شرح كتاب (أعلام السنة المنشورة)
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا يا رب العالمين قال المصنف رحمنا الله واياه ما هو توحيد الالهية - 00:00:00ضَ
الجواب هو افراد الله عز وجل بجميع انواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ونفذ العبادة عن كل ما سوى الله تعالى كائنا من كان. كما قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه - 00:00:26ضَ
وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقال تعالى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني اقم الصلاة لذكري وغير ذلك من الايات وهذا قد وفت به شهادة ان لا اله الا الله. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله - 00:00:43ضَ
وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من اهل توحيده والايمان به وتحقيق ذلك عليه نحيا وعليه نموت. وبه نلقى الله جل وعلا رب العالمين. على التمام - 00:01:05ضَ
كمال وعلى الاحسان وآآ القيام بما امر الله جل وعلا من توحيده والايمان به. كنا في الماضي قرأنا ما يتعلق بهذا السؤال وآآ استهللنا الحديث باهمية توحيد الالهية وذلك لما شاعت في هذه الاوقات الشهوات ورغب الناس فيما اوتوا من الدنيا والرغبات واعرضوا عن حق الله - 00:01:25ضَ
جل وعلا الذي الذي لاجله خلقت الارض والسماوات وتفصيل الكلام على مسألة توحيد الالهية من الاهمية بمكان. وكتاب الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قال كتاب التوحيد هو في تحقيق هذا اه النوع من انواع التوحيد. فهو في تحقيق توحيد لا اله الا الله - 00:01:55ضَ
توحيد الالهية ونفي كل ما يضاده او ينقصه. او يكون آآ مانعا من كماله وتمامه. آآ من اه تحقيق ذلك والتعمق فيه وظبطه على الوجه الذي يتأتى للعبد به كمال التوحيد - 00:02:20ضَ
لان هذا كما قلنا هو الذي جاءت به الرسل. وانزلت به الكتب وهو الذي لاجله خلق الخلق. وكما قال الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا من جهة. من جهة معنى توحيد الالهية الالهية بمعنى - 00:02:40ضَ
من الاله والاله من الهة يأله فهو فهو اله بمعنى مألوه. لانه على وزن فعال بمعنى مفعول. فعال بمعناه مفعول ككتاب بمعنى مكتوب ككتاب بمعنى اه مكتوب. والى اله هي اصل - 00:03:01ضَ
الله فان الله اصلها اله ثم لما اضيفت اليها الالف واللام التي هي لام التعريف حذفت الهمزة في الى حذفت تخفيفا حذفت تخفيفا والى معنى المألوه يعني المعبود. والاهتك الى آآ بمعنى عبادتك. ولذلك قال الله - 00:03:29ضَ
لو علق ويدرك والهتك يعني وعبادتك. كما في قصة آآ موسى مع فرعون. نعم آآ واله حقيقتها من التأله وهو التعبد والتنسك والتعبد والتنسك وتوحيد الالهية وهو كما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في معناه افراد الله جل وعلا بانواع - 00:04:00ضَ
العبادة الظاهرة والباطنة. قولا وعملا واعتقادا. ونفي العبادة عمن سوى الله تعالى كائنا من كان نعم فهو تحقيقه آآ او آآ حقيقة توحيد الالهية هو افراد الله جل وعلا بانواع العبادات - 00:04:30ضَ
سواء كانت مما يقر في القلب من التعظيم واعمال القلوب والمحبة والخوف والرجاء. نعم آآ او كان ذلك آآ من الاقوال كالنطق بلا اله الا الله وآآ عدم آآ دوري من اه صدور اه شيء من العبد فيه اه تسوية غير الله بالله - 00:04:51ضَ
اه كشرك الالفاظ ونحوها او كان ذلك بالاعمال اه الصلاة والذبح والطواف والحج والصيام فكل ذلك من العبادات التي لا تصرف الا لله جل وعلا. فهذا هو تحقيق آآ التوحيد اه الالهية قد جاءت بذلك الايات والنصوص انما الهكم اله واحد. نعم - 00:05:19ضَ
ذلك بان الله والحق وان ما يدعون من دونه الباطل. وفي ايات كثيرة وتوحيد الالهية هو جماع التوحيد. ولذلك قال اهل العلم انه هو مأخوذ من الربوبية. لان من علم ان الله ربه ايش؟ فانه يتوجه - 00:05:56ضَ
اليه. من علم ان الله خلقه فانه يعبده. من علم ان الله اعطاه فانه يطيعه. اليس كذلك انه يحبه وانه يرجوه وانه يخافه. فلاجل ذلك كانت التوحيد الالهية متضمن لتوحيد الربوبية - 00:06:26ضَ
وتوحيد الالهية ايضا متضمن لتوحيد الاسماء والصفات. فانه لولا علم العبد بان الله هو الرحيم وهو الرحمن وهو العليم وهو الخبير. فانه لا لا يتذلل العبد الا من علم ان الله يحيط به. وان الله يعلمه آآ يعلم كل شيء. وان الله يرحمه - 00:06:45ضَ
وان الله ينتقم من الظالمين وهكذا في كل ما هو متعلق بمعنى الاسماء والصفات. وهذا التوحيد هو الذي جاءت به الانبياء والرسل لان توحيد الربوبية ما كان الناس يختلفون فيه حتى عباد الاوثان والاصنام فانهم يعلمون ان الله هو الخالق وهو - 00:07:10ضَ
ما نعبدهم لا وهم يشركون بالله. قال الله جل وعلا عنهم ما نعبدهم يعني اصنامهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فهم يعلمون ان الله ها هو المعبود الحق وان الله جل وعلا هو الاله الخالق وانما آآ اضلهم الشيطان بالتوجه الى هذه الهة من دون الله - 00:07:33ضَ
اي جل وعلا فتوحيد الربوبية لا احد ينكره قبل فرعون. وحتى فرعون انما قال ذلك استكبارا واستقر في قلبه ايقانا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. كما قال الله جل وعلا - 00:07:54ضَ
ذلك في كتابه. وحقيقة توحيد الالهية وتحقيق شهادة ان لا اله الا الله التي بها يدخل العبد الاسلام وهي التي بها يحصل اه على الجنة والنجاة من النار. من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. ومن مات يشرك - 00:08:14ضَ
الشرك بالله شيئا دخل آآ النار. فاذا وهو حقيقته الذي آآ بعث لاجله الرسل وخلق لاجله الخلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون تحقيق العبادة الالهية لله سبحانه وتعالى. فكان هذا من اعظم ما - 00:08:34ضَ
يعنى به المكلف ويتفقه فيه الموحد فضلا او ناهيك بطالب العلم الذي ينبغي ان يكون اكثر اه تحقيقا لهذه المسائل وعلما بهذه الابواب واتيانا على تفاصيل اه ما يتعلق في هذا آآ العلم وهو العلم بالله جل وعلا وتوحيده والايمان به وتكميل ذلك بما تحصل للعبد النجاة آآ - 00:08:59ضَ
في الدنيا وآآ الفوز في الاخرة. نعم قال رحمه الله ما هو ضد توحيد الالهية؟ الجواب ضده الشرك وهو نوعان شرك اكبر ينافيه بالكلية وشرك اصغر ينافي كماله. نعم. كما قال المؤلف رحمه الله تعالى اه ما ضد توحيد الالهية لماذا - 00:09:29ضَ
احتاج الى ذلك لانه كما قلنا وبضدها تتميز الاشياء والضد بالضد آآ يتضح ويتبين ويظهر نعم قال ضده الشرك وحقيقة الشرك من التشريك وهو ضد الانفراد حقيقته المقارنة من آآ شركة في الشيء اذا اشترك فيه ومنه الشركة في الامور الدنيوية - 00:09:54ضَ
وحقيقة الشرك هو جعل شريك لله جل وعلا كما عرفه بذلك ابن قتيبة وغيره وقال ابن تيمية رحمه الله هو ان آآ آآ يصرف لغير الله من المخلوق ما يستحقه الله وحده - 00:10:26ضَ
فمن صرف لغير الله فمن صرف شيئا لغير الله مما هو من خصائص الله جل وعلا فقد وكما قال ابن القيم رحمه الله تعالى هو ان يشرك العبد مع الله غيره في القصد - 00:10:49ضَ
او في الاعتقاد او في العمل والعمل يشمل القول ايضا ومن احسن ما يقال في ذلك ما ذكره الشيخ بن سعدي رحمه الله لما قال وان آآ يشرك العبد مع الله غيره في العبادة - 00:11:10ضَ
او يعظم مع الله سواه او يصرف اليه شيء من خصائص الربوبية او الالهية. فذلك هو حقيقة الشرك من حيث هو معنى عام والشرك كما ذكر المؤلف رحمه الله تعالى انه على نوعين - 00:11:34ضَ
جاءت بذلك النصوص ودلت عليه الايات والاحاديث نعم فشرك اكبر وشرك اصغر لان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فدل ذلك على ان ان الذي يقابله - 00:11:53ضَ
الشرك الاكبر والله جل وعلا قال في كتابه ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. قال ابن عباس ليس الكفر الذي تذهبون اليه يعني اشارة الى ان الكفر في كتاب الله جل وعلا يحتمل ان يكون اصغر ويمكن ان يكون - 00:12:12ضَ
اكبر فاذا هذا من جهة حقيقة التفريق او وجود نوعين من انواع الاشراك بالله آآ جل وعلا. وسيأتي بيان الفرق بينهما آآ اشار المؤلف اليها قال شرك اكبر ينافيه بالكلية وشرك اصغر ينافي كماله. وسيتبين ذلك ايضا في السؤالين اللاحقين لهذا السؤال. نعم - 00:12:36ضَ
ما هو الشرك الاكبر؟ الجواب هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين. يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله. ويلتجئ اليه ويدعوه ويخافوا ويرجوه ويرغبوا اليه ويتوكلوا عليه او يطيعوه في معصية الله او يتبعه على غير مرضاة الله وغير ذلك - 00:13:07ضَ
قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وقال تعالى ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا - 00:13:30ضَ
وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وقال تعالى ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير وتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق - 00:13:46ضَ
وغير ذلك من الايات. وقال النبي صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا - 00:14:05ضَ
وهو في الصحيحين ويستوي في الخروج بهذا الشرك عن الدين المجاهر به ككفار قريش وغيرهم والمبطن له كالمنافق المخادعين الذين يظهرون الاسلام ويبطلون الكفر. قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد - 00:14:17ضَ
نصير الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين. وغير ذلك من الايات. نعم اذا هذا من المؤلف رحمه الله تعالى بيان للشرك الاكبر الذي ينافي الايمان بالكلية. فقال هو اتخاذ العبد من دون الله جل وعلا ندا يسويه برب العالمين - 00:14:37ضَ
وهذا سواء كان في اعمال القلوب ولذلك قال يحبه كحب الله يخشاه كخشية الله يلتجأ اليه يستغيث به من دون الله يدعوه يخافه يرجوه من دون الله جل وعلا ويرغب اليه ويتوكل عليه. او كان - 00:15:03ضَ
في الشرك الطاعة في علم ان له الطاعة المطلقة. نعم. اه او اه اه حتى ولو كان في معصية الله جل وعلا او آآ يقدموا مرضاته على مرضات الله سبحانه وتعالى. فكل ذلك داخل في حقيقة الاشراك بالله - 00:15:23ضَ
وعلا او الشرك الاكبر فلو تأملت ان الشرك الاكبر هو حقيقته يتأتى بمنافاة توحيد الالهية او التوحيد فسواء كان ذلك التوجه والقصد او الطاعة والانقياد اه او كان ذلك ايضا اه مساواة غير الله بالله - 00:15:43ضَ
كمن يسجد للاصنام كما يسجد لله. وكمن يتوجه اليها كما يتوجه الى الله جل وعلا فكل ذلك داخل في حقيقة الشرك بالله جل وعلا ويتأتى بالتنديد الذي هو ان يجعل - 00:16:16ضَ
غير الله جل وعلا الله في التوجه والقصد والرجاء والخوف والطاعة والعبادة وسواه واضح من كان كذلك فقد وقع في الشرك الاكبر الذي جاءت الايات بيان خسارة اهله وحصول الوبال عليهم في الدنيا والاخرة. قال الله جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار - 00:16:38ضَ
وما للظالمين من انصار لا في الدنيا ولا ولا في الاخرة. كما قال الله جل وعلا ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما هذا الافتراء ظاهر. لانه اعظم ما فيه انه تسوية من لا يستحق - 00:17:10ضَ
بالله جل وعلا الذي هو مستحق للعبادات سبحانه وتعالى ولذلك جاء في وصف الشرك ان الشرك لظلم عظيم اذ هو صرف العبادة لمن لا يستحقها صرف العبادة لمن؟ لا يستحقها. وايضا من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. وحصول - 00:17:30ضَ
على المشرك بالله سبحانه وتعالى من جهة اولا انه فوت على نفسه ما خلق له وهذا اعظم ما يكون من الضلال ومن جهة ما يفوت العبد مما يتأتى له من الايمان - 00:17:56ضَ
من الطمأنينة والنور وآآ سكون النفس واستقرار الحال وما يتبع ذلك من البركات وحصول الخيرات فان من امن بالله جل وعلا فتح الله جل وعلا له ابواب الرحمة ويسر له ابواب الخير وسهل له ابواب الرزق - 00:18:16ضَ
ولم يزل في خير ما دام على التوحيد والايمان. ولا ينغلق عنه ذلك الباب الا اذا اغلقه بما ينعقد عليه قلبه من الشرك بالله او التوجه الى احد آآ سواه. وكما قال الله سبحانه وتعالى آآ ومن - 00:18:38ضَ
يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق هذه الاية من اعظم الايات في وصف حال اهل الاشراك بالله جل وعلا يعني ان ما بين الموحد والمشرك - 00:18:58ضَ
كما بين السماء والارض فهل من في السماء كمن في الارض فكيف اذا كان الذي انتقل من السماء تخطفته آآ الطير كما يلحق قلبه من التشتت وما يكون فيه من الاهواء وما يدخل عليه من اه التناقض - 00:19:19ضَ
وما يفوته من الهدى نعم مع ما يرتكسه في دنياه وينتكس في اخرته فيما يلحقه من العذاب والنكال. اه فلذلك او تهوي به الريح في مكان سحيق فهو في سحق وبعد - 00:19:46ضَ
وفي ضلال وظلمة وفي شر وسوء. مع ما يكون له في الاخرة من العذاب والبعد عن رحمة الله جل وعلا. وآآ الشرك بالله سبحانه وتعالى الاكبر يكون في الاعتقاد كمن اعتقد مثلا ان لفلان طاعة مطلقة او ان يحبه - 00:20:04ضَ
كما يحب الله جل وعلا او اذا نزلت به نازلة رجا غير الله كما يرجو الله سبحانه وتعالى كما يكون بالاقوال. فمن بغير الله اذا نزلت به نازلة. نعم آآ او نحو آآ ذلك فهذا شرك بالله سبحانه وتعالى يخرجه من الملة. او كان - 00:20:24ضَ
بالاعمال كما لو سجد لصنم او توجه الى قبر عبادة وطوافا وذبحا وندغا فكل ذلك مما ينافي الايمان والتوحيد ويدخل به العبد في الشرك بالله سبحانه وتعالى. وهو يحصل في ظاهر الامور كما - 00:20:44ضَ
في باطنها فاذا لا يختص التوحيد اه بالاعمال الباطنة او الظاهرة كما ان الاشراك بالله جل وعلا يأتي على من آآ فعل وعمل ظاهر وبما يستقر في قلبه من باطن. ولذلك حتى المنافقين الذين يصلون كما - 00:21:04ضَ
يصلي اهل الاسلام وربما يزكون وربما خرجوا معهم في الجهاد لكنهم ابطنوا الشرك بالله والكفر. فوقع في قلوبهم آآ ذلك فخرجوا من الملة ووافقوا اهل الكفر بالله جل وعلا ان المنافقين في الدرك - 00:21:26ضَ
من النار فكان عقابهم اعظم. آآ لما فيهم من التلاعب واخفائه ومع ما جاء اليه من العلم به ومع ذلك تنكب عنه واطاعوا اهواءهم واظهروا خلاف ما آآ ابطنوه والله يتولانا واياكم - 00:21:46ضَ
براحماته وللحديث بقية واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين - 00:22:06ضَ