بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد وان كان اهل الجاهلية يكشفون عن وجوه نسائهم الا من ارادت العفة لنفسها او ارادة لها اولياؤها وكان من عادتهم التبذل واظهار المحاسن وعدم المبالاة ومن مضى على الناس في اول الاسلام شيء من هذا وترك الناس على حالهم عدم الحجاب ثم ان الله جل وعلا انزل ايات الحجاب وكان من اسباب ذلك عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله انه يدخل على لسانك البر والفاجر فلو اراد بحجابهن فانزل الله جل وعلا ايات الحجاب ولله حكمة بالغة بتأخير نزول الايات الدالة على وجوب الحجاب فكان الواجب ان تنتهي هذه المشكلة عند نزول الايات وعند وجود الحق فما كان من سخور في نساء المسلمات في نساء المسلمات فانه كان قبل نزول ايات الحجاب اما بعد الاية الحجاب فالمسلمات ممتثلات لامر الله عز وجل وازواجهن كذلك واولياؤهن كذلك وليس من قوله عز وجل واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وهذا في سورة الاحزاب وهي نزلت بعد وقعت الاحزاب والاحزاب كانت في السنة الخامسة من الهجرة والله بين جل وعلا ان الحجاب اطهر لقلوب الجميع للرجال والنساء جميعا فاذا كان اطهر فالايمان يطلب بعض الناس ازالة الحجاب الذي هو من اسباب ازالة الطهارة اذا زال ذلكم اطهر من قلوبكم وقلوبهن واذا كان هذا بحق نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن اطهر النساء وافضل النساء في عصر هو عصر خير القرون فما ظنك بمن جاء بعدهن فمن جاء بعدهن فهو في اشد الحاجة الى ذلك للظرورة الى ذلك لان ذلك يعين على البعد عن الفساد ولان التقوى كلما قلت طاعة الحاجة الى الحجاب اكثر وما بعد عصر الصحابة اقل تقوى من عصر الصحابة وهكذا لا في عون والذي بعده شر منه حتى تلقى ربه الجملة ثم قوله جل وعلا يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن والجبال ما تراه المرأة فوق رأسها وفوق ثيابها زيادة في التستر تذكر به وجهها ويديها علاوة على ما عليها من الملابس ولم يقل الا وجهها وكفيها في هذا المقام ولا في قوله واذا سألتم الموتى فاسألوهن من وراء الحجاب لم يقل الا وجهها وكفريها من اطلق الامر بذلك فدل ذلك على انه لجميع اجزاء المرأة ولانها عورة ولان وجهها وكفيها عنوان عنوان جمالها او دمامتها المرأة تعرف جمالها و ظله من وجهها واطرافها فدل ذلك على ان السترة لهذا من اهم المهمات حتى لا تكون وحتى ما يطمع فيها اصحاب الهوى والانحراف وهكذا قوله جل وعلا ولا يبدن زينتهن الا بمعولتهن وابائهن الى اخر الاية فلو كان هذا الحجاب لا يشكر وجهها وكفيها فما هو المستثنى حينئذ لمحارمها لولا ان هذا هو المقصود لم يأتي قوله جل وعلا ولا يبدين زينتهن الا لمخلفهن. ليس المقصود بل يدين الرأس او الصدر او نحوه الا المعونة المقصود الزنا التي يستدل بها على جمالها وظهورها من اسباب الفتنة انما تظهر لمحارمها لا لغير محارمها واما قوله جل وعلا الا ما ظهر منها فقد فسره ابن مسعود رضي الله عنه بانه ما يظهر من الملابس التي لا يمكن كثرها يعني الملابس لا بد منها او ما ظهر منها من غير قصد في نظر الفجأة كما جاء في الحديث الصحيح لما سأل سئل النبي نظر الفجأة قال اصمت بصرك فان الذي لا يتعمد اظهاره والله جل وعلا في هذه الايات واطلق الحجاب والنهي عن داء الزينة والامر بالجلباب ولم يستثني شيئا ثم قال في القواعد والقواعد من النساء اللاتي لا ينكاحن نكاحا فليس عليهن جناح ان يضع ثيابهن خير مسرية بزينة وان يستعجلن خير لهن القواعد هن العجائز اللاتي لابد من النكاح لكبر سنهم ثم شرب في ذلك ان يكون غير متبرجات بزينة فتبرجت ولو كانت عجوزا وجب عليها الستر والحجاب لان الكل سقط لها لاقطة قد يفتن بها بعض الناس ثم قال وان يستعففن خير لهن فهن عجايب جزاهن بالحجاب خير لهن فاذا كان العجايز اللاتي لم يتبرجن بالزينة بالحجاب خير لهن وابعد عن الفتنة فكيف بحال غير العجائب واما الشبه التي تعلق بها بعض الناس وان كان بعض من تكلم في ذلك ممن نعرف عنه خيرا واستقامة الدين ولكن كل انسان قد يغلط قد يتأول شيئا يظنه مصيبا وهو مخطئ ومن تكلم في هذا باخلاص وصدق وطلب للحق هو بين امرين اما مجتهد ومصيب فله اجران واما مجتهد مخطيء فله اجر واحد على اجتهاده ويهوده اجر الصواب وسمعتم الشبهاء وسمعتم الرد عليها اما حديث ابي بكر وهو انها دخلت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليها ثياب الرقاب فاعرض عنها النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا اسماء وهي اختي عائشة رضي الله عنها وهي اكبر من عائشة وهي زوجة الزبير. وهي ام عبد الله بن الزبير الذي ولدته في اول الهجرة. قال باينة المرأة اذا حاضت اذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا وهذا واشار الى وجوه كفيه هذا لو صح لكان صريحا ولكنه غير صحيح ثم لو صح امكن ان يحمل على ما كان قبل الحجاب لانه قبل الحجاب يكشفون وجهه والكفين وليس من حجم ما يدل على انه بعد الحجاب لكنه في نفس الامر ليس بصحيح بالعلل التي سمعتها فهو من رواية خادم البريك عن عائشة ولم يسمع منها هو موضع وعند العلماء ان الحديث المنقطع لا يصح ولا يحتج به ثم في قلة اخرى وهي ان بعيد الذي رواه عن قتادة ويحتج بحديث لضعفه ثمان قتادة عن خالد والمدلف اذا عنعن ولم يصرح بالسماع لم تقل روايته حتى يصرح بالسماع واما حديث تفاعل الخدين وهي التي قد اسود خداها سواد الخدين هذه اما ان تكون عجوزا كما قال الله القواعد فلهذا ثبت عنها النبي صلى الله عليه وسلم واما ان يكون هذا قبل الحجاب لان ثلاث سنين الثلاث كانت اربع كلها قبل الحجاب فرمضان فرض عام اثنين صلى النبي صلاة العيد السنة الثانية من الهجرة والثالثة والرابعة وهكذا بين امرين اما ان تكون عجوزا ويدل على هذا ما قام قوله سبعة وخدين بسواد خديها او انها كانت قبل الحجاب هذه قضية واذا كان قبل الحجاب لم يكن فيها حجة وهكذا حديث الاسماء لو صح يمكن ان يكون قبل الحجاب لكن عرفتم انه ضعيف لا يحتج والايات القرآنية صريحة في المعنى واضحة في الدلالة فلا ينبغي للمسلم ولا ينبغي لطالب العلم ان يتشبث بشيء لا وجه له في امر يضر المجتمع ويسبب فسادا كثيرا ان سبل النساء فيه فساد كبير ووسيلة الى الاختلاط وقلة الحياء ذئاب الرجال في النساء الى غير هذا من الفساد الكبير والله جل وعلا ومسؤول ان يوفقنا واياكم لما يرظيه وان يوفق المسلمين جميعا لما فيه سعادتهم ونجاتهم وان يصلح احوال المسلمين وان يرزقهم الفقه في الدين والثبات عليه وان يكفي المسلمين شر اللهم امين دعاة الفساد اللهم امين واما المواقع مثل ما سمعتم والواقع لا حجة فيه نعم هنا اكثر البلاد فيها شهور النساء هذا لا حجة فيه. بعثيها سفورهم عن عن الشعوب. ايه. عن سحورهم وعن صدورهم وعن افخاذهم. لا حول الله. وعن سيقانهم فيكون في الجهاد وبها ظهور الشرك ودعوة الاموات وعبادة القبور من دون الله وفيها ظهور المنكرات الكثيرة في كل مكان وفي عدم تحكيم الشريعة بل تحكيم القانون فلا يكون وجود هذه الاشياء حجة لاحد وجود المنكرات او الشركيات او الفساد في الارض ليس بحجة. نعم. وانما الحجة ما قاله الله ورسوله فالشرع يحكم على الناس والواقع لا يحكم الناس انما يحكم الناس ما شرعه الله لعباده. هذا هو اللي يحكم يحكم الواقع ويحكم على الواقع واما موضوع شرور وبدع ومنكرات في العالم فليس بحجة كما قال جل وعلا وان تطع اكثر يضلوك عن سبيل الله نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والفقه في الدين وجزى الله اخواننا اللهم امين اصحاب الندو خيرا وبارك فيهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه