تفسير القرآن الكريم

تفسير سورة المطففين | للشيخ أ.د. يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله صلي وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته - 00:00:01ضَ

وحياكم الله في هذا اللقاء المتجدد المبارك لقاء الثلاثاء في تفسير القرآن العظيم وهذا اليوم واليوم الرابع اليوم الثالث والعشرون. اليوم ثلاثة وعشرين من شهر ربيع الاول من شهر ربيع الثاني ثلاثة وعشرين - 00:00:14ضَ

من شهر ربيع الثاني من عام الف واربع مئة واثنين واربعين ونجتمع في هذا المقام المبارك لنعرض لسورة عظيمة من سور القرآن العظيم وهي سورة في الحقيقة تمس كل انسان منا - 00:00:35ضَ

وكل انسان يعني تتطرق له هذه السورة وتحذره تحذيرا شديدا وهذه السورة هي سورة المطففين ونلاحظ ان ان القرآن كله ليس فيه سورة افتتحت بقوله ويل الا سورتان الدورة الاولى سورة المطففين ويل للمطففين - 00:00:53ضَ

والسورة الثانية ويل لكل همزة لمزة الاولى في اموال الناس تطفيف في اموال الناس. والثانية في اعراض الناس يعني ويل ثم ويل ثم ويل لمن يتعرض لاموال الناس ويأخذها بغير حقها - 00:01:18ضَ

وويل ثم ويل ثم ويل لمن يتعرض لاعراض الناس ويتكلم في اعراضهم هذا معناه الويل هذه السورة العظيمة سورة المتفقين تتحدث عن هذا الخلق السيء خلق اقتصادي خلق مالي وهو في الحقيقة - 00:01:39ضَ

وان كانت الاية تعرضت الخلق الاقتصادي في المكاييل والموازين الا انها عامة عامة في كل من يريد ان يأخذ حقه كاملا ويبخس حقوق الناس وينقص حقوق الناس فهي عامة وهو خلق سيء خلق سيء - 00:02:03ضَ

لمن يحب يقدم نفسه على غيره بان بان يحرص على نفسه كل الحرص بان تكون مكتملة وغيره ينقص حقوقه ويظلمه ويتعدى حقوق الناس تحدث عن هذا الخلق وتنبه وتحذر منه اشد التحذير وتتوعد - 00:02:25ضَ

اشد واساليب الوعيد ثم تنتقل بعد ذلك الى بيان من يسلك هذا المسلك ويتساهل ويقع في الذنوب والمعاصي ولا يعرف حق الله عليه السورة انه في اسفل سافلين وان كتابه في سجين وانه قد توعده الله بالوعيد والعذاب الشديد - 00:02:47ضَ

ثم تعرظ الصورة في مقابل هذا من عرف حق الله والتزمه وسعى في رضا الله سبحانه وتعالى انه في اعلى عليين وان الله سيكرمه وان الله سبحانه وتعالى سيجازيه احسن الجزاء - 00:03:13ضَ

ثم تختم السورة ببيان موقف الفريقين في الدنيا وفي الاخرة بان فريق الطغاة المستهزئين الذين لا يعرفون حقوق الله الذين يستهزئون بالمؤمنين وبضعفاء المؤمنين انهم اذا جاء يوم القيامة ينالون ما كانوا يستهزئون به وان المؤمنين فوقهم يوم القيامة وانهم يضحكون منهم ويستهزئون بهم - 00:03:29ضَ

هذه السورة قل طيب بدأ الله سبحانه وتعالى بكلمة عظيمة. كلمة العذاب والتهديد والوعيد في قوله بسم الله الرحمن الرحيم ويل للمطففين والويل فسره اهل العلم بانه الوادي واد في جهنم - 00:03:55ضَ

واد في جهنم لو القيت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حرارته وقيل انه واد في جهنم يسيل من من صديد اهل النار ودمائهم وقيل ان ويل ان ويل هي كلمة عذاب - 00:04:18ضَ

وكلمة وعيد كما تقول انت ويلك ويل لك تهدده تهدده اه هذي معنى الوين سواء قلنا انها يعني وادي في جهنم او كلمة تحديد وتخويف كلها هي من اساليب التخويف واساليب التهديد - 00:04:39ضَ

وهي تبين ان التطفيف والمطففين على خطر عظيم والمراد بالتطفيف اول مطففين المراد بهم هم من من يأخذ او من ينقص حقوق الاخرين لان اصلا التطفيف هو الشيء القليل. تقول هذا - 00:05:01ضَ

يعني كلام طفيف يعني قليل وهو تقليل الشيء تقليل حقوق الناس يعني اخذ عدم اعطاء الناس حقوقهم كاملا يقلل من حقوقهم يبخس الناس هذا معنى التطفيف. التطفيف وبخس الناس حقوقهم - 00:05:24ضَ

وهذا يدل على على حقارة هذا الامر ودنائته حتى سمي التطفيف دل على حقارته وقلته ودناءته فهذا معنى التطفيف والمطففين في الاية لو جاءك واحد سألك يقال لك ما معنى قوله ويل للمطففين من هم المطففون - 00:05:44ضَ

تقول له اقرأ ما بعدها الله فسرها لك. قال لك الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون اذا ارادوا ان يأخذوا من الناس حقوقهم فانهم يأخذونها وافية كاملة من غير نقص - 00:06:05ضَ

من غير نقص اذا اراد حقه اخذه كاملا من غير نقص هذا لا لا لوم لا لوم عليه يعني انت تريد ان تاخذ حقك كامل ما احد يلومك كامل هذا ما في شي لكن انظر الى الى ما بعدها - 00:06:23ضَ

قال واذا كالوهم او وزنوهم اذا اعطوا الناس حقوقهم فانهم ينقصونهم. ولذلك قال اذا كالوهم ووزنوهم يخسرون اي ينقصون حقوق الاخرين ينقصون حقوق الاخرين لا يعطيك حقك كامل ويريد ان يأخذ حقه كاملا - 00:06:39ضَ

هذا في المبايعات وفي المعاملات وفي الاوزان وفي المكاييل هذه تجري تجري هذي دائما تجري معنا دائما تجري هذه في حقوق الناس وفي مكاييلهم تحصل دائما لكن انا اريد ان نفهم يا اخواني الحقيقة نفهم الاية على - 00:06:59ضَ

على ان تكون اعم من ذلك على ان تكون اعم من هذا يعني بوجوه كثيرة جدا وهي ان نعرف ان ان من يريد ان يأخذ حقه كاملا وينقص حق الاخرين فهو داخل في هذه الاية - 00:07:29ضَ

حتى الزوج مع زوجته او الزوجة مع زوجها نجد بعض الرجال يريد ان يأخذ حقه كاملا واما الزوجة فانه يبخس حقها وينقص حقها او العكس وكذلك حتى حتى الرجل اول مدير او الرئيس تحت من يرأسه - 00:07:44ضَ

اول مدير تحت من يديره من من من الموظفين يريد ان يأخذ حقه كاملا وينقص حق الاخرين وكذلك شخص مع العمال تجد بعض الناس يأتي بعامل يشتغل عنده ثم يتفق معه على مبلغ معين - 00:08:05ضَ

ويريد ان ان يكمل له كل عمله ثم ما يعطيه حقه كاملا هذا يدخل في المطففين كلمة المطففين يا اخوان حتى نفهم نفهم قصد القرآن نفهم مراد القرآن وان الله - 00:08:24ضَ

يعمم في الاحكام اذا اردنا ان نفهم هذه الايات لابد ان نعرف حقيقة تعميم هذه الايات وان كل من يريد ان يأخذ حقه كاملا ثم لا يوفي للناس حقوقهم فانه داخل في هذه الاية - 00:08:39ضَ

بلا شك يا اخي في هذه الاية بلا شك كل من يريد ان يأخذ في جميع المعاملات تجدهم في الاسواق وفي المعاملات وفي حتى يريد من من السائق او من الخادمة في البيت - 00:08:56ضَ

ان تكمل كل عمله ولا ينقص منها شيء ويريد يريد حقه كاملا ثم يبخس حقوق حقوق الاخرين هذا التطفيف لابد ان نفهمه وان كانت الاية نص كانت الاية نصا في - 00:09:09ضَ

المكاييل والموازين الا انها انا داخلة في العموم داخلة في هذا العموم وكل من من حصل له هذا الامر فليراجع نفسه وليتق الله فانه موعود بهذا الوعيد الشديد الذي قال الله سبحانه وتعالى ويل ويل للمطففين - 00:09:25ضَ

ويل لمن يريد ان يأخذ حقه كاملا ويبخس حقوق الاخرين لماذا لا تريد ان ان لماذا لا تعطي الناس حقوقهم؟ لماذا تنقص الناس حقوقهم؟ هذه حقوق الناس كما ذكرنا يعني فيما في في عندما عندما تحدثنا في اول السورة هذي ذكرنا ان كلمة ويل افتتحت فيها سورتان - 00:09:45ضَ

سورة ويل للمطففين وسورة ويل لكل همزة لمزة والاولى في اموال الناس. والثانية في اعراض الناس فانتبه ان تتعرض اموال الناس او اعراض الناس ثم تأتي يوم القيامة وقد اخذت مال هذا - 00:10:07ضَ

وشتمت هذا وقذفت هذا ووقعت في عرض هذا فتأتي يوم القيامة وتصبح من المفلسين الذين يأتون بحسنات امثال الجبال يصلون ويصومون ويتصدقون ويحرصون على الطاعات ويأتون بحسنات يوم القيامة امثال الجبال - 00:10:25ضَ

ثم اذا جاء يوم القيامة اصبح من المتطهرين الذين اخذوا اموال الناس واعراضهم وتذهب كل حسناتهم ثم تؤخذ من حسنات من تعرضوا له وتوضع على على تؤخذ من سيئاتهم وتوضع عليهم فتزيدهم تزيد سيئاتهم سيئات فيلقوا في النار - 00:10:43ضَ

فلنحذر يا اخوان حقيقة من هذا الامر الخطير الذي توعده الله بهذا الوعيد الشديد واسمع ماذا يقول الله بعد ذلك يقول الله مهددا لهم يقول الا يظن الا يظن اولئك - 00:11:05ضَ

اولئك الذين يبخسون الناس حقوقهم والذي يريدون حقوقهم كاملة المطففين الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم؟ هل غاب عنهم ذلك اليوم العظيم ما يظنون انهم سيبعثون الا يظن يعني الا يعتقد - 00:11:22ضَ

ويجزم اولئك هؤلاء الا يظن هؤلاء انهم انهم يقفون امام الله في ذلك اليوم الا يظنوا ولا يعتقدوا ان الا يظنوا ويعتقد اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم تعجب من حالهم - 00:11:41ضَ

غاب عنهم ذلك اليوم انهم سيقفون امام الله. قال الله عز وجل ليوم عظيم عظمه الله سبحانه وتعالى قالها يوم عظيم ثم ثم وصفه اخر قال يوم يقوم الناس يا رب العالمين - 00:12:00ضَ

انت انت يا من تأكل اموال الناس ويا من تنقص حقوق الناس ولا تبالي بحق بحقوق الاخرين الا تعلم انك ستقف امام النار. ستبعث وتقف وتقوم امام الله عز وجل - 00:12:14ضَ

ويحاسبك الله عز وجل في هذا اليوم العظيم. هذا اليوم الذي ستقف فيه كم مقداره؟ تظن انه ساعة ساعتين ثلاث او يوم يومين هذا اليوم الواحد خمس مئة سنة خمس مئة سنة تقف امام - 00:12:28ضَ

مواقف ولا يزال العرق يسير يزيد في الواقفين فتجد منهم من يكون الى رجليه ومنهم الى الى نصفيه ومنهم الى صدره ومنهم من يلجمه العرق انجاما في شدة الشمس قد دنت من رؤوسهم الشمس - 00:12:43ضَ

واشتد الحر واشتد الموقف وانت واقف امام الله سبحانه وتعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين فاذا علمت هذا عرفت ان التطفيف امر خطير. يهدد الله سبحانه وتعالى. يهدد الله اصحاب التطفيف بقوله ويل للمطففين - 00:13:05ضَ

ثم يقول يهددهم مرة اخرى يقول الا يظن اولئك انهم مبعوثون لليوم العظيم وانهم سيجازون ويؤخذ ويؤخذ حقوق الناس منهم ثم بعد ذلك يهددهم بامر اخر يقول كلا ان كتاب الفجار لفي سجين. تهديد لهم ان من يكون بهذه الصفة - 00:13:25ضَ

يصل به الامر الى ان يكون من الفجار ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال التجار هم الفجار الا من الا من قال النبي صلى الله عليه وسلم التجار هم الفجار - 00:13:44ضَ

الا من اتقى وبر واحسن يعني استثنى النبي صلى الله عليه وسلم من التجار الذين يتقون الله في تجاراتهم ويمرون في تجاراتهم ويحسنون في تجارتهم اما مع سوى ذلك فهم فهم من الفجار - 00:14:02ضَ

الفجار وعدهم الله هنا وعدهم الفجار ما انفجرت ذنوبه وكثرت معاصيه حتى كأنه يفجر الماء فجرا يفجر الذنوب ويفجر حقوق الناس ولا يبالي لذلك كلا ان كتاب الفجار لفي سجين يقول ان كتاب الفجار هذا وهم الفجرة الفجرة الذين - 00:14:19ضَ

وقعوا في هذا الامر كتابهم فيه سجين ما هو سجين؟ ما هو الى السجين مأخوذ من السجن من السجن انهم اهل اذا كان كتابهم الذين سيأخذونه وينالونه في سجين اذا كان كتاب فهم في سجين - 00:14:48ضَ

كتاب يسبقهم ويقرأونه وانهم سيلقون في سجن قيل السجين هو في الارض السابعة وقيل في اسفل سافلين. وقيل في اسفل النار. وكلها وعيد شديد. كلها وعيد شديد ان كتابه في سجين - 00:15:08ضَ

قال الله عز وجل وما ادراك ما سنجيل؟ ثم قال كتاب مرقوم كتاب رقم وعرف سجلت فيه اسماؤهم واعمالهم لا يخفى على احد لا يخفى على احد كتاب مرقوم ثم توعد الله هؤلاء - 00:15:25ضَ

هؤلاء الفجار وهؤلاء الذين لا يبالون في حقوق الناس. توعدهم بوعيد اخر وقال ويل وهذا ويل مرة ثانية قال ويل يومئذ للمكذبين مكذب باي شيء يكذب كل ما جاء ولذلك قال هنا قالوا الذين يكذبون بيوم الدين - 00:15:46ضَ

يوم الدين هو يوم الجزاء والحساب يوم القيامة وهم لا يعترفون به. ولو انه لو انه خاف من ذلك اليوم حسب له الف حساب لو انه عرف يوم الدين انه سيقف امام الله ويقوم لرب العالمين ويجازيه الله سبحانه وتعالى - 00:16:08ضَ

حسب الف حساب لهذا اليوم ولم يكذب بهذا اليوم لكنهم يكذبون ولا يعطون الناس حقوقهم ويقعون في الذنوب والمعاصي ولا يعرفون حق الله الذي اوجبه عليهم ولذلك قال الله سبحانه وتعالى قال وما يكذب به - 00:16:27ضَ

في هذا اليوم الا كل معتد اثيم. كل من يعتدي كل من يعتدي على حقوق الناس ويأثم ويرتكب الذنوب والمعاصي فانه فانه داخل في التكذيب بهذا اليوم. لان الذي لا يعتدي على حقوق الناس - 00:16:46ضَ

واتجنب الاثام هذا هو الذي يستعد لهذا اليوم قال الله عز وجل هذا المعتدي المكذب الاثيم ما موقفه من القرآن اذا كان موقفهم اليوم القيامة تكذيب تكذيب الرسل وتكذيب اخبار الرسل - 00:17:05ضَ

فانه ايضا موقفه من من ايات الله ومن القرآن انه يكذب بهذا القرآن ولا يصدق به فاذا تليت عليه ايات الله قال اساطير الاولين. هذه اخبار قصص الاولين لا حقيقة لها - 00:17:22ضَ

قال الله ليس الامر كما يزعم ليس الامر الى هنا ينتهي. قال لا كلا بل على قلوبهم ما كانوا يكسبون السبب الحقيقي ايها الاخوة هي الذنوب والمعاصي هي التي طمست - 00:17:39ضَ

اعينهم وقلوبهم فلا يعون ولا ولا يدركون هذا اليوم ولا يحسبون لهذا اليوم اي حساب هذا السبب ما هو الذنوب والمعاصي ولذلك قال كلا بل والرين الرين ما يصيب الانسان - 00:17:59ضَ

ما يصيب الانسان بسبب بسبب الذنوب والمعاصي. الرين يكون على القلب كالغشاء عن القلب الغشاء على القلب فيصيب القلب مثل مثل الصدأ على الحديد الحديد الصدأ ومثل الغبار على على الزجاج - 00:18:18ضَ

فيأتي هذا الرين فيغطي قلبه فلا يبصر الحق لا يبصر الحق الغبار على الزجاج لا تبصر وكالصدا على الحديد فاذا تاب الانسان وعاد واستغفر صقل قلبه. وذهب عنه الريب كما ان المرآة - 00:18:39ضَ

اذا مسحت ونظفت رجعت وعادت جديدة وكما ان الحديد اذا صقل ذهب عنه الصدأ وكذلك هذا هذا اذا رجع وتاب رفع عنه وان استمر استمر على ذنوبه ومعاصيه واعتدائه واثامه فان القلب سينطمس. ولذلك قال الله عز وجل كلا بل ران على قلوبهم - 00:18:58ضَ

ران اي غش على قلوبهم مغطى قلوبهم هذه المعاصي ما كانوا يكسبونه من المعاصي والذنوب هي التي طمست على القلوب واصبح واصبح لا يرى الحق حقا ولا يرى الباطل باطلا بل اصبح يرى الحق باطلا - 00:19:24ضَ

والباطل حقا كما قال الله سبحانه وتعالى مخبرا عن طائفة منهم اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون هنا قال الله سبحانه وتعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون - 00:19:43ضَ

ثم اخبر عن حالهم الاخرة قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون لما حجبت قلوبهم في الدنيا عن الطاعة حجبت ابصارهم عن رؤية رب العالمين وهم لا يرون الله يوم القيامة - 00:20:01ضَ

واذا كانوا لا يتلذذون ولا يرون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فالنتيجة ان المؤمنين يرونه ويسعدون برؤياه ويتلذذون برؤيا رب العالمين لبة النار الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك قال صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم - 00:20:20ضَ

كما ترون القمر ليلة البدر في اكتماله والمؤمنون يرون ربهم افضل واعظم نعيم يتلذذ به المؤمنون يوم القيامة هو رؤية رب العالمين رؤيته فرؤية الله فوق كل نعيم واما الكفار - 00:20:41ضَ

واما اصحاب الذنوب والمعاصي والاثام فالله اخبر عنهم قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون هذا يوم القيامة وهذه اول عقوبة تأتيهم يوم القيامة واما العقوبة الثانية قال الله فيها - 00:21:00ضَ

ثم انهم صالوا الجحيم اي انهم سيصلون الجحيم سيلقون في نار حرها لا يقدر عليه احد سيصلون النار ويقاسون حرها وتشويهم بدخانها وحرارتها ولهبها نار ترضى كما قال سبحانه قال قال يشفوا الوجوه - 00:21:15ضَ

وقال سبحانه وتعالى تأكل وجوههم النار تلفح وجوههم النار وقال هنا سبحانه وتعالى قال ثم انه لصار الجحيم ثم بعد ذلك اذا اذا القوا في النار يأتيهم العذاب النفسي وهو لوم الملائكة لهم تلومهم - 00:21:43ضَ

ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون في الدنيا كنا نقول لكم فيه عذاب وفيه جنة وفيه نار ونحذرهم اشد الحذر لكنكم كنتم تستهزئون وتكذبون والرسل تقول والملائكة تقول الم يأتكم رسل؟ الم يأتكم - 00:22:05ضَ

نذير ويحذروكم وهذا من اشد الامور ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون. يخبر الله سبحانه وتعالى بعد ذلك لما ذكر حال هؤلاء ذكر حال لما ذكر حال هؤلاء ذكر بعدها حال الابرار المتقين الصالحين. فقال كلا - 00:22:25ضَ

ليس الامر الى هنا ينتهي بل ان هناك من هم من هم من اولياء من اولياء الله سبحانه وتعالى من هم من محبي الله عز وجل قال كلا ان كتاب الابرار والابرار هم الذين - 00:22:48ضَ

كثرت اعمالهم الصالحة تعددت اعمالهم ولم يتركوا عملا ولا نوعا من انواع العبادات الا دخلوا فيه. واكثروا منه. حتى اصبحوا ابرارا بارين باعمالهم قال كلا ان كتاب الابرار في عليين. كتاب الفجار في اسفل سافلين. وهذا في اعلى عليين. كتاب الفجار في سجين. وهذا في العلو - 00:23:04ضَ

والفسحة والسعة ما ادراك ما عليون الكتاب المرقوم كتاب هؤلاء قد رقمت فيه اسمائهم واعمالهم ثمان هذا الكتاب ليس ككتاب الفجار انما هي كتاب يشهده المقربون من الملائكة والصالحين والانبياء - 00:23:32ضَ

يشهدون يشهدون يشهدون لهذا يشهدون لهذا الكتاب ولاهله. قال الله عز وجل ان الابرار يخبر عن حالهم يخبر عن حال هؤلاء الابرار لما اخبرهم بانهم في عليين اخبر عن حالهم - 00:23:52ضَ

اخبر عن حالهم فقال ان الابرار في نعيم الابرار في نعيم والنعيم هنا يشمل نعيم الجنة في مكانها وفي طعامها وفي شرابها وفي مجالسها. هذا النعيم في من كل وجه. وهم ينعمون بكل شيء - 00:24:12ضَ

ينعمون بكل شيء قال ان الابرار لفي نعيم. على الارائك ينظرون هؤلاء في راحة نفسية وفي طمأنينة وفي نعيم وهم جالسين وهم يجلسون على هذه الارائك ويتكون ويتكئون على هذه الارائك. والارائك هي السرر المفروشة. يجلسون على سرر متقابلين. قال على الارائك ينظرون. ينظرون الى اي شيء - 00:24:34ضَ

الى رب العالمين وينظرون الى نعيم الجنة. وينظر بعضهم الى بعض قال تعرف في وجوههم نظرة النعيم. اذا نظرت لهؤلاء لهؤلاء اصحاب الجنة وجدت في وجوههم النظارة والبهجة والجمال والحسن - 00:25:00ضَ

نعرف في بمجرد انك اذا نظرت اليهم عرفت انهم اهل اهل النعيم تعرف هجوم نظرة النعيم ثم اخبر سبحانه عن عن حالهم فقال يسقون من رحيق مختوم. الرحيق ما هو - 00:25:19ضَ

هو خمر الجنة من اسماء الخمر في الجنة الرحيق وهو الصافي الصائم من كل ما يشوبه قال يسقون من رحيق مختوم. وهذا الرحيق قد ختم واغلق. لا يفتحه الا هم - 00:25:36ضَ

الا اهل الجنة يفتح الا الابرار من اهل الجنة مختوم وهذا هذا مختوم وايضا هو اذا لما يشرب يشربون الكأس من الخمر يشربون الكأس من خمر الجنة فان نهاية الكأس وختام الكأس - 00:25:54ضَ

رائحته رائحة المسك. قال ختامه مسك انت الان اذا شربت الكأس في الدنيا تجد في اخره الحثالة واذا شربت الفنجان تجد في اخره الحثالة فترمي ما تبقى من الحثالة ولا تشربه - 00:26:13ضَ

لكن الجنة لا الجنة غير الجنة يكون الحثالة برائحة المسك. فانت فانت تسعد بشربه من اوله الى اخره وهذا يدل على كمال النعيم قال وفي ذلك في هذا النعيم وهذه الاوصاف العظيمة واهل واهل هذا النعيم الذين نظرتهم جميلة. قال الله عز وجل في ذلك فليتنافس المتنافسون - 00:26:29ضَ

فليتسابق المتسابقون لمثل هذا فليعمل العاملون تنافس تنافس في الطاعات عشان تتنافس في درجات الجنة. تتنافس والتنافس مأخوذ من النفس. بحيث انك تخرج نفسك بقوة وانت تعمل من الصالحات. لا تتوقف على عند حد معين. بل تسارع في جميع وجوه الخير - 00:26:54ضَ

لا تقف عند حد معين. تتعب نفسك والتنافس من الشيء النفيس بحيث انك لا تفرط في شيء من الاعمال الطيبة والاعمال الحسنة لا تتساهل في شيء من ذلك يفوت يفوت وقته عليك - 00:27:17ضَ

نافس غيرك اذا وجدت من يقوم الليل لمدة ساعة قم ساعتين اذا وجدت من يصوم في الشهر ثلاث مرات صم انت اكثر. صم الخميس والاثنين والبيض اذا وجدت من من من يصلي في في النهار في الضحى ركعتين او او اربع صل ثمان - 00:27:34ضَ

وهكذا نافس غيرك نافس. اذا وجدت من يتصدق بشيء قليل تصدق بالمال الكثير ونافس نافس في الطاعات. هذي التنافس نافس على الصف الاول ونافس على ختم القرآن ونافس على ايها العمرة ونافس في سائر الاعمال - 00:27:54ضَ

قال الله عز وجل في رحيق اهل الجنة وفي في خمرهم قال ومزاجه من تسنيم انه يمزج يمزج هذا الرحيق من تسنيم مزاجه من تسليم يمزج بالتسليم ما هو التسليم - 00:28:12ضَ

التسليم اخبر الله عنها لو جاءك واحد سألك قال لك ما هو التسليم قل التسليم قال الله فيه عينا عينا وهذه العين تمزج لاهل الابرار. تمزج للابرار. تمزج مع خمرهم. من الماء - 00:28:31ضَ

من هذه العين هذه العين اسمها في الجنة اذا دخلت الجنة ودخلنا ان شاء الله ان شاء الله معروفة في الجنة اسمها تسنيم اسمها تسنيم فتسأل عن هذه العين يقال له عين تسليم وسمي التسليم بارتفاعها - 00:28:47ضَ

من السلام سمي التسليم لارتفاعها فهي معروفة في الجنة بهذا الاسم تم تسليم لو سألك سائل يقال لك ايهم اعظم واكبر درجة عند الله؟ الابرار ولا المقربون انت تقول المقربون اعلى درجة - 00:29:03ضَ

الابرار تحتهم. ولذلك قال الله عز وجل في هذه قال عينا يشرب بها المقربون خالصة خالصا صرفا لهم اما الابرار فانها تخلط لهم يخلط واما هؤلاء فيأخذونها خالصة صرفا عين يشربها المقربون - 00:29:23ضَ

طيب نختم السورة في موقف المجرمين في الدنيا وموقف المتقين يوم القيامة منهم قال الله سبحانه وتعالى في المجرمين ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون. كان كبراء قريش كانوا اذا مروا بضاعفة المسلمين كخباب وبلال وعمار يستهزئون ويسخرون منهم ويضحكون منهم - 00:29:42ضَ

واذا مروا بهم يتغامزون يغمز احدهم الى الاخر بعينيه ويشير الى هؤلاء انهم ضعفه وانهم فقراء وانهم وانهم واذا انقلبوا الى اهلهم هؤلاء المجرمون رجعوا الى اهلهم ينقلبون فكهيين يضحكون مسرورين ويبدون يتفقهون في هؤلاء الضعفاء ويقولون يعني يقول انظروا الى محمد - 00:30:08ضَ

من من من الذي يتبعه؟ يتبع هذا وهذا صهيب وعمار وفلان وفلان ويستهزئون فيهم واذا رأوهم قالوا ان هؤلاء لضالون اذا مروا بهم قالوا هؤلاء الضعفاء اصلا هؤلاء ضالون ما يدرون ما يعرفون حقيقة الامر سمعوا محمدا فاتبعوه فهؤلاء هم الضالون قال الله عز وجل - 00:30:34ضَ

وما ارسل عليهم حافظ نحن ما ارسلناكم عليهم حافظ حتى تحكموا عليهم انهم ضالون او لا ما وكلناكم عليهم قال الله عز وجل فاليوم اي يوم القيامة يوم القيامة اذا جاء يوم القيامة فالذين امنوا - 00:30:57ضَ

يا صهيب وعمار وبلال وسلمان اذا جاء يوم القيامة تجد الذين امنوا من الكفار يضحكون يضحكون من الكفار اذا رأوهم في عذاب جهنم يأكلهم النار ويعذبون بها وهم يضحكون منهم كما كانوا يضحكون منهم في الدنيا. فالجزاء من جنس العمل - 00:31:14ضَ

لكن هؤلاء ماذا حالهم؟ قال على الارائك ينظرون متكئين على الارائك وينظرون الى اهل النار وهم يعذبون ويضحكون منهم. فاطلع فرآهم في سواء الجحيم. قالت الله كدت لتردين وهم ينظرون اليهم - 00:31:36ضَ

قال على الارائك ينظرون. قال الله هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون؟ هل جوزي هؤلاء الكفار بالجزاء؟ نعم الجواب نعم الكفار؟ نعم لقوا لقوا جزاءهم وجوزوا بجنس عملهم. فكانوا يستهزئون فاستهزأ بهم - 00:31:56ضَ

وكانوا يسخرون فسخر منهم. وهكذا اجازة كل كل مستهزئ وكل ساخر يجازى يوم القيامة بالعذاب والنكال والعقوبة والعقوبة بما يستحق هذه السورة ايها الاخوة سورة حقيقة سورة عظيمة. سورة مليئة - 00:32:16ضَ

في العبر والدروس نستفيد منها. ونحذر يا اخوان ونعيد مرة اخرى حتى لا نقع في هذا المحظور. ويل للمطففين الذين يريدون ان يأخذوا حقوقهم كاملة ويبخسوا حقوق الاخرين في كل مجالات الحياة - 00:32:37ضَ

في كل مجالات الحياة تأتي بعامل ايش يعمل عندك ثم انت اطلب منه ان ينفذ كل ما تريد ثم اذا جاء يأخذ اجرته لا تعطيه حقه. وهكذا في جميع وحقوق الحياة كلها - 00:32:55ضَ

فلنحذر ايها الاخوة من هذا الخلق السيء الذي حذر الله وتوعد الله وتوعد الله بوعود شديدة في هذه السورة. ولنكن من الابرار الذين يحسنون يتجاوزون عن الضعفاء والذين يرحمون يرحمون مثل هؤلاء ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء اسأل الله سبحانه وتعالى - 00:33:10ضَ

ان ينفعنا بهذه السورة وان يوفقنا واياكم لمرضاته. وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن. الذين هم اهل الله وخاصته. وان شاء الله نلتقي واياكم في لقاء قادم باذن الله الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:33:32ضَ