التفريغ
فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. فبعضهم حمله على المداراة ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن. فالحسنة هي المداراة ويقابلها الغلظة والشدة وهكذا قول من قال الحسنة العفو والصفح و - 00:00:00ضَ
يقابل ذلك الانتصار للنفس وقول من قال الحسنة الحلم وضده الفحش يعني استبدل الكلمة بكلمة والتصرف بتصرف اخر فاذا كانت الكلمة موحشة فاستبدل ذلك بكلمة طيبة والذي يظهر والله اعلم ان الاية عامة. فيدخل فيها هذا وهذا. فالله عز وجل قال ولا تستوي الحسنة ولا السيئة - 00:00:23ضَ
الاستواء يحمل على اعم معانيه. لا يستوي الايمان والكفر والطاعة والمعصية والكلمة الطيبة والكلمة الموحشة. ادفع بالتي هي احسن فلا يقال ان ذلك يختص بالايمان والكفر او مجرد الطاعة والمعصية وانما ما يتصل بالتعامل - 00:00:52ضَ
يدخل في هذا لان السياق يدل عليه بل السياق فيه فيكون الانسان يتخير الكلمة الطيبة بدلا من الكلمة الموحشة والمعاملة الحسنة والمداراة بدلا من الغلظة والشدة والمكاشرة للناس بما يكرهون. فهذا توجيه - 00:01:14ضَ
اليم من الله تبارك وتعالى لعباده كيف يكون فعلهم وكيف يكون صنيعهم في تعاملهم ابتداء وكذلك ايضا في مقابل ما يلاقون ويواجهون من تعامل الناس وافعالهم ما يواجهونهم به مما قد يكرهونه. فتبدأ النفوس لربما تتحرك فيها دواعي الانتصاب - 00:01:35ضَ
والغضب فتصدر من العبد كلمات لربما يندم عليها ويسبب ذلك الجفوة والنفرة سواء كان ذلك مما يبتدأ به غيره او كان مما يقابل به اقوالهم او افعالهم فالله عز وجل يعلم عباده كيف يتصرفون؟ كيف يكون تعاملهم فيما بينهم؟ ادفع بالتي - 00:02:02ضَ
هي احسن فاذا ترددت بين كلمتين احداهما فيها جفاء والاخرى فيها لين فالكلام الطيب يأسر النفوس وله تأثير بالغ عليها فيرجع صاحب الاساءة الى حال من القرب والولاية والمحبة وما الى ذلك. اما اذا قوبل بمثل صنيعه وقوبلت الاساءة بالاساءة - 00:02:31ضَ
فان ذلك من شأنه ان يفرق ولا يجمع ويورث القطيعة والشر بين الناس فيقابل بمثل هذا ايضا فتحصل العداوة والبغضاء بين اهل الايمان فهذا كله والله تعالى اعلم داخل اه في الاية - 00:02:59ضَ