باحث

اتكلم اليوم مع النبي ارسل من الروم ارسل الى الروم وهو من ذرية العيص ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهما السلام. وكان هذا النبي كثير المال. كثير الانعام. كثير العبيد والمواشي والاراضي. اعطاه الله عز - 00:00:06ضَ

وجل خيرا كثيرا. نبي وغني. كان عنده زوجة واولاد كثر. رزقه الله عز وجل الاولاد والبنات والاموال والعبيد والاراضي والخيرات والانعام. نبي وغني بارك الله عز وجل في ماله. مرت الايام اصيبت - 00:00:24ضَ

هذا النبي ببلاء فاصيب بمرض شديد حتى اقعد على الفراش وبدأ يفقد ماله شيئا بعد شيء يفقد ماله جزءا بعد اخر. فاذا به يفقد الاراضي والانعام والمواشي والعبيد. اما اولاده فقد ما - 00:00:44ضَ

امام عينيه واحدا بعد الاخر. ان الواحد منا لو مات له ابن واحد ما يتحمل. لو مات له ولد واحد ما يتحمل. كيف لو مات له ولد ثم الاخر ثم الاخر قيل كانوا اربع عشرة ولد وبنت كلهم ماتوا امام عينيه امام عيني هذا النبي عليه السلام - 00:01:06ضَ

كل امواله فقدها. خدمه ذهب عبيده باعهم. اولاده ماتوا واحدا بعد الاخر. اقعد على الفراش اصيب بمرض شديد. لم يبقى شيء يتحرك في في جسمه قالوا الا لسانه وقلبه. ليذكر الله عز وجل. فجلس على الفراش انطرح على الفراش يذكر الله ويحمده - 00:01:26ضَ

ويرضى بهذه البلية وهذه المصيبة. لم يبقى له الا زوجته حتى اصحابه. حتى جلسائه عافه الجليس واوحش منه الانيس ولم يبق معه احد يجلس عنده. اصحابه تركوه حجروه لم يبق معه احد. من هذا النبي؟ انه - 00:01:51ضَ

ايوب عليه السلام من ذرية العيص ابن اسحاق ابن ابراهيم. كان يملك مالا كثيرا واولادا وبنات وذرية. كل هذا فقده في زمن يسير واقعد على الفراش وهجره الناس. ولم يكن احد يجلس عنده الا زوجته. ظل على هذه الحال قيل شهور قيل سنوات - 00:02:11ضَ

قيل سنة واحدة ثلاث سنوات سبع سنوات. وقيل ثماني عشرة سنة. وهو على الفراش طريحا صابرا. ذاكرا لله عابدا استغل هذا الوقت في الذكر والعبادة والدعاء والاستغفار. كما قال الله عز وجل عنه نعم العبد - 00:02:35ضَ

انه اواب. رجاع الى الله عز وجل. وكانت زوجته المسكينة تعمل للناس اعمالا اجيرة. تعمل لهم اعمال يعطونها بعض الدراهم فتشتري طعام وتأتي بالطعام الى زوجها. والناس يخافون ان يجلسوا عند ايوب. لم يخافون ان ينتقل المرض اليهم - 00:02:55ضَ

ابتعدوا عنه وهجره كل الناس. ولم يبق معه الا زوجته تعينه على قضاء حاجته. على غسله على اطعامه على كل شيء فكانت تشتري الطعام وتأتي به اليه حتى جاء اليوم الذي قالت له زوجته يا نبي الله قد رأيت ما اصابنا قد رأيت هذا الذي جرى لنا فهلا دعوت ربك ان - 00:03:15ضَ

عافيك من هذا البلاء سبحان الله ايوب طوال تلك السنين لم يدعو الله عز وجل ان يشفيه. محتسب صابر رضي بقدر الله وقضائه هل لا يشرع للانسان ان يدعو الله؟ بل الله عز وجل يحب ان يدعوه عبده. ولكن هذه درجة لا يصلها الا الانبياء. الا - 00:03:40ضَ

يعني الناس الخلص يصبر ويرضى ويفرح بقدر الله عز قدر الله وجل عليه. فقال لها ايوب قال يا فلانة شرينا كم سنة عافاني الله عز وجل من المرض؟ كم سنة؟ كنت في عافية وصحة ونشاط ونعمة وخير. كم سنة كنت على هذه الحال - 00:04:03ضَ

فقالت زوجته يعني ربما سبعين سنة. سبعين سنة كنت في عافية والان اصبت بالمرض والبلاء. فقال لها الا ترضين ان اصبر لها سبعين سنة اخرى يعني سبعين سنة كنت بالعافية. اصبر سبعين سنة في المرض وهذا هو العدل. وهذا هو الانصاف. فجزعت زوجته تضايقت من صبره. يعني الى متى يصبر - 00:04:22ضَ

هذا النبي المبتلى ايوب عليه السلام الى متى كل هذا الصبر؟ الى متى كل هذا التحمل؟ فخرجت وجزعت فذهبت لتعمل عند الناس كالعادة فقالوا لها يا فلانة قد كنت تعملين اما اليوم - 00:04:45ضَ

لا احد يسمح لك بالعمل. قالت لم وكيف يأكل زوجي؟ كيف نعيش؟ قالوا نخاف ان تنقلي الينا المرض. يعني الامر مخيف ايوب حصل له هذا واولاده ماتوا واحدا بعد الاخر. نحن نخاف على انفسنا على اطفالنا. وكلما طرقت بابا منعت من العمل. ماذا تفعل الان - 00:05:01ضَ

ايوب يجوع عليه السلام يموت من الجوع تحب زوجها. الى متى ونحن على هذه الحال؟ وكان في ايامهم وفي زمنهم يبيعون الشعر الظفائر يستفيدون منه فقصت ظفيرتها اشترت طعاما وجاءت الى ايوب عليه السلام فقال لها - 00:05:21ضَ

الم تخبريني ان الناس منعوك من العمل؟ قالت بلى. فقال لها من اين لك اذا هذا الطعام؟ من اين جئت بهذا الطعام؟ قالت كلي الان وسوف اخبرك قال لا والله لا اكل اخبريني. قالت كل انت جائع - 00:05:41ضَ

قال اخبريني والا لن اكل فاذا بها تكشف الخمار عن رأسها حجاب فنظر فاذا هي قد حلقت شعرها في هذه اللحظة لم يتمالك ايوب نفسه فدعا ربه ارحم الراحمين. رباني مسني الضر وانت ارحم الراحمين - 00:05:56ضَ

ايوب عليه السلام حتى هذه اللفظة لم تكن دعاء صريحا. لم يكن فيه طلب. قال ربي انت لحالي مسني الضر. الامر وصل الى زوجتي الى شعرها. وانت ارحم الراحمين. وايوب اذ نادى - 00:06:35ضَ

الان بدأت الاستغاثة. الان بدأ الطلب من الله عز وجل. حتى هذا الطلب لم يكن صريحا. خرجت زوجته بعده بزمن ثم استبطأها تأخرت ما رجعت اراد قضاء حاجته هي تعينه تحمله اما الان تأخرت الزوجة وهو في البيت لوحده - 00:06:55ضَ

ولا احد عنده لا صاحب لا صديق. ماذا يفعل؟ ماذا يصنع؟ فاذا به يوحي الله عز وجل الى ايوب. نزل عليه الوحي يا ايوب اضرب برجلك الارض اضرب برجلك على الارض. اركض برجلك يعني اضرب برجلك بعقب الرجل على الارض في غرفته في بيته - 00:07:25ضَ

لم ركظ برجله يعني ظرب برجله على الارض ظرب ظرب ظرب فاذا الماء يفور من تحت قدمه معجزة. معجزة في بيته الماء يفور نبع من الماء قال الله عز وجل يا ايوب هذا مغتسل تغتسل به. ليذهب المرض الظاهري وشراب تشرب به فيذهب المرض الباطني - 00:07:47ضَ

خذ برجلك هذا مغتسل. اركض برجلك هذا مغتسل بارد فاذا بايوب عليه السلام يقوم كما كان قبل تلك السنين. ليس به بأس قط وارجعه الله عز وجل لشبابه ويقال انه البست بحلة من الجنة. الله اكبر عاد ايوب كما كان صحته. نشاطه هيئته جلده - 00:08:08ضَ

اعاده الله كما كان. فدخلت زوجته بعد فترة تبحث في الفراش ما وجدته. ظنت ان الذئاب دخلت عليه او الكلاب. فاكلت نبي الله اين هو؟ فوجدت رجلا جميلا حسن الهيئة - 00:08:42ضَ

جميل المنظر فقالت له يا فلان ارأيت النبي المبتلى؟ هي ما تعرف انه هو ايوب. قالت ارأيت النبي المبتلى انك والله اشبه الناس به قبل مرضه. فضحك. قال يا فلانة انا ايوب. قالت اتسخر مني؟ تسخر مني؟ يا رجل. قال - 00:09:00ضَ

انا ايوب قد شافاني الله عز وجل. الله اكبر. الله اكبر كيف حصل هذا؟ قال عافاني ربي جل وعلا فاذا بزوجته يرجعها الرب جل وعلا كما كانت. قبل تلك السنين اعاد الله اليها شبابها. ثم انجبت وولدت نفس الاولاد باعيان - 00:09:20ضَ

ثم ضعفهم ولدت اولادا ومثلهم معهم. ورزقه الله عز وجل مالا كثيرا وفيرا اعاد لهم قاله بل انه كان يغتسل احيانا فينزل عليه جراد من ذهب فيجمعه في ثيابه. فيقول الله عز وجل له يا ايوب الم اغنك - 00:09:40ضَ

من فضل قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن رحمتك. لا غنى لي من من فضلك ومن يشبع من رحمتك يا رب. واي فاستجبنا له فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر - 00:10:00ضَ

واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى ثم حتى لا يحنث لانه حلف انه ان عافاه الله ليضربن زوجته مائة سوطا مائة سوط لبيع ظفائرها. فقال الله عز وجل له خذ بيدك ضغطا اجمع حطب يسير ضعيف. اجمع ربط حزمة - 00:10:30ضَ

مئة يعني مئة قشة او مئة عود ظعيف من الخشب اضرب به ضربا خفيفا زوجتك حتى لا تحنث. لم حصل لايوب كل هذا هذا لما عاد الله له صحته جسده زوجته اولاده امواله كل النعم اعادها الله عز وجل لايوب تعلمون لما - 00:11:00ضَ

صبر على البلاء كان في بلائه في مصيبته يذكر الله يعبد الله يختلي بينه وبين الله بالذكر والتسبيح والتهليل نعم العبد انه اواب. ولهذا اذا ذكر الصبر ذكر معه ايوب - 00:11:20ضَ

عليه السلام - 00:11:49ضَ