التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. واتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدل الخبيث بالطيب ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم - 00:00:00ضَ
حاسبوك هذه الاية الكريمة من سورة النساء جاءت بعد فاتحة السورة قوله جل وعلا يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوج الاية لما امر جل وعلا - 00:00:31ضَ
بتقوى وحث على صلة الرحم ومراقبة الله جل وعلا وامر بالتقوى مرتين تبارك وتعالى لاهمية هذه الصفة وانه ينبغي لكل مسلم ان يجعل تقوى الله جل وعلا نصب عينيه دائما وابدا - 00:01:13ضَ
فيما يأتي ويذر يقدم على ما يقدم عليه متق لله تبارك وتعالى ويتوقف عما يتوقف عنه متق لله تعالى ويصاحب تقوى الله جل وعلا ان تكلم اتقى الله وان اخذ - 00:01:53ضَ
اتقى الله وان اعطى اتقى الله وان عامل اتقى الله وان مشى اتقى الله وان رقد اتقى الله فالمسلم الذي يريد النجاة لنفسه يجعل تقوى الله جل وعلا دائما على قلبه - 00:02:28ضَ
وعلى جوارحه وعلى لسانه وعلى عينيه يتق الله في كل ما يأتي ويذهب فلا يسمع اذنيه شيئا حرمه الله ولا يرى بعينيه شيئا حرمه الله ولا يمشي على قدميه الى شيء حرمه الله - 00:03:02ضَ
ولا يمد يده على شيء حرمه الله ويتقي الله دائما وابدا ثم امر جل وعلا بما هو من مستلزمات تقوى الله جل وعلا وقال تعالى واتوا اليتامى اموالهم اليتيم من بني ادم - 00:03:34ضَ
هو من فقد اباه واليتيم من الحيوانات من فقد امة فالولد ذكرا كان او انثى يقال له يتيم اذا فقد اباه وهو لم يبلغ الحلم وبفقد امه ووجود ابيه لا يقال له يتيم - 00:04:13ضَ
واذا بلغ الحلم ارتفع عنه اليتم وصار رجلا ليس بيتيم والمرء يبلغ الحلم ويحكم ببلوغه باحدى خلال اذا احتلم او انبت الشعر الخشن حول القبل او بلغ خمس عشرة سنة - 00:04:51ضَ
وتزيد الجارية البنت بعلامة وهي الحيض او الحمل لانها لا تحمل الا وقد بلغت قبل وقد لا تحيض حين ما تبلغ تحمل قبل ان تحيض والله جل وعلا يقول واتوا اعطوا اليتامى اموالهم - 00:05:38ضَ
للمفسرين رحمهم الله فيها قولان المراد باليتامى قيل من لم يبلغ الحلم وكيف يعطى الصغير ما له لا وانما يعطى منه ينفق عليه منه بالمعروف اذا كان المراد باليتيم من لم يبلغ الحلم - 00:06:18ضَ
فيعطى ما له يعني ينفق عليه منه في الاكل والكسوة والسكنى وما يحتاج اليه من علاج ادوات تعليم ونحو ذلك وما يلزم لتعليمه وتوجيهه وما يعطى لمن يعلمه ونحو ذلك - 00:06:50ضَ
هذا من اعطائه ماله يعني ما يحرم مما عنده من المال وانما يعطى منه حال صغره وقيل المراد باليتيم هنا باعتبار ما كان حيث قال جل وعلا في الايات الاتية - 00:07:21ضَ
وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فانستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ابتلوهم اختبروهم واتوا اليتامى هنا المراد بمن ارتفع عن اليتم لكن باعتبار ما كان باعتبار ما كان واستنتج بعض العلماء من هذه الاية المبادرة - 00:07:48ضَ
باعطائه ما له ولا يحرم منه ولا يماطل لانه يعطى ما له بعد بلوغه كانه الان بلغ ما زال يؤنس منه الرشد لان الاختبار يحسن ان يكون قبل البلوغ واذا بلغ وانس منه الرشد يدفع اليه ما له يتصرف فيه - 00:08:19ضَ
ولا يماطل كما يفعل بعض الاولياء ربما يكون اليتيم بعد بلوغه ارشد. واحسن من الولي ثم يماطله في ماله فلا يعطيه اياه الا بشتى الانفس وابتلاءات اليتامى اموالهم ثم حذر جل وعلا - 00:08:49ضَ
من التعدي على مال اليتيم عند العطاء لان الانسان يكون عنده شيء من الطمع والشح اذا اراد ان يخرج معنى اليتيم من يده اذا كان في يده كانه واثق منه مطمئن اليه - 00:09:22ضَ
فاذا اراد ان يسلمه قد تراوده نفسه بان يطمع في شيء يأخذ شيء من مال اليتيم من الطيب ويعطيه بدله ردي او يخلط ما له مع مال اليتيم ثم يقسم قسم تنظيفا - 00:09:47ضَ
قسمة جائرة قال جل وعلا ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب المال الحلال طيب وان كان ردي اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة وان كان الطعام ردي مدام حلال فهو طيب والحرام خبيث - 00:10:12ضَ
وان كان شهي ومقبول وتوده وتحبه النفوس فهو خبيث لان عاقبته الى النار والعياذ بالله كل لحم نبت من سحت فالنار اولى به والخبيث هو الحرام والطيب هو الحلال المرء - 00:10:49ضَ
عنده مال حلال لكنه ردي اليتيم عنده مال لكن مال اليتيم جيد كما كان بعض اهلي جاهليتي يفعل يأخذ الشاة السمينة من مال اليتيم ويضع في مال اليتيم الشاة الهزيلة. ويقول شاة بشاة - 00:11:24ضَ
ويأخذ الدرهم والدينار الصحيح السليم ويضع بدنه درهم او دينار مغشوش ويقول دينار بدينار لكن فرق وفي هذه الحال يأخذ الخبيث حتى وان كان سليم هذا الدينار او الشاة سمينة هي خبيثة بالنسبة لاهله انها حرام عليه - 00:12:03ضَ
لا تتبدلوا المال فتعطوا من مالكم الحلال وتأخذوا المال الحرام او لا تتعجلوا باخذ الحرام وتترك الحلال يفوتكم لانه كما جاء في الحديث لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها. فاتقوا الله واجملوا في الطلب - 00:12:41ضَ
المرء ما قسم الله له سيأتيه فان طلبه من طريق مشروع اتاه وصار مال طيب وحلال وان استعجله من طريق حرام صار حرام وخبيث وهو هو استعاذ به عن الحلال. استعجل فاخذ الحرام وترك الحلال الطيب - 00:13:17ضَ
ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب. والذي دخلت عليه الباء هو المبذول يعني تبذل الحلال تتركوه وتأخذوا بدله مالا حراما ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم ولا تأكلوا اموالهم - 00:13:47ضَ
الى اموالكم لا تأكلوا اموالهم الى او الى تأتي بمعنى ماع لا تأكلوا اموالهم مع اموالكم لا تستدخل ما له مع ما لك من باب التمويه وتجعله كأنه لك ثم تأخذه وتترك اليتيم - 00:14:18ضَ
ولا تأكلوا قد يقول قائل نهى الله جل وعلا عن الاكل لكن الاستيلاء بغير اكل يجوز؟ لا وانما سجل جل وعلا ما تطمع النفوس في الاموال من اجله وهو يطمع بالشيء ليأكله - 00:14:51ضَ
لكن اذا كان يجلس عليه او يستعمل او يركب او نحو ذلك فالحكم سواء مال اليتيم ما يجوز ان تتناوله ولا ان تتعرض له ولا ان تقربه الا بالتي هي احسن - 00:15:21ضَ
بالشيء الذي يعود عليه بالخير ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم بين الايتين تقارب بين اجزاء الاية تقارب بينهما تفاوت لا تتبدلوا الخبيث بالطيب لا تستبدل بدل لان بعض الناس مثلا يقول واحد بواحد اثنين باثنين وهكذا لكن فرق بينهما هذا استبدال - 00:15:44ضَ
الثاني يأكل يا اغتنم فيأكل مال اليتيم ولم يأذن الله جل وعلا بالاكل من مال اليتيم الا لمن كان في حاجة ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ومن كان غنيا فليستعفف - 00:16:24ضَ
فالاصل ان مال اليتيم ما يجوز للمرء ان يأخذ منه شيء الا في حال فقره وحاجته فهو يأخذ اقل الامرين اجرة مثله او كفايته اقل الامرين اذا كان الكفاية اقل فيأخذ الكفاية - 00:16:48ضَ
واذا كان اجرة مثله يأخذ اجرة مثله ولا يزيد عليها ولا تتبدل الخبيث بالطيب ولا تأكلوا. فالاول نهي عن الاستبدال. والثاني نهي عن الاكل والاستيلاء يعني يكون لليتيم ناقة تبينة غالية الثمن - 00:17:13ضَ
ولولي اليتيم ناقة هزيلة فيجعل الهزيلة لليتيم ويأخذ الناقة الجميلة ذات الثمن الغالي استبدال بدل واخذ هذا وهذا الظم او ضم مال اليتيم الى ماله ثم قسم بعد ذلك واعطى اليتيم الردي - 00:17:40ضَ
ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم انه كان حوبا كبيرا. الحوب الاثم انطلاق ام ايوب حوبا جاء ابو ايوب الانصاري كما روى انس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم واستشاره - 00:18:06ضَ
في طلاق ام ايوب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انطلاق ام ايوب حوبا. يعني اثم يعني بعد المعاشرة الطويلة انت واياها وهي امرأة صالحة واكرمت النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزل عليهم اول ما جاء الى المدينة عليه الصلاة والسلام - 00:18:38ضَ
لما هم ابو ايوب بطلاقها قال له النبي صلى الله عليه وسلم انطلاق ام ايوب حوباء يعني اسم حوبة ووصفه جل وعلا بانه كبير وفي هذا تحذير والتحذيرات من مال اليتيم مكررة متكررة في القرآن - 00:19:09ضَ
كما قال تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا الذي يأخذه من مال اليتيم بغير حق نار في جوفه يتجرعها يوم القيامة وحذر صلى الله جل وعلا عن مال اليتيم لان ليس له ناصر الا الله جل وعلا - 00:19:35ضَ
ولا يستطيع ان يميز لانه غالبا وليه يستولي على ماله وهو لا يدري وهو طفل صغير ثم اذا بلغ اعطاه وليقال هذا لك وهذا لي. ولا ولا يدري وحذر جل وعلا من مال اليتيم وشدد في هذا - 00:20:07ضَ
وجعل هذا من تقوى الله بان يحذر المرء ان يدخل عليه شيء من مال اليتيم وبعض الاخيار ينفق على اليتيم من ما له نفسه وينمي مال اليتيم له. حذرا من ان ينفق عليه اكثر مما يستحق - 00:20:31ضَ
ويكون هذا من تظييع مال اليتيم فاذا ضيع شيئا من مال اليتيم ولو انه عليه يكون ضيعه واثم في هذا ولا يلزم ان يكون يأكله لو ما اكله اذا بذر مال اليتيم او اسرف او اعطى اكثر من الحاجة او انفق - 00:20:58ضَ
وقع عليه اكثر مما يستحق فقد تلاعب في مال اليتيم فيكون متوعد بهذا الوعيد ومن اهم ما يوصى به ويتقى الله جل وعلا به المحافظة على مال اليتيم ورعايته وتوجيهه وتعليمه لان اليتيم غالبا ينشأ على حسب ما وجه له - 00:21:21ضَ
وكثير من الايتام وفقهم الله جل وعلا لقيادة الامة تولي الاخيار عليهم. من امهات او اخوة او اعمام ونحوهم فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتيم وكثير من العلماء رحمة الله عليهم - 00:21:52ضَ
نشأوا ايتام بالرعاية والتوجيه والاهتمام اصبحوا قادة للامة ولا يجوز الاستخفاف بشأن اليتيم او ان ولي اليتيم يقدم اولاده على اليتيم او لا يعبأ به او لا يبالي به فاوصى جل وعلا باليتيم خيرا - 00:22:24ضَ
وبين صلى الله عليه وسلم في احاديث اخر انه خصم من ضيع مال الضعيفين المرأة واليتيم وهو صلى الله عليه وسلم يخاصم هذا عند ربه تبارك وتعالى يأمر تعالى بدفع اموال اليتامى اليهم اذا بلغوا الحلم - 00:22:52ضَ
اذا بلغوا الحلم كاملة موفرة وينهى عن اكلها وضمها الى اموالهم. ولهذا قال ولا تتبدل الخبيث بالطيب. قال سفيان الثوري لا تعجل بالرزق الحرام قبل ان يأتيك الرزق الحلال الذي قدر لك - 00:23:24ضَ
وقال سعيد بن جبير لا تتبدل الحرام من اموال الناس بالحلال من اموالكم يقول الظحاك لا تعطي زيفا وتأخذ جيدا. وقال السدي كان احدهم يأخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم. ويجعل مكانها الشاة المهزولة - 00:23:44ضَ
يقول شاة بشاة ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف ويقول درهم بدرهم وقوله ولا ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم. قال مجاهد وسعيد ابن جبير اي لا تخلطوها فتأكلوها جميعا. وقوله انه كان حوبا كبيرا. قال ابن عباس اي اثما عظيما. وفي الحديث المروي في - 00:24:00ضَ
ابي داود اغفر لنا حوبنا وخطايانا وروى ابن حوبنا وخطايانا. الحوب الاثم الاثام. نعم. وهو ابن مردوي باسناده عن ابن ان ابا ايوب طلق امرأته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم - 00:24:27ضَ
يا ابى ايوب انطلاق ام ايوب كان حبا. قال ابن سيرين الحب الاثم. وعن انس ان ابا ايوب اراد طلاق ام ايوب فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان طلاق ام ايوب لحوب فامسكها والمعنى ان - 00:24:47ضَ
اكلكم اموالهم مع اموالكم اثم عظيم وخطأ كبير فاجتنبوه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:07ضَ