ويرفع يديه ويطيل في الدعاء ثم يأتي الوسطى ويرميها بسبع حصيات ويجعلها عن يساره ثم يتوجه الى الكبرى جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات يرمي الجمرة الاولى بسبع حصيات. ويجعلها عن يساره الاولى يجعلها عن يساره ويرميها بسبع حصيات ويقف عندها ويدعو بعد الرمي ويكبر ويرفع يديه ويلح بالدعاء ثم يأتي الوسطى ويرميها ايضا بسبع حصيات. ثم يقف ويجعلها عن يمينه ثم ياتي الاخيرة ويرميها بسبع حصيات ولا يقف عندها وفي اليوم الثاني عشر كذلك يرمي الثلاث كما رمى في اليوم الحادي عشر وبهذا تم الرمي اذا اراد التعجل وان اراد التأخر بعد الثاني عشر ورمى يوم الثالث عشر بسبع حصيات الثلاثة الجمار. بعد الزوال في الثلاثة وان نثر في اليوم الثاني عشر فلا بأس النفر الاول وان جلس حتى يرمي في اليوم الثالث عشر بعد الزوال يرمي الجمرات الثلاث كما رماها في اليوم الحادي عشر والثاني عشر. فهذا افضل لقول الله تعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى والنبي صلى الله عليه وسلم تأخر ورمى في اليوم الثالث عشر عليه الصلاة والسلام ثم يذهب الى مكة او يبقى في العزيزية ونحوها. حتى يسافر فاذا اراد السفر وعزم عليه طاف للوداع سبعة اشواط بالبيت من دون سعي هذا يقال له طواف الوداع عند السفر هذا الحج مختصرا والافضل له اذا كان ما معه هدي الافضل له ان يحرم بعمرة متمتعا. هذا هو الافضل يحرم بعمرة ويطوف ويسعى ويقصر اذا كان قدومه بعد رمضان ثم يلبي بالحج يوم الثامن. كما امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه اذا قدم وليس معه هدي يلبي بالعمرة في اشهر الحج ويطوف ويسعى ويقصر ويحلق ثم يلبي بالحج في اليوم الثامن ويفعل ما تقدم من افعال الحج اذا امكنه ذلك اما اذا كان الوقت ضيقا ما زاده يوم من عرفة مثلا او في ليلة عرفة او في اليوم الثامن ويرى ان الوقت عليه ضيق واحرم بالحج وحده فلا بأس كما تقدم وان احرم بالحج والعمرة جميعا فلا بأس لكن السنة ان يجعلها عمرة اذا احرم بهما جميعا. وليس معه هدي السنة ان يتحلل يطوف ويسعى ويقصر ويجعلها عمرة ويتحلل منها. هذا هو الافضل الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم بها اصحابه رضي الله عنهم يوم حجة الوداع ثم يلبي بالحج يوم الثامن من مكة يلبي بالحج ويتوجه الى منى ملبيا يوم الثامن فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا بلا جمع الظهر اثنتين والعصر ثنتين والمغرب ثلاث والعشاء ثنتين والفجر ثنتين قصرا بلا جمع في منى وبعد طلوع الشمس يتوجه الى عرفات ملبيا فيصلي الظهر والعصر في عرنة ان تيسر واذا لم يتيسر صلاها في عرفات وان تيسر ان يصليها خارج عرفات كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدخل عرفات بعد الصلاة يصلي الظهر والعصر قصرا وجمعا باذان واحد واقامتين. لكل واحد اقامة. وان صلى مع الامام فهو سنة في مسجد نمرة يصلي مع الامام الظهر والعصر جمعا وقصرا. كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم. جمع وقصر باذان واحد واقامتين ثم يتوجه الى عرفات ويقيم بها الى غروب الشمس على دابته او سيارته او على الارض. رافعا يديه يذكر الله ويدعو ويلبي حتى تغيب الشمس ثم اذا غابت توجه الى مزدلفة ملبيا ولا يعجل في الطريق لان لا يؤذي احدا. فان وجد متسعا لابد ان يعجل حتى يصل الى مزدلفة كما تقدم فيصلي بها المغرب والعشاء قصرا وجمعا باذان واحد واقامتين ويبيت بها فاذا صلى الفجر وقف عند المشعر او في اي جزء من مزدلفة يدعو الله ويذكره ويلبي في اي جزء لان الرسول صلى الله عليه وسلم وقف في عرفة وقال وقفت ها هنا وعرفت كلها موقف ووقف في جمع وقال وقفت ها هنا وجمع كلها موقف. يعني مزدلفة فاذا اسفر جدا توجه الى منى قبل طلوع الشمس كما تقدم ولا بأس للضعفاء من النساء والصبيان والشيوخ ان يتعجلوا من مزدلفة قبل الفجر في النصف الاخير من الليل الى منى. لان الرسول صلى الله عليه وسلم رخص لهم في ذلك قبل الزحمة فاذا وصلوا منى رموا الجمرة بسبع حصيات ولو في اخر الليل. يكبروا مع كل حصاة ثم ان شاءوا بقوا في منى وان شاءوا تعجلوا الى مكة لطواف الافاضة. كل هذا جائز والحمدلله وفيه في سعة والنبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد سئل عمن قدم واخر فقال لا حرج سئل عمن رمى قبل ان يفيض فقال لا حرج من افاض قبل ان يرمي قال لا حرج المقصود انه وسع في هذا عليه الصلاة والسلام لكن السنة ان يرمي ثم ينحر ان كان عنده هدي ثم يحلق او يقصر والحلق افضل ثم يطوف ويسعى. هذا هو الافضل. هذا الترتيب يوم العيد الرمي ثم النحر اذا كان عنده نحر ثم الحلق او التقصير والحلق افضل. ثم يكون قد تحلل يلبس ثيابه ويتطيب ثم الطواف والسعي وبهذا يحل الحل كله قبل الطواف لا يحل له النساء فاذا طاف حلله النساء ومن قدم شيئا على شيء فلا بأس لو انه حلق قبل ان يرمي او نحر قبل ان يرمي او طاف قبل ان يرمي فكل هذا لا بأس به لان الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عمن قدم واخر. فقال صلى الله عليه وسلم لا حرج لكن الترتيب افضل يرمي ثم ينحر ثم يحلق ويتحلل الا من النساء ثم يطوف ويسعى هذا هو الافضل هذا هو الترتيب الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم وان يكون طواف الوداع عند خروجه من مكة الى بلده. ثالثا بيان صفة العمرة باختصار. نبذة مختصرة عن اعمال مناسك العمرة والى القارئ بيان ذلك اولا اذا وصل من يريد العمرة الى الميقات استحب له ان يغتسل ويتنظف. وهكذا تفعل المرأة ولو كانت حائضا او نفساء غير انها لا تطوف بالبيت حتى تطهر وتغتسل. ويتطيب الرجل في بدنه دون ملابس احرامه فان لم يتيسر الاغتسال في الميقات فلا حرج ويستحب ان يغتسل اذا وصل مكة قبل الطواف اذا تيسر ذلك. ثانيا يتجرد الرجل من جميع الملابس المخيطة. ويلبس ازارا ورداء. ويستحب ان يكونا ابيضين نظيفين اما المرأة فتحرم في ملابسها العادية التي ليس فيها زينة ولا شهرة. ما عدا النقاب والبرقع والقفازين فتخلعها وتغطي وجهها وكفيها عن الرجال غير المحارم بغيرها من الملابس. ثالثا ثم ينوي الدخول في النسك بقلبه ويتلفظ بلسانه قائلا لبيك عمرة او اللهم لبيك عمرة وان خاف المحرم الا يتمكن من اداء نسكه. لكونه مريضا او خائفا من عدو ونحوه. شرع له ان يشترط عند احرامه فيقول فان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني. لحديث ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها ثم يلبي بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم وهي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ويكثر من هذه التلبية ومن ذكر الله سبحانه ودعائه حتى يصل الى البيت اي الكعبة. رابعا فاذا وصل الى المسجد الحرام قدم رجله اليمنى عند الدخول وقال بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي ابواب رحمتك. خامسا فاذا وصل الى البيت قطع التلبية ثم قصد الحجر الاسود واستقبله ثم يستلمه بيمينه ويقبله ان تيسر ذلك ولا يؤذي الناس بالمزاحمة ويقول عند استلامه بسم الله والله اكبر فان شق عليه التقبيل استلمه بيده او بعصا او نحوها وقبل ما استلمه به فان شق استلامه اشار اليه وقال الله اكبر ولا يقبل ما يشير به ويشترط لصحة الطواف ان يكون الطائف على طهارة من الحدث الاصغر والاكبر. لان الطواف مثل الصلاة غير ان انه رخص فيه في الكلام. سادسا يجعل البيت عن يساره ويطوف به سبعة اشواط واذا حاذ الركن اليماني استلمه بيمينه ان تيسر. ويقول بسم الله والله اكبر ولا يقبل فانشق عليه استلامه تركه ومضى في طوافه. ولا يشير اليه ولا يكبر. لان ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم اما الحجر الاسود فكلما حاذاه استلمه وقبله كما ذكرنا سابقا. والا اشار اليه وكبر ويستحب الرمل وهو الاسراع في المشي مع تقارب الخطى. في الثلاثة الاشواط الاولى من طواف القدوم للرجل خاصة كما يستحب للرجل ان يطبع في طواف القدوم في جميع الاشواط والاضطباع ان يجعل وسط ردائه تحت منكبه الايمن وطرفيه على عاتقه الايسر ويستحب الاكثار من الذكر والدعاء بما تيسر في جميع الاشواط وليس في الطواف دعاء مخصوص ولا ذكر مخصوص. بل يدعو ويذكر الله بما تيسر من الاذكار والادعية ويقول بين الركنين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار في كل شوط لان ذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويختم الشوط السابع باستلام الحجر الاسود وتقبيله ان تيسر او الاشارة اليه مع التكبير حسب التفصيل المذكور انفا وبعد فراغه من هذا الطواف يرتدي برداءه فيجعله على كتفيه وطرفيه على صدره. سابعا ثم يصلي ركعتين خلف المقام ان تيسر فان لم يتمكن من ذلك صلاهما في اي موضع من المسجد يقرأ فيهما بعد الفاتحة قل يا ايها الكافرون في الركعة الاولى وقل هو الله احد في الركعة الثانية هذا هو الافضل وان قرأ بغيرهما فلا بأس ثم بعد ان يسلم من الركعتين يقصد الحجر الاسود ان تيسر ذلك. ثامنا ثم يخرج الى الصفا فيرقاه او يقف عنده. والرقي افضل ان تيسر. ويقرأ قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله ويستحب ان يستقبل القبلة ويحمد الله ويكبره ويقول لا اله الا الله والله اكبر لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ثم يدعو بما تيسر رافعا يديه ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات ثم ينزل فيمشي الى المروة حتى يصل الى العلم الاول فيسرع الرجل في المشي الى ان يصل الى العلم الثاني اما المرأة فلا يشرع لها الاسراع لانها عورة ثم يمشي فيرقى المروة او يقف عندها. والرقي افضل ان تيسر ويقول ويفعل على المروة كما قال وفعل على الصفا ثم ينزل فيمشي في موضع مشيه ويسرع في موضع الاسراع حتى يصل الى الصفا يفعل ذلك سبع مرات ذهابه شوط ورجوعه شوط وان سعى راكبا فلا حرج ولا سيما عند الحاجة ويستحب ان يكثر في سعيه من الذكر والدعاء بما تيسر وان يكون متطهرا من الحدث الاكبر والاصغر ولو سعى على غير طهارة اجزأه ذلك. تاسعا فاذا كمل السعي يحلق الرجل رأسه او يقصره. والحلق افضل واذا كان قدومه مكة قريبا من وقت الحج فالتقصير في حقه افضل ليحلق بقية رأسه في الحج اما المرأة فتجمع شعرها وتأخذ منه قدر انملة فاقل فاذا فعل المحرم ما ذكر فقد تمت عمرته والحمدلله وحل له كل شيء حرم عليه بالاحرام وفقنا الله وسائر اخواننا المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه وتقبل من الجميع. انه سبحانه جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. رابعا بيان انساك الحج. الانساك ثلاثة حج مفرد وعمرة مفردة وقران بينهما وقد اجمع العلماء على جواز الانساك الثلاثة والحمدلله وانما اختلفوا في الافضل وقد دلت الاحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ان الافضل هو التمتع بالعمرة كون المتوجه من بلده الى مكة يحرم بالعمرة اولا اذا كان في اشهر الحج يحرم بالعمرة متمتعا بها الى الحج فيلبي فيقول اللهم لبيك عمرة او اللهم قد اوجبت عمرة ونحو هذه العبارة. بعدما يتأهب لذلك بعدما يغتسل ويتطيب هذا هو الافضل يغتسل ويتطيب في بيته او في المطار او في بيت ان كان قريبا من المطار او في الطريق يغتسل ويتنظف ويأخذ ما يحتاج الى اخذه من قص شارب او قلم ظفر او نتف ابط او حلق عانة اذا دعت الحاجة الى ذلك من باب النظافة ويتطيب في بدنه في لحيته ورأسه وبدنه. لا في الملابس بل في بدنه ثم يلبس ملابس الاحرام ازارا ورداء. ان كان رجلا والمرأة تلبس ما شاءت من الملابس لكن تكون ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر. حتى لا تفتن احد بسبب الخلطة في المطاف بالطواف وغيره ثم بعد هذا كله يركب المؤمن او المؤمنة السيارة فيلبي وهو في السيارة راكبا لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبي اذا انبعثت به راحلته. اذا قام به جمله لبى بعد ذلك وهو راكب عليه الصلاة والسلام. هذا هو الافضل وان احرم وهو في الارض قبل ان يركب فلا بأس. لكن الافضل انه يتأهب وهو في الارض بما شرع الله من الغسل والطيب والتنظف ثم يلبس ملابس الاحرام ثم يركب ثم يلبي بعد الركوب فيقول اللهم لبيك عمرة اذا كان متمتعا بالعمرة الى الحج او كان قصد العمرة في غير اوقات الحج كرمضان وغيره فاذا وصل الى مكة وهو متمتع بالعمرة الى الحج بعد رمضان طاف وسعى وقصر وتحلل فاذا طاف بالبيت سبعة اشواط ثم سعى بين الصفا والمروة سبعة اشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة بدأها بالصفا وختم بالمروة اما الطواف يبدأ بالحجر الاسود ويختم به بالحجر الاسود يبدأ به ويختم به سبعة اشواط من وراء الحجر لا يدخل الحجر لا يدخل في الفرجة التي في الحجر. لا بل يطوف من وراء الحجر وقد يغلط بعض الحجاج في ذلك فالواجب ان يطوف من وراء الحجر سبعة اشواط من الحجر الى الحجر ثم يصلي ركعتين ركعتي الطواف خلف مقام ابراهيم او في اي مكان من الحرم ثم بعد ذلك يذهب الى السعي فيسعى سبعة اشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة ويمشي مشي العادة الا في بطن الوادي فانه يهرول بين العلمين الموضوعين هناك ويكبر على الصفا والمروة. يكبر الله ويذكره ويدعوه ثلاث مرات كما انه يذكر الله ويدعوه في الطواف بما يسر الله له وان قرأ القرآن فلا بأس. ليس فيه شيء محتم ما تيسر يذكر الله في طوافه ويدعو في طوافه. ويقرأ القرآن كله طيب والحمدلله وهكذا في السعي يدعو الله بما تيسر ويذكر الله بما تيسر ويقرأ القرآن اذا احب وعلى الصفا يكرر الذكر والدعاء ثلاث مرات كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا على المروة فالبدء يكون بالصفا والختام يكون بالمروة ثم يحلق ان كان رجلا او يقصر وتمت العمرة والمرأة تقصر فقط ليس لها حلق لا تحلق رأسها ولكن تقصر من كل اطراف الشعر قليلا ان كان الشعر مفتول من كل عميلة قليل وان كان غير مفتول بل منقوب جمعت شعرها وقصت من اطرافه قليلا والرجل كذلك وبهذا تمت العمرة وحل للرجل والمرأة كل شيء حرم عليهم بالاحرام. حل له جماع زوجته حل له لبس المخيط حل له الطيب كسائر الحلال كسائر المحلين فاذا جاء يوم الثامن من ذي الحجة لبى بالحج الرجل والمرأة هذا هو الافضل وهذا هو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه في حجة الوداع لما قدموا وبعضهم قد احرم بالحج مفردا وبعضهم قد احرم بالحج والعمرة جميعا قارنا قال لهم اجعلوها عمرة فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا فلما كان يوم الثامن امرهم ان يلبوا بالحج عند توجههم الى منى اما هو صلى الله عليه وسلم فكان قد احرم بالحج والعمرة جميعا قارنا. لان معه الهدي. لانه قد ساق معه ابلا من المدينة تذبح في مكة والمهدي لا يحل فلهذا احرم بالحج والعمرة جميعا فمن كان مثل النبي صلى الله عليه وسلم احرم بالحج والعمرة جميعا اذا كان مهديا ابلا او بقرا او غنما يلبي بالحج والعمرة جميعا هذا هو الافضل ولا يحل حتى يحل يوم النحر. النسك الثاني الاحرام بالحج والعمرة جميعا يقول اللهم لبيك عمرة وحجا في الميقات ميقات بلده هذا هو النسك الثاني والافضل تركه وهو ان يقول اللهم لبيك عمرة وحجا او يقول اللهم لبيك عمرة ثم في اثناء الطريق يلبي بالحج ويدخله على العمرة فيكون قارنا بين الحج والعمرة فان كان معه هدي فهذا هو الافضل له. ويبقى على احرامه حتى يوم العيد مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وان كان ما معه هدي شرع له ان يحل كما حل الصحابة بامر النبي صلى الله عليه وسلم فيطوف ويسعى ويقصر ويجعلها عمرة وان كان قد لبى بالحج والعمرة جميعا عند الميقات فالسنة له ان يطوف ويسعى ويقصر ويتحلل. ويجعل احرامه عمرة. ويسمى فسخا يقال فسخ احرامه من القران الى العمرة. كما امر النبي اصحابه بذلك عليه الصلاة والسلام وهكذا يفعل من احرم بالحج من الميقات مفردا. وهو النسك الثالث قال اللهم لبيك حجا او اللهم قد اوجبت حجا يعني في الميقات فان كان معه هدي بقي على احرامه ولا يحل حتى يحل يوم العيد وان كان ما معه هدي ليس معه ابل ولا بقر ولا غنم فانه يفسخ حجه بالعمرة مثلما فعل القارن سابقا فيطوف ويسعى ويقصر ويتحلل. تكون عمرة كما امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه المفردين بذلك فاذا كان اليوم الثامن لبى بالحج قال اللهم لبيك حجا يعني يغتسل ويتطيب مثلما فعل في الميقات. اذا تيسر يغتسل ويتطيب. ويتنظف احتاج الى ذلك من قص الشارب ونحوه ثم يلبي بالحج وهو في منزله في خيمته في الابطح في داخل مكة في اي مكان كان يفعل ما يشرع من الاداب الشرعية عند احرامه الغسل والطيب ونحو ذلك ثم يلبي في مكانه ما في حاجة يدخل الى مكة حتى يطوف ما في وداع عند الخروج الى منى ما في وداع يحرم من منزله سواء كان في الابطح او كان في اي مكان من مكة او في ضواحيها يحرم من مكانه في الخيام او في المنازل هذه السنة وان دخل مكة وطاف فلا حرج. لكن خلاف السنة السنة انه يحرم من مكانه ويتوجه الى منى ملبيا والافضل اذا كان عنده مركوب الا يلبي حتى يركب. كما تقدم في الميقات. هذا هو الافضل فان كان ماشيا على قدميه الى منى فعند توجهه ماشيا يلبي يقول اللهم لبيك حجا ثم يكثر من التلبية في الطريق من الميقات الذي احرم من الميقات يلبي والذي احرم من منزله بالحج يلبي كلهم يلبون من الميقات الى مكة ومن منزله حين خروجه الى منى كذلك يلبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك النبي كان يلبي بهذه التلبية عليه الصلاة والسلام في طريقه من المدينة الى ان وصل مكة يكثر منها ويرفع صوته عليه الصلاة والسلام يقول ان جبرائيل امرني ان امر اصحابي ان يرفعوا اصواتهم اهلا يعني بالتلبية فكان يلبي ويجهر ويأمر اصحابه بذلك عليه الصلاة والسلام. لان هذا شعار الحج شعار عظيم فالسنة رفع الاصوات بذلك رفعا لا يضر احدا. هذا هو السنة وهذه هي الانساك الثلاثة وهذه اعمالها. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله