وعن نمير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرة الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها. فهجرته والى ما هاجر اليه متفق عليه. وبالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله ايه واصحابه من اهتدى بهداه اما بعد هذه الايات الكريمات اما الاحاديث النبوية كلها تتعلق بالاخلاص بالعمل وان الواجب على كل مكلف ان يخلص لله في اعماله الله يعبده وحده دون كل ما سواه وان يكون ذلك على طبق شريعة محمد عليه الصلاة والسلام. هكذا يجب على جميع المكلفين ان يعبدوا الله وحده ويخلص له عمل على مطابقة الشريعة التي بعث بها نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فان العمل له شرطان التقرب الى الله والعمل الصالح هو شرطان احدهما الاخلاص لله وان تكون النية لله والشرط الثاني موافقة الشريعة كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا يعني موافقا للشريعة ولا يشرك بعبادة ربه احدا ويقول جل وعلا وما امروا الا ان يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقول جل وعلا قل ان تخضوها في صدورها يعلمه الله. ولا يخفى على خالته جل وعلا ويقول سبحانه فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون فالواجب على الجميع المكلفين في اعمالهم واقوالهم الاخلاص لله والتقرب اليه في عباداته من صلاة وصوم وحج وصدقات وجهاد وغير ذلك يجب ان يكون العمل لله وحده يقصد به وجهه والقربة اليه وطلب ثوابه حتى يحصل الاجر والثواب من الله عز وجل وحتى تبرأ الذمة ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى من صلى لله فصلاته لله ومن صلى للرياء فصلاته للرياء وهكذا من حج او صدق او جاهد او نحو ذلك للريا فله الرياء ومن قصد وجه الله والدار الاخرة فله نيته وله قصده النية لها شأن عظيم ومقام عظيم في اعمالك يا عبد الله الظاهرة والباطنة فالهجرة وصيام والصدقة والجهاد والحج وغير ذلك كله يحتاج الى النية لله وان تكون قصدت وجه ربك ترجو ثوابه وتخشى عقابه فالانسان يخرج من بيته قاصدا عملا صالح فله اجره قاصد عملا سيئا فعليه وزره اذا فعله ولا حول الا بالله