Transcription
يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب. ثم ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش. فقال الرجل - 00:00:00ضَ
لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني. فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم امسكه فيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله فشكر الله فشكر الله له فغفر له. قالوا يا رسول الله ان لنا - 00:00:24ضَ
في البهائم اجرا فقال في كل كبد رطبة اجر. متفق عليه. وفي رواية للبخاري فشكر له فغفر له فادخله الجنة. وفي رواية لهما بينما كلب يطيف بركية قد كاد العطش اذ رأته بغي من بغايا بني اسرائيل فنزعت موقعها فاستقت له به فسقته فغفر - 00:00:47ضَ
فغفر لها به. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث بروايتيه فيه بيان فضل الاحسان وانه بالاحسان يدرك الانسان من الثواب والاجر ما لا يرد له على خيال - 00:01:17ضَ
ولا يخطر له على بال ذلك ان فظل الله تعالى عظيم واحسانه جزيل وقد قال سبحانه وبحمده هل جزاء الاحسان الا الاحسان جاء ان رحمته جل في في علاه قريب من المحسنين كما قال ان رحمة الله قريب من المحسنين - 00:01:38ضَ
وهذا الذي جرى من هذا الرجل بسقيه الكلب الذي بلغ به العطش ان كان يمص الثرى من شدة العطش نوع من الاحسان فشكر الله تعالى له فغفر له وفي الرواية الاخرى ادخله الجنة - 00:02:05ضَ
وهذا لعظيم ما قام في قلبه من الاحسان والرحمة. وقد قال صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الله ولو كان هذا ولو كانت هذه الرحمة للحيوان كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في جواب الصحابة لما سألوه اولنا - 00:02:29ضَ
في البهائم اجرا قال في كل كبد رطبة اجر اي في كل كبد رطبة من من من انسان او حيوان اجر بل حتى اذا احتسب الانسان اطعامه كل احد من الانس والجن - 00:02:52ضَ
يدرك بذلك فضلا واجرا ولهذا ينبغي للانسان ان يحتسب الاجر عند الله عز وجل في مثل هذه الاعمال التي قد تكون في عينه زهيدة صغيرة لا قيمة لها على بال الا انها عند الله تعالى مع الاخلاص - 00:03:12ضَ
تبلغ مبلغا عظيما وهذا انما حمله على فعل ما فعل ان قام في قلبه الرحمة لهذا الحيوان ومثله ايضا البغي وهي من تمتهن الزنا تكسبا واخذا للمال مقابله لما رأت الكلب وسقته شكر الله تعالى لها وغفر لها - 00:03:30ضَ
على عظيم الذنب الذي كانت عليه لكنها ادركت المغفرة بما قام في قلبها من رحمة هذا الحيوان ولهذا ينبغي للانسان ان يجد وان يجتهد في ادراك كل بر واحسان والا يقتصر على ما يكون من - 00:03:52ضَ
كبار الاعمال بل ينبغي له ان ان يعود نفسه الاحسان الى كل احد وان يعمر قلبه بالرحمة للخلق. فاذا كان هذا في رحمة الحيوان فكيف فكيف الاجر والثواب لو كان رحمة لبني - 00:04:12ضَ
كان الذي قال الله تعالى فيه ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقوا تفضيلا وفي الحديث من الفوائد ان الانسان قد يعمل العمل لا يدرك ثوابه واجره. فهذا الذي سقى الكلب لا يدري ما الذي - 00:04:28ضَ
يرتب على هذا من الاجر والثواب. ولا البغي كانت تدري ما الذي يرتب على هذا من الثواب. لكنها ادركت وادركت هذا الاجر العظيم من مغفرة الذنب وشكر الله بادخال الجنة ما لم يرد لهم على خاطر ولم يدر لهم في بال - 00:04:49ضَ
والاجور خارجة عن ميزان القياس. وفضل الله عظيم. واجره جزيل يعطي على القليل الكثير فلنحسن الصلة به ولنقبل على كل احسان ولنرقب الفضل منه فهو ذو الفضل والجود والكرم وبحمده يرزق من يشاء بغير حساب - 00:05:09ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:05:32ضَ