التفريغ
فما ارتدت في رباكم شمس وصافح زهرا شمس وصافي زهرا روضة الماء تلك المساجد كأنها بالهدى فجر واضواء الصالحون ومن؟ بدت على وجههم بشرى فدت على وجههم بشرى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:00:01ضَ
خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فقد سبق الكلام على حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال اوصاني خليلي بثلاث صيام ثلاثة ايام من كل شهر وركعتي الضحى وان اوتر قبل ان انام - 00:01:11ضَ
وهذا الحديث سبق ان تكلمنا على ما يتعلق به من المعنى وما يستنبط منه من الفوائد وتوقف بنا الكلام على ركعتي الضحى. وقلنا ان مما يؤخذ من هذا الحديث مشروعية ركعتي الضحى. لقوله وركعتي - 00:01:33ضَ
الضحى وركعتا الضحى مشروعة مطلقا سواء كان الانسان له ورد من الليل ام لم يكن له ورد من الليل فهي سنة مطلقا كل يوم لما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل سلامى من احدكم صدقة - 00:01:52ضَ
فكل تسبيحة صدقة. وكل تحميدة صدقة. وكل تهليلة صدقة. وكل تكبيرة صدقة. وامر وامر معروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة. ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى واكثر الناس لا يستطيع ان يأتي بهذه الصدقات التي تبلغ - 00:02:15ضَ
التي تبلغ ثلاثمائة وستين صدقة فدل ذلك على ان ركعتي الضحى او ان صلاة الضحى مشروعة مطلقا وسنة على سبيل الاطلاق بمعنى الانسان يسن ان يفعلها كل يوم وفي هذا الحديث ايضا دليل على مشروعية الوتر - 00:02:40ضَ
بقوله وان اوتر قبل ان انام وهو كذلك فان الوتر مشروع كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليه ويحافظ عليه حظرا وسفرا وحث امته عليه بل ذهب بعض اهل العلم الى وجوب الوتر. وان الوتر واجب - 00:03:02ضَ
قال الامام احمد رحمه الله من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي ان تقبل له شهادة والوتر يطلق على الركعة المنفصلة عما قبلها. ويطلق على الركعة المتصلة بما قبلها - 00:03:23ضَ
ومن تأمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجد ان الصفات الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالوتر انواع فمن ذلك انه كان يوتر بواحدة بمعنى انه يصلي ركعة واحدة تكون وترا - 00:03:40ضَ
وليس معنى ذلك انه يقتصر في قيامه على الليل على صلاة واحدة. بل المعنى انه يصلي مثنى مثنى ثم يوتر بركعة واحدة ومن صفات الوتر ايضا الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان يوتر بثلاث - 00:04:00ضَ
والايتار بالثلاث له صفتان الصفة الاولى ان يسلم من ركعتين ثم يصلي الثالثة فيصلي ركعتين ويتشهد ويسلم ثم يصلي الركعة الثالثة والصفة الثانية ان يسرد الثلاثة سردا فلا يجس الا في اخرهن - 00:04:18ضَ
وهذا كله وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي بن كعب رضي الله عنه ومن صفات الوتر ايضا ان يوتر بخمس فاذا اوتر الانسان بخمس فالايتار بالخمس له صفة واحدة وهو انه يسردها سردا - 00:04:42ضَ
فيصلي الاولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم يجلس ويتشهد ويسلم ومن صفات الوتر ايضا ان يوتر بسبع فاذا اوتر الانسان بسبع فللايتار بالسبع صفتان الصفة الاولى - 00:05:02ضَ
ان يسرد ست ركعات سردا سيجلس في الركعة السادسة ويذكر الله عز وجل ثم يقوم ويأتي بالسابعة هذه صفة وهناك صفة اخرى ايضا للايتار في السبع وهو ان يفعلها كالخمس بمعنى انه يسردها سردا فلا يجلس الا - 00:05:23ضَ
في اخرها واذا اوتر الانسان بتسع الايثار بالتسع له صفة واحدة وهي ان يسند ثماني ركعات فيصلي الاولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة. ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة ثم الثامنة - 00:05:45ضَ
فيجلس ويتشهد في الثامنة ثم يقوم يأتي بالركعة التاسعة فيكون قد اوتر بتسع ركعات وان اوتر باحدى عشرة ركعة فان الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصلي مثنى مثنى بمعنى يصلي ركعتين ثم - 00:06:03ضَ
فيسلم ثم يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يوتر بالثلاث ولهذا في حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة - 00:06:23ضَ
كان يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد اهمية هذه الاعمال الثلاثة التي اوصى بها النبي صلى الله عليه - 00:06:38ضَ
وسلم ابا هريرة رضي الله عنه وهي صيام ثلاثة ايام من كل شهر وركعة الضحى والوتر قبل النوم وقد اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ايضا ابا الدرداء كما في مسلم واوصى بها ايضا - 00:06:59ضَ
ابا ذر رضي الله عنه كما جاء ذلك في سنن النسائي هؤلاء ثلاثة من الصحابة اوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصايا الثلاث اوصى ابا هريرة واوصى ابا الدرداء - 00:07:19ضَ
واوصى ابا ذر رضي الله عنهم ومن فوائد هذا الحديث ايضا جواز اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلا اي ان الانسان يتخذه خليلا لقول ابي هريرة رضي الله عنه اوصاني خليلي - 00:07:33ضَ
ولا يعارض هذا اعني لا يعارض اتخاذ الانسان النبي صلى الله عليه وسلم خليلا قوله عليه الصلاة والسلام اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل وذلك لان الذي تبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم الى الله هو ان الرسول عليه الصلاة والسلام بنفسه يتخذ احدا من امته خليلا - 00:07:54ضَ
واما كون واحد من الامة يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلا فهذا لم ينهى عنه بل ان ابا هريرة رضي الله عنه قال اوصاني خليلي بكذا وكذا وعلى هذا فهناك فرق - 00:08:18ضَ
بين اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم لواحد من امته خليلا وبين ان يتخذ واحد من الامة النبي صلى الله عليه وسلم خليلا. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لو كنت متخذا من - 00:08:35ضَ
امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ثم قال المؤلف رحمه الله وعن محمد ابن عباد ابن جعفر رضي الله عنه قال سألت جابر بن عبدالله رضي الله عنه الهى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:50ضَ
عن صوم يوم الجمعة؟ قال نعم. وزاد مسلم ورب الكعبة هذا الحديث يقول فيه رضي الله عنه انهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة وقوله انها هذا استفهام - 00:09:06ضَ
وقوله عن صوم يوم الجمعة المراد عن افراده بالصيام كما في رواية البخاري فقال نعم ونعم حرف جواب لتقرير المسؤول عنه وفي رواية مسلم نعم ورب الكعبة اي خالقها ومعظمها - 00:09:25ضَ
والواو هنا للقسم والغرض من هذا القسم توكيل الحكم استغرابه ووجه الاستغراب انه افضل ايام الاسبوع فكيف ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه ومناسبة ذكر الكعبة انه سأل جابرا رضي الله عنه وهو يطوف بها. اذا فقوله ورب الكعبة - 00:09:49ضَ
انما اقسم لان هذا الحكم فيه شيء من الغرابة وانما اقسم بالكعبة لانه حينما سأل جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما كان جابر يطوف بالبيت. هذا الحديث يعني حديث جابر يستفاد منه فوائد ومسائل. فمنها اولا النهي عن افراد يوم الجمعة بالصيام - 00:10:16ضَ
لقوله انهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال نعم وانما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة ان لان يوم الجمعة لما كان عيد الاسبوع اعطي - 00:10:39ضَ
شيئا من احكام العيد لكنه لما كان عيدا خاصا لم تثبت له احكام العيدين من كل وجه وفي هذا الحديث ايضا دليل على جواز الحلف على الفتيا المصلحة ولو لم يستحلب ولو لم يستحلف الانسان - 00:10:55ضَ
وفيه ايضا دليل على حرص السلف على العلم تعلما وتعليما وذلك لان محمد ابن عباد ابن جعفر سأل جابر رضي الله عنه هذا الحديث فيه ان الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن صوم يوم الجمعة - 00:11:17ضَ
والمراد بذلك افراده بالصيام كما سبق واما اذا لم يفرده الانسان بالصيام وانما صامه انه وافق عادة له او صام يوما قبله او يوما بعده فانه لا نهي عن ذلك - 00:11:37ضَ
كما سيأتي في حديث ابي هريرة رضي الله عنه. ولهذا قال المؤلف رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يصومن احدكم يوم الجمعة الا ان يصوم - 00:11:57ضَ
قبله او يوما بعده. قوله لا يصومن هذا نهي والنهي تقدم انه طلب الكف على وجه الاستعلاء لا يصومن احدكم يوم الجمعة الا ان يصوم يوما قبله او يوما بعده. الا ان يصوم يوما قبله يعني مواليا له. وليس المراد - 00:12:13ضَ
القبلية هنا ولو لم يكن مواليا اليوم الذي قبله يعني يوم الخميس. او يوما بعده يعني يوم السبت وذلك ان الانسان اذا صام يوما قبله او يوما بعده فيزول احتمال تخصيص هذا اليوم - 00:12:38ضَ
لذاته بالصيام هذا الحديث فيه فوائد واحكام فمنها اولا النهي عن صوم يوم الجمعة الا ان يصوم يوما قبله او يوما بعده ولابد في هذا اليوم الذي يصام قبله او بعده لابد ان يكون مواليا. فاذا صام يوم الخميس زال - 00:12:57ضَ
النهي واذا صام يوم السبت زال النهي ويدل على انه لابد ان يكون الصيام لما قبل الجمعة وما بعدها ان يكون مواليا ما ثبت في صحيح البخاري من حديث جويرية - 00:13:16ضَ
يا بنت الحارث ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال اصمت امسي؟ قالت لا قال اتصومين غدا؟ قالت لا قال اذا فافطري ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان النهي عن - 00:13:31ضَ
صيام يوم الجمعة انما هو عن تخصيصه بالصيام فاما اذا صامه الانسان غير مخصص له بالصيام فان ذلك لا حرج فيه ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:50ضَ
لا تخص ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخص يومها بصيام من بين الايام الا ان يكون في صوم يصومه احدكم وبناء على هذا فافراد يوم الجمعة افراد يوم الجمعة. نعم. وبناء على هذا فان يوم الجمعة لا يفرد بالصيام الا في حالين - 00:14:08ضَ
الحال الاولى اذا صادف عادة بان كان الانسان من عادته ان يصوم يوما وان يفطر يوما وصادف يوم صومه يوم الجمعة لا حرج عليه ان يصومه ولو كان مفردا ثانيا اذا صام يوما قبله او يوما بعده فيزول النهي - 00:14:36ضَ
وكذلك ايضا اذا لم يتمكن من صيام ما عليه من قضاء او ما اشبه ذلك الا في هذا اليوم فانه يجوز افراده وخلاصة ما في هذا الحديث ان يوم الجمعة نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تخصيصه بالصيام - 00:14:55ضَ
واما اذا صامه الانسان غير مخصص له بالصيام بان وافق عادة له في هذا اليوم او صام يوما قبله او بعده او صامه لانه لا يتمكن من صيام ما عليه من فرض - 00:15:14ضَ
او واجب الا في هذا اليوم فلا حرج عليه وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان ما شرف من الازمنة او الامكنة فلا ينبغي ان يخص بزيادة عبادة الازمنة الشريفة والامكنة الشريفة لا تخص بزيادة في العبادة الا اذا ورد عن الشرع - 00:15:30ضَ
بان تخصيصها لان تخصيص الزمان الفاضل او المكان الفاضل بزيادة في العبادة من غير ان يرد دليل من الشرع نوع من الابتدائي في الدين وفي هذا الحديث ايضا حكمة الشرع - 00:15:53ضَ
للتفريق بين يوم الجمعة ويوم العيدين وذلك ان يوم الجمعة رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان يصام اذا صام يوما قبله او او يوما بعده او صادف عادة له - 00:16:08ضَ
واما يوم العيد فلا يجوز للانسان ان يصومه مطلقا سواء اصطادف عادة ام لا وسواء صام يوما قبله او يوما بعده هذا ما اتسع له وقت هذه الحلقة من الكلام على احاديث صيام التطوع ونستكمل ما تبقى من احاديث الباب في الحلقة القادمة ان شاء الله. نسأل الله تبارك وتعالى - 00:16:24ضَ
ان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يهب لنا من رحمته انه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اقبلت تزهو نور الوجه. فما ارتدت في رباكم الطغا الما - 00:16:50ضَ
شمس وصافح زهرا شمس وصافح زهرا روضة الماء تلك المساجد التسبيح فجر واضواء بدت على وجههم بشرى بدت على وجههم بشرى - 00:17:16ضَ