تفسير ابن كثير | سورة النحل

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | سورة النحل من الآية (24) إلى الآية (25).

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذا قيل قال ربكم قالوا اساطير الاولين تحملوا اوزارهم كاملتين ومن اوزار الذين يقول الله جل وعلا - 00:00:00ضَ

واذا قيل لهم قيل للمشركين القائل كما ورد والنظر الحارس وكان عنده الكتب الاولين وقصصهم كانوا يأتون اليه يسألونه ما هذا الذي نزل على محمد كما قال الله جل وعلا قالوا اساطير - 00:00:50ضَ

يعني ما كتبه الاولون من الحكايات القصص وهو يقول هذا القول تمويها واغلالا للجهال ولله انه يعلم ان ما يسمعه من محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان ينطق به مخلوق من تلقاء نفسه - 00:01:31ضَ

ان هناك فرق كبير بين كلام تكلم الله جل وعلا به بينما انما به المخلوق وانما قالوا ذلك انهم ظلوا في انفسهم ارادوا اغلال غيرهم واذا قيل لهم قائل لهم من يأتي - 00:02:16ضَ

الى مكة ماذا انزل ربكم او القائل لهم المسلمون الكفار ماذا انزل الله انزل الله كلاما جيدا حسنا هدى للناس او القائل كفار قريش بعضهم لبعض وقالوا ماذا انزل ربكم على سبيل التهكم - 00:02:48ضَ

والسخرية بمحمد صلى الله عليه وسلم اي انه ليس هذا الكلام ونزل واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم قالوا اساطير الاولين اساطير يعني ما سطره الاولون كما قال الله جل وعلا عنهم - 00:03:25ضَ

اية اخرى وقالوا اساطير الاولين اكتتبها وهي تملى عليه بكرة واصيلا يعني يملى عليها هذا الكلام القصص الاولين صباحا ومساء وهم يفترون بذلك والا ففي حقيقة نفوسهم يعلمون ان هذا كلام الله جل وعلا - 00:03:55ضَ

قال الله جل وعلا تحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة قالوا هذا القول ليحملوا اسامهم الكافر لا ينقص من اوزاره شيء بل كلها يعذب بها في الدار الآخرة بخلاف المؤمن فإن اوزاره - 00:04:30ضَ

يكفرها الله جل وعلا الاعمال الصالحة ويكفرها الله جل وعلا بالمصائب تحصل المصائب والنكبات التي تحصل المؤمن يكفر الله بها خطاياه واما الكافر الخطايا العذاب والمصائب النكبات التي تحصل عليه في الدنيا - 00:05:15ضَ

لا تنقص من اوزاره شيء هل هي من تعجيل شيء من العقوبة له المصائب عقوبة الكافر وهي تخفيف واجر للمؤمن ولذا قال الله جل وعلا يحملوا اوزارهم كاملة يأتون يوم القيامة - 00:06:04ضَ

قد حملوا اوزارهم كاملة غير منقوصة ومن اوزار الذين يضلون هنا هم بغير علم وهم يحملون اوزارهم ويحملون اوزار من في الدنيا كما قال الله جل وعلا ولا يسألن يوم - 00:06:36ضَ

ومن دعا يا هدى وله قدره ومثل اجور من اتبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيء ومن دعا الى ضلالة عليه وزره ومثل اوزار من اتبعه من غير ان ينقص من اوزارهم شيء - 00:07:17ضَ

ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة بغير علم ترى بعض المفسرين ان من هنا تبعيضية بما اقتضى به فيه وبعضهم يرى ان من هنا بمعنى مثل ومثل اوزار الذين يضلونهم بغير علم - 00:07:56ضَ

ويدل على معنى مثل ما ورد في الحديث من دعا الى هدى من دعا الى ضلالة عليه اوزاره يوم القيامة وعليه مثل يساري من اقتدى به في دعوته الضالة والعياذ بالله - 00:08:30ضَ

وفي هذه الآية عيد شديد لكل من دعا الامة واظلهم على الصراط المستقيم بقوته او بجاهه او بلسانه وبسلطانه من دعا الناس الى ضلالة فظلوا بسببه ويحمل اوزارهم مع اوزاره يوم القيامة - 00:08:57ضَ

من غير ان ينقص من اوزارهم ومن اوزار الذين يضلونهم على الصراط بغير علم هم اضلوهم اظلوهم على غير هدى او بغير علم انهم سيحملون اوزارهم يوم القيامة يظنون انهم باتباع الرعاء لهم والناس - 00:09:32ضَ

الله جل وعلا هذا جاه لهم الدنيا في الحقيقة هذا وبال عليهم وزيادة في تعذيبهم الدار الآخرة والعياذ بالله من اوزار الذين يضلونهم بغير علم ما يزيغون هذه يصح ان تكون موصولة - 00:10:13ضَ

بمعنى الذي ان تكون نكرة موصوفة بالاية التي بالجملة التي بعدها اذا قلنا موصولة بعدها صلة العائد على الصلة على الموصول محذوف لا يزورونه والمخصوص بالذنب لان الشرع هنا بمعنى بئس ولها مخصوص - 00:10:51ضَ

الذنب كما ان نعمة لها مخصوص بالمدح تقول مثلا نعم الرجل محمد محمد هو المخصوص المدح يا اما يزرون فعلهم هذا في هذا تحذير لكل من دعا الى ضلالة انه سيتحمل مثل اوزار من اتبعه - 00:11:22ضَ

على ضلالته يقول الله جل وعلا ذكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد مر عليهم اتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين كنتم - 00:12:06ضَ

قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين يقول الله جل وعلا هذا المكر الذي الكفار قريش بالقرآن من باب المكرم التمويه على الجهال والا فانهم يعلمون ان محمد صلى الله عليه وسلم - 00:12:37ضَ

محمدا صنعة الله وسلامه عليه صادق وانما اتى به من عند الله يعلمون ذلك لكنهم قالوا هذا القول من باب المكر ولهذا تغيرت وتنوعت عباراتهم في القرآن ومحمد قالوا القرآن سحر وقالوا كهانة وقالوا شعر - 00:13:08ضَ

قالوا فيه قولا يعلمون انه عيد كل البعد عنه فاننا هذا من باب المكر والخداع جل وعلا هذا المكر خاص بكفار قريش وحدهم المكر في بني ادم في كفار بني ادم من القديم - 00:13:34ضَ

قد مكر الذين من قبلهم بعث الله انه كان اشقى واعتى اهل الارض الكفار النمرود الذي كان في زمن ابراهيم الخليل على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام وان خضعت له الدنيا ومن حوله - 00:14:00ضَ

وزرائه لنا بنيانا عاليا رفيعا ليذعن لنا اهل السماء كما اذعن اهل الارض وبنوا خمسة الاف ذراع او طوله علوا يصعد الى السماء ليحارب اهل السماء فيذعنوا له لما بنوا هذا البنيان واحكموه - 00:14:30ضَ

الله جل وعلا عليه الريح فقلعت اعلاه ورمته في البحر سقط عليهم الباقي وهم تحته اهلكهم الله جل وعلا يظنون ان فيه انتصارهم وقوتهم وغلبتهم قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد - 00:15:13ضَ

القواعد التي احكموها اجادوا فيها مكنوها في الأرض تخلخلت وشفطت عليهم سقط عليهم البنيان الاعلى القواعد اربع مئة سنة وزاد علوه في الارض الله عليه بعوضة دخلت في منخره وصار يضرب بالمطارق - 00:15:40ضَ

من اجل ما يحس به من حركتها لانه يرى انها تخفف عنه وكان ابر الناس به ومن يزيد في الضرب لاجل ذلك هكذا اربعمائة سنة بقدر ملكه في الارض هذا الالم الشديد - 00:16:26ضَ

فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم سقط عليهم السقف تخلخل البنيان من اسفل من قواعده التي احكموها واجادوها مر عليهم السقف من فوقهم يعني وهم تحته لما ظنوا انهم احكموا البناء - 00:16:53ضَ

وتجمعوا تحته الله عليهم واهلكهم الشيء الذي يرون ان فيه قوتهم واتاهم العذاب لك هو الله جل وعلا بعذاب يشعرون انه سيأتيهم ولا يتوقعونه ان الله جل وعلا قادر ان يهلك - 00:17:29ضَ

واقسى اهل الارض لا يخطر على بال المرء انه يؤتى من هذه الناحية ويؤتى من حيث لا يشعر ولا يتوقع واتاهم العذاب من حيث لا ويشعرون وفي هذا تخويف وتحرير - 00:17:59ضَ

لكل من عثى وتدبر عسى الله جل وعلا في الأرض ان الله جل وعلا بالمرصاد وانه يمهل والظالم ولا يهمله يمهل ولا يهمل فاذا اخذ اخذ الظالم اخذ عزيز مقتدر - 00:18:29ضَ

واتاهم العذاب من يشعرون وليس هذه النهاية فقط ويهلكون في الدنيا وانتهى الامر الا ثم يوم القيامة الفضيحة يفضحهم امام الملأ ما ورد في الحديث انه يوصد لكل ظالم يوم القيامة - 00:18:56ضَ

ايوا ويقال هذه مظلمة فلان ابن فلان على حسب مظلمته يفضح الله جل وعلا الظالم ويخزيه ويعرف الناس كلهم قابل ما تجبر وعكى وتعالى الله جل وعلا يخزيه ويفرحه قال الله جل وعلا - 00:19:25ضَ

المرابين الذين همهم اكل اموال الناس بالباطل الله جل وعلا يوم القيامة فخامة بطونهم وان بطونهم تكونوا كالبيوت العظيمة الحيات والعقارب داخل بطونهم لانهم اكلوا اموال الناس بالباطل من اجل اشباع بطونهم ورغباتهم - 00:20:02ضَ

وفضحهم الله جل وعلا بذلك كما قال الله جل وعلا الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقومون الذي يتخبطه الشيطان الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا - 00:20:29ضَ

واحل الله البيع وحرم الربا من جاءه موعظة من ربه انت هذا له ما سلفه امره الى الله يحشر يوم القيامة الى المحشر بطنه كالبيت العظيم يمشي ويسقط يمشي ويسقط لا يستطيع حمله - 00:20:50ضَ

المجنون كالمصروع والعياذ بالله فضيحة وخزي اكلت الربا وكذلك كل غادر يوم القيامة ينسب له لواء فضيحة له في غدرته ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول قالوا لهم تبكيت وتقريع وتوضيح - 00:21:17ضَ

معبوداتكم التي كنتم تعبدونها في الدنيا. الا تفزع لكم الان انتم الآن في امس الحاجة اليها احوج ما تكونون اليها الان فاستعينوا بها. هل تنفع اشجار واحجار ثم يوم القيامة يخزيه - 00:21:47ضَ

ويقول اين شركائي الذين كنت شابون تخاصمون فيهم المؤمنين يعاندونهم وتجادلونهم يقولون هذه الهة تنفع وهذا سيد يشفع وهذا ولي يجير وهذا يشفي وهذا يفعل وهذا يفعل اذا قال لك عبد الله المؤمن توجه الى الله جل وعلا وحده - 00:22:19ضَ

اترك ما سواه؟ قلت لا هذا مجرب في النفع هذا يرد الغائب هذا يشفي المريض. هذا يفعل كذا هذا يفعل كذا هذه مخاصمة اولياء ويقول اين شركاء تشاقون في مخاصمون - 00:22:47ضَ

ان لهم قول ولهم رد لا يستطيعون مقهورون مغلوبون لا يجدون لهم وليا ولا نصيرا حينئذ يتكلم اهل العلم الذين هم سادة الناس في الدنيا والآخرة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم - 00:23:16ضَ

المبلغون عن الله ومن اخذ عنهم من علماء الشريعة الإسلامية الذين يدعون الى الله على بصيرة هؤلاء هم المتكلمون في ذلك الموقف العظيم يقول الله جل وعلا الذين اوتوا العلم - 00:23:40ضَ

يتكلمون يأذن الله لهم في الكلام قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم على الكافرين عند ذلك وشر المؤمنون بنصر الله وتأييده لعباده المؤمنين وبخذلانه وتعذيبه لمن عصى الله لان المؤمن يسر بتعذيب الله جل وعلا لمن عصاه - 00:23:58ضَ

ومن عاند امر الله ومن كابر ورد الحق حينئذ يقول اهل العلم فرحا بنصر الله لمن اطاعهم بتعذيب الله جل وعلا لمن عصاهم وعصى امر الله الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء - 00:24:26ضَ

والعذاب والمذلة والاحتقار والازدراء اليوم على الذين كفروا بالله ورسله لا ولي لهم ولا ناصر وهم المستحقون للعذاب وهم الذين يؤمر بهم اولى الى النار والعياذ بالله الله جل وعلا - 00:24:50ضَ

ينزل هذه الآيات على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العبرة والعبرة عظة وعبرة لمن اراد الله جل وعلا له الهداية ان يأخذ كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:25:21ضَ

خرافات والضلالات والتعلق بغير الله لا يرجى له نفع هم لا يستطيعون نفعا لانفسهم كما انهم لا يستطيعون ضرا من اعرض عنهم وتولى الله جل وعلا الله جل وعلا نرشد عباده - 00:25:42ضَ

ويبين لهم موقف الناس في الدار الآخرة انه رأي عين والسعيد من اتعظ واخذ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والشقي من اعرض عن كتاب الله رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:26:14ضَ

ضرب بهما عرض الحائط والله اعلم الله وسلم وبارك على عبده وعلى اله وصحبه - 00:26:36ضَ