التفريغ
فما ارتدت في رباكم شمس وصافح زهرا شمس وصافح زهرا روضة الماء تلك المساجد التسبيح فجر واضواء الصالحون ومن يكفر مآثرهم. بدت على وجههم بشرى بدت على وجههم بشرى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين - 00:00:00ضَ
نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنستكمل ما شرعنا فيه في الكلام على احاديث باب الاعتكاف من كتاب الصيام من كتاب عمدة الاحكام للحافظ المقدسي رحمه الله - 00:01:12ضَ
وقد توقف من الكلام على حديث صفية بنت حيي وهو اخر احاديث باب الاعتكاف قال المؤلف رحمه الله وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا في المسجد - 00:01:32ضَ
معتكفا في المسجد اي ملازما المسجد طلبا لنيل لنيل ثواب الله عز وجل. وتفرغا لطاعته فاتيته ازوره ليلا ازوره اي اجلس اليه توددا واناسا له فحدثته ثم قمت لانقلب فقام معي ليقلبني اي ليرجعني الى بيتي - 00:01:50ضَ
وكان مسكنها يعني مسكن صفية في دار اسامة بن زيد يعني في الدار التي الت وصارت الى اسامة بن زيد رضي الله عنه فمر رجلان من الانصار يعني مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وصفية لما قام ليقلبها - 00:02:19ضَ
وقوله رجلان لم تسمهما وقولها من الانصار الانصار جمع نصير او ناصر وهو المعين والمراد بالانصار المؤمنون من اهل المدينة من الاوس والخزرج وحلفائهم الذين هاجر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم فاووه ونصروه وعزروه - 00:02:40ضَ
فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرع يعني مشيا بسرعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهما على رستكما يعني لا تسرعا انها صفية بنت حيي فقال سبحان الله قوله قوله عليه الصلاة والسلام انها صفية يعني هذه المرأة التي معي صفية فقط - 00:03:07ضَ
قال يعني الرجلين سبحان الله يعني تنزيها لله عز وجل عما لا يليق به ولا يليق ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم محلا للتهمة او للظن السيء وانما قال ذلك لانه صلى الله عليه وسلم لما قال لهما لا تسرعا على رستكما استعظما ذلك الامر - 00:03:33ضَ
وكبر عليهما فقالا سبحان الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم. قوله عليه الصلاة والسلام ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم - 00:03:59ضَ
هذا يحتمل معنيين المعنى الاول ان الشيطان يجري في جسم بني ادم كجريان الدم والمعنى الثاني انه يجري في عروقه التي هي موضع جريان الدم وهذا الجريان جريان حقيقي وهذا هو ظاهر اللفظ - 00:04:15ضَ
والعقل لا يمنع ذلك يقول عليه الصلاة والسلام واني خشيت ان يقذف في قلوبكما شرا او قال شيئا وهذا شك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم شرا؟ او قال شيئا - 00:04:40ضَ
ولا يختلف المعنى وذلك لان ما يلقيه الشيطان في قلب ابن ادم لا يكون الا شرا. وفي رواية انها جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الاواخر من رمضان - 00:04:59ضَ
فتحدثت عنده ساعة يعني زمنا وكان حديثها ذلك بعد صلاة العشاء ثم قامت تنقلب يعني ترجع الى دارها وبيتها. فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها ليقلبها حتى اذا بلغ باب المسجد عند باب ام سلمة ثم ذكره بمعناه. وقالوا عند باب ام سلمة يعني باب - 00:05:14ضَ
حجرتها وكانت قريبة من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كسائر ازواجه هذا الحديث حديث صفية. اشتمل على مسائل وفوائد واحكام فمنها اولا مشروعية الاعتكاف. لان النبي صلى الله عليه وسلم كان معتكفا - 00:05:42ضَ
وفيه ايضا دليل على جواز وفيه ايضا دليل على جواز زيارة المعتكف والتحدث اليه بشرط الا يكون هذا التحدث وهذه الزيارة مشغلة له عن مقصود اعتكافه من التفرغ لطاعة الله تبارك وتعالى - 00:06:03ضَ
وفيه ايضا دليل على حسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لاهله حيث كان يؤنسهم ثم قام يقلبهم فيما بعد ومن فوائد هذا الحديث ايضا انه يجوز للمرأة ان تخرج ليلا - 00:06:24ضَ
اذا كان لغرظ بشرط ان تأمن على نفسها من الفتنة وفيه ايضا دليل على شدة تعظيم الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك ان الرجلين لما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:43ضَ
اسرع تعظيما له وفيه ايضا دليل على جواز خروج المعتكف في تشييع زائره لان الرسول عليه الصلاة والسلام قام ليقلب صفية رضي الله عنها ومنها ايضا من فوائده انه يجوز للمعتكف ان يخلو بزوجته وان يحادثها وان المحرم هو - 00:07:05ضَ
الجماع فقط. واما محادثة المعتكف لزوجته. وان يأنس بها وان تجلس عنده فلا حرج فيه وفي هذا الحديث ايضا بيان ما كان عليه النبي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من شفقته على امته - 00:07:34ضَ
فانه عليه الصلاة والسلام يعلم من ظاهر الحال ان الرجلين لم يظنا شيئا لكن خشي عليه الصلاة والسلام خشي عليهما من الشيطان وان يوقع في قلبيهما شيئا يكون سببا لهلاكهما - 00:07:51ضَ
ومن فوائد هذا الحديث ايضا انه ينبغي للانسان ان يزيل ما يلحقه من التهمة بان لا يظن به شيء هو بريء منه فينبغي لي المرء ان يتحرز مما يكون سببا لتهمته - 00:08:11ضَ
وهذا يتأكد في حق من يكون قدوة للناس كالعلما وطلبة العلم ونحو ذلك وفيه ايضا دليل على تسليط الشيطان على بني ادم حيث يجري منهم مجرى الدم والشيطان يتسلط على بني ادم - 00:08:30ضَ
ويؤثر على افكارهم تأثيرا جسمانيا وتأثيرا اراديا فكريا فتسلط الشيطان على بني ادم قد يكون تسلطا جسمانيا وقد يكون تسلطا اراديا فكريا اما التسلط الارادي الفكري فهذا امر مسلم به - 00:08:53ضَ
قال الله عز وجل الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء وقال تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان واما الثاني وهو التسلط الجسمي وقد دل عليه قوله تبارك وتعالى الذين يأكلون الربا - 00:09:19ضَ
لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد مشروعية تسبيح الله عز وجل عند التعجب وان الانسان اذا تعجب من امر فانه يشرع له ان يسبح الله عز وجل - 00:09:40ضَ
اشعارا بتنزيه الله تبارك وتعالى عما لا يليق به واعلم ان التعجب بالتسبيح يقع على اوجه احدها ان يكون التعجب بالتسبيح لتعظيم الامر ولتهويله بحيث يكون هذا الامر عظيما كما في هذا الحديث - 00:10:02ضَ
فان الرجلين قالا سبحان الله سبحان الله يعني تعظيما لهذا الامر وتهويلا له وقد يكون التعجب بالتسبيح في الحياء من ذكر هذا الشيء. بمعنى ان الانسان يقول سبحان الله ثم يذكر ما يستحيا من ذكره - 00:10:29ضَ
او يكون التسبيح ايضا لكون المحل ليس قابلا للامر وقد دل على هذا والذي قبله حديث ابي هريرة رضي الله عنه حينما قال له النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله ان المؤمن لا ينجس - 00:10:51ضَ
وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد الامر بالتؤدة وترك العجلة وان الانسان ينبغي ان لا يعجل في الامور سواء كان ذلك فيما يتعلق بالتصرفات او فيما يتعلق بالحكم على الاشخاص والناس - 00:11:11ضَ
وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد انه يجوز للرجل اذا كان معه اهله او معه احد من محارمه ان يخاطب الرجال الاباعد والاجانب وان ذلك لا يعد للمروءة وذلك لان الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:11:31ضَ
تحدث الى الرجلين وامرهما بعدم الاسراع وقال لهما ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان الاعتكاف انما يشرع في المسجد في قولها رضي الله عنها معتكفا في المسجد - 00:11:56ضَ
والمراد بالمسجد الذي يصح الاعتكاف فيه هو المسجد الذي هيأ لاقام لاقامة الصلوات الخمس واما المسجد الخاص الذي يتخذه الانسان لنفسه او المرأة تتخذه في بيتها فانه لا يصح الاعتكاف فيه - 00:12:20ضَ
وذلك لان هذا وان سمته مسجدا او مصلى ولكن لا تتعلق به الاحكام الشرعية المتعلقة بالمساجد فالمسجد الذي يصح الاعتكاف فيه ويشرع الاعتكاف فيه هو المسجد الذي هيئ وشرع بحيث تقام فيه الصلوات - 00:12:39ضَ
وخمس ويكون مفتوحا لجميع الناس ومشرعا لهم يدخلون ويخرجون فيه هذا ما تيسر الكلام عليه من المسائل والفوائد المتعلقة بهذا الحديث. وبه ينتهي الكلام على ما يتعلق بباب الاعتكاف وكتاب الصيام من كتاب عمدة الاحكام. اسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح - 00:13:00ضَ
وان ينفعنا بما علمنا انه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين فما ارتدت في رباكم شمس وصافح زهرا شمس وصافي زهرا روضة الماء. تلك المساجد - 00:13:28ضَ
فجر واضواء بدت على وجههم بشرى على وجههم بشرى - 00:14:10ضَ