السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك - 00:00:00
وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا. اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله ومدده وتوفيقه على موعد مع اللقاء السادس والستين بعد المئتين من لقاءات التفسير وهو اللقاء الواحد والعشرون من تفسيرنا لسورة ال عمران - 00:00:22
وكنا بحول الرحيم الرحمن قد انتهينا في اللقاء الماضي من تفسير الاية التاسعة والسبعين من ايات السورة الكريمة الا وهي قول ربنا جل وتعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله - 00:00:44
ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ثم قال ربنا جل وعلا بعدها في الاية الثمانين تتمة لهذا المعنى الراقي ولا يأمركم ان تتخذ الملائكة والنبيين اربابا - 00:01:10
ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون مستحيل غاية الاستحالة ان يتفضل ربنا جل وعلا وان يمن على رسول من رسله المصطفين الاخيار ان يمن عليه العزيز الغفار بالكتاب والحكم والنبوة - 00:01:37
ثم يأتي هذا الرسول المصطفى المجتبى المختار ليأمر الناس بعبادته ايعقل هذا او ان يقول لهم اعبدوا الملائكة والنبيين واتخذوهم اربابا من دون الله هل هذا يعقل هل هذا يتصور - 00:02:06
ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا كيف يعقل ان يأمر رسول منزل عليه كتاب من الله تفضل عليه ربه بالحكم والنبوة كيف يعقل ان يأمر الخلق ان يعبدوه هو من دون الله الذي ارسله جل وعلا - 00:02:29
او ان يأمر الناس ان يعبدوا الملائكة وان يتخذوا الملائكة والنبيين اربابا من دون الله تبارك وتعالى الملائكة خلق عظيم كما ذكرنا قبل ذلك خلق من خلق الله خلقهم الله جل وعلا من نور - 00:03:00
ادم خلق خلق من الطين والملائكة مخلوقة من النور والجن مخلوق من النار الملائكة خلق عظيم من خلق الله جل وعلا خلقهم من نور لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون - 00:03:25
وانما هم عباد لله مكرمون وتراهم الله جل وعلا وجبلهم على تسبيحه وذكره وعبادته وطاعته لا يسأمون لا يملون لا يفترون كما قال فيهم ربهم وخالقهم جل وعلا لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون - 00:03:49
وقال في حقهم سبحانه لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فما كان لبشر كائنا من كان ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم ياتي بعد ذلك ليقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله - 00:04:15
ولا ان يأمر الناس ان يتخذوا الملائكة والنبيين اربابا من دون الله يأمرهم بالكفر بعد ان كانوا مسلمين مستسلمين مدعمين خاضعين متذللين منقادين لربهم جل وعلا بالعبودية والطاعة كيف ذلك - 00:04:40
فمن دعا الى عبادة غير الله جل وعلا فقد دعا الى الكفر يقينا من دعا الى عبادة غير الله جل وعلا وقد دعا الى الكفر ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون - 00:05:05
الانبياء والمرسلون صلوات الله عليهم اجمعين لا يأمرون يقينا الا بتوحيد الله جل وعلا وافراده وحده بالعبادة كما قال سبحانه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون - 00:05:20
هذه هي الصيحة الاولى لكل نبي وهي الصرخة الاولى لكل رسول ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وفي يوم القيامة يوم يحشر الله جل وعلا - 00:05:43
الخلق جميعا يحشر العابدين لغير الله والمعبودين من دون الله من الملائكة ومن البشر وغيرهم يعلن اولئك الذين عبدوا من دون الله تبارك وتعالى بدون رضا منهم يعلنون برائتهم من هؤلاء الذين عبدوهم من دون الله - 00:06:10
جل وعلا نعم تدبر هذه الاية العظيمة من اتي سورة سبأ يقول فيها ربنا تبارك وتعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون - 00:06:41
بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون بل وها هو نبي الله عيسى - 00:07:08
على نبينا وعليه افضل الصلاة وازكى السلام يقول ربنا جل وعلا له يوم القيامة اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق - 00:07:28
ان كنت قلته فقد علمته اعلموا ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب الى اخر الايات العظيمة وبعد ان نزه الحق تبارك وتعالى انبيائه ورسله صلوات الله عليهم اجمعين - 00:07:45
ونفى عنهم ان يقولوا قولا او ان يأمروا اقوامهم بامر لم يأذن به الله نفى الله جل وعلا ذلك عن انبيائه ورسله ثم اتبع ذلك سبحانه وتعالى ببيان الميثاق الذي اخذه عليهم - 00:08:05
نعم كيف يخالفون هذا الميثاق؟ وكيف يخرجون عنه وقال سبحانه واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرن قال - 00:08:30
اقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين يا الهي سبحانك ما اعظمك وما اجلها ورب الكعبة واعظمها واروعها وارهبها من اية رقم واحد وتمانين من سورة ال عمران. اية عظيمة - 00:09:00
اية الميثاق اكررها مرة ثانية واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم. لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري - 00:09:33
قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين يخبر الحق تبارك وتعالى انه اخذ الميثاق اي العهد من النبيين ان يصدق بعضهم بعضا وان يؤمن كل نبي باخيه النبي الذي يأتي من بعده - 00:09:58
وان ينصره ان ادركه وان ينصره ان ادركه فان لم يدركه فعليه ان يأمر قومه الذين ارسل فيهم وبعث فيهم بالايمان به وبنصرته ان ادركوه اخرج الامام ابن جرير الطبري - 00:10:32
رحمه الله عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال ما بعث الله نبيا من الانبياء الا اخذ عليه الميثاق لان بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وهو حي - 00:10:59
ليؤمنن به ولينصرنه وامره ان يأخذ الميثاق على امته لان بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم احياء ليؤمنن به ولينصرنه هذا هو الميثاق هذا هو العهد ومن درر الحافظ ابن كثير - 00:11:22
نعم ارى هذه الكلمات من درر الحافظ رحمه الله تعالى يقول ولطالما قررت ورددت هذه الكلمات العظيمة للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى يقول الحافظ فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو امام الاعظم - 00:11:53
الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو الامام الاعظم الذي لو وجد في اي عصر لكان هو الواجب الطاعة المقدم على الانبياء كلهم. ولهذا كان صلى الله عليه وسلم امامهم ليلة الاسراء لما اجتمعوا ببيت - 00:12:23
المقدس وكذلك هو الشفيع في يوم الحشر في اتيان الرب جل جلاله لفصل القضاء وهو المقام المحمود الذي لا يليق الا له صلى الله عليه وسلم الذي يحيد عنه اولو العزم من الانبياء والمرسلين - 00:12:49
حتى تنتهي النوبة اليه سيكون هو المخصوص به اي بهذا المقام المحمود عليه الصلاة والسلام يقول ربنا جل وعلا بعد ان اخذ الميثاق من النبيين والمرسلين جميعا اقررتم الله ااقررتم - 00:13:10
الاقرار في اللغة من مر الشيء يقر اذا ثبت ولزم مكانه واقره غيره والمقر بالشيء يقره على نفسه ان يلزم نفسه به ويثبته اقررتم اي الزمتم انفسكم بهذا العهد والميثاق - 00:13:34
اقررتم واخذتم على ذلكم اصري اي عهدي اي قبلتم عهدي مصري الاصر هو العهد وسمي العهد اصرا لانه مما يؤسر اي يشد ويعقد واصله من الاصرار اي الحبال التي يشد بها الشيء - 00:14:13
اقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا اسمع الجملة اللي اللي جاية دي جملة تملأ القلب بالهيبة ورب الكعبة والجلال قال جل جلاله ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا - 00:14:39
وانا معكم من الشاهدين يا الله اي فليشهد بعضكم على بعض بالاقرار بهذا العهد والميثاق ويزداد هذا الاقرار جلالا وجمالا وكمالا وعظمة وهيبة ورهبة حين يتولى الله الملك القدوس الاجل الاعظم بذاته ونفسه - 00:15:03
الشهادة على هذا الميثاق وعلى هذا العهد ويا لها ورب الكعبة من شهادة يا لها من شهادة فيها من الهيبة والرهبة والتحذير من الرجوع عن هذا العهد ما هو ابلغ من التحذير المباشر من التفريط فيه - 00:15:29
او النكوس عنه ولذا بين سبحانه وتعالى عاقبة الناكفين لعهودهم وقال جل جلاله ومن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون من اعرض عن هذا العهد والميثاق ومن اعرض عن الايمان بهذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم - 00:15:55
ومن اعرض عن نصرته وتأييده كان من الفاسقين الخارجين عن الايمان والحق والانبياء والمرسلون صلوات الله عليهم جميعا اجل قدرا واشرف مكانة من ان يتصور في حقهم مثل هذا حاشاهم - 00:16:24
حاشاهم هذا كما يقول علماء اللغة مما يراد به العموم من قبيل قول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم وحاشاه لان اشركت لاحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. الاية بيان لشناعة - 00:16:57
اشاعة نقض العهد مع الله جل وعلا حيث ينهى عنه هذا الاسلوب من لا يكاد يبشره او حتى من لا يخطر بباله مثل هذا فكيف ممن عاداه كيف بمن سواهم - 00:17:25
اذا كان هذا في حق الانبياء والمرسلين فكيف بمن سواهم وهو ازجر للامم والاتباع واهز للقلوب منهم والاسماع وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى ان الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم شرع - 00:17:55
ودين اوجبه الله تعالى على جميع من مضى وانهم يعرفونه بصفته ويعلم ويعلمون صدقه لذا جاء القرآن الكريم ينكر على اولئك الذين اعرضوا عن الايمان به وعن دينه الحق الذي يعرفونه من كتبهم المنزلة - 00:18:21
على انبيائهم ورسلهم وقال سبحانه افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون الله افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها - 00:18:48
واليه يرجعون الاية رقم تلاتة وتمانين استفهام انكاري التوبيخ كي يتولوا هؤلاء ويعرض هؤلاء عن الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم بعد هذا البيان الواضح يبغون ان يطلبون ويريدون - 00:19:17
دينا غير دين الله الذي هو الاسلام وانتم تعلمون ان الله جل وعلا اسلم له استسلم واذعن وخضع وانقاد له كل من في السماوات والارض طوعا اي بحب واختيار او كرها بانقياد وقهر واضطرار - 00:19:49
الكل اليه راجع واليه يرجعون لا يجدون مقرا ولا يلقون ملجأ ولا مفرا ولا يقدرون ابدا على الخروج من قبضته والتخلف عن قهره وارادته اذا كان ذلك كذلك فكيف يخالفون ما اتاهم - 00:20:18
من امر ونهي ودين وحكم وشرع على السنة انبياء ورسله ومرجعهم اليه ووقوفهم بين يديه يجازي من شاء بعدله ويجازي ويجزي من شاء برحمته وفضله وبعد هذا البيان الواضح والدليل الساطع والبرهان القاطع على صدق النبي محمد - 00:20:48
صلى الله عليه وسلم يأمره ربه جل وعلا ان يعلن للدنيا كلها. كلمة الحق التي يؤمن بها وارسل من اجلها الا وهي ان الدين عند الله هو الاسلام فهو دين كل الانبياء والمرسلين - 00:21:24
كما بينت قبل ذلك بالدليل من كلام رب العالمين دين نوح دين ابراهيم دين موسى دين عيسى دين سليمان دين يوسف دين الجن المؤمن دين اهل السماوات والارض ان الدين عند الله الاسلام - 00:21:51
يأمره ربنا جل وعلا ان يعلن هذا القول وان يعلن ايمانه ويقول له سبحانه قل قل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط - 00:22:13
وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين الايتان الرابعة والثمانون والخامسة والثمانون من اية سورة ال عمران - 00:22:39
امر من الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان يعلن للدنيا كلها ايمانه بالله جل وعلا وان يعلن اتباعه المؤمنون الموحدون لله المتبعون له ايمانهم بما انزل الله عليهم من القرآن الكريم - 00:23:06
والسنة النبوية وان يعلنوا ايمانهم بما انزله جل وعلا على اخواني من النبيين والمرسلين من الكتب والصحف قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب - 00:23:29
والاسباط ابراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام هو خليل الرحمن ابو الانبياء وقد انزل الله عليه الصحف كما ذكر ذلك جل وتعالى في موضعين من القرآن الكريم الاول في سورة النجم في قوله تعالى ام لم ينبأ بما في صحف موسى - 00:23:54
وابراهيم الذي وفى والموضع الثاني في سورة الاعلى في قوله تعالى ان هذا لفي الصحف الاولى روحوا في ابراهيم وموسى قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم - 00:24:22
فنحن المؤمنين الموحدين المتبعين لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. نؤمن بالله جل وعلا منهم برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ونؤمن برسوله ابراهيم وما انزل الله عليه من الصحف - 00:24:47
كما نؤمن بما انزل الله على نبينا المصطفى من القرآن انظروا الى عظمة هذا الدين انظروا الى جلال وجمال هذا الدين بل يصح للواحد منا دين اصلا ان لم يؤمن - 00:25:09
بجميع النبيين والمرسلين امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله اذا ابراهيم نؤمن به وبما انزل الله تبارك وتعالى عليه من الصحف - 00:25:30
قولوا امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل اسماعيل عليه السلام هو الابن الاول لابراهيم عليه السلام من زوجتي هاجر واسماعيل هو ابو العرب ولا نعلم اسم الكتاب الذي انزل الله عليه ومع ذلك نؤمن به على سبيل الاجمال كما امر ربنا جل وعلا نبينا صلى الله عليه - 00:26:05
وسلم ان يعلن الايمان به وبما انزل الله عليه اما نبي الله اسحاق فهو ابن خليل الله ابراهيم من زوجته سارة وقد بشرت الملائكة ابراهيم وسارة بمولد اسحاق لما مروا بهم ذاهبين الى مدائن قوم لوط لتدميرها عليهم لكفرهم وفجورهم - 00:26:38
قد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بانه غلام عليم وانه من المصطفين الاخيار وانه من اولي الايدي والابصار وانه من الامة الذين يهدون بامر الله وانه نبي من الصالحين - 00:27:09
ولا نعلم اسم الكتاب الذين انزله الله تبارك وتعالى عليه ومع ذلك نؤمن به وبما انزل الله عليه على الاجمال كما امر ربنا نبينا ان يعلن الايمان بذلك اما نبي الله يعقوب - 00:27:34
فهو ابن اسحاق ابني ابراهيم وهو ابن اسحاق ابن ابراهيم هو نبي كريم كان على دين جده ابراهيم من التوحيد والاسلام بل واوصى بذلك بنيه بوصيته الخالدة الرائعة التي سجلها القرآن وهو على فراش الموت - 00:27:55
كما قال جل وعلا ام كنتم شهداء اي اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن لهم مسلمون - 00:28:21
ونبي الله يعقوب الملقب باسرائيل نبي الله يعقوب اسمه اسرائيل كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه فنبي الله يعقوب هو الملقب باسرائيل واليه ينسب بنو اسرائيل - 00:28:44
فنحن نؤمن بما انزل الله عليه على سبيل الاجمال كما امن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كنا لا نعلم اسم الكتاب الذي انزله الله عليه اما الاسباط هم اولاد يعقوب - 00:29:08
وكانوا اثني عشر ولدا ومنهم تفرعت قبائل بني اسرائيل كما قال ربنا الملك الجليل وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما اصبت في بني اسرائيل كالعاشرة او القبيلة في العرب نؤمن بما انزل الله جل وعلا على هؤلاء جميعا على سبيل الاجمال - 00:29:29
ونصدق بانه سبحانه وتعالى قد انزل عليهم وحيا لهداية اقوامهم ودعوة اقوامهم الى التوحيد والحق والهدى والى افراد الله جل وعلا بالوحدانية والالوهية والعبادة نؤمن بجميع الانبياء وجميع المرسلين وبما انزل عليهم رب العالمين من الكتب والصحف - 00:29:56
كما قال سبحانه انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وانظر الى مكانة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الاية انا اوحينا اليك كما اوحينا - 00:30:21
الى نوح مع ان الوحي اولا كان على نوح قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم باماد بعيدة لكن الله تبارك وتعالى قدم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه - 00:30:37
الاية العظيمة انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح هل تدبرت مقامه ومكانته عليه الصلاة والسلام انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ثم قال جل وعلا - 00:30:57
وما اوتي موسى وعيسى تدبر القرآن هنا يقول ربنا جل وعلا وما اوتي وهو عدول عن التعبير بالانزال قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل الاية - 00:31:19
وهنا عدول عن لفظ الانزال والتعبير بلفظ الايتاء وما اوتي موسى وعيسى. لماذا لماذا لم يقل ربنا جل وعلا وما انزل على موسى وعيسى والنبيين كما قال في سياق الاية الكريمة - 00:31:42
والجواب لان ما اوتيه موسى وعيسى نوعان نوعان وحي منزل من عند الله جل وعلا وايات كونية محسوسة مبهرة تثبت صدق نبوتهم وصدق بعثتهم وارسالهم من الله جل وعلا اذا جاء التعبير بقوله سبحانه وما اوتي موسى وعيسى - 00:32:00
اوتي موسى انما وحي وايات اما الوحي فهو التوراة هذا ما اتاه الله موسى على نبينا عليه الصلاة والسلام والتوراة افضل واشمل واعم الكتب بعد القرآن الكريم وقد قرنها الله جل وعلا في القرآن الكريم بالقرآن الكريم - 00:32:40
في قوله سبحانه بكتاب من عند الله واهدى منهما اي من القرآن والتوراة الفات بكتاب من عند الله هو اهدى منهما. اتبعه ان كنتم صادقين التوراة وحي منزل من الله جل وعلا على موسى، عليه الصلاة والسلام - 00:33:01
اما ايتاء الايات كثيرة كالعصا واليد الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص الزروع والثمار وفلق البحر وتضليل الغمام وانزال المن والسلوى الى غير ذلك من الايات الباهرة والحجج القاهرة التي اجراها الله جل وعلا على يد نبيه وكليمه موسى - 00:33:21
على نبينا عليه الصلاة والسلام. اما نبي الله عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام. فقد اتاه الله وحيا اتاه ايات عظيمة جليلة. اما الوحي المنزل فهو الانجيل الذي كان متمما للتوراة - 00:33:48
واما الايات الحسية فكثيرة وعظيمة. منها انه كان يبرئ الاكمح والابرص كما بينا. وكان يحيي الموتى باذن الله. وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله. الى غير ذلك من الايات العظيمة - 00:34:08
وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. وهذا يعم الانبياء نؤمن بهم على سبيل الاجمال الذي ذكره ربنا تبارك وتعالى وبينه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:34:25
وعلى سبيل التفصيل كما جاء على سبيل الاشمال امنا بي على سبيل الاجمال وما جاء على سبيل التفصيل امنا به على سبيل التفصيل. ونؤمن بما اتاهم الملك الجليل وبما انزل عليهم - 00:34:44
لا نفرق بين احد منهم في اصل الايمان بهم جميعا ونحن له مسلمون اي مستسلمون منقادون خاضعون باطن ظاهرة فالمؤمنون بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم من امته يؤمنون بكل نبي ارسل وبكل كتاب انزل - 00:35:01
من عند الحق تبارك وتعالى فمن سلك طريقا غير هذا الطريق غير طريق الاسلام. فقد ضل وهو من الخاسرين. لذا قال ربنا جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا. فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية - 00:35:23
لنكمل ان شاء ربنا جل وعلا في اللقاء المقبل ان قدر البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:35:47
المجالس مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا. ويفسر القرآن بالقلم يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لترويض ظلت الظمآن هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:36:05
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك - 00:00:00
وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا. اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله ومدده وتوفيقه على موعد مع اللقاء السادس والستين بعد المئتين من لقاءات التفسير وهو اللقاء الواحد والعشرون من تفسيرنا لسورة ال عمران - 00:00:22
وكنا بحول الرحيم الرحمن قد انتهينا في اللقاء الماضي من تفسير الاية التاسعة والسبعين من ايات السورة الكريمة الا وهي قول ربنا جل وتعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله - 00:00:44
ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ثم قال ربنا جل وعلا بعدها في الاية الثمانين تتمة لهذا المعنى الراقي ولا يأمركم ان تتخذ الملائكة والنبيين اربابا - 00:01:10
ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون مستحيل غاية الاستحالة ان يتفضل ربنا جل وعلا وان يمن على رسول من رسله المصطفين الاخيار ان يمن عليه العزيز الغفار بالكتاب والحكم والنبوة - 00:01:37
ثم يأتي هذا الرسول المصطفى المجتبى المختار ليأمر الناس بعبادته ايعقل هذا او ان يقول لهم اعبدوا الملائكة والنبيين واتخذوهم اربابا من دون الله هل هذا يعقل هل هذا يتصور - 00:02:06
ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا كيف يعقل ان يأمر رسول منزل عليه كتاب من الله تفضل عليه ربه بالحكم والنبوة كيف يعقل ان يأمر الخلق ان يعبدوه هو من دون الله الذي ارسله جل وعلا - 00:02:29
او ان يأمر الناس ان يعبدوا الملائكة وان يتخذوا الملائكة والنبيين اربابا من دون الله تبارك وتعالى الملائكة خلق عظيم كما ذكرنا قبل ذلك خلق من خلق الله خلقهم الله جل وعلا من نور - 00:03:00
ادم خلق خلق من الطين والملائكة مخلوقة من النور والجن مخلوق من النار الملائكة خلق عظيم من خلق الله جل وعلا خلقهم من نور لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون - 00:03:25
وانما هم عباد لله مكرمون وتراهم الله جل وعلا وجبلهم على تسبيحه وذكره وعبادته وطاعته لا يسأمون لا يملون لا يفترون كما قال فيهم ربهم وخالقهم جل وعلا لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون - 00:03:49
وقال في حقهم سبحانه لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فما كان لبشر كائنا من كان ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم ياتي بعد ذلك ليقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله - 00:04:15
ولا ان يأمر الناس ان يتخذوا الملائكة والنبيين اربابا من دون الله يأمرهم بالكفر بعد ان كانوا مسلمين مستسلمين مدعمين خاضعين متذللين منقادين لربهم جل وعلا بالعبودية والطاعة كيف ذلك - 00:04:40
فمن دعا الى عبادة غير الله جل وعلا فقد دعا الى الكفر يقينا من دعا الى عبادة غير الله جل وعلا وقد دعا الى الكفر ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون - 00:05:05
الانبياء والمرسلون صلوات الله عليهم اجمعين لا يأمرون يقينا الا بتوحيد الله جل وعلا وافراده وحده بالعبادة كما قال سبحانه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون - 00:05:20
هذه هي الصيحة الاولى لكل نبي وهي الصرخة الاولى لكل رسول ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وفي يوم القيامة يوم يحشر الله جل وعلا - 00:05:43
الخلق جميعا يحشر العابدين لغير الله والمعبودين من دون الله من الملائكة ومن البشر وغيرهم يعلن اولئك الذين عبدوا من دون الله تبارك وتعالى بدون رضا منهم يعلنون برائتهم من هؤلاء الذين عبدوهم من دون الله - 00:06:10
جل وعلا نعم تدبر هذه الاية العظيمة من اتي سورة سبأ يقول فيها ربنا تبارك وتعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون - 00:06:41
بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون بل وها هو نبي الله عيسى - 00:07:08
على نبينا وعليه افضل الصلاة وازكى السلام يقول ربنا جل وعلا له يوم القيامة اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق - 00:07:28
ان كنت قلته فقد علمته اعلموا ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب الى اخر الايات العظيمة وبعد ان نزه الحق تبارك وتعالى انبيائه ورسله صلوات الله عليهم اجمعين - 00:07:45
ونفى عنهم ان يقولوا قولا او ان يأمروا اقوامهم بامر لم يأذن به الله نفى الله جل وعلا ذلك عن انبيائه ورسله ثم اتبع ذلك سبحانه وتعالى ببيان الميثاق الذي اخذه عليهم - 00:08:05
نعم كيف يخالفون هذا الميثاق؟ وكيف يخرجون عنه وقال سبحانه واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرن قال - 00:08:30
اقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين يا الهي سبحانك ما اعظمك وما اجلها ورب الكعبة واعظمها واروعها وارهبها من اية رقم واحد وتمانين من سورة ال عمران. اية عظيمة - 00:09:00
اية الميثاق اكررها مرة ثانية واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم. لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري - 00:09:33
قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين يخبر الحق تبارك وتعالى انه اخذ الميثاق اي العهد من النبيين ان يصدق بعضهم بعضا وان يؤمن كل نبي باخيه النبي الذي يأتي من بعده - 00:09:58
وان ينصره ان ادركه وان ينصره ان ادركه فان لم يدركه فعليه ان يأمر قومه الذين ارسل فيهم وبعث فيهم بالايمان به وبنصرته ان ادركوه اخرج الامام ابن جرير الطبري - 00:10:32
رحمه الله عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال ما بعث الله نبيا من الانبياء الا اخذ عليه الميثاق لان بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وهو حي - 00:10:59
ليؤمنن به ولينصرنه وامره ان يأخذ الميثاق على امته لان بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم احياء ليؤمنن به ولينصرنه هذا هو الميثاق هذا هو العهد ومن درر الحافظ ابن كثير - 00:11:22
نعم ارى هذه الكلمات من درر الحافظ رحمه الله تعالى يقول ولطالما قررت ورددت هذه الكلمات العظيمة للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى يقول الحافظ فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو امام الاعظم - 00:11:53
الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو الامام الاعظم الذي لو وجد في اي عصر لكان هو الواجب الطاعة المقدم على الانبياء كلهم. ولهذا كان صلى الله عليه وسلم امامهم ليلة الاسراء لما اجتمعوا ببيت - 00:12:23
المقدس وكذلك هو الشفيع في يوم الحشر في اتيان الرب جل جلاله لفصل القضاء وهو المقام المحمود الذي لا يليق الا له صلى الله عليه وسلم الذي يحيد عنه اولو العزم من الانبياء والمرسلين - 00:12:49
حتى تنتهي النوبة اليه سيكون هو المخصوص به اي بهذا المقام المحمود عليه الصلاة والسلام يقول ربنا جل وعلا بعد ان اخذ الميثاق من النبيين والمرسلين جميعا اقررتم الله ااقررتم - 00:13:10
الاقرار في اللغة من مر الشيء يقر اذا ثبت ولزم مكانه واقره غيره والمقر بالشيء يقره على نفسه ان يلزم نفسه به ويثبته اقررتم اي الزمتم انفسكم بهذا العهد والميثاق - 00:13:34
اقررتم واخذتم على ذلكم اصري اي عهدي اي قبلتم عهدي مصري الاصر هو العهد وسمي العهد اصرا لانه مما يؤسر اي يشد ويعقد واصله من الاصرار اي الحبال التي يشد بها الشيء - 00:14:13
اقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا اسمع الجملة اللي اللي جاية دي جملة تملأ القلب بالهيبة ورب الكعبة والجلال قال جل جلاله ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا - 00:14:39
وانا معكم من الشاهدين يا الله اي فليشهد بعضكم على بعض بالاقرار بهذا العهد والميثاق ويزداد هذا الاقرار جلالا وجمالا وكمالا وعظمة وهيبة ورهبة حين يتولى الله الملك القدوس الاجل الاعظم بذاته ونفسه - 00:15:03
الشهادة على هذا الميثاق وعلى هذا العهد ويا لها ورب الكعبة من شهادة يا لها من شهادة فيها من الهيبة والرهبة والتحذير من الرجوع عن هذا العهد ما هو ابلغ من التحذير المباشر من التفريط فيه - 00:15:29
او النكوس عنه ولذا بين سبحانه وتعالى عاقبة الناكفين لعهودهم وقال جل جلاله ومن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون من اعرض عن هذا العهد والميثاق ومن اعرض عن الايمان بهذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم - 00:15:55
ومن اعرض عن نصرته وتأييده كان من الفاسقين الخارجين عن الايمان والحق والانبياء والمرسلون صلوات الله عليهم جميعا اجل قدرا واشرف مكانة من ان يتصور في حقهم مثل هذا حاشاهم - 00:16:24
حاشاهم هذا كما يقول علماء اللغة مما يراد به العموم من قبيل قول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم وحاشاه لان اشركت لاحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. الاية بيان لشناعة - 00:16:57
اشاعة نقض العهد مع الله جل وعلا حيث ينهى عنه هذا الاسلوب من لا يكاد يبشره او حتى من لا يخطر بباله مثل هذا فكيف ممن عاداه كيف بمن سواهم - 00:17:25
اذا كان هذا في حق الانبياء والمرسلين فكيف بمن سواهم وهو ازجر للامم والاتباع واهز للقلوب منهم والاسماع وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى ان الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم شرع - 00:17:55
ودين اوجبه الله تعالى على جميع من مضى وانهم يعرفونه بصفته ويعلم ويعلمون صدقه لذا جاء القرآن الكريم ينكر على اولئك الذين اعرضوا عن الايمان به وعن دينه الحق الذي يعرفونه من كتبهم المنزلة - 00:18:21
على انبيائهم ورسلهم وقال سبحانه افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون الله افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها - 00:18:48
واليه يرجعون الاية رقم تلاتة وتمانين استفهام انكاري التوبيخ كي يتولوا هؤلاء ويعرض هؤلاء عن الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم بعد هذا البيان الواضح يبغون ان يطلبون ويريدون - 00:19:17
دينا غير دين الله الذي هو الاسلام وانتم تعلمون ان الله جل وعلا اسلم له استسلم واذعن وخضع وانقاد له كل من في السماوات والارض طوعا اي بحب واختيار او كرها بانقياد وقهر واضطرار - 00:19:49
الكل اليه راجع واليه يرجعون لا يجدون مقرا ولا يلقون ملجأ ولا مفرا ولا يقدرون ابدا على الخروج من قبضته والتخلف عن قهره وارادته اذا كان ذلك كذلك فكيف يخالفون ما اتاهم - 00:20:18
من امر ونهي ودين وحكم وشرع على السنة انبياء ورسله ومرجعهم اليه ووقوفهم بين يديه يجازي من شاء بعدله ويجازي ويجزي من شاء برحمته وفضله وبعد هذا البيان الواضح والدليل الساطع والبرهان القاطع على صدق النبي محمد - 00:20:48
صلى الله عليه وسلم يأمره ربه جل وعلا ان يعلن للدنيا كلها. كلمة الحق التي يؤمن بها وارسل من اجلها الا وهي ان الدين عند الله هو الاسلام فهو دين كل الانبياء والمرسلين - 00:21:24
كما بينت قبل ذلك بالدليل من كلام رب العالمين دين نوح دين ابراهيم دين موسى دين عيسى دين سليمان دين يوسف دين الجن المؤمن دين اهل السماوات والارض ان الدين عند الله الاسلام - 00:21:51
يأمره ربنا جل وعلا ان يعلن هذا القول وان يعلن ايمانه ويقول له سبحانه قل قل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط - 00:22:13
وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين الايتان الرابعة والثمانون والخامسة والثمانون من اية سورة ال عمران - 00:22:39
امر من الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان يعلن للدنيا كلها ايمانه بالله جل وعلا وان يعلن اتباعه المؤمنون الموحدون لله المتبعون له ايمانهم بما انزل الله عليهم من القرآن الكريم - 00:23:06
والسنة النبوية وان يعلنوا ايمانهم بما انزله جل وعلا على اخواني من النبيين والمرسلين من الكتب والصحف قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب - 00:23:29
والاسباط ابراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام هو خليل الرحمن ابو الانبياء وقد انزل الله عليه الصحف كما ذكر ذلك جل وتعالى في موضعين من القرآن الكريم الاول في سورة النجم في قوله تعالى ام لم ينبأ بما في صحف موسى - 00:23:54
وابراهيم الذي وفى والموضع الثاني في سورة الاعلى في قوله تعالى ان هذا لفي الصحف الاولى روحوا في ابراهيم وموسى قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم - 00:24:22
فنحن المؤمنين الموحدين المتبعين لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. نؤمن بالله جل وعلا منهم برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ونؤمن برسوله ابراهيم وما انزل الله عليه من الصحف - 00:24:47
كما نؤمن بما انزل الله على نبينا المصطفى من القرآن انظروا الى عظمة هذا الدين انظروا الى جلال وجمال هذا الدين بل يصح للواحد منا دين اصلا ان لم يؤمن - 00:25:09
بجميع النبيين والمرسلين امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله اذا ابراهيم نؤمن به وبما انزل الله تبارك وتعالى عليه من الصحف - 00:25:30
قولوا امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل اسماعيل عليه السلام هو الابن الاول لابراهيم عليه السلام من زوجتي هاجر واسماعيل هو ابو العرب ولا نعلم اسم الكتاب الذي انزل الله عليه ومع ذلك نؤمن به على سبيل الاجمال كما امر ربنا جل وعلا نبينا صلى الله عليه - 00:26:05
وسلم ان يعلن الايمان به وبما انزل الله عليه اما نبي الله اسحاق فهو ابن خليل الله ابراهيم من زوجته سارة وقد بشرت الملائكة ابراهيم وسارة بمولد اسحاق لما مروا بهم ذاهبين الى مدائن قوم لوط لتدميرها عليهم لكفرهم وفجورهم - 00:26:38
قد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بانه غلام عليم وانه من المصطفين الاخيار وانه من اولي الايدي والابصار وانه من الامة الذين يهدون بامر الله وانه نبي من الصالحين - 00:27:09
ولا نعلم اسم الكتاب الذين انزله الله تبارك وتعالى عليه ومع ذلك نؤمن به وبما انزل الله عليه على الاجمال كما امر ربنا نبينا ان يعلن الايمان بذلك اما نبي الله يعقوب - 00:27:34
فهو ابن اسحاق ابني ابراهيم وهو ابن اسحاق ابن ابراهيم هو نبي كريم كان على دين جده ابراهيم من التوحيد والاسلام بل واوصى بذلك بنيه بوصيته الخالدة الرائعة التي سجلها القرآن وهو على فراش الموت - 00:27:55
كما قال جل وعلا ام كنتم شهداء اي اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن لهم مسلمون - 00:28:21
ونبي الله يعقوب الملقب باسرائيل نبي الله يعقوب اسمه اسرائيل كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه فنبي الله يعقوب هو الملقب باسرائيل واليه ينسب بنو اسرائيل - 00:28:44
فنحن نؤمن بما انزل الله عليه على سبيل الاجمال كما امن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كنا لا نعلم اسم الكتاب الذي انزله الله عليه اما الاسباط هم اولاد يعقوب - 00:29:08
وكانوا اثني عشر ولدا ومنهم تفرعت قبائل بني اسرائيل كما قال ربنا الملك الجليل وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما اصبت في بني اسرائيل كالعاشرة او القبيلة في العرب نؤمن بما انزل الله جل وعلا على هؤلاء جميعا على سبيل الاجمال - 00:29:29
ونصدق بانه سبحانه وتعالى قد انزل عليهم وحيا لهداية اقوامهم ودعوة اقوامهم الى التوحيد والحق والهدى والى افراد الله جل وعلا بالوحدانية والالوهية والعبادة نؤمن بجميع الانبياء وجميع المرسلين وبما انزل عليهم رب العالمين من الكتب والصحف - 00:29:56
كما قال سبحانه انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وانظر الى مكانة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الاية انا اوحينا اليك كما اوحينا - 00:30:21
الى نوح مع ان الوحي اولا كان على نوح قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم باماد بعيدة لكن الله تبارك وتعالى قدم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه - 00:30:37
الاية العظيمة انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح هل تدبرت مقامه ومكانته عليه الصلاة والسلام انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده ثم قال جل وعلا - 00:30:57
وما اوتي موسى وعيسى تدبر القرآن هنا يقول ربنا جل وعلا وما اوتي وهو عدول عن التعبير بالانزال قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل الاية - 00:31:19
وهنا عدول عن لفظ الانزال والتعبير بلفظ الايتاء وما اوتي موسى وعيسى. لماذا لماذا لم يقل ربنا جل وعلا وما انزل على موسى وعيسى والنبيين كما قال في سياق الاية الكريمة - 00:31:42
والجواب لان ما اوتيه موسى وعيسى نوعان نوعان وحي منزل من عند الله جل وعلا وايات كونية محسوسة مبهرة تثبت صدق نبوتهم وصدق بعثتهم وارسالهم من الله جل وعلا اذا جاء التعبير بقوله سبحانه وما اوتي موسى وعيسى - 00:32:00
اوتي موسى انما وحي وايات اما الوحي فهو التوراة هذا ما اتاه الله موسى على نبينا عليه الصلاة والسلام والتوراة افضل واشمل واعم الكتب بعد القرآن الكريم وقد قرنها الله جل وعلا في القرآن الكريم بالقرآن الكريم - 00:32:40
في قوله سبحانه بكتاب من عند الله واهدى منهما اي من القرآن والتوراة الفات بكتاب من عند الله هو اهدى منهما. اتبعه ان كنتم صادقين التوراة وحي منزل من الله جل وعلا على موسى، عليه الصلاة والسلام - 00:33:01
اما ايتاء الايات كثيرة كالعصا واليد الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص الزروع والثمار وفلق البحر وتضليل الغمام وانزال المن والسلوى الى غير ذلك من الايات الباهرة والحجج القاهرة التي اجراها الله جل وعلا على يد نبيه وكليمه موسى - 00:33:21
على نبينا عليه الصلاة والسلام. اما نبي الله عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام. فقد اتاه الله وحيا اتاه ايات عظيمة جليلة. اما الوحي المنزل فهو الانجيل الذي كان متمما للتوراة - 00:33:48
واما الايات الحسية فكثيرة وعظيمة. منها انه كان يبرئ الاكمح والابرص كما بينا. وكان يحيي الموتى باذن الله. وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله. الى غير ذلك من الايات العظيمة - 00:34:08
وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. وهذا يعم الانبياء نؤمن بهم على سبيل الاجمال الذي ذكره ربنا تبارك وتعالى وبينه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:34:25
وعلى سبيل التفصيل كما جاء على سبيل الاشمال امنا بي على سبيل الاجمال وما جاء على سبيل التفصيل امنا به على سبيل التفصيل. ونؤمن بما اتاهم الملك الجليل وبما انزل عليهم - 00:34:44
لا نفرق بين احد منهم في اصل الايمان بهم جميعا ونحن له مسلمون اي مستسلمون منقادون خاضعون باطن ظاهرة فالمؤمنون بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم من امته يؤمنون بكل نبي ارسل وبكل كتاب انزل - 00:35:01
من عند الحق تبارك وتعالى فمن سلك طريقا غير هذا الطريق غير طريق الاسلام. فقد ضل وهو من الخاسرين. لذا قال ربنا جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا. فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية - 00:35:23
لنكمل ان شاء ربنا جل وعلا في اللقاء المقبل ان قدر البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:35:47
المجالس مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا. ويفسر القرآن بالقلم يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لترويض ظلت الظمآن هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:36:05