معاني الأذكار - حصن المسلم

معاني الأذكار - حصن المسلم (283) الدعاء إذا نزل منزلاً في سفر أو غيره

خالد السبت

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذا باب الدعاء اذا نزل منزلا في سفر او غيره وقد اورد حديث خولة بنت حكيم - 00:00:00ضَ

السلمية رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا ثم قال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك - 00:00:19ضَ

رواه مسلم وهذه الجملة اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق مضى الكلام عليها في الكلام على اذكار الصباح والمساء وان ذلك يقال ثلاثا. يعني اذا امسى. اعوذ بكلمات الله التامات من شر - 00:00:39ضَ

ما خلق وكذلك في دعاء الفزع من النوم يقول اعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون. كل ذلك قد مضى الكلام عليه فقوله هنا - 00:00:59ضَ

من نزل منزلا ثم قال من نزل منزلا قيده بعض اهل العلم كالحافظ ابن حجر رحمه الله في السفر. من نزل منزلا يعني في السفر ولكن ليس في الحديث ما يدل - 00:01:17ضَ

عليه فان قوله منزلا نكرة في سياق الشرط والنكرة في سياق الشرط للعموم من نزل منزلا يعني في الحضر او في السفر والى هذا ذهب جمع من اهل العلم فلم يقيدوه بحال - 00:01:33ضَ

السفر لو انه نزل في مكان في نزهة ذهب الى البرية ذهب الى استراحة اراد ان يدخل مكانا لربما يكون فيه شيء من الهوام او نحو ذلك في اي منزل - 00:01:56ضَ

ينزله توقف في الطريق في غير سفر اراد ان يصلي اراد ان يستريح ونحو ذلك فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق من نزل منزلا ثم ان التنكير هنا يفيد - 00:02:12ضَ

التنوين يفيد ايضا التعميم اي منزل فهو للشيوع ثم قال ثم قال جاء بثم التي تفيد التراخي بمعنى لو انه نزل ثم نسي او شغل عن ذلك ثم تذكر بعد نزوله بساعة - 00:02:30ضَ

او بساعات فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فان ذلك يصدق عليه هذا الحديث فيكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك. اذا لا يشترط - 00:02:52ضَ

ان يكون ذلك بمجرد النزول ولكن الاولى ان يكون باول نزوله من اجل الا يقع له المكروه. والله تعالى اعلم فيقول اعوذ بالله عرفنا انه ان الاستعاذة بمعنى الالتجاء والاعتصام بالله تبارك وتعالى مما يخاف - 00:03:11ضَ

ويحاذر اعوذ بكلمات الله التامات. يعني الكاملات التي لا يتطرق اليها الخلل ولا النقص لا في الالفاظ ولا في المعاني ولا يحصل تخلف لمقتضاها فهي تامات وذكرنا من قبل الكلام في هذه الكلمات التامات هل المقصود بها الكلمات الكونية - 00:03:32ضَ

التي يحصل بها الخلق وتصريف امر الخليقة او ان المقصود بذلك الكلمات الشرعية القرآن مثلا فهو كلام الله تبارك وتعالى والكلمات جمع كلمة والكلمة تقال اللفظة المفردة مثل قال او زيد - 00:04:00ضَ

او من او نحو ذلك فقد تكون حرف معنى وقد تكون اسما وقد تكون فعلا. وقد تكون الكلمات الجملة وقد تكون اكثر من ذلك فالخطبة يقال لها كلمة فهنا كلمات - 00:04:22ضَ

قد اضيفت هي مجموعة واضيفت الى لفظ الجلالة بكلمات الله التامات فكلماته هي كلامه الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اهل العلم من يقول ان الاضافة هنا تفيد التعميم فكلمات - 00:04:39ضَ

هي الكتب التي انزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام. وذكرت في بعض المناسبات ان هذه الكلمات ان ان تحمل على الكلمات الكونية والله اعلم وذلك ان هذا المستعيذ انما يريد ان يحفظ - 00:04:56ضَ

وان يصان مما يخاف ويحاذر وارتباط هذا بالكلمات الكونية اوفق واقرب من ارتباطه بالكلمات الشرعية فان الكلمات الكونية هي التي لا يجاوزها بر ولا فاجر ولكن من اهل العلم من حمله على الكلمات الشرعية ولا اشكال في هذا. ويمكن ان يراد به هذا وهذا - 00:05:15ضَ

فكل ذلك يقال له كلمات الله ومن ثم فان كلامه تبارك وتعالى غير مخلوق الكلمات الشرعية الكتب التي انزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام والكلمات الكونية حينما يقول للشيء كن - 00:05:43ضَ

او يأمر ملائكته ويدبر امر الخليقة اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا. سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان وهو تبارك وتعالى اذا اراد شيئا - 00:06:02ضَ

فانما يقول له كن فيكون وعيسى عليه الصلاة والسلام قيل له الكلمة مبشرا بكلمة من الله لانه وجد بالكلمة بقول كن فكان عليه الصلاة والسلام. فانما يستعاذ بغير المخلوق فتقول اعوذ بالله - 00:06:21ضَ

او يستعاذ بصفاته فهي غير مخلوقة ككلامه. فقل اعوذ بكلمات الله او تستعيذ بغير ذلك من صفاته تقول مثلا اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر هذا كله استعاذة - 00:06:45ضَ

الصفة والصفة ملازمة للموصوف واوصافه تبارك وتعالى غير مخلوقة لكن لا يكون ذلك بالمخلوقين وهنا هذه الكلمات التامة التي لا نقص فيها لا خلل ولا عيب ولا شطط ولا خلف ايضا - 00:07:04ضَ

وبعضهم فسرها بالنافعة الشافية وبعضهم فسرها بغير ذلك ولكن ما ذكرته لعله الاوفق والله تعالى اعلم. ومثل هذا الحديث يستدل به اهل السنة كما قال شيخ الاسلام رحمه الله بان الامام احمد رحمه الله جمع من اهل العلم من ائمة السنة رضي الله عنهم وارضاهم يحتجون بمثل هذا الحديث على ان كلام - 00:07:26ضَ

الله غير غير مخلوق لانه لا يستعاذ لا يستعاذ بالمخلوق هذا امر معلوم من شر ما خلق قيده جمع من اهل العلم بشر ذي شر شر ذي الشر يعني ان المخلوقات على نوعين نوع ليس فيه شر - 00:07:54ضَ

كالجنة والانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فهم خير وكذلك الملائكة وانما المقصود الاستعاذة من شر ما خلق يعني لا يقال كما فهم بعض اهل العلم بان ذلك للعموم من شر ما خلق كل مخلوق - 00:08:18ضَ

يستعيذ بالله من شره. فان بعض المخلوقات ليس فيها شر. اذا من شر ذي الشر يعني المخلوقات التي يوجد فيها للشر والى هذا ذهب الحافظ ابن القيم رحمه الله وقال بان قوله من شر - 00:08:36ضَ

ما خلق ايضا في سورة الفلق يكون ذلك استعاذة من كل شر في اي مخلوق قام به الشر من حيوان او غيره من الانس او من الجن او الهوام او الدواب او الريح - 00:08:55ضَ

او الصاعقة او اي نوع كان من البلاء يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله فان سئل عن العموم هنا يعني من شر ما خلق وهنا ماء تفيد العموم فيقول هنا هذا عموم تقيدي وصفي لا عموم - 00:09:17ضَ

اطلاقي والمعنى من شر كل مخلوق فيه شر. يعني هذا الذي يسميه الشاطبي رحمه الله بالعموم الاستعمالي. تدمر كل شيء بامر ربها يقول ومع ذلك ما دمرت السماوات والارض والجبال وقال فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم فما دمرت المساكن انما دمر تدمر - 00:09:40ضَ

كل شيء جاءت لتدميره. هذا هو المراد والعرب تفهم ذلك. كما قال الله عز وجل في البيت في مكة شرفها الله قال يجبى اليه ثمرات كل شيء مع انه يوجد ثمرات في الدنيا لا تجبى الى مكة وانما ما يصلح - 00:10:03ضَ

لمثله يعني ما جرت العادة به يجبى اليه ثمراته وقال عن ملكة سبأ قال واوتيت من كل شيء مع انها لم تؤتى ملك سليمان عليه الصلاة والسلام وانما اوتيت من كل شيء يصلح لاقامة ملكه - 00:10:21ضَ

او يصلح لمثلها فهنا الحافظ ابن القيم يقول ليس المراد الاستعاذة من شر كل ما خلقه الله تعالى فان الجنة وما فيها ليس فيها شر كذلك الملائكة والانبياء فانهم خير محض والخير كله حصل على ايديهم فالاستعاذة من شر ما خلق تعم شر كل مخلوق - 00:10:38ضَ

فيه شر وكل شر في الدنيا والاخرة وشر شياطين الانس والجن والسباع والهوام والنار والهواء وغير ذلك اذا حينما تقول اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق يدخل فيه الاستعاذة من كل ما يمكن ان يصدر منه الشر او الاذى او يصل - 00:11:01ضَ

اليه الي اليك منه المكروه. سواء كان ذلك حيوانا او كان من غير الحيوان. هنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لم يضره شيء ان يضره شيء من هذه المخلوقات فقد استعاذ بالعظيم الاعظم جل جلاله وتقدست اسماؤه. وهنا يحمل ذلك على العموم لم يضر - 00:11:22ضَ

وهو شيء فالشيء هنا نكرة في سياق النفي وذلك يدخل في جميع الاشياء حتى يرتحل. يعني سواء كان يتخوف من المجرمين يتخوف من آآ السراق قطاع الطرق يتخوف من الهوام والحشرات يتخوف من السباع اذا كان في مكان فيه السباع - 00:11:45ضَ

او غير ذلك مما يتخوفه فانه لا يضره شيء. يعني بعض الناس قد يخاف من بعض الحشرات. فاذا قال هذا قد يراها فاذا قال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فعليه ان ينام قرير العين بعد ذلك - 00:12:09ضَ

ولا يصل اليه المكروهة وهذا ايضا هو البديل الشرعي لما كان يفعله اهل الجاهلية من الضلال والاشراك فقد كانوا اذا نزلوا منزلا قال احدهم اعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء - 00:12:23ضَ

قومه يقصدون كبير الجن كما قال الله عز وجل وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم فزادوهم رهقا زادوهم رهقا على القولين في تفسير الاية بعضهم يقول ان الانس لما استعاذت بالجن تعاظم الجن وقالوا قد ملكنا - 00:12:44ضَ

الجن والانس فالانس يخافون منا وبعضهم يقول فزادوهم رهقا ان الجن حينما رأت الجن لما رأت الانس يخافون منهم زادوهم خوفا وتسلطوا عليهم والقوا في قلوبهم المخاوف. والله تعالى اعلم. هذا ما يتعلق بهذا الحديث. واسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا - 00:13:07ضَ

صالحا ونية هذه اسئلة يسأل عن حكم بعض التعاملات التي تحدث في بعض المدارس وبيئات العمل الخيري. يقول في نهاية الفصل الدراسي اعتادت الطالبات على عمل حفلة بسيطة بمناسبة انتهائهن من الاختبارات - 00:13:33ضَ

ويؤتى بالطعام وبعض الاهداءات الرمزية توزع على عموم الاخوات دون تخصيص فرد معين ما حكم اخذ المعلمة لهذا؟ وكذلك مديرة الدار ان كانت متبرعة المعلمة انهم يسألون عن دور التحفيظ ان كانت متبرعة يعني متطوعة في عملها هذا فلها ان تأخذ - 00:13:55ضَ

اكمل الا تأخذ كما ذكرت في بعض المناسبات ان السلف رضي الله عنهم ما كانوا يقبلون ممن كانوا يعلمون ما كانوا يأخذون منه شيء لئلا يتعجلوا شيئا من اجرهم. يعني حتى ان بعضهم لربما سأل بعض تلاميذته ان يسأل عن - 00:14:16ضَ

الاشنان اسنان مثل الصابون قديما. يتنظف به ثم قال لا انت ممن يأخذ عنا الحديث. يعني بمعنى حتى مجرد السؤال عن سعر الاسنان قال لا تسأل. والامام نافع القارئ المعروف ذكر انه كان يمتنع من طلب سقي الماء - 00:14:36ضَ

ممن يقرأ عليه يعني ما يقول اسقني ماء وان بعضهم كالاوزاعي رحمه الله لما جاء احد تلامذته له بشيء من التحف والهدايا قال ان شئت قبلتها ولكن لن تسمع مني حديثا. كان ممن يأخذ عليه الحديث - 00:14:56ضَ

وكذلك جاء هذا عن غيره من ائمة السنة وكذلك كبار القراء فالاكمل الا يأخذوا ولو كان متبرعا. اما ان كان يأخذ مقابل على ذلك راتبا او اجرة او نحو هذا - 00:15:13ضَ

فيكتفي بما يأخذ ولا يكون ذلك العمل ذريعة للتكسب والاخذ من هنا وهناك. يعني هنا امران بعض الناس يظن ان القضية هي تتعلق باستمالة القلوب يقولون نحن نعمل حفلة بعد الاختبارات - 00:15:27ضَ

او هذه المعلمة لن تدرسنا في السنة القادمة هي ليست القضية هذه فقط يعني يقولون ليست من قبيل الرشوة. الامر الاخر ان هدايا العمال غلول والغلول هو ما اخذ من المال العام او الغنيمة - 00:15:42ضَ

من غير وجه شرعي صحيح يعني قبل قسمها هذا الاصل ومن ثم فان هؤلاء اذا كانوا يأخذون المقابل على ذلك فانهم الا ما جرت به العادة من الامور اليسيرة الامور - 00:15:56ضَ

سيرة. بمعنى لو ان احدى الطالبات معها مثلا قهوة ويشرب جميع الطالبات في القاعة وشربت معهم المعلمة فهذا امر يسير والاحسن ان تتورع من هذا لا تفتح لنفسها الباب. اما الهدايا التي تقدم ويتنافسون فيها. هؤلاء يقدمون لها قلادة وهؤلاء يقدمون لها خاتما - 00:16:11ضَ

او لا يقدمون لها لربما اطقما من المجوهرات ونحو هذا فمثل هذا ليس لها ان تأخذه ليس لها ان تأخذه قل احيانا تحضر بعض الموظفات فطورا او قهوة وتوابعها وتبذلها لجميع الموظفات ومن ضمنهن المديرة دون تخصيص لها. ان كان هذا ما يبذل للجميع - 00:16:34ضَ

فلا اشكال فيه لكن ان تخص المديرة بشيء من ذلك فلا. يقول فهل الاكمل المديرة عدم الاكل من هذا حتى لو كان تطييب الخواطر؟ انا اقول مثل الاشياء اليسيرة ترك القهوة والتمر ونحو هذا كان للجميع مبذول فلا اشكال من مشاركتها لهم في مثل - 00:16:56ضَ

هذا والشريعة جاءت بمثل هذه المواساة والاخلاق ويقول ما حكم استخدام اجهزة التحفيظ او المكان الخيري في الامور الشخصية كاستخدام الاوراق او الانترنت في محادثات خاصة لا علاقة لها بالعمل يتورع من هذا ما حكم استخدام المال الوقفي الذي بذل للمكان الخيري؟ في تزيينه او شراء الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها - 00:17:13ضَ

يكون ذلك بالمعروف مما يحتاج اليه لكن ان تبذل الاموال الكثيرة في امور كمالية وزينة وورود ونحو هذا فلا لكن في الاشياء اليسيرة لا بأس الاشياء اليسيرة الشريعة ما جاءت بالحرج. يقول ما حكم قبول مديرة الدار هدية من موظفة تركت العمل - 00:17:37ضَ

فتقبل منها تطييبا لخاطرها فقط ثم تبذلها للدار ولا تأخذها لكن دون علم الموظفة. على كل حال ان اعتذرت فهذا هو الاصل فان اخذتها فانها تبقيها للدار تكون من ممتلكات الدار - 00:17:56ضَ

والله اعلم السلام عليكم - 00:18:12ضَ