شرح كتاب رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين ١٣٩ - لفضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ايها الاخوة الاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين للامام النووي رحمه الله تعالى. وبعد - 00:00:03ضَ

ان ذكر باب تعظيم حرمات المسلمين اتبعه بباب ستر عورات المسلمين والنهي عن اشاعتها فهذا يدخل في عموم تعظيم حرمات المسلمين من ذلك الستر على المسلمين وعلى عوراتهم قال الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة - 00:00:19ضَ

وهذه الاية جاءت في سياق الايات التي انزلها الله تعالى في براءة امنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها خاض المنافقون في حادثة الافك وزوروا اختلقوا بهتانا عظيما على امنا عائشة رضي الله عنها. فتوعدهم الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين - 00:00:51ضَ

امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة لان هذا من اشاعة الفاحشة وتأمل كيف جاءت الاية عامة فالعبرة بعموم لفظ الاية لا بسببها ذكر النووي رحمه الله تعالى هذه الاية هنا في باب ستر عورات المسلمين والنهي عن اشاعتها بغير ظرورة - 00:01:20ضَ

لان الاية صريحة في هذا ولان اشاعة او لان اه التحدث بالمعاصي والمجاهرة بها هذا من اسباب اشاعتها الستر على العاصي هذا فيه فوائد عظيمة لانه اولا ادعى لقبول النصيحة - 00:01:46ضَ

الانسان اذا ستر على نفسه لم يتحدث بمعصيته امام الملأ ولم يعرف به احد لعله يراجع نفسه في يوم من الايام ويتوب وهو يسمع موعظة يسمع تذكير لكن اذا حدث بالمعصية - 00:02:15ضَ

واني فعلت كذا واني زنيت والعياذ بالله واني سرقت واني فعلت فهذا يبعده عن التوبة يأتيه بعد ذلك الشيطان يزين له يقول له خلاص انت مفضوح امام الناس كلهم يعرفون انك فعلت وفعلت - 00:02:35ضَ

افائد من توبتك ورجوعك الى الله؟ فربما ييأس من آآ رحمة الله تعالى ومغفرته ثم كذلك الذي يتحدث بالمعصية هذا ينشر المعصية لان الناس يتفاوتون في ايمانهم. فربما سمع بعض من في قلبه - 00:02:55ضَ

شهوة او من هو ضعيف الايمان بهذا وان فلان يفعل كذا وكذا اه يظعف ايمانه تظعف نفسه وتزل قدمه ويقع في المعصية بانه يسمع غيره يتحدث بالمعصية فهذا ايضا من المفاسد. ولذلك من الخطأ في الحقيقة انه عندما يأتي بعض الناس يريد ان ينهى عن المنكر - 00:03:20ضَ

وخاصة في زماننا اليوم آآ يريد وهو ينوي الخير لكن يصور حال العاصي وهو يفعل المعصية من باب التمثيل. مثلا اه يريد ان يحذر من تعاطي المخدرات يكون هناك فيلم قصير - 00:03:48ضَ

يصور صورة لهذا العاصي ومثلا يظهر هذا العاصي انه كيف يتعاطى وهكذا في مثل هذه الافلام القصيرة يعني ربما يشرح من لا يعرف هذا الشر كيف يتعاطى المعصية. يتعاطى المخدر مثلا - 00:04:08ضَ

ثم بعد ذلك يعني يحصل له ما يحصل ثم بعد ذلك ممكن ان يعني يرجع في اخر حياته او يتوب او يتعرف على مثلا جمعية تساعده في آآ التوبة من هذا فيكون هذا من باب يعني آآ التشجيع لهؤلاء ان ينضموا في - 00:04:31ضَ

الجمعية لكن مثل هذا في الحقيقة ما يصلح لماذا؟ والله هذا يحدثني واحد من اه المدمنين يقول والله نحن اذا رأينا مثل هذا الاعلان بالعكس نفسنا تتشجع اكثر على فعل المعصية واتيان المخدرات ونتذكر خاصة عندما يرون وهو تمثيل لكن عندما يرون هذا امام اعينهم - 00:04:51ضَ

اتظن الناس يعني سواسية في آآ تفكيرهم. بعض الناس يحب التجارب يحب ان يجرب. بعض الناس اذا رأى مثل هذه المشاهد ربما يعني يقول هذا اخر حاله انصلح وكان الى خير ويرى رفقته يفعلون فربما يقوم في قلبه - 00:05:16ضَ

مثل هذا الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا ينبغي ان يفتح للعاصي اي باب من ابواب المعصية في ذكره بها ثم آآ ايضا في الحقيقة من تعظيم الله جل وعلا ان لا يتحدث الانسان بمعصيته - 00:05:36ضَ

يقول انا فعلت كذا وفعلت كذا والله تعالى هو الستير ويحب الستر على عباده يسترهم. ويغفر لهم. ثم هو يفضح نفسه ويتحدث بمعصيته ولهذا اورد هنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يستر عبد عبدا في الدنيا الا ستره - 00:05:57ضَ

الا ستره الله يوم القيامة والجزاء من جنس العمل لا يستر عبد عبدا في الدنيا الا ستره الله يوم القيامة فاذا علمت ان فلانا يفعل المعصية وهو لا يجاهر بها - 00:06:21ضَ

ولا ينشرها فهنا تستر عليه وتناصحه سرا فيما بينك وبينه واما اذا كان مجاهرا او ينشر هذه المعصية والفاحشة بين الناس فهذا يحذر منه. ولهذا النووي رحمه الله تعالى قال والنهي عن اشاعتها لغير ضرورة - 00:06:36ضَ

الظرورة هنا تأتي يعني كيف ممكن ان يكون كشف بعض العورات وذكر آآ ان فلانا يفعل كذا وكذا جائزا. هذا يكون من باب الظرورة من باب التحذير التحذير من شر هذا الانسان - 00:07:00ضَ

ثم ايضا ذكر هذا الحديث العظيم في هذا الباب قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امتي معافى الا المجاهرين وان من المجاهرة - 00:07:18ضَ

ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه النبي صلى الله عليه وسلم يبشرنا في هذا الحديث يقول كل امتي معافى. طبعا امتي هنا يعني من المسلمين - 00:07:36ضَ

كل امتي معافى يعني سالم من اذى الناس وسالم من عقاب الله تعالى معافى يعني سيكون تحت عافية الله ومغفرته تحت عفو الله تعالى وكذلك ما دام انه لا يجاهر - 00:08:03ضَ

سيسلم من اذى الناس ومن التحدث عنه قال الا المجاهرين الا المجاهرين الذي يجاهر بالمعصية. ثم قال وان من المجاهرة وفي رواية من المجانة يعني من الفحش لان المجاهر في ذاتها من صور الفحش - 00:08:32ضَ

ان الانسان ما يستحي من ربه جل وعلا ولا يكتفي بفعل الذم في نفسه بل يجاهر به قال وان من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه. وهذا من رحمة الله بعباده - 00:08:56ضَ

ان الله تعالى ما جعل اثر هذه المعصية يظهر مباشرة على العبد في ظاهره امام الناس. نعم المعصية لها شؤم. الذنوب لها اثار سيئة يشعر الانسان بضيق في نفسه وقسوة في قلبه بسبب المعاصي - 00:09:14ضَ

هذه اثار مباشرة تحصل للانسان عند المعصية، لكن من رحمة الله ان ستر على العاصي ما يكتب على باب فلان عصى او يكتب على جبهته فلان عصى او يسود وجهه - 00:09:36ضَ

نعم يوم القيامة تنكشف السرائر يوم تبلى السرائر حتى لو كان الانسان اه يعصي في السر ويتوب الى الله او يعني في نفسه شيء من التلوم اه عدم الرضا بحاله الله تعالى يستر عليه - 00:09:54ضَ

يوم القيامة كما في الحديث ان الله يدني المؤمن ويضع عليه كنفه ويستره ويقول اتذكر ذنب كذا؟ اتذكر ذنب كذا؟ حتى يرى انه قد هلك يقول نعم يا رب نعم يا رب - 00:10:13ضَ

ثم يقول الله تعالى قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم هذا لمن يستر على نفسه ويكون صادقا مع ربه لكن هذا المجاهر ان يعمل الرجل بالليل عمله ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح - 00:10:30ضَ

يكشف ستر الله عنه هذا يدل على ان هذا الرجل ليس في قلبه حياء من الله الله تعالى يسترك. ويريد بك الخير وانت تأبى الا ان تكشف ستر الله عنك - 00:10:57ضَ

ولا تبالي بحرمات الله. بل هكذا اه لا يكون في قلب هذا الانسان تعظيم لله عندما يتحدث بمعصية الله تعالى وكأنه لا يبالي بقدرة الله عليه وقبضة الله وانه في قبضته واطلاع الله عليه وان الله يسمعه - 00:11:13ضَ

فلا شك ان هذه صورة من صور الفحش والمجانة وعدم الحياء من الله ثم كما عرفنا هذا ينشر الشر والفساد في الناس عندما يسمع ضعيف الايمان مثل هذا الكلام ربما يجرب ويقول فلان اذا كان فلان يفعل كذا - 00:11:38ضَ

تزل قدمه يفعل مثل ما يفعل وهكذا فاذا يعني هذا يعني ينبغي على الانسان ان ينتبه لمسألة المجاهرة بالمعصية هناك معاصي من شؤمها انها في ذاتها مجاهرة يعني ماذا الذي يدخن؟ هي معصية بل هي كبيرة من كبائر الذنوب - 00:11:59ضَ

التدخين كبيرة من كبائر الذنوب لانه في الحقيقة جحد لنعمة الله تعالى على الانسان. الله اعطاك صحة وعافية وانت تدمر صحتك بيدك وتبذر مالك لان اي درهم تصرفه في الحرام هذا تبذير واسراف - 00:12:25ضَ

فكيف بهذه الاموال الطائلة اذا حسبتها خلال سنوات طويلة كم صرف هذا من الاموال في هذه المعصية طيب من شؤم هذه المعصية انه يفعلها امام الناس قليل الذي يدخن سرا - 00:12:45ضَ

بينه وبين نفسه عامة الناس اذا ارادوا ان يدخن يدخن امام الناس فهو يجاهر بهذه المعصية امام الناس ولا يبالي فاذا وهكذا ينتبه المسلم اذا المجاهرة المعصية وعمرها يعني عظيم عند الله تعالى. نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا. نسأله تعالى ان يعفو عنا وان يغفر لنا - 00:13:03ضَ

ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك - 00:13:31ضَ