التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة اما بعد فكثيرا ما تمر باحدنا لحظات ومواقف يفرح فيها او تتحرك معها العاطفة بقرار يترجم اللحظة التي مر بها احدنا في ذلك الموقف - 00:00:00ضَ
حتى اذا هدأت سورة تلك اللحظة بدأ الشخص يعيد حساباته في ذلك القرار الذي اتخذه. او الكلمة التي اطلقها قد تكون تلك الكلمة نذرا شاقا كلف الانسان به نفسه. او قرار طلاق - 00:00:41ضَ
لم يدرس او موافقة على مشروع اقتصادي او موافقة على مهمة عمل لم يتأملها صاحبها او رضا بالارتباط بشريك العمر في الزواج. في الوان وصور من القرارات التي تتكرر في حياتنا - 00:01:01ضَ
والملاحظ في السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. يجد صورا من علاج في هذه الحالة التي يسميها بعضهم الاستغراق في اللحظة الحاضرة. وهذا العلاج يختلف بحسب بالموضوع وبحسب الشخص نفسه الا ان ثمة ما يلفت النظر في علاج الشرع لهذه اللحظات - 00:01:21ضَ
الحزينة والمفرحة التي قد تعصف بالانسان في لحظة ما ذلكم العلاج هو اعطاء النفس فرصة مدتها ثلاثة ايام. يتجلى ذلك في عدد من المواقف التي وقفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه مع احد اصحابه او اطلقها تربية وتشريعا لامته. ومن ذلك - 00:01:51ضَ
اباحة الاحداد على غير الزوج مدة ثلاثة ايام. كما في الصحيحين من حديث ام حبيبة رضي الله عنها منها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر. ان تحد على - 00:02:21ضَ
ميت فوق ثلاث الا على زوج. فانها تحد عليه اربعة اشهر وعشرا. ففي نفس المرأة عاطفة جياشة راعاها الشرع المطهر فلم يمنعها من اظهار الحزن والاحداد على غير الزوج لكنه اعطاها - 00:02:41ضَ
هذه الفرصة لما يغلب عليها من لوعة الحزن. ويهجم من الم الوجد فاعطاها ثلاثة ايام لانها في الغالب مدة يخف فيها الحزن وتذهب معها الموجدة. ومن المواطن التي راعى فيها - 00:03:01ضَ
الشرع هذه المدة ثلاثة ايام اباحة الهجر. ولو كان لامر دنيوي محض. ثلاثة ايام ايضا ففي الصحيحين من حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم - 00:03:21ضَ
ان يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرظ هذا ويعرظ هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. وفي قصة عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. ذلكم الشاب الذي كان متوقدا في العبادة. متوقدا - 00:03:41ضَ
في الحرص على التزهد والتعبد حين بالغ في عبادة الصيام بالذات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وامره ان يقتصر على ثلاثة ايام من كل شهر. فلم يقنع حينها رضي الله عنه لما كان في - 00:04:01ضَ
في نفسه من الرغبة والجلد في التعبد ايام الشباب. فزاد في الطلب وزاد حتى اوقفه النبي صلى الله عليه وسلم على صيام داوود عليه الصلاة والسلام الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان عبد الله يقول بعد ما كبر - 00:04:21ضَ
يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الامثلة وغيرها يا عباد الله. فيها اشارات تربوية ينبغي للمسلم والمسلمة ان يفيدوا منها في حياتهم. ومن ذلك عظمة هذه الشريعة - 00:04:41ضَ
التي وافقت الفطر السليمة فاعطت النفس البشرية مساحة من الوقت تأخذ النفس فيها حظها من تخفيف في اثر بعض الطباع البشرية التي جبلت عليها. كالغضب والحزن وغيرها. وفي مقابل ذلك راعت - 00:05:01ضَ
النفس ايضا من الترفه فنهت عن الاشقاق على النفس في التعبد. لان الشرع يتشوف ويلحظ معنى ولو كان قليلا فهو خير من الكثير الذي مآله الى الانقطاع. على قاعدة احب العمل الى الله - 00:05:21ضَ
والله ادومه وان يقل. كما قرره عليه الصلاة والسلام. ومن الدروس التي تستفاد ايضا من هذا التحديد الزمني ان اعطاء هذه الفرصة وهي ثلاثة ايام لامور دنيوية محضة كالهجر او جبلية كالحزن - 00:05:41ضَ
ايام الاحداد ينبغي ان يستفاد منه في حياتنا اليومية. سواء على مستوى العلاقات الاسرية. ام على مستوى على العمل وغيرها قد يختلف الزوجان ويحتد النقاش بينهما في مسألة عارضة. فهل من الحكمة والعقل - 00:06:01ضَ
اتخاذ قرار الطلاق والنفوس مشحونة والمشاعر متأججة. الاحصائيات تؤكد ان عامة قرارات الطلاق لم تأتي من دراسة ولا تأن. بل هي لحظة عابرة اطلق فيها الزوج قرار الطلاق والانفصال وهدم بيتا بناه ربما في عشرات السنوات. ايها الاخوة وقد يتناقش صديقان في مسألة - 00:06:21ضَ
فترتفع الاصوات ويكثر اللغط فيقرر احدهما اتخاذ قرار المفاصلة والمقاطعة ودفن الصداقة في مقبرة الجدال والخصام. وفي مجال العمل قد يقع نقاش بين العامل وصاحب العمل او بين الموظف ومديره فترتفع اللهجة وتعلو لغة الغضب فيقرر احدهما في نفس المجلس وفي لحظة - 00:06:51ضَ
يقرر قرارا انيا اما بفصل العامل من صاحب العمل. او الموظف يطلب الاستقالة. او الانتقال الى موضع اخر. ثم عند هدوء سورة الغضب يندم احد الطرفين. وفي مقام الحزن يعيش احدهم حالة مرض او مشاعر حزينة. فينذر حينها نذرا شاقا ان شفي - 00:07:21ضَ
على ان كذا وكذا من الطاعات. فاذا تحقق الامر بدأ يطرق ابواب المفتين. ليجد مخرجا من هذا النذر الذي في لحظة يأس. وفي مقام الفرح قد يسمع احدهم خبرا مفرحا مبهجا. فيعطي حينها - 00:07:51ضَ
وعودا اكبر من حجمه وطاقته. وانه سيفعل ويفعل. فاذا ذهبت لحظة الفرح ندم وشعر بالوردة والخجل امام اصحابه ومن سمعوا كلامه. وبدأ يبحث عن مخرج او ربما كلف نفسه ما لا تطيق - 00:08:11ضَ
تكليفا كان هو في غنى عنه. لو تأنى وظبط مشاعره حينها. ولهذا قيل في الحكم لا تعب وانت فرح ولا تصدر قرارا وانت غضبان. والسؤال ايها المؤمنون لماذا لا نستفيد من هذه - 00:08:31ضَ
النبوية لنا. في اعطاء الفرصة في اعطاء النفس فرصة زمنية كافية. قبل اتخاذ القرار اذا كان يترتب عليه امر ديني او مصالح دنيوية لابد للانسان منها. فنربي انفسنا على الا نتخذ ابدا قرارا في لحظة غضب او فرح عارم. وان نؤجل ذلك ما امكننا - 00:08:51ضَ
ثلاثة ايام او على الاقل حتى تذهب تلك اللحظات المتقدة. على ان بعض الموضوعات قد تكون في حاجة الى اكثر من ثلاثة ايام. وهذا منوط بخطورة الموضوع. واهميته. لم في الحديث عن هذه الدروس والعبر. فللحديث صلة نفعني الله واياكم بهدي كتابه. وبسنة خير انبيائه. اقول - 00:09:21ضَ
وتسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم ودود الحمد لله ما اتصلت عين بنظر او اذن بخبر. وصلى الله وسلم وبارك على سيد البشر. الشافعي المشدد - 00:09:51ضَ
في المحشر. نبينا وامامنا وسيدنا محمد. وعلى اله وصحبه خير صحب ومعشر اما بعد. فلقد ذمت العجلة وكانت تكنيها اما الندامات. فعليك عبدالله عليك بالاناة. فانك على ما انت موقعه اقدر منك على رد ما قد اوقعته. فالرافض لا يكاد يسبق كما ان العجل لا - 00:10:26ضَ
يكاد يلحق العجل يقول قبل ان يعلم. ويجيب قبل ان يفهم. ويحمد قبل ان يجرب. ويذم بعدما يحمد ويعزم قبل ان يفكر ويمضي قبل ان يعزم. والعجل تصحبه الندامة تنزله السلامة. وهذا ايها الاخوة والاخوات كله فيما لا يحتاج الى قرار عاجل. لا يحتمل التأخير - 00:10:56ضَ
مع اهمية الاستشارة والاستخارة في كل الاحوال. واذا تأنى العبد ودرس قراره واستشار ثم فلا ريب انه لن يندم مستقبلا مهما كانت النتائج التي ال اليها الامر لانه فعل ما بوسعه - 00:11:26ضَ
قدرا وشرعا قال لي احد العلماء حفظه الله ورعاه والله لم اندم يوما في حياتي على قرار اتخذته فتعجبت من ذلك قال لانني لا اتقدم خطوة واحدة الا بعد استخارة - 00:11:46ضَ
اشارة ودراسة للموضوع من كل جوانبه. وكنت لا اتخذ قرارا ابدا في لحظة عارمة من فرح او ولهذا صرت اعلم يقينا ان الذي قدره الله واختاره لي هو الخير بعينه - 00:12:06ضَ
ان وقع الامر في ظاهره على غير مراد. وهكذا يعيش الانسان بهدي الكتاب والسنة. راضيا مطمئن اللهم ارزقنا الانتفاع بما انزلته على رسولك صلى الله عليه وسلم. اللهم ارزقنا الاتفاع بما انزلته على رسولك من - 00:12:26ضَ
وسنة. اللهم ارزقنا الاتباع لهما ظاهرا وباطنا. اللهم كما احييتنا على سنته. اللهم فامتنا عليها يا رب العالمين اللهم انا نشهدك يا حي يا قيوم ان رسولك عليه الصلاة والسلام قد بلغ البلاغ المبين. اللهم فاجزه - 00:12:46ضَ
خير ما جزيت نبيا عن امته. اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما ذكرك الذاكرون - 00:13:06ضَ