بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس الثالث. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة الى عامة الامة سورة العاديات بسم الله الرحمن الرحيم. والعاديات ضبحا. فالموريات قدحا المغيرات صبحا فاثرن به نقعا. فوسطنا به جمعا. ان لكنود. على ذلك لشهيد لحب الخير لشديد. افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور. وحصل ما في الصدور ان ربهم بهم يومئذ لخبير سورة القارعة بسم الله الرحمن الرحيم. القارعة ما القارعة؟ وما ادراك ما القى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. وتكون الجبال كالعهن نفوش فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية وما دراك ما هي نار حامية سورة التكاثر بسم الله الرحمن الرحيم. الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. كلا سوف ثم كلا سوف تعلمون. كلا لو تعلمون علم اليقين. لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين. ثم لتسألن ان يومئذ عن النعيم الشرح الله يقول سبحانه محذرا عباده من التكاثر الذي يصدهم عن الخير ويشغلهم عن الحق يقول سبحانه الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر اخبر سبحانه عن اكثر الخلق انه الهاهم التكاثر. يعني في الاموال والاولاد وغير ذلك من حظوظ الدنيا حتى ماتوا حتى زاروا القبور والمقصود التحذير من هذا الشيء والترهيب وان يجتهدوا في طاعة الله ورسوله والا يشغلهم التكاثر عما يرضي الله ويقرب لديه سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذي امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق. وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر الشرح في هذه السورة العظيمة بين الله صفات الخاسرين وصفات الرابحين في اقصر وايسر عبارة وابينها واقسم على هذا سبحانه وتعالى وهو الصادق. وان لم يقسم جل وعلا. فقال والعصر والعصر هو الزمان وهو محل اعمال بني ادم من صالح وطالح. ويقال لليل والنهار العصران فالله يقسم بالزمان على ان جميع بني الانسان في خسران ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هؤلاء هم الرابحون وهم السعداء واما ما سوى ذلك من بني ادم خاسرون في ايامهم ولياليهم واعمالهم الا من تخلق بهذه الصفات الاربع واستقام عليها فهو الرابح السعيد وهي الايمان بالله ورسوله ايمانا صادقا. يتضمن توحيده والاخلاص له سبحانه وتعالى. والايمان عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم خاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم تحقيق هذا الايمان بالعمل الصالح لان الايمان يقتضي العمل. ولهذا قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات يعني حققوا ايمانهم وصدقوا ايمانهم بالعمل باداء فرائض الله وترك محارم الله هذا هو العمل الصالح يعني عمل ما شرع الله لهم فادوا فرائضه وتركوا محارمه وكفوا عن كل ما نهى ها هم عنه سبحانه وتعالى ثم امر ثالث التواصي بالحق فيما بينهم والتناصح والتعاون على الخير ثم امر رابع هو الصبر على ذلك بالتواصي بالصبر على هذه الامور فهؤلاء هم الرابحون الذين وحدوا الله وامنوا بانه ربهم والههم الحق. واخلصوا له العبادة وصدقوا رسوله عليه الصلاة والسلام. وامنوا بما جاءهم من الهدى وصدقوا اخبار الله واخبار رسوله عليه الصلاة والسلام ثم عملوا فقال وعملوا فادوا فرائضه سبحانه وكفوا عن محارمه وهذا معنى قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ثم بين بعد ذلك كمال ذلك. فقال وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذه الصفات الاربع وهي الاصول الاربع اساس السعادة. واساس الربح والنجاة ايمان صادق وعمل صالح وتناصح وتواصي بالحق وتعاون على البر والتقوى وتواصي بالصبر على ذلك في الشدة والرخاء وفي جميع الاحوال. وعلى حسب العبد بهذه الامور الاربعة يكون فلاحه وتكون نجاته. ويكون ايضا ربحه وكلما نقص منه شيء حصل له من الخسران بقدر ذلك فالرابح الكامل هو الذي استوفاها بكمالها. وحقق ايمانه وكمل ايمانه. وجاهد نفسه لله ادى الواجب وترك المحرم ونصح لاخوانه وتواصى معهم بالحق والصبر عليه ومن قصر في شيء من هذا صار له من الخسران بقدر ذلك رزق الله الجميع التوفيق والهداية. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد ابن باز رحمه الله