بسم الله الرحمن الرحيم. يسر اخوانكم في مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم قراءة لكتاب الجامع لفوائد وتقريرات الشيخ ابن باز رحمه الله على منسكه. التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة. على ضوء الكتاب والسنة. قال الشيخ ابن باز رحمه الله رابعا بيان انساك الحج. الانساك ثلاثة حج مفرد وعمرة مفردة وقران بينهما وقد اجمع العلماء على جواز الانساك الثلاثة والحمدلله وانما اختلفوا في الافضل وقد دلت الاحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ان الافضل هو التمتع بالعمرة. كون المتوجه من بلده الى مكة يحرم بالعمرة اولا اذا كان في اشهر الحج يحرم بالعمرة متمتعا بها الى الحج فيلبي فيقول اللهم لبيك عمرة او اللهم قد اوجبت عمرة ونحو هذه العبارة. بعدما يتأهب لذلك بعدما يغتسل ويتطيب هذا هو الافضل يغتسل ويتطيب في بيته او في المطار او في بيت ان كان قريبا من المطار او في الطريق يغتسل ويتنظف ويأخذ ما يحتاج الى اخذه من قص شارب او قلم ظفر او نتف ابط او حلق عانة اذا دعت الحاجة الى ذلك من باب النظافة ويتطيب في بدنه في لحيته ورأسه وبدنه. لا في الملابس بل في بدنه ثم يلبس ملابس الاحرام ازارا ورداء. ان كان رجلا والمرأة تلبس ما شاءت من الملابس لكن تكون ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر. حتى لا تفتن احدا بسبب الخلطة في المطاف بالطواف غيره ثم بعد هذا كله يركب المؤمن او المؤمنة السيارة فيلبي وهو في السيارة راكبا لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبي اذا انبعثت به راحلته اذا قام به جمله لبى بعد ذلك وهو راكب عليه الصلاة والسلام. هذا هو الافضل وان احرم وهو في الارض قبل ان يركب فلا بأس لكن الافضل انه يتأهب وهو في الارض بما شرع الله من الغسل والطيب والتنظف ثم يلبس ملابس الاحرام ثم يركب ثم يلبي بعد الركوب فيقول اللهم لبيك عمرة اذا كان متمتعا بالعمرة الى الحج او كان قصد العمرة في غير اوقات الحج كرمضان وغيره فاذا وصل الى مكة وهو متمتع بالعمرة الى الحج بعد رمضان طاف وسعى وقصر وتحلل فاذا طاف بالبيت سبعة اشواط ثم سعى بين الصفا والمروة سبعة اشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة بدأها بالصفا وختم بالمروة اما الطواف يبدأ بالحجر الاسود ويختم به بالحجر الاسود يبدأ به ويختم به سبعة اشواط من وراء الحجر لا يدخل الحجر لا يدخل في الفرجة التي في الحجر. لا بل يطوف من وراء الحجر وقد يغلط بعض الحجاج في ذلك فالواجب ان يطوف من وراء الحجر سبعة اشواط من الحجر الى الحجر ثم يصلي ركعتين ركعتي الطواف خلف مقام ابراهيم او في اي مكان من الحرم ثم بعد ذلك يذهب الى السعي فيسعى سبعة اشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة ويمشي مشي العادة الا في بطن الوادي فانه يهرول بين العلمين الموضوعين هناك ويكبر على الصفا والمروة. يكبر الله ويذكره ويدعوه ثلاث مرات كما انه يذكر الله ويدعوه في الطواف بما يسر الله له وان قرأ القرآن فلا بأس ليس فيه شيء محتم ما تيسر يذكر الله في طوافه ويدعو في طوافه ويقرأ القرآن كله طيب والحمدلله وهكذا في السعي يدعو الله بما تيسر ويذكر الله بما تيسر ويقرأ القرآن اذا احب وعلى الصفا يكرر الذكر والدعاء ثلاث مرات كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا على المروة فالبدء يكون بالصفا والختام يكون بالمروة ثم يحلق ان كان رجلا او يقصر وتمت العمرة والمرأة تقصر فقط ليس لها حلق لا تحلق رأسها ولكن تقصر من كل اطراف الشعر قليلا ان كان الشعر مفتول من كل عميلة قليل وان كان غير مفتول بل منقوض جمعت شعرها وقصت من اطرافه قليلا والرجل كذلك وبهذا تمت العمرة وحل للرجل والمرأة كل شيء حرم عليهم بالاحرام. حلله جماع زوجته حل له لبس المخيط حل له الطيب كسائر الحلال كسائر المحلين فاذا جاء يوم الثامن من ذي الحجة لبى بالحج الرجل والمرأة هذا هو الافضل وهذا هو الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه في حجة الوداع لما قدموا وبعضهم قد احرم بالحج مفردا وبعضهم قد احرم بالحج والعمرة جميعا قارنا قال لهم اجعلوها عمرة فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا فلما كان يوم الثامن امرهم ان يلبوا بالحج عند توجههم الى منى اما هو صلى الله عليه وسلم فكان قد احرم بالحج والعمرة جميعا قارنا. لان معه الهدي. لانه قد ساق معه ابلا من المدينة تذبح في مكة والمهدي لا يحل فلهذا احرم بالحج والعمرة جميعا فمن كان مثل النبي صلى الله عليه وسلم احرم بالحج والعمرة جميعا اذا كان مهديا ابلا او بقرا او غنما يلبي بالحج والعمرة جميعا هذا هو الافضل ولا يحل حتى يحل يوم النحر. النسك الثاني الاحرام بالحج والعمرة جميعا يقول اللهم لبيك عمرة وحجا في الميقات ميقات بلده هذا هو النسك الثاني والافضل تركه وهو ان يقول اللهم لبيك عمرة وحجا او يقول اللهم لبيك عمرة ثم في اثناء الطريق يلبي بالحج ويدخله على العمرة فيكون قارنا بين الحج والعمرة فان كان معه هدي فهذا هو الافضل له ويبقى على احرامه حتى يوم العيد مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وان كان ما معه هدي شرع له ان يحل كما حل الصحابة بامر النبي صلى الله عليه وسلم فيطوف ويسعى ويقصر ويجعلها عمرة وان كان قد لبى بالحج والعمرة جميعا عند الميقات فالسنة له ان يطوف ويسعى ويقصر ويتحلل ويجعل احرامه عمرة ويسمى فسخا يقال فسخ احرامه من القران الى العمرة. كما امر النبي اصحابه بذلك عليه الصلاة والسلام وهكذا يفعل من احرم بالحج من الميقات مفردا. وهو النسك الثالث قال اللهم لبيك حجا او اللهم قد اوجبت حجا يعني في الميقات فان كان معه هدي بقي على احرامه ولا يحل حتى يحل يوم العيد وان كان ما معه هدي ليس معه ابل ولا بقر ولا غنم فانه يفسخ حجه بالعمرة مثلما فعل القارن سابقا فيطوف ويسعى ويقصر ويتحلل. تكون عمرة كما امر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه المفردين بذلك فاذا كان اليوم الثامن لبى بالحج قال اللهم لبيك حجا يعني يغتسل ويتطيب مثل ما فعل في الميقات اذا تيسر يغتسل ويتطيب ويتنظف ان احتاج الى ذلك من قص الشارب ونحوه ثم يلبي بالحج وهو في منزله في خيمته في الابطح في داخل مكة في اي مكان كان يفعل ما يشرع من الاداب الشرعية عند احرامه الغسل والطيب ونحو ذلك ثم يلبي في مكانه ما في حاجة يدخل الى مكة حتى يطوف ما في وداع عند الخروج الى منى ما في وداع يحرم من منزله سواء كان في الابطح او كان في اي مكان من مكة او في ضواحيها يحرم من مكانه في الخيام او في المنازل هذه السنة وان دخل مكة وطاف فلا حرج. لكن خلاف السنة السنة انه يحرم من مكانه ويتوجه الى منى ملبيا والافضل اذا كان عنده مركوب الا يلبي حتى يركب. كما تقدم في الميقات. هذا هو الافضل فان كان ماشيا على قدميه الى منى فعند توجهه ماشيا يلبي يقول اللهم لبيك حجا ثم يكثر من التلبية في الطريق من الميقات الذي احرم من الميقات يلبي والذي احرم من منزله بالحج يلبي كلهم يلبون من الميقات الى مكة ومن منزله حين خروجه الى منى كذلك يلبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك النبي كان يلبي بهذه التلبية عليه الصلاة والسلام. في طريقه من المدينة الى ان وصل مكة يكثر منها ويرفع صوته عليه الصلاة والسلام يقول ان جبرائيل امرني ان امر اصحابي ان يرفعوا اصواتهم الاهلال يعني بالتلبية فكان يلبي ويجهر ويأمر اصحابه بذلك عليه الصلاة والسلام. لان هذا شعار الحج شعار عظيم فالسنة رفع الاصوات بذلك رفعا لا يضر احدا. هذا هو السنة وهذه هي الانساك الثلاثة وهذه اعمالها. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله