باحث

وتلك الامثال نضربها وما يعقلها المثل الذي يليه ايها الاخوة في سورة البقرة وهي الاية متين وواحد وستين ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الايات فظل الانفاق في سبيل الله - 00:00:00ضَ

والايات التي في سورة البقرة ايها الاخوة هي اكثر الايات التي وردت في فضل الانفاق في سبيل الله فحث على الانفاق مباشرة وظرب الامثال باكثر من مثل وقال الله سبحانه وتعالى في اول هذه الامثال - 00:00:29ضَ

مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء الله واسع عليم فيضرب المثل للمنفق في سبيل الله سبحانه وتعالى - 00:00:45ضَ

صادقا خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى لان نفقته مثلها كمثل حبة زرعت في الارض فانبتت قال كمثل حبة انبتت سبع سنابل حبة واحدة انبتت سبع سنابل الاحظ ان هذا مثل كما ذكر ابن عاشور - 00:01:10ضَ

حبة واحدة وتحولت الى سبع سنابل دون اي اه يعني جهود او تدخلات خارجية وانما بركة من الله سبحانه وتعالى قال كمثل حبة انبتت سبع سنابل. والسنبلة هي السنبلة سنبلة البر او الشعير - 00:01:38ضَ

وكلكم تعرفونه ولاحظوا ايها الاخوة ان هذا المثل الذي ضربه الله مثل يعرفه عامة لجميع الناس كذلك يضرب الله للناس الامثال. الامثال التي يضربها الله لنا في القرآن كلنا نعرفها - 00:01:57ضَ

بسيطة وسهلة لا يضرب الله لنا امثالا معقدة لا يدركها الا المتخصصون النادرون وانما يضرب امثال يدركها عامة الناس لان هذا القرآن كتاب هداية للناس جميعا والناس كلهم مخاطبون به - 00:02:11ضَ

ولم يخصص الله سبحانه وتعالى بخطابه في القرآن طبقة دون طبقة وانما للناس جميعا فضرب الله المثل بهذه الحبة التي يعرف الناس والمجتمع في المدينة النبوية والنبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليه هذه الايات في المدينة المنورة - 00:02:28ضَ

المجتمع في المدينة المنورة مجتمع زراعي والانصار اهل زراعة وهذي بالمناسبة ايها الاخوة مهمة جدا لمن يريد ان يعني يدرس تفسير القرآن الكريم وهو معرفة عادات العرب في الوقت الذي نزل فيه القرآن الكريم - 00:02:47ضَ

عندما نزل القرآن الكريم على النبي في مكة ومكة ليسوا اهل زراعة لان ليس عندهم مصادر الري ولا مياه وانما كانوا اهل تجارة بل سميت قريش قريشا لذلك لكن عندما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة هناك اضافات كثيرة في الخطاب القرآني تتناسب مع البيئة الجديدة التي كان يعيش فيها النبي صلى الله عليه وسلم منها هذه - 00:03:03ضَ

فضرب الله مثلا بالحبة وبالزرع وبالنخيل وسوف تأتي معنا لانهم كانوا اهل زرع واهل نخيل فهذا المثل المضروب يدركه كل احد هذه الحبة التي توضع في الارض فتخرج سبع سنابل ثم كل سنبلة فيها مئة حبة - 00:03:26ضَ

يعني سبع مئة ضعف الله سبحانه وتعالى يعني يحث يريد ان يحث المؤمنين على الانفاق ليبين لهم فضل النفقة ويقول لهم ان احدكم قد ينفق الدرهم ويضاعفه له الله سبحانه وتعالى اضعافا كثيرة - 00:03:41ضَ

والانسان ايها الاخوة يطمع دائما في الربح والناس ما يتاجرون دائما الا من اجل الربح ولولا الربح ما تاجر الناس فهذا المثال يغري بالمتاجرة ولذلك لما فهم الصحابة الكرام هذا المعنى - 00:04:00ضَ

تاجروا مع الله بل ان الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حث على الانفاق في سبيله باكثر من طريقة فقال من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة - 00:04:18ضَ

الان لو يأتيك الملك الان ويستقرض منك مبلغ لو ما كان عندك المبلغ تبحث عنه وتدوره حتى تسلف الملك لانك تعلم انه سوف يكون قضاؤه اكثر مما اخذ وان لم يكن ماديا فهو معنويا - 00:04:32ضَ

فكيف الله سبحانه وتعالى بنفسه يستقرضنا؟ ويقول من ذا الذي يقرض الله؟ والله سبحانه وتعالى غني عنا وعن قرظنا ولكنه من باب التحظيظ والتشجيع فهنا يقول لك سوف اعطيك على الدرهم الواحد سبع مئة درهم ربح - 00:04:54ضَ

وهذا لا يعطيه احد من البشر ما في احد ولذلك عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لما جاءته قافلة كما يذكر في كتب السيرة وكان في زمن مجاعة فلما جاءت قافلته تسابق التجار عليها - 00:05:14ضَ

واعطوا عبدالرحمن بن عوف اضعاف ثلاثة اضعاف ويشترونها منه قال هناك من اعطاني اكثر من ذلك قالوا اربعة اضعاف. خمسة اضعاف. عشرة اضعاف قالوا يا ابن عوف نحن تجار المدينة من اعطاك اكثر من هذا - 00:05:29ضَ

قال الله الله اعطاني سبع مئة ضعف وفرقها على فقراء المدينة هذا تطبيق عملي ايها الاخوة لمثل هذه الايات. كانوا يصنعونه رضي الله عنه ولذلك ابو ابو طلحة رضي الله عنه الانصاري - 00:05:46ضَ

لما نزل قول الله تعالى وهذا ايها الاخوة حتى يعني اه نخرج من رتابة التفسير نحن ايها الاخوة عندما نشرح التفسير ولا الحديث في النهاية المقصود هو العمل الاستجابة ومهما بالغنا في آآ التفصيلات والتشقيقات فهذا هدفه علمي وتعليمي بحت لكن الثمرة الحقيقية هي العمل والاستجابة - 00:06:02ضَ

فاذا وفق الانسان ايها الاخوة للاستجابة وقد تحقق المقصود ابو طلحة الانصاري رضي الله عنه نزل قول الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون واضح الاية ما يبغى لها تفسير صح - 00:06:26ضَ

ان لا يمكن ابدا ان تنالوا البر بمعنى الاجر العظيم الواسع غير المحدود لان البر هو الاجر العظيم الواسع غير المحدود مثل البر الان نحن نقول البر هو المكان المفتوح الواسع - 00:06:44ضَ

وكذلك البر حتى تنفقوا مما تحبون ان لا يمكن ان تنال هذه المنازل العظيمة حتى تنفق من احب الاموال اليك. هذا اختبار وليس كما افعل انا وامثالي اليوم عندما يتصدق الواحد منا - 00:06:59ضَ

فيستخرج النقود من جيبه ويبحث يعرظ عن الخمس مئة وعن المئتين وعن المئة وعن الخمسين وعن العشرة وعن الخمسة يبحث عن الريالات ثم يسأل الله الفردوس الاعلى من الجنة الله سبحانه وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. فابو طلحة الانصاري رضي الله عنه - 00:07:17ضَ

فهم هذه الاية مباشرة وكان عنده مزرعة مقابل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة اظنها اليوم اظنها اليوم تمثل جزء كبير من المسجد من من المسجد النبوي قال وكان فيها ست مئة نخلة - 00:07:41ضَ

وكانت من اجمل المزارع في المدينة وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما توضأ فيها احيانا صلى وربما اكل منها فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله - 00:08:03ضَ

لقد نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان احب ما لي الي بيرحاء هذي المزرعة اسمها بير حاء واني قد جعلتها يا رسول الله في سبيل الله وضعها يا رسول الله حيث شئت - 00:08:19ضَ

يا سلام. تطبيق عملي فعلا ما تصدق بها رضي الله عنه. فلما مات قال النبي صلى الله عليه وسلم هنيئا لابي الدحداح او كلمة نحوها رب عذق رح راح في الجنة - 00:08:36ضَ

فالفكرة ايها الاخوة هنا في مثل هذه الاية في قوله سبحانه وتعالى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة هل اكتفى بذلك؟ قال لا. والله يضاعف لمن يشاء - 00:08:53ضَ

والله واسع عليم هذا الوعد ايها الاخوة يشجع البخيل ان ان يجود في سبيل الله. لذلك كان الصحابة يتسابقون رضي الله عنهم وارضاهم على قلة ذات ايديهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتصدقون. وينبغي ان نكون كذلك جميعا ايها الاخوة. فان فرص الانفاق كثيرة - 00:09:13ضَ

وانت الدرهم الذي تنفقه فانت تحتفظ به اما الدرهم الذي تمسكه في رصيدك فهو الذي تفقده وتعرفون قصة عائشة رضي الله عنها عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم كم بقي - 00:09:32ضَ

من الشاه وقالت اه او تصدقنا بيدها ولم يبق منها الا كذا وكذا. قال كلها بقي او الا كتفها او كذا. فالذي انفقناه وتصدقنا به هو الذي هو الذي يبقى - 00:09:47ضَ

وقد ذكر ابن عاشور رحمه الله كلمة جميلة في تفسيره لهذه الاية فقال طبعا المفسرون يقولون هل يوجد حبة تخرج سبع سنابل وكل سنبلة تخرج مئة حبة بينهم خلاف في هذا - 00:10:06ضَ

يعني هل هناك فعلا حبة يخرج منها مثل هذا وبعض المزارعين ممن رأيتم في كتب الزراعة وكذا يذكرون هذا ويذكرون اكثر منه. ويقولون ان احيانا بعض الحبة تخرج اكثر من سبع سنابل - 00:10:24ضَ

فبركة الله سبحانه وتعالى لا حدود لها وان لم يكن هذا فهو مثال مضروب. ضربه الله سبحانه وتعالى وهو يتحقق للمنفق في سبيل الله. سواء تحقق هذا في واقع الناس او لم يتحقق - 00:10:36ضَ

يقول ابن عاشور رحمه الله قال هذه الاية عودا على التحريض على الانفاق في سبيل الله الله سبحانه وتعالى قد قال في السورة يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة - 00:10:50ضَ

والكافرون هم الظالمون هذا تحذير ودعوة انك انفق الان قبل ان تسحب الاوراق لان الانسان اذا خرجت روحه انتهى وقت العمل ويأتي يوم القيامة فينظر الى هذه الاجور العظيمة التي لو كان فعلها - 00:11:07ضَ

لك انت ارتفعت به في درجات الجنان زادت من موازينه يندم ندما عظيما ولذلك قيل ان كل الناس يوم القيامة يندمون. المؤمن والكافر المؤمن يندم انه لم يكن استزاد من العمل الصالح. والكافر يندم على انه لم يستجب لامر لامر الله سبحانه وتعالى - 00:11:26ضَ

الاية قال فالاية تثير في نفوس السامعين الاستشراف لما يلقاه المنفق في سبيل الله يومئذ بعد ان اعقبها سبحانه وتعالى بدلائل ومواعظ وعبر. وقد تهيأت النفوس لاستقبال هذا المثل وهذه الاية والاخوة دليل عظيم - 00:11:47ضَ

على فضل الانفاق في سبيل الله وصريحة في هذا ولذلك ينبغي على المسلم العاقل الا يحرم نفسه من هذا ولو بالقليل من فوائد الاية ايها الاخوة ان جزاء المنفق في سبيل الله عليه وحده - 00:12:07ضَ

ان الله سبحانه وتعالى قد تكفل بمجازاة المنفق في سبيل الله فانه قال والله يضاعف لمن يشاء ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ان الله سبحانه وتعالى يقول - 00:12:26ضَ

الصيام قال كل عمل ابن ادم له الا الصيام فانه لي وانا اجزي به فمعنى الحديث فانه لي وانا اجزي به انه لا حد لجزائي لهؤلاء الصائمين بمعنى ان الله قد حدد في بعض الاعمال العشرة الحسنة بعشر امثالها قال الا الصيام فانه لي وانا اجزي به ولا شك ان هذا ايها الاخوة كاف للمسارعة - 00:12:42ضَ

الى الانفاق في سبيل الله المثل الذي يليه ايها الاخوة مرتبط به مرتبط بمسألة الانفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى - 00:13:11ضَ

كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين - 00:13:33ضَ

يا ايها الذين امنوا هذا النداء ايها الاخوة نداء عظيم لوصف الايمان وهذا الوصف هو اعز الاوصاف التي يفتخر الانسان المسلم بانه يتصف بها وهو عندما ينادي سبحانه وتعالى فيقول يا ايها الذين امنوا - 00:13:54ضَ

كانه يحرضنا على الاستجابة بمعنى يا من ادعيت انك مؤمن يا من تزعم انك مؤمن افعل كذا وكذا وهذا يسمونه الحث وفيه شيء من الاستفزاز للعمل. كما يقول احدنا للرجل عندما يريد ان ينازل رجلا او يضارب رجلا فيقول له اذا كنت رجلا - 00:14:14ضَ

فافعل كذا وكذا يعني يستفزه ان كنت تقول انك رجل افعل كذا وكذا. فالله يقول هنا ان كنتم صادقين في ايمانكم فافعلوا كذا وكذا. وهذا اسلوب اسلوب في غاية البلاغة. يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. ذكر الله سبحانه وتعالى هنا الانفاق في سبيل الله. الاية اللي قبل كذا - 00:14:40ضَ

والاية السابقة عندما ينفق الانسان في سبيل الله. يعني افرض مثلا على سبيل المثال انك تصدقت على جيش انفقت مثلا مئة الف او مئة مليون لهذا الجيش هذه نفقة عامة - 00:15:02ضَ

لا تستطيع ان تمتن بها على افراد تقول لاحدهم تعال انا والله دفعت وانا اللي سويت وانا اللي دفعت لكم وانتم ما تسوون شيء من دوني لا هذا يعني نفقة عامة - 00:15:18ضَ

لكن في النفقة الخاصة يمكن المن والاذى وجاء في الاية التي معنا الان يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. وهذا نهي لكل مؤمن ان لا يتصدق ثم يمن على المتصدق المتصدق عليه على الفقير - 00:15:31ضَ

اذا رأى الفقير مثلا في حالة حسنة او رآه قد استغنى يقول لا وانت شايف نفسك الان وانا اللي متصدق علي امس وانا اللي معطيك وانا صح ولا لا هذا هذه منة تبطل العمل - 00:15:52ضَ

وتفسده وتحبطه كأنك ما سويت شي نعم ابطال له. لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. المن هو المن بالكلام قالوا والاذى هو الاذى بالفعل واعجبتني كلمة هنا للزمخشري يقول في كتابه الكلم النوابغ - 00:16:06ضَ

يقول طعم الالاء احلى من المن وهو امر من الالاء عند المن سجلوها هذي بعدين نشرحها يقول طعم الالاء طعم الالاء احلى من المن الالة يعني النعم والمن هنا هو العسل - 00:16:36ضَ

نعم آآ الذي ذكره الله سبحانه وتعالى عن بني اسرائيل وانزلنا عليكم المن والسلوى قالوا لمن هو طعام يشبه العسل يأتي اليهم دون تعب فيقول طعم الالاء احلى من المن. الانسان اذا اسدى اليك معروفا - 00:16:56ضَ

فانه احلى من العسل قال وما وهو امر وهو امر من الالاء عند المن والالاء الثانية قالوا هو شجر مر الورق شجر مر الورق اسمه الاء ولا ادري هل هو مفردته الالوة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث او لا - 00:17:13ضَ

قال وهو امر من الالاء عند المن، يعني عند المن به وذكره والتنغيص عليه بالمن به ثم ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا بمن ينفق ماله في سبيل الله ولكنه ليس لوجه الله - 00:17:35ضَ

وانما رياء سمعة وهذه تصح في المنافقين وفي من فعل بفعلهم والنيات ايها الاخوة امرها الى الله سبحانه وتعالى لا يستطيع احد ايها الاخوة ان يأتي يطعن في نيات الاخرين ابدا. ولا ينبغي - 00:17:54ضَ

وانما هذه النيات امرها الى الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي يعلم ما في الصدور الله يقول سبحانه وتعالى هنا كالذي ينفق ما له رئاء الناس هذا الذي ينفق ثم يمن على الاخرين بعطيته فيفسدها مثله - 00:18:12ضَ

قال كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر شوفوا الان هذا مثل مركب يمثل الذي ينفق من المسلمين ثم يمن بعطيته او يؤذي الفقير بانه مثل المنافق الذي ينفق في سبيل الله رءاء وسمعة - 00:18:33ضَ

تجد انه هذا المنافق لا ينفق الا اذا كان امام الكاميرات وامام وسائل الاعلام وامام الوجهاء ويتبرع ليس لوجه الله وانما رياء وسمعة فهذا ايضا صدقته باطلة. ونفقته مردودة لان الله سبحانه وتعالى قال في الحديث القدسي - 00:18:56ضَ

من اشرك معي في عمله غيري تركته وشركه وقال انا اغنى الشركاء عن الشرك ثم ضرب الله سبحانه وتعالى هذا ونظره بمثل معروف محسوس قبل شوية تكلم عن السنبلة والحبة وهذه معروفة. فيه مثل اخر ايضا معروف لنا - 00:19:28ضَ

جميعا قال كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا شوفوا الان اذا هطل المطر تشوفون الاسبوع هذا امس وقبل امس كان فيه مطر صح ولاحظتوا ان كان فيه غبار - 00:19:49ضَ

الصفوان هو الصفا الملساء الحجر الاملس صفوان والصفوان مفرد وجمعها صوفي وفي اللهجة العامية نحن نقول سفيان وبعض العلماء يقول صفوان هي جمع ومفردها صفا فهذه الصفا الملساء يأتي عليها الغبار والتراب - 00:20:10ضَ

حتى انك عندما تنظر اليها تظن انها تراب وليست صفا ملساء فاذا نزل عليها المطر الغزير غسل هذه الطبقة الرقيقة من التراب فاصبحت ايش ملساء نظيفة صلداء. حجر املس هذا هذا المثل هذه القشرة الرقيقة من التراب الذي كان على الصفا هو مثل هذه هذا العمل الظاهري للمنافق - 00:20:35ضَ

لكن عندما ينزل عليه المطر بقوة فيمحص الحقيقة فاذا بها ليست تراب واذا بها صفا صلداء فان في الاخرة يبطل الله سبحانه وتعالى نفقة هؤلاء المنافقين الكذابين المرائين كما يفعل الماء بهذا التراب الرفيق - 00:21:04ضَ

كما قال ايضا في اية اخرى وقدمنا الى ما عملوا من عمل. يعني هم عندهم اعمال صالحة ينفقون ويتصدقون. لان الان المرائي والمنافق عندما يتبرع مثلا بمليون ريال او مليون دينار او مليون دولار - 00:21:24ضَ

لمشروع من المشروعات هذا ينتفع به هؤلاء الذين اصحاب المشروع لكنه لا ينتفع به هو لانه لم ينفقه لوجه الله سبحانه وتعالى لذلك بعظ الصحابة رظي الله عنهم كانوا يتساءلون عن اعمال هؤلاء المنافقين او حتى اعمال الكفار الصالحة - 00:21:38ضَ

كيف يجازون عليها في الاخرة ولذلك لما سألوا عن عبد الله ابن جدعان عبد الله ابن جدعان كان من اكرم قريش قبل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. كان يضرب به المثل في الكرم - 00:21:58ضَ

حتى ذكر بعض علماء التاريخ انه كان اكرم من حاتم الطائي فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عنه قالوا يعني يا رسول الله عبد الله بن جدعان كان يحب مكارم الاخلاق - 00:22:14ضَ

كان كريما هل يعني ينفعه ذلك عند الله قال انه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين شوفوا سبحان الله العظيم ايها الاخوة المسألة هي مسألة عقيدة وكلمة - 00:22:28ضَ

ولذلك ابو طالب كان محبا للنبي صلى الله عليه وسلم ويدعمه دعم قوي ولكنه لم يسلم فهو من اهل النار وايضا حاتم الطائي عندما جاء جاء الاسرى من طي كانت فيهم سفانة بنت حاتم الطائي - 00:22:46ضَ

وكانت مع الاسيرات فلما مر النبي صلى الله عليه وسلم قالت اريد ان اكلم رسول الله فقالت يا رسول الله انا سفانة بنت حاتم الطائي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها - 00:23:05ضَ

اطلقوها فان اباها كان يحب مكارم الاخلاق واطلق باطلاقها اسرى كلهن لكنه عليه الصلاة والسلام قال كلمة اخرى قال اطلقوها فان اباها كان يحب مكارم الاخلاق وقال لو كان اباك مسلما لترحمنا عليه - 00:23:22ضَ

ارأيتم ايها الاخوة وكذلك هذه الاعمال التي يعملها المنافق لا تنفعه عند الله كما يصنع هذا المطر وهذا الوابل الشديد بالتراب على هذه الصفا. فمعنى الاية ايها الاخوة ما الذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان اي صفا ملساء - 00:23:44ضَ

عليه تراب فاصابه وابل. والوابل هو المطر الشديد فتركه صلدا يعني املسا لا شيء لا تراب عليه لا يقدرون على شيء مما كسبوا. يعني يوم القيامة يأتون يرون ان اعمالهم قد احبطت - 00:24:07ضَ

لا يقدرون على شيء منها ان ينتفعوا به. ولا شك ان هذا ايها الاخوة جزاء لهم من جنس عملهم لانهم كانوا في الدنيا يتظاهرون بالايمان ويبطنون الكفر ويظنون انهم بذلك يضحكون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين - 00:24:26ضَ

الله سبحانه وتعالى استهزأ بهم فاراهم اعمالهم يوم القيامة ثم ابطلها ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله يأتي اناس يوم القيامة بحسنات كجبال تهامة بيضاء يجعلها الله هباء منثورا - 00:24:46ضَ

قالوا ولماذا لماذا يا رسول الله؟ قال انهم كانوا اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها والعياذ بالله وهذا المثل ايها الاخوة لا شك انه في غاية التحذير من المن والاذى للمنفق - 00:25:10ضَ

اذا انفقت شيئا امسك لسانك وامسك كده خلاص انسى الموظوع تماما لماذا لان الفضل ليس لك الفضل اولا واخيرا لله سبحانه وتعالى ولذلك قال الله في مواضع كثيرة في القرآن الكريم في مدح المؤمنين المنفقين قال ومما رزقناهم - 00:25:34ضَ

ينفقون وانفقوا مما رزقناهم فانت مجرد مستأمن على هذا المال المال هو مال الله والحق الذي وجب فيه هو حق الله. والفقير مستحق فانت عندما تمن او تؤذي فانت قد ارتكبت اثما عظيما - 00:26:01ضَ

وهذا ابتلاء ايها الاخوة للطرفين. المال هو ابتلاء للغني وابتلاء للفقير والموعد عند الله سبحانه وتعالى ولذلك تذكرون الحديث العجيب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة من بني اسرائيل احدهم كان اعمى والثاني كان ابرص والثالث كان - 00:26:26ضَ

اجزم فجاءهم فشفاهم الله سبحانه وتعالى الثلاثة القصة المعروفة فلما جاء الملك في هيئة فقير اليهم لم ينجح منهم الا واحد صاحب الغنم جاءه الفقير وقال انا منقطع وكذا فقال انظر هذا الغنم - 00:26:44ضَ

كنت فقيرا وكنت مريضا نسيت هل هو كان مجدوما او ابرصا او او اعمى فمن الله علي بهذا المال وشفاني واعطاني فخذ ما شئت ودع ما شئت يا سلام وقال امسك عليك مالك بارك الله لك في مالك - 00:27:05ضَ

فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبك وهذا الابتلاء ايها الاخوة المال اللي عندك والراتب اللي تاخذه هذي كلها ابتلاء من اين اكتسبه وفيما انفقه؟ ولذلك يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع. سؤالين منها عن المال - 00:27:27ضَ

من اين اكتسبه وفيما انفقه وهذي مسؤولية عظيمة ايها الاخوة ينبغي للانسان ان يحاسب نفسه ولا يفرح بكثرة المال الذي يجري في يده فانه ابتلاء سوف يسأل عنه ومن فوائد ايها من فوائد هذا المثل ايها الاخوة مراعاة الاسلام لنفس الفقير - 00:27:48ضَ

مراعاة الاسلام لنفس الفقير فانه كما امرك بان تتصدق وتعطي نهاك ان تجرح كرامة هذا المسلم بكلمة او بعبارة او بحركة او باشارة لانه الفقر ليس عيبا وقد يغتني الفقير - 00:28:09ضَ

وانما هي كلها مدرسة ابتلاء يختبرنا الله سبحانه وتعالى. ومن فوائد هذه الاية ايها الاخوة ان الذي يمن بصدقته فانما ذلك لضعف ايمانه لضعف الايمان ايها الاخوة في النفوس تظهر مثل هذه الاخلاقيات - 00:28:31ضَ

وتلك الامثال نضربها وما يعقلها - 00:28:49ضَ