رياض الصالحين

شرح رياض الصالحين باب(32) فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين (2) حديث"هذا خير من ملء الأرض من هذا"

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد جاء في الصحيحين من حديث ابي عباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه - 00:00:00ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل عنده مر انه مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده ما رأيك في هذا وقد جاء في بعض الروايات ان المسؤول هو ابو ذر رضي الله تعالى عنه - 00:00:19ضَ

فقال المسؤول في اجابة النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيك في هذا قال رجل من اشراف الناس يعني من عليتهم واصحاب المنزلة فيهم والشرف في الناس يكتسب باسباب عديدة - 00:00:41ضَ

فقد يكون الشرف بالنسب وقد يكون الشرف بالمال وقد يكون الشرف بالحسب وقد يكون الشرف صفات بالشخص ترفعه بين الناس. وقد يكون الشرف بالمنصب وهذا يختلف باختلاف الزمان والمكان والمقصود انه وصفه بهذا الوصف الذي يدل على علوه - 00:01:02ضَ

في نظر الناس وارتفاع مكانه فقال رجل من اشراف الناس ثم قال هذا والله حري ان خطب ان ينكح وان شفع ان يشفع وان قال ان يسمع له ثم مر - 00:01:28ضَ

رجل اخر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي الرجل الذي سأله اولا ما رأيك في هذا يعني ما الذي ترى في شأن هذا؟ فقال هذا يا رسول الله فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين - 00:01:49ضَ

هذا رجل من فقراء المسلمين فليس عنده مال ولا ما يرفعه عند الناس ثم بين من حاله وقال هذا حري ان خطب ان لا ينكح خلاف الاول وان شفع الا يشفع - 00:02:08ضَ

وان قال الا يسمع له فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه بعد هاتين الاجابتين عن هذين الرجلين قال صلى الله عليه وسلم لمن سأله ولمن حضره قال صلى الله عليه وسلم هذا - 00:02:26ضَ

اي الاخير الذي وصف بانه من فقراء المسلمين وانه حري اذا خطب الا ينكح واذا شفع الا يشفع واذا قال الا يسمع قال هذا خير من ملء الارض من مثل هذا - 00:02:45ضَ

هذا خير من ملء الارض من مثل هذا والظاهر والله تعالى اعلم ان كلاه ان كليهما مسلم لان المفاضلة لا تكون بين مسلم وكافر فكما قال الله تعالى والعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم - 00:03:03ضَ

فلا يأتي في الذهن ان هذا كافر وهذا مسلم بل كلاهما من اهل الاسلام وانما تفاضل بما في قلوبهما من الاعمال فالتفاضل بين الناس ليس بالصورة ولا بالحسب ولا بالنسب ولا بالمال - 00:03:28ضَ

ولا بكثرة الذكر وعلو الشأن في الدنيا انما التفاضل حقيقة هو بما في قلوب الخلق وذاك لا يعلمه الا الله جل في علاه قال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم - 00:03:48ضَ

الموازنة بين الناس لا تكون بالمظاهر ولا تكون بما اعطى الله تعالى الشخص من امر الدنيا فامور الدنيا ليست هي محل العلو والتميز انما العلو التميز بما يكون مع الانسان من تقوى الله عز وجل في قلبه وصالح العمل - 00:04:05ضَ

فانه يأتي يوم القيامة ليس معه شيء فاذا كان قد ترك الانسان كل ما يكون من شأن الدنيا وراء ظهره. ويأتي يوم القيامة ليس ما عليه لباس حافيا كما خلقه الله تعالى غير مختون - 00:04:29ضَ

فبماذا يتفاضلون؟ يتفاضلون بالاعمال التي هي قرينتهم وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ولهذا نبه النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى - 00:04:49ضَ

لان لا يغتر الناس بالمظاهر فليس التقدم عند الله عز وجل بشيء من امر الدنيا. مهما كان كثيرا او عظيما او كبيرا او جليلا فان التقدم عند الله عز وجل - 00:05:07ضَ

للقلب وصالح العمل ولهذا سير قطع المسافة الى الله عز وجل لا ليس بالصور والاشكال انما هو القلوب والاعمال قطع المسافة بالقلوب اليك لا بالسير فوق مراكب الركبان ليس السير الى الله عز وجل تقطع المسافة اليه بالصور والاشكال انما بالعمل - 00:05:23ضَ

فكم من ضعيف الحال هو عند الله كريم هو عند الله عز وجل كريم المقام رب اشعث اغبر ذي طمرين لو اقسم على الله لابره. وهذا الحديث لا ليس فيه الثناء على ضعف الحال - 00:05:50ضَ

بذاته فقد يكون الانسان ظعيف الحال لكنه ممقوت عند الله عز وجل فان الله عز وجل قد ذكر في الثلاثة الذين لا يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا ولا - 00:06:09ضَ

زكيهم ولهم عذاب اليم ذكر منهم العائلة المستكبر فقير لكنه مستكبر بقلبه فالشأن ليس في فقر الانسان او غناه انما فيما في قلبه من عبودية وخضوع لله عز وجل. ولهذا من استدل بهذا الحديث من اهل العلم - 00:06:26ضَ

على فضل الفقر على الغنى الاستدلال محل نظر لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفظله لفقره وانما فضله لما كشفه الله له من طيب سريرته وصلاح عمله وتقوى قلبه. وهذا هو الذي يحصل به الصبر. فكم من غني - 00:06:48ضَ

عنده من التقوى والخشية والخوف ما يكون غناه سببا لتقدمه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين وذكر منهما رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق - 00:07:10ضَ

فكان المال سببا للسبق لما كان القلب زاكيا طيبا صالحا هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم الى عدم الاغترار بالصور والاشكال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى - 00:07:29ضَ

اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم وفيه من الفوائد السؤال عن احوال الناس اذا كان ذلك يتضمن مصلحة في بيان خير وتحذير من من شر فان النبي سأل هذا الرجل ما رأيك في هذا - 00:07:50ضَ

ووصفه بما وصفه به في الحالين وذاك للتنبيه الى اهمية العناية المخابر والقلوب وعدم الاغترار بالمظاهر وفيه من الفوائد ان المفاضلة بين الشخصين ليس مما يندرج في الغيبة او التنقص فثبوت الفضل لشخص لا يعني تعيب الشخص الاخر. ما دام انه - 00:08:10ضَ

قد اتى بما اتى به مما يجب عليه. ففظل النبي صلى الله عليه وسلم الثاني على الاول بهذا التفضيل ولم يكن في ذلك عيب على احدهما وفيه من الفوائد ان الشخص الواحد - 00:08:39ضَ

قد يعدل ملء الارض من امثاله من بني جنسه وهذا تفضيل كبير حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الرجل قال هذا خير من ملء الارض من مثل هذا - 00:08:57ضَ

وهذا التفظيل لك ان تتخيله ان شخصا يعدل ملء الارض من امثال من امثال شخص دونه في الوصف وان كان موافقا له في الجنس وهذا يبين ان التفاضل بين الناس - 00:09:13ضَ

عظيم الى هذا الحد ولذلك قد يكون الشخصان في عمل واحد وبينهما من الفضل والفرق في القبول والمنزلة عند الله كما بين السماء والارض فالعين ترى الشخصان فالعين ترى الشخصين يقفان في صف واحد وفي موقف واحد في صلاة او عبادة وبينهم - 00:09:31ضَ

كما بين السماء في في الفضل والرجحان والسبب هو ما قام في القلوب وهذا التفضيل نسأل الله ان يبلغنا واياكم اعلى وان يجعلنا من المصطفين الاخيار هذه بعض الفوائد المتضمنة في هذا الحديث اسأل الله عز وجل البصيرة في الدين وان يرزقنا التواضع وجميل الخلق في السر والعلن - 00:09:56ضَ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:10:18ضَ