بسم الله الرحمن الرحيم السلف الصالح للصوتيات والمرئيات والبرمجيات. تقدم اكبر الله اكبر الله اكبر الله ان لا اله الا الله والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان - 00:00:00ضَ

محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فقد اه ذكرنا اه - 00:00:55ضَ

ففيما مضى آآ اذلة القرآن ثم ادلة السنة في ذم هجر القرآن الكريم وقد ثبتت اه جملة اه من الاثار عن السلف الصالح اه في ذم هجر القرآن منها ما - 00:01:15ضَ

آآ جاء عن عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لقد اتى علينا حين وما نرى ان احدا يتعلم القرآن يريد به الا الله. يعني ما كان يتخيل احد ابدا ان شخصا يتعلم القرآن لغير - 00:01:33ضَ

عز وجل لقد اتى علينا حين وما نرى ان احدا يتعلم القرآن يريد به الا الله فلما كان ها هنا باخرة خشيت ان رجالا يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم - 00:01:50ضَ

الله بقراءتكم واعمالكم. وانا كنا نعرفكم اذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم واذ ينزل الوحي واذ ينبئنا الله من اخباركم فاما اليوم فقد مضى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانقطع الوحي - 00:02:09ضَ

وانما اعرفكم بما اقول. من اعلن خيرا هببناه عليه وظننا به خيرا. ومن اظهر شرا ضغطناه عليه وظننا به شرا سرائركم فيما بينكم وبين الله عز وجل يقول الامام الاجري رحمه الله تعالى اه معلقا فاذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد خاف على قوم قرأوا القرآن في ذلك - 00:02:29ضَ

الوقت ميلهم الى الدنيا. فما ظنك بهم اليوم؟ وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يكون اقوام يقرأون القرآن يقيمونه كما تقيمون القدح. يتعجلونه ولا يتأجلونه يطلبون به عاجلة الدنيا ولا يطلبون به الاخرة. وعن زادان قال من قرأ القرآن يتأكد به الناس - 00:02:58ضَ

جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم. من قرأ القرآن يتأكد به الناس يعني يطلب به الاكل من الناس فيتأكد هنا بمعنى يستأكل لان السين سين الطرب. كما تقول تعجل بمعنى استعجل - 00:03:26ضَ

والباء في قوله به للالة يتأكد به الناس يعني يتأكد به اموال الناس من قرأ القرآن يتأكد به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم ولما جعل اشرف الاشياء واعظم الاعضاء وسيلة الى ادناها. وذريعة الى اردائها. يعني اشرف الاشياء - 00:03:47ضَ

كلام الله سبحانه وتعالى اه يقوله وسيلة الى ادنى الاشياء يعني وهي الدنيا وذريعة الى اردائها. جاء يوم القيامة في اقبح صورة واسوأ حالة قال بعض العلماء استجرار الجيفة بالمعازف اهون من استجرارها بالمصاحف. وفي الاخبار من - 00:04:16ضَ

طلب العلم بالمال كان كمن مسح اسفل مداسه ونعله لمحاسنه لينظفه. يعني تخيل شخصا اه يريد ان ينظف اسفل النعل. اصابته قذارة او طين او نجاسة او كذا فاراد ان يوظفه فمسحه بخده وجبهته - 00:04:41ضَ

فحول الخادم الى مخدوم والمخدوم الى خادم. فكذلك الذي آآ يطلب الدنيا بالقرآن الكريم. ها؟ انما اه حول القرآن كانه خادم لايه؟ للدنيا وروي عن الحسن البصري انه قال البهلوان الذي يلعب فوق الحبال احسن من العلماء الذين يميلون الى - 00:05:00ضَ

لانه يأكل الدنيا في الدنيا. وهؤلاء يأكلون الدنيا بالدين فيصدق عليهم قوله تعالى اولئك الذين اشتروا ضلالة بالهدى كما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين وعن ابي كنانة ان ابا موسى الاشعري رضي الله عنه جمع الذين قرأوا القرآن وهم قريب من ثلاثمائة. فعظم القرآن وقال - 00:05:26ضَ

هذا القرآن كائن لكم ذخرا. وكائن عليكم وزرا فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم فانه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة. ومن اتبعه القرآن زخر وبه في قفاه فخذفه في النار. وزخ به يعني ايه؟ دفعه - 00:05:52ضَ

وعن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال ان هذا ان هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ولم ينالوا الامر من اوله يعني لم يسلكوا سبيلا يحصل لهم بسلوكه العلم بتأويل القرآن الكريم. ان هذا القرآن قد قرأه يعني مجرد الحفظ. عبيد - 00:06:17ضَ

وصبيان لا علم لهم بتأويله ولم ينالوا الامر من اوله. يعني التدرج في طلب العلم وعلوم الالة ونحو ذلك قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وما تدبروا اياته الا اتباعه والعمل به - 00:06:43ضَ

اما والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة حدوده. هذا ليس هو التدبر. حتى ان احدهم ليقول قد قرأت القرآن كان كله فما اسقطت منه حرفا. وقد والله اسقطه كله. ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل. حتى - 00:07:03ضَ

ان احدهم ليقول اني لاقرأ السورة في نفس واحد. يعني صار الافتخار باقي القدرة على ان يقرأ الفاتحة مثلا في نفس واحد وهذا يحدث طبعا بين القراءة كما هو معلوم انه يفخر بانه يجيب الفاتحة من اولها لاخرها في نفس واحد ها - 00:07:23ضَ

يقول اه الحسن البصري رحمه الله تعالى حتى ان احدهم ليقول اني لاقرأ السورة في نفس واحد. والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة متى كانت القراء تقول مثل هذا؟ لا اكثر الله في الناس مثل - 00:07:43ضَ

هؤلاء قال الاجري رحمه الله فاما من قرأ القرآن للدنيا او لابناء الدنيا فان من اخلاقه ان يكون حافظا لحروف القرآن مضيعا لحدوده متعظما في نفسه متكبرا على غيره. قد اتخذ القرآن بضاعة يتأكد بها الاغنياء - 00:08:03ضَ

تقضي به الحوائج يعظم ابناء الدنيا ويحقروا الفقراء. ان علم الغني رفق به طمعا في دنياه وان علم الفقير زجره وعنفه لانه لا دنيا له يطمع فيها وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لقد عشت برهة من دهري. وان احدنا يؤتى الايمان قبل القرآن. وتنزل السورة على - 00:08:25ضَ

صلى الله عليه وسلم. فيتعلم حلالها وحرامها. يعني الواحد منا. وما ينبغي ان يقف عنده منها كما تعلمون انتم القرآن ثم لقد رأيت رجالا يؤتى احدهم القرآن قبل الايمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب الى - 00:08:54ضَ

ما يدري ما امره ولا زاجره. وما ينبغي ان يقف عنده منه ينثره نثر الدقل ينثره نثر الدقم والدقن هو اردأ التمر اردأ انواع التمر. وعن ابي عبدالرحمن السلمي آآ رحمه الله تعالى قال اخذنا القرآن عن قوم اخبرونا انهم اذا تعلموا عشر ايات لم يجاوزوهن - 00:09:14ضَ

الى العشر الاخر حتى يعملوا ما فيهن. فكنا نتعلم القرآن والعمل به وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم. يعني من شدة السهولة يحفظونه ويقرأونه اسهل مما يبلع الماء. هل بلع - 00:09:46ضَ

الماء فيه مشقة فكذلك يعني حفز القرآن وقراءته بالنسبة له. يقول وسيدث القرآن بعدنا قوم يشرب له شرب الماء لا يجاوز تراقيهم وعن اويس القرني رحمه الله تعالى قال ان هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر. مؤمن فقيه - 00:10:06ضَ

ومؤمن لم يتفقه ومنافق. وذلك في الدنيا مثل الغيث ينزل من السماء الى الارض فيصيب الشجرة المورقة المونعة المثمرة. فيزيد ورقها حسنا ويزيدها ايناعا. وكذلك يزيد امرها طيبا ويصيب الشجرة المورقة المونعة التي ليس لها ثمرة فيزيدها ايناعا ويزيدها ورقا - 00:10:31ضَ

وحسنا وتكون لها ثمرة فتلحق باختها. ويصيب الهشيم من الشجر فيحطمه فيذهب به قال ثم قرأ الاية وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا - 00:11:01ضَ

لم يجالس هذا القرآن احد الا قام عنه بزيادة او نقصان. فقضاء الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وعن قتادة رحمه الله قال ما جالس القرآن احد فقام عنه الا بزيادة او نقصان. ثم قرأ وننزله من القرآن - 00:11:21ضَ

ها هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سيبلى القرآن في صدور اقوام كما يبلى الثوب. فيتهافت يقرأون لا يجدون له شهوة ولا لذة. يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب. اعمالهم طمع لا يخالطه خوف - 00:11:45ضَ

ان قصروا قالوا سنبلغ. وان اساءوا قالوا سيغفر لنا. انا لا نشرك بالله شيئا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ان هذا القرآن مأدبة الله. فخذوا منه ما استطعتم فاني لا اعلم شيئا اصفر من - 00:12:12ضَ

يعني اخلى من الخير فاني لا اعلم شيئا اصفر من خير من بيت ليس فيه من كتاب الله شيء يعني لا يقرأ فيه كتاب الله. وان القلب الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خرب كخراب البيت الذي لا ساكن له - 00:12:32ضَ

وعن قتادة رحمه الله تعالى في قول الله عز وجل والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه. قال البلد الطيب المؤمن يعني هو مثال ضربه الله للمؤمن. سمع كتاب الله فوعاه. فاخذ به فانتفع به - 00:12:52ضَ

مثل هذه الارض اصابها الغيث فانبتت وامرعت. والذي خبث لا يخرج الا نكد. نكدا يعني عسير راء مسل الكافر قد سمع القرآن فلم يعقله ولم يأخذ به ولم ينتفع به. كمثل هذه الارض الخبيثة - 00:13:12ضَ

اصابها الغيث فلم تنبت شيئا ولا تمرع شيئا وعن السدي رحمه الله في قول الله عز وجل والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث قال هي السبخة الارض السبخة. لا يخرج الا نكد يعني لا يخرج نباتها الا نكدا. والنكد الشيء - 00:13:32ضَ

القليل الذي لا ينفع كذلك القلوب لما نزل القرآن فالقلب المؤمن لما دخله القرآن امن به وثبت الايمان فيه. والقلب الكافر لما دخله القرآن لم تعلق منه بشيء ينفعه. ولم يثبت فيه من الايمان شيء الا ما لا ينفع. كما لم يخرج هذا البلد الا ما لا - 00:13:58ضَ

ينفع من النبات لان القرآن لقلب المؤمن كالربيع. في الدعاء وان تجعل القرآن العظيم ربيعة قلوبنا. يعني كأن كأنه المطر الذي يحيي الموات اه الارض. لكن يبقى نوع الارض ان كانت ارضا طيبة تستقبل هذا الماء فتنبت الكلأ - 00:14:23ضَ

عش بواء الخير الكثير. اما اذا كانت ارضا سبخة لا تنبت. فهذا لا يقدح في الماء نفسه وانما يقدح في طبيعة هذه القلوب التي تأبى انتفاع وعن مجاهد رحمه الله في قوله تعالى والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه. والذي خبث لا يخرج الا نكدا. قال - 00:14:43ضَ

البلد الطيب ينفعه المطر فينبت. والذي خبث السباخ. لا ينفعه المطر لا يخرج نباته الا نكدا قال هذا مثل ضربه الله لادم وذريته كلهم انما خلقوا من نفس واحدة فمنهم من امن بالله وكتابه فطاب - 00:15:05ضَ

ومنهم من كفر بالله وكتابه فخبث وعن ابراهيم التيمي رحمه الله قال خلا عمر ذات يوم فجعل يحدث نفسه كيف تختلف هذه الامة ونبيها واحد وقبلتها واحدة. فقال ابن عباس رضي الله عنهما يا امير المؤمنين انا انزل علينا - 00:15:25ضَ

القرآن فقرأناه وعلمنا فيما انزل. وانه سيكون بعدنا اقوام يقرأون القرآن. ولا يدرون فيما انزل فيكون لهم فيه رأي. واذا كان لهم فيه رأي اختلفوا. فاذا اختلفوا اقتتلوا. بين له ابن عباس - 00:15:49ضَ

من اين يأتي الفرقة والفتن بين المسلمين مع ان كتابه واحد وقبلتهم واحدة وهو آآ بسبب يعني ايه الانحراف في تأويله في فهم آآ كتاب الله تبارك وتعالى ثم يدلف المؤلف الى بيان انواع الهجر. انواع هجر القرآن العظيم. وهذا - 00:16:09ضَ

اب فيه تسعة فصول. اولا هجر الايمان بالقرآن. وادي اسوأ انواع الهجر. ان يكفر الانسان بالقرآن الكريم ولا يصدق انه كلام الله تبارك وتعالى. فالفصل الاول فيه هجر الايمان بالقرآن. والثاني هجر تعظيم القرآن. يعني عن طريق الاستهزاء بالقرآن الكريم - 00:16:33ضَ

والثالث هجر استماع القرآن والرابع هجر تعلم القرآن وتعليمه. والخامس هجر تلاوة القرآن هجر حفظ القرآن والسابع هجر تدبر القرآن والثامن هجر العمل بالقرآن والتاسع هجر التحاكم الى القرآن الكريم - 00:16:53ضَ

فيذكر اولا ادلة وجوب الايمان بالقرآن ومقتضيات هذا الايمان ما الذي يقتضيه؟ آآ ويوجبه هذا الايمان بالقرآن الكريم اول آآ هذه المعاني يذكر اولا وجوب الايمان بالقرآن باعتباره احد اصول الايمان واركانه - 00:17:18ضَ

فبالنسبة للقرآن الكريم لا يتم ايمان احد الا اذا امن به تفصيلا. وبالكتب التي انزلها الله تعالى على رسله اجمالا وافضلها القرآن الكريم. يقول تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل - 00:17:38ضَ

ها كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. ويقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا امنوا الله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله. ويقول تعالى فتولى عنهم اي صالح وقال يا قومي لقد ابي لغتكم - 00:17:58ضَ

رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين. فاهلكوا بسبب تجريبهم. اه نبيهم وعلى نبينا الصلاة والسلام ومن لم يؤمن بالكتب السابقة مع ايمانه بالقرآن العظيم وانه افضلها بلا شك. فقد خرج عن طريق الهدى الى الضلال والكفر - 00:18:18ضَ

كما قال تعالى ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا يقول الله تعالى امرا نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول وقل امنت بما انزل الله من كتاب. فاذا اذا كان - 00:18:44ضَ

اه اوجب على النبي عليه الصلاة والسلام ان اه يؤمن بالكتب السابقة فكيف بما انزله عليه نفسه صلى الله عليه واله وسلم؟ والقرآن الله سبحانه وتعالى رحمة بعباده لحاجة البشرية اليه. وعقل الانسان محدود لا يدرك تفاصيل النفع - 00:19:04ضَ

والضرر وان كان العقل يدرك الفرق بين الضر والنافع على سبيل الاجمال. لكن تفاصيل النفع والضر ما الذي يرضي الله وما الذي يسخطه؟ العقل لا يستقل بادراك هذه اه الاشياء - 00:19:24ضَ

الايمان بالغيبيات كيف يصل اليه العقل؟ لابد من ان يأتي ذلك عن طريق التلقين بالوحي سواء الغيب الذي مضى فيما مضى آآ اه من خلق ادم عليه السلام او او قبل خلق السماوات والارض مثلا ها اه كل غيب مضى كقصص الانبياء مع اوامهم - 00:19:40ضَ

او الغيب الذي يكون في المستقبل فكل هذا لا يمكن للعقل ان يصل اليه. فالقرآن الكريم يعني اه هو النافذة التي ندرك من خلالها هذه الاشياء. بجانب ان العقل الانساني تغلب عليه ايضا الشهوات والاهواء - 00:20:00ضَ

وتلعب به الاغراض. فلو وكلت البشرية الى عقولها القاصرة لضلت وتاهت فاقتضت حكمته تعالى ورحمته ان ينزل كتبا من عنده. على المصطفين من رسله ليبينوا للناس ما تدل عليه الكتب يعني والاوامر والنواهي التي تصلح حال البشرية. يقول الله تعالى آآ حين اهبط ادم وهو - 00:20:18ضَ

وابو البشرية من الجنة فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي الوحي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال تعالى يا بني ادم اما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياته فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا - 00:20:47ضَ

يحزنون. وقال تعالى انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. والربانيين والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. اما القرآن العظيم فقد انزله الله سبحانه وتعالى - 00:21:11ضَ

لكل الاجيال من الامم وفي كل الاوطان الى يوم القيامة. ولم يكل حفظ القرآن الكريم الى البشر. كما كان الحال في الكتابين السابقين كما في الاية الانفة الذكر في سورة المائدة والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب - 00:21:31ضَ

بما استحفظوا فكانت آآ حفظ الكتب السابقة امرا شرعيا اراديا طلبيا. اما حفظ القرآن الكريم فهو امر كوني قدري قد قضى الله عز وجل به. في قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون - 00:21:51ضَ

وقال عز وجل ايضا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فالله عز جل تكفل بحفظ القرآن وبين ان القرآن هو الذي يحفظ هذه الامة من يعني اه الضياع. فوظيفة هذا الكتاب الكريم لا - 00:22:11ضَ

تنتهي الا بانتهاء حياة البشر على ظهر الارض حتى ان المؤمنين في هذا الزمان لن يستطيعوا ان يواجهوا قضايا عصرهم الا بالقرآن آآ الكريم. يقول الله تعالى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير - 00:22:32ضَ

قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. اختص القرآن العظيم بمزايا آآ تميزه عن جميع ما تقدم من الكتب - 00:23:00ضَ

سابقة فهو الكتاب الرباني الوحيد الذي تكفل الله تعالى بحفظه وصيانته من عبث الناس ليبقى ما فيه حجة الله على الناس حتى يرث الله الارض ومن عليها. فهو الكتاب الوحيد الذي تكفل الله - 00:23:20ضَ

ايضا القرآن الكريم انزله الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة. وليس خاصا بقوم معينين كما هو حال الكتب السابقة. كالتوراة والانجيل انزلت في بني اسرائيل فحسب. يقول تعالى ان هو الا - 00:23:40ضَ

ذكر للعالمين بجميع البشر او للعالمين جميع العالمين سواء حتى الجن والانس ثم ان القرآن الكريم تضمن خلاصة التعاليم الالهية فجمع كل ما كان متفرقا في الكتب السابقة من الحسنات - 00:24:01ضَ

الفضائل اه ايضا القرآن الكريم جاء مؤيدا ومصدقا لما جاء في الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته فالقرآن جاء مصدقا للتوراة والانجيل. يعني نحن ما نؤمن بالتوراة والانجيل الا من خلال تكليف - 00:24:20ضَ

ايه في القرآن الكريم ايانا اه بالايمان بهم. اه بل ان يعني التوراة والانجيل اه الذين يعني هما كتابا اليهود والنصارى اصلا لا يوجد اطلاقا في الوجود اي سند متصل بالتوراة ولا بالانجيل اطلاقا ما فيش اي اسلام - 00:24:43ضَ

فهم في اثبات ان التوراة كتاب الله وان الانجيل كتاب الله يحتاجون الى المسلمين. لان المسلمين هم اهل الاسناد يعني كتبهم محتاجة الى القرآن والقرآن غير محتاج الى كتبهم. فمن اين عرفنا التوراة والانجيل؟ باسانيد - 00:25:03ضَ

نقل نقل الينا بالتواتر كما نقل القرآن كلا. فالتوراة والانجيل مفتقران الان في هذا العصر الى القرآن لانه من خلاله نؤمن بهما. بانهما كتابا من عند الله عز وجل. وحتى اليهود والنصارى لا يستطيعون اطلاقا ان يثبتوا - 00:25:25ضَ

سند واحد بس سند واحد اه متصل الى المسيح او الى اه عيسى عليه السلام. بل هذه الكتب منقطعة الاسناد وهذه بلا شك اهم واخطر واعظم خصائص القرآن الكريم من حيث - 00:25:45ضَ

في اتصال وسنده من قراء القرآن في زماننا الى آآ التابعين الى الصحابة الى النبي عليه السلام الى جبريل الى رب العزة تبارك وتعالى فعندنا الاسانيد المتواترة القطعية التي لا يشك فيها اه على الاطلاق - 00:25:59ضَ

ايضا ليس فقط القرآن. آآ يعني يؤيد ويصدق ما جاء في الكتب الالهية السابقة. لكنه آآ بالاضافة الى ذلك جاء مهيمنا وحاكما ورقيبا على ما سبقه من كتب. خاصة بعد وقوع التحريف. فالقرآن الكريم بجانب - 00:26:17ضَ

تصديقها فيما احتوت من الحق والقضايا متفق عليها بين الانبياء. لكن ايضا القضايا التي المواضع التي حصل فيها تحريف باضافة او يعني آآ بحذف فان القرآن مهيمن ورقيب على هذه الكتب يقر ما فيها من حق ويبين ما دخل عليها من تحريف وتغيير. يقول تعالى وانزلنا اليها - 00:26:37ضَ

الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. ومهيمنا عليه ايضا جاء القرآن الكريم بشريعة عامة لكل البشر فيها كل ما يلزمهم لسعادة الدارين ايضا القرآن الكريم نسخ جميع الشرائع العملية الخاصة بالاقوام السابقة. كل الامم السابقة - 00:27:00ضَ

مجيء القرآن الكريم نسخت شريعته طبعا هناك اشياء لا تنسخ العقيدة ومكارم الاخلاق وهذه الاشياء ثوابت. والاخبار لكن آآ القرآن ينسخ ماذا؟ ينسخ الاحكام العملية. ولذلك يقول الامام المحقق ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى ما عند النصارى من الباطل - 00:27:30ضَ

اضعاف اضعاف ما عندهم من الحق وحقه منسوخ وحقه لي الشرائع العملية منسوخ. اه لان شريعة محمد صلى الله عليه واله وسلم نسخت كل ما قبلها من اه الشرائع وببعثته الشريفة صلى الله عليه واله وسلم سدت جميع الابواب التي الطرق التي تؤدي الى الجنة. ولم يبق الا طريق واحد فقط وهو الطريق - 00:27:53ضَ

الذي على رأسه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يمكن لاحد بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدخل الجنة الا من خلال طريقه هو من خلال الايمان به واتباعه صلى الله عليه واله وسلم - 00:28:19ضَ

فالقرآن الكريم نسخ جميع الشرائع العملية الخاصة بالاقوام السابقة واتى بشريعة مزينة بزينة رفع الحرج والمشقة حتى تحبها النفوس. وتقبل على العمل بها دون كلل او ملل يفضي الى انقطاع فالسماحة واليسر من المزايا الخاصة التي تميز بها القرآن العظيم عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة - 00:28:35ضَ

تأملوا قول الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال عز وجل ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج. وقال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج - 00:29:05ضَ

ايضا القرآن الكريم له خصائص آآ عجيبة جدا فهو اشرف كتاب نزل على اشرف نبي بسفارة اشرف الملائكة في اشرف بقاع الارض وهي مكة في اشرف شهور السنة وهو رمضان في اشرف ليالي رمضان وهو ليلة القدر باشرف لغة الى اشرف امة. او - 00:29:21ضَ

الناس وهي امة آآ الاسلام. فالقرآن نزل بافصح الالسنة ولا شك ان القرآن الكريم يعني اصطفاء الله سبحانه وتعالى اللغة العربية لتكون لغة كتابه هذا اعظم تشريف للغة العربية ولذلك حفظ القرآن اللغة العربية وهي ايضا حفظت القرآن الكريم - 00:29:49ضَ

فنزول القرآن بلسان عربي مبين من النعم العظمى على البشرية. آآ لان كل من له آآ اه يعني اه خبرة ودراسة بالمقارنة اللغات. يعرف خصائص اللغة العربية اه التي تتصاغر امام - 00:30:09ضَ

جميع اللغات الاعجمية الاخرى ثم ان القرآن كتاب متجدد لا تفنى عجائبه ولا تنتهي نوادره. تجاوز حدود المكان اشمل افاق الدنيا باسرها وتجاوز حدود الزمان فلم يتوقف عند زمن معين. بل في كل زمن تجده ملائما له - 00:30:29ضَ

متسقا معه كأنما نزل لهذا الزمن وخص به دون غيره فمهما تواجه الامة من انحرافات وجرأة على اه حدود الله عز وجل. فيعني وتبذل الاموال والندوات الاعلام وكل هذه الاشياء لاطفاء نور القرآن الكريم في قضية معينة. وتأتي الاية واحدة تمسح كل هذا ويصبح هباء من اية واحدة من كتاب - 00:30:54ضَ

الله عز وجل يذكر الناس بها تنقشع هذه السحب الكثيفة من الشبهات والضلالات ويبقى الحق كما بين الله سبحانه وتعالى ثم يتعرض لما يقتضيه الايمان بالقرآن اذا امنت بالقرآن فما مقتضيات هذا الايمان؟ اهم ما يقتضيه الايمان بالقرآن العظيم التصديق الجازم - 00:31:21ضَ

لانه حق وصدق وانه كلام الله تعالى ثانيا ان فيه الهدى والنور والكفاية لهذه الامة. ثالثا ان نؤمن به كله. فلا نؤمن فلا يجوز ان نؤمن ببعضه ونتبعه ونترك البعض الاخر ولا نتبعه. فيجب علينا ان نطيع الله تعالى في كل ما يأمرنا به. قال تعالى وتؤمنون بالكتاب كله - 00:31:47ضَ

وشأن المؤمنين انهم يؤمنون بالكتاب كله. وقال تعالى منكرا على بني اسرائيل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذابا - 00:32:13ضَ

فالقرآن العظيم منهاج عملي يتضمن الاصول الموجهة لحياة الفرد وعلاقته بربه تبارك وتعالى وعلاقته بالكون والحياة من حولي وعلاقته بنفسه وعلاقته باسرته وجيرانه ومجتمعته ومجتمعه وعلاقته بامته المسلمة وعلاقته بغير - 00:32:33ضَ

المسلمين ممن يسالمونه وممن يحاربونه. من مقتضيات الايمان بالقرآن الكريم العمل به والرضا به والتسليم له سواء فهمنا حكمته ام لم نفهمها آآ ايضا من هذه المقتضيات الايمان بانه الكتاب الوحيد الذي حفظ من التغيير والتبديل والتحريف - 00:32:53ضَ

فصانه الله تعالى عن تقول الكاذبين. وحماه من تلاعب المتشككين او المشككين. بما هيأ له من وسائل الحفظ في الصدور والمصاحف فجعله قطعي الثبوت. لا يتطرق اليه ادنى ريبا. فهو كتاب - 00:33:18ضَ

خالد خلود الدهر باق ما دامت السماوات والارض. قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وضمائر العظمة تؤكد انه غير قابل للاختراق. ضمائر العظمة في هذه الاية انا نحن نزلنا - 00:33:38ضَ

الذكرى وانا له لحافظون فهذا يدل على ان القرآن غير قابل للاختراق او التحريف. من مقتضيات الايمان بالقرآن ان نؤمن ايمانا قاطعا بما فصله القرآن من حديث عن الكتب السابقة لا نزيد ولا ننقص - 00:33:58ضَ

سابعا ان نؤمن ان القرآن العظيم هو مصدر الشريعة. فلا شيء في حياة المسلم السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او او الفكرية او الروحية يرجع فيه الى مصدر اخر غير هذا الكتاب - 00:34:17ضَ

ثامنا ان شرح القرآن وتفصيله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهي المبينة للقرآن الموضحة له ولا يفهم القرآن تفصيلا وتوضيحا الا بسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم. اذا هذا فيما يتعلق بمقتضيات الايمان بالقرآن. ماذا عن - 00:34:35ضَ

ثمرات الايمان بالقرآن. فالايمان الصحيح بالقرآن العظيم يثمر ثمرات جليلة. من اهمها العلم بعناية الله تعالى بهذه الامة. حيث انزلها اعظم كتاب يهدي للتي هي اقوم في الدنيا والاخرة ثانيا العلم بحكمة الله تعالى حيث شرع لكل امة ما يناسبهم ويلائم احوالهم. ثالثا التحرر من سوءات - 00:34:55ضَ

البشر بهدى الله تعالى ونوره. رابعا السير على طريق مستقيمة واضحة لا اضطراب فيها ولا اعوجاج. يقول تعالى الحمد الله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. فالقرآن العظيم مستقيم في ذاته. مقيم للنفوس على جاد - 00:35:25ضَ

الصواب والخط المستقيم اقصر مسافة بين نقطتين خامسا التحرر من الاوهام والتخبط العقدي. سادسا الفرح بهذا الخير العظيم. كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. سابعا شكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة والمنة - 00:35:45ضَ

سنتي الكبيرة. ثامنا السعادة في الدارين الدنيا باتخاذه دستورا حاكما في كل شئون حياتنا. وفي الاخرة الفوز بالجنة والمعيشة الطيبة ثم آآ يعقد البحث الثاني بذكر الايات الدالة على وجوب الايمان بالقرآن العظيم. يقول آآ آآ - 00:36:11ضَ

ان وجوب الايمان بالقرآن العظيم امر في غاية الاهمية في حياة المسلمين. لان الايمان بالقرآن يتضمن الايمان بسائر الكتب الالهية التي نزلت قبله لانه مصدق لها ومهيمن عليها فالايمان به ايمان بجميع الكتب آآ السماوية السابقة - 00:36:34ضَ

يقول الله تعالى وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به. الخطاب هنا لليهود في عصر نزول القرآن الكريم وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم. لان القرآن يوافق لما معكم في التوراة من التوحيد. وآآ النبوة والاخبار - 00:36:56ضَ

ونعت النبي صلى الله عليه واله وسلم في التوراة. ولا تكونوا اول كافر به. لا تكونوا اول فريق كافر بالقرآن من اهل الكتاب فيتبعكم فيتبعكم من جاء بعدكم فتبوءوا باثامكم باثامكم واثامهم. لان قريشا كفرت قبل اليهود - 00:37:19ضَ

بمكة اه طيب ولا تكونوا اول كافر به؟ هل يقتضي هذا اباحة الكفر في ثاني الحل هنا هذا المفهوم ايه؟ مفهوم معطل مثل هذا المفهوم؟ يعني اه معطل لان النهي عن الكفر مطلقا سواء اول او ثاني او - 00:37:40ضَ

جاء مصرحا به في ايات كثيرة. فالمقصود من الكلام ولا تكون اول كافر به النهي عن الكفر اولا واخرا وقال ابن عاشور رحمه الله القصد من النهي الا يكونوا من المبادرين بالكفر. اي لا يكونوا متأخرين في الايمان - 00:37:59ضَ

فنهاهم ان يكونوا اول كافر بالقرآن لكون اول فريق كافر يسن الكفر لمن بعده. فيكون اثمه والعقوبة عليه اغلظ يقول تعالى ايضا اتبع ما اوحي اليك من ربك. فالامر هنا هو الله سبحانه وتعالى والمخاطب هو النبي صلى الله عليه وسلم. والذي اوحي - 00:38:21ضَ

اليه هو القرآن الكريم. فهذا امر صريح بوجوب اتباع القرآن الكريم والايمان به. فالخطاب حتى كان يعني وان كان متوجها الى النبي صلى الله عليه وسلم فهو يشمل ايضا امته لان خطاب القدوة خطاب لاتباعه كما قال تعالى - 00:38:45ضَ

والنبي اتق الله ولا تطعي كافرين والمنافقين وقال عز وجل وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون والكتاب هنا هو القرآن الكريم. وهذا كتاب انزلناه بارك. فاتبعوه واتقوا. ها - 00:39:05ضَ

تعالى فاتبعوه بمعنى كون القرآن مباركا يعني لانه كثير الفوائد والمنافع الدينية والدنيوية فاتبعوه. الفاء هنا للترتيب اي يترتب على كونه منزلا من عند الله وكونه نافعا مباركا ان تتبعوه فتوبوا - 00:39:32ضَ

تؤمنوا به وتعملوا باوامره وتجتنبوا نواهيه لعلكم تصلون بذلك الى رحمة الله تبارك وتعالى التي وسعت كل شيء. يقول وتعالى ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا - 00:39:52ضَ

يؤمنون يعني ايات القرآن الكريم ومن ذلك ايضا قوله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم. فالمقصود به القرآن الكريم. بدليل قوله عز وجل قبله كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به. ثم قال بعدها اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم - 00:40:12ضَ

فهذا يراد به القرآن الكريم ومن ذلك قوله تعالى واتبع ما يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. وآآ ما يوحى الى النبي صلى هو القرآن الكريم والمخاطب هو النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:40:52ضَ

ويقول تعالى ان الذي فرض عليك القرآن لردك الى معاد. ترد يعني الزم واوجب وحتم فرض عليك قال يا اوزب والزم وحتم عليك الايمان بالقرآن وتبليغه للناس كافة وتلاوته والعمل بما فيه - 00:41:27ضَ

وكما وجب على النبي صلى الله عليه واله وسلم ايضا وجب على الامة وعلى كل من بلغه ان يؤمن به ويعمل بما فيه. ويقول تعالى واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم - 00:41:51ضَ

ها المقصود احسن ما نزل اليكم هو القرآن آآ العظيم ولا ريب ان القرآن العظيم احسن ما انزل الينا من ربنا تبارك وتعالى فله الحمد والمنة. والسنة مبينة له وموضحة - 00:42:09ضَ

لكن هذه النعمة الجليلة تستوجب الشكر العملي بالاضافة الى الشكر اللفظي. فقد هدد من لم يتبع احسن ما انزل من ربنا ولم يؤمن به بقوله تعالى من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون - 00:42:31ضَ

وقال عز وجل فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم ويقول عز وجل ايضا فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا. وهو القرآن الكريم. سماه الله نورا لانه واضح في نفسه - 00:42:57ضَ

موضح لغيره فاشبه في ذلك النور. فالقرآن نور يكشف ظلمات الجهل ويظهر في ويظهر في ضوءها الحق ويتميز عن الباطل ويميز به بين الهدى والضلال والحسن والقبيح ثم يعقد اه فصلا اه حول الوعيد على هجر الايمان بالقرآن الكريم - 00:43:14ضَ

فآآ هناك من الايات ما يوجب الايمان به كما ذكرنا. وآآ يحث على مدح فاعله يحث على ذلك بمدح فاعله وبيان ثوابه. فهذا وجوب الايمان بالقرآن. كذلك وجدنا من الايات ما يحذر من الكفر به او ما يرتب عقابا شديدا على الكفر آآ به - 00:43:43ضَ

اه فمن فقد وردت في القرآن الكريم ايات تحذر من جحود اه القرآن الكريم واه رقبة او ذم من يكفر به. من ذلك قوله تعالى ولقد انزلنا اليك ايات بينات. وما يكفر بها - 00:44:05ضَ

الا الفاسقون روى ابن كثير وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال ابن سوريا الفطيوني لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد ما جئتنا بشيء وما انزل الله عليك من ايات بينة فنتبعك. فانزل الله تعالى في ذلك ولقد انزلنا اليك ايات بينات - 00:44:26ضَ

وما يكفر بها الا الفاسقون. اي المتمردون في الكفر الخارجون عن حدوده تبارك وتعالى وقال عز وجل واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم؟ قالوا اساطير الاولين. ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة - 00:44:50ضَ

ومن اوزار الذين يظلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون. والمراد هنا اه كفار مكة الذين وصفهم والله بانهم قلوبهم منكرة وهم مستكبرون. فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون - 00:45:11ضَ

وذكر بعض المفسرين ان هؤلاء الكفار كانوا يقتسمون طرق مكة فيقفون على مداخلها فاذا جاء الحجيج ذكروا لهم ان بها رجل من اسمه محمد كذاب والعياذ بالله يدعي انه يوحى اليه. فلا تصدقوه فانما يقوله هو اساطير الاولين - 00:45:31ضَ

الاساطير هي الاباطيل وهذا منهم تكذيب بالقرآن وجحود لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم. فهم كفروا بالقرآن وارادوا حمل غيرهم على هذا الكفر. ولهذا استحقوا ان يحملوا وزرهم ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم - 00:45:51ضَ

الا ساء ما يزرون فانه قد بلغ آآ الغاية في السوء ويقول عز وجل ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب اليم. فالمقصود هنا المكذبون بالقرآن الكريم في عصر النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:46:11ضَ

لان قبل هذه الاية قوله تعالى ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر فاتت الاية بعد ذلك آآ ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب اليم. ثم جاء بعدها - 00:46:35ضَ

انما يفتري كذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون والكذب والافتراء في قولهم ان القرآن سحر او كهانة او اساطير الاولين او غير ذلك من ذلك قوله تعالى وقد اتيناك من لدنا ذكرى من اعظم عنه فانه يحمل يوم القيامة وزرا - 00:46:53ضَ

خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا الخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والذكر هو القرآن العظيم. ولقد اتيناك من لدنا من اعرض عنه فلم يؤمن به او تهاون باوامره ونواهيه. فانه يحمل يوم القيامة وزرا. يعني - 00:47:18ضَ

ذنبه الذي بسببه اعرض عن القرآن واولاه الكفر والهجران. ويقول تعالى وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افترى واعانه عليه قوم اخرون فقد جاءوا ظلما وزورا. فالاية صريحة في تكفير من قال هذه - 00:47:43ضَ

قال ده الشنيعة فقد سجل الله تعالى عليهم الكفر بسبب كذبهم وبهتانهم واستهزائهم بالقرآن العظيم حيث قالوا من هذا من هذا استعمال كلمة هذا يريدون به آآ بهذا التعبير الحق من شأن القرآن الكريم - 00:48:03ضَ

هذا الا افك والافك هو اشد الكذب. افتراه اي اختلقه من عند نفسه. واعانه عليه قوم اخرون يريدون اليهود ان بعض من كانوا يصنعون السيوف بمكة ممن كانوا يقرأون التوراة والانجيل. دمغهم الله تعالى في هذا - 00:48:23ضَ

للظلم او في هذا القول ووصفهم بالتزوير في هذا الادعاء. فقد جاءوا ظلما وزورا يقول الزمخشري ظلمهم ان جعلوا العربية يتلقنوا من الاعجمي الرومي كلاما عربيا يعني فاقد الشيء لا يعطيه. ان كان الشخص الذي يشيرون اليه لسان الذي يلحدون اليه اعجمي. وهذا لسان عربي مبين - 00:48:43ضَ

فتخيل انت يعني اي واحد خواجة اعجبه. اه ده حتى ما بيستطيعش النطق بعض الحروف العين والضاد وكذا وكذا. اصلا ما يعرب اه وبعد جهد وسنوات ما يستطيع ان يتكلم بالعربية بالصورة الكاملة. اه واللهجة ونحو ذلك. فكيف يتخيل ان يعني - 00:49:13ضَ

لان ان هؤلاء الظلمة فظلمهم فقد جاءوا ظلما وزورا. ما هو ظلمهم؟ ان جعلوا العربية يتلقن من الاعجمي الرومي كلاما عربيا اعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب فقد جاءوا ظلما وزورا. اما الزور فهو انبهته بنسبة ما هو بريء منه اليه - 00:49:33ضَ

من ذلك ايضا قوله تعالى واذا تتلى عليه اياتنا ولى مستكبرا كان لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا. فبشره بعذاب واذا تطلع عليه اياتنا القرآن الكريم ولى مستكبرا اعرض عنها تكبرا وجحودا كأن لم يسمعها - 00:50:01ضَ

تألم يسمعها يعني كأنه لم يسمعها فحذف ضمير الشأن. كأن في اذنيه وقرا اي صمم والواقع انه ما به من صمم حقيقة ولكنه تصامم عنها كبرا. فبشره بعذاب اليم اي مودع يؤلمه - 00:50:21ضَ

والتعبير بالبشارة من باب التهكم والسخرية منه وقال تعالى اه حاكيا عن الكفار انزل عليه الذكر من بيننا؟ بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذابي. وهذا الاستفهام - 00:50:41ضَ

انكاره هو مقول كفار قريش يعني كيف يكون ذلك ونحن الرؤساء والاشراف؟ فهذا مثل قوله تعالى وقالوا لولا نزل القرآن على رجل من القريتين عظيم. فقوله هنا انزل عليه الذكر من بينها؟ المراد به القرآن الكريم. فهم ينكرون - 00:50:59ضَ

دون نزوله من عند الله تبارك وتعالى. بل هم في شك من ذكري اي من القرآن الكريم. فتارة يقولون ساحر سحر وتارة يقولون اساطير الاولين الى غير ذلك. بل لما يذوقوا عذاب. فالسبب انهم لم يذوقوا عذابي فاغتروا بطول - 00:51:19ضَ

المهلة ولو ذاقوا عذابي على ما هم عليه من الشرك والشك لصدقوا ما جئت به من القرآن ولم يشكوه فيه والاشارة بقوله لما لما اشارة الى قرب وقوع هذا العذاب بهم - 00:51:39ضَ

والمعنى انهم لا يصدقون به حتى يمسهم العذاب من ذلك ايضا قوله تعالى قل ارأيتم ان كان من عند الله ثم كفرتم به. من اضل ممن هو في شقاق بعيد. قل ارأيتم يعني - 00:51:59ضَ

ان كان اي القرآن من عند الله ها يعني منزل من عند آآ من الله تبارك وتعالى. ثم كفرتم به مع علمكم انه من عند الله. ومع تعاضد الادلة والبراهين على - 00:52:16ضَ

من اضل ممن هو في شقاق بعيد يعني من اضل منكم يعني لا احد اضل منكم لفرط شقاقكم عداوتكم قل ارأيت من كان من عند الله ثم كفرتم به. من اضل ممن هو في شقاق بعيد. وهذا اه يعني اه واضح جدا - 00:52:30ضَ

في وجوب ان يتحرك كل انسان مسئول عن هذا القرآن ومسئول عن هذا النبي. ويجب عليه ان يجتهد في البحث عن الحق لان الله سبحانه وتعالى يعني آآ نصب الادلة في الافاق وفي انفسنا وانزل الايات آآ ايات الوحي - 00:52:52ضَ

وبث ايضا الايات التكوينية التي تدل على آآ التوحيد وايد نبيه بالمعجزات والخوارق وجعل كتابه ايضا آآ يعني اية الايات التي تدل على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. فالقضية قضية التدين عموما وقضية الايمان بالقرآن الكريم خصوصا - 00:53:11ضَ

يعني اه يجب ان يعلم ويعرف الجميع انه شاء ام ابى امن ام كفر هو اه سوف يجري يسري عليه حكم الله تبارك وتعالى يعني مسل هذه القضية لابد ان ينتبه الانسان اليها ولابد ايضا ان يصيب الحق - 00:53:31ضَ

فلا يعذر ان يقول رجل بحثت عن القرآن وخلاصة البحث انه ايه؟ ليس كتاب الله. الحق موجود في في اي البوذية ولا في اليهودية او نحو ذلك. هذا لا يقبل. فيجب على كل انسان اولا يجتهد يبذل قصارى جهد في البحث عن الحق - 00:53:46ضَ

ثانيا ان يصيب الحق لابد ان يصيب الحق لان القضية اقيم عليها من الادلة ما لا يمكن ان يشك فيها عاقل على انه حق من عند الله تبارك وتعالى يقول تعالى والذين كفروا فتعسا لهم واضل اعمالهم ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم - 00:54:06ضَ

التعسف هو الهلاك والعصار والسقوط والشر والبعد والانحطاط. والمعنى قضى الله تعالى عليهم بالتعاسة واحباط اعمالهم فلم تعد صالحة للانتفاع بها. لان الاعمال بدون الايمان لا تغني عن صاحبها لا شيئا. يقول تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلي. لئن اشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين - 00:54:31ضَ

ما سبب هذه التعاسة وهذا الاضلال؟ والذين كفروا فتعسا لهم واضل اعمالهم. ذلك سبب لانهم كرهوا ما انزل الله وهو القرآن الكريم فاحبط اعمالهم. لان العمل مع مع غياب من لا يجزي صاحبه شيئا في الاخرة - 00:54:59ضَ

وهذا كله يدل بوضوح على ان الايمان بالقرآن العظيم والتصديق بانه من الله تعالى والتسليم والرضا بكل ما فجاء به امر واجب على كل من سمعه ومن بلغه. اكتسب هذا القبر اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم - 00:55:25ضَ

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء. ونسأل الله جل وعلا ان ارفع مكانة الشيخ في المهديين. وان يجعله علما من اعلام الهدى والدين. ولا تنسونا وتنسوا الشيخ - 00:55:45ضَ

من دعوة صادقة بظهر الغيب. وتقبلوا تحيات اخوانكم في تسجيلات السلف الصالح بالاسكندرية. هاتف رقم صفر ثلاثة فاصل اربعة تسعة اربعة سبعة ستة خمسة اثنان. والتليفون محمول صفر عشرة واحد ستة اربعة واحد تسعة ثمانية صفر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:56:05ضَ

سلسلة شرح كتاب هجر القرآن العظيم

4- وجوب الإيمان بالقرآن .. فضيلة الشيخ / محمد إسماعيل المقدم

محمد اسماعيل المقدم