انا لله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرتهم من خلقه وامينه على وحيه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام قديري معهم في هذه الليلة فيما يتعلق باصول الايمان وهذا موضوع اختارته الجامعة عليه لانهم موضوع مهم جدا ولان مدار ديننا على هذه الاصول ولانه كما قال المقدم سر نجاح الامة وسر سعادتها وسر امنها وسر تقدمها سر سيادتها على الامم مما حققته في اقوالها واعمالها وسيرتها وجهادها واخذها وعطائها وغير ذلك وقد اوضح القرآن الكريم هذه الاصول كما اوضحها نبيه الامين عليه الصلاة والسلام في مواضع من كتاب الله وفي مواضع من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي اصول بالذات هي اصول الايمان وهي اصول الدين بين الايمان هو الدين كله هو الاسلام وهو الهدى وهو البر والتقوى وهو ما بعث الله به رسوله عليه الصلاة والسلام من العلم النافع والعمل الصالح كله يسمى ايمانا هذه اصول بمنى جدة اوضح كتاب العزيز في مواضع واوضحها رسوله الامين رسول الله الامين لاهالي فمن ذلك مما ورد في كتاب الله عز وجل قوله سبحانه ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين الاية بين سبحانه هنا خمسة من اصول الايمان خمسة نعم الله والملائكة وكتاب النبيين هذه خمسة اصول عليها مدى الدين ظاهره وباطنه قال جل وعلا امن الرسول بما انزله من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله الاية فبين سبحانه هنا اربعة اصول قولوا نامنا بالله وملائكته وكتبه ورسله لم يكن اليوم الاخر هذه اربعة اصول قال عز وجل يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل رسوله هو الكتاب الذي انزل به الفضل وان يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا فاوضح هنا سبحانه ان الكفر بهذه الاصول ضلال بين الهدى والاية في هذا المعنى كثيرة وفي مواضع يذكر الايمان بالله وحده لان جميع ما ذكر بالايات الاخرى داخل في ظل الايمان بالله وفي بعضها الايمان بالله ورسوله ومن بعضها الايمان بالله واليوم الاخر فقط وهذاك الا لان البقية ذاكرة في ذلك واذا ذكر الايمان بالله دخل فيه بقية الاشياء التي ذكرها في الايات الاخرى الملائكة وكتب والرسل واليوم الاخر فمن هذا قوله جل وعلا امنوا بالله ورسوله وكتاب الذي نزل رسوله هو الكتاب الذي انزل من قبل واقتصر على الايمان بالله ورسوله والكتاب المنزل على محمد عليه الصلاة والسلام الكتاب المنزلي من قبل ولم يذكر الملائكة واليوم الاخر لانهما داخلان الايمان بالله وهكذا قوله جل وعلا فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا فذكر الايمان بالله ورسوله وبالنور المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو الكتاب والسنة لان البقية داخلان في ذلك وجداد سنة داخلة في النور وهكذا كل ما امر الله به ورسوله ما كان وما يكون كله داخل في النور وهكذا قوله جل وعلا امنوا بالله امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه والذين امنوا منكم وانفقوا لهم منكم كبير فذكر الايمان بالله ورسوله فقط وما لا قيل لان البقية داخلة بامام الله ورسوله ومما جاء في السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه الجرائية المشهورة لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام والايمان والاحسان ذكر الاسلام اولا وفي لفظ اخر بدأ بالايمان ثم ذكر الايمان ثم الاحسان المقصود انه ذكر الايمان بما يصلح الباطل لان الباطل هو الاساس ظاهر سبع للباطل وثم الاعمال الظاهرة اسلاما لانها جهاد وضوء لله والاسلام والاستسلام لله والانقياد بامره وسمى الله سبحانه الامور الظاهرة اسلاما لما فيها من الانقياد لله والمنزلة والانقياد لامره والوقوف عند حدوده عز وجل يقال اسلم بفلان اي ذل له وان قال وانا اسلمت لله ان جللت لله وصدت لامره خاضعا له سبحانه وتعالى فالاسلام خص بالاعمال الظاهرة والايمان اخص بالاعمال الباطلة عند الاقتران ولهذا في حديث إبراهيم لما قرن بشر صلى الله عليه وسلم الاسلام بالامور الظاهرة ويمشي هذا دان والصلاة والزكاة والصيام والحج ويلتحق بها جميع الاعمال الظاهرة كما في الحديث الصحيح اذا رسول الله اي الاسلام افضل قال ان تقرأ السلام تطعم الطعام وتقرأ السلام على من على من عرفت ولم تعرف وفي اللفظ الاخر اي الاسلام افضل اي المسلمين افضل قال من خليها المسلمون من لسانه ويده فالاسلام وقصوا بالاعمال الظاهرة ولا في ايه يظهر منها الامتياز امر الله والطاعة له والاستماع لشريعته وتحكيمها في كل شيء والايمان رصد الامور الباطلة متعلقة بالقلب التوفيق بالله وبملائكته من كتبه برسله باليوم الاخر وبالقدر خيره ولهذا لما سئل عن الامام قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر هو بقدر خيره وشره مصدر الايمان بهذه الامور الستة التي هي اصول الايمان كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي في نفسها اصول الدين كله في اصول الدين وهي ايضا في نفس الامر اصول الاسلام لانه لا ايمان لمن لا يحزن له ولا اسلام لمن لا ايمان له الايمان الصحيح لابد منه والانسان لا بد منه مع الاسلام لكن قد يكون كاملا وقد يكون ناقصا ولهذا قال عز وجل في حق الاعراب قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا لما كان ايمانهم ليس بكامل لم يستكملوا واجبات الايمان نهي عنه الايمان لانه يوفى بترك بعض الواجبات كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا فضل له لا يؤمن احدكم حتى تحب لاخيه ما يحب لنفسه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او يصمت ان يكرم ضيفه فليصل رحمه بل فلا يودي جاره الى غير ذلك فالمقصود ان ان الايمان يقتضي العمل الظاهر كما ان الاسلام بدون ايمان من عمل المنافقين المختلفة فالايمان كامل الواجب يقتضي فعل ما امر الله به ورسوله وترك ما نهى الله عنه ورسوله واذا قصر في ذلك جاز ان ينفى عنه ذلك الايمان بتقصيره كما نهي عن الاعراف قل لن تؤمنوا ولا تكونوا اسلمنا وكما نفي امن ذكر في الحديث السابق لا يؤمن احدكم حتى يحب اليقين وبالارض ولجاره ما يحب لنفسه او لجاره من المناسب الشك. المقصود انه صلى الله عليه وسلم باحاديث نفى الايمان عن بعض من ترك واجبات الايمان او بعض واجبات الايمان فهذه الاصول فتنة هي اصول الدين كله باصول اسلامنا وديننا كله فمن اتى بها معنى معنى الظاهرة صار مسلما مؤمنا ومن لم يأت بها فلا اسلام له ولا ايمان لك المنافقين بينما اظهروا الاسلام وادعوا الاسلام وصلوا مع الناس وحجوا مع الناس وجاهدوا مع الناس الى غير ذلك ولكنه في الباطل ليسوا مع المسلمين بل هم في جانب والمسلمون في جهنم هم مكذبون بالله وبرسله منكرون لما جاء فيه الرسل متظاهرة بالاسلام بحظوظ عاجلة وللمقاصد معروفة فلهذا صاروا كفارا ضلالا فصاروا اكثر ممن اعلن كفرا واشر مما اعلن كفرا فصاروا في النار وما ذاك الا لان ضررهم اعظم لان المسلم يظن انهم اخوته وانهم على دينه وربما افشى اليهم بعض الاسرار تضر المسلمين وخانوا المسلمين وصار كفرهم اشد وضرركم اعظم وهكذا من ادعى الايمان بهذه الاصول ثم لم ينقذ بشعار شراء الله الظاهرة ولم يشهد ان لا اله الا الله ولم يشهد ان محمدا رسول الله او لم يصلي او لم يصم او لم يزكي او لم يحج او غير ذلك من شعائر الاسلام الظاهرة التي اوجبها الله عليه فان ذلك دليل على عدم ايمانه او على او على ضعف ايمانه طبعا ينتهي الايمان بالكلية كما ينتهي من انتفاء الشهادتين وقد لا ينتفي اصله ولكن ينتفي تمامه وكماله عدم ادائه ذلك الواجب المعين كالصوم وحج مع الاستطاعة والزكاة ونحو ذلك عند جمهور اهل العلم وان تركها فسق وضلال ولكنه ليس ردة على الاسلام عند اكثرهم اما الصلاة فذهب قوم الى ان تركها رزة ولو مع الايمان بوجوبها هو اصح قول العلماء وقال اخرون بل هي كفر دونك وتركها كفر دون كفر لان معه اصل الايمان لان معه اصل الايمان بالله وباليوم الاخر الى اخره فيكون تركها من غير جحد كفرا دون كفر ولهذا المقام بحث خاص وعناية خاصة مع العلم ولكن المقصود الاشارة الى انه لا اسلام لمن لا ايمان له ولا ايمان لمن لا اسلام له فهذا يدل على هذا وهذا يدل على هذا وسبق ان الاسلام سمي اسلاما لانه يدل على الانقياد والذل لله عز وجل والخضوع لعظمته سبحانه وتعالى لانه يتعلم بالامور الظاهرة وسمي الايمان ايمانا لانه يتعلق بالباطل والله الذي يعلمه جل وعلا سمي ايمانا لانه يتعلق بالقلب المصدق وهذا قلب مصدق للدلالة على تصديقه وصحة ايمانه الظاهرة ومن اظهر الاسلام واستقام عليه وادى حق الاسلام دل ذلك على صحة ايمانه ومن لم يستقم دل ذلك على عدم ايمانه او على ضعف ايمانه ولماذا عند الاطلاق يدعو به الاسلام والعكس كذلك ان اطلاق الاسلام يدخل فيه لمن عند اهل السنة والجماعة كما قال عز وجل ان الدين عند الله الاسلام فالمعنى هو الايمان فانه لا يسلم الا بايمان فالدين عند الله والاسلام وهو الايمان وهو الهدى هو التقوى وهو البر فهي اسماء واذ اختلفت الفاظها لكنها ترجع الى معنى واحد وهو الايمان بالله ورسله والاقتداء بهدى الله والاستقامة على دين الله فكلها تسمى برا وتسمى ايمانا وتسمى اسلاما وتسمى تقوى يسمى هدى وكذلك اذا اطلق الاحسان دخل فيه الاوظان الاسلام والايمان لانه خص واعلى اطلاق يدعو فيه الاول الامران الاولان الاسلام والايمان وعند اطلاق احاديث ثلاثة لاطلق فانه يذكر به الاخر واذا فاذا قيل المحسنون هم خص عباد الله فلا احسان الا باسلام وايمان واحسدوا ان الله يحب المحسنين ان الله مهما على ان يتقوا والذين هم محسنون. فالمحسن انما يكون محسنا باسلامه وايمانه. وتقواه لله وقيامه بامر الله. ولهذا سمي محسنا ولا يتصور ان يكون محسنا بدون اسلام وبدون ايمان وهكذا اذا قيل مؤمن والمؤمنون ان الله مع المؤمنين وعد الله جنات خير من تحتها انهارا. فالمعنى المؤمن الذي اسلم بزوالها وانقاد بجوارح لامر الله مع ايمانه الباطل فالمؤمنون مؤمنون بتصديقهم وباسلامهم وبنياتهم بامر الله وادعيهم لحقه ووقوفهم عند حدوده سبحانه وتعالى ومما يدل على هذا المعنى هذه وسائل ابن ابي وقاص رضي الله عنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم لما قال النبي لما اعطى النبي صلى الله عليه وسلم قوما وترك قوما قال سعد يا رسول الله اعطيته فلانة وفلانة وتركت فلانا وهو عندي واني ما اراه الا مؤمنا او قال ما اعلمه الا مؤمنا. قال النبي او مسلما فردد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول ما اراه ما اعلمه الا مؤمنا والنبي يقول او مسلما المقصود ان هذا يدل على ان الاسلام والايمان عند الاجتماع ما هو معنيان معنى الاخص الاسلام اخص والاسلام اعم فكل مؤمن مسلم الى عكس ولكن عند الاطلاق هذا في هذا ولهذا نظائر وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة وستون جعبة فافضلها قولوا لا اله الا الله وابناء اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فهذا الحديث مطلق على الايمان الذي هو الاسلام وهو الهدى وهو وهو الاحسان فالايمان الذي اعلاه لا اله الا الله وادناه اماطة الاذى عن الطريق هو ديننا كله هو الاسلام والايمان ولهذا قال فافضلها قول لا اله الا الله ومعلوم ان لا اله الا الله هي الركن الاول من اركان الاسلام مع الشهادة بان محمدا رسول الله فجعل هنا هي اعلى ايصال الايمان فعلم بذلك ان الايمان عند الاطلاق ينظر فيه الاسلام واركانه واعماله اما عند اطلاق الايمان بالله فقط او الايمان بالله ورسوله وهو كما تقدم يدخل فيه جميع ما يذكر الله به ورسوله الصلاة والزكاة والصيام والحج والملائكة والكتاب والنبيين واليوم الاخر والقدر وغير ذلك لانه كله داخل في الايمان بالله فان لم لا بالله يتضمن الايمان باسمائه وصفاته والايمان بوجوده وانه رب العالمين وانه مستحق العبادة كما يتضمن ايضا الايمان بجميع ما امر به سبحانه وتعالى وما شرعه لعباده ويتضمن ايضا الايمان بجميع الرسل والملائكة والكتب والانبياء الى غير ذلك وقوله امنوا بالله ورسوله معناه بالله ورسوله وبكل ما اخبر الله به ورسوله وهكذا ما جاء في الحديث قل امنت بالله ثم استقم ان الذي قالوا ربنا الله ثم استغى والاية الكريمة يدخل في هذا كل ما فرض الله به ورسوله قل امنت بالله يعني به وباسمائه وصفاته وبكل ما اخبر به جل وعلا وهكذا قال ربنا الله قالوا الهنا وعبودنا وخالقنا ورازقنا هو الله. وامنوا به ايمانا الاستقامة ايمانا يتضمن الاستقامة على ما جاء به كتابه وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام فالقرآن الكريم من عادته من سنة الله فيه سبحانه وتعالى انه يبسط في مواضع ويختصر المواضع يذكر اشياء باختصار واهمال بموضع وبمواضع ويذكر تلك الاشياء مبسوطة في مواضع اخرى ليعلم المؤمن وطالب العلم هذه المعاني من كتاب الله عز وجل فلا يشكل عليه بعد ذلك مقام الاختصار مع مقام البسط والايضاح فهذا له معنى وهذا له معنى وهكذا ايماننا مطلق في بعض المواضع وفي بعض المواضع يقف عليه اشياء من اجزائه ومن شعبه تنبيها على ان هذه الشعبة من اهم خصاله ومن اعظم خصاله كما قال عز وجل ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة واتوا الزكاة بل امر وجهه عند ربهم الاية واقاموا الصلوات والزكاة من جملة الايمان والعمل الصالح لكن ذكرهما تنبيها على عظم شأنهما وهكذا قوله عز وجل فامنوا بالله ورسول النور الذي انزلناه فالنور المنزل هو من جملة الايمان بالله ورسوله لانه منز لذلك فالايمان بالنور داخل بالايمان بالله ولكن نبه عليه لعظم شأنه ولينتبه القارئ والمؤمن بهذا النور ويحمد الله على ما اعطاه من هذا النور ويستقيم عليه ويتفقه فيه وهكذا قوله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر من جملة الاعمال الصالحة والعمل الصالح من دولة الايمان بعظه لم لا؟ لمن؟ من اصل الخاص ثم اطلب التواصي بالحق والتواصي بالصبر خاص على خاص بعد عام ما التواصي بالحق والتواصي بالصبر من جملة الاعمال الصالحات ولهذا لم لم يذكر ان في ايات اخرى قال جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ولم يكن التواصي بالحق والتواصي بالصبر لانه مداخلان في العمل يقول وعملوا الصالحات كما انهما داخلة في الايمان عند الاطلاق والصواب ان عطل العمل على الامام قال اخرون انه من باب المغايرة الايمان عند الاطلاق يشمل التصديق فقط وقوله فقط العمل عليه من باب عصر المغاير اصابوا الاول انه من باب العطس على العام لان نفس العمل من الايمان فتنصت عليه من باب ذكر خاص بعد العام ثم التنصيص على الصلاة او الزكاة او التواصي بالحق او تنصيص على خاص بعد خاص للتأكيد وتعظيم المقام فايماننا عند الاطلاق يدعو فيه كل ما اخبر الله به ورسوله عما كان وعما يكون في اخر الزمان وفي يوم القيامة وفي الجنة والنار وكما ندعو فيه كل ما شرع الله كل ما امر به سبحانه ويترك فيه ايضا ترك ما نهى الله عنه ورسوله. كله داخل في الايمان عند الاطلاق واذا ذكر بعض الاعمال بالعطف عليه او ترك بعض السيئات هو من باب الخاص على العام فهكذا ما يتعلق باصول الايمان تارة تركب هذه الاصول الستة جميعا كما في الاية الكريمة ليس البر ان تولوا وجوهكم فانه ذكر فيها الخمسة وذكر القدر في ايات اخرى كما في قوله عز وجل ان كل شيء خلقناه بقدر وبقوله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا فيها مسلم الا في كتاب الى غير ذلك من الايات وذكر بعضها في ايات اخرى ولم يذكرها كلها وهكذا في الحديث ذكر بعض بعض هذه الاصول في احاديث وذكر الستة في حديث جبرائيل وفي بعض الاحاديث ذكر الايمان بالله فقط غلامة بالله المستقيم وبعضها الايمان بالله واليوم الاخر وما ذاك الا لان الايمان بالله واليوم الاخر يحظو به جميع ما امر الله به ورسوله بين المؤمن بالله واليوم الاخر يحمله ايمانه بالله واليوم الاخر على فعل كل ما امر الله به رسوله كما يحمل ايضا على ترك كل ما نهى الله عنه ورسوله ولهذا اقتصر على الايمان بالله واليوم الاخر لان من امن بالله ايمانا صحيحا وباليوم الاخر حمله ذلك على اداء واجب الله وعلى قلب محارم الله وعلى الوقوف عند حدود الله سبحانه وتعالى ومن هذا قوله عز وجل ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابحين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فله اجر عند ربه عليهم ولا هم يحزنون والايمان بهذه الاشياء امر لا بد منه ومن لم يؤمن بها فانه كافر بالله عز وجل وان اظهر اسلاما وايمانا بالظاهر لكنه بكفره بواحد من هذه الاشياء او كفره بشيء اخر مما علم من الدين انه من دين الله بالادلة المعروفة فانه يكون كافرا بالله ولا ينفعه بعد ذلك ما قر به فان هذا الدين لابد ان يقبل كله ولابد ان يحصل به الايمان كله فاذا امن البعض وكثرة ببعض هو كافر حق وبهذا يعلم المؤمن عظم شأن هذه الاصول وانها اصول عظيمة لابد منها ويذكر في الايمان بالله الايمان بكل ما اخبر به عن نفسه من اسمائه وصفاته او اخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من اسمائه وصفاته كله داخل في الايمان بالله ويدعو في ذلك انه رب العالمين وانه الخالق الخلاق الرزاق وانه الكامل في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله ويدعو فيه انه سبحانه وتعالى ارسل الرسل وانزل الكتب وقدر الاشياء وعلمها قبل وجودها سبحانه وتعالى وانه على كل شيء قدير وبكل شيء ويدعو في ذلك انه سبحانه ان ذاته اكبر الدواء وان صفاته اكثر من الصفات وان اتباعه اكبر الاسماء ومن اجمع ما ورد في ذلك في الكتاب العزيز قوله سبحانه قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقوله سبحانه اليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله عز وجل فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون وقوله عز وجل هل تعلم له سميا الى اشباه هذه الايات الدالة على كمالك سبحانه وانه جل وعلا موصول بصفات الكمال منزه عن صفات النقص والعيب فهو كما هو عن نفسه وكما اخبر عنه رسوله محمد عليه الصلاة والسلام له الاسماء الحسنى وله الصفات العلى وواجب على المؤمن ان يؤمن بكل ما اغفر الله به ورسوله. من اسماء الله وصفاته وان يمرها كما جاءت لا يغير ولا يبدل ولا يزيد ولا ينقص بل يمرها كما جاءت من غير تهريب ولا تعطيل ولا تكييف ولا تنفيذ بل قراءتها تفسيرها كما قال السلف ومن ذلك الاستواء والنزول والوجه واليد والرحمة والعلم والغضب والارادة وغير ذلك. كلها صفات الله عز وجل فتثبت له سبحانه كما جاء في الكتاب العزيز وكما جاء في السنة الصحيحة له كما اثبت السلف الصالح اهل السنة والجماعة كما اثبت الرسل عليهم الصلاة والسلام يثبتها كما جاءت ولا نحرف ولا نكيف ولا نمثل ولا نزيد ولا ننقص بل نفيدها لله كما جاءت عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام ونقول استوى ارشد السواء يليق بجلاله وعظمته ليس كما تقول الجهوية استولى فانه ليس بمغالب سبحانه وتعالى لا احد يغالبه جل وعلا وهو مستوي على كل شيء جل وعلا ولكن الاثم صفة خاصة معناها العلو والارتفاع هو عاري فوق خلقه ومرتفع على جميع خلقه بسواء يليق به سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا كما قال مالك رحمه الله اسمعوا معلوم وكيف مجهول والايمان بايوان وكما قالت ربيعة وكما قالت ام سلمة رضي الله عنها وكما قال اهل السنة والجماعة والصفات معلومة وكيفها مجهول هذا هو طريق الصفات كلها. العلم والرحمة والغضب والوجه واليد. والقدم والاصابع وغير ذلك مما جاء في الايات دربها وطريقها واحد هكذا نزول هل النزول ينزل ربنا الى السماء كل ليلة حين يلقى ثلث الليل الاخر في الحديث الصحيح نؤمن به دربها وصديقها واحد. هكذا النزول ينزل ربنا الى توعد كل ليلة حينما الى اخر الحديث الصحيح. نؤمن بالنزول بالله اما كيفيته والله يعلمها سبحانه وتعالى. انما نؤمن ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم. نقول ينزل بلا قيد كما يشاء سبحانه وتعالى نزولا يليق بجلاله وعظمته لا ينافي علوه وفوقيته سبحانه وتعالى وهكذا استواؤه على عرشه لا ينافي علمه بالاشياء واحاطته بالاشياء وانه مع عباده ومع اهل طاعته مع مع عباده بعلمه واطلاعه سبحانه كما قال عز وجل وهو معكم اينما كنتم هذا لا ينافي علوه سوء العرش وهو معنا بعلمه واطلاعه وهو سبحانه وتعالى كما يشاء وكما اخبر جل وعلا اه بغير تحريف وهو مع اولياءه ولطاعته بعلمه وتأييده ايضا عنايته بهم وكلاءته لهم ونصره لهم وتأييد لهم فهما معيتان معية عامة تقبل العلم والاحاطة ورؤية العبادة وانه لا لا تخفى عليه خافية ومعية خاصة مع انبيائه واطاعته لا تحزن ان الله معنا. انني معك ما اسمع وارى. اصبروا ان الله مع الصابرين بامثالها. فهي معية خاصة تقتضي الحفظ جاءت والسيد والتوفيق مع العلم والاصلاح وهو معكم لو كنتم مالية عامة تقتضي العلم باحوال العباد وانه يراهم وانه لا تخف عليه قافية بل كلهم سبحانه وتعالى وهذا كله لا ينافي علوه جل وعلا وقضيته. فليس كما تقولون الجهوية والمعتزلة واشباهه من حلوله في كل مكان لعل الله علوا كبيرا. بل الله سبحانه فوق خلقه وفوق عرشه كما اكبر وعلمه في كل مكان هناك مختلطا بالخلق سبحانه وتعالى فاهل السنة والجماعة يأخذون من قول من الايمان بالله الايمان بكل ما امر به ورسوله والايمان بجميع اسمائه وصفاته كله داخل في الايمان بالله على الاطلاق فايمنوا بالله ربا ومعبودا بحق وكان في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله يخلق ويرزقه ويعطيه ويمنعه ويحفظه ويرفع الى غير ذلك فهو المعبود بالحق وهو الخلاق العليم هو الرزاق لعباده وهو على كل شيء قدير وهو الكامل في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله لا شبيه له ولا ولا نظير له وهو مع ذلك يسمع ويعلم ويرى ويرحم اذا شاء ويغضب اذا شاء ويعطي ويمنع الى غير ذلك من سبحانه وتعالى. وكل هذه الصفات لا يجوز بها صفات خلق فصفاته تليق به عز وجل وصفاته تليق بنا. وصفاته لاهل البقاء ولها الدوام ولها الكمال. وصفات العباد لها النقص ولابن حلال كل هذا داخل في الايمان بالله عز وجل. ويدخل في الايمان بالملائكة الامام المجمل والمفصل فالملائكة قسمان كسب نعلمهم وسوى سمو لنا ونؤمن بهم وباسمائهم تفصيلا كجبرائيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت وما اشبه ذلك ما جاء بالتفصيل والبقية نؤمن بان لله ملائكة كما امر اهله سبحانه وتعالى قال فيهم جل وعلا بل عباده مكرمون لا يسبقونه بقول وهم بامره يعملون ونؤمن بانهم اقسام منهم موكل بنا لحفظ اعمالنا وكتابتها منهم موهلون بالسياحة في هذه الارض يحضرون مجالس الذكر ويستمعون لها ومنهم الذين يتعاقبون فينا ليلا ونهارا ومنهم الكروبيون الكروبيون الذين يحيطون بالعرش ومنه ومنه ذلك وقد جاء في الحديث الصحيح انه يدخل البيت المعمور عليه في السماء السابعة على وزان الكعبة يدخل كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعود ليلة لا يعود اليه اكرم عليه هذا يدل على كثرته وانهم ذنوب لا يحصيهم الا الله عز وجل فنون بهم اجمالا وتفصيلا والعباد مكرمون ليسوا بشرا وليسوا جنا ولكنهم خلق اخر من النور كما في الحديث الصحيح من النور لهم جان اخر يتشكلون كما يشاء الله عز وجل ولهم اعمال ولهم صفات تليق بهم بعضها علمناه من السنة تارة في صورة فلان وتارة في صورة فلان وتارة في صورته التي خلقه الله عليها له ست مئة جناح وصلاة في وسورة الانسان المجهول اعرابي لا يعرف لما جاء يسأل عن الاسلام والايمان الى غير ذلك المقصود انهم يتلونون بالالوان التي يريدها الله جل وعلا وانشاءها سبحانه وتعالى وله خلقة يعلمها الله عز وجل اذا وهم لو اجنحة كما اخبر الله في كتابه العظيم في سورة فاطر الى غير ذلك مما اخبر به الكتاب والسنة. فنؤمن بما جاء الكتاب والسنة تفصيلا ونؤمن بهم على سبيل الاطلاق والاجمال اذا فيما لا فيما لا نعلم من وصفاتهم واعمالهم وهكذا مسألة كتاب في كتب الباب واحد يؤمن المؤمن بكتب الله اجمالا وان لله كتبا انزلها على رسله وانبيائه لا نحزيها نحن ولكن نؤمن بها ايمانا ونؤمن بما فيها ايمانا اما تفاصيلها وما فيها فالى الله سبحانه وتعالى ومنها ما سمي لنا كالتوراة التوراة والانجيل والزبور وصحون موسى وابراهيم وكتابنا العظيم القرآن الكريم نؤمن بهذه الكتب التي سميت لنا وما لم يسمى لنا نؤمن بان لله كتبا انزلها على رسله وانبياءه لا يحصيها الا هو جل وعلا. ولا يعلمها الا هو الا بلص يثبت لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان شيء من ذلك وهكذا الرسل الاصل الرابع الرسل كذلك فيهم تفصيل وفيهم المال فنؤمن بهم اجمالا وان لله رسلا ارسله من الناس مهمتهم دعوتهم الى الله. ولقد بعثنا في كل امة رسولا اعبدوا الله واجنبوا الطاغوت وما ارسل من قوله انه لا اله الا انا عابدون فلله رسله لله رسله سبحانه وتعالى ارسلهم الى عباده اما احصاؤهم و بيان اسمائهم هذا اليه سبحانه وتعالى لكن جاء في حديث ابي ذر وجاءت له شواهد من حديث ابي امامة وغيره ما يدل على ان الرسل ثلاث مئة لكنها اسانيد لا تخلو من مقال فهي يعني يمكن ان تحسب بعلاج الحسن لغيره لانها جاءت من طرق عن ابي ذر وغيره فقد يقال انها من باب الحسن لغيره وانها مقبولة. وقد يقال بالتوقف في ذلك لان كل شأن لا يفهم مقال فالحرص انه سمي انها سميت في بعض الاحاديث حديث ابي ذر وغيره سمي عددهم ثلاث مئة وبضعة عشر رواية ثلاثة عشر بضعة خمسة عشر والانبياء جاء في اكثر الروايات انهم مئة الف واربعة وعشرون الفا كلهم انبياء وفي رواية مائة وعشرون الفا ولكن فيها بعض المقال والحاصل ان الانبياء والرسل يوم غفير لكن علمه بالقطع الذي لا شبهة فيه الى الله سبحانه وتعالى اما الروايات فقد جاء فيهم عدة روايات لا تخلو من مقال وهي مشتملة على ان الرسل ثلاث مئة وبضعة عشر خمسة عشر والانبياء جمع غفير مئة الف واربعة وعشرون الفا فالحافظ انه شيء كثير يؤمن بهم على الاطلاق والايمان وعن الله رسلا وانبياء اوصل ببين الحق وارشاد الخلق كما قال عز وجل وما ارسل من قبلهم من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا اتمنى القى الشيطان في نبيه الاية وقال سبحانه وتعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وقال ولقد ارسلتنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقص الاية. فالله له رسل وله انبياء كثيرون لا يحصيهم الله جل وعلا. وقد جاء فيهم ما سمعتم فعلينا ان نؤمن بذلك ايمانا وتفصيلا اهمالا بانه ثقيف وجمع غفير ومهمتهم عظيمة وهي دعوة الناس الى توحيد الله ونهي الناس عن الشرك بالله وبيان شرائع الله لهم وامرهم بما امر الله به ولا يؤمن الله عنه. هذه مهمتهم ونؤمن بالتفصيلا بما سمي منهم كنوح وابراهيم وموسى وعيسى وداوود وسليمان واعود وصالح ونوح ونحو ذلك. وادم من جملتهم وقد جاء في بعض الروايات التي من حديث ابي ذر وغيره انه نبي مكلف ومعلم. وجاء في بعضها انه رسول وهو لا شك انه يوحى اليه. وانه على شريعة انما الشك هو نبي الرسول او نبي فقط على اختلاف الروايات في ذلك. فالمقصود ان هذا من جملة الانبياء بلا شك وانه على شريعة وعلى وحي وحديث جمع الناس يوم القيامة و تقدم المؤمنين الى نوح وقولهم لا يا نوح انت اول رسول ارسله الله الى اهل الارض يحتج به على ان ان نوح اول الرسل وان هذا النبي مكلف فقط ولو صح انه رسول بل معنى انه رسول الى ذريته بخلاف نوح فان ارسل الى الارض. اما لما ادم فغسل ذريته بشريعة خاصة لا ليس قبل وقوع الشرك. اما الناس الى اهل الارض جميعا من ذريته وغيرهم وارسل بعد وقوع الشرك اه اه نوح رسل الى الارض بعد وقوع شركهم فهو اول الرسول بهذا المعنى اول رسول الله للارض بعد وقوع الشرك والى ذريته وغيره وقد يقال انه مثل مثل نوح كما من ادم كما قال الله جل ذريتهم الباقين وهو مرسل الى ذريته هم الذين بقوا. المقصود ان روحا هو اول الرسل الى اهل الارض بعد وقوع الشرك او مطلقة ثبت ان نوح ان ادم رسول لا يكون قول الناس يوم القيامة انت اول ارسل الله الارض معناه انت اول بعد وقوع الشرك بعد الناس الى كافر ومسلم واما ادم فهو امر اول الرسول يا عوف مطلقا هذا اذا صح انه رسول والاحاديث في ذلك فيها ضعف عن ابي ذر وغيره. اما كونه نبيا فلا اشكال فيه ولا تعارض معه ولا تعارض في ذلك ما بينه وبين قوم وقوم نوح هو لرسل على الارض لانه رسول ونبيه بخلاف ادم فانه نبي فقط على احدى الروايتين عن ابي ذر وغيره فنؤمن بالمسمين من الرسل والانبياء. واما من لم يسمى منهم فنؤمن به ايمانا. وان لله رسلا وانبياء بعثه سبحانه الى الارض واوحى اليهم جل وعلا وامر الناس بالتبليغ واوحى الى الانبياء بشرائع يعملون بها يسيرون عليها هذا كله حق ولكن تفصيلهم واسماؤهم الى الله عز وجل الا من الا من صح النقل باسمه وبيان تسميه الكامل كنوح وموسى وابراهيم وغير ذلك. وهكذا نقول في اليوم الاخر الباب واحد يؤمن به ايمانا وتفصيلا هذا الاصل الخامس نؤمن بما سمى الله بين الاخرة والجنة والنار وغير ذلك وما سوى ذلك نؤمن به على سبيل الاجمال وان هناك جنة ونارا النار انواع من العذاب في الجنة انواع من النعيم جاء مفسرا يا حبيب ذلك النوع من العذاب وذلك النوع من النعيم وهناك اشياء لم نسمع عنها ونؤمن بها على سبيل الاجمال فيما يتعلق بانواع العذاب وانواع النعيم وهكذا ما يتعلق بالصراط والميزان والصحف وغير ذلك موقف ما ما جاء به الرسول مصرحا ما سماه لنا وصرح به لنا امنا به على سبيل التسليم وعلى حسب علمنا بالاحاديث وما لم يبلغنا يكفنا فيه الامام المجمل يوم القيامة واليوم الاخر وما فيه من اهوال وجنة ونار وغير ذلك وهكذا قدر هو الاصل السادس نؤمن به كما جاء في النصوص والايمان به يشمل اربعة اشياء كما هو معلوم يشمل العلم بان الله سبحانه وتعالى قد علم الاشياء كلها واحصاها وانه لا تخفى عليه خاف جل وعلا هذا اصل نؤمن به ونعلم ان الله جل وعلا عالم كل شيء. وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية لا دقيقا ولا دليلا بل يعلم كل شيء سبحانه وتعالى. ان الله بكل شيء عليم. وبهذا الرد على الجهمية والمعتزلة الذين انكروا هذا العلم ولهذا قال الشافعي رحمه الله في حقهم ناظرهم بالعلم كفر بان الله علم الاشياء هذا هو القدر لانك لا تقع على خلاف علم الله متى علم الله الاشياء فمستحيل ان تقع على خلاف عند الله لان وقوع على خلاف علم الله يكون جهله ويجعل العلم جهلا اما جهدوا ذلك وقالوا لا يعلم فهذا كرم وضلال وتكذيب لله سبحانه وتعالى ونسبة له الى الجهالة وهذا تنفس عظيم يوجب كفر من قال الامر الثاني الكتابة قال الله بما كتب الاشياء سبحانه وتعالى كما قال عز وجل ما اصاب مصيبة في الارض ولا فيها مسلم الا في كتاب من قبل ان نبرأها وقال عز وجل ام تعلم ان الله يعلم المستغفرين ان ذلك في الكتاب ان ذلك على الله يسير المقصود انه كتب الاشياء جل وعلا وهكذا حديث عبد الله بن عمرو ان الله قدر وقدر قبل ان يغلق السبع والخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء فكتابة الاشياء التي اوجدها سبحانه او سيوجدها امر معلوم. جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام فعليه ان نؤمن بذلك وان وان الله كتب الاشياء كلها وعلمها واحصاها وانها في مرأى منه ومسمع لا يخفى عليه شيء جل وعلا والله سبحانه على كل شيء عليم وعلى كل شيء قدير سبحانه وتعالى. الثالث مشيئته النافذة قال ما شاء الله كان وما لم يشركون وانه لا يكون شيء في بدون مشيئته جل وعلا بل ما شاء الله كان وان لم يشاء الناس قل لمن شاء ولم يكن وان شاءه الناس فلا بد من الايمان بهذه المشيئة. ما شاء الله كان وما لم يستغفر. قال عز وجل من شأنه يستقيم. وما تشاؤون الا ان شاء الله رب العالمين لمن شاء ذكره وما يذكر الا ان شاء الله والمقصود انه سبحانه ومشيئته كاملة النافذة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون سبحانه وتعالى كل شيء قدير سبحانه وتعالى. الثالث مشيئته النافذة وان ما جاء الله كان وما لم يثلكه وان لا يكون شيء بدون مشيئته جل وعلا بل ما شاء الله كان وان لم يشاء الناس ومن لم يشاء ولم يكن وان شاءه الناس فلا بد من الايمان بهذه المشيئة. ما شاء الله كان وما ليس لم يكن. قال عز وجل من شأنه يستقيم وما تشاؤون الا ان شاء الله رب العالمين لمن شاء ذكره وما يذكر الله ان شاء الله والمقصود انه سبحانه ومشيئته كاملة النافذة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له قم فيقول سبحانه وتعالى والامر الرابع قدرته على الاشياء وخلق هنا وايجاده لها وان نؤمن بانه سبحانه على كل شيء قدير وانه الخلاق العليم وان جميع الاشياء الموجودة هو الذي خلقها ووجدها. وهكذا في المستقبل لا احد يشارك في ذلك. بل هو الخلاق هو الرزاق وهو الذي على كل شيء قدير وبكل شيء سبحانه وتعالى هو الغالب ولكل شيء والعالم كل شيء. والقادر على كل شيء. يشمل هذا كله. يشمل علمه بالاشياء. يشمل ايماننا بعلمه بالاشياء. وكتابة لها وايماننا ايضا بانه ما شاء الله كان وما لبث لكم وايماننا ايضا بانه كان خلاق في كل شيء. وان جميع الاشياء وخالقها مجيبها سبحانه وتعالى وبهذا الرد قال من قال خلاف ذلك من المعتدلة وغيرهم فان من انكر مشيئة الله وقال انه كفر ما لا يريد فهو مكذب لله عز وجل سبحانه وتعالى فلابد من الايمان بانه على كل شيء قدير وان ما شاءه كان وما اراده ارادة كونية كان انما امره اذا اراد شيئا ان يبلغكم فيكون اما الارادة الشرعية التي تشتغل بمعناها الرضا بالشيء والامر به هذه لا يلزم وجود مرادها انما كلامنا بالارادة القوية التي معنى المشيئة. هذه لا يتخلف مرادها ابدا كما قال عز وجل ومنكم من يرد الله ويهديه يشرح صدره للاسلام قال سبحانه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول لكم فيكون الى امثالها من الاعياد هاي ارادة كونية لا يتخلف مرادها ابدا. بل هي بمعنى المشيئة اما الارادة الشرعية فقد خلف مرادها فقد اراد الله من العباد ان يعبدوه وامرهم بذلك فمنهم من عبده واطاعه ومنهم من اباؤهم الاكثرون الارادة الشرعية كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم يريد الله ان يبين لكم الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حميد فقد بين سبحانه وتعالى وهذا ما جاء وتاب على ما جاء ولكن بعض الناس ما بين له هذه الاشياء كما في الف رسل وبعض الناس مات على جهله وبعض الناس لم يهتدي بين له لم يهتدي وبعض الناس لم يتب عليه. بل خذل ومات على كفره وضلاله هذه ارادة شرعية يريد الله ان يخفف عنكم ايراد شرعية الكفر على قوم ولم يخفف على الاخرين معنى ذلك انه امر بهذا ورمي هذا واحب هذا لكن من الناس من وفق لهذا الشيء ومنهم من يوفق له من الحديث ما جاء في الحديث الصحيح يوم القيامة فيقال له لو كان خمير الارض ذهب لكنت مهتدا به فيقول نعم فيقول الله جل وعلا قد اردت منك وانت بتصلي ابيك ما هو ادنى من ذلك؟ طلبت منك الا تفتكري فأبيت الى الشرك قال طردتموك يعني امرتك اني اردت الارادة الشرعية لا الكونية اراد منه سبحانه وتعالى بما جاء على هزة الرسل ان يعبد الله ولا اشرك به هكذا جاءت الرسل بهذا من الله لكنه ابى الا ان يشرك بالله عز وجل ولم يقبل هذه الارادة الشرعية ولم يقبل اوامر الله فصار بهذا كافرا ومشركا لكونه لم يقبل ارادة الله الشرعية لم يقبل امره ولم يقبل نهيه ولا عكس ذلك وابى هذه الارادة الشرعية التي معنى الرضا ومعنى المحبة ومعنى الامر فالقدر هو قدرة الله كما قال رحمه الله وقدر قدرة الله فمن امن بهذه الامور الاربعة العلم عند الله سبحانه بالاشياء كلها وكتابته لها وامن ايضا بان ما شاء الله كان وما لبس الركن وامن ايضا بانه سبحانه خالق الاشياء وموجدها فقد امن بالقدر ايمانا كاملا وقصر في ذلك وقد قصر في ايمانه بقدر ولم يسر على منهج اهل السنة والجماعة. ولا يؤمن بالقدر على حقيقته من امن ببعضه وكفر ببعضه كالمعتزلة واشباهه ثم هذا الايمان بالقدر لا يلزم منه ان العبد مدهور وانه لا لا له ولا مشيئة له. وانه كان تعبان وايها الرياح هكذا وهكذا او كالريثة بالهوى او ما اشبه ذلك لا كما تقوله الجبرية حاشا وكلا بل له اختيار وله مشيئة وله ارادة وله عاقل يميزه ولكن هذه المشيئة وهذه الارادة وهذا الاختيار لا يكون في شيء الا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى لمن شاء لمن يستقيم وما تشاء الا يشاء الله رب العالمين فهو مخير ومزير مغير من جانب لان الله اعطاه عقلا واعطاه بصيرة واعطاه سمعا واعطاه بصرا واعطاه ادلة ومكده من الايمان والعمل فهو قادر وله ارادة وله مشيئة يقدر ان يتعاطى المعصية ويقدر يكف عنها. ويقدر ان يطيع ويقدر ان يعصي. ويقدر ان يتصدق ويقدر الى غير ذلك له مشيئة وله اختيار ولا هو مسير من جهة اخرى وهو انه انه ليس له مشيئة الا بعد مشيئة الله. ولا اختيار الا بعد اختيار الله هو لا يستقل بالاشياء بل متى جاء فقد شاء الله لقبله ولا يمكن ان يشاء شيئا ما شاءه الله فهو فهو عبد مأمور منهي له ارادة خاصة وله مشيئة خاصة بعد مشيئة الله وبعد ارضاءة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال عز وجل وليسيركم البر والبحر فاخبر انه سيء الناس وقال او لم يسيروا في الارض هو سير مسير هو سائر لما اعطاه الله من العقل والاختيار والمشيئة والمسير لما سبق في علم الله من من القدر السابق الذي لا يمكن ان يخالفه العبد ولا ان يحيد عنه وبهذا يعلم مؤمن الفرق بين عقيدة السلف الصالح وعقيدة المعتزلة وقعت عليه النفاءة وعقيدته القدرية المدبرة في اثبات القدر حتى قالوا ليس للعبد مشيئة ولا اختيار. وقد اخطأوا في ذلك. واصابوا في الايمان بالقدر وقدره ان شاء الله في اركابهم غلوا في نفي القدر وفرطوا في وغلوا في النفي فهو اخطأ في هذا ولكنه اثبتوا يعني غلوا في اثبات المشيئة وغلوا في اثبات الارادة للعبد فجأوا في حق الله حيث انكروا قدره وافرطوا في ذلك وفرطوا في ذلك وافرطوا في المشيئة وغلوا في اثبات مشيئة العبد هو الحق جاء بينهما الحق اخذ ما عند الطرفين اخذ ما عند الطرف الاول من الايمان بالقدر ورفظ ما عنده من الجبر من الجبر واصل ما عند الثاني الطائفة الثانية من الايمان بمشيئة العبد وان له مشيئة واختيار ورفض ما هم عليه الا بالقدر فالحق مجمع القولين والباطل الذي عندهما يجب ان يقترح فاهل السنة والجماعة اخذوا ما عندهم من طرفي الحق وتركوا ما عندهم من طرفي الباطل وهكذا يجب على اهل الحق اذا ردوا على اهل الباطل ان يفصلوا وان ينصفوهم فيقول لهم قلتم كذا وقلتم كذا فنحن معكم في هذا ولسنا معكم في هذا. نحن معكم بالحق الذي بينتموه. مثلا مع الجبرية ولسنا معكم بان العبد مجبور ليس له اختيار ولا مشينة. ويقال المعتدين واشباههم. نحن معكم بان عبده مشيئة ولا اختيار. ولكن لسنا مع في تجديد الله وانكار علم الله وانكار مشيئة الله لست معكم بهذا بلى بلى فنحن معه بالحق وليس معه بالباطل وهكذا يقال للشيعة واسماء الشيعة نحن معكم في محبة اهل البيت ومحبة علي رضي الله عنه وارضاه وانهم اعوانهم على هدى وانه من خيرته صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لسنا معكم في في انه معصوم ولسنا معكم بانه خليفة بعد رسول الله فقبله ثلاثة وجمعه فيه انهم يعبدون من دون الله ويستغاث بهم وينذرون لهم ونحو ذلك لا لسنا معهم بهذا انتم مخطئون بهذا. لكن نحن معكم في محبتهم والترضي عنهم والعلم بانهم خيرة لعباد الله يعني الذين اتقوا الله منهم كاريين رضي الله عنه وابنائي الحسن والحسين وابنه محمد ونحو ذلك. وهكذا جميع الطوائف الباطلة نأخذ مع ما معه من الحق ونقر لهم به وانا معكم الحق كذا وكذا وكذا نحن ننصبكم نأخذ بهم ونرضاك ونقول ولكن هذا الباطل اللي معكم كذا وكذا وكذا لا لسنا معهم ونقيم الحجة على ذلك ونبين لهم سبل السلام في ذلك وبهذا يتضح ويتبين ان هذه الاصول الستة هي اصول هي اصول الدين وهي الجامعة في كل ما اخبر الله به ورسوله ومن استقام عليها صدقا ادى اعمال الاسلام وادى اعمال الايمان واستقام على لله لان ايمانه بالله وبهذه الاصول يقتضي اداءه ما اوجب الله عليه من اصول الاسلام ومن بقية اعمال الايمان ويقتضي تصديقه بكل ما امر الله بهم رسوله واذا جحدها او جحد شيئا منها فقد جحد اصلا عظيما يوجب كفره وضلاله وخروجه من الدائرة الاسلامية فالمقصود ان هذه الامور امور عظيمة. واصول اساسية لهذا الدين. فمن فمن فقدها وفقد واحدا منها فلا اسلام له ولا دين ومن استقبلها صدقا وايمانا فانه بهذا يستغفر الى الله ويستكمل شريعة الله ويقف عند حدود الله لان ايمانه صادق يحمله على ذلك ومتى وجدت خللا منه في اي امر من ما اوجب الله او بشيء ما حرم الله فاعلم ان اذا نشأ عن ضعف في الايمان او عن عدم الايمان فقد يختلف هذا الواقع منه فقد يكون عن عدم الايمان صحيح؟ ما هناك باب صحيح كالذي لا يصلي هو على الصحيح لا ايمان عنده. ولهذا قول الصواب انه كافر. كفرا اكبر وكالذي يستهزئ بالله او برسوله او بالجنة او بالقرآن او ما اشبه ذلك هذا الاستهزاء والتنقص دليل على ان ايمانه دعواه الايمان باطلا انه ليس عنده ايمان يحجزه عن الاستهزاء بالله ورسله وهكذا الذي يفيد المصحف يلطخه بالنجاسة او يجلس عليه ويعلم انه نصح كتاب الله. هذا دليل على انها ان هذا الرجل لئيم تعليمات. لو كان عنده ايمان صحيح عجزه عن هذا وهكذا مذهب الرسل او كذب بعضهم يكون يكون عمله هذا دليلا على ان ايمانه ليس بصحيح بل هو من هو دعوة وهكذا اسلامه ليس بصحيح وعلى هذا يقاس بقية الامور التي تقع منها الناس. وان امنوا ببعضها ومن ذلك قوم زينة لما صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به وصلوا مثلا وصاموا ولكنهم ادعوا ان مسيلمة صاروا عند اهل العلم والايمان واصحابهم بعدهم كفار بلال ولو صلوا ولو صاموا ولو قالوا ان محمدا رسول الله لانه لما قالوا انه شريك في الرسالة كفى هذا لان القلب ختم النبيين فلما ادعوا ان كذبوا بهذه الاية وصاروا كفارا بذلك. كما كذبوا بالاحاديث وهكذا لما امنوا بان غلام احمد نبي وانه يوحى اليه صار من امن منهم منهم بهذا كافر لانه مكذب لله ورسوله فصار بهذا كافرا وان صلى وصام وزعم انه مسلم وهكذا ما اشبه ذلك فلو انه صلى وصام ولكن لم يؤمن بان الجنة حق اولى بان النار حق او قال ان النار ليست حقيقة بل على عذبة عذبة لاهلها ونعيم لاهلها كما يقول ابن عربي الضال محبين هذا انكار لكتاب الله وانكار لسنة رسول الله. اذا جعل النار نعيما لاهلها وعذبة لاهلها ليست عذابا وانها نعيم ليست نارا ولا عذابا هذا معناها مكافظة والتكذيب لله ورسوله والاتيان بالصفسطية التي لا لا وجه لها بالكلية نعوذ بالله. هم. فالمقصود ان الامور تؤخذ على ظهر الكتاب والسنة وعلى ما امر الله به ورسوله وعلى ما له الامة ومن ابى ذلك وادعى خلاف ما يقتضيه هذه الاصول فان ذلك تلك الدعوة تدل باطلة او فيها نقص بسبب ضعف ايمانه وضعف اعماله الصالحة التي دل ما تعاطاه من ذلك على ضعف في ايمانه وظعفه فيه دعواه الاسلام والايمان لان اعماله تدل على باطن امره والاعمال والاقوال الظاهرة تدل على ما في القلوب. وكما اننا اهل القلوب من الايمان الصحيح يدعو الى يحمل على الاعمال الصالحة وعلى الاقوال الصادقة وعلى الوقوف عند الحدود التي حدها الله ورسوله وهذا واضح بين جدا لمن تأمل هذه الامور واعطى حقها من العناية والنظر في كتاب الرب عز وجل وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام النظر في كلام اهل العلم والايمان فان في كلامه من الخير والفائدة العظيمة والتوجيه والشرح ما ينفع المؤمن وما يدل على الطريق وما يرشده الى اسباب النجاة وما يعينه على الرد على اعداء الله وعلى خصوم الشريعة ويبين بطل ما هم عليه. واسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وان يرزقنا واياكم الايمان الصادق والعمل الصالح. وان يمنحنا الثبات على الحق حتى نلقاه سبحانه انه سميع قريب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان