المتنبي - الشاعر العبقري المستفز
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... و أسمعت كلماتي من به صمم - المتنبي يفخر بنفسه على الملك - الحلقة(2)
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله. اهلا وسهلا بكم في الحلقة الثانية من شرح قصيدة وحر قلباه ممن قلبه شمم للشاعر عربي ابو الطيب المتنبي بدأنا في الحلقة السابقة وذكرنا كيف ان المتنبي عبر عن حبه لصديقه سيف الدولة ثم مدحه بخوف الاعداء من لقائه - 00:00:06ضَ
ليمهد الطريق ليعرض شكواه من الحاسدين الذين اوقعوا بينه وبين سيف الدولة ولعلكم لاحظتم من الحلقة الاولى سهولة الشعر العباسي عامة وقرب الفاظه ونستطيع المرور بسرعة عبر الابيات. وهو ما لم يكن ممكنا عند تناولنا لاغلب قصائد الشعر الجاهلي - 00:00:30ضَ
لا تنسوا اولا الاشتراك في القناة وتفعيل زر الجرس. والاعجاب بهذه الحلقة وساعد القناة بمشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدأ يقول يا اعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام وانت الخصم والحكم - 00:00:51ضَ
يقول انت اعدل شخص ولكن ليس معي. لانك تساويني مع هؤلاء انت موضوع الخصام معهم وانت خصمي لانني عاتب عليك. ومع ذلك سارضى بما تحكم في هذا الامر اجلالا واكبارا لك - 00:01:11ضَ
هناك ذكاء كبير وحسن تصرف وتأدب من المتنبي في هذا البيت ثم يقول اعيدها نظرات منك صادقة ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم اعازه اي اجاره واعانه. لهذا نقول اعوذ بالله اي استعين به. يقول انني اعوذ بالله ان تكون هذه نظرتك. ليس هذا - 00:01:27ضَ
هو المنتظر منك ومن رجاحة عقلك لا تعطي هؤلاء اكثر من حجمهم. وجعل لهذا تشبيها جميلا. فحتمهم الكبير هذا كأنه هواء او ورم لا قيمة له تظن ان هذا شحم ولحم. بل هذا منظر وانتفاخ فقط - 00:01:53ضَ
ويجب ان ترى هذا بعينك الثاقبة وما انتفاع اخي الدنيا بناظره؟ اذا استوت عنده الانوار والظلم يقول له في جرأة ما فائدة نظرك اذا لم تستطع التفريق بين النور والظلام - 00:02:12ضَ
اذا لم تستطع التفريق بيني وبين هؤلاء. فالفرق كبير. كيف تساوي بينني وبينهم؟ وما فائدة عقلك هذه جرأة كبيرة في الكلام امام ملك يستطيع عقابه بل وقتله ثم بدأ في مدح نفسه والفخر على الجميع. وسيلة يظهر بها قيمته. وهذا امر مهم جدا لشخصية رجل كالمتنبي. رجل - 00:02:29ضَ
يشعر جدا بقيمة نفسه ويغضب لمثل هذه المواقف انا الذي نظر الاعمى الى ادبي. واسمعت كلماتي من به صمم طبعا هذا واحد من اشهر ابيات المتنبي يعني ان شعري مشتهر ومعروف في جميع الافاق. والجميع يعرف من هو المتنبي. حتى الاعمى الذي لا نظر له - 00:02:53ضَ
نظر الى كتبه والاصم الذي لا يسمع قد سمع كلامي. ماذا تريدون اكثر من ذلك يقول هذا زهوا بنفسه مقارنة بخصومه الذين لا يعرفهم احد انام ملء جفوني عن شواردها - 00:03:17ضَ
ويسهر الخلق جراها ويختصم ينام ملء جفونه يعني ينام نوما ثقيلا مطمئنا الشوارد شارد اللغة هو غرائبها ونوادرها وشرد البعير يعني نفر وابتعد عن القطيع يقول انني لا اهتم بشوارد وغريب اشعار غيري ولا كلامهم. فانام نوما ثقيلا مطمئنا لا يعكرني شيء - 00:03:34ضَ
يقصد ان حديث غيره عنه لا يؤثر فيه لعلمه بمقدار نفسه اما غيره فيظلون يختصمون ويسهرون يتجادلون. فكلامه يشغل الناس وكلام الناس لا يشغله او ربما يقصد ان شعره جيد فيجعل الناس تسهر وتناقش ماذا قال. بينما يكون هو نائما مطمئنا - 00:04:01ضَ
فشعره الذي قال ان الاعمى يقرأه والاصم يسمعه يجعل ايضا الناس يسهرون يرددونه وجاهل مده في جهله ضحك حتى اتته يد فراسة وفم مده يعني زاده وامهله وقتا كراسة الفرس اصلا هو دق العنق. هذا اصل الكلمة. ولهذا تسمى الحيوانات المفترسة بهذا الاسم - 00:04:23ضَ
يقول ورب جاهل من هؤلاء الحاسدين اغتر في نفسه وتمادى في سفهه بسبب ضحكه وتساهله حتى فتكت به وافترسته بعد فترة يشير بيده لقوته كرجل وكفارس والى فمه يقصد شعره وكلامه اللاذع واحيانا يكون فعل اللسان اقوى كثيرا من فعل - 00:04:51ضَ
فمقصد البيت انه يتغاضى ويتسامح مع الجهلاء لفترة فيظنون انهم انتصروا. ولكنه يجازيهم في النهاية ويفتق بهم اي ان البيت تحذير لمن يسبه او لمن وشى به عند الامير اذا نظرت نيوب الليث بارزة - 00:05:13ضَ
فلا تظنن ان الليث يبتسم وهنا يتضح التحذير اكثر فاكثر. الليث هو الاسد يقول عندما ترى اسدا يبرز اسنانه فلا تظنن انه يبتسم في وجهك. فهو بالتأكيد يشحذ اسنانه ليفترسك - 00:05:33ضَ
طبعا شبه نفسه هنا بانه هو الاسد وموجة مهجة من هم صاحبها ادركتها بجواد ظهره حرم الموجة هي دم القلب وهذا البيت معناه غير واضح او تركيبته غريبة. وهذا يحدث احيانا في شعر المتنبي - 00:05:52ضَ
يقول رب رجل اراد ان يأخذ مهجتي ان يسيل دمي ويقتلني. ولكنني انا الذي ادركته وادركت مهجته فقتلته على ظهر فارس ظهره حرم اي ان ظهره حرام لا يستطيع اي احد ركوب ظهره. الا فارس قوي مثلي - 00:06:13ضَ
او ان ظهر هذا الجوادي هو الامن كالمسجد الحرام كما نقول المسجد الحرام فهو امن معنى البيت انه ايضا فارس قوي. ربما ياتي من يريد قتله فيسبقه ويقتله هو. على ظهر جواد يعطي الامن لمن فوقه - 00:06:32ضَ
رجلاه في الركض رجل واليدان يد وفعله ما تريد الكف والقدم يصف الجواد فيقول ان رجلاه في الرجل نعم الرجل. وكذلك يداه. فهو من اقوى واسرع ما يكون او ربما يقصد ان رجلي الحصان تتحركان معا فتبدوان رجلا واحدة. وكذلك يداه. يشير الى اتساق حركته - 00:06:53ضَ
وهو مطيع سهل الانقياد فيفعل مثلما يريد منه فارسه. الذي يتحكم به عن طريق قدمه ويده الممسكة باللجام ومرهف صرت بين الجحفلين به حتى ضربت وموج البحر يلتطم المرهف هو السيف الحاد رقيق الشفرتين - 00:07:18ضَ
الجحفل هو الجيش الكبير بين الجحفلين يقصد انه كان في قلب المعركة بين الجيشين المتحاربين يكمل وصل فروسيته وقوته. فيذكر لنا مرة انه كان في قلب معركة وكان يضرب بسيفه وسط الجيوش المتلاطمة. التي - 00:07:39ضَ
شبهها بموج بحر عظيم يتلاطم انا لا اعرف حقيقة هل كان المتنبي فارسا بهذه القوة ام لا؟ ولكن يظهر من سيرته انه كان شجاعا ليس من الضروري ان يكون محاربا كعنترة ولكنه لم يكن جبانا ايضا - 00:07:58ضَ
فالخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم طبعا هذا اشهر بيت قاله المتنبي البيداء هي الصحراء الخطرة التي تبيد سالكها الفاء التي في اول البيت فاء السببية هذا يحدث لانني كذا وكذا - 00:08:15ضَ
يتفاخر بمعرفته لكل فنون عصره. وكل ما يجعل الرجل قويا له هيبة. فهو فارس يقود الخيل والليل والصحاري تعرفه فهو معتاد على المشي فيها بقلبه الشجاع والسيف والرمح ادوات الحرب. القرطاس هو ورق الكتابة. والقلم اي ادوات العلم - 00:08:37ضَ
ومن منا لا يريد ان يجمع كل هذا؟ وهذا البيت هو الذي اشتهر بانه البيت الذي قتل صاحبه ويردد الناس القصة المشهورة عن رغبته في الهرب عندما حوصر فذكره خادمه بهذا الكلام - 00:08:58ضَ
تبدو لي قصة خيالية. لان من المفترض ان الخادم قد مات ايضا مع المتنبي. وابن المتنبي الوحيد وكل من كان معه فمن الذي روى الحكاية؟ لا اعتقد انهم من قتلوه - 00:09:13ضَ
على العموم ما نعلمه يقينا ان المتنبي لطالما تفاخر بنفسه بكل الطرق المعقولة وغير المعقولة ونعلم ايضا انه قتل في طريق عودته لبغداد. عندما وقع في كمين نصبه له رجل من اعدائه. كان المتنبي قد هجاه بشدة - 00:09:27ضَ
اما التفاصيل فعلمها عند الله ثم يقول صحبت في الخلوات الوحشة منفردا حتى تعجب مني القور والاكم الفلوات جمع فلاة وتجمع ايضا على افلا وهي الصحاري المقفرة القور جمع قارة وهي الارض ذات الحجارة السوداء. وتطلق ايضا على المكان المرتفع - 00:09:45ضَ
الاكم جمع اكمة وهي الجبل الصغير يقول انه لطالما مشى وحيدا في الصحاري والاماكن الوعرة الخطرة. وكانت صحبته هناك الحيوانات البرية وليس البشر حتى تعجبت الجبال والصحاري نفسها من قوته الغريبة - 00:10:14ضَ
اتوقف هنا لحلقة اليوم. ويتبقى معنا حلقة اخرى يعلن فيها انه سيفارقهم رغم انه لا يحب ذلك نعيد ابيات حلقة اليوم قال المتنبي يا اعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام وانت الخصم والحكم - 00:10:32ضَ
اعيدها نظرات منك صادقة ان تحسب الشحم في من شحمه ورب وما انتفاع اخي الدنيا بناظره اذا استوت عنده الانوار والظلم انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم - 00:10:54ضَ
تنام ملء جفوني عن شواردها. ويسهر الخلق جراها ويختصم وجاهل مده في جهله ضحك حتى اتته يد فراسة وفم اذا نظرت غيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم ومهجة مهجتي من هم صاحبها ادركتها بجواد ظهره حرم - 00:11:15ضَ
رجلاه في الركن رجل واليدان يد وفعله ما تريد الكف والقدم ومرهف سرت بين الجحفلين به. حتى ضربت وموج البحر يلتطم. فالخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم صحبت في الخلوات الوحش منفردا. حتى تعجب مني القور والاكم - 00:11:44ضَ
حسنا هذه نهاية الحلقة. اشكركم على المتابعة. واراكم ان شاء الله في الحلقة القادمة. لا تنسى الاعجاب بالحلقة ومشاركتها مع اصدقائكم كان معكم محمد صالح. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:13ضَ